حسان حويش
04-05-2004, 12:59 AM
حكم بالسجن على سيف
عمرو بن كلثوم
رفيقَ الحرف معذرةً، فعزفي = على قيثارك اللحن الحزينا
أتاني بغتةً فأحال صدري = لهيبًا ينفث الغضب السجينا
جماح الشعر في صدري جنونٌ = وبركانٌ أبى أنْ يستكينا
لعل الشعر في الوجدان سرٌ = من الأسرار أعيا القائلينا
بحور الشعر فاضت في قصيدي = فأجريت المراكب والسفينا
وصغت الحرف ألفاظاً ومعنى = وطوّعت القوافي والمتونا
* * *
أ يا عمروَ بنَ كلثومٍ تمهّلْ = فإني لا أرى المجد الدفينا
" أبيت اللعن" قلْ لي أين مجدي؟ = فمجدي كان شمسًا صار طينا
أفقْ عمرو بن كلثومٍ تجدْنا = لعمري بالمباذل غارقينا
فلم تخفقْ بيارقنا لحربٍ = ولم يصدرْنَ حمرًا قد رُوينا
ولم ننقلْ إلى قومٍ رحانا = وإنْ دارت لها كنـّا طحينا
وكأس الذل مترعة جرعنا = وثوب العار جلّلنا سنينا
فكم طفلٍ ذبحنا في اقتتالٍ = وكم شيخٍ أذقناه المنونا
بسيفٍ كان ينبو حين يهوي = على رأس الطغاة المعتدينا
أليست " داحسٌ " تجترّ ثأراً = أو " الغبراء" تستدني القرونا؟
"غثاء السيل" أم أنـّا ألفنا = حياة ًلا تروق الميتينا
فكم عشنا على الأمجاد فخرًا = لنستجدي الكماة الأولينا
" فبغداد" الأسيرة إنْ دعتنا = لفكّ الأسر كنّــا النائمينا
" وأولى القبلتين" إنْ استغاثت = بأصوات تصمّ السامعينا
فلا أحداً يلبي صوت جرحٍ = يشقّ صداه في الليل السكونا
وبيـِض الهند ما شُـرعتْ لثأرٍ = ولا نهلت دماء الظالمينا
ولا" اليرموك" عادت من جديدٍ = ولا " ذي قار" قد عادت جنينا
و "صـبرا" إنْ بكتْ وجعاً وحزناً = نكفكف دمعها الصافي السخينا
نحاكيها بكاءً كالأيامى = ونقتات الرزايا والشجونا
فيا خجلي ويا خجل القوافي = نساء الخدر باتت تزدرينا
لأنـّا الصاغرون إذا اغتـُصبنا = وإنـّا المرجفون إذا حيينا
وإنّـا الصامتون إذا سُحقنا = وإنّـا الخانعون إذا غـُزينا
(على أبناء أمتنا ذئـاب ) = ونركع للأجانب ساجدينا
* * *
أ قوْمي إنْ أسأتُ لكم فإني = كَوْيت الجرح حتى لانهونا
ويصحو سيف " عمروٍ" من رقادٍ = وفي الهيجاء نغدو الغالبينا
فمعذرةً إذا أغلظتُ قولاً = لعل القول يحيي الغافلينا
بنود الله إنْ خفقتْ جهاداً = سنجني النصر والفتح المبينا
وصرح الدين حين يُشاد تهوي = لقوته، حصون الظالمينا
فكم دالت لعزته عروشٌ = وكم دانت رقاب الغاشمينا
وإنْ عدنا لحبل الله يوماً = وأسرجنا خيول الغابرينا
وأشرعْنا المثقـّفة العوالي = وحكّمنا كتاب الله فينا
لقوّضنا القصور قصور" كسرى " = وبالأعداء زلزلنا الحصونا
وماهُنـّا ولا هانت نفوسٌ = فطبع الصقر يأبى أنْ يهونا
عمرو بن كلثوم
رفيقَ الحرف معذرةً، فعزفي = على قيثارك اللحن الحزينا
أتاني بغتةً فأحال صدري = لهيبًا ينفث الغضب السجينا
جماح الشعر في صدري جنونٌ = وبركانٌ أبى أنْ يستكينا
لعل الشعر في الوجدان سرٌ = من الأسرار أعيا القائلينا
بحور الشعر فاضت في قصيدي = فأجريت المراكب والسفينا
وصغت الحرف ألفاظاً ومعنى = وطوّعت القوافي والمتونا
* * *
أ يا عمروَ بنَ كلثومٍ تمهّلْ = فإني لا أرى المجد الدفينا
" أبيت اللعن" قلْ لي أين مجدي؟ = فمجدي كان شمسًا صار طينا
أفقْ عمرو بن كلثومٍ تجدْنا = لعمري بالمباذل غارقينا
فلم تخفقْ بيارقنا لحربٍ = ولم يصدرْنَ حمرًا قد رُوينا
ولم ننقلْ إلى قومٍ رحانا = وإنْ دارت لها كنـّا طحينا
وكأس الذل مترعة جرعنا = وثوب العار جلّلنا سنينا
فكم طفلٍ ذبحنا في اقتتالٍ = وكم شيخٍ أذقناه المنونا
بسيفٍ كان ينبو حين يهوي = على رأس الطغاة المعتدينا
أليست " داحسٌ " تجترّ ثأراً = أو " الغبراء" تستدني القرونا؟
"غثاء السيل" أم أنـّا ألفنا = حياة ًلا تروق الميتينا
فكم عشنا على الأمجاد فخرًا = لنستجدي الكماة الأولينا
" فبغداد" الأسيرة إنْ دعتنا = لفكّ الأسر كنّــا النائمينا
" وأولى القبلتين" إنْ استغاثت = بأصوات تصمّ السامعينا
فلا أحداً يلبي صوت جرحٍ = يشقّ صداه في الليل السكونا
وبيـِض الهند ما شُـرعتْ لثأرٍ = ولا نهلت دماء الظالمينا
ولا" اليرموك" عادت من جديدٍ = ولا " ذي قار" قد عادت جنينا
و "صـبرا" إنْ بكتْ وجعاً وحزناً = نكفكف دمعها الصافي السخينا
نحاكيها بكاءً كالأيامى = ونقتات الرزايا والشجونا
فيا خجلي ويا خجل القوافي = نساء الخدر باتت تزدرينا
لأنـّا الصاغرون إذا اغتـُصبنا = وإنـّا المرجفون إذا حيينا
وإنّـا الصامتون إذا سُحقنا = وإنّـا الخانعون إذا غـُزينا
(على أبناء أمتنا ذئـاب ) = ونركع للأجانب ساجدينا
* * *
أ قوْمي إنْ أسأتُ لكم فإني = كَوْيت الجرح حتى لانهونا
ويصحو سيف " عمروٍ" من رقادٍ = وفي الهيجاء نغدو الغالبينا
فمعذرةً إذا أغلظتُ قولاً = لعل القول يحيي الغافلينا
بنود الله إنْ خفقتْ جهاداً = سنجني النصر والفتح المبينا
وصرح الدين حين يُشاد تهوي = لقوته، حصون الظالمينا
فكم دالت لعزته عروشٌ = وكم دانت رقاب الغاشمينا
وإنْ عدنا لحبل الله يوماً = وأسرجنا خيول الغابرينا
وأشرعْنا المثقـّفة العوالي = وحكّمنا كتاب الله فينا
لقوّضنا القصور قصور" كسرى " = وبالأعداء زلزلنا الحصونا
وماهُنـّا ولا هانت نفوسٌ = فطبع الصقر يأبى أنْ يهونا