تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موهبة الممحاة



شريفة العلوي
16-10-2010, 05:58 PM
للتراب ألوان في بلادي كأمزجة البشر :

ننادي التراب , ونخاطب المساحات , ونتناول الخريطة على مائدة أحلام كلت من الزحف بعد أن حصد منجل الزمن أطرافها ..ونوضع في حالة تسمى دولة , وما الدولة سوى سلة تجمعت فيها الأضداد ..وهذه الأضداد تتوافق في حين تفاوتها , تمتزج في حين توافدها , تستتر في ثيابها, وتستهلك مقاصدها , وتتعرض للانكماش , فتبدأ الجذور الأصيلة المتأصلة بالتشتت , وتتفرق دون أن تتفرع كبقعة زيت تتمزق تماهيا بالتيارات المائية و تكد من أجل البقاء , هكذا تظاهرنا بتصديق الكذبة ونحن على علم بأنا نذري الغبار على أعيننا بكفوفنا حتى لا نشعر بأنه مورس علينا الاحتيال من قبل الآخرين ..
واعتبارا بأن خطأ ذاتك على ذاتك نصف هزيمة ..وان كانت هي كارثة تتزين بلباس الجريمة .
ثم مرت الحقيقة أمامنا وهي تعلّم التبرج كيف يتبرج.

كثيرا ما وثقنا بالتراب , وتشبهنا به حتى في الصبغة اللونية المتمرسة بشهقة الشمس ..تتوتر في الأرجاء أحوال الجوار, وتنذر تلك السلة المعلقة فوق رؤوسنا بالتأرجح ثم تبدأ بقذف الأصول والإبقاء على الفروع ..هكذا أوصلنا الحال إلى الإيمان بأن التراب يتخلى عنك والحدود لا تثبت احتوائك بين أضلاعها المرسومة على ورقة خائنة تندس في جيوب التدليس وتتربع القضايا في أرشفة التكديس , التي تتنكر للتاريخ وتستحدث كونا جديدا ووجودا لم يكن له الوجود إلا في العدم ,, تتجمد أرصدة الشهادة وتنهمر سيرة الزيف المختلقة والتي ينطبق عليها القول "إن لم تستح فأفعل ما شئت " وصنعوا ما شاءوا ..

والآن بعد أن باد ما باد واحتل اليأس قلوب العباد وجفت الحناجر الصارخة ولم يبق على الورق أثرا للمداد ..جاؤوا يبتكرون الوطنية ( أين كانت الوطنية والانصهار القبلي عندما استأصلتم أطرافها وبقيت تزحف في وجه الحياة بصوت مبتور غير مسموع ووقوف أعرج لا يتقن الجلوس على كرسيه المطابق للفكر المعتوه ولم تتوافق حتى في مجاراة الحدث رغم انك كنت في سدة اللحظة الراهنة لا بديل لك إلا الذي استبدل بالذي كان يجب أن يكون وكذلك لن تكمل المسيرة كما ظننتها وحدك وأن الوطن لا يقبل بالثلاث وأنت رابعهم ..لا داعي لذكر الثلاثة الباقية و يكفي ذكرك )
وأن الوطن سيضمنا جميعا " نعم " هي مقولة حقيقية من حيث الحقيقة , حقيقة ولكنها فقط تأتي تحت تأثير التخدير ..

بل بعد أن خافوا من الذين لجئوا إليهم عادوا لقلب الصفحة وتغيير اللوحة والممنوعات غدت مسموحة ..هي مجرد نصيحة ..لن يضيع الوطن ولكن علينا أن نحافظ على الإنسان وعلينا أن نرمم القلوب الجريحة ..علينا أن لا نفرح كثيرا لهذه الهدنة المهترئة , ولن ننسى بأن الذين يحاولون الآن إرضائنا بحلوى قصيرة المذاق بأنهم سيبدلون الأقنعة قبل أن يغادر اللسان طعم الحلوى , قبل أن يسترد الوعي عافيته .. أنظر كيف تخاف الآن ممن كانوا في زمن ما الجدار العالي الذي تستند إليه كلما أحسست باقتراب القدر منك ..لأن الذي يبرر لك وان كان ليس حقا لك إنما لأنه كان اقرب لك منك, ومن الحق , انظر ! نحن والحق أصبحنا لقمة سائغة في فمك ..أمضغ ما استطعت .

أجتهدت كثيرا لتخترع لهم ملامح جغرافية جديدة وملاحم تاريخية مقتبسة عن غيرهم,, في المكان الذي لا يتسع إلا لمن خلقه الله فيه مبعثرا في تفاصيل التضاريس و نسيت ذلك المثل " (المال السايب يعلم السرقة )" وطابق هذا الوضع الراكد الراهن طموحك . فما كانت عبقريتك أن تقف عند حد معين حتى اخترعت أولئك الذين أصبحوا الآن يقلدونك , ويستأسدون على فئرانك يضطلعون بقضاياك في محافل كانت من بنات أفكارك , قر عينك بهم ..

أرجوك لا تطعمنا حلوى ليس لها مذاق لأن الوعي الآن وصل بنا إلى حد إنه ( إذا عرف السبب بطل العجب ), خفف من اللعب بالبيضة والحجر قد تنكسر البيضة على رأسك قبل أن يرتد الحجر عائد إليك , جميل أن يكنس شعبنا الشوارع ولكن هذه شوارع إنها شوارع عقولنا التي تمرست بحفظ كل الوقائع الماضية ,أقصد نفاياتها, لن تنطلي عليه موهبة الممحاة , فذاكرة الزمن تستعيد حيويتها مع كل صبح جديد لتؤرخ الحقائق على ظهور الأرقام الزائدة عن حاجة الوطن .

مازن لبابيدي
16-10-2010, 07:05 PM
أختي الأديبة شريفة العلوي
وجدتني بعد ولوجي إلى صفحتك الكريمة أتعرض لنص راق متميز فكرا ونثرا .
تطيعك المفردات على بساطتها وتنقاد للمعنى مصطفة في تعابير جميلة موفقة .
أسلوب التعبير لديك متميز ومتنوع بين التحقيق والتصوير والسخرية والرمزية ... ،
هذا النص الذي بدأ بالتراب وانتهى بالوطن ، يرسم ملامح أديبة متميزة تعرف تماما قيمة تراب الوطن .

أجدني خجلا أختي شريفة أمام هذا النص المتميز أن ألفت نظرك لبعض الهنات الإملائية التي لم تطاوعك فيها لوحة المفاتيح وخاصة الهمزات ،
فالعمل الأدبي مهما كان موضوعه هو نص لغوي يستحق المراجعة والتنقيح .

لك أطيب تحية وتقدير

آمال المصري
16-10-2010, 07:51 PM
تنتابني الرهبة كثيرا عندما أجدني على عتبات نص لكِ
ليقيني أنني سألملم أشلاء فكري بعد ارتكاب حماقة القراءة
والإبحار مع رائعتك التي دان الحرف لك فيها
وأرحل بصمت حتى لاأعكر النص بهاجس الفكر
سيدتي الرائعة ...
سأكتفي بتحية الحضور
وأتوارى خلف السطور
لك محبتي ... والجوري

ربيحة الرفاعي
17-10-2010, 01:30 AM
نص مترف بهيبة حرفه ووقار موضوعته
وأداء لا ينتظر منا شهادة وأنت صاحبته

أجدت توظيف الجملة لتحمل غايتك إلى عين الهدف

دمت بألق

شريفة العلوي
19-10-2010, 05:01 PM
إقتباس:
أختي الأديبة شريفة العلوي
وجدتني بعد ولوجي إلى صفحتك الكريمة أتعرض لنص راق متميز فكرا ونثرا .
تطيعك المفردات على بساطتها وتنقاد للمعنى مصطفة في تعابير جميلة موفقة .
أسلوب التعبير لديك متميز ومتنوع بين التحقيق والتصوير والسخرية والرمزية ... ،
هذا النص الذي بدأ بالتراب وانتهى بالوطن ، يرسم ملامح أديبة متميزة تعرف تماما قيمة تراب الوطن .

أجدني خجلا أختي شريفة أمام هذا النص المتميز أن ألفت نظرك لبعض الهنات الإملائية التي لم تطاوعك فيها لوحة المفاتيح وخاصة الهمزات ،
فالعمل الأدبي مهما كان موضوعه هو نص لغوي يستحق المراجعة والتنقيح .

لك أطيب تحية وتقدير



أخي الشاعر المبدع مازن لبابيدي
قراءة مدهشة تعيد صياغة الفكرة بأسلوب أروع بغية احتوائها في صورة أجمل وأكثر دقة
كما أشكرك على النصيحة التي تهدف الى تحسين ملامح المكتوب .

تقديري وفائق احترامي.

شريفة العلوي
21-10-2010, 04:43 PM
الأديبة الراقية رنيم مصطفى
حضورك كسوة نور يرتديها النص بكل أناقة
و ذاكرتي بعبق مرورك ستبقى معلقة
تقديري وفائق احترامي.

شريفة العلوي
25-10-2010, 05:00 PM
الأديبة المبدعة ربيحة الرفاعي
وكم اتسعت مساحات البهجة واخضوضرت ضفاف الحرف بحضورك اليقظ الأنيق
تقديري وفائق احترامي.

أماني عواد
28-10-2010, 08:59 PM
الاديبة المفكرة شريفة العلوي



واعتبارا بأن خطأ ذاتك على ذاتك نصف هزيمة ..وان كانت هي كارثة تتزين بلباس الجريمة

نعم بيدي لا بيد عمرو
فكبرياؤنا طاغ يقبل بنصف الهزيمة حين تكون خيارا وحيدا مع الهزيمة وان كان الثمن جريمة فلنكن مجرمين نصف مهزومين خيرلنا من ان نعترف بهزيمة كاملة



ثم مرت الحقيقة أمامنا وهي تعلّم التبرج كيف يتبرج.

وما ان تمر من امامنا ونصبح خلفها نرى ظهرها ظاهرا محدودبا ندرك صورتها وان كانت تلبس قباحتها طاقية الاخفاء


أنظر كيف تخاف الآن ممن كانوا في زمن ما الجدار العالي الذي تستند إليه كلما أحسست باقتراب القدر منك ..لأن الذي يبرر لك وان كان ليس حقا لك إنما لأنه كان اقرب لك منك, ومن الحق , انظر ! نحن والحق أصبحنا لقمة سائغة في فمك ..أمضغ ما استطعت .

تثمين النضال من يظهر حقائق النقس فقد يغذو البطل راكعا والصادق كاذبا والثائر خانعا أم حفنة تثمين


أجتهدت كثيرا لتخترع لهم ملامح جغرافية جديدة وملاحم تاريخية مقتبسة عن غيرهم,, في المكان الذي لا يتسع إلا لمن خلقه الله فيه مبعثرا في تفاصيل التضاريس و نسيت ذلك المثل " (المال السايب يعلم السرقة )" وطابق هذا الوضع الراكد الراهن طموحك . فما كانت عبقريتك أن تقف عند حد معين حتى اخترعت أولئك الذين أصبحوا الآن يقلدونك , ويستأسدون على فئرانك يضطلعون بقضاياك في محافل كانت من بنات أفكارك , قر عينك بهم ..


حرت كثيرا امام تلك الشخصيات سيدتي فاما انهم اغبياء سذج وأما انهم يستغبون الجموع قاطبة


شوارع إنها شوارع عقولنا التي تمرست بحفظ كل الوقائع الماضية ,أقصد نفاياتها, لن تنطلي عليه موهبة الممحاة

ما اخشاه ان تنطوي اجساد من لا تنطلي على عقولهم موهبة الممحاة وان تحمي الممحاة حتى حبر سجلاتهم


كثيرا ما ارى ان نصوصك اجدر ان تكون بمنتدى الفكر رغم انها تحمل طابعا ادبيا عذبا

تقديري واحترامي

محمد ذيب سليمان
29-10-2010, 12:58 PM
لنصوصك طعم مميز
فما زالت تحمل فكرة
مفيدة ومتقدمة
محظوظ باقتناء فكر جميل ذو موضوع قيم من يتابع نصوصك
شكرا لك

محمد الشحات محمد
05-11-2010, 06:18 AM
(فذاكرة الزمن تستعيد حيويتها مع كل صبح جديد لتؤرخ الحقائق على ظهور الأرقام الزائدة عن حاجة الوطن .)







مقال أدبي جرئ ، و في الصميم


لم نعد نطيق الحلوى البلاستيكية ، و لا تلك البيضة غير الصالحة ، و غير المنسجمة مع هذا الحجر الذي لا يرى حرجاً في رجم أي عدوّ ، أو متهاون

نعم .. لن يضيع الوطن ، و لن تستطيع الألاعيب محو الذاكرة المتجدّدة




القديرة

شريفة العلوي



مازلتُ أجد ردّ الفعل و أثره منذ القراءة الأولى ، و أُعاودُ القراءة مكتفياً بالصمت و الإعجاب .. ، و مؤمناً بتوقيتٍ حتْميًّ قادم للنطق بالشهادة و الحكم ، و إرسال أشعة الوطن من جديد


دمتِ مبدعةً متألقة

شريفة العلوي
25-11-2010, 01:21 PM
الاديبة المفكرة شريفة العلوي



نعم بيدي لا بيد عمرو
فكبرياؤنا طاغ يقبل بنصف الهزيمة حين تكون خيارا وحيدا مع الهزيمة وان كان الثمن جريمة فلنكن مجرمين نصف مهزومين خيرلنا من ان نعترف بهزيمة كاملة



وما ان تمر من امامنا ونصبح خلفها نرى ظهرها ظاهرا محدودبا ندرك صورتها وان كانت تلبس قباحتها طاقية الاخفاء

.

تثمين النضال من يظهر حقائق النقس فقد يغذو البطل راكعا والصادق كاذبا والثائر خانعا أم حفنة تثمين




حرت كثيرا امام تلك الشخصيات سيدتي فاما انهم اغبياء سذج وأما انهم يستغبون الجموع قاطبة


ما اخشاه ان تنطوي اجساد من لا تنطلي على عقولهم موهبة الممحاة وان تحمي الممحاة حتى حبر سجلاتهم


كثيرا ما ارى ان نصوصك اجدر ان تكون بمنتدى الفكر رغم انها تحمل طابعا ادبيا عذبا

تقديري واحترامي


المبدعة حد الذهول أماني عواد
قراءتك انعكاس آخر للفكرة ذاتها ولكنها تأتي على صهوة النور الذي يستمد وجوده من عمق العبارة والقدرة على ترويض الأسئلة والإجابة الصائبة في نفس السياق .. في الحقيقة أتعامل مع أسئلتك وكأنها حفنة من النور التي نخبؤها ليجيب عليها الزمن لأنها تبدو أكبر من النص بكثير ..ولك مقعد وثير في مساحة الفكر.
دمت بكل خير.

شريفة العلوي
13-12-2010, 05:33 PM
أخي الأديب المبدع محمد سليمان ذيب
أسعدني حضورك وتشرفت بقراءتك السامية لنصي
جزيل الشكر ووافر التقدير

شريفة العلوي
16-12-2010, 06:31 PM
الأديب الناقد محمد الشحات محمد
حمل لي مرورك مزيدا من البهجة والاعتزاز كما حمل لنصي حزمة ضوء تفتت دياجير الليل وتعلق على كتفه شمسا لا تقترف الغروب.
دمت بكل خير.