تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مشاعل على الطريق ... من نحن ؟



حاتم ناصر الشرباتي
16-08-2010, 09:45 PM
أرشيف مقالات صحفية


سبق أن نشرت بعض المقالات السياسية في الصحافة المحلية في فلسطين والأردن، ورأيت أن أعاود نشرها للمقارنة بين الوضع السابق والحالي، ونبدأه بموضوع ( مشاعل على الطريق... من نحن ؟؟؟ )


مشاعل على الطريق
من نحن ؟؟؟
بقلم : حاتم ناصر الشرباتي

http://4photos.net/photo/www_4photos_net_1140079146.jpg

نحن أمّة إسلامية ضلّت الدرب وسارت تتخبط في دياجير الجهل والظلام، عاشت ردحاً من الزمن على قمم الوجود، اعتمدت حيناً على الأيمان بالله ، فعاشت منيعة صامدة تستمد قوتها من دينها ومن عقيدتها. ومن نظامها ومن إيمانها بالذي أوجد الوجود من عدم.
نحن أمة ما زال الخير فينا ينبض بدماء الحياة ويتمتع بمقومات الوجود ، غير أنّ وجودنا هذا اعتراه ما يعتري وجود الأمم من ضعف وانحراف،،. انحرفنا في أجيالنا المتأخرة عن عقيدتنا فأورثنا ربنا ضعفاً ، وإن كان الخير ما زال فينا.
الست تدري يا أخي ما مثلنا ؟
إنّما مثلنا كمثل شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء. كنّا كشجرة ضخمة قوية الفروع ، وارفة الأغصان ، وارفة ظلالها، تفيض حيوية ونضارة وجمالاً، وتعطي بغزارة أشهى وألذ الثمرات. العقيدة الإسلامية هي بذرة هذه الشجرة، والأفكار والأحكام الإسلامية التي تعالج مشاكل الحياة هي جذورها ، والجذع الباسق من هذه الجذور هو الحكم والسلطان، وفروع هذه الشجرة القوية وأغصانها النضرة هي خوض الأمّة معارك الحياة وحملها الدعوة الإسلامية مشعلاً إلى العلم مرددين في فخر واعتزاز:

إنّه مشعلنا الخالـد ينبـوع الهنـاء = قد حملناه بإيمان وسرنا في مضاء
ما حملناه لغزو ما زحفنا لاعتـداء = بل لإرشاد الحيارى ولهدي الجهلاء



في منتصف هذا القرن حصل انقلاب الفكري والصناعي في أوروبا فأحدث خللاً في توازن القوى في العام حينذاك، فتغيّر الموقف الدولي حينذاك، فتغير الموقف الدولي وأحدثت العلوم والاختراعات والصناعات هزة فكرية ضخمة في عقول المسلمين كان من جرائها أنهم صاروا يعيدون النظر في فهم الإسلام ، بل صار بعضهم يعيد النظر في بعض أحكامه وأفكاره، فأنتج ذلك أن ذبلت الأغصان وضعفت العروق ولت الثمار، ولم يبق من الشجرة إلا الجذور، وأخذ العدو يعمل فأسه بالجذور يقطعها ويفصلها عن البذرة، فلمّا فعل ذلك جفت أكثر الفروع ، ومات قسم منها وطلع مكان بعضها جذور لبذور أخرى.
أين نحن ؟؟
نحن القليل الذي بقي من جذور هذه الشجرة ، مغطى بالأتربة، وأقل منه جذور حية ولكنها قد جف أعلاها وظل داخلها حياً، وأكثر جذور تلك الشجرة المباركة صار بين جذور لبذور أخرى ، وبين جذور يابسة لا حيوية فيها ، وجذور انفصلت عن بذرتها الأصلية إلا بخيط رفيع لا تزال عالقة فيه.
إلى أين يجب أن نسير ؟؟؟
على ضوء ما تقدم نرى أنه يجب علينا أن نسير في طريق إحياء الجذور وجعل الحيوية تدب فيها حتى يذهب الجفاف عنها ويخضر الآخر، وبذلك يبرز الجذع مرة أخرى مخضراً أو تنبت عليه الأغصان مورقة والبراعم على قضبانها. إنّ الهدف من هذا كله هو العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية ،وعليه يجب معالجة الجذور لإنبات الجذع باسقاً من الجذور بشكل طبيعي ، حينئذ يجب أن يحصر العمل في معالجة هذه الجذور بكسر اليابس منها وإزالة الأتربة والغبار عن الشجرة كلها وعزق ما حولها وحرثه.
أما كسر الجذور اليابسة فذلك يعني بربط الأفكار وانبثاقها عن الكتاب والسنة، فربطها يكون بيان علاقتها بالإيمان وعلاقة طاعة الله أو معصيته بالعقيدة يكون ببيان أنّ الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرّم، وأنّ الحسن ما حسنه والقبيح ما قبحه الشرع.
وأما بيان انبثاقها عن الكتاب والسُّنة ، إنّما يكون بالإتيان بالدليل الشرعي لكلّ فكرة ولكلّ حكم. أمّا سقي الشجرة كلّها فإنّ ذلك يكون بتنزيل الأفكار على الوقائع الجارية والمشاكل اليومية ، وبذلك تعالج هذه المشاكل بالإسلام وأحكامه ، ويكون هذا هو الماء الذي يجعل الحياة متدفقة فيها.
وأمّا عزق ما حولها وحرثه فيكون ذلك بإعطاء الأمّة الأفكار والأحكام الإسلامية ، فكما أنّ الشجرة لا بد أن تعزق وتحرث، كذلك الأمة يجب أن تدرك فكرها الإسلامي ، ولا بدّ أن تكون الأفكار والأعراف عندها أفكار وأعراف إسلامية، وهذا هو عزق ما حول الشجرة وحرثه.
هذه هي الأمور الأربعة التي يدور حولها ، وأن يحصر بها ، حتى توجد لدى الأمّة هذه المفاهيم فتدفعها للتطبيق في معترك الحياة، وإنّ هذه الأعمال الأربعة هي قوائم عملية أنبات الجذع.
هذا نحن – وهذا واقعنا – وهذا هو الدرب.فمن الجهل أن يقال أنّ الإسلام موجود في الآن الحياة، ومن اليأس أن يقال أنه لا يمكن إعادته ، ومن الظلم القول أنّ كلّ جهد لا يمكن أن يزعزعه عما هو عليه. والقول الدقيق هو أنّ الأمل بإعادة الإسلام يجب أن يكون قوياً لدى كلّ مؤمن إذا ما استمرت الأمّة في بذل طاقاتها بكل دأب وجهد متواصل ، فالمسألة بجعل إعادة هذه الشجرة ضخمة قوية الفروع وارفة الأغصان وارفة ظلالها تفيض حيوية ونضارة وتعطي بغزارة أشهى وألذ الثمرات، منوط بعملية معالجة الجذور، منوط بكسر الجذور اليابسة، وإزالة الأتربة والغبار عن الجذور الضامرة، وسقي الشجرة كلها ، وعزق ما حولها وحرثه. فإذا استمر الدأب على هذه العملية أينعت الشجرة وأثمرت ، وآتت أكلها بإذن ربها وما التوفيق إلا من عند الله.
******
هذا نحن – وهذا واقعنا – وهذا هو الدرب.فمن الجهل أن يقال أنّ الإسلام موجود في الآن الحياة، ومن اليأس أن يقال أنه لا يمكن إعادته ، ومن الظلم القول أنّ كلّ جهد لا يمكن أن يزعزعه عما هو عليه. والقول الدقيق هو أنّ الأمل بإعادة الإسلام يجب أن يكون قوياً لدى كلّ مؤمن إذا ما استمرت الأمّة في بذل طاقاتها بكل دأب وجهد متواصل ، فالمسألة بجعل إعادة هذه الشجرة ضخمة قوية الفروع وارفة الأغصان وارفة ظلالها تفيض حيوية ونضارة وتعطي بغزارة أشهى وألذ الثمرات، منوط بعملية معالجة الجذور، منوط بكسر الجذور اليابسة، وإزالة الأتربة والغبار عن الجذور الضامرة، وسقي الشجرة كلها ، وعزق ما حولها وحرثه. فإذا استمر الدأب على هذه العملية أينعت الشجرة وأثمرت ، وآتت أكلها بإذن ربها وما التوفيق إلا من عند الله.

ويتم ذلك ولا بد بعمل العاملين المخلصين القائمون بأمر الله تعالى، بالعمل المخلص الجاد لاستئناف الحياة الاسلامية باقامة دولة الخلافة، ويتم ذلك بقيام تكتل سياسي على الاسلام فكرة وطريقة بالدعوة للله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونبذ كل ما يخالف الاسلام من أفكار وعقائد الكفر ، وبذلك فقط يتحقق وعد الله الحق:

كتب هذا المقال لأول مرة في:
جريدة " المنار " – القدس، العدد 1343،
الأربعاء 15 جمادي الثانية 1384هـ.
الموافق 21 تشرين الأول سنة 1964 م..
http://naqed.info/550880737.jpg

حاتم ناصر الشرباتي
16-08-2010, 09:53 PM
والسؤال الآن بعد مرور خمسة عقود زمنية على كتابة المقال:

أين نحن في وضعنا الحالي ؟
أين سرنا، وإلى أين وصلنا؟
هل أينعت الشجرة ؟
هل نبتت الأغصان ؟
هل ظهر الجذع باسقاً ؟
مسألة مطروحة للنقاش..........
ولا يزال السؤال قائماً ، لتحديد المواقع.
وللرد على المشككين القائلين: ماذا فعلتم غير الكلام ؟
كلام بدون عمل ، !!!!!!
كلام بدون عمل ، !!!!!!
كلام بدون عمل ، !!!!!!
هل يُقبح الكلام شرعاً
ألم يكن عمل المسلمين في مكة كلام بلا عمل؟
ألم يغيروا خريطة العالم السياسية بهذا الكلام؟
ومن الكلام : التثقيف والتعليم ومحاربة أفكار وعقائد الكفر
ومن الكلام : الدعوة لله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومن الكلام: كشف الحكام العملاء وكشف مخططات الكفار
ومن الكلام: نقد الفتاوى الضالة ونقد مشايخ السلطان
فهل يُقبح الكلام، وقد علمنا مقتضياته
هل كانت مسيرتنا خلال أربعة عقود مجرد كلام وفلسفة ؟
ماذا أنتجنا ؟ هل أنتجنا أم لا ؟
هل مجرد كلام وسفسطة كما يدعون ؟

في سنة 1924 هـ أعلن في استانبول الغاء الخلافة الاسلامية واعلان تركيا العلمانية
ومنذ ذلك التاريخ والمسلمون في ضياع ترنو أعينهم للخلاص من الفساد والعودة لله
وقد نشط الغرب الصليبي الكافر في اجهاض أي حركة يُراد منها نهضة المسلمين، وكانت معارك فكرية قادتها الصليبية الكافرة وعملائها من الحكام العملاء، وساندهم من لا يتقي الله من علماء السلاطين أصحاب الفتاوى الضالة، فتهنا في سراب الفتوى والدجل حيناً من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، وفي سنوات الخمسينات من القرن المنصرم بزوغ نور الدعوة لإستئناف الحياة الاسلامية بعودة الخلافة فرض الفروض وتاجها، وقامت حركات عدة في المشرق العربي وفي المغرب العربي وفي كافة انحاء العالم الاسلامي تتلمس الخطى وتتلمس العودة لحمل المشعل لقتل الظلام الدامس وليعم نور الاسلام العالم.ورغم كل محاولات التجهيل، ورغم كل أنواع المعوقات التي وضعت أمام المخلصين من أبناء هذه الأمة الا أنه والحمد لله فقد بدأت تباشير الفجر تظهر، بظهور الوعي العام في الأمة على أفكار الاسلام ورفضها لغير دين منهجاً.
وعلى سبيل المثال فقد حطمت حرب الشهر الحالي بين جند الله وأعداء الله مقولة التفرد العسكري لجند يهود، حيث أثبت جند الله في لبنان أن لا قوة تقف أمام المؤمن بالله والمجاهد في سبيل الله، وتحطمت كذبة افتراها حكامنا لاحباطنا ولتخويفنا من الجهاد ولتيرير عمالتهم وتخاذلهم.

فأرى أن الشجرة قد أينعت، والأغصان قد نبتت، والجذع قد ظهر باسقاً والحمد لله تعالى بفضل العاملين المخلصين.

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسلمون. وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.( صدق الله العظيم.

http://naqed.info/550880737.jpg

حسن العطية
16-08-2010, 11:29 PM
لا يأس مع الحياة ..والقنوط من رحمة الله من الكبائر في الإسلام ..والإيمان بأن العاقبة للإسلام من ضرورات الإسلام .. وعما قريب - بإذن الله تعالى - ستعود رآية الإسلام لترفرف على العالم ..
- في موازين أعمالك أستاذنا الكريم هذا المقال الرائع ..

حاتم ناصر الشرباتي
17-08-2010, 10:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك أخي الأستاذ الشاعر حسن العطية ... لك مني أجمل تحية .

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:

" مشاعل على الطريق " بحث كتبته ونشرته في الصحف يوم كنت شابا أعزباً أنتظر مستقبلا باسما، وأعيدها الآن وأنا شيخ بلغ من العمر عتيا، يحيط بي الأبناء وألأحفاد باحثا لهم عن عيش غير تلك التي عشتها .... عيش كريم حافل بالأمل والكرامة والعز والسؤدد في ظل خليفة المسلمين القادم، فمن الطبيعي حتى أطمئن على مستقبلهم أن أبحث عن أجوبة لأسئلتي في نهاية البحث، لأستمر في نقل بقية الأبحاث السابقة بعد تلقي اجابات الأحوات والأخوة :



أين نحن في وضعنا الحالي ؟
أين سرنا، وإلى أين وصلنا؟
هل أينعت الشجرة ؟
هل نبتت الأغصان ؟
هل ظهر الجذع باسقاً ؟



:noc:

حاتم ناصر الشرباتي
22-08-2010, 04:42 PM
رسالة المشعل الخالد
الشاعر أمين شنار
http://www.almoajam.org/photos/gasida/6985.jpg




أي نور يغمر الأرض باشعاع السماء = من ربى مكة ينساب ومن غار حراء !!

مشعل يخترق الظلمة قدسي السناء = رائع الومض، غزير النبع، علوي البهاء..
قد كسا المشرق بعد العري ثوباً من ضياء = وحبا المغرب-بعد الليل-فجراً ذو رواء !
إنه مشعلنا الخالد ينبوع الهناء = قد حملناه بايمان، وسرنا في مضاء !
ما رفعناه لحرق، ما زحفنا لإعتداء = بل لإرشاد الحيارى ، ولهدي الجهلاء !

والتقينا يا فرنسا في بلاط الشهداء !
*
قد حملنا لدجانتك بالأمس الصباحا
فأبى ليلك أن يترك للنور البطاحا
وأردت الحرب بغياً،فأردناها كفاحا
وجهاداً يهب العمي رشاداً وصلاحا
فقلاع الليل تندك إذا ما الفجر لاحا !
***
وزحفنا نحو باريسك كالسيل اجتياحا
وأثرنا للوغى فيك ميادين فساحا
وغدونا كالأعاصير اقتداراً واكتساحا
صفق الرون يحيينا، وما ملَّ الصداحا
يوم صيرناك للفرسان ساحاً ومراحا !
*
يافرنسا مرغي في الوحل ثوب الخيلاء = قد وعى التاريخ أصداء بلاط الشهداء
إسمعي وقع خطانا وأهازيج اللقاء = وانظري ذا جيشنا الظافر خفاق اللواء !
واذكري السين وقد فاض بسيل من دماء = مزبداً قد ضاق بأشلاء بنيه الجناء
ساقهم مثل بغاث الطير سوقاً للفناء = نسرنا الجبار، وانقض عليهم كالقضاء..
غافقي المجد وفي وثبة عز واباء = راعت الموت طويلاً، ثم زفت للفداء !

وغسلنا بالدم القاني بلاط الشهداء !
***
هل ترى التاريخ ينسى الفتية الغر الطماحا ؟
خلل الدار يجوسون، يلاقون الرياحا
في ثبات الطود ما مالوا: ولا لاانوا جناحا
وغداً في موسم النصر سيجنون الأقاحا
***
يا فرنسا زمن الغفلة قد ةولى وراحا
وتمطى المارد الجبار في عزم، وصاحا:
رغم أنف البغي والباطل جردنا السلاحا
وحلفنا: لن يرى الأعداء ربعاً مستباحا
***
في بلادي، مهبط الوحي، ومهد الأنبياء = موئل العز ومغنى الرحماء الأقوياء !
إن يكن ران على جبهتها صمت السماء = فانبلاج الفجر عن مقلتها ليس بنائي !
بين صخر الضيم، والظلم، وأشواك الشقاء = لاح درب النصر بسام الذرى عذب النداء !
وشدا المجد " هلموا فهنا رى الظماء = "فأجاب الصيد " ويل للغزاة الدخلاء !"
يا فرنسا إن آمالك وهم لانقضاء = إنها أحلام مهووس، طعين الكبرياء

فدعيها، واذكري دوماً بلاط الشهداء !

حاتم ناصر الشرباتي
31-08-2010, 02:40 PM
عوامل النهضة
الخلافة بين الشرع والتاريخ


نشرت إحدى الصحف المغربية المقال ادناه في 28/11/2005م. ونحن نعيد نشره لما فيه من الفائدة.
أثار ما تداولته وسائل الإعلام عن رؤى أعضاء جماعة العدل والإحسان بخصوص التنبؤات بقيام الخلافة سنة 2006م جدلاً واسعاً في الشارع المغربي بين مدافع ومهاجم، وازدادت أهمية هذا الموضوع عالمياً، فتحول من بحث أكاديمي مجرد إلى بحث سياسي حيّ، وعمل نضالي يملأ الساحة الإسلامية. الذي يهمني في هذه المقالة ليس هو الخوض في موضوع الرؤى، بل البحث في صلاحية نظام الخلافة. وسأتناول محورين لعلهما يكونان فاتحة الحوار. الأول: إن إقامة الخلافة وبيعة الخليفة فرضٌ أجمع عليه الصحابة وسار عليه المسلمون. والثاني: إن الحكم على نظام الخلافة لا يجوز أن يكون بالاستناد إلى الأحداث التاريخية، وإنما بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله.
فالخلافة هي شكل الحكم في الإسلام الذي شرعه رب العالمين، وطبقه (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة، وظل قائماً إلى أن أزيل في سنة 1924م. ولم يختلف المسلمون قط على أن شكل الحكم في الإسلام هو الخلافة. وقد تواتر ذلك عن الصحابة، رضوان الله عليهم، منذ اجتماعهم في سقيفة بني ساعدة وانشغالهم بنصب الخليفة، مؤخرين دفن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ولئن كانوا قد اختلفوا في من يكون خليفة رسول الله في الحكم، إلا أنهم لم يختلفوا قط في وجوب نصب الخليفة ومبايعته، وأجمعوا على ذلك عند وفاة أبي بكر وعمر وعثمان ثم علي، رضوان الله عليهم أجمعين. وإجماع الصحابة هو دليل شرعي. وقد سار على ذلك المسلمون من بعدهم، كلما هلك حاكم أو عزل أو تنحى بايعوا حاكماً بدله ليحكمهم بشرع الله.

إن الخلافة هي الطريقة العملية الوحيدة والشرعية لتطبيق أحكام الإسلام في الأرض وحمل رسالته إلى العالمين، وهي التي تجعل الإسلام مجسداً في الواقع، فمن دونها لا يقوض الإسلام كنظام للحياة، وكطريقة معينة في العيش، ويبقى كما هو الآن إسلاماً كهنوتياً، وأشكالاً لاهوتية، وصفات خلقية، لا رابط يربطها بواقع الحياة.
إلا أن الكثيرين ممن يعترضون على نظام الخلافة لا يأخذهم عناء البحث في أحكام الشرع لمعرفتها عن كثب، وإنما يحاولون صرف الناس عنها بالخوض في تاريخ الخلفاء، واقتناص بعضٍ من انحرافاتهم؛ وذلك بغية رسم تصور منفر عنها.
إن فهم أي نظام فهماً صحيحاً لا يكون من تتبع ممارسات من يطبقه، ولكن من دراسة هذا النظام مباشرة من مصادره الأصلية، وذلك أن الذي يمارس التطبيق قد يسيء الفهم، وقد يسيء العمل. ولو كان التطبيق حجة على النظام، لوجب تحميل تبعة انحراف المطبقين عن النظام للنظام. فالذي يتحمل مسؤولية الانحراف هو المنحرف ذاته، ويبقى النظام بريئاً من انحرافه، طبعاً مادام أن الدليل قد قام على أن الممارسة محل الانتقاد هي انحراف ومخالفة لأحكام النظام وليست من صلبه.
والإنصاف يقتضي الإقرار أن الإساءات قد تحصل في أي نظام، إلهياً كان أو بشرياً، إلا أن المرء ليتساءل عن سبب سكوت المنتقدين لنظام الخلافة بسبب انحرافات بعض الخلفاء عن كل الممارسات الوحشية التي تحصل في العالم باسم الديمقراطية. وبإصرارهم على الفصل بين النظام ومطبقيه، فالمسؤولية عن هذه الجرائم بحسبهم محصورة في بوش أو المحافظين الجدد أو حزب هنا وهناك، أما النظام الديمقراطي فهو بريء من تجاوزات مطبقيه.

إن نظام الخلافة يمتلك ميزات لا يمتلكها أي نظام في العالم منها:
1.إنه نظام من رب العالمين الذي خلق الإنسان، ويعلم ما يصلحه وما يفسده، قال تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك 14] ومهما أخطأ الحاكم في الفروع فإنه يبقى في إطار الأصول -الوحي- المنـزهة عن الخطأ.
2. يعتمد تنفيذ النظام الإسلامي في الأساس على تقوى الله عند المسلم الذي يؤمن أن هذا النظام هو أوامرٌ ونواهٍ إلهية، طاعتها هي طاعة لله، ومخالفتها هي مخالفة لله، ويؤمن أن طاعة الخليفة وجميع أولي الأمر الذين يحكمون بما أنزل الله فرض لقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء 59] والمسلم الورع ليس بحاجة إلى رقيب كي يلتزم بالنظام، بل يكفيه أن يرى أن شرع الله مطبق، وأن الحاكم ملتزم بطاعة الله. كما أن الحاكم بصفته مسلماً يعتقد أن الله عليه رقيب، وأنه يأتي يوم القيامة ويداه مكبلتان إلى عنقه لا يفكهما إلا العمل. وهذا الاعتقاد يجعله ينـزجر ذاتياً عن مخالفة شرع الله.
3. يعتمد النظام الإسلامي في الدرجة الثانية على فرضية «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وهذا الفرض ليس واجباً على الحاكم وحده، بل على كل مسلم يرى المنكر، ولا يسقط عنه الواجب حتى تتم إزالته. ومن أصرح الأحاديث في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [صحيح مسلم]. وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر فقط على الأفراد، بل يشمل الحاكم أيضاً؛ وعليه فالأمة والخليفة يتعاونان في تطبيق النظام بما يوجد هيبة للرأي العام، بحيث لا يجرؤ العاصي فرداً كان أو حاكماً على ارتكاب المعصية.
4. أما إذا لم يُلتزم بالنظام بدافع تقوى الله، ولم تردع المخالف هيبة الرأي العام ورقابته، فهنا يأتي دورالسلطان الذي يوقع العقوبة. قال عثمان (رضي الله عنه): «يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» إلا أن إيقاع العقوبة لا يعني الاعتماد عليها، بل يبقى عدل القاضي بدل صرامة الشرطي، وعدالة القانون بدل صرامته، هما الأساس.
هذه أهم ميزات نظام الخلافة، وهي التي نضمن في حال الالتزام بها وحسن تطبيقها أن تجعل هذا النظام بلسماً على أهله، وعلى العالم أجمع.
منقول: موقع النهضة.

حاتم ناصر الشرباتي
10-10-2010, 12:22 PM
مشاعل على الطريق
عوامل النهضة - 3 -



عودة الخلافة تدخل في حسابات أميركا الاستراتيجية وتخطيطها للمستقبل
تؤكد التصريحات المباشرة وغير المباشرة، التي تصدر هذه الآونة من حكام الدول الكبرى وكبار مسؤوليها، أن الخلافة قد دخلت في حساباتهم الاستراتيجية وتخطيطهم للمستقبل. فقد ذكرت جريدة مليات التركية في 13/12/2005م نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز أن «أصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة «الخلافة» في الآونة الأخيرة كالعلكة. لقد باتت إدارة بوش تستخدم وصف الخلافة قاصدةً به الإمبراطورية الإسلامية، التي كانت في القرن السابع تمتد من الشرق الأوسط وحتى آسيا الجنوبية، ومن شمال أفريقيا إلى إسبانيا...». وكتب المعلق الأميركي كارل فيك في صحيفة الواشنطن بوست، في 14/1/2006م، تقريراً مطولاً ذكر فيه أن «إعادة إحياء الخلافة الإسلامية، الذي يهاجمه الرئيس الأميركي جورج بوش، يتردد في أوساط السواد الأعظم من المسلمين»، وذكر أن «المسلمين يعتبرون أنفسهم جزءاً من «الأمة» التي تشكل قلب الإسلام، كما ينظرون إلى الخليفة كشخص جدير بالاحترام». وأشار هذا المعلق إلى أن «حزب التحرير، الذي ينشط في عدد من البلدان عبر العالم، يصرح بأن هدفه هو إعادة الخلافة لسابق عهدها».

إن اعتبار مطلب الخلافة مطلب الأمة الإسلامية بغالبيتها بات حقيقة يلمسها الغرب الرأسمالي الكافر الحاقد، ويسوءه ذلك كثيراً؛ لأنه يعلم أنه أمام وجود الخلافة فإنه يواجه تحدياً حضارياً يهدد الحضارة الغربية من أساسها، ويقضي على كل أحلامه بالسيطرة على العالم واستعماره، بل أكثر من ذلك فإنه يخشى أن تحوّل الخلافة الشعوب الغربية إلى الإسلام نفسه... لذلك نراه يجهد نفسه لكي يجهض ذلك المشروع، ونتوقع منه أن يقوم بأعمال قذرة وإلصاقها بالإسلام وبالعاملين المخلصين له؛ لتشويه الصورة، ونتوقع منه أن يعدّ الخطط المستقبلية؛ لمنع قيام الخلافة، ولمواجهتها إذا قامت، وحتى لكيفية التعامل معها إذا ما قامت واستمرت...

- أما أنه يعد شعبه لمواجهتها فقد جاءت تصريحات كل من بوش، وتشيني، ورامسفيلد، لتربط الخلافة بالقاعدة، وبالحرب على الإرهاب في العراق. فقد صرح تشيني في أيلول سنة 2004م قائلاً: «إن القاعدة تسعى لإقامة الخلافة من جديد، التي ستطبق فيها أحكام الشريعة الصارمة»، والرئيس بوش صرح بداية شهر كانون أول سنة 2005م قائلاً: «القاعدة تسعى لإقامة إمبراطورية دينية إمبريالية تمتد من إندونيسيا وحتى إسبانيا»، وفي الشهر نفسه صرح رامسفيلد «أن العراق قد يشكل مركزاً لانطلاقة الخلافة».

- وأما عن عمله لمنع قيام الخلافة، وتحويل التأييد الشعبي الإسلامي لها، فإنه يظهر من تتبع الوقائع السياسية أنه قرر أن يستعين ببعض المسلمين العاملين ممن يقبلون بالحل الوسط، ويرضون بخوض الانتخابات ودخول البرلمانات، والمشاركة في حكومات غير إسلامية، ويقولون بالديمقراطية... قرر أن يستعين بهم بإيصالهم إلى البرلمانات، وحتى إلى الحكم، وهو يريد بذلك جعلهم شركاء في الحكم مع عملائه بهدف إعطاء صورة سيئة عن الإسلام حين يطبقون غير الإسلام، ويخضعون لشروط الغرب في التعامل الدولي، والتحاكم إلى القانون الدولي، واحترام الاتفاقيات السابقة، وهو سيضغط عليهم ضمن آلية القانون الدولي؛ حتى يفشلوا إذا ما قرروا عدم الانصياع له، وينجحوا إذا ما ساروا بحسب أوامره، وفي كلا الحالتين خير له وشر على المشروع الإسلامي.

- أما مواجهة الخلافة إذا ما قامت، ومحاولة القضاء عليها من أول يوم، أو التهويل على هذا الأمر حتى لا يقوم، فإنهم يعدون أنفسهم لهذا وقد بدأته أميركا منذ غزوها لبلاد المسلمين في أفغانستان والعراق، وما استعمال القنابل ذات الأطنان والأسلحة المحرمة دولياً، واستعمال القوة البالغة والتعذيب المشين بحق المسلمين، إلا لكسر إرادتهم، ولكنها، والحمد لله، لم تستطع. ويؤشر على ذلك أيضاً ما أعلنه البنتاغون منذ أشهر عن نيته أخذ موافقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن حق أميركا في استعمال أسلحة نووية تكتيكية في حروبها الاستباقية ضد الإرهاب، أي ضد الإسلام، ولكنها لما لاقت معارضة لذلك سحب البنتاغون هذا الإعلان من صفحة الإنترنت التابعة له؛ حتى لا يبقى الموضوع قيد التداول. ويؤشر على ذلك أيضاً ما أعلنه جاك شيراك في 19/1/2006م، في القاعدة النووية الفرنسية ليل لونغ، حيث قال: «إن قادة الدول الذين قد يلجأون إلى وسائل إرهابية ضدنا، كما الذين يفكرون باستخدام أسلحة دمار شامل بطريقة أو بأخرى، يجب أن يفهموا أنهم يعرضون أنفسهم لرد جازم ومناسب من جانبنا. هذا الرد يمكن أن يكون تقليدياً، أو من نوع آخر» أي نووي... إن هذه التصرفات والتصريحات تهدف إلى تخويف المسلمين وجعلهم يرضون بالذل الأميركي والأوروبي... ولكن أنى لهم ذلك، فالمسلمون لم تنفع الآلة العسكرية الأميركية أن تفت من عضدهم، ولا أن تنال من عزيمتهم، ولن تنفع، بإذن الله. بل إن مثل هذه العوائق تزيد المسلمين مضياً في طريقهم إلى إقامة الخلافة، ولن يوقف ذلك أحد بإذن الله، حتى ولو وقف الغرب بكامل قوته وجبروته... فإما فناء العالم كما يخطط له الغرب، وإما إعمار وإحياء البشرية كما يريد الإسلام، ولن يكون إلا ما يريده الله سبحانه الذي بيده ملكوت كل شيء.

- أما التعامل معها إذا ما قامت واستمرت فإنه ليس أمام الغرب إلا هذا الخيار، إذ ليس له إلا هذه الدنيا، فهو لن يتخلى عنها. وماذا يبقى له إذا تخلى عنها؟ فإنه عندما سيجد أن العالم سيقف علىحافة الفناء النووي، والمسلمون لن يتراجعوا، فإنه سيتراجع وسيتعامل مع المسلمين وخلافتهم كأمر واقع لا مناص منه، وسيحوّل صراعه مع الخلافة من صراع عسكري أفلس فيه إلى التركيز على الصراع الاقتصادي: حصار، وتضييق، وإثارة للمسلمين من ناحية فقرهم، وحرمانهم، وأمانهم... وفي الحقيقة إن قوة المسلمين تكمن في أن نظامه من رب العالمين، وهو النظام الحق الصالح للبشر أجمعين، بما فيهم الغرب الذي يحاربه... وحصاره لبلاد المسلمين لن يؤدي إلى انهيار الخلافة بل إلى انهياره هو... إن امتناع المسلمين عن شراء بضائعه، والأجواء المتأزمة جداً، ومنع النفط عنه، ووجود القلاقل والمنازعات التي سـتعم العالم عندها، سـيكون مؤذناً بإفلاس شـركاته، وانتقال المنازعات إلى دياره. وما يدل على صدق ما نقول إنه قد رشحت معلومات عن مؤتمر عالمي اقتصادي قد يعقد في الربيع القادم في بيروت يتناول موضوع كيف يجب أن يتعامل الغرب مع اقتصاد دولة الخلافة...

إننا أمام هذا الواقع الذي يدركه فقط صناع القرار في أميركا وأوروبا، وبعض السياسيين والمفكرين الغربيين، والذي يدركه أيضاً فقط المسلمون العاملون المخلصون الواعون ممن يعملون لإقامة الخلافة... إننا أمام هذا الواقع يجب أن نعرف حقيقة الصراع، وإلى أي مدى وصل... إنه موضوع الإسلام، والخلافة تحديداً، وحده يتقدم على الساحة الدولية... والمسلمون تجاهه يجب أن يرفعوا مستوى صراعهم في عملية التغيير. إن أشد ما يفرح الغرب أن يرى المسلمين يشاركونه في باطله، إنه عندئذٍ مستعد لأن يستبدل هؤلاء الحكام المأجورين بهم...

إن ما يقلق الغرب هو أنه يعلم أن الإسلام لا يستمد أحكامه من نفس المشكاة التي يستمدها هو منه، وهنا مكمن الخطر، والمسلمون يجب أن يقدموا الإسلام على الأساس الروحي القائم على العبودية والطاعة لله وحده في العبادات وتشريعات الحياة كلها، لا على أساس الحلول الوسط مع الفكر الغربي الكافر، إذ ليس بعد الحق إلا الضلال.

إننا نعتبر أنفسنا أكثر المهتمين بما يحدث، وإننا نستبشر كثيراً بما وصلت إليه الأمور، فالخلافة الراشدة على منهاج النبوة نختص بالدعوة لها دون غيرنا، وراية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أصبحت معروفة أنها رايتـنا. والأمة الإسلامية تلتف حول دعوتنا هذه، وهذا كله لم يكن ليكون إلا لأن الله راضٍ، ومن يرضَ عنه اله سبحانه فإنه لابد منصور و ظاهر...

إن كل الإشارات والبشائر تنبئ بقرب ظهور الأمر، بقرب إعلاء كلمة الله، بقرب جعل كلمة الذين كفروا السفلى... لقد آن أوان الخلافة فطوبى لأهلها، ولمن عمل بها، ولمن نصرها، وناصرها، فلتكن قضية المسلمين جميعاً، وليعملوا لها دون لف أو دوران، وليثق المسلمون بربهم، وبدينهم، وبأنفسهم، وليكن رأسهم فوق الريح، إن من يرى ظاهر الأمور يرى المآسي تحل بالمسلمين، ولكن من يرى حقيقة ما يحدث يرى الخير الكثير الكثير يكتب لهذه الأمة من جديد... إن النفس تحنو للجهاد، والنصر، والفتوحات، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، وانتشار الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها... نسأل الله أن يجعله قريباً. قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ &#﴾ [الصف 8-9].
وعلى الله قصد السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

منقول: موقع النهضة
يتبع ان شاء الله

حاتم ناصر الشرباتي
17-10-2010, 08:54 AM
لماذا الهجوم على الخـلافة وعلى من يعمل لإقامتها ؟



تتناقل الأخبار يوماً بعد يوم هجمات شرسة على الخلافة والعاملين لإعادتها، يشنها الغرب وعملاؤه من الحكام في بلاد المسلمين، من عمان إلى أوزبيكستان مروراً بدمشق وتركيا وغيرها من بلاد المسلمين. إن بعض هذه الهجمات تتجاوز الاعتقال والحبس إلى التوقيف دون محاكمة مدداً طويلة، وإلى أحكام بالسجن لسنوات عديدة مديدة، بل إن بعض هذه الهجمات يتخللها التعذيب العنيف الوحشي المفضي إلى الموت، حتى أصبح الاستشهاد تحت التعذيب، لحملة الدعوة، أمراً مألوفاً عند بعض أنظمة الحكم في بلاد المسلمين.

فما سر هذه الحملات والهجمات؟ هل هي حملات آنية مؤقتة تتم مصادفة؟ أم أنها نتاج مخططات مدبرة، وراءها دهاقنة الغرب وعملاؤهم، وكل حاقد على الإسلام والمسلمين؟
إن المتابع لمجريات الأمور يرى أنه عندما كانت الشيوعية تشكل تهديداً حضارياً وخطراً حقيقياً على الرأسمالية، كان الغرب الرأسمالي يضع الدول الشيوعية والأحزاب الشيوعية في المقدمة في الهجوم عليها وتشويه صورتها ووصفها بشتى النعوت التي تصرف الناس عنها. ولكن لما سقطت الشيوعية الفاسدة المفسدة التي كانت تخالف الفطرة ولا تقنع العقل، وبدأ الإسلام يطل برأسه ويشكل بديلاً حضارياً عن الحضارة الرأسمالية وخطراً محتملاً قادماً على الغرب، تحوّل هذا الغرب الذي تقوم حضارته على عقيدة فاسدة باطلة، هي كذلك تخالف الفطرة وغير مبنية على العقل، تحول إلى الهجوم على الإسلام وعلى العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية، وسخر كل إمكانياته من أجل منع وصول الإسلام إلى الحكم.

وبما أن الغرب لا يستطيع إظهار عداوته للإسلام بشكل سافر، ويعلن كل ما لديه عنه حتى لا يجتمع المسلمون الذين يكنون المحبة لدينهم على عداوته، ولأن الغرب يطمح بتحويل المسلمين عن مبدئهم إلى مبدئه؛ فقد أعلن نفاقاً أنه يحترم الإسلام كدين، وأن الإسلام قد كان له إسهامه في الحضارة العالمية ولكنه قسّم المسلمين العاملين للإسلام إلى فريقين:

ـ فريق يفهم الإسلام ويعرضه بين المسلمين بصورة متأثرة بالفكر الغربي الذي يدور حول المصالح، ويقبل بأن يكون جزءاً من الأنظمة الفاسدة التي تحكم المسلمين ولا ينظر في عمله نظرة تغييرية شاملة وإنما إصلاحية ترقيعية... فهؤلاء لا يعاديهم الغرب لأنهم لا يشكلون خطراً على مبدئه، بل هم متأثرون به ويصفهم بأنهم معتدلون، متنورون...

ـ وفريق يفهم الإسلام ويعرضه كمبدأ عالمي له عقيدة ينبثق عنها نظامها، وكدين من أحكامه الدولة، ويدعو إلى تطبيقه ونشره في العالم... فهؤلاء يعاديهم الغرب ويحاربهم محاربة لا هوادة فيها، ويصفهم بأنهم إرهابيون ومتطرفون ورجعيون يريدون الرجوع إلى تعاليم القرون الوسطى وان يقضوا على ما وصل إليه العالم اليوم من التحضر والتقدم... لذلك نرى أن هذه الحملة الشرسة على الإسلام وحملة دعوته الصادقين يقف وراءها الغرب ويحرك فيها أذنابه من الحكام العملاء والأدباء والمفكرين الحاقدين والأحزاب العلمانية، حتى إنه يستعين ببعض المسلمين المتأثرين بغزوه الفكري على هؤلاء العاملين المخلصين الواعين.
هذا وقد رشحت عن كثير من مفكري الغرب وسياسييهم كثير من التصريحات التي تكشف حقيقة تخوفهم من الإسلام وبالتالي تكشف عن حقيقة مواقفهم.

ـ فقد قال أحد مفكريهم وهو «مر ماديوك باكتول»: «إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم اليوم، بالسرعة نفسها التي نشروها سابقاً بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم».

ـ وقال «ألبير مشاور»: «من يدري؟ ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الغرب مهددة بالمسلمين يهبطون إليها من السماء ليغيروا العالم مرة ثانية وفي الوقت المناسب [ويتابع] لست متنبئاً ولكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة، ولن تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقف تيارها. إن المسلم قد استيقظ وأخذ يصرخ هأنذا إنني لم أمت ولن أقبل بعد اليوم أن أكون أداة تسيّرها العواصم الكبرى ومخابراتها».

ـ وقال «جب»: «إن الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مذهلة تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعو إلى الاسترابة في أمرها، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة ولا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين جديد».

من أجل ذلك سمح الغرب لكل حركة إسلامية يتوافق نهجها مع نهجه أن تعمل بالعلن، وأشركها في الأنظمة التابعة له والمرتبطة به، وفتح باب الشهرة أمام كل عالِم يقترب بتوجهه من توجهاته، ويدعو إلى الإصلاح والترقيع لا من أجلهم وإنما من أجل نشر أفكارهم لأن له مصلحة في ذلك... ومن أجل ذلك أيضاً شد حملته على الحركات الإسلامية التي تدعو إلى إقامة الخلافة وتحكيم شريعة الله، وعلى العاملين فيها وتشويه دعوتهم ووضع العقبات في طريقهم والتنكيل بهم وتشريدهم وتهديدهم في حياتهم ومعاشهم... والغرب ومعه حكام المسلمين التابعون له، عندما يكيدون لهؤلاء يقابلونهم بالمسلمين الذين يتعاملون معهم فيعطون عنهم صورة جميلة ليحصلوا على المبرر لضرب المخلصين وليوهموا عامة المسلمين أنهم ليسوا ضد الإسلام ولكنهم ضد من يعرض الإسلام بهذا الشكل البعيد عن التحضر والواقعية بحسب زعمهم. ولكن بالرغم من هذه الحملة الشرسة، هل يستطيع الغرب ومعه الحكام التابعون له، أن يوقفوا هذه الحركات الإسلامية؟ وأن ينالوا من عزيمة العاملين فيها كما يريد ويتمنى ويعمل له؟

إننا نعلن بكل إيمان وثقة أن الغرب لن يستطيع تحقيق ذلك مهما فعل، وذلك لأسباب منها:

ـ إن الأنظمة التي تحكم بغير الإسلام أنظمة فاسدة وظالمة، وإن الأمة الإسلامية تنفضّ عنها يوماً بعد يوم وتزداد كرهاً لها وذلك لارتباط هذه الأنظمة بالغرب عدو الأمة، واعتبارها سبب كل بلاء يصيب المسلمين، لذلك فهي تقف مع كل من يناصب هذه الأنظمة العداء من أبناء دينها.

ـ إن الغرب صار مفلساً حضارياً، وحضارته آيلة للانهيار، ولولا القوة المادية التي يمتلكها لسقط وتهاوى كما سقط وتهاوى الشيوعيون من قبل، وتقدمه المادي والصناعي والتكنولوجي والعسكري يستخدمه أبشع استخدام في استغلال الشعوب الأخرى واستعمارها، وإن ما يتذرع به من دعوى الحرية والسلام ونصرة الشعوب المستضعفة، وإغاثة الشعوب الفقيرة المهددة بالمجاعة لم يعد يستطيع أن يخفي ما وراءها من استعمار وهذا ما يجعل المسلمين يثوبون إلى دينهم ويرون فيه خلاصهم.

ـ إن ملاحقة واعتقال وتعذيب العاملين في الحركات الإسلامية المخلصة من أجل القضاء على دعوتهم، لن يفت من عضدهم أو يفل من عزيمتهم، بل يذكرهم بآيات الله الداعية إلى الثبات على الحق، ويُذكرهم بأحاديث رسول الله  المبينة لما أعده الله من أجر لمن استُشهد أو عذب وهو يصدع بأمر الله ويصرخ بكلمة الحق في وجه الظالمين، وكذلك تذكرهم بمواقف الأنبياء والصحابة والتابعين، الذين لم تزدهم المحن إلا قرباً من الله وتمسكاً بشرع الله الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.

ـ إن الأمة الإسلامية مع الإسلام، ونفسيتها الإسلامية ما زالت سليمة، وإنه وإن استطاع الغرب أن يلبس على المسلمين فهمهم الصحيح للإسلام ويلعب بعقليتهم، فإن ما يعرضه حملة الدعوة الواعون المخلصون من أفكار صادقة، وما يقفونه من مواقف الرجال، وما يتحملونه... له انعكاسه الطيب على الأمة إذ يجعلها تعي وتصحو على ما يدعو إليه هؤلاء وتزداد ثقةً بدينها وكرهاً بالغرب.

ـ إن الله سبحانه قد وعد بالنصر وعداً عاماً من ينصره. قال تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً... وهناك الأحاديث الكثيرة التي تبشر بالنصر والاستخلاف وظهور الدين وانتشاره... وقد بدأت بوادر ذلك تظهر وبوارقه تلوح. والذي يدل على ذلك أن الخلافة قد أصبحت مطلباً عند الأمة وفي الوقت نفسه يقول الرسول : «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة». فنحن اليوم في مرحلة الملك الجبري الذي نعمل ونسأل الله أن يخلصنا منه لننتقل إلى مرحلة الخلافة الراشدة التي تكون على منهاج النبوة. وكذلك فإن الأمة تعي على أن إسرائيل نجس يجب أن يزال وبدأت الأصوات تعلو في ذلك بالرغم من تهالك الحكام على الصلح معها وفي هذا يقول الرسول : «تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله» والرسول  يبشر المسلمين بانتشار هذا الدين وتوسعه ما يدلل على إقامة دولته التي ستقوم بهذا التوسع فيقول: «إن الله زوى لي الأرض وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها». هذا عدا عن بشارة الرسول  بفتح رومية معقل النصرانية.

فإذا أضيف إلى الوعد البشري، وجود كتلة مخلصة نقية تعمل لإعادة الخلافة الراشدة، ترتفع بدينها من شاهق إلى شاهق، لا تضعف أمام المحن، ولا تتهاوى أمام الفتن، لا تحرفها الهجمات عن خطها المستقيم، ولا يَثنيها الاعتقال والتعذيب عن السير على الطريق القويم، طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

كل ذلك يبين أن الخلافة قد آن أوانها واقترب بل حل زمانها وأن هجمات أولئك فاشلة وعروشهم زائلة، وكيدهم سوف يبور والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون 


منقول:
مجلة الوعي -161

نجوى الحمصي
17-10-2010, 09:51 AM
والسؤال الآن بعد مرور خمسة عقود زمنية على كتابة المقال:

أين نحن في وضعنا الحالي ؟
أين سرنا، وإلى أين وصلنا؟
هل أينعت الشجرة ؟
هل نبتت الأغصان ؟
هل ظهر الجذع باسقاً ؟
مسألة مطروحة للنقاش..........
ولا يزال السؤال قائماً ، لتحديد المواقع.

http://naqed.info/550880737.jpg

الكاتب الرائع نور وفكر وبيان
حاتم ناصر الشرباتي
صدقت وللاسف وفي هذا كله
بؤس وإحباط لنا كعرب ومسلمين
نفخر بعروبتنا وأمجادنا
ودوماً نهلل بفتوحات كانت لأجدادنا وأمجاد نفخر بها للآن
ونحسب أننا مازلنا هناك
ونردد الشعارات ونقول نحن الفاتحين
ومن صال وجال في الأرض
ننشر العلم دين وعلم يأخذه الأجيال
توقفنا فكر وأمل وآمال هناك لأمجاد الماضي نشتاق
ومستقبل أجيالنا بات تمثال نزرع حبه بهم
حجر مثل الآثار يزوروه في الكتب ومديح ماضيه العريق
أين نحن في وضعنا الحالي ؟
في مفترق طريق نورعلم .. وجهل
أين سرنا، وإلى أين وصلنا؟
نحاول التقدم خطوة ونتراجع عشرات منها عثرات للوراء
هل أينعت الشجرة ؟
ورق بها بعض وريقات جريئة أجتثها الفأس الأقوى
بمساعدة أيادي تخون عهد الوفاء لعروبتهم
عملاء مبطنين
وأينعت بعض ثمرات كان سيقطفها أجيالنا
لو ظهر فرسان لاقيمة لروحهم
أمام النصر والإيمان بعقيدة دافعوا عنها لقرون عدة


هل نبتت الأغصان ؟
نبت بعض الخير وعفن مابينه أتلف بمرض يجتاحهم عدوى تمتد للجذور
هل ظهر الجذع باسقاً ؟
سنبقى كشجر السنديان الجذع باسق قوي صلب ولكن عمره كبير
يقف في وجه الريح العاتية ولن يخلو من ظلها الخير
ونُفني كل محاولات القضاء عليها
وننتصر ويكون البقاء لدين الحق ألا وهو الإسلام
وإن بتفاؤل وتقوى ندعوا ونقول الحمد لله
ونحاول ويجب علينا جميعاً عدم التقاعص
عن النهوض كل من منبر علمه وعمله كتاب أم سياسيين وعلماء دين
لأعادة ماسلب من هذه الأمة التي كانت هي القائد للعالم
الفاتح والداعي للخير والسلام
الكاتب الجليل
حاتم ناصر الشرباتي
أعلم لن أصل لمستوى فكرك ونور علمك كتاباتك
ورسالة تسعى مشكوراً جعلها الله في ميزان حسناتك
ولكني أحببت الرد بقليل من كيان كاتبة عربية مسلمة تتالم
لما آل إليه حال أمتنا العربية والإسلامية بعد كل الفتوحات والنصر
وأيادي غلت بقيد الذل تساعدها قلوب الغدر على النيل من كرامتنا وعزتنا
تقديري وأحترامي الكبير لك
وجورية تنحني لهذا الفكرالنير العظيم

2718

حاتم ناصر الشرباتي
17-10-2010, 05:17 PM
جفف دموعك ان أتيتَ معزياً *** واحمل بكفك من رسولك رايةِ
واجعل عزاءكَ دافعاً تسمو به *** فالعينُ يخبو نورها بالدمعةِ
وارفع بساريةٍ يرفرف فوقها *** رآي العقاب فعزها هو عزتي
واسلك سبيل الله تهدى للهدى *** سُبلَ السلامِ طريقةً لطريقتي
واسمع بأذنِ القلب صوتَ جحافلٍ *** رفعوا اللواء بيثربٍ و بمؤتةِ
وانظر تراه أبا عبيدة شامخاً *** و ابنَ الوليدِ و جعفراً و الصفوةِ
رفعوا العقابَ على البسيطةِ كلها *** فغدت تشعَّ النور بعدَ الظلمةِ

لكن من طبع الثعالب غدرَها *** نسجت بلؤمٍ كي تُبيدَ خليفتي
وكبا الجوادُ فلو سمعتَ كبيرهم *** يعوي و ينهش في السَّدى و اللُّحمةِ
الانجليز بقضهم و قضيضهم *** والغاصبونَ تحكَّموا بالامةِ
و تمزق الجسدُ العظيم بمكرهم *** و تقوقعوا كلٌّ يُنادي دولتي
حتى تصدى للذئاب غضنفر *** وَرعٌ تَقيٌ رافضٌ للذلةِ
زرع البذور فأنبتت جناتهُ ***عبد القديمِ و صالحٍ و قيادتي

روحي فداك لو المنايا أسعفت *** آثرتُ عنكَ بأن تكونَ منيَّتي
قدري بأن تبكي العيونُ دُموعها *** و القلبُ يبكي غُصةً من غصتي
قالوا أتبكي ؟ قلت عينِيَ لا أنا *** عيني عصتني و الجفونُ و مقلتي

نعم يا سيدتي....
شيخ بلغ من العمر عتيا يبكي مجدا تليدا هدمه العدا
شيخ بلغ من العمر العمر عتياً يفتقد مشعلا خالدا خبا
شيخ بلغ من الكبر عتيا يبكي مجدا قضى وانقضى
مجدا قضى وانقضى بذنب من خان ومن أهملا
شيخ بلغ من الكبر عتيا يبحث عن علاج
لذا وجب تشخيص الحالة لنصل للعلاج
أمصل أم حقنة أم مبضع جراح !
وطفقت أبكي وأسأل وأطوف الواحة مستفسرا
وتأتي مشاركة الأخت نجوى الحمصي تسهم في التشخيصات
أكرمتنا أختنا الأديبة الشهيرة وهي تسهم بمشاركات
نعم أختي الأديبة نجوى لقد عم البلاء
واستلم دفة السفينة قرصان قتل الربان
أي أختاه فلنا في ربنا رجاء
ويدا بيد لنكمل بعون الله المشوار
نبحث ونعمل ونعمل ونبحث عن مشعل وأمة ورجاء

حاتم ناصر الشرباتي
02-11-2010, 10:20 AM
شخصية الأمة وهويتها



لكل أمة شخصية تتميز بها عن غيرها من الأمم، وشخصيتها إنما تعبر عن هويتها الحضارية والتراثية. والأمم الأصيلة هي تلك التي تحافظ على مفاهيمها الحضارية وميولها العقائدية من الزوال والذوبان، وأما الأمم الهجينة فهي التي لا تملك ثوابت حضارية أو عقائدية، ويكون كل شيء في شخصيتها عرضة للتغيير والتبديل، وتكون حضارتها فيها قابلية للتزاوج والتداخل مع الحضارات الأخرى.

إلا أن الحضارات الرئيسية والتي تدعي أن لها شخصية منفتحة على غيرها تراعي دائماً حدوداً معينة لا تتجاوزها، وتحافظ على ما تعتبره ثوابت لديها فلا تتعداها لأنها تعتبرها خطوطاً حمراء يحظر تخطيها بأي وجه من الوجوه. ومن هنا كان لا بد من معرفة حدود تلك الحضارات وخطوط التمازج والتداخل فيها، لأن شخصية الأمة لا بد وأن يُراعى فيها سمات التميز والاستقلالية، وصفات التواصل والاستمرارية.

وحتى لا نُغرق في بحث الحضارات والشخصيات الحضارية بحثاً فكرياً نظرياً لا فائدة منه، دعونا نتناول الحضارتين الرئيستين في العالم اليوم وهما الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية تناولاً سياسياً عملياً، نعالج فيه مسألتين مهمتين وهما تقبل الآخر والثابت والمتغير في كلا الحضارتين.

أولاً: تقبل الآخر في كلا الحضارتين: بالرغم من إكثار الغرب في الحديث عن حوار الأديان ولقاء الحضارات وتعدد الثقافات، إلا أن الحقيقة هي أن هدفه الحقيقي من ذلك يكمن في عزل الثقافة الإسلامية وحمل أتباعها على اعتناق الحضارة الغربية.

فمثلاً إشاعة الغرب لمفهوم (الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف)، فإنه يرمي من إشاعته تلك إلى تمزيق العالم الإسلامي وخلق فجوة بين المجموعات الإسلامية فيه، واستقطاب أكبر نسبة من المسلمين ليكونوا من الموالين له.

ففكرة قبول الآخر التي يتشدق بها الغربيون هي فكرة في اتجاه واحد وتنحصر في قبول المسلمين للغرب وليس العكس. والأدلة على ذلك كثيرة، فالرئيس الأميركي بوش مثلاً في خطابه عن حالة الاتحاد في العام 2002م قال بالنص: "نحن سوف ننتصر عليهم (ويقصد المسلمين في أفغانستان والعراق) وسوف نحلق لحى رجالهم، وننزع حجاب نسائهم، ونُدخل أفلام الجنس إلى غرف نومهم"، وأما رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير فَحدّدَ أربعة معايير لقبول المسلمين أو رفضهم في الغرب، أو بمعنى آخر لاعتبارهم ذلك الآخر المقبول لدى الغرب أو عدم اعتبارهم. وهذه المعايير هي:

1. إزالة دولة (إسرائيل): فالذي يصر على إزالة إسرائيل من المسلمين لا يُعترف به ولا يعتبر من (الآخر) المقبول لدى الغرب.

2. رفض الوجود الغربي في بلاد المسلمين: فمن يرفض ذلك الوجود لا يُعترف به ولا يصنف ضمن ذلك (الآخر) المقبول عند الغربيين.

3. المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية: فمن يطالب بتطبيق الشريعة لا يُعترف به كذلك، ولا يدخل في عداد (الآخر) الذي يقبل في الغرب.

4. إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي تضم جميع البلدان العربية والإسلامية: فمن يسعى لتوحيد البلدان الإسلامية في دولة إسلامية فهو مرفوض أيضاً من الغرب، ولا يُعترف به ولا يدخل في (الآخر) المقبول عند الغربيين.

هذه هي معايير الغربيين الحقيقية في تقبلهم للأخر، وهي معايير تعسفية تتدخل في جوهر الحضارة الإسلامية والعقيدة الإسلامية، وهي تدل كذلك على أن الغرب ليس فقط لا يعترف بالآخر الإسلامي وحسب، بل هو يريد أن ينسف هذا الآخر وأن يزيله من الوجود.

والحقيقة أنه لا قيمة للمسلمين ولا معنى للحضارة الإسلامية إذا لم تحاول الشعوب الإسلامية تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية، وكذلك لا شخصية ولا هوية للأمة الإسلامية إذا بقي النفوذ الغربي في بلاد المسلمين، وإذا بقيت دولة يهود مغتصبة لفلسطين.

فالغرب إذاً يحاول إلغاء الآخر والهيمنة عليه تحت شعار قبوله والاعتراف به. أما الإسلام فلا يعبث بشؤون (الآخر)، ولا يضع معاييراً لقبوله أو عدم قبوله كما يفعل الغرب، فصحيح أن الإسلام لا يعترف بالتمازج والتقاطع مع الحضارات الأخرى؛ لأنه يرى أن هذه الحضارات مخالفة لفطرة الإنسان؛ لأنها غير مبنية على أساس التوحيد، ولكنه مع ذلك فهو لا يُكره أتباعها على اعتناق الإسلام، قال تعالى:{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (البقرة256).

فشخصية الأمة الإسلامية لا تتقبل الميوعة والتأثر بغيرها، وهي متميزة تميزاً واضحاً عن غيرها ولا تحتمل التمازج والتخالط والتشارك في المفاهيم، قال تعالى: {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} (البقرة138) والصبغة كما قال المفسرون هي دين الإسلام الذي فطر الله الناس عليه، والذي يظهر أثره على صاحبه كالصبغ في الثوب؛ لأنه دين الفطرة والتوحيد.

وهذا الدين جاء للبشرية جميعها وجاء ليظهر على جميع الملل والأديان الأخرى، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (الأعراف158)، وقال جل من قائل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } (التوبة33).

وشخصية الأمة الإسلامية هي شخصية خير وعدل، فلا يجوز أن تتلوث بشخصيات الأمم الأخرى لكي لا تفقد صفات العدل والخيرية والوسطية، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} (البقرة 143).

وعلى البشرية أن تدرك حقيقة أن الإسلام إنما هو آخر دين بعثه الله لها، وأن محمداً صلّى الله عليه وسلّم هو آخر نبي أرسله الله لها وعلى البشرية أن تفهم هذا وتعمل وفقاً له، قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (أل عمران 85)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (يونس57)، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً} (النساء174)، فالبرهان هو النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم وهو حجة على البشرية والنور هو القرآن الذي ينير حياتها.

ثانياً: الثابت والمتغير في كلا الحضارتين: تختلف الحضارة الغربية عن الحضارة الإسلامية من حيث أن الأولى فيها مساحة كبيرة من المفاهيم المتغيرة والمتبدلة، وأن هذا التغير والتبدل إنما يخضع للأمزجة والأهواء، ولأصحاب المصالح والثروات، لذلك تتغير القوانين والأحكام لتخدم مصالح الرأسماليين والطبقات الأرستقراطية في البلدان الغربية، بينما في الحضارة الإسلامية لا يوجد تغيير ولا تبديل، فالثابت صفة دائمية في الإسلام في عقائده وأحكامه، وأصوله وفروعه، وكلياته وجزئياته، قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}(النساء65)، وقال سبحانه: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً}(الأنعام114)، وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}(البقرة208).

فهذه النصوص القرآنية الكريمة توجب على المسلمين الرجوع إلى الكتاب والسنة رجوعاً تاماً في كل شيء، وعليهم أن لا يجدوا حرجاً في ذلك، بل وأن يسلموا تسليماً مطلقاً بكل ما ورد في الأدلة الشرعية، فالله سبحانه هو الحكم والحاكم، فلا يجوز التحاكم إلى غيره، ويجب الدخول في الإسلام دخولاً شاملاً بكافة شرائعه وأحكامه ومعالجاته، وإلا فيخشى من الوقوع في حبال الشيطان واتباع خطواته والعياذ بالله.

فمن أجل الحفاظ على قوة الشخصية الإسلامية ونقائها وبقائها فعالة مؤثرة، على المسلمين الالتزام الصارم بكل ما أتانا به الله سبحانه، قال تعالى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}(هود14) فهذا هو الشعار الذي يجب أن نرفعه وهو أن ندعو (الآخر) للاستجابة لهذا الدين مع يقيننا واعتقادنا به بشكل لا يتطرق إليه شك أو ارتياب، والإعلان على رؤوس الأشهاد بأننا مسلمون اعتقاداً وعملاً وإيماناً وسلوكاً.

لذلك كان لا بد من أجل الحفاظ على شخصية الأمة الإسلامية وهويتها من وجود دولة إسلامية حقيقية تضع الإسلام موضع التطبيق، وتحمل رسالته إلى العالم عن طريق الجهاد. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً}(الفتح28).


أحمد الخطيب
منقول: موقع النهضة

بابيه أمال
24-11-2010, 02:17 AM
سلام الله عليكم
في بعض كتب ماضي الزمن الجميل نوعا ما، لا أحد من المتعمقين في دراسة الثقافة العربية استطاع كتمان إعجابه الشديد بها مع الإشادة بصلابتها وعدم خذلانها بتأثير العوامل التي تعرضت لها آنذاك.. ولو وجدت واحدا منهم اليوم على قيد الحياة، لأخبرك بصعوبة أنه لم يعد يرى في الشعوب العربية اليوم ما رآه آنذاك في الثقافة العربية نفسها، وقد يضيف ما يقوي نظرته هذه بأن هناك فرق شاسع ما بين حال العرب اليوم والثقافة العربية الموروثة في الكتب التي لم يرى تطبيقها النور بعد، وأكبر منه الفرق بين ما بلغه المسلمون من ضعف وما بلغه الإسلام من قوة شهدت له بها أقطار الدنيا بأسرها.. طبعا في الماضي الجميل بأبناءه !

سيد حاتم ناصر
تسجيل حضور ووعد بالعودة إن شاء الله قريبا لتكملة "حوار وعي" نصل به إذا أراد الله إلى صورة كاملة تنتهي حدودها ببدأ حقائق مغايرة لما أدمى القلوب منا في كون قصر الباع في علوم الحياة هو أول وأبشع جريمة ارتكبت ضد دين لا زلنا في بحر معرفته من العطاش..

حاتم ناصر الشرباتي
14-01-2011, 05:27 PM
سلام الله عليكم
في بعض كتب ماضي الزمن الجميل نوعا ما، لا أحد من المتعمقين في دراسة الثقافة العربية استطاع كتمان إعجابه الشديد بها مع الإشادة بصلابتها وعدم خذلانها بتأثير العوامل التي تعرضت لها آنذاك.. ولو وجدت واحدا منهم اليوم على قيد الحياة، لأخبرك بصعوبة أنه لم يعد يرى في الشعوب العربية اليوم ما رآه آنذاك في الثقافة العربية نفسها، وقد يضيف ما يقوي نظرته هذه بأن هناك فرق شاسع ما بين حال العرب اليوم والثقافة العربية الموروثة في الكتب التي لم يرى تطبيقها النور بعد، وأكبر منه الفرق بين ما بلغه المسلمون من ضعف وما بلغه الإسلام من قوة شهدت له بها أقطار الدنيا بأسرها.. طبعا في الماضي الجميل بأبناءه !

سيد حاتم ناصر
تسجيل حضور ووعد بالعودة إن شاء الله قريبا لتكملة "حوار وعي" نصل به إذا أراد الله إلى صورة كاملة تنتهي حدودها ببدأ حقائق مغايرة لما أدمى القلوب منا في كون قصر الباع في علوم الحياة هو أول وأبشع جريمة ارتكبت ضد دين لا زلنا في بحر معرفته من العطاش..


الأخت الفاضلة بابيه أمال
السلام عليكم
بدابة أرحب بتفاعلك مع الموضوع وأعتذر عن التأخر في الرد لبعدي مؤخرا عن الموضوع لظروف طارئة.

أرى أنه وجب التفريق بين التاريخ العربي وتاريخ العرب في ظل دولة الاسلام، وعندما نتكلم عن مجد وتاريخ فنتكلم عن مجد أمة الاسلام عربا وعجما، وفي تاريخ العرب قبل الاسلام لا يوجد أي ذخيرة ممكن أن تكون موضع بحثنا سوى التيه والضياع واعدام فكر يربط بين الانسان وأخيه الانسان. فالقوة الدافعة في الاسلام للنهضة أتت من عقيدة راسخة وفكر ثاقب ومعالجات لواقع مشهود ندرس ما يلزمه من معالجات، فلم تكن أفكار الاسلام خيالية ولم تكن معالجات لخيال نتخيله بل لواقع مشاهد أمامنا نعالجه بما يلزمه من علاج، وبتلك النظرة نجد أحكام الاسلام صالحة للتطبيق في كل الأمكنة والأزمنة.... وظل المسلمين على هذا الحال يعالجون مشاكلهم باجتهاد في تفصيل النصوص الموجدة على قياس مشاكل موجودة. لم يجتهدوا في اخراع معالجات من أنفسهم بل حصر اجتهادهم في تنزيل الأحكام على الواقع الموجود.
وعندما اعترى الأمة الضعف وابتعدوابداية نسبيا أعقبها الابتعاد الكلي عن الاجتهاد الصحيح لمعالجة المشاكل فانتاب الأمة ما انتابها من التقهقر والانحطاط، حتى تمكن الكافر المستعمر أن أوجد فينا بواسطة عملائه نعرات بعيدة عن جوهر الاسلام أدت للهزيمة التي نعاني منها حاليا...
والحقيقة أن أمر الأمة لن يصلح حاليا الا بما صلح به أولها. والحل الرجوع للقوة الدافعة في الاسلام للنهضة والتي أتت من عقيدة راسخة وفكر ثاقب ومعالجات لواقع مشهود ندرس ما يلزمه من معالجات.
ولنا عودة ان شاء الله.

:noc:

حاتم ناصر الشرباتي
14-06-2011, 05:48 PM
من يخطط لمخالفة دين الله لتحقيق مصالح آنية يبرر وقاحته بأكذوبة :


الاسلام لا يتناقض - في جوهره- مع افكار التنوير الغربية القائمة على حقوق الانسان و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و التعاون بين الشعوب و الامم. اليست سعادة الانسان هي غاية الاديان والتشريعات الارضية و السماوية. والديموقراطية هي شكل من أشكال سماحة الاسلام واحترام الرأي الآخر...

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
التعارض بين النظام الديمقراطي ونظام الحكم في الإسلام

النظام الديمقراطي يتناقض مع النظام الإسلامي في الأساس والأصول والفروع . وإذا كان هناك تشابه في بعض الفروع فهذا ليس مبرراً للخلط بينهما لأن الديمقراطية كفر والإسلام إيمان . لقد استمرت الدولة الإسلامية تطبق نظام الإسلام ما يزيد على ثلاثة عشر قرناً ولم تستعمل كلمة الديمقراطية, ولم تستعمل معانيها.
ومع غياب نظام الإسلام صار الناس يرون نظاماً ديمقراطياً تقابله أنظمة استبدادية بوليسية مخابراتية, ومن الطبيعي أن يفضل الناس الديمقراطية على الاستبدادية البوليسية. وهذه كلها أنظمة كفر. ونحن حين نرفض الديمقراطية لايعني أننا نختار الاستبدادية البوليسية الظالمة, بل نختار الإسلام الذي هو رحمة للعالمين من الرحمن الرحيم.

ومن الفروع التي اشتبهت على الناس كون الإسلام يقول باختيار الخليفة عن طريق الانتخاب والبيعة, والديمقراطية تقول باختيار الحاكم عن طريق الانتخاب. وكذلك ممثلو الشعب يجري اختيارهم عن طريق صناديق الإقتراع في الإسلام والديمقراطية. وفي الإسلام يوجد شورى وفي الديمقراطية يوجد شورى. وفي الإسلام الأمة تحاسب الحاكم وفي الديمقراطية كذلك. مما جعل قصيري النظر يتوهمون أن الديمقراطية من الإسلام, أو أن الإسلام ديمقراطي.
وفيما يلي إيجاز لكل من النظامين، يوضح التعارض بينهما:-

النظام الديمقراطي نظام الحكم في الإسلام
1- أساس النظام الديمقراطي من وضع البشر. فيعطي البشر صلاحية التشريع من دون الله .
2- نظام الحكم جمهوري أو ملكي. ويجوز التحول من الملكي إلى الجمهوري أو العكس. 1- أساس نظام الحكم في الإسلام من الوحي الإلهي. فهو يجعل التشريع من حق الخالق وحده.
2- نظام الحكم خلافة. وهو نظام ليس فيه وراثة. ولا يجوز التحول من الخلافة إلى النظام الجمهوري أو الملكي.
3- الحكم الديمقراطي يقوم على فكرتي:
أ- السيادة للشعب. ب- والشعب مصدر السلطات.
وجهاز الحكم في الديمقراطية يتكون من سلطات ثلاث هي التي تسن القوانين وتنفذها، وهي: أ- السلطة التنفيذية ( الوزارة ). ب- السلطة التشريعية (البرلمان ). ج- السلطة القضائية (القضاء ).
ويساند هذه السلطات مؤسسات أخرى كالجيش والأمن العام والأمن الداخلي, وأجهزة أخرى. 3- الحكم في الإسلام يقوم على:
أ- السيادة للشرع وليست للشعب. ب- السلطان للأمة، وهي تُنيب عنها من يطبق الشرع وينفذه.
أما جهاز الحكم في الإسلام فهو:
أ- الخليفة. ب- معاون التفويض. ج- معاون التنفيذ. د- أمارة الجهاد ( وتشرف على شؤون: الجيش، والداخلية والخارجية والصناعة). هـ-الولاة. و- القضاء. ز- مصالح الدولة. ح- مجلس الأمة.
4- بما أن السيادة للشعب فالشعب هو الذي يسن القوانين. 4- الوحي هو المصدر االوحيد للقوانين. والشعب ينتخب من يطبق عليه الشرع.
5- في النظام الديمقراطي القضاء يكون مدنياً.
6- في النظام الديمقراطي السياسة الخارجية تقوم على احترام الحدود الدولية, والمياه الإقليمية لأنها تكريس لاحترام حرية الشعوب في اختيار أنظمتها وقوانينها وحكامها.
7- النظام الديمقراطي يكرس التمزيق وتعدد الدويلات أو ما يسمى احترام الاستقلال لتلك الدويلات. 5- في الإسلام يكون القضاء شرعياً.
6- في ظل نظام الحكم الإسلامي تكون السياسة الخارجية مرتبطة بالجهاد لنشر الإسلام, فهي تحطم الحدود والحواجز المادية لتخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
7- نظام الخلافة لايعترف بالحدود المادية. ولا بالاستقلال لبلد إسلامي عن بلد أخر, فالأمة واحدة والجيش واحد, والراية واحدة, والمالية واحدة .....الخ.
8- الأنظمة الديمقراطية تحترم القوميات, والعرقيات, والنعرات الجاهلية وتحييها وتحافظ عليها.
9- يختار الحاكم لمدة حكم مؤقتة من 4- 6 سنوات.
10- في الديمقراطية يجوز التمرد على الحاكم والتظاهر ورفض طاعته وإعلان العصيان عليه.
11- يجوز تشكيل أحزاب معارضة على غير أساس الإسلام أي: أحزاب علمانية أو قومية أو إلحادية. 8- نظام الحكم في الإسلام يذيب جميع القوميات والقبليات والأعراق ويصهرها بالإسلام.
9- الخليفة مدى الحياة مادام قادراً مستقيماً.
10- لا يجوز التمرد والعصيان إلا في حالة واحدة هي حين يأمر الخليفة بمعصية.
11- لا يجوز تشكيل أحزاب غير الأحزاب الإسلامية الملتزمة بالإسلام عقيدة ونظام حياة.
12- ينقسم المجتمع في ظل الديمقراطية إلى موالاة ومعارضة. 12- لاينقسم المجتمع إلى قسمين, بل يقوم الشعب أو مجلس الأمة بمحاسبة الحاكم, وان استحق العزل شرعاً تتولى محكمة المظالم عزله. فإما الطاعة لولي الأمر مع محاسبته, وإما العزل.
13- الديمقراطية تجيز لجميع أفراد الشعب التسابق والتنافس للوصول لمنصب الحاكم, بغض النظر عن مؤهلاته أو صفاته الشخصية أو التزامه الديني. حتى لو كان ممثلاً.
13- الإسلام يشترط فيمن يتقدم لهذا المنصب أن يكون رجلا ًوليس امرأة، مسلماً وليس كافراً، بالغاً وليس صبياً، عاقلاً وليس مجنوناً، حراً وليس عبداً أو مسيطراً عليه بما يشبه العبودية، عدلاً وليس فاسقاً، وهناك شروط أفضلية كأن يكون مجتهداً وغير ذلك.
14- الديمقراطية ليست الشورى، فالديمقراطية طريقة حكم لها كليات وجزئيات، وهي تسير شؤون الحياة كلها حسب وجهة نظر معينة, وهي ليست نابعة من الشرع فهي ليست حكماً شرعياً كالشورى. 14- الشورى ليست طريقة حكم لها كليات وجزئيات، وهي ليست أصلاً من أصول الحكم, بل هي مجرد أخذ الرأي, وأخذ الرأي لايكون ملزماً في حالات, ويكون ملزماً في حالات أخرى. والشورى حكم شرعي وليست من وضع البشر كالديمقراطية.
15- الديمقراطية لا تهتم بالمصدر الذي يجب أن تؤخذ منه الأفكار المتعلقة بالعقيدة, ولا الأفكار المتعلقة بالحضارة ولا الأحكام الشرعية.
15- الإسلام يُلزم معتنقيه بان يأخذوا كل ما جاء به الرسول  كمصدر للعقيدة وللحضارة وللأحكام الشرعية، قال تعالى:  وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا  , وقال:  يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به , وقال:  فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم  , وقال  : (( كل عمل ليس عليه امرنا فهو رد )), لذلك يحرم اخذ أفكار الغرب أو عقيدته الرأسمالية أو حضارته ووجهة نظره. والديمقراطية نظام غربي نابع من العقيدة الرأسمالية التي تفصل الدين عن الحياة.
16- الديمقراطية نابعة من العقيدة الرأسمالية التي تفصل الدين عن الدولة, بل تفصل الدين عن كل شؤون الحياة كلها، لذا يقولون: " ما لقيصر لقيصر وما لله لله ".
17- في النظام الديمقراطي تسود العلمانية.
18- الحياة الديمقراطية هي ابنة حضارة تقوم على النفعية البحتة, ولا تقيم وزناً لغير القيم المادية النفعية.
19- عند أهل الديمقراطية السعادة هي الحصول على اكبر قدر ممكن من المتع الجسدية الزائلة. 16- الدولة الإسلامية تقوم على العقيدة الإسلامية التي لاتفصل بين الدين والدولة ولا بين الدين والحياة، أي وجوب تسيير الحياة والدولة بأوامر الله ونواهيه أي بالإحكام الشرعية.
17- في نظام الحكم الإسلامي يسود الشرع.
18- الحضارة الإسلامية تقوم على أساس روحي هو الأيمان بالله تعالى, وجعل الحلال والحرام مقياسا لجميع الأعمال في الحياة.
19- عند المسلمين وفي الحضارة الإسلامية ينظر إلى السعادة بأنها الفوز برضوان الله 
20- في الديمقراطية الحكم للأكثرية، حتى ولو كانت الأكثرية على باطل. والأكثرية قد تكون:
أ- أكثرية الشعب باستفتاء عام.
ب- أكثرية النواب في التصويت على مشروع قانون.
ج- أكثرية الوزراء في وضع مشروع قانون أو تنفيذ سياسة معينة.
د- أكثرية نقابية أو جمعية.
هـ- أكثرية لمنح الثقة للوزارة أو حجبها عنها.
و- جميع قرارات المجالس النيابية والوزارية يلزمها أكثرية لتنفذ. 20- في الإسلام الحكم للشرع، حتى ولو وقف معه الأقلية مهما صغر حجم الأقلية. وعلى الشكل الآتي:
أ- تنفيذ وتطبيق الحكم الشرعي لايرجع فيه لرأي الأكثرية.
ب- الرأي الفني, أو رأي أهل الاختصاص والخبرة لا يلزمه أكثرية.
ج- هناك حالة واحدة يؤخذ فيها برأي الأكثرية وهي معرفة الرأي في الإقدام على عمل مباح أو عدم الإقدام عليه, مثل نزول سيدنا محمد  عند رأي الأكثرية للخروج من المدينة لملاقاة الكفار في معركة أُحد.
21- الديمقراطية تقدس الحريات.
الحرية في المفهوم الغربي ليست تحرير الإنسان من الرق. فالرقيق لم يعد لهم وجود. وهي ليست التحرر من الاستعمار. بل هي التي تستعمر الشعوب، فلا يظن أحد أن الحريات الغربية هي معارضة الاستعمار، بل الحريات عندهم أربع:
أولاً: حرية المعتقد أو العقيدة: فيحق للإنسان عندهم أن يعتقد العقيدة التي يريدها دون ضغط أو أكراه كما يحق له أن يترك عقيدته ودينه للتحول إلى عقيدة جديدة أو دين جديد, وفي نظرهم يحق للمسلم التحول إلى النصرانية أو اليهودية أو البوذية أو الشيوعية بمنتهى الحرية.
ثانياً: حرية الرأي: ويجوز في ظل الديمقراطية للفرد أن يحمل أي رأي أو فكر وان يقول أي رأي أو فكر وان يدعو لأي رأي أو فكر. وان يعبر عن ذلك بأي أسلوب وليس للدولة أو للإفراد حق منع أي إنسان من ذلك, بل إن القوانين تسن عندهم لحماية حرية الرأي, وتحمي الآراء التي تخالف الدين أو تتهجم عليه وعلى الأنبياء والرسل كما حصل مع سلمان رشدي ( السيئ الذكر ).
ثالثاً: حرية التملك: وهي الحرية التي أفرزت النظام الرأسمالي في الاقتصاد, فأوجدت فكرة استعمار الشعوب ونهب خيراتها, وهي تبيح للإنسان أن يمتلك المال بواسطة ال المقنّعة وبواسطة الربا والاحتكار والغش, والقمار والغبن الفاحش, والزنا، واللواط واستخدام جمال المرأة وأنوثتها للكسب المادي, وبواسطة صناعة الخمر وبيعها.
رابعاً: الحرية الشخصية: وهي في النظام الديمقراطي حرية الانفلات من كل قيد, وحرية التحلل من كل القيم الروحية والخلقية والإنسانية وهذه الحرية تبيح للشاب والفتاة ممارسة أي سلوك لا أخلاقي على مرأى من الجميع, سراً وعلانية, وحرية ممارسة الشذوذ الجنسي, وشرب الخمر, وتمرد الشاب أو الفتاة على أولياء أمورهم بحجة الحرية الشخصية. تلك الحرية التي أثمرت مرض الإيدز.. 21- الإسلام يعتبر الحريات بالمفهوم الغربي حراماً ومخالفاً للشرع.
والحرية في المفهوم الإسلامي لا وجود لها إلا في الإنعتاق من العبودية للبشر والتي هي الرِّق الذي لم يعد موجوداً لذلك فحيثما ذكرت الآن فإنها لاتعني سوى الحريات الغربية. والمسلم يفخر بعبوديته لله  , وهي أكرم صفة يتصف بها المسلم, ومن كمال العبودية أن يطيع العبد أوامر المعبود. وموقف الإسلام من حرياتهم هو:
أولاً: حرية المعتقد:- لايجوز للمسلم أن يتحول إلى دين أخر قال صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فاقتلوه ), سواء كان المرتد فردا أم جماعة.
ثانياً: حرية الرأي:- الرأي في الإسلام مقيد بالإحكام الشرعية وليس حراً فهو إما:
أ- رأيٌ حرام قوله: كالغيبة والنميمة, وقذف المحصنات ومهاجمة الإسلام والطعن فيه.
ب- أو رأيُ فرض قوله: مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومحاسبة الحكام.
ج- أو رأيٌ مباح: أن تقول خيراً أو أن تصمت.
ثالثاً: حرية التملك:- التملك في الإسلام مقيد بالشرع فلا يجوز للإنسان أن يتملك كما يشاء. وأسباب التملك الشرعية كالعمل ( بكل فروعه كالتجارة والصناعة والزراعة والخدمات ), والإرث, والهبة, والوصية.
رابعاً: الحرية الشخصية:- الإسلام حرم الانفلات من العقال الذي يسمى الحرية الشخصية, فالشخص ليس حراً في أن يؤذي نفسه أو ينهي حياته بالانتحار، أو أن يقترف الزنا واللواط تحت ذريعة الحرية الشخصية, أو أن يتهرب من الإنفاق على والديه العاجزين تحت ذريعة الحرية الشخصية, أو أن يخرج الفتى والفتاة مع عشيقته أو عشيقها بحجة الحرية الشخصية, والإسلام لايجيز للشاب أن يتحرش بالفتاة في الشارع أو أن يسمعها كلاماً منافياً للحشمة والوقار, ولا أن يقبل زوجته على مرأى من جمهور الناس.

يتبع ان شاء الله

ناريمان الشريف
14-06-2011, 06:33 PM
أخي الفاضل الأستاذ حاتم
سلام الله عليك

كم أحب أن أعود إلى الماضي بكل ما فيه فكيف يكون العود مع أساتذة عظام كأمثالك ؟!
لا بد أنه شهي كهذه المقالة الجامعة والتي تتضمن معالجات سياسية واجتماعية وفقهية
أطلت الوقوف هنا .. وقرأت أكثر من صفحة
ولا أستطيع بعد هذا الجهد إلا أن أقدم جزيل شكري وتقديري


والحقيقة لا أدري ..
بماذا أرد على أسئلتك العميقة التي تلمس الجرح ..!!
هل أقول لك أن الأمة تتردى إلى الخلف وتتراجع إلى حيث الهاوية وبذلك أساهم في إغراق اليائيسن أكثر في بحربلا قاع ؟
أم أقول أن الأمل بالله كبير والخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة وبذلك أنتشل اليائيسن من بحار يأسهم ؟!

والله يا أخي إن الحال لا يرضى عنه أحد .. فنحن في زمن غريب الأطوار .. اختلط الحابل بالنابل .. وتداخل الباطل بالحق
فلم نعد نميز الحق من الباطل .. ولم نعد نعرف الصادق من الكاذب .. تاهت بنا السفينة وبعد طول إبحار رست بنا على جبل غير ذي زرع .. فلا ماء ولا نبت ولا أمن ولا أمان..
للأسف أحياناً نعرف الصواب ولكننا لا نفيء إليه ... إما لخوف او لجهل
أما عن الجهل والضياع .. فحدث ولا حرج
فكل ما حولنا ينبئ بالضياع .. والخوف من المستقبل وما يخبئ لنا
كان الله في العون ..
بارك الله فيك أخي الكريم .. وأمدك اللهم بالصحة والعافية وطول العمر


سلام ... ناريمان

ناريمان الشريف
14-06-2011, 06:40 PM
جفف دموعك ان أتيتَ معزياً *** واحمل بكفك من رسولك رايةِ
واجعل عزاءكَ دافعاً تسمو به *** فالعينُ يخبو نورها بالدمعةِ
وارفع بساريةٍ يرفرف فوقها *** رآي العقاب فعزها هو عزتي
واسلك سبيل الله تهدى للهدى *** سُبلَ السلامِ طريقةً لطريقتي
واسمع بأذنِ القلب صوتَ جحافلٍ *** رفعوا اللواء بيثربٍ و بمؤتةِ
وانظر تراه أبا عبيدة شامخاً *** و ابنَ الوليدِ و جعفراً و الصفوةِ
رفعوا العقابَ على البسيطةِ كلها *** فغدت تشعَّ النور بعدَ الظلمةِ

لكن من طبع الثعالب غدرَها *** نسجت بلؤمٍ كي تُبيدَ خليفتي
وكبا الجوادُ فلو سمعتَ كبيرهم *** يعوي و ينهش في السَّدى و اللُّحمةِ
الانجليز بقضهم و قضيضهم *** والغاصبونَ تحكَّموا بالامةِ
و تمزق الجسدُ العظيم بمكرهم *** و تقوقعوا كلٌّ يُنادي دولتي
حتى تصدى للذئاب غضنفر *** وَرعٌ تَقيٌ رافضٌ للذلةِ
زرع البذور فأنبتت جناتهُ ***عبد القديمِ و صالحٍ و قيادتي

روحي فداك لو المنايا أسعفت *** آثرتُ عنكَ بأن تكونَ منيَّتي
قدري بأن تبكي العيونُ دُموعها *** و القلبُ يبكي غُصةً من غصتي
قالوا أتبكي ؟ قلت عينِيَ لا أنا *** عيني عصتني و الجفونُ و مقلتي

نعم يا سيدتي....
شيخ بلغ من العمر عتيا يبكي مجدا تليدا هدمه العدا
شيخ بلغ من العمر العمر عتياً يفتقد مشعلا خالدا خبا
شيخ بلغ من الكبر عتيا يبكي مجدا قضى وانقضى
مجدا قضى وانقضى بذنب من خان ومن أهملا
شيخ بلغ من الكبر عتيا يبحث عن علاج
لذا وجب تشخيص الحالة لنصل للعلاج
أمصل أم حقنة أم مبضع جراح !
وطفقت أبكي وأسأل وأطوف الواحة مستفسرا
وتأتي مشاركة الأخت نجوى الحمصي تسهم في التشخيصات
أكرمتنا أختنا الأديبة الشهيرة وهي تسهم بمشاركات
نعم أختي الأديبة نجوى لقد عم البلاء
واستلم دفة السفينة قرصان قتل الربان
أي أختاه فلنا في ربنا رجاء
ويدا بيد لنكمل بعون الله المشوار
نبحث ونعمل ونعمل ونبحث عن مشعل وأمة ورجاء





أبكتني هذه السطور
أنتم البركة .. أنتم مشاعل الأمة
سلمت يداك وطاب قلمك
سأتابعك باهتمام لاحقاً بإذن الله تعالى
وكم أنا سعيدة بتواجدك هاهنا في واحة الخير ... وكم نحن بحاجة لأمثالك
أشكرك

تحية ... ناريمان

حاتم ناصر الشرباتي
19-06-2011, 04:18 PM
نعم أيها الشريف ناريمان ....
شيخ بلغ من العمر عتيا يبكي مجدا تليدا هدمه العدا
شيخ بلغ من العمر العمر عتياً يفتقد مشعلا خالدا خبا
شيخ بلغ من الكبر عتيا يبكي مجدا قضى وانقضى
مجدا قضى وانقضى بذنب من خان ومن أهملا
شيخ بلغ من الكبر عتيا يبحث عن علاج
لذا وجب تشخيص الحالة لنصل للعلاج
أمصل أم حقنة أم مبضع جراح !
وطفقت أبكي وأسأل وأطوف الواحة مستفسرا
وتأتي مشاركة الأخ ناريمان الشريف تسهم في التشخيصات
أكرمنا الشريف ناريمان الأديب الشهيربمداخلة ونداء
نعم أخي الأديب الشريف لقد عم البلاء
واستلم دفة السفينة قرصان قتل الربان
أي أخي فلنا في ربنا رجاء
ويدا بيد لنكمل بعون الله المشوار
نبحث ونعمل ونعمل ونبحث عن مشعل وأمة ورجاء
وأجيب عنك أخي فأمّة لملمت جراحها قرن بلا بكاء
منذ أن غزاها كافر صليبي بقومية ووطنية وفصل قلبها عن الأمعاء
منذ غزاها كافر صليبي قتل خلافتها واستبدلها بمخترات لنُعدم أي رجاء
أفاقت اليوم وصارت تشتكي وترفع الصوت بعويل وبكاء
تنادي طالبة خلافة اسلامية وترفع الصوت عاليا بنداء
أمّة بقيت حية وأفاقت من التخدير ولملت جراحها فلها في ربها رجاء
أكرمنا ربنا لنرفع هاماتنا بفضلك يا منتشاء
شكرا للشريف ناريمان وقد شاركني في بكاء
بكاء أمّة كريمة نامت طويلا وأفاقت في بكاء ورجاء
ربنا أكرمنا بنهضة ونصرة تعقب اسراء
لننعم برغد عيش وخلافة وبهاء



:noc:

حاتم ناصر الشرباتي
20-06-2011, 02:07 PM
ناريمان الشريف أسعدك الله أي أختي
واخجلي منك على خطأ لم تتعمده يداي
واثق أختاه أنك وأنت من كرام الناس ستتقبلين عذري
فأعتذر منك وأصحح خطأ ما ظننته إلا بعد النشر وتم الأمر وقضي
فتقبلي تصحيح بكرم نفس ما أخطأته يداي
__________
نعم أختي ناريمان الشريف ....
شيخ بلغ من العمر عتيا يبكي مجدا تليدا هدمه العدا
شيخ بلغ من العمر العمر عتياً يفتقد مشعلا خالدا خبا
شيخ بلغ من الكبر عتيا يبكي مجدا قضى وانقضى
مجدا قضى وانقضى بذنب من خان ومن أهملا
شيخ بلغ من الكبر عتيا يبحث عن علاج
لذا وجب تشخيص الحالة لنصل للعلاج
أمصل أم حقنة أم مبضع جراح !
وطفقت أبكي وأسأل وأطوف الواحة مستفسرا
وتأتي مشاركة الأخت ناريمان الشريف تسهم في التشخيصات
أكرمتنا الأخت الشريف ناريمان الأديبة الشهيرة بمداخلة ونداء
نعم أختي الأديبة ناريمان الشريف لقد عم البلاء
واستلم دفة السفينة قرصان قتل الربان
أي أختي فلنا في ربنا رجاء
ويدا بيد لنكمل بعون الله المشوار
نبحث ونعمل ونعمل ونبحث عن مشعل وأمة ورجاء
وأجيب عنك أختي فأمّة لملمت جراحها قرن بلا بكاء
منذ أن غزاها كافر صليبي بقومية ووطنية وفصل قلبها عن الأمعاء
منذ غزاها كافر صليبي قتل خلافتها واستبدلها بمخترات لنُعدم أي رجاء
أفاقت اليوم وصارت تشتكي وترفع الصوت بعويل وبكاء
تنادي طالبة خلافة اسلامية وترفع الصوت عاليا بنداء
أمّة بقيت حية وأفاقت من التخدير ولملمت جراحها فلها في ربها رجاء
أكرمنا ربنا لنرفع هاماتنا بفضلك يا من تشاء
شكرا للأحت الفاضلة ناريمان وقد شاركتني في بكاء
بكاء أمّة كريمة نامت طويلا وأفاقت في بكاء ورجاء
ربنا أكرمنا بنهضة ونصرة تعقب اسراء
لننعم برغد عيش وخلافة وبهاء

حاتم ناصر الشرباتي
20-06-2011, 04:27 PM
نعم أيها الأخوة الأحبة:
لقد اقتربت ساعة انهيار الراسماليه
َ
إن من سنن الله تعالى في هذا الكون ، أن البناء السليم القوي يجب أن يقوم على أساس متين قويّ ، ويجب أن يكون صحيح الأركان ، منتظم البنيان ، متراصّ الجدران دون خلل ولا فجوات تزعزع جنباته ، فإن كان كذلك استقام أمره وعمّر وصمد أمام عوارض الزمان ، وإلا فإنه سرعان ما تؤثر فيه عوارض الطبيعة وسرعان ما تسقطه أرضاً ، فتتفّرق حجارته ، وتتناثر أركانه ، ويصبح أثراً بعد عين كأن شيئاً لم يكن . وكذلك الأمر في المبادئ والأفكار ، فإن المبدأ إذا لم يستند في أساسه إلى قناعة عقلية كاملة ، والى برهان ساطع وفي أركان بنائه إلى روابط قوية تربطه بهذا الأساس فتشده شدّاً محكماً ، فإنه سرعان ما ينهار في العقول ، وترفضه القلوب والنفوس ، ثم يلعنه الناس جيلاً بعد جيل كما حصل مع الاشتراكية . أما إذا استند إلى أساس عقلي سليم ، وقام على أركان قويّة منبثقة من هذا الأساس ومرتبطة به ربطاً قويّاً محكماً متماسكاً ، فإنه لا ينهار أبداً في النفوس ولا العقول ، حتى لو انهار على أرض الواقع نتيجة تقصير من أتباعه في رعايته .
فلو استعرضنا الأفكار والحضارات السابقة التي عمّرت وجه الأرض قبل الإسلام ، لرأينا أنها حضارات عمّرت إلى وقت معين من الزمان تآكلت فيه شيئاً فشيئاً ، ثم شاخت وماتت وانتهت دون أن تقوم لها قائمة بعد ذلك أبداً ، وذلك كالحضارة الفرعونية ، والآشورية ، والبابلية ، وحضارة حمورابي ، والفارسية ، والرومانية ، فكل هذه الحضارات انطبق عليها قول المولى عز وجل :  قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ  ( ) .
نعم لقد انهارت تلك الحضارات في العقول والقلوب قبل أن تنهار في أرض الواقع ، والدليل على ذلك ، أنك لا تجد لها اليوم أي ذكر في عقل بشري يحملها .
أما حضارة الإسلام المنبثقة من مبدأ الإسلام الصحيح المستقيم ، فقد عمّرت ألفاً وأربع مائة عام من الزمان ، كانت فيه قويةً متألقةً ، رغم كل الهزات والعقبات التي تعرضت لها خلال هذا التاريخ الطويل ، وحتى بعد زوال كيانها السياسي ( الدولة ) ظلت صامدة في العقول والقلوب لا تغادرها ، وظلّت العقول والقلوب تحاول إرجاعها مرة أخرى إلى أرض الواقع ، والسبب أنها ظلّت حيّة لم تنهدم من الأذهان ، لاستقامة أساسها ، وصحة أركانها .
وفي هذا الزمان الذي نحن فيه تجّلت هذه الحقيقة ، لتبرهن هذه السنة الإلهّية ، وذلك عندما انهارت الشيوعية كدولة وكفكر في نهايات القرن الماضي ( القرن العشرين ) .
وإن الأمر نفسه سيحدث مع الرأسماليـة الفاسدة إن عاجلاً أو آجلاً ، والسبب هو أن أسباب فنائها تكمن في أساسها ، وفي كل لبنة من بنائها .
والحقيقة أن الرأسمالية منهارة بالفعل الآن ؛ منهارة فكرياً وسلوكياً ، وقد نخر السوس أوصالها داخلياً وخارجياً ، وحتى عمليّا ً، ولا تنتظر إلا إعلان هذا الانهيار على الملأ .
فقد خدعت الناس سنين طويلـة بأفكار كاذبة مثل الديموقراطية ، والحرية ، وحقوق الإنسان ، ولم تطبق حتى في داخل أرضها ، ووعدت الناس ببحبوحة العيش والرخاء ، فإذا بها ترزح تحت الفارق الكبير بين النفقات والإنتاج ، لتعوض ذلك عن طريـق سلب الشعوب الضعيفة ومصّ دمائها ، عن طريق سياسات الاستعمار الشريرة ، وأخذت كذلك ترقّع الكثير من الأفكار لتخرج عن صلب الأفكار الرئيسية التي نادت بها .
وإن هذا لهو الانهيار بعينه الذي ينتظر فقط إعلان السقوط والتردّي قريباً بإذنه تعالى . إن هذا كله ليذكرنا بقولـه تعالى :  أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  (1 ) .
هذه سنة الله تبارك وتعالى في الصحة والخطأ ، في الاستقامة والاعوجاج ، في النور والظلام ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ، ولن تجد لسنة الله تحويلا .....

اللهم انصر المسلمين ووحد اوطانهم واعزهم بامام راشد رحيم
(1) التوبة 109

حاتم ناصر الشرباتي
09-08-2011, 07:19 AM
[FONT="Traditional Arabic"]

أنا يا صديقة متعب بعروبتي

للشاعر نزار قباني

وقد نظمها وألقاها عام 1980 أي قبل 31 عاما...
هل تغير شئ منذ ذلك التاريخ؟؟؟
ركزوا جيدا

------
هَلْ في العيونِ التونسّيةِ شاطيٌء
تَرتاحُ فوقَ رِمالهِ الأعصابْ ؟
أنا يا صديقةٌ مُتعبٌ بعروبتي
فهل العروبة لعنةٌ وعِقابْ ؟
أَمشي على وَرقِ الخريطةِ خائفاً
فعلى الخريطةِ كُلنا أَغْراب
أتكلم الفُصحى أَمام عشيرتي
وأعيد ... لكن ما هناك جَواب
لولا العباءاتِ التي التّفوا بها
مَا كُنتُ أحسبُ أنهّم أَعْرابْ
يَتقاتلونَ على بَقايا تمرةٍ
فخناجرٌ مرفوعةٌ وحِرابْ
قُبلاتُهم عربيةٌ ... مَن ذَا رَأى
فيما رأى قُبلاً لها أَنياب
يا تونس الخضراءُ كأسي عَلقمٌ
أَعَلَى الهزيمةِ تُشْرَبُ الأَنْخاب ؟
مِنْ أَين يأتي الشّعرُ؟ حين نهارُنا
قَمعٌ وحينَ مَساؤُنا إِرْهَابْ
سَرقوا أَصابعنا وعِطْرَ حُروفنا
فَبأيّ شَيءٍ يُكْتَبُ الْكِتابْ؟
والحِكْمُ شِرْطيٌ يَسيرُ وَراءنا
سِرّاً فَنكهةُ خُبزنا اسْتجوابْ
يا تونس الخضراءُ كيفَ خَلاصُنا؟
لمْ يَبقَ منْ كُتبِ السّماءِ كِتابْ
مَاتَتْ خُيولُ بَني أُميّةَ كُلها
خجلاً.. وظّل الصرفُ و الإعرابْ
فكأنّما كُتبُ التّراثِ خُرافةٌ
كُبرى.. فلا عُمَر.. ولا خَطّاب
وبيارقُ ابْنُ العَاصِ تمَسحُ دَمْعَها
وعَزيزُ مِصْرَ بالْفِصَامِ مُصابْ
مَنْ ذا يُصّدقُ أَنّ مِصْرَ تهّودتْ
فمقامُ سيدّنا الحسينِ يَبابْ
ما هَذهِ مِصرْ.. فإنّ صَلاتَها
عِبريةٌ.. و إِمَامُها كَذّابْ
ما هَذهِ مِصرْ.. فإنّ سَماءَها
صَغُرتْ.. وإنّ نُسَاءها أَسْلابْ
إِنْ جَاءَ كافورٌ.. فَكمْ مِنْ حَاكمٍ
قَهَرَ الشّعُوبَ.. وَتاجُهُ قِبْقَابْ
وخَريطةُ الوَطن الكبيرِ فَضيحةٌ
فَحواجزٌ ... ومخافرٌ ... وكِلابْ
والعالَمُ العَربيُّ ....إمَا نَعجةٌ
مَذبوحةٌ أَو حَاكمٌ قَصّاب
والْعالِمُ العَربيُّ يَرْهن سَيفهُ
فَحِكايةُ الشّرفُ الرفيعُ سَرابْ


------
يتبع : جواب سؤال ناشر القصيدة .....

حاتم ناصر الشرباتي
09-08-2011, 09:00 AM
جواب السؤال

وصلتني القصيدة بالبريد من إحدى المجموعات البريدية، فأجيب :

لا لم يتغير شيء ولن يتغير ما دامت العروبة والتفاخر بها منهج، والعروبة هي نعرة وطنية جوفاء تعتمد على التباهي بالأصل العربي، ويظهر بها أنّها نابعة من شعور بفخر بسبب إنتساب لأمّة، والوطنية وشبيهتها القومية تعتمد على تفاخر بأصل، وقد زرعها الكافر المستعمر بين المسلمين بواسطة عملائه خنجراً يطعن به وحدة المسلمين ، فتمّ له بالتالي هدم دولة الخلافة العثمانية، فانحط حال العرب لجاهلية حديثة هي ما يشكي منها الشاعر، وسيبقى الحال على ما هو علية حتى ينعم الله على الأمة بالتمكين وعودة دولة الخلافة الراشدة، فلنعمل مع العاملين المخلصين لعوددتها حيث سيتحقق بها سلام العالم وأمنه
والعرب قد تغير حالهم وأصبح لهم شأن حين تركوا عروبتهم وحملوا الاسلام رسالة للعالمين، وقد تغافل ناظم القصيدة عن واقع تغير العرب وأسبابه مع أنه أشار لمعالم في طريقها حين مرّ ذكر ( كتب السماء ) و ( خيول بن أمية ) و (بيارق بن العاص ) ... فآثر أن يكتفي بالبكاء على رسم درس دون البحث المسؤول.
.


:sb:

حاتم ناصر الشرباتي
23-08-2011, 04:14 PM
حكم الإسلام في القومية والوطنية


الحمد لله رب العالمين والصلاة والاسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله ومن تبعه ومن ولاه وسار على دربه وهديه باحسان الى يوم اللدين...........

حتى نصدر حكما على فكرة ما، يجب علينا أولا أن نفهم معنى هذه الفكرة و واقعها و الغاية التي تهدف إليها ، و بعد ذلك نصدر حكمنا من خلال الاسلام على تلك الفكرة. فما هو معنى فكرتي القومية و الوطنية، و ما هو واقعهما، و ما هي غايتهما؟

اما القومية، ففي اللغة العربية "قوم الرجل : شيعته و عشيرته" هكذا في لسان العرب لابن منظور. و لكن في الاصطلاح الحديث هي ترجمة لكلمة nationalism المستعملة في اللغات الأوروبية. و هذا الاصطلاح الحديث دخيل على اللغة العربية، و دخيل على فكر المسلمين. و بناء علي اصطلاح الأوروبيين هذا، فهي تعرض على أنها رابطة للمجتمع تربط بين مجموعة من البشر يشتركون بخصائص و صفات مشتركة. فما هي العناصر التي تؤلف تلك الخصائص و الصفات؟ لم يستطع أصحابها أن يتفقوا على مجموعة العناصر التي تشكل "القومية" و لا أن يحددوا مدلولها بشكل منضبط. فمنهم من قال إن مقومات القومية هي الدين، و منهم من قال هي العادات و التقاليد المشتركة، و منهم من قال هي اللون أو العرق البشري، و منهم من قال هي المنطقة الجغرافية، و منهم من جمعها كلها، و منهم من جمع بعضها و رفض البعض الاخر.

و إذا نظرنا إلى هذه العناصر : اللغة و الرقعة الجغرافية و التاريخ المشترك و المصالح المشتركة... نجد أنها نتائج و ليست سببا. إنها نتائج توجد عند الناس الذين تكون بينهم رابطة تربطهم، و ليست هذه العناصر هي التي تشكل الرابطة. الذي يوجد الرابطة بين الناس هي وحدة أفكارهم، و خاصة الأفكار الأساسية. و لتوضيح ذلط نأخذ المجتمع المكي قبيل بعثة النبي محمد صلى اله عليه و سلم. كانت قبيلة قريش تشكل المجتمع المكي (كان هناك ناس من قبئل أخرى و لكن كانوا تبعا لقريش و يحملون الولاء لها). هذه القبلية كانت ذات لغة واحدة، و تاريخ واحد و رقعة جغرافية واحدة، و عرقية عصبية واحدة، و مصالح مشتركة. و كانت في الوقت نفسه تحمل أفكارا مشتركة.

جاء الاسلام و لم يتعرض إلى لغتهم و لا تاريخهم و لا عرقيتهم و لا جغرافيتهم و لا مصالحهم ، و إنما تعرض لشيء واحد، هو أفكارهم بدءا بالعقيدة الأساس، مرورا بالعقائد الفرعية وصولا إلى سلوكهم و قيمهم و مقاييسهم و معاملاتهم.

بعد مدة حصل انشقاق في المجتمع المكي : فريق مسلم و آخر مشرك. و هاجر قسم من المسلمين إلى الحبشة و صبر قسم آخر على الأذى و المقاطعة، ثم هاجروا إلى المدينة. ثم وقعت حروب طاحنة بين الفريقين.
لماذا حصل الانشقاق، مع أن كل العناصر التي يزعمون أنها تشكل الخصائص و الصفات التي توجد الرابطة موجودة ، ما عدا عنصر الوحدة الفكرية؟
ثم بعد فتح مكة و دخول قريش إلى الاسلام عادت الوحدة الفكرية إلى المجتمع المكي، و لكن هذه المرة على أساس الاسلام و مفاهيم الاسلام، فعادت اللحمة إلى مجتمع مكة من جديد.
و هذا المثال الواضح يرينا أن الذي يوجد الرابطة و الوحدة و الاندماج و الانسجام هو وحدة الأفكار. و كلما ازدادت نسبة الأفكار لمتفق عليها في المجتمع قويت الرابطة و اشتدت أواصرها، و كلما ازدادت نسبة الأفكار المختلف عليها تشقق المجتمع و تفكك. و لا نظن أن شخصا عاقلا نزيها يماري في هذا الرأي.

إن فكرة القومية التي انتشرت في بلادنا هي القومية العربية فلنلق الضوء عليها بشكل خاص. فالقوميون العروبيون يرون أن "العرب" يشكلون "أمة واحدة" مستقلة عن غيرها من الشعوب و ألأمم، فهم "أمة عربية" و ليسوا "أمة اسلامية" و لا جزءا من "أمة اسلامية"، إذ لا وجود "لأمة اسلامية" بنظر هؤلاء. و يرون أن الرابطة التي تجمع هذه "الأمة" هي اللغة العربية بشكل أساسي.

فما هو الموقف الشرعي من تلك الفكرة؟

إن النظرة النزيهة إلى التاريخ لا تحتاج إلا إلى قليل من الوعي حتى تدرك أن اللغة العربية لم تكن يوما لتشكل رابطة للمجتمع. فها هي في الجاهلية كانت منتشرة في الجزيرة العربية كلها، فلماذا لم تجمع العرب؟ ألم تكن القبائل العربية متفرقة متناحرة رغم وحدة اللغة؟
إن العرب لم يتحدوا و يجتمعوا إلا بعد ان نزل الاسلام و انتشر في الجزيرة العربية، و ها هو الله سبحانه و تعالى يذكر المسلمين بالنعمة التي أسبغها عليهم بالإسلام قائلا: و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ، و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا : و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ..سورة آل عمران - آية 103

إذن فإن الاسلام بوصفه دينا للبشر كافة و نظاما للحياة و المجتمع هو الذي جمع العرب و ليس اللغة العربية . "و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم" سورة الأنفال آية 63

و هناك من القوميين العروبيين من يقول إن مقومات القومية العربية هي العروبة و الاسلام معا. و يستدل على ذلك بأن القرآن عربي ، فالله تعالى يقول "إنا أنزلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون".. سورة يوسف آية 2
و ينسب بذلك القومية العربية إلى الاسلام.

فهؤلاء نقول لهم ، إن الله تعالى يقول للرسول صلى الله عليه و سلم: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا" .. سورة الأعراف آية 158
و يقول عز و جل: "و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" سورة الأنبياء آية 107
و يقول سبحانه و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا ..سورة سبأ آية 28
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى كل أحمر و أسود.
فرسالة الاسلام رسالة عالمية و ليست للعرب وحدهم ، و الأمة تضم المؤمنين من العرب و غيرهم . فقد كان في نص الوثيقة التي كتبها الرسول صلى الله عليه و سلم فور وصوله إلى المدينة و قيام الدولة الاسلامية الأولى أن "المؤمنين و المسلمين من قريش و يثرب و من تبعهم و جاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس" سيرة ابن هشام
فالأمة الاسلامية حين انتشرت و توسعت ضمت في رحابها من العجم و سائر الشعوب أكثر مما ضمت من العرب. و ها هي الامة الاسلامية اليوم تربو على مليار نسمة, لا يزيد العرب عن ربعهم و الباقون من غير العرب.
و لنتذكر وصية الرسول صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع: " يا أيها الناس ، ألا إن ربكم واحد، ألا إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، و لا لعجمي على عربي, و لا لأسود على أحمر , و لا لأحمر على أسود, إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"

نعم لقد تمسك المسلمون باللغة العربية ، إلا أنهم لم يتمسكوا بها بدافع قومي أو عنصري، و إنما تمسكا بالاسلام نفسه الذي نزل بلغة العرب ، و هي اللغة التي يحترمها جميع المسلمين عربا و غير عرب، و يسعون إلى تعلمها و إتقانها . و ها نحن نرى أن اللغة العربية انتشرت مع انتشار الاسلام ما بين الخليخ شرقا و المحيط الأطلسي غربا، و تصل إلى حدود الأناضول شمالا، بعد أن كانت حبيسة الجزيرة العربية. فهل كان لتلك اللغة أن تنتشر لولا ظهور الاسلام؟
لذلك فإن الدعوة إلى القومية هي دعوة إلى عصبية جاهلية جدية، و ليست من الاسلام في شيء. و الداعي إلى القومية مرتكب لمعصية كبيرة و آثم عند الله تعالى.

و أما الوطنية : فيعرضها أصحابها رابطة تجمع الناس في وطن معين. أما ما هو هذا الوطن؟ فواقع الذين يدعون إلى الوطنية أنهم يعدون الوطن هو ذلك الكيان السياسي الذي تقوم فوقه دولة ذات

حدود مرسومة على الخريطة بغض النظر عمن رسم تلك الحدود. فيتكلمون عن الوطنية اللبنانية و الوطنية العراقية و الوطنية المصرية و هكذا. فهل هذا حقا هو معنى كلمة "الوطن"؟

يقول صاحب القاموس المحيط عن المعنى اللغوي لكلمة وطن: "منزل الإقامة و مربط البقر و الغنم، الجمع أوطان، و وطن به يطن و أوطن: أقام". و الإقامة قد تكون في قرية أو مدينة و بذلك تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطنا. إذن فغن أوسع مدلول لكلمة وطن هو القرية أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان , أما سائر المدن و القرى فهي كلها بالنسبة له سواء، لا فرق بين مدينة أو قرية ضمن ولايته أو إمارته أو دولته و بين أخرى تقع خارجها، فكلها سواء من حيث إنه لا يستوطنها. فالمقيم في بيروت مثلا قد يتعلق قلبه ببيروت لأنه عاش فيها و استوطنها و اعتاد عليها، إلا أنه لا فرق بالنسبة له بين طرابلس الشام و دمشق أو بين صيدا و الإسكندرية أو بين بعلبك و بغداد، من حيث إنها كلها مدن لا يستوطنها.

إلا أن أدعياء فكرة "الوطنية" لما أرادوا أن يبتدعوا فكرة يكرسون بها الكائنات التي أقامها الكافر المستعمر في بلادنا بعد أن قسمها إلى دويلات هزيلة، حرفوا كلمة "الوطن" لتصبح دالة على ”لبنان" الذي أسسه غورو سنة 1920 ، و على العرق و الأردن و فلسطين و سوريا و مصر التي أوجدتها معاهدات الغربيين و مؤامراتهم.

و بذلك تصبح "الوطنية" هي الرابطة التي تجمع الناس الذين يعيشون داخل حدود دولة من هذه الدول، و تفصلهم عن سائر الناس الذين هم خارج تلك الحدود.و بذلك يصبح اللبناني مرتبطا فقط باللبناني و يصبح المصري مرتبطا فقط بالمصري، حتى تنقسم الأمة و تتعدد همومها، و لا تعمل سويا في سبيل قضية واحدة هي قضية الأمة، فما يهم الجزائري لا يهم التونسي... و هكذا . و من أجل تكريس ذلك المفهوم ، بثت بين الناس شعارات مضللة خبيثة مثل "الدين لله و الوطن للجميع" و مثل نحن ننتمي إلى الوطن قبل أن ننتمي إلى الدين" و غيرهما من الشعارات التي تتعارض مع الاسلام من حيث الأساس. فأين الوطنية من قوله صلى الله عليه و سلم : "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

و لا يخفى بعد هذا الشرح ما في فكرة "الوطنية" من خطر على كيان الأمة و من تآمر عليها. و ما قلناه في شأن القومية يقال في شأن الوطنية.و علاوة على ذلك، فإن الواقع يثبت أن الأرض لا تجمع الناس و لا تربط بينهم، فهي تقوم ببعض الأحيان كرابطة مؤقتة، و ذلك حين يتعرض الوطن للاعتداء من قبل أجنبي يرفضه جميع المواطنين، فيتكتل الجميع حتى يردوا ذلك العدو المشترك. إلا أنها في حالة السلم - و هي الحالة الطبيعية - فإنها لا تصلح لجمع الناس و لا تقوم رابطة بينهم. و أكبر دليل على ذلك أن الأوطان التي تحوي مزيجا من السكان متناقضا فكريا تبقى دائما في توتر و تسود فيها الحروب، و هي لا تكاد تخرج من حرب حتى تدخل في أخرى. و هذا دليل على أن الوطنية ليست رابطة للمجتمع. فهذا لبنان و هذه قبرص و هذه البوسنة و هذه الجزائر... كل منها تشكل دولة واحدة (وطنا واحدا)، و لكن اختلاف الأفكار جعل المشاعر تختلف و الدولة تتمزق.

و لكن العجيب في الأمر ، أن تجد أناسا ينسبون فكرة "الوطنية" إلى الاسلام! فيقولون إن الاسلام حض على الوطنية و عزز الشعور الوطني لدى المسلمين، مستدلين على ذلك بان الرسول قال حين خرج من مكة: " أنت أحب بلاد الله إلي و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك"، و بأن الاسلام أمر بالدفاع عن الاوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله.
فأما حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي استدلوا به، فلا شان له بالوطنية لا من قريب و لا من بعيد. فالرسول عليه الصلاة و السلام لم يكن يحب مكة لأنها وطنه، و إنما كان يحبها لأنها البلد الحرام الذي يحتضن الكعبة الشريفة. و الذي يوضح ذلك هو الحديث نفسه الذي يستدلون به غالبا مجتزءا، فقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة و قال: " أنت أحب بلاد الله إلى الله ، و أنت أحب بلاد الله إلي، و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك". إذا فالرسول صلى الله عليه و سلم كان يحب مكة لأنها أحب اليلاد إلى الله تعالى.
و أما قولهم إن الاسلام أمر بالدفاع عن الأوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله، ففيه كثير من التلبيس و التضليل.
ذلك أن الاسلام لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" و إنما أمر بالدفاع عن البلاد الاسلامية بغض النظر عن كونها وطنا للمجاهد أو غير ذلك.

فعلى هذه الأساس فإن واجب الجهاد لتحرير فلسطين من دولة يهود و تحرير الأندلس من الأوروبيين و الدفاع عن أراضي البوسنة و الهرسك و الشيشانو بلاد كشمير في الهند، لا يناط فقط بأهل تلك البلاد طالما لا يستطيعون رد العدوان وحدهم، و إنما يناط الواجب بكل المسلمين الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يتحقق الفرض. و على هذا الأساس أيضا، لا يجب على المسلم الذي يعيش في غير البلاد الاسلامية كأستراليا و أميركا أن يدافع عن تلك البلاد إذا نشبت حرب بين دولته و دولة أخرى، بل لا يجوز له ذلك، أن هذا قتال في غي سبيل الله، و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من قتل تحت راية عمية، يدعو إلى عصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتلة جاهلية".

ثم إن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة الذي أخرج منه بغير حق هو و صحابته الكرم، و قد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح. لكنه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الاسلامية و أقام فيها ما تبقى من أيام حياته، و و لم يوص المسلمين بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة، و هكذا فعل أصحابه رضوان الله عليهم من بعده، فشهداء بدر و أحد دفنوا في البقيع في المدينة و أبو عبيدة دفن في غور الأردن، و أبو أيوب الأنصاري دفن قرب أسوار القسطنطينية، و حفظة القرىن الكريم من الصحابة دفنت أعداد منهم في أطراف الهند و بحر قزوين خلال الفتوحات الاسلامية، و لم يصدر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا عن صحابته الكرام أي اشارة "وطنية" أو حنين للديار ، بل كان همهم الأول و قضيتهم المصيرية إعلاء كلمة الله و نشر الاسلام و إخراج الناس من الظلمات إلى النور.

لقد وصل الأمر ببعض دعاة "الوطنية " إلى افتراء الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم كقولهم (حب الوطن من الإيمان) فهذا ليس بحديث و لم يقله صلى الله عليه و سلم ثم إن حب الوطن شيء و "الوطنية" شيء آخر.
فحب الوطن شيء طبيعي و غريزي لدى الانسان ، ذلك أن قلب الإنسان يتعلق بالمكان الذي اعتاد عليه و ترعرع فيه و كانت له معه ذكريات جميلة، فهو يحن إلى البيت الذي ترعرع فيه و يحب الحي أو القرية أو المدينة التي نشأ فيها أو سكنها فترة من الزمن، إلا أن هذا الحب "الغريزي" لا يتعدى القرية أو المدينة أو المنطقة التي عاش فيه الانسان. أما "الوطنية" التي يروج لها مثقفو البلاط و كتاب السلطة، فهي التي يريدون لها أن تكون رابطة تجمع سكان الدولة الواحدة و تفصلهم عن سائر إخوانهم في سائر العالم الاسلامي.
لذلك نقول: إن الدعوة إلى القومية أو الوطنية هي ترويج للفكر الغربي الغريب عن الاسلام. و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". فالداعي

إليهما آثم عند الله تعالى.
فالواجب يحتم على المسلمين أن ينبذوا كل الأفكار و الأطروحات الدخيلة ، و يعودوا من جديد إلى إحياء الرابطة الاسلامية لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الاسلامية ، فتسوده أفكار الاسلام و مشاعره و أنظمته، حتى تستأنف الأمة حياتها الاسلامية من جديد و تعود أرقى أمم العالم.

و إذا كانت الأمة كلها مخاطبة بهذا الخطاب، فإن المثقفين فيها هم أحرى الناس بالاستجابة، ذلك أنه في بيئتهم تفشت الأفكار الدخيلة و من خلالهم انتشرت، فعلى عاتقهم تقع مسؤولية التغيير.

يتبع ان شاء الله...........

حاتم ناصر الشرباتي
07-09-2011, 09:51 AM
لكل من تقلب وجهه بالسماء لتغيير حقيقي يرضاه


رسالة الإسلام والحتمية التاريخية


د.عبدالعزيز مصطفى كامل

لا تزال سنن الله الكونية القدرية تمضي بحكم الله وحكمتـه في حياة البشر لإخضاع وإقناع الذين لم يسـلموا أو لم يسـتكملوا التسـليم لأحكامه الشـرعية، والأمر كما قال اللـه - عز وجل-: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْـحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[فصلت: 53]. قال الشيخ السعدي في معناها ما مؤداه: إن قلتم وشككتم بصحة وحقيقة ما جاء به القرآن، فسيقيم الله لكم ويريكم من آياته في الآفاق والأنفس بياناً لا يقبل الشك أن هذا القرآن حق، وما اشتمل عليه حق.

ولقد رأينا ورأى العالم في العقود والسنوات الأخيرة، بل الشـهور الأخيـرة مـن آيات اللـه في الأنفـس والآفـاق ما يُخضِع كلَّ القلوب لو كانت فيها حياة، ويقنع كل العقول لو كانت فيها بصيرة؛ فكم من أفكار تخالف دين الله صالت وجالت، وجادل العقلاء والحكماء أربابَها في بطلانها، فلم يستجيبوا أو يرجعوا، حتى كشفت حركة التاريخ عن فسادها وزيفها وهشاشة قواعدها وأصولها؟ وكم من قوىً علت في الأرض بالبغي والباطل تأذَّن الله بسقوطها وهلاكها بعد أن تجبَّر أهلها واختالـوا بقوَّتهـم وقالـوا: لن تَبِيد هـذه أبداً، لكنهم سرعان ما خرجوا من دائرة العلو، بل من ذاكرة التاريخ بعد أن ظن الناس أن لن يخرجوا{ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الحشر: ٢]. إن انتصار الحق واندحار الباطل سُنة قدرية وحقيقة كونية وحتمية تاريخية. وقد درج المفكرون الغربيون على تسمية قوانين سير التاريخ بـ (فلسفة التاريخ) أو (حتمية التاريخ)، ويقصدون بذلك: أن حركته على المستوى الإنساني (الفردي أو الجماعي) تخضع للتسلسل المنطقي للأسباب التي يؤدي بعضها إلى بعض، وَفْقَ قوانين محددة سلفاً، يقولون هم: إنها قوانين الطبيعية، ونقول نحن: إنها سنن الله الكونية.

إنهم يقولون: إن لذلك التاريخ الإنساني فلسفة، يشير إليها أنه ينقسم إلى دورات حضارية مستقلة؛ فهناك - مثلاً - دورة للتاريخ الفرعوني والقبطي في زمان موسى عليه السلام، ودورة للتـاريخ اليهـودي قبل بعث عيسى عليه السلام، ودورة للتاريخ النصراني بعد بعثته عليه السلام، ثم دورة للتاريخ الإسلامي بعد بعثة محمد ، ولكل دورة فلسفتها وحتمياتها؛ فالأمم الوثنية فلسفتها التاريخية هي مراقبة مسيرتها في الوفاء للطقوس الوثنية، وعدم السماح بانقراض أتباعها أو اندثار آثارها، وفلسفة التاريخ عند اليهود ترصد مسيرة ما يسمى بـ (الشعب المختار/ الأول) منذ عهد التيه، وحتى عهود التمكين ثم التشرد والضعف، تطلعاً إلى عصر السيادة والملك العالمي تحت قيادة مسيح اليهود المنتظر، وفلسفة التاريخ عند النصارى تنظر إلى تطور مسيرة (الشعب المختار / الثاني) وطريقة انتشاره في الأرض، وتأثيره في المسار الإنساني؛ حتى يصل به التاريخ إلى (عهد الخلاص) بعد عودة مسيح النصارى المنتظر الذي يقيم لأتباعه دولة القطب الأوحد والأخير!

أما المسـلمون، فإن حتمية التاريخ عندهم تنتظم تاريخ كل أنصار الحق في كل زمان في مواجهة جنود الباطل في كل زمان ومكان، وهي تختلف عن كل فلسفات التاريخ عند الأمم بأنها ترقب انتصار أهل الحق للحق وبالحق، لا انتصار أهل الدنيا للدنيا، وعلوَّهم في الأرض واستكبارَهم على الناس.

وفلسفة التاريخ هذه (أو حتميته) هي ما يُطلِق عليه القرآن وصف (سنة الله)؛ أي طريقته وعادته - سبحانه - في إجراء تصاريف الزمان ومقاديره، على مقتضى الحكمة الإلهية، كما قال - سبحانه -:{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ}[آل عمران: 137]، وقال:{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا}[الأحزاب: 38]، وقال:{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.[الأحزاب: 62]

إن انتصار الإسلام - وهو دين الرسل جميعاً - سنة إلهية، وبِلُغة القوم: (حتمية تاريخية) ولا مشاحة في الاصطلاح؛ فسنن الله تحكم التاريخ، وتشكِّل حتمياتِه، مهما بدا لقصار النظر أنها تسير بخلاف ما يقوله الله وما يريده. فقد انتصر الرسل جميعاً على أعدائهم، حتى جاء خاتمهم وأفضلهم محمد ففتح الله له فتحاً مبيناً ونصره نصراً عظيماً على صنوف الأعداء من مشركين وكتابيين ومنافقين، وسجل القرآن الكريم هذه السنة الإلهية و (الحتمية التاريخية) فقال - سبحانه -:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْـحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْـمُشْرِكُونَ}[التوبة: ٣٣]، ولم يمت رسول الله حتى حقق الله له النصر على كل من ناوأه، وخُتمَت حياته ببشارة النصر الذي اقترن بفتح القلوب بالتوبة قبل أن يقترن بفتح البلدان بالغزو، فقال - سبحانه -:{إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[النصر: ١ - ٣].

ومثلما وعد الله رسوله بالنصر، وعد أتباعه به ما استقاموا على دينه وسنته، فقال - سبحانه -:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}[النور: ٥٥].

ولقد شهدتْ أحداث التاريخ الإسلامي في عهوده المتوالية، على أن هذه السُّنة الإلهية وتلك الحتمية التاريخية في انتصار الإسلام، هي قدر هذه الأمة على قدر استجابتها واستقامتها؛ فمنذ أن كسر الله بهذه الأمة مُلْك كسرى وقَصَر نفوذ قيصر، توالت انتصارات الأمة في جنبات الأرض الأربع، فلم يستطع التتار قهرها، ولم يتمكن الصليبيون من إخضاعها، وكذلك قاومت العداة من الأوروبيين في العصر الحديث فلم تركع لهم، ولم تخضع لمشاريعهم الاستعمارية التي استهدفت مسخ هويتهم وتبديل شريعتهم، وقد كان آخر عهد القوة الفرنسية العالمية بالمجد بعد اجتياحها لمصر والشام في ما عُرِف بالحملة الفرنسية التي أعقبها سقوط تلك الإمبراطورية بعد عودة نابليون إلى بلاده لمواجهة المصير المحتوم.

وكذلك انتهت عهود القوة العظمى لبريطانيا بعدما قادت ضد مصر ما عُرِف بـ (العدوان الثلاثي) مع فرنسا و (إسرائيل) فبعدها أفل نجم قوة (بريطانيا العظمى) لترثها أمريكا.

وفي عصرنا الراهن - وعلى الرغم من الوهن الذي أصاب الجسد الإسلامي - فإن هذه الأمة بما بقي فيها من الخيرية أحرزت بالإسلام انتصارات كبرى، لم يمنع من إبرازها أوالمفاخرة بها إلا أن أهلها لم يكونوا إلا عصائب متفرقة في الآفاق من المطاردين والمستضعفين، الذين لم يحتف أو يحتفل بهم أحد .

- فمن كان يظن أن الكيان الشيوعي الضخم الذي أراد اكتساح العالم الإسلامي وغيره نظرياً بالماركسية بعد اجتياحه عسكرياً بالجحافل الروسية سيتوقف سيره، بل سينتهي تاريخه على أيادي المسلمين المستضعفين بعد اجتياح الروس لأفغانستان عام 1980م، لتكون نهاية اتحاد الإلحاد على أيديهم، بعد عقد واحد من ذلك الغزو الذي عدَّ الخبراءُ انتصار المجاهدين فيه أحدَ أبرز أسباب تفكُّك ذلك الاتحاد، بل انهيار المعسكر الشيوعي بأكمله!

- ومن كان يصدق أن ذلك الاندحار العسكري الميداني سبقه أو صاحبه انهيار فكري نظري تمثل في سقوط الفكرة الشيوعية الماركسية التي طالما أراد الروس فرضها على بلاد الشرق عامة وبلاد المسلمين خاصة، فكان الإسلام أول من قهر كيانها، فأسقط بذلك فكرتها؟

- ثم من كان يتصور أن تكون أُولَى هزائم القطب الأول والأوحد في العالم بعد سقوط الشيوعية - وهو الولايات المتحدة الأمريكية - ستجيء على أيدي أتباع محمد من المسلمين المستضعفين في كلٍّ من أفغانستان والعراق؟ حيث تتوالى تصريحات الخبراء العسكريين والسياسيين الغربيين بأن ما حصل لأمريكا في أفغانستان وفي العراق لم يسقط هيبة جيوشها فحسب، بل أسقط أحلامها الإمبراطورية في السيادة على العالم لقرن جديد قادم، كما خطط لذلك أصحاب مشروع (القرن الأمريكي)؛ حيث كان ما حصل للجيش الأمريكي على أراضي المسلمين بداية العدِّ التنازلي لانتهاء عصر القوة الأمريكية، الذي بدأ يتطور إلى تراجع أمريكي عام لن يستطع (أوباما) ولا من يأتي بعده علاج مشكلاته ولا حل معضلاته.

- ومن كان يتخيل أنَّ تَضَعْضُعُ القوة المادية لأمريكا، سيتبعه تزلزُلٌ في الجوانب الفكرية النظرية للمنظومة الفكرية الغربية كلها، لا الأمريكية فحسب؟ وذلك بظهور عوار النظرية الرأسمالية في المجال الاقتصادي؛ حيث أظهرت أزمات السنوات الأخيرة الاقتصادية أن المذهب الرأسمالي في الاقتصاد قد قاد أمريكا والعالم من ورائها إلى كوارث اقتصادية برزت عام 2006م في صورة أزمة مالية عالمية، لم تكد أمريكا تتعافى منها حتى أوشكت على الدخول في أشد منها، بسبب الأزمة الجديدة الطاحنة (أزمة الديون) التي قد تهـدد الاقتصـاد العـالمي الرأسمالي القائم على الربا، بأزمات لا يعلم إلا الله إلى أي شيء ستنتهي.

لقد كان سقوط النظرية الرأسمالية بعد النظرية الشيوعية في المجال الاقتصادي انتصاراً منهجياً للإسلام الذي طالما نظَّم منظِّروه المناظرات في نقد الفكرتين العَلمانيتين، وأظهروا مناقضتهما للمصلحة البشرية والفطرة السوية. وقد بدأ العالم اليوم في البحث عن نظام عالمي اقتصادي جديد يجنِّبه الأزمات والكوارث التي جرَّها عليه الشيوعيون والرأسماليون، ولو كان لأهل الإسلام كيان ممكن يتحدث باسمه لما ترددت الشعوب في قبول النظام الإسلامي الاقتصادي الذي كثر الحديث مؤخراً حوله في المنتديات الاقتصادية العالمية بعد إفلاس النظرية الرأسمالية.

الثورات العربية:

انتصارات جديدة في جولات جديدة:

كشفت الثورات العربية الأخيرة عن أن المستقبل للإسلام في أراضيه، وأبانت أنه لا بقاء في أرض الإسلام لنظام لا يحترم الإسلامَ وكرامةَ أهل الإسلام، وأظهرت أن الأمة قد أعادت، أو هي في سـبيل استعادة اكتشاف ذاتها بالعـودة إلى هويتهـا وعقيدتهـا، ولا شك أن الإسلام بذلك يسجل انتصارات جديدة تتوالى مظاهرها:

• لقد انتصر الإسلام عندما انتفضت شعوبه في عدد من البلدان وليس لها معقل تخرج منه وتفيء إليه إلا المساجد التي عادت لها مكانتها بعد طول غياب.

• وانتصر الإسلام عندما اتخذت الشعوب المنتفضة من يوم الجمعة موعداً تتقرر فيه وتتكرر وقفات المطالبات السلمية بالعدالة والحرية في ظل الحياة الإسلامية، بعد اصطفاف المنتفضين جميعاً يصلون؛ حتى أولئك الذين لم يكونوا يصلون!

• وانتصر الإسلام عندما تساقط الطغاة، واحداً تلو الآخر، من الناحية الواقعية أو الحكمية؛ فحتى الذين لا يزالون يقاومون السقوط من الطغاة بأشد الأساليب سقوطاً، قد سقطوا من أعين شعوبهم لانكشاف خيانتهم لدنيا الناس ودينهم.

• وانتصر الإسلام عندما أذن الله للذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، أن تنفتح أمامهم سبل العودة للديار بعد طول انتظار، ويُطرَد أعداؤهم ويخرجون منها مدحورين أو يدخلون السجون صاغرين، وتتبدل الأحوال فيأمن الخائفون، ويخاف الآمنون، ويقوى المستضعفون ويضعف المتجبرون.

• وانتصر الإسلام عندما فتحت بل كُسرَت الأبواب المؤصدة أمام الدعوة والدعاة في كثير من بلدان الشعوب المنتفضة، وصدع الدعاة (آمنين) بكلمة الحق والتوحيد، وعادت منابر المساجد وأعمدة الصحف وشاشات القنوات متاحة مفتوحة على مصاريعها أمام كل صادع بالحق، ناطق بالصدق.

• وانتصر الإسلام عندما انكشف عُوار الطابور الخامس من المنافقين الخائنين للدين، الذين كانوا يختالون ويحتالون فيحتلون مناصبَ (الأمن) فيحيلونه خوفاً وإرهاباً، ومنابرَ الإعلام فيجعلونها إفساداً وخراباً، وكراسيَّ الفكر والثقافة فيشيعون منها الانحرافات والضلالات.

• وانتصر الإسلام عندما رأى المستضعفون أعداءهم الطغاة في بعض البلدان، يحلُّون مكانهم في غيابات السجون وأقبية الزنازين، مع فارق أن المظلومين كان الله معهم، أما الظالمون فليس معهم أحد إلا من كانوا لهم حُراساً وحجَّاباً وخدماً من عسكر الطغيان.

• وانتصر الإسلام عندما عادت قضية تحكيم الشريعة إلى الصدارة، وعندما ظهرت الحقيقة المغيَّبة التي طالما أخفاها العلمانيون في الداخل، وتواطأ على تزييفها وتزويرها أعداء الإسلام في الخارج، وهي أن الشعوب المسلمة لا ترضى بغير الله رباً والإسلام ديناً ومحمد نبياً ورسولاً، وشريعة الإسلام أصل في التشريع تنص عليه الدساتير.

• وانتصر الإسلام عندما تبيَّن للعالم أن الجيل الجديد من شباب الأمة الذي خطط أولياء الشيطان لشيطنته ومسخ عقيدته، ومسح شخصيته، لم يُمسَخ ولم تُمسَح هويته، ولم تصادَر رجولته، على الرغم من إفساد الشياطين، فكان طليعة الثائرين لكرامة الأمة والمطالبين باستعادة عزتها، صامدين في ميادين التحدي الأرقى والأنقى على مستوى الثورات في العالم.

• وانتصر الإسلام عندما ظهرت ثمرة جهود أجيال من الدعاة والعلماء والمفكرين من كافة الجماعات في توعية عموم الأمة، فصارت غالبية الناس تميِّز بين الغث والسمين من القول، وبين العدو والصديق من الناس، وبين النافع والضار من الأفكار والنظريات والنشاطات.

• وانتصر الإسلام عندما نتج عن كل ما سبق أن الأمة لم تعد عندها (قابلية للاستعمار)، ولا استعداد للخنوع لعدو (خارجي أو داخلي) ولا قبول للخداع تحت الشعارات البراقة المستوردة من الخارج أو المصنعة في الداخل؛ فالأمناء فقط هم أهل الثقة، وأهل الخبرة هم أهل القبول.

• وانتصر الإسلام عندما أدرك العوام والخواص من الناس أن النصر من عند الله وحدَه، مهما ضعف أصحاب الحق وتجبَّر أهل الباطل، وقد ظهر لهم ذلك جلياً، مما بدا من آثار إصرار الثوار وهم في غالبيتهـم عـزلٌ مسـالمون، ومـع ذلك أطاحـوا، ولا يزالون يطيحون بالعروش دون جحافلَ أو جيوش.

وظهرت للناس آية من آيات الله؛ حيث ألقى الرعب والخذلان في قلوب المتكبرين على الرغم من كثرة عددهم وعدتهم، وثبَّت المستضعفين العزل وقوَّاهم وأيدهم على الرغم من ضعفهم وقلة إماكانتهم.

إن انتصارات الماضي والحاضر، موصولة بانتصارات المستقبل التي قال النبي عنها: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل؛ عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر». وهكذا يثبت الزمان ما نطق به القرآن؛ فسبحان من صَدَقَ وعده، ونَصَرَ عبده وهزم الأحزاب وحده:{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}[القصص: ٥ - ٦].

المصريون 13-08-2011م
منقول عن : مجلة الزيتونة

حاتم ناصر الشرباتي
08-03-2012, 04:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

العلمانيون الجدد

يوسف قزاز



ظهرت العلمانية إلى الوجود بعد انتصار الشعب على الكنيسة في أوروبا ، بما كانت تمثله من تسلط على الناس وأموالهم وأرزاقهم وعقولهم ، بل كانت تحارب العلم وتقتل وتحرق العلماء ، وكانت ترى في العلم كفرا وفي الجهل والتخلف إيمانا وطاعة للكنيسة وما كانت تمثله من سلطة للرب على الأرض كما يزعمون .

لقد حمل الملحدون راية الصراع ضد الكنيسة وسلطاتها ، وكانت الشعوب الغربية قد ذاقت كل أنواع الذل والقهر والتخلف على يد رجال الدين (الكنيسة) فكانت نتيجة انتصار الشعب أن قبل الناس بكل الترحاب فكرة فصل الدين عن الحياة ، ووجد مبدأ جديد على الأرض أخذ ينتشر في العالم الغربي ، ثم حمله الغرب إلى بقية الشعوب عن طريق استعمارهم لكثير من البلدان والشعوب ، وباستثناء المسلمين لم يكن لدى أصحاب الديانات الأخرى من مانع لاعتناق المبدأ الجديد .

أما المسلمون فقد كانوا - رغم الجهل الشديد الذي كانوا يعيشونه في تلك الفترة – كانوا أصحاب حضارة ومبدأ يرفضون استبدال الغث بالسمين ، لذلك قام الغرب بجهد هائل في سبيل إخضاع المسلمين للمنهج العلماني الجديد ، فعملوا على إنهاء الإسلام من الوجود العملي في الحياة من خلال القضاء على دولة الإسلام التي كانت تطبقه كمنهج للحياة وطريقة للعيش . وعندها استطاعوا إخضاع المسلمين لمنهج حياة يناقض عقيدتهم بمساعدة نفر من أبناء الأمة المضبوعين بالغرب ، والمنسلخين عن عقيدتهم وحضارتهم ، وعاش المسلمون قرنا من الزمن يتجرعون الذل والقهر والتخلف جراء عيشهم تحت حكم نظم قمعية اتخذت من العلمانية منهج حياة ، ومارست على الأمة التجهيل والتسلط على الأموال والأرزاق والعقول ، فوجدنا علماء الأمة يهربون من بلادهم إلى أصقاع الأرض طلبا للنجاة .

لقد مارست أنظمة الحكم في بلاد المسلمين ما كان يمارسه رجال الكنيسة في الغرب ، وعملوا على تجهيل شعوب الأمة واستمرار تخلفها وفقرها رغم ثرواتها الهائلة ، فيما يعيش رموز تلك النظم ثراء فاحشا يفوق الوصف أو حتى الخيال ، وما تكشف في مصر فيض من غيض والمخفي أعظم . فكان أن ثارت الأمة على كل ذلك منتصرة لذاتها وكرامتها وعقيدتها التي تمثل هويتها وحضارتها وتاريخها ومستقبلها ، وقبلت أن تدفع ثمنا غاليا لذلك عن طيب خاطر لتكشف عن معدنها النفيس الذي تراكم عليه الغبار لقرن من الزمن أو يزيد .

أما المؤسف الذي يدمي القلب فهو أن نجد من أبناء الأمة من يريد منها السير على خطى العلمانية ، وأن نقبل من الإسلام بالقشور ، وأن نكتفي بممارسة أحكام العبادات مقابل البقاء على أنظمة من وضع البشر جرّت علينا كل ما نحن فيه من هوان ، وكأنهم يريدون منا أن نقبل بالعلمانية والحل الوسط باسم الإسلام ، فنقبل ما قبل به رجال الكنيسة عندما غلبتهم إرادة الشعوب ، فأي منطق يتبعون ؟

إن الإسلام لم يكن يوما ولن يكون طقوسا تعبدية يمارسها الفرد في علاقته مع خالقه مثل النصرانية أو البوذية أو الهندوسية أو غيرها ، بل الإسلام منهاج حياة ، وهذا ما دفع الغرب لمحاربته ، ولن يتوقف الغرب عن هذا الصراع ، فهو يدرك أن خلاص البشرية من ظلم الرأسمالية العلمانية لن يكون بغير الإسلام ، الإسلام الذي يشكل منهج حياة لكل من يعيش في كنفه سواء أكان مسلما أم غير ذلك . والحضارة الإسلامية الضاربة في التاريخ تمثل نموذجا حيا يرعب الغرب ويدعوه لحرب الإسلام السياسي حتى قبل أن يولد ، تماما مثلما حارب فرعون موسى عليه السلام قبل أن يولد ، وأنى لهم ذلك .

يخرج علينا اليوم دعاة العلمانية الجدد ، وهم يدركون أو لا يدركون خطورة دعواهم ، بل هم لم يستطيعوا قراءة حال الأمة وانساقوا مع أعوان الشيطان الذي يزيّن لهم ذلك ، ويمنيهم أنهم سوف يصلون إلى ما يريدون خطوة خطوه . إن سيرهم مع أعداء الأمة يفقدهم تاريخهم ويعميهم عن رؤية الحقيقة ، ولو نظروا إلى الأمة لوجدوا غير ذلك ، فلم تعد الأمة جاهلة كما كانت، ولا خانعة أو مستكينة كما كانت ، بل دفعت ومستعدة لدفع الثمن الذي يعيدها إلى عزها ومجدها ، وإن كانت تفقد البوصلة اليوم بسبب طول عهد القمع والتجهيل والغزو الفكري ، فإنها وضعت أقدامها على الطريق وكسرت حاجز الخوف الذي كبّلها عقودا ، وقريبا جدا ستقرر وتقول كلمتها بإذن الله . أما الذي يرى غير ذلك فهو أعمى أو أعمته المناصب والكراسي الزائفة ، فحتى النصارى في بلاد المسلمين لا يقبلون أن يكونوا جزءا من حضارة الغرب وثقافة الغرب ، وقد سمعناهم يصدحون بذلك مرات ومرات . فيا قومنا أجيبوا داعي الله ولا تنساقوا وراء الشيطان ،

حاتم ناصر الشرباتي
04-04-2012, 04:11 PM
فن القيادة بين المقنع الكندي وحكام اليوم
عِتابُ الدَّيْن
للمقنَّع الكندي
يُـعاتِبُني فـي الـدينِ قَومي وَإِنَّما = دُيـونيَ فـي أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا
أَلَـم يَـرَ قَـومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة = وَأُعـسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
فَـما زادَنـي الإِقـتارُ مِنهُم تَقَرُّباً = ثُـغورَ حُـقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا
وَفـي جَـفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها = مُـكـلَّلةٍ لَـحماً مُـدَفِّقةٍ ثَـردا
وَفـي فَـرَسٍ نَـهدٍ عَـتيقٍ جَعَلتُهُ = حِـجاباً لِـبَيتي ثُـمَّ أَخدَمتُه عَبدا
وَإِن الَّـذي بَـيني وَبَـين بَني iأَبي = وَبَـينَ بَـني عَـمّي لَمُختَلِفُ جِدّا
أَراهُـم إِلـى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ = دَعَـوني إِلـى نَـصرٍ أَتـيتُهُم شَدّا
فَـإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم = وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا
وَإِن ضَـيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم = وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا
وَلَـيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ = دَعـوني إِلـى نَـصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا
وَإِن زَجَـروا طَـيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي = زَجَـرتُ لَـهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا
وَإِن هَـبطوا غـوراً لِأَمـرٍ يَسؤني = طَـلَعتُ لَـهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجدا
فَـإِن قَـدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني = قَـدَحتُ لَـهُم في نار مكرُمةٍ زَندا
وَإِن بـادَهوني بِـالعَداوَةِ لَم أَكُن = أَبـادُهُم إِلّا بِـما يَـنعَت الرُشدا
وَإِن قَـطَعوا مِـنّي الأَواصِر ضَلَّةً = وَصَـلتُ لَـهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّا
وَلا أَحـمِلُ الـحِقدَ الـقَديمَ عَلَيهِم = وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا
فَـذلِكَ دَأبـي فـي الحَياةِ وَدَأبُهُم = سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا
لَـهُم جُـلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى = وَإِن قَـلَّ مـالي لَـم أُكَلِّفهُم رِفدا
وَإِنّـي لَـعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً = وَمـا شـيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا
عَـلى أَنَّ قَـومي ما تَرى عَين ناظِرٍ = كَـشَيبِهِم شَـيباً وَلا مُردهم مُرداً
بِـفَضلٍ وَأَحـلام وجـودِ وَسُؤدُد = وَقَـومي رَبـيع في الزَمانِ إِذا شَدّا

فن القيادة
بين المقنع الكندي وحكام اليوم

سألني صديق عن اسم ناظم قصيدة ( عتاب الدّين )، فسألت نفسي عن سبب بحث صديقي عن اسم الشاعر ناظم القصيدة !!! فرجعت لصديقي – وهو شاعر - مستفسراً، فأجابني بحثت لأنّ هناك من ينسبها لشعراء الجاهلية، وبالقصيدة مكارم لا تكون إلا عند المسلمين... وجوابك أكَّدَ لي ذلك، فالمقنع الكندي هو أحد شعراء العصر الأموي اسمه هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر بن الأسود بن عبد الله الكندي، ينتسب على قبيلة كندة وهي من اعرق القبائل اليمنية وأشهرها والتي عرفت بسيادتها، ولد بوادي دوعن في حضر موت.
هنا سرحت بعيداً لليمن السعيد وحاكمه الذي يكتم أنفاس شعبه ويقتلهم لطلبهم تغيير النظام، حيث طالعتنا مصادر الإعلام عن مقتل المئات وجرح الآلاف من أبناء الأمّة في اليمن بالأمس القريب من قبل القناصة وعناصر النظام، وحاكم اليمن يُعلن الطوارئ ثمّ ينسحب ويرحل تاركاً البلد ليخلفه طاغية عتل ذنيم !!!

أما في ليبيا بلد المجاهد عمر المختار فقام حاكمها المجرم ألقذافي منكر السنّة النّبوية لعنه الله بضرب المدن بالطائرات والصواريخ والمدافع وتدمير المدن على رؤوس ساكنيها، عفواً وللتوضيح وحتى لا تذهبوا بعيداً فالمدن المقصودة هي المدن الليبية التي يقوم أهلها بجريمة المطالبة بحقهم الشرعي في محاسبة الحكام والمطالبة بتغييرهم ونظامهم للفساد، وتكون نتيجة عدو الله وعدو شعبه القتل. وقبلها كانت التقارير عن مليارات فرعون مصر المطرود لاحقاً محمد حسني مبارك لا بارك الله فيه التي جمعها من سرقات واختلاسات خزينة مصر وغالبية شعبه جياع عُراة حُفاة !!!
أما حاكم تونس الخضراء فلم يُغادر البلد مطرودا مذموما حتى جمع ما جمع من أرصدة بالمليارات في البنوك علاوة على شحنة من الذهب الرنان. ومثلهم في الفساد ونهب أرزاق العباد مثل جميع حكام وقادة العرب الكاتمون على أنفاسنا الناهبون أموالنا في العراق وسوريا والسعودية والسلطة الفلسطينية وأينما وُجد نواطير ومخاتير في العالم الإسلامي بلقب حكام ممن فضائحهم تزكم الأنوف، جميعهم فاسدون لا أستثني منهم أحداً!!!
المقنع الكندي يستدين ويعاتبه أهله لأنه استدان في حين أن ديونه في أشياء تكسبهم حمدا، وقادة اليوم ينهبون الملكية العامة لتزداد أرصدتهم في البنوك تلك الأرصدة التي أرقامها بالمليارات !!!
أمّا في الشام وما أدراك ما الشام فالمجازر اليومية طالت الشيوخ والنساء واستهدفت الأطفال من ذاك الحاكم ألنصيري الكافر المعتبر الشعب السوري رقيق وخدم في بلد هو في حقيقته مزرعة ورثها عن المجرم الهالك أباه لعنه الله وأباه وكل من حاباه والملتحف بغطاء الحماية والتأييد من الغرب والشرق علاوة على حكام العرب والمسلمين ومشايخ السوء أصحاب الفتاوى الضالة والسمعة السيئة.
المقنع الكندي لا يحمل الحقد على أهله فزعيم القوم لا يُعقل أن يحقد على قومه !!! وحكام اليوم يضربون شعوبهم بالقنابل والصواريخ ويقتلونهم ويُشردونهم في الأرض.
أي بلاء نحن فيه يا أمّة الإسلام ؟ أين فيكم نخوة المعتصم ؟ ألم تسمعوا آهات الجرحى وولولة العذارى ؟ ألم يهز عواطفكم صور الأشلاء والجنازات في الصحف والفضائيات ؟
وأترككم مع عمر أبو ريشة ونخوة المعتصم:
اسمعي نوح الحزانى واطربي *** وانظري دم اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها *** تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته *** لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما *** كان في الحكم عبيد الدرهم

نعم : لولا سكوت الأمة على هدم الخلافة ما تمكن الكافر المستعمر من تقسيم بلاد المسلمين لحارات ومخترات يحكمها هؤلاء الحكام الأنذال أعداء الله وأعداء أمتهم، أمّا وقد قامت حديثا ثورات تطالب بالتغيير فلتتنبهوا أنّ التغيير الحقيقي المطلوب هو عودة دولة الخلافة الراشدة، فبها وحدها عز الدنيا والآخرة. انتبهوا أن يصرفنكم عن العمل لعودتها صارف.