تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رُحماك أيها القمر .



حسين الطلاع
06-10-2010, 01:04 PM
رُحماك أيها القمر :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ
أفَلَ القمر وأدبر ، بعد أن أناب عنه ضوء وجهها .
وانحسر العطر ، بعد أن خلّف نِيابة ريحها .
وأبَى الورد إلا أن يُنِيْب عنه نضارة خدّها .
وخجلت الخمر أن تعقر عقلا ، بعد أن أدركت ورأت سُلاف ريقها .
أما العُنّاب ،،، فقد رغِم أنفه ، وغار غورا تحت سبع أرضين ! حين رأى حُمرة فمها .
ربّاه ! .
إنها امرأة تتعشّق نفسها ولا تتكرّهها ،،، وتُعشق ولا تَعشق ،،، وتُحَب ولا تُحِب .
ثم :
أقبلتْ ،،، تتاوّد وتميس ، لا تتماسك لفرط الغضاضة ، كأن الأرض تميد بها ميدا .
وصرت أرقب الخُطى والدلّ يلفّها والغَنَج يغلبها ،،، وحتى ظننتُ أنها من ذات سماء هبطت ،،، أو من ذات أرض نبعت ! .
ثم انثنتْ لتجلس حتى قعدت واستوت ،،، ثم نظرت .
فبدتْ قمرا ،،، وتألّقّت بدرا .
ومن قبل استجارت بالحُسنِ فأجارها .
ومن قبله ، خافها القُبح فنافرها .
ومن بعد ، أتقنت الفتك كما أتقن الجلاّد ضرب الرّقاب ! .
قاتل الله مثلها ،،، كيف احتالت على الحُسن فأصرّته كما صرّت اليد على الدينار ! .
فقلت لها : ليت ينحرني بين يديكِ ناحر ! .
علّ الوطف يبتلّ ،،، فَيَهْمِي .
قالت : وإن هَمَى ؟
قلت : يسيل على الخدّ الأسيل ،،، فيصير أسفل الحَنَك ،،، فيقطر ،،، فأشربه .
قالت : وإن شربته ؟
قلت : عزّ استحلالك ،،، وحال النوى بين روحين وجسدين ،،، فليس بجرم أن يصير بعضا منكِ بجوفي .
قالت : وإن صار ؟
قلت : يصير تُرياقا .
ضحِكت وقالت : لم لا تبحث عن غيري ؟؟؟ .
تعجبت وقلت : وهل الأمر بين عنزتين اثنتين !!! إن لم أحظ بهذه آخذ تلك ؟
أم أن العشق والحب باليد يؤخذ ويُترك ؟ .
تأمَلت قليلا ثم قالت : قل فيّ شعرا يا حسين .
قلت :
لِمَن نظرات يا حبيـــــــب ولا أدري **** فَرَضْنَ الجَوَى من حيث أدري ولا أدري .
أغَارَتْ على قلبي بعنف فأوْهَنَتْ **** ضلوعي ، ولم يزل يكابدها صـــــــــــدري .
ولمّا عظامي قد تفرّق رصّهـــــــــا **** حسبتُ على ظنٍّ يساندني ظهــــــــــــــــري .
قاطعتني وقالت :
حسبك الآن !!! .
قلت : لم ؟
قالت : أنبتعد ؟؟؟
قلت : ماذا ؟؟؟!!! .
تاهّبت وقالت : أخبرك في اللقاء القادم .
ـــــــــــــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
حسين الطلاع
6/10/2010 م
المملكة العربية السعودية – الجبيل .

ربيحة الرفاعي
06-10-2010, 11:37 PM
لغة باهرة تؤسس للون من الكتابة نسناه حتى ليكاد يختفي
فانطلق أيها المبدع
ولك منا حسن المتابعة
و فينا تلاميذ حرف

دمت مبدعا

عبدالصمد حسن زيبار
07-10-2010, 10:18 PM
لغة قوية و معان جميلة
هو القلب المحب دوما فياضا رخصا ناعما
تحياتي

أماني عواد
08-10-2010, 08:27 PM
السيد حسين الطلاع


قالت : أنبتعد ؟؟؟
قلت : ماذا ؟؟؟!!! .
تاهّبت وقالت : أخبرك في اللقاء القادم .


خاتمة رائعة تشي بدوام حال

وهل يريد العاشق الا ان يبقى على قيد لقاء

سلمت يداك


سلمت يداك

حسين الطلاع
11-10-2010, 08:48 AM
لغة باهرة تؤسس للون من الكتابة نسناه حتى ليكاد يختفي
فانطلق أيها المبدع
ولك منا حسن المتابعة
و فينا تلاميذ حرف

دمت مبدعا

الأستاذة الأديبة : ربيحة
أشكر لكِ حسن الإطلاع وجميل التذوق
آملا أن ينال مزيدا من الإعجاب
مع تمنياتي لكِ التوفيق والسداد
حسين الطلاع

حسين الطلاع
11-10-2010, 08:51 AM
المكرم حسين الطلاع،
تشدني كتاباتك دائما إلى زمن كان فيه الفرسان يقاتلون التنانين حتى لو قتلوا ليحظون برضا الغيد الحسان
سلم يراعك يا دون كيشوت العرب
لك مني كل الود والإحترام
الأديبة : سماهر
أشكر لك هذ الإعجاب وهذا التصوير .
وسرني جدا سرورك وانجذابك هذا الذي أعتز به
مع تمنياتي لكِ التوفيق والسداد
حسين الطلاع

حسين الطلاع
11-10-2010, 08:53 AM
لغة قوية و معان جميلة
هو القلب المحب دوما فياضا رخصا ناعما
تحياتي

الأديب : عبد الصمد
أشكر لك هذ الإعجاب وهذا الإطراء
على أمل المداومة أديبنا الكبير
مع تمنياتي لك التوفيق والسداد
حسين الطلاع

حسين الطلاع
11-10-2010, 08:56 AM
السيد حسين الطلاع




خاتمة رائعة تشي بدوام حال

وهل يريد العاشق الا ان يبقى على قيد لقاء

سلمت يداك


سلمت يداك


الأديبة الرائعة : أماني
مرورك أسعدني
ولقد لمستُ شدة الإعجاب الذي أبديتِه أديبتنا وملهمتنا .
أشكرك كثيرا
وسلمكِ الله
حسين الطلاع

محمد ذيب سليمان
13-10-2010, 10:45 AM
منك الحروف المغزولة بيد بها الدربة والإتقان
ومن الجلوس والإستمتاع
متعك الله بما تحب
شكرا لك

حسين الطلاع
16-10-2010, 11:38 AM
منك الحروف المغزولة بيد بها الدربة والإتقان
ومن الجلوس والإستمتاع
متعك الله بما تحب
شكرا لك
ومتع الله أخا لي يقال له محمد .
وأبقاه في خير غير منقطع
أشكر لك أخي الحبيب حسن الإطلاع والتذوق .
حسين الطلاع

لمى ناصر
02-01-2011, 08:58 PM
نعم
رحماك أيها القمر.