تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصتي و الصالحية



عبد الله راتب نفاخ
16-10-2010, 08:23 PM
قصتي مع الصالحية





خذوا مني حياتي ....



و هبوني ساعة في ليل الصالحية ....



خذوا مني وجودي ......



و هبوني لحظة في فجر الصالحية .....



و خذوا مني كل ما فيَّ .....



و لا تعطوني غير صلاة في جامع في الصالحية ...





ليست الصالحية أرضاً ككل أرض .... بل أرض تمتد روحها في ثناياها أكثر مما يمتد ترابها ، الصالحية سماوات روحية امتزجت بتراب من الجنة قليل شاء الله أن يكون على هذا الجبل فكان .



تلك الأرض التي منَّ الله علي فخلقني فيها ، و جعل مسقط رأسي في بعض من أرضها ، و جعل روحي تنتشق عبير خلودها من هوائها ، و جعل عينيًّ ترنوان أول ما ترنوان إلى دمشق مرتسمة وادياً من علاها .



و لئن كانت ولادتي في الصالحية ، فلقد شاء رب السموات أن تبقى روحي محومة في زواياها ، و حاراتها الضيقة ، و مزارات أوليائها المزينة بالقباب ، و مآذنها الرانية إلى سمائها ، الباحثة عن المدى غير المنظور القائم وراء المدى المنظور .



عندما بنى أولئك المهاجرون الفارون بدينهم من بطش الصليبيين أبنية قليلة على ذلك الجبل الأجرد ، شاؤوا أن تكون جامعاً و مدرسة و منازل تؤويهم ، جامعاً يربطهم بربهم ، و مدرسة يتعلمون فيها كيف يرتبطون به ، و منازل تقيهم الحر و البرد و البأس ، فيؤتون أنفسهم حقها كما شاء ربهم .



و على هذا قامت أولى مناراتي الروحية و آخرها ، منارة التقاء السماء بالأرض ، منارة الجبل الذي أوى إليه أهل الكهف ، و الربوة التي لجأ إليها المسيح و أمه من طغيان الطاغين و عتو العاتين ، و منارة المجاهدين الذين صدوا الفرنجة و المغول فما هانوا و لا لانوا و لا نكصوا على أعقابهم .



و كأن الله أراد أن تكون تلك البلدة الصغيرة النائمة وادعة على كتف قاسيون مأوى للمؤمنين بدين الله الذي ارتضاه لعباده ، و مهبط وارداته على أوليائه بعدما انقطع وحيه عن أنبيائه ، فتكون بها آخر صلات السماء بالأرض و الأرض بالسماء .



و كأن هذه البلدة التي ينظر إليها المرء ليلاَ فتبهره أضواؤها و شاعرية مشهدها ، تقذف شعوراً في النفس يقول : قد حباني الله جمال روح يفوق كل جمال ، إن حبا غيري أشياء يحسبها الظمآن ماء ، و ما هي إلا سراب في سراب .



فيا لك من أرض اجتمعت بها عناصر الكون كلها ، لتصنع الكون الأصغر الذي ليس إلا .... أنت .

مازن لبابيدي
17-10-2010, 03:49 PM
أخي عبدالله "الصالحاني"
نص رائع امتزجت فيه مشاعر الولاء والحب والانتماء بالتقديم الموفق والتعريف الشيق لهذه البقعة الحبيبة من دمشقنا ،
إضافة إلى المسحة الإيمانية الصوفية التي صبغت النص بلونها وأضافت إليه بعدا روحيا .

تنتشق ... ربما تتنشق .

أخي الحبيب عبدالل ، التَّشْكيلَ ، التَّشْكيل .

أطيب تحية لك وللصالحية ...

"وعالصالحية يا صالحة ، يا جبنة طرية ومالحة"

عبد الله راتب نفاخ
18-10-2010, 07:26 PM
العزيزة سماهر ....

بارك الله بك أيتهاالرائعة ....
ألف شكر لك لمرورك و تعليقك

زينب وليد
18-10-2010, 07:42 PM
عندما تسكن أرواحنا أرضنا
يسمو بنا الحرف لرسم خريطتها
بحروف من نور سرمدية لا يزيلها الزمان
ولا يخفيها ظلام الليل

...

دمت بخير
ودام ولائك

ربيحة الرفاعي
10-07-2014, 01:48 AM
مضمخ بالروعة والجمال، لونه الولاء ببهائه وزانه الحس الوطني بسموقه
جرعة من الإدهاش كانت حصتي منها

دمت بروعتك

تحاياي

فاطمة بنلحسي
10-07-2014, 04:01 AM
حب الوطن سنة رسولنا الكريم حيث قال عليه السلام يوم خروجه من مكه مهاجرا"والله انك لخير أرض الله وأحب ارض الله الى الله ،ولولى أني أخرجوني منك ماخرجت "
كلمات رائعة تعرفنا من خلا لها على الصالحية.
تحيتي واحترامي.

كاملة بدارنه
13-07-2014, 01:15 AM
نصّ رائع امتزج بالحنين وبللّه ندى المشاعر الطّيبة
بوركت
تقديري وتحيّتي

د.حسين جاسم
10-06-2015, 10:36 PM
أحسنت التعبير وأوصلت شعورك جيدا وبلغة جميلة
تقديري

خلود محمد جمعة
12-06-2015, 05:26 PM
بجمال وصدق رسمت معالم الصالحية في ارواحنا بحرفك النابض روعة
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
13-12-2016, 05:38 PM
يعيش الوطن في قلوبنا وأرواحنا ويسري في دمائنا
هو الحب الوحيد الخالي من كل الشوائب .. هو عيوننا التي نرى بها
وقلوبنا التي ننبض بها.. نغادره بأقدامنا لكن قلوبنا تظل معلقة فيه
ولاء وحب وإنتماء وحنين وشوق داخل لوحة تستظل بالغربة
لحرف جميل وصور متلاحقة ونبضات شجية
زهت حروفك بما حملت من شعور ومعان
دمت بكل خير. :0014: