مشاهدة النسخة كاملة : أمل في يوم جديد
محسن العافي
06-08-2010, 08:46 PM
كان شارد الذهن بين طبيعة ساحرة ،يعتقد من يراه أنه أحمق عابث لايرى شيئا مما حوله ،تجده يتجول بين المروج والجنان ،سمعت جماعة من جالسي الحجارة على جوانب الطرقات يقولون :فقد هذا المسكين عقله فرفع عنه القلم ،فلا حول ولا قوة إلا بالله .....بعد غياب طويل دام لسنوات،ذات يوم وقفت سيارة ،انتظر الجميع من سينزل منها ،ظهر حذاء أسود لامع يلمس الارض أولا ،تبعته قامة منتصبة كأننا أمام بطل من أبطال الشاشة الكبيرة ،تحلق الكل حول السيارة ينظرون إليه ،رفع يده يحيي الرعاة والفلاحين والشيوخ والنساء .....،كان انحناؤه أمام الحاضرين وتقبيله الأرض التي نشأ وترعرع بين ربوعها يبين طيبوبة قلبه وصفاء نبعه ،تقدمت إليه عجوز ،مخاطبة إياه :هل أنت ابن السيد عياش ؟ أجابها قائلا :نعم سيدتي، ألا تذكرين الأيام التي كنت أجلس فيها إلى جانبك وأنت تحملين تلك القصبة ،وذلك المغزل الذي كنت أحاول أن أضبط سرعة دورانه ؟رد اخر قائلا :أنت إذن التائه وسط الطبيعة لا يكلم أحدا، يحسبك الناس أحمقا وليس للحمق أنذاك مستقر سوى عقولنا القاصرة .......كان مجيئه هذا رغبة في الوقوف على الطبيعة التي تطاير ريشه الأول بين أحضانها ،فكان كالطائر في بداية تحليقه ، يتحسس الأرض وما تحمل تربتها من صفاء وكنوز وطبيعة ساحرة ،كان في زيارته المتأخرة هذه يحمل كل ريشة من ريشه ، يتحسسها ويكلمها فتجيبه بصوت خافت عما ألم وأحاط بها من عبث، وتحطيم، وسطو، وجور، واحتلال ،كان يسألها بصدق وتجيبه بصدق، فتجلت له حقائق غائبة لم يعهد مثلها من قبل ،قال لها أظن أن الطبيعة ما تغيرت إلا لأطماع وإلا ما كان مصير تاريخ وعادات وتقاليد وطبيعة زاهية ترحل بهذه السهولة على حين غفلة من الجميع والكل يتفرج وضحكه يعلو ولا حركة..... جاء ليتفقد ريشه المتطاير بين أحضان الطبيعة التي احتضنته عصفورا صغيرا ...حضر لعله يجد بقايا من ذكرياته أو علامات أو أطلال منازل تشهد على أحد من عائلته أو جيرانه أو على حضوره الغابر بين تلك الجنان والسواقي والدروب والأزقة ،كان يظن الحياة باقية على أصولها هنا وهناك ،لكن الصدمة كانت قوية بعد التغريبة المفاجئة ،كان الهدوء وكانت الطمأنينة ،كان يظل صامتا، كأن الطبيعة كانت تطلب منه ذلك ،أو كان كذلك لأن الجدران كانت تسمع أنذاك كل صغيرة وكبيرة ، فتضطره للصمت وكأن الكلام محرم ،كان يأبى أن يعيش بين جدران سميكة لمدة طويلة جدا ،لكن ذلك ما حدث ،فكانت الجدران، وكانت القضبان الحديدية كذلك ،حتى ما إذا رأى نور الشمس وألقى، بنظره بعيدا رأى الأسلاك الشائكة التي تحجب نور العالم عنه، فتجعله يرقد في ركن منزو يحمل بعضا من دواوين درويش ودمعة منحبسة في جفنه الغائركما انحبس الماء عن قافلة وسط الصحراء .انتفض ليتخلص من بقايا الريش المتساقط ثانية ،ليعاود الكرة من جديد لعله ينجح في المهمة الثانية التي أعد لها منهجا جديدا، سخر لها كل العدة وكل ما يتطلبه اليوم الجديد من استعداد وتضحية . فهل يحمل المستقبل يوما جديدا مادمنا نسعى إليه بخيول ونبال وسيوف فقط ؟
اماني محمد ذيب
17-08-2010, 10:02 PM
فهل يحمل المستقبل يوما جديدا مادمنا نسعى إليه بخيول ونبال وسيوف فقط ؟
الاستاذ محسن:
انه الحنين الذي يشدنا الى ارضنا ووطننا
سيدي
نعم يحمل المستقبل الكثير من الامل ... يحمل يوما
جديدا واعدا ..
يحمل غدا مشرقا رائعا
ويحمل احلاما ... آمالا لا بد وان تتحقق
سيدي دمت متميزا
آمال المصري
18-08-2010, 04:48 AM
مؤلم أن يرى ذكرياته الجميلة تلاشت وتبددت المروج والطبيعة الساحرة لتُستبدل باحتلال ... وجور ...وسطو ... وضياع لمعالم الجمال
سيدي الفاضل ...
أجدت تصوير الشخصية المرهفة الحس هنا بإتقان
أعجبتني فكرة النص التي جمعت بين لنا الأمل والخوف من المجهول الذي تركها لنا الكاتب عبر الخاتمة التي انتهت بسؤاله : هل يحمل المستقبل يوما جديدا مادمنا نسعى إليه بخيول ونبال وسيوف فقط ؟
الذي تركنا في حيرة نفكر فيمايحمله لنا الغد
سررت وسعدت بقراءة رائعتك
سلم اليراع والقلم
ودمت مبدعا
وكل عام وأنت الخير
ربيحة الرفاعي
18-08-2010, 05:55 AM
ليعاود الكرة من جديد لعله ينجح في المهمة الثانية التي أعد لها منهجا جديدا، سخر لها كل العدة وكل ما يتطلبه اليوم الجديد من استعداد وتضحية . فهل يحمل المستقبل يوما جديدا مادمنا نسعى إليه بخيول ونبال وسيوف فقط ؟
فبماذا نسعى إليه إن لم يكن بخيول ونبال وسيوف
بوهم سلام وأكذوبة اتفاقيات ومفاوضات؟؟؟
ثم ....
من أين لهذا بالسيارة والحذاء السود اللامع والهيبة التي جاء بها وقد حصرته الجدران والقضبان الحديدية ؟؟؟
يقول أبو القاسم الشابي في أجمل ما قرأت له...
لا عدل إلا إن تعادلت القوى = وتصادم الإرهاب بالإرهاب
بالخيول والنبال والسيوف تتعادل القوى، وبعد تعادلها وتحقيق كرامتنا يكون لنا ان نفرض السلام الذي يستحق أن يعاش ...
بعد تعادلها نصنع المستقبل الذي يحمل كل يوم يوما جديدا
قصة حملت الكثير ...
دمت بخير
محمود فرحان حمادي
18-08-2010, 06:49 PM
أخي الفاضل
نعم سيشرق يوم الخلاص الجديد بكل بهاء وجمال
وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة المحمية بفكر صادق وعقل مدبر سليم
السلام نقتطفه بأعيننا ونظمه بكل ما نملك إن أعاد لنا حقًا مسلوبا بالظلم والكره والجور
وإلا فإن سلاح الجبان الكلام وسلاح الشجاع السيف والسيف القاطع
حرف طيب ينقلنا لفضاءات رحيبة
بورك بوحك
تحياتي
عبدالصمد حسن زيبار
18-08-2010, 08:04 PM
إنه الأمل ... منظار الرؤية للمستقبل
الحق يحتاج إلى قوة ... تحميه في معركته أمام الإستكبار
و ما الخيل و النبال و السيوف إلا رمزا عن القوة المادية بكل تمظهراتها و تشكيلاتها
نعم لا نقاتل المدفع اليوم بالسيف إنما بقوة مكافئة ...
و الأمر أن نعش اللحظة و نحن خارج إحداثيات الزمن ... مكانة جامعاتنا دليل من بين أدلة عديدة ..
تحياتي
رفعت زيتون
19-08-2010, 12:34 AM
..
ما دام الكاتب قد أنهى نصه الجميل بسؤال
فهو يتوقع الإجابة ولما كان من حقّه السؤال
كان الجواب على القارئ واجبا وهذا لا يعني أن يكون الجواب هو الأمثل
وأقول أنني معك أخي إن كان سؤالك يفيد السلب
فنحن لسنا بحاجة إلى النبال والسيوف فحسب
بل نحن بحاجة إى الكثير والكثير من مقومات النصر ورفعة الأمم
ولكن ................
أليسست تلك القيم الجميلة الاخرى التي نحتاجها لذلك اليوم الجديد
أليست هذه المثل والقيم العليا بحاجة إلى قوة تحميها ؟؟؟؟
ولماذا لا نفكر بالنبال والسيوف أولا وليس آخرا رغم أن كل الأطراف تفكر فيه أولا وأخيرا
وليس هذا فحسب بل وتمارسه على النحو الأسوء ضدنا
أخي الكريم يقول الله عز وجل " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لا تظلمون "
ولو نظرنا إلى هذا الأمر الرباني بشيء من التحليل ولو ان الامور لا تؤخذ هكذا لأن في أوامر الله
لا نقاش ولا تحليل ولا وليس للمسلم الا الإمتثال للأمر وذلك مصداقا لقوله تعالى
" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
ولكن لا بدّ من التوقف عند هذه الآيات لا لاتخاذ قرار وإنما لفهمها وإلقاء الضوء عليها
وأجمل ما قرأت في تفسير هذه الأية الكريمة أن الإعداد يستلزم تحري كل السبل والامكانيات وأقول بعيدا عن التفسير الذي قرأته أن الإعداد يؤدي إلى خير استعداد
وعودة إلى التفسير فإن كلمة قوة جاءت غير معرفة وانها جاءت نكرة وقيل في ذلك أن القوة لا تعني
قوة السلاح فحسب وإنما كل قوة تؤدي إلى التمكين والنصر فالعلم قوة والذكاء قوة والخطط والسيوف والنبال والمال كل ذلك وغيره ضروري للمعركة التي يكون وراءها فجر جديد
ولماذا القوة ؟؟
قالوا في ذلك أن القوة التي كانت نتيجة الاعداد هي فقط حتى يعلم القاصي والداني أنك قوي فلا يتجرأ
على الاقتراب منك خوفا ورهبا ولا بأس في ذلك وبالتالي فلا داعي لاستخدام القوة ما دامت هي قوة
رادعة للعدو أما اذا اغترّ العدو بنفسه فنكون على استعداد آنذاك للرد عليه
هذا هو مفهوم القوة أنها قوة رادعة كفيلة أن تجعل الآخر يرهبك ويحسب لك ألف حساب
فالقوة أولا لحماية كل شيئ بعدها وهي الحصن الحصين على أن لا تستخدم إلا للضرورة
هذا والله أعلم .
مازن لبابيدي
19-08-2010, 10:10 AM
الأخ الكاتب محسن العافي
أرحب بك أولا وبمشاركتك الأولى في منتدى القصة ورابطة الواحة الثقافية ، فأهلا بك بيننا وأرجو أن يطيب لك المقام ، وأن تمتعنا بأبداعاتك الأدبية .
استمتعت حقا بقراءة هذه القصة ، جميلة لها طابع خاص ، وتناولت موضوعا وطنيا وإنسانيا شديد الأهمية والحساسية بأسلوب سردي هادئ غلب عليه الحوار الذاتي ، لكن كان واضحا فيه بعض المباشرة من الكاتب خاصة في جملته الأخيرة الخاتمة إلا إن أولت بحديث نفس من البطل .
أتفق لحد ما مع الأخت ربيحة في أن السعي بالقوة هو الأساس في الإعداد متفقا مع الآية الكريمة " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " والله أصدق القائلين . ولكن هذا لا يعني الحصر والاكتفاء بالوسائل القديمة ، ولعل هذا ما فهمته أنا من النص في نهايته ( .. منهجا جديدا ...) ، فحمل المعنى على هذا هو مخرج من الخلاف . وكذلك أطرح نفس التساؤل الذي طرحته ، فالكاتب لم يبين لنا ولو بالتلميح إلى مصدر ما جعل البطل يبدو من "أبطال الشاشة الكبيرة" .
أرى في القصة إشارة قوية إلى الجانب الاقتصادي في الحديث عن الأرض والتراب وكنوزها ، وهو كذلك من جوانب الإعداد الضرورية للسعي "للمستقبل" .
أما الجانب الأهم الذي أراك أبرزته في القصة فهو جانب التغيير الإنساني الذي ألبسته لبطل القصة ، ومخالفته في المنهج للأساليب القديمة وللنظرة القديمة للأمور ، واختلافه هو شخصيا عنها بالشكل والمضمون .
وأرى في ابتعادك عن تبني اتجاه معين بذاته في القصة محاولة لجعلها مقبولة من مختلف "الاتجاهات" ، مركزا على مبدأ التغيير والتطوير الذي يجب أن يكون هو المنهج الجديد .
اللغة ممتازة وبسيطة المفردات ، والوصف كان جميلا جدا ، واستوقفني بعض الكلمات ..
طيبوبة ... هل هي مصدر صحيح ( أم طيبة ) ؟
حتى ما إذا رأى نور الشمس ... أم (حتى إذا ما رأى) ؟
كذلك أخي أراك أهملت التشكيل في النص .
أرجو أن تتقبل مروري المتواضع ، وتقبل تحيتى ومودتي
د. سمير العمري
29-11-2011, 06:08 PM
بعيدا عن مضمون النص والذي رأيت الأحبة قد ردوا عليه بما يكفي أوجه اهتمامي لبناء النص فأجده كان يحتاج لعناية أكثر من حيث العرض ومن حيث اللغة.
أما من حيث العرض فقد بدا لي النص وكأنه كتلة من صوف متشابك وكان أجدر بك لو اعتمدت اسلوب الفقرة وعلامات الترقيم ليسهل فهم النص وتحسن قراءته.
وأما من حيث اللغة فقد رأيت أكثر من هنة ولكن أكثر ما شدني هو تكرارك للفعل "كان" حتى كدت أزعم أنه نص يحتاج أن يكون عنوانه "كان" ، وهذا التكرار مفسد للسبك وللعامل الفني للقص.
دمت بخير وبركة!
وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.
تحياتي
ناديه محمد الجابي
16-03-2013, 05:21 PM
نتمنى أن يعود الغد محملا بالكثير من الأمل
غد يحقق الأماني والأحلام..
نص حمل فكرة .. ونهاية مفتوحة لنحلم معا
بغد مشرق نصنعه بالقوة ,بأيدينا ..
حتى لو كان ما في أيدينا
خيول ونبال وسيوف
تحياتي.
نداء غريب صبري
29-06-2013, 03:04 PM
فبماذا نسعى إليه إن لم يكن بخيول ونبال وسيوف
بوهم سلام وأكذوبة اتفاقيات ومفاوضات؟؟؟
ثم ....
من أين لهذا بالسيارة والحذاء السود اللامع والهيبة التي جاء بها وقد حصرته الجدران والقضبان الحديدية ؟؟؟
يقول أبو القاسم الشابي في أجمل ما قرأت له...
لا عدل إلا إن تعادلت القوى = وتصادم الإرهاب بالإرهاب
بالخيول والنبال والسيوف تتعادل القوى، وبعد تعادلها وتحقيق كرامتنا يكون لنا ان نفرض السلام الذي يستحق أن يعاش ...
بعد تعادلها نصنع المستقبل الذي يحمل كل يوم يوما جديدا
قصة حملت الكثير ...
دمت بخير
يكفينا هذا الرد الرائع
شكرا لأخي الكاتب المبدع
وشكرا لأستاذتنا ربيحة الرفاعي
بوركتما
آمال المصري
01-01-2016, 06:12 PM
فهل يحمل المستقبل يوما جديدا مادمنا نسعى إليه بخيول ونبال وسيوف فقط ؟
يبقى الأمل مادامت الحياة ...
نص يحمل الغربة والحنين للوطن وتغير الملامح بمرور الزمن
ليست ملامح الوجوه فقط ولكن الأمكنة والتفكير وربما ملامح المستقبل
كان يحتاج النص لبعض جهد أكثر
كاستخدام أسلوب الفقرة وتجنب الهنات المتفرقة
ويبقا أن لك قلم جميل وفكر رائع
مرحبا بك في واحتك
تحاياي
خلود محمد جمعة
02-01-2016, 01:44 PM
ربما هو الأمل الذي يبقينا قيد حياة
والذكريات هي ما تزودنا بتلك القوة لاسترداد ما فقدناه
قصة جميلة
بوركت وكل التقدير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir