محمد نعمان الحكيمي
12-10-2010, 06:11 PM
نزق الزجاج
نَفَـذَتْ بوجْـدي مـن وُجـودي الأكـبـرِ=و إذا بهـا فــي مهـرجـاني الأخـضـرِ
حتـى هَـوَتْ كِسَفـاً ، و كنـتُ أظنُّـهـا=حتمـاً ستَـزْرُقُ مثْـلَ رُمْـحٍ سَمْـهَـري
و تُعِيْـدُ نسْـجَ الضـوءِ فـي تابوتهـا=مِـنْ وهْـجِ مصبـاحٍ نـقـيِّ المَـصْـدر
لله ! كــم كَتَـمَـتْ شـعـوراً أزرقــاً=فـي شَجْوهـا ، لحدائقـي وا لأنـهـر
يأسْنُـو ، فتعزفـنـي مـرايـا روحِـهـا=شمـسـاً مُغـنـاةً ، بلـحْـنٍ مُـقْـمِـرِ
ترنيمـةً ، ظـلَّـتْ مُسَـمَّـرَةَ الـصَّـدى=أهْفـو لهـا ، وشُجُونُـهـا لا تنـبـري
مـنـذ استحـالـتْ نَبْـتَـةً ضـوئـيـةً=في سَفْـحِ قلبِـكَ يـا نـدى ، لـم تُثْمِـرِ
كـلُّ الطوالـعِ فـي عـروشِ جمالِـهـا=لَتَنمُّ عـن شغَـفٍ ، مِـنَ المَعْنـى بَـري
كَتَـبَ الزُّجـاجُ ، بِمَلْـكِـهِ ، نَزَوَاتِـهـا=نَزَقـاً علـى نزق التراب الأحمرِ
وأقولُ : مـا أدنـاكَ مـن صَلْصَالِهـا=فِيْمَ انكفاؤُكَ في الثرى يا (مَصْعَري)؟!(1)
وتجيـبُ عـنـي ، بابتـسـامٍ أصـفـرٍ=طَـبْـعُ القـواريـر افتـعـالُ المُنْـكَـرِ
مـاذا تـريـدُ بـكـل هــذا المَحْـشَـرِ=هِيَ و الشتاءُ ، و زمهريـرُ الصَّرْصَـرِ؟
ماذا تريـدُ ؟ و قـد مضـى عـامٌ علـى=تجنيحِهـا المشئـومِ ، نحـوَ المَهْـجَـرِ
دون اكـتــراثٍ للتـبـاريـح الـتــي=حَصَّـتْ علـى وجْـهِ المُريـدِ الأسْمَـرِ؟
مـاذا تريـدُ بكاشِـحٍ ، فــي صـدرهـا=بلظـى العمائـم و اللِّـحَـى ، مُسْتَنْـفَـرِ
بجَـوى القَبيلـةِ ، و القَبيـلـةُ طَعْـنـةٌ=فـي صدرِ كـلِّ حضـارةٍ ، و تَـطَـوُّرِ
مـا لـم تـزلْ "مـا كـان يعبـدُ أهلُنـا=دِيْنـاً ، بـه جيـلُ الهـدى لـم يَكْـفُـرِ
وأأنا ابنُ تِلْكَ.."و يا لهـا مـن حسـرةٍ=أَنَّـا نُمَـيِّـزُ مَعْـشَـراً عــن مَعْـشَـرِ
عفواً ، صّبَا بي القهرُ عـن أُقصودتـي =،فَطَفِقْـتُ أهْــذِرُ فــي مـقـامٍ مُقْفِــرِ
و أعُـوْدُ ، مُتَّشِحـاً بـهـالاتِ السُّـهـا=و لَدَيَّ مِـنْ بِـدَعِ الهـوى نَـصٌّ ثَـري
قسمـاتُـه قلـبـي ، و دهشـتُـه أنــا=أرأيـت كيـف أَبُثُّـهـا فــي دفـتـري
قلـبٌ أنـا ، سيـظَـلُّ مُتَّـقِـدَ الحَـشـا=بحَبيـبـةٍ بُلِـيَـتْ بقـلـبٍ مَـرمـر
يستظـلُّ لحنـاً لا يـمـوتُ ، و فـرحـةً=مزروعـةً فـي القلـبِ مثـلَ المَْشـقُـرِ
لكنمـا ألَـمُ البـعـادِ عـلـى الـمـدى=جُـرْحٌ ، بوجدانـي و إنسانـي ، طَـرِي
هـذي مَلَفاّتـي علـى سـطْـحِ الـدُّجـى=مـن دونمـا شَفَـرَاتِ سِـرٍّ ، فانْـقُـري
ستريْـنَ قُرْصـاً واحـداً ، هـو مَرْفـئـي=و نظـامُ تشغيلـي ، و قِصَّـةُ أعْصُـري
وتـرَيْـنَ (بِيْتْهُوْفيْنَ)يـرْبُـضُ خاشـعـاً=بـجـوارِ أغنيتـيـنِ مـثْـلَ الـسُّـكَّـرِ
حـاولـتُ فَرْمَـتَـةَ المَلـفـاتِ الـتـي=تبـدو خَبيـثـاتٍ ، كـوجْـهٍ بَـرْبَـري
حينـاً تلـوحُ ، و بعـضَ حِيْـنٍ تخْتفـي=(مُطَّهْوِشَاتٍ) ، مثلَ (ناجي الحَيدري)..(2)
فأعـدتُ تهيئتـي ، كنـبـضٍ مـرهَـقٍ=يعـتـاد أوردتــي ، و لــم أتَطَـهّـرِ
لـن أَرْكَـنَ الآتــي بغـيـرِ مُـسَـوِّغٍ=لِلَفِيْـفِ حــبٍّ ، بالـهـوى مُسْتَهْـتِـرِ
كـم قلـتُ : قِـرِّي مهـجـةً و حبيـبـةً=لا تجهلـي ، لا ترمـقـي ، لا تَبْـطَـري
خاطبتُـهـا بجمـيـعِ ألـفـاظِ الـقِـرَى=و بلهجةِ القّـرَوِيِّ : (هيـا نَـدِّرِي).. (3)
لكِنَّـهـا ، وأمــوتُ مِــن "لكِنَّـهـا= أَفَـلَـتْ بـوجـدانٍ ، عَقِـيْـمٍ ، مُـدْبـر
كم كنـتُ أزْهُـو حيـن أصحبُهـا معـي=لمحافـل الشعـراءِ فــوقَ المُشْـتَـرِي
لـم أنفرط_ لعنادها _ مُسْتَنْكِـفـاً=أو مُحْرَجاً مِنْ أنْ أقـولَ لهـا : مُـرِي
و مضيـتُ ، أقْتـرِفُ الحيـاةَ ، كشاعـرٍ=غِــرٍّ ، بقـلَّـةِ حِيْـلَـةٍ ، و تَـصَـوُّرِ
و شَهِـدْتَ ، يـا موسى،انقـلابَ زمانِنـا=يومـاً ، علـى أعقـابِ هـذا السَّومَـري
تُهْنَـا مـعـاً ، و استـأثـرتْ أيامُـنـا=بسُكونِـنـا ، حـتـى دُنُــوِّ المَحْـشَـرِ
حتـى ، و "حـتـى" غـصَّـةٌ أبـديَّـةٌ =كـلَّ الجـوانـح و الحنـايـا تَعْـتـري
الهامش:
1- مصعري :إشارة إلى القرية التي أسكنها(صَعِر).
2- آدمي في القرية، يقال أنه يتحول في الليل إلى طاهش(أي حيوان مفترس -اسطوري).
3- هيا تعالي.
نَفَـذَتْ بوجْـدي مـن وُجـودي الأكـبـرِ=و إذا بهـا فــي مهـرجـاني الأخـضـرِ
حتـى هَـوَتْ كِسَفـاً ، و كنـتُ أظنُّـهـا=حتمـاً ستَـزْرُقُ مثْـلَ رُمْـحٍ سَمْـهَـري
و تُعِيْـدُ نسْـجَ الضـوءِ فـي تابوتهـا=مِـنْ وهْـجِ مصبـاحٍ نـقـيِّ المَـصْـدر
لله ! كــم كَتَـمَـتْ شـعـوراً أزرقــاً=فـي شَجْوهـا ، لحدائقـي وا لأنـهـر
يأسْنُـو ، فتعزفـنـي مـرايـا روحِـهـا=شمـسـاً مُغـنـاةً ، بلـحْـنٍ مُـقْـمِـرِ
ترنيمـةً ، ظـلَّـتْ مُسَـمَّـرَةَ الـصَّـدى=أهْفـو لهـا ، وشُجُونُـهـا لا تنـبـري
مـنـذ استحـالـتْ نَبْـتَـةً ضـوئـيـةً=في سَفْـحِ قلبِـكَ يـا نـدى ، لـم تُثْمِـرِ
كـلُّ الطوالـعِ فـي عـروشِ جمالِـهـا=لَتَنمُّ عـن شغَـفٍ ، مِـنَ المَعْنـى بَـري
كَتَـبَ الزُّجـاجُ ، بِمَلْـكِـهِ ، نَزَوَاتِـهـا=نَزَقـاً علـى نزق التراب الأحمرِ
وأقولُ : مـا أدنـاكَ مـن صَلْصَالِهـا=فِيْمَ انكفاؤُكَ في الثرى يا (مَصْعَري)؟!(1)
وتجيـبُ عـنـي ، بابتـسـامٍ أصـفـرٍ=طَـبْـعُ القـواريـر افتـعـالُ المُنْـكَـرِ
مـاذا تـريـدُ بـكـل هــذا المَحْـشَـرِ=هِيَ و الشتاءُ ، و زمهريـرُ الصَّرْصَـرِ؟
ماذا تريـدُ ؟ و قـد مضـى عـامٌ علـى=تجنيحِهـا المشئـومِ ، نحـوَ المَهْـجَـرِ
دون اكـتــراثٍ للتـبـاريـح الـتــي=حَصَّـتْ علـى وجْـهِ المُريـدِ الأسْمَـرِ؟
مـاذا تريـدُ بكاشِـحٍ ، فــي صـدرهـا=بلظـى العمائـم و اللِّـحَـى ، مُسْتَنْـفَـرِ
بجَـوى القَبيلـةِ ، و القَبيـلـةُ طَعْـنـةٌ=فـي صدرِ كـلِّ حضـارةٍ ، و تَـطَـوُّرِ
مـا لـم تـزلْ "مـا كـان يعبـدُ أهلُنـا=دِيْنـاً ، بـه جيـلُ الهـدى لـم يَكْـفُـرِ
وأأنا ابنُ تِلْكَ.."و يا لهـا مـن حسـرةٍ=أَنَّـا نُمَـيِّـزُ مَعْـشَـراً عــن مَعْـشَـرِ
عفواً ، صّبَا بي القهرُ عـن أُقصودتـي =،فَطَفِقْـتُ أهْــذِرُ فــي مـقـامٍ مُقْفِــرِ
و أعُـوْدُ ، مُتَّشِحـاً بـهـالاتِ السُّـهـا=و لَدَيَّ مِـنْ بِـدَعِ الهـوى نَـصٌّ ثَـري
قسمـاتُـه قلـبـي ، و دهشـتُـه أنــا=أرأيـت كيـف أَبُثُّـهـا فــي دفـتـري
قلـبٌ أنـا ، سيـظَـلُّ مُتَّـقِـدَ الحَـشـا=بحَبيـبـةٍ بُلِـيَـتْ بقـلـبٍ مَـرمـر
يستظـلُّ لحنـاً لا يـمـوتُ ، و فـرحـةً=مزروعـةً فـي القلـبِ مثـلَ المَْشـقُـرِ
لكنمـا ألَـمُ البـعـادِ عـلـى الـمـدى=جُـرْحٌ ، بوجدانـي و إنسانـي ، طَـرِي
هـذي مَلَفاّتـي علـى سـطْـحِ الـدُّجـى=مـن دونمـا شَفَـرَاتِ سِـرٍّ ، فانْـقُـري
ستريْـنَ قُرْصـاً واحـداً ، هـو مَرْفـئـي=و نظـامُ تشغيلـي ، و قِصَّـةُ أعْصُـري
وتـرَيْـنَ (بِيْتْهُوْفيْنَ)يـرْبُـضُ خاشـعـاً=بـجـوارِ أغنيتـيـنِ مـثْـلَ الـسُّـكَّـرِ
حـاولـتُ فَرْمَـتَـةَ المَلـفـاتِ الـتـي=تبـدو خَبيـثـاتٍ ، كـوجْـهٍ بَـرْبَـري
حينـاً تلـوحُ ، و بعـضَ حِيْـنٍ تخْتفـي=(مُطَّهْوِشَاتٍ) ، مثلَ (ناجي الحَيدري)..(2)
فأعـدتُ تهيئتـي ، كنـبـضٍ مـرهَـقٍ=يعـتـاد أوردتــي ، و لــم أتَطَـهّـرِ
لـن أَرْكَـنَ الآتــي بغـيـرِ مُـسَـوِّغٍ=لِلَفِيْـفِ حــبٍّ ، بالـهـوى مُسْتَهْـتِـرِ
كـم قلـتُ : قِـرِّي مهـجـةً و حبيـبـةً=لا تجهلـي ، لا ترمـقـي ، لا تَبْـطَـري
خاطبتُـهـا بجمـيـعِ ألـفـاظِ الـقِـرَى=و بلهجةِ القّـرَوِيِّ : (هيـا نَـدِّرِي).. (3)
لكِنَّـهـا ، وأمــوتُ مِــن "لكِنَّـهـا= أَفَـلَـتْ بـوجـدانٍ ، عَقِـيْـمٍ ، مُـدْبـر
كم كنـتُ أزْهُـو حيـن أصحبُهـا معـي=لمحافـل الشعـراءِ فــوقَ المُشْـتَـرِي
لـم أنفرط_ لعنادها _ مُسْتَنْكِـفـاً=أو مُحْرَجاً مِنْ أنْ أقـولَ لهـا : مُـرِي
و مضيـتُ ، أقْتـرِفُ الحيـاةَ ، كشاعـرٍ=غِــرٍّ ، بقـلَّـةِ حِيْـلَـةٍ ، و تَـصَـوُّرِ
و شَهِـدْتَ ، يـا موسى،انقـلابَ زمانِنـا=يومـاً ، علـى أعقـابِ هـذا السَّومَـري
تُهْنَـا مـعـاً ، و استـأثـرتْ أيامُـنـا=بسُكونِـنـا ، حـتـى دُنُــوِّ المَحْـشَـرِ
حتـى ، و "حـتـى" غـصَّـةٌ أبـديَّـةٌ =كـلَّ الجـوانـح و الحنـايـا تَعْـتـري
الهامش:
1- مصعري :إشارة إلى القرية التي أسكنها(صَعِر).
2- آدمي في القرية، يقال أنه يتحول في الليل إلى طاهش(أي حيوان مفترس -اسطوري).
3- هيا تعالي.