تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحماك أيها القمر (2)



حسين الطلاع
18-10-2010, 11:07 PM
رُحماك أيها القمر 2 :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
جاءت تخطو وقد صار المسك يسترزق في بدنها الطّيْب ! .
لأنه لو فُضّت اللطائم[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn1) وفاح فوح ،،، لما ماثل الإبط إذا انبلج[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn2) وفاح منه الفوح ،،، ويال العجب ! .
ثم صار الحسن يستثمر فيها الجمال ، حتى صارت بِدْعا من النساء ، وحتى برأت العين من سماديرها[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn3) .
أوّاه من إبداع أبدعه الله ثم ساقه إليّ أراه وحسب .
أوّاه من سحر استجمع فيها كما استجمع في الطفلة الدّلّ والغَنَجُ .
أوّاه من حاجب اتّكأ فوق عينها ، إن رقّ قال هاكني ، وإن تمنّع قال دون نَيْلي بَيْض الأُنُوْق[4] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn4) .
أوّاه من نَحْر عناق ، نيْلُه لا يكون إلا إذا شاب الغراب[5] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn5) .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ثم جَلَسَتْ ،،، وصارت تعالج قعدتها كأنها تصرّ على الجوهر ،،، تارة تشدّ ثوبها ، وطورا تُسوّي قميصها ،،، كحامل الماء بكفّيه إذ لا طاقة له بمنعه ، بل سيقطر رغما .
وكلما سَتَرَت من بدنها حسنا انْبَجَس[6] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn6) آخر !!! حتى ضاقت ذرعا بعد أن أُثقِلَت بالجمال .
ثم نظرتْ وقالت : ما عندك ؟
قلت : أنا !!! ؟
لا شيء ،،، أنت قلتِ في سالف مضى ، أُعْلِمك في اللقاء القادم .
قالت : بماذا ؟
قلت : يال كيد النساء !!! ألم تقولي لي : أنبتعد ؟
قالت : آهه ،،، ذكرتها ، وإن كنتُ سأنساها .
قلت : هاه ،،، ولم نبتعد ؟
قالت : لا لشيء ،،، إلا رحمة بك !!! .
ضحكت وقلت : أوَتسمين البعد رحمة يا فتاة ؟
قالت : في حال ما ،،، نعم .
قلت : والله إني لأراكِ استجمعت في لؤمكِ كما استجمع في شوكه القنفذ .
أين الوصال أيتها القاسية ؟
أما علمتِ أني أعدّ الليلة بعد الليلة ، وأرقب النجم ومن بعده النجم ،،، وإن كدتُ لأحصي الحصى والثرى ولم أحظ منكِ بكلمة .
سَهِمتْ قليلا ثم قالت : وما تلك الكلمة ؟
قلت : والله لا أقولها ،،، فقد أنطق حالي الحجر ،،، وفرّق البحر ،،، وأنتِ كالصخر ،،، إن دُقّ لم يألم ، وإن تُرك لم يحفل .
ثم عادت وذكرت القنفذ فقالت : كيف تشبهني بالقنفذ ،،، أهذه نظرتك لي ؟
قلت : كالقنفذ في حِرزه وحسب ،،، لا كالقنفذ بهيئته .
هزّت رأسها وقالت : أتأذن لي ؟
قلت : إلى أين ؟
قالت : أريد أن أسبح في البحر ! .
قلت : لكِ ذلك .
فقامت وأدبرت ،،، ثم مشت كالوَجْي يمشي الوحل[7] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn7) ،،، تستعرض متحدية ممسكا يتماسك .
فقلت لنفسي : أكلكِ الحوت يا حبيبتي .
فوقفت والتفتت ثم قالت : ماذا قلت ؟؟؟ .
قلت : لم أقل شيئا .
قالت : بل قلتَ أكلكِ الحوت يا حبيبتي .
تعجبت وقلت : كيف سمعت بنات أفكاري ؟؟!!
قالت : من سكن حشاي ، وسرى بدمي ، سمعتُ وحيه ! .
قلت : إذن نعم ،،، قد قلت ما سمعتِ .
قلت : ولم ؟
قلت : إما أن تكوني لي خالصة ،،، وإما للحوت يأكلكِ .
ضحكت ثم قالت : هِه ،،، يبتلعني ثم لا يلبث حتى يلفظني .
قلت : لن يلفظكِ ،،، فما لفظ الحوت إلا يونسا ،،، أما وإن رآكِ لتكونين وجبة سائغة له ،،، فاحذري .
فوقفتْ هنيهة ما بين إقدام وإحجام ،،، تدفعها قدم وتمنعها أخرى .
ثم التفتت إلي وجاءت تركض نحوي ،،، فما وصلت حتى قالت : أرحمك على أن ترحمني .
فقلت : بم أرحمك ؟
قالت : ضُمّني .
ففعلت .
ثم تمتمت قائلة : أحبك .
ــــــــــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ
حسين الطلاع
المملكة العربية السعودية – الجبيل .
18/ 10 / 2010 م

[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref1) : جمع لطيمة وهي زجاجة العطر

[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref2) : أي ظهر لامعا

[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref3) : السمادير هي ما يتراءى للعين كأشباه الذباب أثناء التعب والإعياء

[4] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref4) : الأنوق نوع من الطيور يضع بيضه في مكان لا يصل إليه أحد من شدة الحرص

[5] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref5) : شيب الغراب هو أن يصير أبيضا وهذا محال طبعا .

[6] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref6) : انبجس أي انفجر كالينبوع

[7] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref7) : أي كالطفل يسير في الوحل يخشى الإنزلاق

حسين الطلاع
19-10-2010, 09:00 AM
المكرم والبديع حسين الطلاع،
مرور خاطف وسريع ولي عودة_ لكن ألم يلفظ الحوت يونس؟ أم أنك تقصد بالحوت السفينة! بسورة الكهف جاء لفظ الحوت للدلالة على السمكة التي نسيها موسى وفتاه في البحث عن الخضر عليهما السلام_ أرجوا التوضيح
ولي عودة متأملة

الله يا سماهر
بل وربك قصدتُ يونس عليه السلام ،،، ولكنه لخطأ لا أدري كيف كتبت الأصابع كلمة نوح !!!!!! .
إن كنت تستطيعي تعديلها فافعلي .
حسين الطلاع

محمد ذيب سليمان
19-10-2010, 03:50 PM
أيها الــ بدبع والله ما أصبح يشدني إلا اسمك قبل ماهية النص
أتُـــراه إدمانــــا ؟؟؟
لا دري ربما أعود لما فاتني من قديمك
لك الود

أماني عواد
19-10-2010, 07:08 PM
السيد حسن الطلاع

في الحب كثيرا ما تختلط مشاعرنا فلا نميز ان كنا نحب هذا الحبيب ام نحب حبه لنا فما بين النرجسية والحب امتزاج قد فصله قلب المحب لديك فكنت عاشقا بارعا

سلم قلبك

لمى ناصر
10-12-2010, 02:21 PM
لا أعلم لم كل
هذا الغياب....سررت وأنا أتلقف
هذا الصوت وأترنم بتعابير وجده...
فلم الغياب يا سيدي؟؟

ربيحة الرفاعي
04-04-2014, 11:06 PM
استوقفني رد الرائعة أماني عواد ، فعدت أتأمل النص من جهة والحقيقة المعيشة فيما أرى من جهة

ا
في الحب كثيرا ما تختلط مشاعرنا فلا نميز ان كنا نحب هذا الحبيب ام نحب حبه لنا فما بين النرجسية والحب امتزاج قد فصله قلب المحب لديك فكنت عاشقا بارعا
وما كان أصدقه قولا
فنحن أنانيون في مشاعرنا، تملكيون في الحبيب، تتسلق الأنا كل معاني هوانا فإذا نحن في الحب نرجسيون نعيشه بأثرة وندعي الانصهار في الحبيب

طالت جلستي تحت ظلال هذه الوارفة أعيش جمال أصالة الحرف

دمت بخير أيها الرائع

تحاياي

نداء غريب صبري
03-06-2014, 12:44 AM
الأديب صاحب القلم الأصالي والأدب الجميل
اشتقنا لحروفك
ونثرك المميز

شكرا لك

بوركت

لانا عبد الستار
25-07-2014, 02:01 AM
في الحب شعور عظيم وحالة من التسامي على كل ما عدا الجمال

نثر ممتع
اشكرك

د.حسين جاسم
29-06-2015, 05:21 PM
هل في الحب حب يعتدّ به حقا أم أنه حالة من التملّك تصيب العاشق فيظن نفسه عاشقا وهو محارب في سبيل أملاكه
نثرك مميز ولغتك سامية
تقديري

ناديه محمد الجابي
01-12-2016, 08:28 PM
ما أجمل مانثرت من فريد اللفظ وحلو المعنى وعميق الشعور
متخم بالروعة حرفك ـ جمال حرف وعمق حس
تحية تليق بروعتك. :001: