تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ** تراتيلي أمام حرم الشعر



سعيد العواجي
14-10-2010, 03:36 PM
(تراتيلي أمام حرم الشعر)



- قراءة أولية
حضنتُ رؤايَ أمام الرياحِ
وأفرزتها عن جروحي التي قد رماها اللظى في عروقي
وقلتُ: أيا عاصفات الأماني خذي ما أردتِ
فإن جذوري بعمق الحياةِ
وإن سمائي تعانق روحي
فيشتد يشتد بيني وبين الليالي الوثاقُ
ويرتد نحو المياه القراحُ
- الرحيل
رحلت إلى الفجر أحمل من سافرات المعاني أنين السؤالِ
أجر رداء المساء ليترك آثاره مثل وشم ورائي
فيبكي الطريق على من تراوده شهوة للجوابِ
يمد الغريق يديه ولا منقذ من سديم المحالِ
"وآليت ألا أكون كمن كان"
حتى ولو داهمتني الدروب بلحظ السكوتِ
فإني سأمشي إلى آخر الليلِ
أعلم أني سأنظر خلفي أرى هوةً في الطريقِ
وأعلم حين يَفِزُّ الرحيلُ
سيحمل في الخرج غيري الصباحُ
- حفيف نداء
سأصرخ في الكائنات بصوت تقطعه الزاحفاتُ
اللواتي وُلِدْنَ بِغُنْجٍ جوارَ ندائي
لعل المدى
يظل كأصغر حبة رملٍ تخاف رياحي
إلى من ستغدو رؤايَ ؟!
إلى الخاسرين ؟!
إلى العاشقين ؟!
إلى الشامتين ؟!
أترجع نحوي كخيبة (أمي الحياة) ؟!
أترجع تحمل خسرانها في إنائي؟!
فقلت: لربطة عنق الجمال الضياعُ
ولي دهشة الذيل حين يلامس أرضَ الكلامِ اليراعُ
سأصرخ أصرخ لكن إذا ما صرخت
سيذبل في لحظة للتجلي الصياحُ
- جناح ذاكرة
مشابك ذكرى من الماس صِيغَتْ
أُعَلِّقُها في صدور الذين سينسون أني
عشقتُ طريقي إليهم
وينسون أني بكيتُ عليهم
وجففتُ أوراقَ قولي الفصيح
وطرزتها من بهاء النقوش
وَدَقّّقْتُ في الرسم أجمل حرفٍ
كسيتُ بها عريَ من باعَ ودِّيْ
وطار بعيدا فهل سيعودُ مع الخافقاتِ
إذا ما عشقت جنوني الجناحُ؟!
- حداثة صبي
رسمتُ قناديل كرزٍ بأعين قومٍ حيارى
وجمّدتُ تلك البحار لترسو سفينة ساقي الفناءِ
فينزل منها صبي شقي يشاغب حول المزارعِ
يقطف من أعين العابرين بقايا السناءِ
يفر إلى ما يريدُ وليس إلى ما أريدُ
فأغضب دهرا أعيش صراعا عميقا
فهل سأكون كشيخٍ حكيمٍ
يُردِّدُ ما ينتج القوم منذ سنين عجافٍ ؟!
وإلا أكونُ الصبيَّ الذي لا يريد القديم
يظل كمهرٍ جموحٍ ولا يرتضي
بغير سياج الحديث سلاحُ؟!
- بئر الحكايات
تجف حكاياتُ قومي من البئر شيئا فشيئا
وينضب في الراحلين الكلامُ
فلا قول يبقى
ولا كلمة في الحناجر ترقى
يقولون ما لا يراه الغريب حيال الظمأْ
كما أنهم يسمعون من البيد ما جف منها
يريدون ماء ولكن دلو الوجود يعود بطين كريه
ويسكن فيه الصدأْ
فتسكت كل الحكايات فيهم
ويسكت من شهرزاد الكلام المباحُ
- قراءة أخيرة
أسجل بين المسافات فوق الوشاحِ :
أزيزَ رجالٍ - وهودج أنثى- دموعَ سرابٍ- تحرّك رملٍ- ولهفةَ طفلٍ –
سكوتَ رياحٍ - بريقَ هلالٍ- ولفتةَ برقٍ- جذورَ كلامٍ-
أسجل بين الفراغات وَقْعَ الخطى في الظلالِ
وأملأ حتى الزوايا بهمس الجمالِ
أعمّقُ في لوحتي لون شكلي
وأطبع فيها تراتيلَ قولي
ليعلو من الطين نحو سمائي الوشاحُ ...
......................
..........
سعيد العواجي
...
..
.

احمد على سالم
14-10-2010, 03:41 PM
سعدت كوني اول من عانق هذا الابداع وابصره
نص جميل يحمل التحدي والأصالة
بيد أن الحكايات يا صديقى لن يجف معينها
لسنا نملك الا اياهها
سلمت اناملك
تقبل تحياتي

محمود فرحان حمادي
14-10-2010, 05:49 PM
صور تترى بمشاهد جذلى
أحسنت وأجدت أخي المبدع في تحريك هذا الألق في نفوسنا
بورك النبض والبوح السجي
تحياتي

محسن شاهين المناور
14-10-2010, 06:14 PM
لوحة شعرية بديعة تستحق التوقف
في محطاتها المتنوعة . .
ونص شعري يعبق بالصور والمعاني الجميلة
وشاعر بارع متمكن من أدواته فجاء النص بهذا
المستوى الرائع

نوارالسلمي
14-10-2010, 11:14 PM
للشعر وردٌ هنا
حكاية روح تهاجر بين فصول الشعور
تحاول أن تتوسم في رحلة الريح غصنا يليق بما في قرارتها من أمل....
رغم أني أردتها أن تكون بلا قراءة أخيرة
لأني لا أحب نهايات الأشياء الجميلة
إلا أني استمتعت هنا بكلماتك التي مرت كسحابٍ تكثَّف من محيط الشعر..
دمت في حلم سعيد ياسعيد..
ولك تحيتي وتقديري..

آمال المصري
15-10-2010, 10:57 AM
مع كلماتك سرقنا الجمال من ذواتنا ,
وأخذنا إلى حيث طاب بنا المقام ...
كنت هنا وارتشفت حروفك الآسرة
فسجلت إعجابي و نثرت الياسمين تقديراً لروعة الحرف
سيدي الفاضل ....
أتحفتنا أيها الرائع بآيات من الجمال ترتل نفسها في صفحتك
ودي وزهور الأوركيد

محمد ذيب سليمان
16-10-2010, 07:15 PM
شاعر مبدع يستطيع لي المغردات لتأتي نسقا جميلا مائسا
يدندن في أروقة النفس
ويقول ما أراد الشاعر بلغة جميلة منتقاة
دمت أخي ودام إبداعك

د. سمير العمري
08-11-2010, 01:27 AM
لا ريب أن للمفردة هنا ملمسها المخملي ، وللتركيب هنا نسجه الحريري وللصورة هنا غشاء بكارة.

نعم شعر وشاعر ، ولكني أحب أكثر الشعر الذي يقدح زناد الفكر بما يمكن أن يكون فيه بيان وبديع ، وهذا رأي يخصني لا يلزمك أحدا ولا ينتقص من شاعريتك العالية أخي سعيد.

دمت متألقا مبدعا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي