المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياسين



نوري الوائلي
13-08-2010, 04:03 PM
ياسين



أوجعت قلبي مُخبراً ومُجيبا = وقصمت ظهري ناعياً وكريبا
ونزعت من عيني المعابة أدمعاً = وزرعت فيها لوعةً ونحيبا
وعصفت في أذني دويّ نوائحٍ = وجعلت فجري عتمةً ومغيبا
وأزحت عن جمر المواجع لبنةً = قد صاغها قلبي الضروع حسيبا
وتسارعت في الصدر مثل دقائقي = دقاتُ قلبي حسرةً ولهيبا
فسقطت لا اقوى لحمل مواجعي = وأفقت من فزع الكروب مريبا
وشعرت من هول المصاب كأنه = حلمٌ له وجب الفؤاد وجيبا
ووقفت أجمع للمصاب عزائماً = قد هدّها جورُ الزمان عصيبا
آه , لقد مات الذي من جوده = أضحى الجمال الى الفؤاد نصيبا
لم أنس يوماً كان قلبي راجياً = فأجابني بالمكرمات حبيبا
قد قال لي مرحى بثغرٍ باسمٍ = وأزاح غيري حاسداً وكئيبا
فعلوت فيها للمناقب رغبة = وملكتُ منها رضّعاً وشبيبا
وملكت تاجاً للجمال متوّجاً = ونهضت منها عالماً وأديبا
ترعى وتزرع والجنائن خضرة = والكف ينضحُ معسلاً وحليبا
ولبست زيّاً للرصافة معلماً = يُضفي الوقار ويُجمل التهذيبا
وملكت من زهو الحياة بساطةً = لم تعرف التسويفَ والتكذيبا
وحرثت أرضك قانعاً ومؤملاً = فجنيت منها خضرةً وزبيبا
وجريت تدفع في الشوارع محملاً = وتبيع فيها جبنةً وضريبا
ونهضت قبل الفجر تحلب جاثياً = وجمعت عشباً في الحرور رطيبا
يا نخل بغداد الطويل وسعفه = يا بلسما يحوي القلوب رحيبا
يا عمّ يا حمل المواجع صابراً = عند الكروب ويا أعزّ قريبا
أنت العراق طبائعاً ومشاعراً = أنت الروافد صافياً وشريبا
للموت لم آسفْ فموتك سنة = والموتُ حقّ لم يحاب طبيبا
الموتُ فينا رغم جهل قلوبنا = والكلّ يسعى للرقيب منيبا
أسفي لفقدك حين قلبي نائياً = عن مقلتيك ولا يراك قريبا
لم تشبع العينان منك ولم تزل = في مقلتيها واحةً وعشيبا
الزوجُ تذهبُ للقاء فلم تجد = أبّاً يؤانسها ولا تطبيبا
الطفلُ لم ينعم برؤية جدّه = والجدّ يرحلُ موجعاً وغريبا
قد أنشبت سننُ المنون بحملنا = لم تُبق منا صاحباً وقريبا
وتكاثرت فينا كجذو مشاتل = وغدت لها أرضُ الديار خصيبا
وتتابعت جمّ الصعاب وحمّلت = منها الرؤسُ مناحةً ومشيبا
تختارُ مثل النحل فوق مزارع = فتصيبُ فينا زاهداً ونجيبا
جارَ الزمان على العراق وأهله = فغدى بهم سهم المنون مصيبا
وأذاقهم بالنائبات مصائراً = قد شاب منها جاهلاً وأريبا
حتى تعالت في العراق تذيقنا = من كلّ كرب مبهماً وعجيبا
وخرجت من بلد الكرام مُراغماً = فلقيت دربي عاصفاً وكثيبا
عشنا وربّك غربة حتى غدت = فينا المواجع مضرباً وضريبا
وتلاحقتنا بالكروب كأنّها = فينا كمن عاشَ الحياة سليبا
لا أهل يجمعنا بهم شوقٌ ولا = أنس يزيحُ عن الفؤاد خطوبا
ماتت أحبّتنا ولم تحفل بهم = منّا العيون مودّة ورغيبا
ياسين يرحمك الرحيمُ برحمة = ويزيحُ عنك مساوءاً وذنوبا
ويريك في يوم الحساب مُحمداً = فتذوقُ منه شفاعةً وشروبا
تفدي عراق الصابرين لترتقي = من كلّ بيت منحراً وصبيبا
ولك الأكفّ الى السماء تضرعاً = أن لا يريك من الزمان نكيبا

نبيل أحمد زيدان
13-08-2010, 05:09 PM
آزاح الله عن العباد الغمة وفرج الكروب
والهم الأنام الصبر والسلوان
قصيد معبر أتى على المشاعر فأججها
تفضل بقبول التقدير والإحترام

محمود فرحان حمادي
13-08-2010, 06:29 PM
بكائية موجعة جاء رثاؤها موفقًا حزينا
اشتملت على ذكر كربات النفس والوطن
وهكذا حالنا شهيد يتلوه شهيد
وجرحنا فاغر فاه مرَّ الأيام
بورك هذا النبض الشاعري الذي لم يخلو من هنات هنا وهناك
أشير إلى واحدة منها ولي عودة بعد ان تراجعها على مهل
قد قال لي مرحى وثغره باسم = وأزاح غيري حاسداً وكأيبا
لو كان البيت هكذا لاستقام:
قد قال لي مرحى بثغرٍ باسمٍ
وأزاح غيري حاسدًا وكئيبا

تحياتي

نوري الوائلي
13-08-2010, 08:31 PM
جزاكم الله خيرا

وشكرا لملاحظاتكم

نداء غريب صبري
14-08-2010, 08:26 AM
بكائية صادقة نطقت من حقيقتنا
جزاك الله خيرا

خالد بناني
14-08-2010, 08:15 PM
الشاعر نوري الوائلي
بورك يراعك أيها الكبير
النص محتاج لمراجعة بسيطة
ثم هاهو يعود مكتمل الألق كما ينبئنا
ظل بخير

سالم العلوي
14-08-2010, 08:40 PM
الأخ الشاعر / نوري الوائلي
طيب الله أنفاسك
نَفَس شعري راق ومتميز
ورثائية مبكية حزينة .. رحم الله ميتكم وأسكنه فسيح الجنان ..
قصيدة رائعة حقا ..
ولأنها رائعة تحدث من سبقني حول ضرورة تنقيحها من بعض ما شابها من هنات بسيطة
ونحن على استعداد لإعادة تنسيقها، وتعديل ما ترغب تعديله فيها كي تأخذ حقها من حلل البهاء والجمال للبهية الجميلة.
دمت بخيروعافية.
ورمضان كريم.

نوري الوائلي
14-08-2010, 10:55 PM
جزاكم الله خيرا
وشكرا لمروركم
اكون شاكر لو أعلمتموني بالهفوات لكي اتعلم منكم فانتم اهل لهذا
وانا انشر لكي اتعلم
والله الموفق
ورحم الله والديكم في هذا الشهر الكريم
نوري الوائلي
نيويورك

نوري الوائلي
15-08-2010, 06:12 PM
جزاكم الله خيرا
القصيدة تقراء كما يلي


ياسين


أوجعت قلبي مُخبراً ومُجيبا = وقصمت ظهري ناعياً وكريبا


ونزعت من عيني المعابة أدمعاً = وزرعت فيها لوعةً ونحيبا


وعصفت في أذني دويّ نوائحٍ = وجعلت فجري عتمةً ومغيبا


وأزحت عن جمر المواجع لبنةً = قد صاغها قلبي الضروع حسيبا


وتسارعت في الصدر مثل دقائقي = دقاتُ قلبي حسرةً ولهيبا


فسقطت لا اقوى لحمل مواجعي = وأفقت من فزع الكروب مريبا


وشعرت من هول المصاب كأنه = حلمٌ له وجب الفؤاد وجيبا


ووقفت أجمع للمصاب عزائماً = قد هدّها جورُ الزمان عصيبا


آه , لقد مات الذي من جوده = أضحى الجمال الى الفؤاد نصيبا


لم أنس يوماً كان قلبي راجياً = فأجابني بالمكرمات حبيبا


قد قال لي مرحى بثغرٍ باسمٍ = وأزاح غيري حاسداً وكئيبا


فعلوت فيها للمناقب رغبة = وملكتُ منها رضّعاً وشبيبا


وملكت تاجاً للجمال متوّجاً = ونهضت منها عالماً وأديبا


ترعى وتزرع والجنائن خضرة = والكف ينضحُ معسلاً وحليبا


ولبست زيّاً للرصافة معلماً = يُضفي الوقار ويُجمل التهذيبا


وملكت من زهو الحياة بساطةً = لم تعرف التسويفَ والتكذيبا


وحرثت أرضك قانعاً ومؤملاً = فجنيت منها خضرةً وزبيبا


وجريت تدفع في الشوارع محملاً = وتبيع فيها جبنةً وضريبا


ونهضت قبل الفجر تحلب جاثياً = وجمعت عشباً في الحرور رطيبا


يا نخل بغداد الطويل وسعفه = يا بلسما يحوي القلوب رحيبا


يا عمّ يا حمل المواجع صابراً = عند الكروب ويا أعزّ قريبا


أنت العراق طبائعاً ومشاعراً = أنت الروافد صافياً وشريبا


للموت لم آسفْ فموتك سنة = والموتُ حقّ لم يحاب طبيبا


الموتُ فينا رغم جهل قلوبنا = والكلّ يسعى للرقيب منيبا


أسفي لفقدك حين قلبي نائياً = عن مقلتيك ولا يراك قريبا


لم تشبع العينان منك ولم تزل = في مقلتيها واحةً وعشيبا


الزوجُ تذهبُ للقاء فلم تجد = أبّاً يؤانسها ولا تطبيبا


الطفلُ لم ينعم برؤية جدّه = والجدّ يرحلُ موجعاً وغريبا


قد أنشبت سننُ المنون بحملنا = لم تُبق منا صاحباً وقريبا


وتكاثرت فينا كجذو مشاتل = وغدت لها أرضُ الديار خصيبا


وتتابعت جمّ الصعاب وحمّلت = منها الرؤسُ مناحةً ومشيبا


تختارُ مثل النحل فوق مزارع = فتصيبُ فينا زاهداً ونجيبا


جارَ الزمان على العراق وأهله = فغدى بهم سهم المنون مصيبا


وأذاقهم بالنائبات مصائراً = قد شاب منها جاهلاً وأريبا


حتى تعالت في العراق تذيقنا = من كلّ كرب مبهماً وعجيبا


وخرجت من بلد الكرام مُراغماً = فلقيت دربي عاصفاً وكثيبا


عشنا وربّك غربة حتى غدت = فينا المواجع مضرباً وضريبا


وتلاحقتنا بالكروب كأنّها = فينا كمن عاشَ الحياة سليبا


لا أهل يجمعنا بهم شوقٌ ولا = أنس يزيحُ عن الفؤاد خطوبا


ماتت أحبّتنا ولم تحفل بهم = منّا العيون مودّة ورغيبا


ياسين يرحمك الرحيمُ برحمة = ويزيحُ عنك مساوءاً وذنوبا


ويريك في يوم الحساب مُحمداً = فتذوقُ منه شفاعةً وشروبا


تفدى عراق الصابرين لترتقي = من كلّ بيت منحراً وصبيبا


ولك الأكفّ الى السماء تضرعاً = أن لا يريك من الزمان نكيبا

محمد ذيب سليمان
16-08-2010, 07:35 AM
الحبيب نوري
ياله من نص راق
وله في البكاء مساحة واسعة
نردها الى واقعنا المعاش أمة العرب والمسلمين
فبغداد وفلسطين تعيشان آلاما متشابهة
وكل يوم شهيد وكل دقيقة مصاب
أحسنت شعرا
ولك أن تعود لمراجعتها
نسقتها استحسانا وأرجو أن يروق لك ذلك

سالم العلوي
16-08-2010, 10:18 AM
سبقني (الذيب) للخير
ولكني أستأذنك واستأذنه في إعادة تنسيقها بعد أن اعتمدتَ تصحيح بعض ما ورد فيها.

ولي ملاحظتان بعد تصحيحك:
- الزوجُ تذهبُ للقاء فلم تجد = أبّاً يؤانسها ولا تطبيبا
الأبّ بالتشديد هو المذكور في سورة عبس، وأحسب أن المقصود هو (الأبُ) ولذلك لو تبحث عن مفردة أخرى تفي بغرض المعنى والوزن.

- تفدى عراق الصابرين لترتقي ، أظنها (تفدي) وهو أمر في تنضيد الحروف وارد ومتكرر.

دمت متألقا
ورمضان كريم.

ربيحة الرفاعي
16-08-2010, 02:11 PM
كأنه انصهار الذات في الوطن حد توحد الوجع
والجرح مع الوطن مّحد أصلا عند كل حرّ
غير انه ذات التحام يمد جذوره في شؤونا الخاصة وأوجاعنا الأكثر ملاصقة للذات

لله أنت يا عراق وقد تغلغل جرحك في ضمائرنا
حتى صارت لكل آهة في سمائك امتداداتها في صدورنا

مرثية بديعة
دمت بالق

نوري الوائلي
17-08-2010, 05:42 AM
الأستاذ سالم العلوي
احسنتم
وفقكم الله لكل خير

نوري الوائلي
18-08-2010, 10:32 PM
شكرا لكم

الرجاء تغير هذين البيتين

جارَ الزمان علـى العـراق وأهلـه=فغـدى بهـم سهـم المنـون مصيـبـا
وأذاقــهــم بالـنـائـبـات مـصــائــراً=قد شـاب منهـا جاهـلاً وأريبـا (6

الى

جارَ الزمان على العراق وأهله = فغدا بهم سهم المنون مصيبا
وأذاقهم بالنائبات مصائراً = وأشاب منهم جاهلاً وأريبا (6)

د. سمير العمري
27-11-2011, 06:01 PM
رثائية ارتقى بعض أبياتها حد الألق وكان غيرها دون ذلك ، وكان اشار الأحبة إلى وجود هنات متفرقة فقد محضوك النصح.

أحسن الله العزاء ورحم الله شهدائنا!

دمت بخير وبركة!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي