المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم بدر



عبد الله راتب نفاخ
27-08-2010, 04:58 PM
في يوم بدر


أين أين الرعيل من أهل بدر

طوي الفتح و استبيح الرعيل

بدوي الجبل


قالوا غزوت و رسل الله ما بعثوا

لقتل نفس و لا جاؤوا لسفك دم

جهل و تضليل أحلام و سفسطة

فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
و الشر إن تلقه بالخير ضقت به
ذرعاً و إن تلقه بالشر ينحسم
أمير الشعراء
أحمد شوقي


بدر .... صرخة الحق الأولى التي اهتزت لها رمال الصحراء ، بل زلزلت الأرض زلزالاً عظيماً ما من مثيل له ، لأن المحاربين لم يكونوا أولئك الرجال القلائل البائسين دنيا و مادة ، العظماء روحاً و معنى ، بل كانت اليد الإلهية التي ما فوقها يد قالت كلمتها لتظهر فعلاً ، { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله و الله مع الصابرين }، و صنعت معجزة الدهر التي لا تتكرر و لن تتكرر ، لا لشيء ، بل لأن التاريخ لا يعيد نفسه ، و إنما تتشابه أحداثه بتشابه الخير و الشر في النفوس ، و بكون هذا الصراع سمة من سمات هذا الوجود ، بل سمته الأساسية التي لا تزول حتى يزول هو أو يندثر ، و الحدث الذي كان في بدر لن يتكرر لأن غايته قد حُققت ، و لأن يومها كان اليوم الذي ظهر فيه الجيش الأعظم ، حامل الراية التي لا تعلوها راية ، و الشعار الذي لا يعلوه شعار ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، و من بدر خرج ذلك الجيش ليصنع ما صنع ، و يعيد الشر الذي صيره الناس خيراً سيرته الأولى ، و يبدل شرهم الذي ارتضوه خيراً شراً تعافه النفوس و تستقذره ، و يقيم مدينة فاضلة لا بمقاييس البشر و أفكارهم ، بل بالمقياس الذي يعلوهم ، و يرى الخير الذي لا يرون ، و يعرف الحق الذي لا يعرفون ، مدينة فاضلة فيها الحكم لله وحده و باسمه ، فهو الذي يحق الحق و هو خير الفاصلين . +
بدر .... لحظة توقفت عندها ساعة الزمن لتعيد دورتها ، إذ اليوم المرتقب قد أزف ، و محمد عليه الصلاة و السلام قد قام رافعاً الراية التي حمله إياها ربه ، و سيفه أمضى من أن تهزه عاديات الزمن و نوائبه ، فما هوبمنكسر و إن لاقى الويل و المرار ، لأن كل ويل عنده خير و صلاح ، و كل مصيبة عنده دفعة إلى الأمام ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له .
و في بدر آل الكلام فعلاً ..... و ظهرت الأخلاق مجسدة ، و انقلب الضعف قوة ، فهل على إرادة الله و عظمته دليل أكبر من هذا !!! دليل أكبر من أن يكون حاملو لوائه و المنافحون عن اسمه ثلاثمئة و بضعة رجال ، فيهزموا الجيش المدجج و يصرعوا أئمة الكفر فيه ، و يفتحوا الطريق الذي ما زلنا نعيش في ظلاله حتى اليوم ، فنحن لن نغلو إن قلنا إننا معشر المسلمين اليوم لسنا إلا أبناء نصر بدر و صنعاءه ، و ما كان لعجلة التاريخ أن تغير دورتها لو لم يشأ رب العالمين للمسلمين نصرهم العظيم في ذلك اليوم .
ورد في الأثر أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما احتضر دعا بخلق جبة صوف فقال : كفنوني فيها ، فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر ، و إنما خبأتها لهذا اليوم ، أولئك أهل بدر ، و كذلك كانوا يرون الدنيا ‘ فسعد رضي الله عنه يرغب في أن يلقى وجه ربه بالجبة التي حضر بها بدراً ، ليكون بذلك على خير حال و هيئة ، أو ما يذكر بخير حال ، الحال التي شهد بها بدراً ، و كان فيها هو و إخوانه ملائكة من البشر تنصرهم ملائكة السماء .
و ما كان النصر يومئذ إلا بشرى ، بشرى من الله لعباده الصالحين الذين ذاقوا الأمرين ، فلم تلن لهم عريكة ، و لم تثبط لهم همة ، بل زادهم ما لقوا إيماناً بالله و تصديقاً بكلماته ، فكانت البشرى العظيمة بما سيأتي بعده من أيام و انتصارات ، و بما سيكون في تاريخ ذه الدنيا التي شاء رب العالمين أن يختم رسالاته إليها برسالة سيد الكونين و الثقلين و الفريقين من عرب و من عجم .
بشرى رب العالمين لمن سيأتي من المسلمين من بعد ، ألا تيأسوا و لا تقنطوا ، فنصر رب العالمين آت ، في حينها وفي كل حين ، و ما دمنا على الحق ، و ما دام أعداؤنا على الباطل ، فأي شيء نخشاه ؟! و أي شر نهابه ؟! ، فلنعتصم بحبل رب العزة جميعاً ، و ليكن في إيماننا به و بخيره و عدله نعم السلوان و نعم السبيل ، إذ الطغاة مهما عتوا و تجبروا فإن لهم يوماً لا فكاك لهم منه و لا منجى و لا مهرب { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب }
بلى .........إنه لقريب .. قريب ... قريب

الأحد 18 – رمضان – 1428
30 – أيلول - 2007

فاطمه عبد القادر
28-08-2010, 02:42 AM
بشرى رب العالمين لمن سيأتي من المسلمين من بعد ، ألا تيأسوا و لا تقنطوا ، فنصر رب العالمين آت ، في حينها وفي كل حين ، و ما دمنا على الحق ، و ما دام أعداؤنا على الباطل ، فأي شيء نخشاه ؟! و أي شر نهابه ؟! ، فلنعتصم بحبل رب العزة جميعاً ، و ليكن في إيماننا به و بخيره و عدله نعم السلوان و نعم السبيل ، إذ الطغاة مهما عتوا و تجبروا فإن لهم يوماً لا فكاك لهم منه و لا منجى و لا مهرب { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب }
بلى .........إنه لقريب .. قريب ... قريب




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت أخي
إن لهم يوما لا فكاك منه ,,وهو قادم لا ريب فيه
ربما سيراه من يأتي بعدنا ,,لأنهم ما زالو في أوج طغيانهم يعمهون
ونحن ما زلنا في أشد خلافاتنا وتناقضاتنا بسبب طغيانهم علينا
ولكن دوام الحال من المحال بشهادة التاريخ
شكرا لك أيها العزيز الفاضل عبد الله
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ماسة

محمد ذيب سليمان
28-08-2010, 10:23 AM
لله درك أيها الحبيب النقي التقي - إن شاء الله -
تعود الينا بققص ليست غريبة علينا ولكنها بثوب مختلف
نرى فيها البرة مجسدة وتردنا الى حاضرنا فنعلم أين نحن
تعيد الثقة في النفوس _نعلم أن الله قريب - ولكنك تعيدنا اليه بصورة مختلفة عن مانظن أنفسنا ألفنا
ذكرتني بقصيدة لي عن المولد النبوي جاء فيها عن المدينة الفاضلة اتلتي أرادها رسول الله قلت فيها


يا سـيدي ناديـتَ تحيـي أُمــةً = دهمـاءَ مـزَّق جمعَهـا الفُجّـار
فجعلْتَ منهـا في المدينةِ دولــةً = دانـتْ لهـا الأعنـاقُ والأحــرار
وسَـمتْ بسـيف الله ترفعُ رايـة = فـي ظلِّهـــا تتنـاسـقِ الأدوار
وبهـا تساوى المسـلمونَ كأنهـم = أسنـان مشـط ٍ زانـه الإيثــار
وتحطَّمت كل القيـودِ وأصبحــوا = درعـاً تهـونُ أمـامَه الأخطــار
وغـدا نبيُّ الله فـي أصحــابه = شـمْسـاَ تُحلِّـق حولـها الأقمـار
فأصابَ من تَبِـع الحبيبَ محمَّـداً = خيـرٌ كثيـرٌ ّ جنَّـةٌ وفَخــــار
ومن ارتضى دربَ الجحود فقد هَوى = في ظلْمـةٍ تشـقى بها الأعمـار

ربيحة الرفاعي
28-08-2010, 10:05 PM
أي جمال نسجت هنا بحس تزينه الأنفة، وروح شامخة يزينها اعتزاز بتاريخ ما شاه برغم كل محاولات تشويهه ...
ليس هذا مشهدا من يوم بدر، بل نص تقديمي يهيء النفوس لحديث عن يوم بدر أو لتحليق ذاتي في مردود معلوماتي سابق عنها بروح تسربلت ببردة الأنفة والشموخ التي بثثتها في نفس قارئك من أول حتى آخر حروف نصك...
كأني أستحضر مشاهد بدر من ذاكرة قرأت فيها طويلا، فأحييت بحرف بديع كل ما قرأت
تتهيا نفسي لسماع أصوات المعركة حية بتكبيرات المجاهدين الأوائل وصليل السيوف المؤمنة بالله

بعثت بنصك الحي هذا الروح في نصوص نامت في خبايا الذاكرة وخبى صوتها

دمت مبدعا بنيّ

محمود فرحان حمادي
29-08-2010, 12:47 AM
لنا في يوم بدر ألف عبرة
اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض
صدق رسولنا الكريم
فـ:
من ذلك الشِعب شعب المتربين سرت
كتائبُ الفتح فوق الضمّر النُجُبِ
ولنا النصر المبين إن شاء الله تعالى
تحياتي أيها الأديب

نداء غريب صبري
29-08-2010, 10:57 AM
يوم في تاريخنا لم تعد الحياة بعده كما كانت
عز وفخر وإحقاق حق
وملائكة السماء تنصر الفئة القليلة بأمر الله

نص كبير أخي
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
لك مني أجمل تحية .

عبد الله راتب نفاخ
29-08-2010, 07:58 PM
بشرى رب العالمين لمن سيأتي من المسلمين من بعد ، ألا تيأسوا و لا تقنطوا ، فنصر رب العالمين آت ، في حينها وفي كل حين ، و ما دمنا على الحق ، و ما دام أعداؤنا على الباطل ، فأي شيء نخشاه ؟! و أي شر نهابه ؟! ، فلنعتصم بحبل رب العزة جميعاً ، و ليكن في إيماننا به و بخيره و عدله نعم السلوان و نعم السبيل ، إذ الطغاة مهما عتوا و تجبروا فإن لهم يوماً لا فكاك لهم منه و لا منجى و لا مهرب { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب }
بلى .........إنه لقريب .. قريب ... قريب




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت أخي
إن لهم يوما لا فكاك منه ,,وهو قادم لا ريب فيه
ربما سيراه من يأتي بعدنا ,,لأنهم ما زالو في أوج طغيانهم يعمهون
ونحن ما زلنا في أشد خلافاتنا وتناقضاتنا بسبب طغيانهم علينا
ولكن دوام الحال من المحال بشهادة التاريخ
شكرا لك أيها العزيز الفاضل عبد الله
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ماسة


بارك الله بك أيتها الكريمة ....
عودتنا على تعليقاتك المملوءة ذوقاً و فهماً
بارك ربي بك و بمرورك ...
ألف ألف شكر لك

عبد الله راتب نفاخ
01-09-2010, 07:30 PM
لله درك أيها الحبيب النقي التقي - إن شاء الله -
تعود الينا بققص ليست غريبة علينا ولكنها بثوب مختلف
نرى فيها البرة مجسدة وتردنا الى حاضرنا فنعلم أين نحن
تعيد الثقة في النفوس _نعلم أن الله قريب - ولكنك تعيدنا اليه بصورة مختلفة عن مانظن أنفسنا ألفنا
ذكرتني بقصيدة لي عن المولد النبوي جاء فيها عن المدينة الفاضلة اتلتي أرادها رسول الله قلت فيها


يا سـيدي ناديـتَ تحيـي أُمــةً = دهمـاءَ مـزَّق جمعَهـا الفُجّـار
فجعلْتَ منهـا في المدينةِ دولــةً = دانـتْ لهـا الأعنـاقُ والأحــرار
وسَـمتْ بسـيف الله ترفعُ رايـة = فـي ظلِّهـــا تتنـاسـقِ الأدوار
وبهـا تساوى المسـلمونَ كأنهـم = أسنـان مشـط ٍ زانـه الإيثــار
وتحطَّمت كل القيـودِ وأصبحــوا = درعـاً تهـونُ أمـامَه الأخطــار
وغـدا نبيُّ الله فـي أصحــابه = شـمْسـاَ تُحلِّـق حولـها الأقمـار
فأصابَ من تَبِـع الحبيبَ محمَّـداً = خيـرٌ كثيـرٌ ّ جنَّـةٌ وفَخــــار
ومن ارتضى دربَ الجحود فقد هَوى = في ظلْمـةٍ تشـقى بها الأعمـار

بارك ربي بك أستاذي الكبير القدير
دوماً تمنحني الكثير على ضعفي و قلة حيلتي
حياك الله و سلمك و أدامك