تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اسمعوها مني صريحة أيها العرب _ أبو الحسن الندوي



مازن لبابيدي
16-10-2010, 05:32 PM
في ظل حالة التردي التي وصل إليها الوضع العربي من المفيد أن تقف الأمة وقفة صدق مع ذاتها وأن يبحث مفكروها أسباب وعوامل هذا التردي وأن يعكفوا عليها دراسة وتحليلا واستنتاجا وتشخيصا ، ليتمكنوا من كشف الداء وتفصيل العلل وإسداء النصيحة للأمة في أفرادها وجماعاتها وهيئاتها وقياداتها .




2717


في كتابه " اسمعوها مني صريحة أيها العرب ، وجه العلامة الهندي الراحل أبو الحسن الندوي رحمه الله كلمة إلى الأمة العربية جديرة
بالوقوف عليها مرارا وتكرارا
في البداية أقر الندوي بمكانة الأمة العرب وفضلهم وحقهم في قيادة الأمة الإسلامية ، لكنهم بحاجة للنصيحة التي لن يؤديها لهم أحد في زمن طغت فيه المجاملات والسياسة والمصالح ، لذلك انبرى هو لهذه المهمة منطلقا من حبه لهم وحرصه على الأمة .

وقد نبه أبو الحسن إلى خطورة انتقال الإمامة منهم – وذكرهم بما حدث في القرن السادس الميلادي عندما انتقلت إليهم من بني اسرائيل – والله أعلم حيث يجعل رسالته . لكن أبو الحسن اعتبر أن بني إسرائيل ليسوا مؤهلين لتولي الإمامة ، فهم غير معنيين بما يعانيه العالم من أزمة روحية ودينيه وخلقية ،" وأسسوا دولتهم الوليدة على المادة والمعدة والتنظيم الاقتصادي والصناعي .... ."
لكن العالم ليس كله بني اسرائيل ، وقد يفاجئ العالم شعب آخر كما فاجأ العرب العالم من قبل .
إن حب أبي الحسن الندوي للعرب دفعه لأن ينصحهم طمعا في استعادتهم لمكانتهم القيادية التاريخية . فذكرهم في البداية بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي ، وعالة فأغناكم الله بي ، وأعداء فألف بين قلوبكم" ، وحتى لا يتهم بالشعوبية أكد الندوي على نسبه العربي ، وقال "... لكن الإسلام أفضل من كل نسب وأقوى من كل عصبية "

وذكر الندوي العرب بفضل الإسلام عليهم وكيف قامت دولته بهم وانتشرت الهداية على إيديهم وتوحدوا بع فرقة وغنوا بعد فقر .
ثم ذكر ما آلت إليه حالهم في عصر القوميات بعد أن نسوا محمدا صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من النعمة ، وما صاروا إليه من فرقة وانقسام ، وشهوة الحكم والزعامة ، وضعف الرابطة القومية العربية عن قهر هذا الشهوات بتجردها عن العقيدة القوية والإيمان العميق .
وفي مطلع كلمته الصريحة قال الندوي :" إنما تتشرف الأمم والجماعات والأفراد ويكتب لها البقاء والعزة والنصر باتباع الهذا النبي الكريم ..... ومن استغنى عنه ... محي من الوجود وأخمل ذكره "
وقال :".. فلا دعوة إلا إلى الدين من جديد.." إلى محمدصلى الله عليه وسلم ، والثورة على فلسفة الحياة الغربية.

واستطرد الندوي في حديثه للقوميين ببيان قوة الأمة العربية وشخصيتها ومواهبها وفضل القرآن والإسلام عليها وعلى لغتها وأدبها ....
ويسأل الندوي : كيف قامت الإمبراطورية العربية وانبثت سيطرتها ؟ أليس بفضل الإسلام .
ويذكر لهم أمثلة عن أمم وما بلغت بقومياتها وكيف أن أقصى ما وصلت إليه لا يقارن بما كان للعرب من مكانة عندما حملوا الرسالة .
ويقول الندوي : " إن الأمم أيها السادة القوميون لا تعيش بالحضارات ولا تعيش باللغات ، وإذا عاشت كانت حياتها قصيرة ومصطنعة وسطحية ، إن الأمم تعيش بالرسالات "
إن أعظم مجرم قومي في حق العرب – كما يقول الندوي – وأضر على هذه الأمة من هولاكو وجنكيز خان من يضعف صلتها بهذا الدين ومن ينضب في نفوسها معين الإيمان واليقين ومن يحول بينها وبين محمد صلى الله عليه وسلم .

يقول الندوي أن الأمم بدأت تشعر بالخواء الروحي والإفلاس في الإيمان والأخلاق فأخذت تبحث في تاريخها عن نبي أو قائد روحي تجعله إماما أو قائدا تدعو باسمه ، فالأمة الهندية مثلا أحيت حديثا ذكرى بوذا واحتفلت به على جميع الأصعدة . ويتأسف الندوي كيف في هذا الوقت يقوم في البلاد العربية من يدعو للقومية المجردة من العقيدة ويدعو إلى قطع الصلة بأعظم الأنبياء صلى الله عليه وسلم .

وأخيرا يحسن الندوي الظن بمعظم هؤلاء القوميين ، وأنه لا يدفعهم إلا" حبهم الزائد للعرب والحرص على مجدهم وعزهم ......وأنهم إذا قيل لهم اتقوا الله في العرب لم تأخذهم العزة بالإثم "
---------------------------------------------
كتاب صغير يقدم فهما كبيرا وتشخيصا دقيقا ، ونصيحة غيورة ...

لكم التحية

ربيحة الرفاعي
01-11-2010, 10:23 PM
قراءة رائعة في كتاب تبدت هنا روعته وتميزه
وإيجاز لفكرة ما أحوجنا لاستيعابها ...قادة وشعوبا

ترى ....
هل كان الايجاز وافيا بما يغني عن العودة للكتاب؟
أم أنك تنصحنا بقراءته؟

بانتظار الرد وارشادنا لسبيل الحصول على الكتاب إن أحلتنا على قراءته

دمت متألقا

عبدالصمد حسن زيبار
02-11-2010, 12:09 AM
نعم هي الحقيقة فالعزة في حمل الرسالة قالها الفاروق من قبل : كنا أمة ذليلة فأعزنا الله بالإسلام،ولو إبتغينا العزة في غيره لأذلنا الله.

تحياتي دكتور مازن على هذه الإطلالة الموفقة على موقف من مواقف العلامة الندوي رحمه الله.

طالب عوض الله
02-11-2010, 08:34 AM
بوركت وجزاك الله أخي " مازن لبابيدي "فقد وفقت باختيار كتيب " اسمعوها مني صريحة أيها العرب " المستحق أن يُعتبر مُعلقة تكتب بماء الذهب.
ولك ولكل الأخوة المشاركين سلام وتحية.
وافقك الرأي أستاذنا عبدالصمد حسن زيبار:


نعم هي الحقيقة فالعزة في حمل الرسالة قالها الفاروق من قبل : كنا أمة ذليلة فأعزنا الله بالإسلام،ولو إبتغينا العزة في غيره لأذلنا الله.
أختي " ربيحة الرفاعي " سلام عليك
ما أظن أستاذنا مازن قد كتب موضوعه الا ليطلب منا وبكل اللطف والأدب قراءة الكتاب:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3887
وصية المودودي رحمه الله:


إسمعوها مني صريحةً أيها العرب: بالإسلام أعزَّكم الله، "لو جُمع لي العربُ في صعيدٍ واحد واستطعت أن أوجّه إليهم خطاباً تسمعه آذانهم، وتعيه قلوبهم لقلتُ لهم : أيها السادة ! إنَّ الإسلام الذي جاء به محمد العربي صلى الله عليه وسلم هو منبع حياتكم، ومِنْ أُفُقه طلع صبحُكم الصادق، وأن الـنبـي صلى الله عليه وسلم هو مصدر شرفكم وسبب ذكركم، وكل خير جاءكم - بل وكل خير جاء العالم - فإنَّما هو عن طريقه وعلى يديه، أبى الله أن تتشرفوا إلا بانتسابكم إليه وتمسُّكِكُم بأذياله والاضطلاع برسالته، والاستماتة في سبيل دينه، ولا رادَّ لقضاء الله ولا تبديل لكلمات الله، إن العالم العربي بحرٌ بلا ماءٍ كبحر العَروض حتى يتخذ محمد صلى الله عليه وسلم إماماً وقائداً لحياته وجهاده، وينهض برسالة الإسلام كما نهض في العهد الأول، ويخلـِّص العالَم المظلوم من براثن مجانين أوروبا- الذين يأبون إلا أن يقبروا المدنيَّة وقضوا على الإنسانية القضاء الأخير بأنانيتهم واستكبارهم وجهلهم- ويوجِّه العالم من الانهيار إلى الازدهار، ومن الخراب والدَّمار والفوضى والاضطراب، إلى التقديم والانتظام، والأمن والسلام، ومن الكفر والطغيان إلى الطاعة والإيمان، وإنه حق على العالم العربي سوف يُسألُ عنه عند ربه فلينظر بماذا يجيب ؟!

ربيحة الرفاعي
02-11-2010, 01:06 PM
بوركت وجزاك الله أخي " مازن لبابيدي "فقد وفقت باختيار كتيب " اسمعوها مني صريحة أيها العرب " المستحق أن يُعتبر مُعلقة تكتب بماء الذهب.
ولك ولكل الأخوة المشاركين سلام وتحية.
وافقك الرأي أستاذنا عبدالصمد حسن زيبار:

[B]أختي " ربيحة الرفاعي " سلام عليك
ما أظن أستاذنا مازن قد كتب موضوعه الا ليطلب منا وبكل اللطف والأدب قراءة الكتاب:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3887


إلى هنا أردت الوصول
تم التحميل

تعجز المفردات عن الشكر أيها الكريم

دمت بألق

مازن لبابيدي
02-11-2010, 01:44 PM
قراءة رائعة في كتاب تبدت هنا روعته وتميزه
وإيجاز لفكرة ما أحوجنا لاستيعابها ...قادة وشعوبا

ترى ....
هل كان الايجاز وافيا بما يغني عن العودة للكتاب؟
أم أنك تنصحنا بقراءته؟

بانتظار الرد وارشادنا لسبيل الحصول على الكتاب إن أحلتنا على قراءته

دمت متألقا

مرحبا بك أختي ربيحة

الحقيقة حاولت جاهدا أن أبرز أهم الأفكار في الكتاب ، وبالطبع لا أدعي أن هذه الخلاصة المقتضبة تغني تماما عن قراءة الكتاب وإن كانت توصل الفكرة المقصودة منه .
على كل حال الكتاب صغير الحجم ويمكن قراءته في جلسة واحدة أو اثنتين ، وفعلا يوجد على شكل مصور كما تفضل الأخ طالب مشكورا بوضع الرابط له من المكتبة الوقفية ، وهو موقع متميز حقا ، جزى الله القائمين عليه خيرا وقد بذلوا جهودا جبارة في توفير أمهات الكتب والمراجع فيه .

تحيتي لك وأشكر حرصك واهتمامك .

مازن لبابيدي
02-11-2010, 01:50 PM
نعم هي الحقيقة فالعزة في حمل الرسالة قالها الفاروق من قبل : كنا أمة ذليلة فأعزنا الله بالإسلام،ولو إبتغينا العزة في غيره لأذلنا الله.

تحياتي دكتور مازن على هذه الإطلالة الموفقة على موقف من مواقف العلامة الندوي رحمه الله.

بارك الله فيك أخي عبد الصمد ، وقد وضعت يدك على لب الفكرة ، وسقت فعلا أشهر وأصدق تعبير عنها أجراه الله تعالى على لسان الفاروق ، عملاق الإسلام , سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومن المعروف أن قولته هذه قالها عندما لقي أمين الأمة أباعبيدة بن الجراح رضي الله عنه قبل دخوله بيت المقدس .
نسأل الله أن يرد الأمة إلى الحق وأن يرفع عنها الشدة .
مودتي وتحيتي

مازن لبابيدي
02-11-2010, 01:53 PM
بوركت وجزاك الله أخي " مازن لبابيدي "فقد وفقت باختيار كتيب " اسمعوها مني صريحة أيها العرب " المستحق أن يُعتبر مُعلقة تكتب بماء الذهب.
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy] ولك ولكل الأخوة المشاركين سلام وتحية.


مرحبا بك أخي طالب ، وشكرا لتفاعلك الطيب وإضافتك القيمة .

تحيتي الطيبة .

جريرالقرطبي
05-12-2010, 10:37 AM
".. الإسلام أفضل من كل نسب وأقوى من كل عصبية .."
تأملوا معي جمال هذه العبارة دون غيرها .

حاتم ناصر الشرباتي
06-12-2010, 02:03 PM
بارك الله بك أخي " مازن لبابيدي " على حُسن الانتقاءفقد وفقت باختيار كتيب " اسمعوها مني صريحة أيها العرب " المستحق أن يُعتبر مُعلقة تكتب بماء الذهب.ولك ولكل الأخوة المشاركين سلام وتحية.و لأستاذنا عبدالصمد حسن زيبار: أجمل تحية نعم هي الحقيقة فالعزة في حمل الرسالة قالها الفاروق من قبل : كنا أمة ذليلة فأعزنا الله بالإسلام،ولو إبتغينا العزة في غيره لأذلنا الله.ولجميع الأخوة المشاركين تحية وسلامإسمعوها مني صريحةً أيها العرب: بالإسلام أعزَّكم الله، "لو جُمع لي العربُ في صعيدٍ واحد واستطعت أن أوجّه إليهم خطاباً تسمعه آذانهم، وتعيه قلوبهم لقلتُ لهم : أيها السادة ! إنَّ الإسلام الذي جاء به محمد العربي صلى الله عليه وسلم هو منبع حياتكم، ومِنْ أُفُقه طلع صبحُكم الصادق، وأن الـنبـي صلى الله عليه وسلم هو مصدر شرفكم وسبب ذكركم، وكل خير جاءكم - بل وكل خير جاء العالم - فإنَّما هو عن طريقه وعلى يديه، أبى الله أن تتشرفوا إلا بانتسابكم إليه وتمسُّكِكُم بأذياله والاضطلاع برسالته، والاستماتة في سبيل دينه، ولا رادَّ لقضاء الله ولا تبديل لكلمات الله، إن العالم العربي بحرٌ بلا ماءٍ كبحر العَروض حتى يتخذ محمد صلى الله عليه وسلم إماماً وقائداً لحياته وجهاده، وينهض برسالة الإسلام كما نهض في العهد الأول، ويخلـِّص العالَم المظلوم من براثن مجانين أوروبا- الذين يأبون إلا أن يقبروا المدنيَّة وقضوا على الإنسانية القضاء الأخير بأنانيتهم واستكبارهم وجهلهم- ويوجِّه العالم من الانهيار إلى الازدهار، ومن الخراب والدَّمار والفوضى والاضطراب، إلى التقديم والانتظام، والأمن والسلام، ومن الكفر والطغيان إلى الطاعة والإيمان، وإنه حق على العالم العربي سوف يُسألُ عنه عند ربه فلينظر بماذا يجيب ؟!

مازن لبابيدي
07-12-2010, 05:03 AM
".. الإسلام أفضل من كل نسب وأقوى من كل عصبية .."
تأملوا معي جمال هذه العبارة دون غيرها .

صدقت أخي جرير ، هي عبارة تعبر عن الانتماء الحقيقي للمسلم والجوهر الذي تتبلور حوله الأمة .

مازن لبابيدي
07-12-2010, 05:05 AM
الأستاذ الموقر الأديب الكاتب حاتم الشرباتي
شرفتنا بمرورك الطيب ، وتعقيبك القيم .

تقبل التحية والتقدير