نبيل شبيب
18-04-2004, 10:26 PM
ثورة الأحرار
رَبّـاهُ يـا ذا العَـرْشِ فـي عَلْيائِـهِ=يا مَـنْ رَضـيتُ بِحُكْمِـهِ وقَضائِـهِ
يا قاهِـراً.. فـوقَ الخَلائِـقِ أَمْـرُهِ=والكـلّ يَنْعـمُ مِـنْ كَريـمِ عَطائِـهِ
أنتَ الرّجـاءُ لِنُصْـرَةِ المَظْلـومِ إِنْ=عَـمَّ البَـلاءُ وَتـاهَ حَبْـلُ رَجـائِـهِ
إِنْ كـانَ قلبـي بِالذنـوبِ مُكَـبَّـلاً=فلـقـدْ أتـاكَ بِـذُلّـهِ وحَيـائِــهِ
والدّمـع يهطُـلُ سـاجِـداً مُتَبَتّـلاً=يَشْـكو وفي شَـكْواهُ صِدْقُ دُعائِـهِ
قَـدْ جَمَّـعَ الطّاغوتُ مِحْـوَرَ شَـرَّهِ=فَتَحالَفَ الأَشْــرارُ تَحْـتَ لِـوائِـهِ
حَرْبـاً عَلى الإسْـلامِ بَعْـدَ تَخَـبُّـطٍ=في صَـدِّ صَحْـوَتِهِ وفـي إِقْصـائِـهِ
أَحْقـادُ أَمْريكـا كَحِـقْـدِ عَبيـدِهـا=وَالحِقْـدُ يَفْـضَـحُ نَفْسَـهُ بِعِـوائِـهِ
وَتَزيـدُ أَسْـلِحَةُ الدّمـارِ نُشـوزَهـا=فَاسْـتَوْحَشَ تْ كَالغـولِ في غُلُوائِـهِ
لا يَعْـبَـأُ الحُـرُّ الكَريـمُ بِبَطْشِـهـا=فَعَـداءُ أَمْـريكـا دَلـيـلُ نَقـائِــهِ
أَيُصَـنِّـفُ الإرْهابَ مَنْ كانَ اسْـمُـهُ=-لَوْ يَصْـدقِ التّصْـنيفُ- مِنْ أَسْـمائِهِ
سَـلْ عَنْهُ أَمْريكا وَفُحْـشَ مُروقِـهـا=كَالذّئْـبِ في غـابٍ بَغـا بِظِبـائِــهِ
وَالغَـدْرُ شِـيمَتُها وَصَنْعَـةُ جَيْشِـها=وَتُنافِـسُ الشّـيطانَ فـي إِغْـوائِـهِ
ما كانَـتِ اليـابـانُ أَوَّلَ وَصْـمَـةٍ=سَـوداءَ فـي تاريخِهـا وَبَغـائِــهِ
كَالحَيَّـةِ الرّقْطاءِ تَنْـفُـثُ سُــمَّهـا=فِـتْنـامُ شــاهِدَةٌ عَـلـى إيـذائِـهِ
فَلْتَسْـأَلِ الأَحْـرارَ عَـنْ إِجْرامِـهـا=وَلْتَسْـأَل التّاريـخَ عَـنْ أَنْبـائِــهِ
وَالأَرْضُ كُلُّ الأَرْضِ ضَجَّـتْ ثَـوْرَةً=لَنْ يَحْصُـدَ الطّاغوتُ غَيْـرَ شَـقائِهِ
رَبّـاهُ هـذي أُمَّـتي بَـيْـنَ الوَرى=كَالسّيْلِ تَأبـى الأَرْضُ ذُلَّ غُثـائِـهِ
قَدْ حارَ ما بَـيْـنَ الجِراحِ هَوانُنـا=جَسَـداً تَمَـزَّقَ عـابِثـاً بِدِمـائِـهِ
سَـفَهٌ يُغَنّـي في المآتِـمِ راقِصـاً=وَيُـرَدِّدُ الآهـاتِ لَغـوُ غِنــائِـهِ
عِبْـدانُ شَـهْوتِنا فَيَحْكُمُنا الهَـوى=أَوْ مُسْـتَبِـدٌّ هـامَ في أَهْـوائِـهِ
تيـهٌ ولا سـيناءَ تَشْـهَدُ تَـوْبَـةً=ونَضيـقُ ذَرعاً بِالهُدى وضِيـائِـهِ
فَكَأنّـنـا وَالفَـجْــرُ لاحَ بِنـورِهِ=يَحْلـو لَـنـا الكابوسُ في ظَلْمائِـهِ
بِئْسَ الدنِيَّـةُ إِنْ غَدَتْ هَدَفـاً لِمَـنْ=ضاعوا بِتَضْييـعِ الهُـدى وَسَـنائِهِ
شَـرُّ الأَنـامِ مَنِ اسْتَسـاغَ قُيـودَهُ=مُتَشـاغِلاً بِاللّهْـوِ عَـنْ أَدْوائِــهِ
رُحْماكِ يا أَرْضَ الرّبـاطِ إِذا بَكَـى=جيلٌ بِلا شَـمَمٍ سِـوى شُـهَدائِـهِ
أَخَواتُنا.. أُسْـدُ العَرينِ شَـجاعَـةً=وَلَنا القَصيـدُ بِمَدْحِـهِ وَرَثـائِــهِ
روحُ الشّـهادَةِ في فِلَسْطينَ امْتَطى=سرْجَ العُلا يَمْشـي عَلى أَدْمـائِـهِ
"ياسـينُ" يَشْكو في السّماءِ سُكوتَنا=عَنْ ذِلّـةِ المَـهْزومِ وَاسْـتِخْذائِـهِ
وَنِداءُ رَنْتيسـي لِنَبْـضِ قلوبِنــا=عَـلَـمٌ لِجيـلٍ ثـائِـرٍ وَفِـدائِــهِ
رُحْماكَ يا وَطَـنَ الرّشـيدِ فَإِنّـنـا=أَشْــلاءُ أَحْيـاءِ عَلـى أَشْـلائِـهِ
رُحْمـاكِ يا فَلّوجَـةَ الأَحْـرارِ يـا=هـامَ الشّـموخِ بِعِـزّهِ وَمَضـائِهِ
ما كانَ مِثْلَكِ في الصّـمودِ ومِثْلَنـا=مُتَجَـنّبـاً حَرْبـاً عَـلـى أَعْدائِـهِ
رُحْمـاكِ ياشاشـانُ إِنْ فَتَـكَ العِـدا=بِرجـالِ شَـعْـبٍ صامِـدٍ وَنِسـائِهِ
نَرْنـو إِلى قِمَـمِ الفِـداءِ بِشَـعْبِكُمْ=وَيُمَـزِّق التّثْبـيطُ عَـهْـدَ وَفائِـهِ
لا تَشْـكُ لِلأَفَغـانِ خِسَّـةَ مُعْـتَـدٍ=وَانْظُـرْ إِلى مُتَشَـبِّـثٍ بِقَـفائِـهِ
أوْ حاكِـمٍ أَعْطـى العَـدُوَّ زُمامَـهُ=وَالهامُ قُـرْبَ الأَرْضِ رَغْـمَ خَوائِهِ
رُحْمـاكَ يا صومالُ قَدْ عَزَّ النَّـدى=وَالعُرْبُ ضاقوا بِالشّقـيـقِ وَدائِـهِ
مِـزَقٌ مِنَ الأَجْسـادِ لَم نَأْبَـهْ بِهـا=وَتَعـامَـتِ الأَبْصـارُ عَنْ بَؤَسـائِهِ
فَتَشَـبَّثَـتْ بِالأَرْضِ تَحْفُـرُ قَبْرَهـا=وَالمَـوْتُ أَرْحَمُ مِنْ رَحـى بَأْسـائِهِ
رُحْمـاكِ يا كُـلَّ البِقـاعِ تَحَـوّلَـتْ=وَطَـنـاً يَجولُ الطّعْنُ في أَحْشـائِـهِ
وَمِـنَ الخَناجِـرِ ما يُديـنُ خِيـانَـةً=وَخِـداعَ مَنْ واسـى بِزَيْـفِ بُكائِـهِ
وَقُعودَ مَـنْ نَشَـرَ الخُنوعَ مُثَبِّطــاً=وَمَنِ اسْـتطابَ الوَحْلَ عَبْرَ خَنائِــهِ
فَلْيَقْـبَـعِ الرّعْـديـدُ فـي أَدْرانِـهِ=دَرْبُ الجِهـادِ مَضى بِطُهْـرِ صَفائِـهِ
يا صـاحِِ ما قَـهَـرَ الطّغاةَ مُجاهِـدٌ=إِلاّ بِقَـهْـرِ الوَهْـنِ في أَعْضـائِـهِ
أَوْ شَـقَّ أَحْـرارٌ دُروبَ جِهـادِهِـمْ=بِبَـلاغَـةِ الأَقْـلامِ عَـنْ أَعْبـائِـهِ
أَنَرى الشّـهيـدَ مُناشِـداً أَحْلامَنـا=وَنَـرُدُّ بِالإنْشـادِ حَـوْلَ عَـنائِــهِ
إِنّــا نُكَـبِّـلُ بِالهَـوانِ كَلامَـنـا=يَرْتَـدُّ كَالمَسْـعورِ مِـنْ أَصْـدائِـهِ
مَنْـذا نُنـادي وَالشـعوبُ سَـبِيَّـةٌ=وَيَسـومُها الطّـغْيـانُ شَـرَّ بَلائِـهِ
فَكَأنَّـهُ امْتَـلَـكَ البِـلادَ وَأَهْـلَهـا=لِيَسـوقَـهُ مْ كَعَبـيـدِهِ وَإِمـائِـهِ
وَإِذا رَأَيْـتَ مَـذَلَّـةً فـي قِــمَّـةٍ=فَالقَزْمُ لَمْ يَرْفَـعْـهُ طـولُ رِدائِــهِ
وَالكُـلُّ مَمروضٌ بِـلَوْثَـةِ حُكْـمِـهِ=وَالكُلُّ كَالمَعْـتـوهِ مِـنْ أَوْبـائِــهِ
حَتّـى تَعَفَّـنَ كالعُروشِ فَسـادُهُـمْ=فـي الحُكْمِ يَشْـغَلُهُمْ صَغـارُ بَقائِـهِ
مَنْ كانَ يَبْني في السّـرابِ قُصورَهُ=فَلْيَحْصُـدِ الرّمْضـاءَ في صَحْرائِـهِ
وَشُـرورُ أَسْـلِحَةِ الدّمارِ تَرَبَّصَـتْ=بِمَـنِ اسْـتَهانَ بِشَـعْبِهِ وَوَقـائِـهِ
لَمْ يَبْـنِ جَيْشـاً للدّفـاعِ مُجَـهَّـزا=أَوْ مَصْنَعا يُغْنـي عَنِ اسْـتِجْدائِـهِ
وَبَنى القُصورَ بِدَمْعِ شَـعْبٍ صابِـرٍ=وَالسّـجْنَ لِلأَحْـرارِ مِنْ شُـرَفائِهِ
وَيُحارِبُ "الإِرْهابَ" حَسْـبَ أَوامِـرٍ=مِـنْ دَوْلَةِ الإِرْهابِ، مَهْـدِ بَلائِـهِ
لَـنْ تَحْرِفَ التّاريـخَ أَقْـدامُ الأُلى=هُمْ نَكْبَـةِ النّكَبـاتِ فـي أَرزائِـهِ
جَمْعٌ مِـنَ الذلِّ الذّليـلِ فَلا تَـرى=لِملوكِـهِ هـامـاً وَلا رُؤســائِهِ
لَمْ تَخْشَ صُهْيون الوَضيعةُ جَيْشَهُمْ=فَكَبيـرُهُمْ كَصَغيـرِهِمْ بِمـرائِـهِ
يَسْـعَوْنَ أَفْـراداً وَجَمْعـاً خانِعـاً=في خِدْمَـةِ الشّيطانِ تَحْتَ حِذائِـهِ
وَيُجَنّدونَ الجُنْـدَ ضِـدَّ شُـعوبِهِمْ=كَـيْ يَأْمَنَ الطّاغوتُ رَغْمَ عدائِـهِ
أَعُروبَـةٌ صُهْيـونُ تَمْلِكُ أَمْرَهـا=وَتَأَمْـرَكَتْ في مُـدمِنٍ لِهَـرائِـهِ
أَمْ ذاكَ إِسْـلامُ مَنْ حَمَـلوا الهُدى=في المَشْرِقَيْنِ تَرى سَنى لأْلائِــهِ
عُهْرٌ..أَبى الأَحْرارُ رَسْـفَ قُيـودِهِ=فَالعَـدْلُ لِلإِنْسـانِ حِصْـنُ رَخائِـهِ
قَدْ شادَهُ الإِسْـلامُ صَرْحاً شـامِخاً=أَهْدى إِلى الإنْسـانِ سِـرَّ هَنـائِـهِ
فَادْفَـعْ بِهِ وَيْلاتِ طـاغـوتٍ عَتـا=هَيْهـاتَ يَـرْدعُـهُ سِـوى إِفْنائِـهِ
وَاسْتَنْهَضَ الأَقْصـى حَمِيَّـةَ أَهْلِـهِ=وَالنّخْـوَةَ الشـمّـاءَ فـي أَبْنائِـهِ
وَاسْـتَنْهَضَتْ بَغْدادُ عَـزْمَ رِجالِهـا=وَدَمُ العِراقِ يَسـيـلُ فـي أَرْجائِـهِ
فَسَـرى اللّهيبُ بِأَرْضِنـا وَسَـمائِنا=يُصْـلي العَـدُوَّ بِصُبْحِـهِ وَمَسـائِهِ
أَحْيَـتْ فِلَسْـطينَ انْتِفاضَـةُ أَهْلِهـا=وَطَـوى العِراقُ جِراحَـهُ بِإبائِــهِ
وَإِذا البَسـالَةُ في الجِهـادِ تَجَسَّدَتْ=لِتُعيـدَ لِلزّيْتـونِ نـورَ رَوائِــهِ
وَتُعيـدَ ما بَيْـنَ الفُـراتِ وَدَجْلَـةٍ=فَخْـرَ النّخيـلِ بِعِـزِّهِ وَبَهـائِـهِ
تُهْدي إِلى الطّاغوتِ إِذْ طَلَبَ الرّدى=لَهَـباً تَسـاوى النّفْطُ فيهِ بِمائِــهِ
لا يُرْهِبُ الطّاغوتُ عَـزْمَ مُجاهِـدٍ=أَوْ يُفْلِـحُ الطّاغوتُ في إِغْرائِــهِ
فَامْضوا شَبابَ الجِيلِ في دَرْب الفِدا=كونوا لِهذا الدّيـنِ أُسَّ بِنـائِـهِ
يَرْعاكُـمُ الرّحْمـنُ جُنْـدَ تَحَـرُّرٍ=مِنْ كُـلِّ طاغـوتٍ وَجُنْـدِ وَلائِهِ
وَاللهُ أَكْبَرُ مِـنْ طَواغيـتِ الدّنـا=مَلِكُ المُلـوكِ بِأَرْضِـهِ وَسـمائِهِ
رَبّـاهُ يـا ذا العَـرْشِ فـي عَلْيائِـهِ=يا مَـنْ رَضـيتُ بِحُكْمِـهِ وقَضائِـهِ
يا قاهِـراً.. فـوقَ الخَلائِـقِ أَمْـرُهِ=والكـلّ يَنْعـمُ مِـنْ كَريـمِ عَطائِـهِ
أنتَ الرّجـاءُ لِنُصْـرَةِ المَظْلـومِ إِنْ=عَـمَّ البَـلاءُ وَتـاهَ حَبْـلُ رَجـائِـهِ
إِنْ كـانَ قلبـي بِالذنـوبِ مُكَـبَّـلاً=فلـقـدْ أتـاكَ بِـذُلّـهِ وحَيـائِــهِ
والدّمـع يهطُـلُ سـاجِـداً مُتَبَتّـلاً=يَشْـكو وفي شَـكْواهُ صِدْقُ دُعائِـهِ
قَـدْ جَمَّـعَ الطّاغوتُ مِحْـوَرَ شَـرَّهِ=فَتَحالَفَ الأَشْــرارُ تَحْـتَ لِـوائِـهِ
حَرْبـاً عَلى الإسْـلامِ بَعْـدَ تَخَـبُّـطٍ=في صَـدِّ صَحْـوَتِهِ وفـي إِقْصـائِـهِ
أَحْقـادُ أَمْريكـا كَحِـقْـدِ عَبيـدِهـا=وَالحِقْـدُ يَفْـضَـحُ نَفْسَـهُ بِعِـوائِـهِ
وَتَزيـدُ أَسْـلِحَةُ الدّمـارِ نُشـوزَهـا=فَاسْـتَوْحَشَ تْ كَالغـولِ في غُلُوائِـهِ
لا يَعْـبَـأُ الحُـرُّ الكَريـمُ بِبَطْشِـهـا=فَعَـداءُ أَمْـريكـا دَلـيـلُ نَقـائِــهِ
أَيُصَـنِّـفُ الإرْهابَ مَنْ كانَ اسْـمُـهُ=-لَوْ يَصْـدقِ التّصْـنيفُ- مِنْ أَسْـمائِهِ
سَـلْ عَنْهُ أَمْريكا وَفُحْـشَ مُروقِـهـا=كَالذّئْـبِ في غـابٍ بَغـا بِظِبـائِــهِ
وَالغَـدْرُ شِـيمَتُها وَصَنْعَـةُ جَيْشِـها=وَتُنافِـسُ الشّـيطانَ فـي إِغْـوائِـهِ
ما كانَـتِ اليـابـانُ أَوَّلَ وَصْـمَـةٍ=سَـوداءَ فـي تاريخِهـا وَبَغـائِــهِ
كَالحَيَّـةِ الرّقْطاءِ تَنْـفُـثُ سُــمَّهـا=فِـتْنـامُ شــاهِدَةٌ عَـلـى إيـذائِـهِ
فَلْتَسْـأَلِ الأَحْـرارَ عَـنْ إِجْرامِـهـا=وَلْتَسْـأَل التّاريـخَ عَـنْ أَنْبـائِــهِ
وَالأَرْضُ كُلُّ الأَرْضِ ضَجَّـتْ ثَـوْرَةً=لَنْ يَحْصُـدَ الطّاغوتُ غَيْـرَ شَـقائِهِ
رَبّـاهُ هـذي أُمَّـتي بَـيْـنَ الوَرى=كَالسّيْلِ تَأبـى الأَرْضُ ذُلَّ غُثـائِـهِ
قَدْ حارَ ما بَـيْـنَ الجِراحِ هَوانُنـا=جَسَـداً تَمَـزَّقَ عـابِثـاً بِدِمـائِـهِ
سَـفَهٌ يُغَنّـي في المآتِـمِ راقِصـاً=وَيُـرَدِّدُ الآهـاتِ لَغـوُ غِنــائِـهِ
عِبْـدانُ شَـهْوتِنا فَيَحْكُمُنا الهَـوى=أَوْ مُسْـتَبِـدٌّ هـامَ في أَهْـوائِـهِ
تيـهٌ ولا سـيناءَ تَشْـهَدُ تَـوْبَـةً=ونَضيـقُ ذَرعاً بِالهُدى وضِيـائِـهِ
فَكَأنّـنـا وَالفَـجْــرُ لاحَ بِنـورِهِ=يَحْلـو لَـنـا الكابوسُ في ظَلْمائِـهِ
بِئْسَ الدنِيَّـةُ إِنْ غَدَتْ هَدَفـاً لِمَـنْ=ضاعوا بِتَضْييـعِ الهُـدى وَسَـنائِهِ
شَـرُّ الأَنـامِ مَنِ اسْتَسـاغَ قُيـودَهُ=مُتَشـاغِلاً بِاللّهْـوِ عَـنْ أَدْوائِــهِ
رُحْماكِ يا أَرْضَ الرّبـاطِ إِذا بَكَـى=جيلٌ بِلا شَـمَمٍ سِـوى شُـهَدائِـهِ
أَخَواتُنا.. أُسْـدُ العَرينِ شَـجاعَـةً=وَلَنا القَصيـدُ بِمَدْحِـهِ وَرَثـائِــهِ
روحُ الشّـهادَةِ في فِلَسْطينَ امْتَطى=سرْجَ العُلا يَمْشـي عَلى أَدْمـائِـهِ
"ياسـينُ" يَشْكو في السّماءِ سُكوتَنا=عَنْ ذِلّـةِ المَـهْزومِ وَاسْـتِخْذائِـهِ
وَنِداءُ رَنْتيسـي لِنَبْـضِ قلوبِنــا=عَـلَـمٌ لِجيـلٍ ثـائِـرٍ وَفِـدائِــهِ
رُحْماكَ يا وَطَـنَ الرّشـيدِ فَإِنّـنـا=أَشْــلاءُ أَحْيـاءِ عَلـى أَشْـلائِـهِ
رُحْمـاكِ يا فَلّوجَـةَ الأَحْـرارِ يـا=هـامَ الشّـموخِ بِعِـزّهِ وَمَضـائِهِ
ما كانَ مِثْلَكِ في الصّـمودِ ومِثْلَنـا=مُتَجَـنّبـاً حَرْبـاً عَـلـى أَعْدائِـهِ
رُحْمـاكِ ياشاشـانُ إِنْ فَتَـكَ العِـدا=بِرجـالِ شَـعْـبٍ صامِـدٍ وَنِسـائِهِ
نَرْنـو إِلى قِمَـمِ الفِـداءِ بِشَـعْبِكُمْ=وَيُمَـزِّق التّثْبـيطُ عَـهْـدَ وَفائِـهِ
لا تَشْـكُ لِلأَفَغـانِ خِسَّـةَ مُعْـتَـدٍ=وَانْظُـرْ إِلى مُتَشَـبِّـثٍ بِقَـفائِـهِ
أوْ حاكِـمٍ أَعْطـى العَـدُوَّ زُمامَـهُ=وَالهامُ قُـرْبَ الأَرْضِ رَغْـمَ خَوائِهِ
رُحْمـاكَ يا صومالُ قَدْ عَزَّ النَّـدى=وَالعُرْبُ ضاقوا بِالشّقـيـقِ وَدائِـهِ
مِـزَقٌ مِنَ الأَجْسـادِ لَم نَأْبَـهْ بِهـا=وَتَعـامَـتِ الأَبْصـارُ عَنْ بَؤَسـائِهِ
فَتَشَـبَّثَـتْ بِالأَرْضِ تَحْفُـرُ قَبْرَهـا=وَالمَـوْتُ أَرْحَمُ مِنْ رَحـى بَأْسـائِهِ
رُحْمـاكِ يا كُـلَّ البِقـاعِ تَحَـوّلَـتْ=وَطَـنـاً يَجولُ الطّعْنُ في أَحْشـائِـهِ
وَمِـنَ الخَناجِـرِ ما يُديـنُ خِيـانَـةً=وَخِـداعَ مَنْ واسـى بِزَيْـفِ بُكائِـهِ
وَقُعودَ مَـنْ نَشَـرَ الخُنوعَ مُثَبِّطــاً=وَمَنِ اسْـتطابَ الوَحْلَ عَبْرَ خَنائِــهِ
فَلْيَقْـبَـعِ الرّعْـديـدُ فـي أَدْرانِـهِ=دَرْبُ الجِهـادِ مَضى بِطُهْـرِ صَفائِـهِ
يا صـاحِِ ما قَـهَـرَ الطّغاةَ مُجاهِـدٌ=إِلاّ بِقَـهْـرِ الوَهْـنِ في أَعْضـائِـهِ
أَوْ شَـقَّ أَحْـرارٌ دُروبَ جِهـادِهِـمْ=بِبَـلاغَـةِ الأَقْـلامِ عَـنْ أَعْبـائِـهِ
أَنَرى الشّـهيـدَ مُناشِـداً أَحْلامَنـا=وَنَـرُدُّ بِالإنْشـادِ حَـوْلَ عَـنائِــهِ
إِنّــا نُكَـبِّـلُ بِالهَـوانِ كَلامَـنـا=يَرْتَـدُّ كَالمَسْـعورِ مِـنْ أَصْـدائِـهِ
مَنْـذا نُنـادي وَالشـعوبُ سَـبِيَّـةٌ=وَيَسـومُها الطّـغْيـانُ شَـرَّ بَلائِـهِ
فَكَأنَّـهُ امْتَـلَـكَ البِـلادَ وَأَهْـلَهـا=لِيَسـوقَـهُ مْ كَعَبـيـدِهِ وَإِمـائِـهِ
وَإِذا رَأَيْـتَ مَـذَلَّـةً فـي قِــمَّـةٍ=فَالقَزْمُ لَمْ يَرْفَـعْـهُ طـولُ رِدائِــهِ
وَالكُـلُّ مَمروضٌ بِـلَوْثَـةِ حُكْـمِـهِ=وَالكُلُّ كَالمَعْـتـوهِ مِـنْ أَوْبـائِــهِ
حَتّـى تَعَفَّـنَ كالعُروشِ فَسـادُهُـمْ=فـي الحُكْمِ يَشْـغَلُهُمْ صَغـارُ بَقائِـهِ
مَنْ كانَ يَبْني في السّـرابِ قُصورَهُ=فَلْيَحْصُـدِ الرّمْضـاءَ في صَحْرائِـهِ
وَشُـرورُ أَسْـلِحَةِ الدّمارِ تَرَبَّصَـتْ=بِمَـنِ اسْـتَهانَ بِشَـعْبِهِ وَوَقـائِـهِ
لَمْ يَبْـنِ جَيْشـاً للدّفـاعِ مُجَـهَّـزا=أَوْ مَصْنَعا يُغْنـي عَنِ اسْـتِجْدائِـهِ
وَبَنى القُصورَ بِدَمْعِ شَـعْبٍ صابِـرٍ=وَالسّـجْنَ لِلأَحْـرارِ مِنْ شُـرَفائِهِ
وَيُحارِبُ "الإِرْهابَ" حَسْـبَ أَوامِـرٍ=مِـنْ دَوْلَةِ الإِرْهابِ، مَهْـدِ بَلائِـهِ
لَـنْ تَحْرِفَ التّاريـخَ أَقْـدامُ الأُلى=هُمْ نَكْبَـةِ النّكَبـاتِ فـي أَرزائِـهِ
جَمْعٌ مِـنَ الذلِّ الذّليـلِ فَلا تَـرى=لِملوكِـهِ هـامـاً وَلا رُؤســائِهِ
لَمْ تَخْشَ صُهْيون الوَضيعةُ جَيْشَهُمْ=فَكَبيـرُهُمْ كَصَغيـرِهِمْ بِمـرائِـهِ
يَسْـعَوْنَ أَفْـراداً وَجَمْعـاً خانِعـاً=في خِدْمَـةِ الشّيطانِ تَحْتَ حِذائِـهِ
وَيُجَنّدونَ الجُنْـدَ ضِـدَّ شُـعوبِهِمْ=كَـيْ يَأْمَنَ الطّاغوتُ رَغْمَ عدائِـهِ
أَعُروبَـةٌ صُهْيـونُ تَمْلِكُ أَمْرَهـا=وَتَأَمْـرَكَتْ في مُـدمِنٍ لِهَـرائِـهِ
أَمْ ذاكَ إِسْـلامُ مَنْ حَمَـلوا الهُدى=في المَشْرِقَيْنِ تَرى سَنى لأْلائِــهِ
عُهْرٌ..أَبى الأَحْرارُ رَسْـفَ قُيـودِهِ=فَالعَـدْلُ لِلإِنْسـانِ حِصْـنُ رَخائِـهِ
قَدْ شادَهُ الإِسْـلامُ صَرْحاً شـامِخاً=أَهْدى إِلى الإنْسـانِ سِـرَّ هَنـائِـهِ
فَادْفَـعْ بِهِ وَيْلاتِ طـاغـوتٍ عَتـا=هَيْهـاتَ يَـرْدعُـهُ سِـوى إِفْنائِـهِ
وَاسْتَنْهَضَ الأَقْصـى حَمِيَّـةَ أَهْلِـهِ=وَالنّخْـوَةَ الشـمّـاءَ فـي أَبْنائِـهِ
وَاسْـتَنْهَضَتْ بَغْدادُ عَـزْمَ رِجالِهـا=وَدَمُ العِراقِ يَسـيـلُ فـي أَرْجائِـهِ
فَسَـرى اللّهيبُ بِأَرْضِنـا وَسَـمائِنا=يُصْـلي العَـدُوَّ بِصُبْحِـهِ وَمَسـائِهِ
أَحْيَـتْ فِلَسْـطينَ انْتِفاضَـةُ أَهْلِهـا=وَطَـوى العِراقُ جِراحَـهُ بِإبائِــهِ
وَإِذا البَسـالَةُ في الجِهـادِ تَجَسَّدَتْ=لِتُعيـدَ لِلزّيْتـونِ نـورَ رَوائِــهِ
وَتُعيـدَ ما بَيْـنَ الفُـراتِ وَدَجْلَـةٍ=فَخْـرَ النّخيـلِ بِعِـزِّهِ وَبَهـائِـهِ
تُهْدي إِلى الطّاغوتِ إِذْ طَلَبَ الرّدى=لَهَـباً تَسـاوى النّفْطُ فيهِ بِمائِــهِ
لا يُرْهِبُ الطّاغوتُ عَـزْمَ مُجاهِـدٍ=أَوْ يُفْلِـحُ الطّاغوتُ في إِغْرائِــهِ
فَامْضوا شَبابَ الجِيلِ في دَرْب الفِدا=كونوا لِهذا الدّيـنِ أُسَّ بِنـائِـهِ
يَرْعاكُـمُ الرّحْمـنُ جُنْـدَ تَحَـرُّرٍ=مِنْ كُـلِّ طاغـوتٍ وَجُنْـدِ وَلائِهِ
وَاللهُ أَكْبَرُ مِـنْ طَواغيـتِ الدّنـا=مَلِكُ المُلـوكِ بِأَرْضِـهِ وَسـمائِهِ