المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د غازي القصيبي يرثي نفسه



مصطفى بطحيش
16-08-2010, 02:27 AM
خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ = أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟

أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت = إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا = يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ = سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا = قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
***
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى = عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ = وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها =وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي =والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني =بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه =وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً = لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
***
وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه =ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ = يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما = رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ = والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي = فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً =وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
***
ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه = لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي =وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي =ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً =وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
***
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه =وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به =علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي =أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟

ربيحة الرفاعي
16-08-2010, 10:06 AM
الله
ما أجملها
وما أجمل شاعرا يقولها في نفسه

هذا لعمرك هو التفرد

شاعرنا الكبير مصطفى بطحيش
اختيار بديع فعلا
دمت مبدعا

عبدالصمد حسن زيبار
16-08-2010, 08:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمة الله على الدكتور غازي القصيبي
و هذه من سرير المرض الأخير

http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/hs112.snc4/35953_118798234836927_100001202531762_131667_44519 51_n.jpg

زاهية
16-08-2010, 08:53 PM
رحمة الله عليك.. رحمة الله عليك
كل نفس ذائقة الموت.
إنا لله وإنا إليه راجعون
شكرا لك أخي المكرم مصطفى على نشر هذه القصيدة الرائعة
المحزنة ولكنها مبشرة بالخير للراحل الكبير



يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه =وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به =علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي =أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟

محمود فرحان حمادي
17-08-2010, 12:38 AM
رحم الله فقيد الشعر والأدب
وبورك ذوقك الرفيع واختيارك الموفق أخي الفاضل مصطفى
من روائع الشعر الأصيل هي
تحياتي

مصطفى بطحيش
18-08-2010, 01:41 AM
ايها الاحبة جميعا

ذرفت دمعي هذه القصيدة واختها تلك التي اوردها الأخ الكريم عبد الصمد

ولكن بشراكم فخبر ارتحال هذا الشامخ عار عن الصحة !

ندعوا له الله بالشفاء العاجل وعودته مثلا رفيعا للشموخ والاباء والصدق والعطاء في زمن قل فيه الصادقون

اللهم ارفع بأسك عن هذا الرجل الذي نحبه فيك
ولا حول ولا قوة الا بك

زاهية
18-08-2010, 04:06 AM
الحمد لله ، الحمد لله
لاأدري ماذا يستفيد من يطلق مثل هذه الشائعات
أطال الله في عمر شاعرنا المبدع غازي القصيبي
وعافاه وشفاه شفاء لايغاد سقما
شكرا لك أخي المكرم مصطفى
أختك
زاهية بنت البحر

ربيحة الرفاعي
18-08-2010, 07:45 AM
شفاه الله وعافاه
أللهم أذهب عنه البأس رب الناس، إشفه وانت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقما

شكرا للخبر الطيب يخفف حدة ألم المّ بنا للخبر الذي سبقه

دمت بألقك شاعرنا

د. سمير العمري
23-10-2010, 03:20 PM
كان شاعرا مميزا يرحمه الله تعالى.

وكنت هنا إنسانا وشاعرا ...

شاعرا بنقلك هذا التميز الشعري باختيار ذائقتك الراقية أيها الحبيب.

وإنسانا ترسم للوفاء هنا معاني لا تكون إلا من أمثالك أيها الراقي الجميل.

دمت عاليا غاليا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.

تحياتي