تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سيدة الماضي



خالد بناني
18-08-2010, 08:26 PM
سيدة الماضي

سيدتي.. ما تصالحتُ بعد مع اسمك رغم أنه مر على فراقنا سنوات. تدرين؟ كنت أسأل نفسي لماذا يأتينا القدر الأجمل دوما إما بشكل جرح قديم، وإما مشروع جرح قادم؟ ولماذا من بين كل الأسماء قررتِ أن تحملي ذاكرتي مسبقا في بطاقة هوية؟ أما كان لنا أن نكذب قليلا قبيل لقائنا عسانا نحتال على الآتي.. عسانا نصل إلى بعضنا والقدر يسلك بنا دربا سريا للفراق؟ أكنا لنضلل الحزن عن وجهته ونحن نرتدي بدل اسمينا اسمين مستعارين؟ قطعا لا.
سيدتي.. اسمكِ الذي انخدعتُ به ذات حلم ما كنتُ لأتفادى السقوط فيه حتى لو أنبئتُ بكل الألغام المخبأة بين حروفه. منذ البداية وشى به الحدس محاولا إقناعي دون جدوى: "هذا الاسم هو جرحك الأنيق فاحذره". فهل كنتُ لأحذره أنا الذي أنفقت عمري منتظرا أن يأتي بك إلي؟
سيدتي.. ما الذي قد تفعله أنثى تعثرَت بي بعدكِ، غررتُ بها وأنا أفرد أمامها قائمة بخساراتي، و التي ذنبها أنها تحمل اسمكِ، أو اسما مخالفا له؟ في الحالتين لن أستطيع مبادلتها الوفاء أنا الذي تعودتُ معك أن أختصر فيك النساء وأسماءَهن في اسمكِ أنتِ، والذي آمنتُ بعدكِ أن الأسماء هي أول ما يأبه القلب له.
سيدتي.. لو أننا زيفنا في قصتنا شيئا من التفاصيل العادية، كأن نتفادى لقاءاتنا على مرمى حسد وغيرة من الآخرين، أو أن نجلس آمنَـيـن على مقاعد محجوزة لسوانا بأمكنة لم نزرها قبلا لنطلب كأسين من مشاريب لا نحبها.. كأن نعبر الشوارع المهجورة إلا منا ونحن نناقش مواضيع ساذجة، أو أن نكتفي برسائل نتبادلها يدا ليد حتى لا يشعر بزلازلنا أحد.. كأن تُـسمعيني ما تحفظينه من أشعار نيرودا.. لو أننا زيفنا كل هذا، بعضا منه على الأقل، أكنتِ الآن لتصيري الجالسة أمامي بانتظار مسودة لما أكتبه؟ طبعا لا.
سيدتي.. الاسم كالولادة كالموت.. الاسم قدر. الاسم هو ذلك الحتمي الذي يختارنا دون أن نختاره. وحدها الأسماء تعرف عنا كل شيء فتراهن علينا لما نحن عليه من قسوة أو طيبة، من حنان، من حرمان، من جنون أو ريبة. لا أحد يحمل اسمه عبثا، ولا المصادفة تفسر علاقة المطابقة بين المرء واسمه. لماذا أخبركِ كل هذا؟ لماذا الآن تحديدا؟ أليس الأجدر بي أخذ دروس في النسيان؟
سيدتي.. رائحة البحر.. موعد تحت المطر.. مواسم القمح.. براءة الطفولة.. فرح الصبا.. حزن الشباب.. واقعية الرجولة.. حكمة المشيب.. بقايا الماضي.. حكايات عن موت القرنفل والجلنار.. دمع الألم.. ذكرى الرحيل.. رسائلنا القديمة.. عطر ثاو في علب الهدايا.. رسوم على طاولات الفصل الدراسي.. وشم في القلب.. وعدنا بالوفاء لبعضنا حتى صرنا لغيرنا.. اللاخوف من العيون المتلصصة.. أحلامنا المبتورة.. الزمن الهارب.. العمر المسروق منا.. احتفالنا باعترافاتنا الصادقة.. ضحكنا المعلن.. وجعنا السري.. كيف أشفى منكِ، من تفاصيلكِ، من شتات الخراب هذا؟؟
سيدتي.. ظلي بخير.. وليرعكِ الله.

شيماء عبد الله
18-08-2010, 09:46 PM
باللعتاب وياللبوح الشجي المنساب من يراعك ..

حرفك يتوغل في اعماق الروح ..

وبعد كل هذه اللمسات مابين الفصول المؤلمة أمنية بالخير .!.

طيبة القلب التي تتوج الآخر بالأماني العطرة مع باقة زهر من ذبول العمر أمام من نحب ..

سكبت الحبر للأجمل

رائع وأكثر

دمت بخير

خالد بناني
30-08-2010, 01:31 PM
شيماء عبد الله
حضورك الأروع قطعا
شكرا جزيلا على كلامك الرائع
دام لك الألق

محمود فرحان حمادي
30-08-2010, 11:26 PM
مفعم هذا البوح بوفاء صادق
جميل ما خطَّ يراعك المتألق من خلجات عذبة
الروعة تكمن بالمفردة الطيّعة والخيال الماتع الرحيب
بورك الحرف والبوح
تحياتي

خالد بناني
31-08-2010, 07:52 PM
بوركت وبورك مرورك البهي شاعرنا الكبير
أستاذي محمود فرحان حمادي
دام لك الألق

آمال المصري
01-09-2010, 01:24 PM
دروب من التساؤلات اللوامة أخذتني حيث الخيال الفسيح المتشح بافتراضات الزيف لتستمر الحكاية
ورغم الخداع والمرارة إلا أن ختامها مسك حين مرر الكاتب أمامه شريط الذكريات حلوها ومرها ذيلها بالدعاء
سيدي الفاضل .. جميل حرفك السلس وخيالك الخصيب
دمت بروعة
وكل عام وأنت الخير

خالد بناني
26-12-2010, 12:55 PM
الأديبة المبدعة رنيم مصطفى
سيدتي
شكر الله لك حسن مرورك وطيب كلامك في حقي وحق النص هذا
المرجو تقبل اعتذاري عن التأخر في الرد
عن غير قصد
مودتي

ربيحة الرفاعي
26-12-2010, 04:33 PM
بوح يمور بين جنباته ألق الحس وروعة المعاني
بحرف رصين ومفردة طيعة مميزة

تعجبني روعة حرفك وجمالية نصك

دمت بألق

خالد بناني
14-01-2011, 08:40 PM
أختي المبدعة ربيحة الرفاعي
أدام الله فضلك ورعاك
شكرا على جميل مرورك
كل الود

أماني عواد
14-01-2011, 09:37 PM
السيد خالد بناتي

كنت أسأل نفسي لماذا يأتينا القدر الأجمل دوما إما بشكل جرح قديم، وإما مشروع جرح قادم؟

الأجمل ذلك الحدث الذي جفانا برحيل أو نسانا بتقصير لنبقى اما على قيد ذكرى أو على قيد انتظار

منذ البداية وشى به الحدس محاولا إقناعي دون جدوى: "هذا الاسم هو جرحك الأنيق فاحذره". فهل كنتُ لأحذره أنا الذي أنفقت عمري منتظرا أن يأتي بك إلي؟

القلب ذلك المناضل الذي يستعذب المغامرة ولا يأبه المقامرة


الاسم هو ذلك الحتمي الذي يختارنا دون أن نختاره.
قد يختارنا مطابقا او مناقضا وفي الحالتين يمتلكنا بأسر ماكر

رااااااااااااااااااائعة واكثر
تقديري واحترامي

مصطفى السنجاري
16-01-2011, 07:08 PM
لا أملك إلاّ أن أقول رائع بكل مقاييس الإبداع.
سلمت ذائقتك الشعرية المتجددة باستمرار.

تحياتي

عبير هاشم
18-01-2011, 08:37 PM
للبوح هنا وضع مختلف كأنه تشييع جثمان للماضي
أو كأن الحروف تبدلت من الفرح إلى الحزن
لتعلن خسارة القصة .........
الشاعر الكريم خالد
سلمت وسلم قلمك
/
/
أعذر خربشاتي
تحية تقدير

لطيفة أسير
18-01-2011, 10:14 PM
لجماليتها طار الفكر في أبطال قصتها وانفعل معهما
بوركتم أستاذي القدير على النص الرائع والجميل
تحيتي وتقديري

خالد بناني
23-01-2011, 08:27 PM
الأديبة الفاضلة أمينة عواد
حضورك أروع يا أميرة
مودتي...وأكثر

خالد بناني
23-01-2011, 08:29 PM
مصطفى السنجاري
الشاعر البهي
يا ابن العراق
لا أملك من القول إلا.. حفظك الله ورعاك وشكر لك حق الشهادة
دم بود...أيها الكبير

خالد بناني
30-01-2011, 06:16 PM
عبير هاشم
لا عذر أنتظره على جميل مرورك بمتصفحي
أهلا وسهلا بك وبصداقتك
دام لك بهاء الضوء وألقه

خالد بناني
11-06-2011, 06:37 PM
بلابل السلام
أهلا بالمرور الأنيق
دام لك الفرح وبياض الضوء وألقه
مودتي وتقديري الكبيرين