تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا شاعرٌ .. إلى عَتمةٍ بيضاءَ



أ.د/ مصطفى الشليح
08-08-2010, 04:29 PM
.


.



.
.


لا شاعرٌ .. إلى عَتمةٍ بيضاءَ









تبدَّتْ رسومُ الدار بين الجوائب = خيوط عهودٍ عارياتِ الجوانبِ
ذوائبُ شابتْ ضاحكاتٍ منَ الونى = وقدْ غربتْ محفوفةً بذوائبِ
على ذارياتِ الرِّيح منها علالـةٌ = وبي ظمأ للسّارياتِ السّواكبِ
ولي قمرٌ رقراقُـه كأسُ آهةٍ = وأوراقـه شمسُ اللجيْن المُواكبِ
تركتُ له، بين العُيون، رسالةً= ليـقرأها بين النُّجوم الثواقبِ
ويقرأ لي الشَّوقَ القديمَ ولا َيني = كأنَّ زمانَ الشَّوق ليسَ بذاهبِ
.=.
كأنَّ كتابَ البرق مٌنكتـبٌ هُـنا = على أفـق لا ينحني لمَغاربِ
عرفتُ به مَعـنايَ قبلَ وفادةٍ = مُؤولةٍ مَعـنايَ بينَ المناقـبِ
ولي تركتْ تلكَ الكراماتُ جُبةً = لـتلبسني كلي نثـارَ حقائبِ
.=.
وللكرمة الجذلى أنا لغةٌ سهتْ = عن اللغة الجـذلى بسار وساربِ
وبالقهوة الميْساء أحرفُها التي = تُـقهقه نشوى بانطواء السَّباسبِ
وبالواحة الحوْراء تلهثُ بيدُها = حيالَ المعاني سانحاتٍ بسالبِ
وخُلبُّها تبدو لترقلَ خطوَها = بعيدًا إلى غنج الكَعابِ الخوالبِ
وخُـرَّدها مالَ الأصيلُ بشعرها = سنابـلَ تـأويل خليل مُداعبِ
.=.
يرفَّ لها نهرُ الأماسي بذائبٍ = من العسْجد المسْبيِّ يرنو لذائـبِ
ذوائبُ والعقيانُ ينسابُ حالمـًا= يُباغتُها سرًّا بغُـرِّ مـآربِ
وللألق المبْهور مِنْ لوحةِ المدى = أباريقُ تثـغو بالرَّئيِّ المُعاتبِ
.=.
وميةُ، والليلُ الطويلُ مُصاحبٌ= يُسامرُها رسمٌ بليلٍ مُصاحبِ
وبينَ الأثـافي جانبٌ متواجدٌ =من العنبر الشّحريِّ يصبو لجانبِ
.=.
إذا انفغمتْ دنياه بالمندل الذي= تأودَ، نشرًا، مثلَ غيدٍ صَواحبِ
تـأوَّبَ للذكرى يلـمُّ صحيفةً = من الشَّذراتِ الشَّاهداتِ الغرائبِ
ويرسمُ جُغـرافـيةً لـكتابـةٍ = ويرسو كأنَّ الماءَ ليسَ بكاتـبِ
ويرسُبُ. ترتابُ الفُصوصُ. لصاعدٍ = مراكبُه ألواحُها قيد راسبِ
وقيد المنافي وانعطافِ شؤونها = عصائبَ قول تستوي بعصائبِ
وتأتي على جسْر السّوافي سعايةً = تحومُ لترقى باذخاتِ المَراتبِ
.=.
كأنَّ المَراقي أسلستْ عتباتها = لكفِّ الـثرى لـوّاحةً بالمَشاجبِ
مُراوحة بينَ الزمان وريْبه = وما حدثـان الخطبِ قالَ لخاطبِ
وقدْ هرولتْ أشباهُ أسئلةٍ هوتْ = إذا ما غوتْ أشلاءُ قول لحاطبِ
.=.
وهمَّتْ لتهْذي، والمَجالسُ جلوةٌ= فهامتْ هباءً منْ هباءٍ مُناسبِ
وما غمغمتْ إلا فهاهـةَ نأمةٍ = ولا تُرجمانٌ مُعربٌ عنْ أعاربِ
وما دمدمتْ إلا متاهـةَ كلمةٍ = بلاغـتُها نهبُ الحواشي الأشائبِ
.=.
أتوا والطوى غمدُ البيان وجندُه= وأفتوا بغيْر المُرهفاتِ القواضبِ
وكيفَ ولا خيلٌ عـتاقٌ نواهبٌ = بحـرِّ القوافي آبـداتِ النواهبِ
وإنْ هيَ إلا كاسياتٌ بعُريها = ولا ثوبَ إلا منْ خيوط شوازبِ
وإلا الذي أقوى ودمنتُه عوتْ = بأطلسَ غربيبٍ وأشوسَ غارب ِ؟
رأيتُ هـنا بابا بمنعَرج اللوى = توشَّحَه النِّسيانُ بينَ المكاتبِ
عليه من اللأواءِ رجعٌ مُعاتبٌ = فأيٌّ هناكَ الآنَ رجعٌ لصاحبي
ونقعٌ لخطو كانَ يذرع خطونا = ونحن من اللأواءِ شدوُ تواثب ِ؟
وكنا، وللمُشتاق خارطةُ الهوى= نمرُّ خفافا في ممرِّ التخاطبِ
وكنا، وللرَّقراق مِصطبةٌ رأتْ = نقولُ : ألا بعْدًا لتلكَ المصاطبِ
.=.
نقولُ فينأى شاعرٌ بقصيدةٍ = إذا حارَ باءً .. واستجارَ بذاهبِ
وإنْ أوردته قيدَ تَهلُكةٍ صُوًى = بلا عَمدٍ مرفوعةٍ لمذاهبِ
وإنْ وردَ الماءَ التماحا وطمحةً = إلى برَدِ المعنى اصطباحةَ شاربِ
وإنْ صدرتْ عنه القوافي ولا يدٌ = تهمُّ بها .. حتَّى تلينَ لراغبِ
وإنْ عبرته غاربا عندَ جُبِّها = وقد نثرتْه .. كالصَّدِيِّ لغاربِ
.=.
يقولُ إلى كلِّ المَتاهةِ شاعرٌ = رأى بالمتاهاتِ ارتقابا لطالبِ
ولا شاعرٌ كانَ النِّداءَ لسَطوةٍ = سوى سائرٍ لا يَستسرُّ لصاحب
ولا شاعرٌ يأتي النِّداءَ بسُلطةٍ = سوى حائرٍ بين القوافي الذَّواهبِ
ولا شاعرٌ ينسلُّ منْ كلماتِه = إلى عتمةٍ بيضاءَ .. إلا بآئبِ
هيَ المُرسلاتُ المُرقلاتُ بضَوئِها = إذا ما خلتْ بالشِّعر ألقتْ بذائبِ
.=.
أقولُ إلى ريح تَهبُّ حَقيبةً = منَ الكلماتِ الرَّاسماتِ حقائبي
أأنتِ وللتاريخ أهبةُ واقفٍ = تَهبِّينَ حولي .. بالزَّمان المُجاذبِ
أجاذبُه نهرا جَرتْ صَلواتُه = إلى قدرٍ أغرى به كلَّ راكبِ
أغالبُه شعرا سَرتْ صَبواتُه = قصيدا نأى عن وجهةٍ وخرائبِ
أصاحبُه .. والرِّيحُ تكتبُ خطونا = ونحنُ إلينا .. شاعرٌ غيرُ كاتبِ ؟
.=.
لعلَّكَ أرخيتَ السّتارةَ قائلا = إلى الرِّيح: لا كانَ السَّريُّ لحاطبِ ..


.


.

نداء غريب صبري
08-08-2010, 06:51 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

محمود فرحان حمادي
08-08-2010, 07:21 PM
نصٌّ يتبخترُ جَذلاً بمفردة ميّاسةٍ جَذلى
وارفةٌ ظلاله، ورصينٌ سبكه الآسر
مقدرة شاعرية واضحةُ المعالم
والأحتفاء بها واجب أدبي مُلحللتثبيت

جهاد إبراهيم درويش
08-08-2010, 10:21 PM
شاعرية وأي شاعرية هذه
لله درك ..
نفس شعري طويل يكفيك منه حلاوة جرسه حتى وإن استشكلت عليك بعض مفرداته
هنا تتجلى رصانة الكلم وحسن السبك وجمال الأداء
شاعري ..
مثلك لا يحتاج المديح فمثلك قد لان له الحرف وطاوعه البيان
فقط ربما كان من حق القارئ أن توضح معاني ما يشكل فهمه
حتى لا يستلب طول النص قارئه .. أعذرني شاعري
تقبل الله منا ومنكم الطاعات
وكل عام وأنتم إلى الرحمن أقرب
ولا تنسنا من دعائك

دمت متألقا

ربيحة الرفاعي
09-08-2010, 12:31 AM
بديعة السبك قوية المبنى
وبمفردة طيعة وموظفة بإبداع رسمت صورا بديعة ومحلقة في فضاءات خلابة

دمت متألقا

محمد ذيب سليمان
09-08-2010, 05:33 AM
قصيد رائع متين السبك قوي العبارة
لاينقص طوله من بهائه الذي
ظل مرافقا حتى آخر رشفة
شكرا

نبيل أحمد زيدان
09-08-2010, 10:14 AM
الأخ الفاضل أ.د./ مصطفى الشليح الموقر
نعم ماتمتلكه من قريحة وملكة شعرية يرتقي لكرامة فأنت أنت الشاعر
تفضل بقبول التقدير

عزالدين تسينت
11-08-2010, 01:39 AM
أستاذي لفظا ومعنا الدكتور مصطفى الشليح

ها هو ذا تلميذك الذي مر ذات عبور سريع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية

تلميذك الذي لاأظنك تذكره ، لانه قطرة في بحر من الاسماء التي حضيت بشرف التمدرس عندك

لكنني أذكرك كلما رن القريض مراقصا مسمعي ، أيها الأديب الألمعي ..

لغة تختزن عمق الدلالة والمدلول ، وتعلن بكل تواضع رفيع ، سباق المسافات الطويلة ، وقد نلت حقا قصبة السبق ، أجدت وافدت ، وهذا

عهدنا بك ، دمت متألقا أيها الشاعر الفحل .

تلميذك : عزالدين تسينت

أتمنى أن نلتقي ذات شعر

د. سمير العمري
22-11-2012, 03:11 PM
شاعريتك الفذة هذه ولغتك الرصينة الجزلة واسلوبك المتين يجعلك في مدار عال متفرد من الألق والتمكن ويصنفك كأحد كبار شعراء العربية.

أحسنت جدا حدا بلغ نصاب الثناء الجزيل!

دمت متألقا محلقا في مدارك الخاص!

ودمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

هاشم الناشري
02-02-2013, 12:01 AM
أ.د. مصطفى الشليح ، ما قرأت لك إلا شعرتُ بسعادة كبيرة !

نسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله ، وأن يجزيك عن الأدب

خيرًا، وتحية لك محملة بالتقدير والإعجاب أيها الشاعر الكبير.

مودتي.

بشار عبد الهادي العاني
03-02-2013, 02:59 AM
كنت أتفيأ في ظلال الجزالة والفخامة , بوركت من شاعر مبدع
لكم كل تحية وإعجاب.