احمد القيسي
14-08-2010, 11:33 PM
صهـــــيل الرًّمـــــــــاد
أحمـــد القيسـي
أَوَ دُونَ دمعك - بلسمٌ وبديلُ = يهب العثارَ- كرامةً وتقيلُ ؟
وتمدّ جسراً للنَّبالةِ نجمها = للعابرين وريفها مبذولُ
كفكفْ دموعكَ أبْلَسَتْ - ميزانها=خدر النوائب كالجُفاءِ- تزولُ
فلقد جرَعْتُ من الثّمالةِ خمْطها= في القلبِ منها سكْرَةٌ وشَمُولُ
أُنبيكَ ذا الطوفانُ يَمَّمَ شَمْلَنا=والأُفـقُ منه جلاجلٌ وسيولُ
أحنى لها الطّودُ العَصيُّ تَحسّباً= والنازلات تَرَهّجٌ وَصهيلُ
ما زلتَ في كَنَفِ الغُفيلةِ تدَّعي=شَحْذَ الأَسِنَّةِ -عدَّةً وتَجُولُ
- مُتَوعّداً للفجرِأَلْفَ كنايةِ=صَدَأَ الصّراخُ ومابرحْتَ تصولُ
في غفوةٍ سئمَ الرُّقادُ عميقها=والنادباتُ حرائرٌ وطلولُ
ما أثقلتك وما اعترتك ثفالُها=ما زلتَ تَفْتلُ شارباً وتقولُ
لبّيكَ يا علمَ الخطابةِ مُدْلجاً=وإذا المُلمّة أفتَرَ المأمولُ
السيفُ خانكَ يا أمير بغمدهِ=أغضى البريقُ وصوتكَ المسلولُ
( هوّنْ علينا ما انتهينا قدْ غدتْ=والحانيات تواترٌ وعدولُ )
ألف اخذلالٍ والشواخصُ خُلَّد=وبكلّ ركنٍ شاهد ودليلُ
مازال فينا الخير يجلدُ صبرنا=والفاجعات غمائمٌ وتزولُ
إنّا بحمد اللهِ نشكرُ نعمَـ = ــةَ النسيانِ فيها لذة وخمولُ
ما انفكّ يجمعنا النزاعُ مشورةً=والقارعات تشتّتاً وطبولُ
لا حولَ نذخرُ والتحوقل دأْبنا=وعلى الصّلاةِ كلامنا معسولُ
فلتنصر اللهُمّ كَبْشَ نطاحنا= سوحَ القراعِ فقرنهُ مهزولُ
ولنا هَجينٌ في السباقِ مرجَّبٌ=رشقَ الحواشي طرفهُ مكحولُ
حتّامَ نَحْطب في الظلام عظامنا=وبكل فجٍّ زاحفٌ مشلولُ
هي أنْ نُباشَرَ أو نُباغَتَ خلسةً=وكلا التحايلِ قِطّنا مأكولُ
أَفالاختلاف على المصائبِ رحمةٌ= إرْث الزَّبور أَخصّنا التنزيلُ؟؟؟
والحادبونَ على الحميمِ تَصبّرا= حدَّ النُخاعِ توغّلَ الإزميلُ
أَو غير مطْلِ الصَّبر هَرَّة زاجرٍ=أدرى-الصّلاحَ وحالنا-المسؤولُ
دُقَّتْ بأطراف الضمير مخالبٌ=منها تبرّأَ شاربٌ وصقيلُ
تستبدل الجرباءُ ذلَّ عذابها= والناهشاتِ مصارعٌ ونزولُ
والدودُ ينهشُ من طريح حطامها=فبكل ركن ضجةٌ وقتيلُ
ضجّتْ لظى الأعوادُ شهقةَ عُرسَنا = نحو السماء يزفّها التنكيلُ
فالله أكبرُ كم نؤمّل ذلّنا =علَّ المواتَ يرمّهُ التأويلُ
قـد يورقُ الصخرُ البليدُ براعمًا= تعِـدُ الرمالَ مواسمٌ وحقولُ
فبأيِّ ملحٍ من بكاكَ تلاقحتْ=أصصُ الخلاص أشفّها المنديلُ ؟
حُمّى يقينٍ والضلالُ يرودها=ولكل راوٍ غايةٌ وسبيلُ
وجهينة العدم اليقين مفادها=في كعب أخيلَ ينبض التعليلُ
دُقَّتْ بأطراف النخيل جماجمٌ= والعابرون مرقّشٌ ودخيلُ
يتقاطرون على المواجع تُخْمَةً= والضَّارعُونَ بُثَينةٌ وجميلُ
خاريسُ مقطوع اللسانِ ملجَّمٌ=ما انفكَّ يحرسُ والفؤادُ قتيلُ
والفارسُ المصلوبُ عُلقَ بدعةً =ونعتْ أساهُ حمائمٌ وفحول
الناسُ تزرعُ في السماء كواكبًا=وعلى الرماد أضاعنا القنديلُ
لا ريب أن تلد السنونُ عجافها=والى المتاه يلفّنا المجهولُ
تقتاتُ ممسوخ العقارب رحمها=ونهاية الأمّ الرؤوم أكولُ
بغدادُ تألمُ ليتها ما أرضعتْ= والموت فيها غائمٌ وهطولُ
مثقوبة الأثداءِ تندبُ بعضها=تبكي قرامط - ذلها - ومغولُ
حمّالة الذهب الكريم وقوتها=مرّ الفناء وفاتَها العاقُولُ
بغداد تنسجُ من رؤى أكفانها=ضوءَ الصباح وهل يظل ضليلُ
قد تنفض العنقاءُ تلَّ رمادها= أمّا رجاكَ فشاقهُ التزميلُ
هي طلقتان- لحكمة إرجاؤها= بلوى الخلاص-رباطةٌ وقبولُ
قد أثقلَ الحمراءَ - فرط بكائنا= وأطاحَ بالقدس الأعز عويلُ
من ثقل ما ذرفتْ دموع حروفنا= ضاع العراقُ وسامه التنكيلُ
فاشفق بغزة من حصار دموعنا=ضاق الفضاءُ أحاقدٌ وعذولُ
ضَجَّ الأَباعدُ في اجتثاثك نِحْلَةً=ومن ادَّخَرْتَ مُعَذَّرٌ وخجولُ
وأماطَ عن قلق الضمير تمنّعاً= وعلى ضناك تملقاً سيدولُ
لله كم ندعو ونقنط جابةً= والمشفقات طفولةٌ ونخيلُ
هي والعصافير التي درويشها= يشدو الجليلَ وقد بكاهُ جليلُ
والشيخ أحمد غارقٌ بصلاته= كرسيّ فجرٍ من دماه خضيلُ
مترنح الرفش اشمَأَزَّ خنادقاً=تيمور سِفْرٌ والفراش رحيلُ
الله والأضواءُ خيل جموحنا= فبمن نطيرُ وجنحنا مشكولُ ؟
والأرضُ من وجع الدخان تناوحتْ= خطلاً تلفُّ وصدرها مبلولُ
فجر انتحاري بات أينع فريةً=من أن تؤملني الضياع قَحُولُ؟
كَمْ غيّب القدر الرحيم شوامخا=وتفتتَّتْ برؤى التَّناه أصولُ ؟
فبكل غصن من دمائي لوحة=وبكل شبر مَعْلَمُ ورسولُ
إن كنت لا تقل العثار فَخَلِّني= لا أنت إزرٌ- صامتٌ- أعذولُ؟
إن جف غصني مات عودٌ قبله=وغدا تجف ويعتريك أُفولُ
إنا كزيتون البقاءِ تشابكاً= نفنى ونحيا والترابُ أصولُ
لابدّ أن تلد الجراحُ وليجةً=فالأرضُ حُبلى والمسارُ خليلُ
والفجرُ فاروقٌ سَقَتْهُ غَمامَةٌ= من دمع أمي بَرْقها التَّرْتيلُ
هل بُـلق معتصمٍ - يُرهّجُ صُبْحها=بتّتْ غدائرَ نُدبةٍ - ستصولُ؟
أحمـــد القيسـي
أَوَ دُونَ دمعك - بلسمٌ وبديلُ = يهب العثارَ- كرامةً وتقيلُ ؟
وتمدّ جسراً للنَّبالةِ نجمها = للعابرين وريفها مبذولُ
كفكفْ دموعكَ أبْلَسَتْ - ميزانها=خدر النوائب كالجُفاءِ- تزولُ
فلقد جرَعْتُ من الثّمالةِ خمْطها= في القلبِ منها سكْرَةٌ وشَمُولُ
أُنبيكَ ذا الطوفانُ يَمَّمَ شَمْلَنا=والأُفـقُ منه جلاجلٌ وسيولُ
أحنى لها الطّودُ العَصيُّ تَحسّباً= والنازلات تَرَهّجٌ وَصهيلُ
ما زلتَ في كَنَفِ الغُفيلةِ تدَّعي=شَحْذَ الأَسِنَّةِ -عدَّةً وتَجُولُ
- مُتَوعّداً للفجرِأَلْفَ كنايةِ=صَدَأَ الصّراخُ ومابرحْتَ تصولُ
في غفوةٍ سئمَ الرُّقادُ عميقها=والنادباتُ حرائرٌ وطلولُ
ما أثقلتك وما اعترتك ثفالُها=ما زلتَ تَفْتلُ شارباً وتقولُ
لبّيكَ يا علمَ الخطابةِ مُدْلجاً=وإذا المُلمّة أفتَرَ المأمولُ
السيفُ خانكَ يا أمير بغمدهِ=أغضى البريقُ وصوتكَ المسلولُ
( هوّنْ علينا ما انتهينا قدْ غدتْ=والحانيات تواترٌ وعدولُ )
ألف اخذلالٍ والشواخصُ خُلَّد=وبكلّ ركنٍ شاهد ودليلُ
مازال فينا الخير يجلدُ صبرنا=والفاجعات غمائمٌ وتزولُ
إنّا بحمد اللهِ نشكرُ نعمَـ = ــةَ النسيانِ فيها لذة وخمولُ
ما انفكّ يجمعنا النزاعُ مشورةً=والقارعات تشتّتاً وطبولُ
لا حولَ نذخرُ والتحوقل دأْبنا=وعلى الصّلاةِ كلامنا معسولُ
فلتنصر اللهُمّ كَبْشَ نطاحنا= سوحَ القراعِ فقرنهُ مهزولُ
ولنا هَجينٌ في السباقِ مرجَّبٌ=رشقَ الحواشي طرفهُ مكحولُ
حتّامَ نَحْطب في الظلام عظامنا=وبكل فجٍّ زاحفٌ مشلولُ
هي أنْ نُباشَرَ أو نُباغَتَ خلسةً=وكلا التحايلِ قِطّنا مأكولُ
أَفالاختلاف على المصائبِ رحمةٌ= إرْث الزَّبور أَخصّنا التنزيلُ؟؟؟
والحادبونَ على الحميمِ تَصبّرا= حدَّ النُخاعِ توغّلَ الإزميلُ
أَو غير مطْلِ الصَّبر هَرَّة زاجرٍ=أدرى-الصّلاحَ وحالنا-المسؤولُ
دُقَّتْ بأطراف الضمير مخالبٌ=منها تبرّأَ شاربٌ وصقيلُ
تستبدل الجرباءُ ذلَّ عذابها= والناهشاتِ مصارعٌ ونزولُ
والدودُ ينهشُ من طريح حطامها=فبكل ركن ضجةٌ وقتيلُ
ضجّتْ لظى الأعوادُ شهقةَ عُرسَنا = نحو السماء يزفّها التنكيلُ
فالله أكبرُ كم نؤمّل ذلّنا =علَّ المواتَ يرمّهُ التأويلُ
قـد يورقُ الصخرُ البليدُ براعمًا= تعِـدُ الرمالَ مواسمٌ وحقولُ
فبأيِّ ملحٍ من بكاكَ تلاقحتْ=أصصُ الخلاص أشفّها المنديلُ ؟
حُمّى يقينٍ والضلالُ يرودها=ولكل راوٍ غايةٌ وسبيلُ
وجهينة العدم اليقين مفادها=في كعب أخيلَ ينبض التعليلُ
دُقَّتْ بأطراف النخيل جماجمٌ= والعابرون مرقّشٌ ودخيلُ
يتقاطرون على المواجع تُخْمَةً= والضَّارعُونَ بُثَينةٌ وجميلُ
خاريسُ مقطوع اللسانِ ملجَّمٌ=ما انفكَّ يحرسُ والفؤادُ قتيلُ
والفارسُ المصلوبُ عُلقَ بدعةً =ونعتْ أساهُ حمائمٌ وفحول
الناسُ تزرعُ في السماء كواكبًا=وعلى الرماد أضاعنا القنديلُ
لا ريب أن تلد السنونُ عجافها=والى المتاه يلفّنا المجهولُ
تقتاتُ ممسوخ العقارب رحمها=ونهاية الأمّ الرؤوم أكولُ
بغدادُ تألمُ ليتها ما أرضعتْ= والموت فيها غائمٌ وهطولُ
مثقوبة الأثداءِ تندبُ بعضها=تبكي قرامط - ذلها - ومغولُ
حمّالة الذهب الكريم وقوتها=مرّ الفناء وفاتَها العاقُولُ
بغداد تنسجُ من رؤى أكفانها=ضوءَ الصباح وهل يظل ضليلُ
قد تنفض العنقاءُ تلَّ رمادها= أمّا رجاكَ فشاقهُ التزميلُ
هي طلقتان- لحكمة إرجاؤها= بلوى الخلاص-رباطةٌ وقبولُ
قد أثقلَ الحمراءَ - فرط بكائنا= وأطاحَ بالقدس الأعز عويلُ
من ثقل ما ذرفتْ دموع حروفنا= ضاع العراقُ وسامه التنكيلُ
فاشفق بغزة من حصار دموعنا=ضاق الفضاءُ أحاقدٌ وعذولُ
ضَجَّ الأَباعدُ في اجتثاثك نِحْلَةً=ومن ادَّخَرْتَ مُعَذَّرٌ وخجولُ
وأماطَ عن قلق الضمير تمنّعاً= وعلى ضناك تملقاً سيدولُ
لله كم ندعو ونقنط جابةً= والمشفقات طفولةٌ ونخيلُ
هي والعصافير التي درويشها= يشدو الجليلَ وقد بكاهُ جليلُ
والشيخ أحمد غارقٌ بصلاته= كرسيّ فجرٍ من دماه خضيلُ
مترنح الرفش اشمَأَزَّ خنادقاً=تيمور سِفْرٌ والفراش رحيلُ
الله والأضواءُ خيل جموحنا= فبمن نطيرُ وجنحنا مشكولُ ؟
والأرضُ من وجع الدخان تناوحتْ= خطلاً تلفُّ وصدرها مبلولُ
فجر انتحاري بات أينع فريةً=من أن تؤملني الضياع قَحُولُ؟
كَمْ غيّب القدر الرحيم شوامخا=وتفتتَّتْ برؤى التَّناه أصولُ ؟
فبكل غصن من دمائي لوحة=وبكل شبر مَعْلَمُ ورسولُ
إن كنت لا تقل العثار فَخَلِّني= لا أنت إزرٌ- صامتٌ- أعذولُ؟
إن جف غصني مات عودٌ قبله=وغدا تجف ويعتريك أُفولُ
إنا كزيتون البقاءِ تشابكاً= نفنى ونحيا والترابُ أصولُ
لابدّ أن تلد الجراحُ وليجةً=فالأرضُ حُبلى والمسارُ خليلُ
والفجرُ فاروقٌ سَقَتْهُ غَمامَةٌ= من دمع أمي بَرْقها التَّرْتيلُ
هل بُـلق معتصمٍ - يُرهّجُ صُبْحها=بتّتْ غدائرَ نُدبةٍ - ستصولُ؟