المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السقف القديم .. قصة شاعرة



محمد الشحات محمد
21-10-2010, 07:04 PM
السقف القديم



على غير عادتها اتصلتْ .."أيوه دادي .. يريتْ تفتح البابْ"..، بغير انتظارٍ دفَعْتُ إلى الباب شوْقي ، و دارتْ خطاي جنوباً كأني أجرِّبُ سوراً على يدِ طفلٍ تعثَّر بعض سنينَ .. ، وَصَلْتُ إلى حلْقِ شبَّاكِ جاري ، وقفتُ أمام الحائط بين عقارب ساعتنا و النجوم تُساقطُ أصواتَ موتى ، تمُوجُ ، تُمَوِّجُ عمراً ،فأركب باخرةً تَتَمَوْسقُ في رحْم جهْلي و تُجْهضُ أيام كنا صغاراً و نَنْحرُ في الليلِ أضغاثَ أمِّي ..، تذكَّرْتُ أيام كانتْ تُهرْوِلُ في مثل هذي المواعيدُ "صافي" ..، هنا ، و على بابِ شقَّتنا حيثُ كان أبي نائماً في عيون الغلاء الجديد يُكَوِّرهُ ألمُ القدمين ، و حيثُ تُعانقُ أمي شقيقي لأنه كان يشكو من البردِ و الأمنيات ..، و حيثُ أُذاكرُ ليلاً ، فتقتحمُ الليل "صافي" شقيقةُ جدِّي و تمسحُ وَجْهي ، تُقبِّلني ، تمنحني صدرها ، فأمارسُ مَوهبة النارِ في حطبِ الكلمات ، تداعبني خبرتُها و تنادي على ابنتها ، توقظها كي تصبَّ على قدمي أغنيةً منْ سنابل عطْرِ الصبايا ، أحنُّ عليها ، فتأخذني تحت سقف العراء ، تُغطي تسابيح عشقي .. ، تفورُ و تكبرُ كي تدفع المهرَ حباًّ ..، تذوبُ مع العشرات ، فإنْ مسّ صافي صداعٌ دَعوْتُ هنا ابنتها ..عمَّتي ، و تُلبِّي على الفورِ دعْوة صبري حنيناً ، و بعد الهوى أتخرَّجُ كي تتزوَّج ، ترحلُ غاليتي ، بينما تعلنُ ابنتنا ثورةَ الشعراء ، تُضيفُ زواجاً جديدا ..، " إلهي !! هنا ابنتنا .. لا .. ، فتحْتُ على الشارع الباب .. ، فوق سلالم مدخل حارتنا .. ربما ..لا .. نعمْ هي تبكي " .. ، فتحتُ على صدر أمي صراخي .. تولتْ كعادتها سورة الشعراء .. ، هنا خرجت طفلتي منْ سراديب سقفٍ قديم.

عبدالله بن بريك
23-10-2010, 01:36 AM
تواقيع شعرية بنغمات سردية ..

لك التحية ..

محمد الشحات محمد
23-10-2010, 11:40 AM
تواقيع شعرية بنغمات سردية ..

لك التحية ..


و مُمْتنٌ لك تلك الكلمات الذكية

شكراً أخي/ عبدالله بن بريك

أنرتَ المتصفح ، و أسعدتَ النص

مودة و تقدير

آمال المصري
06-11-2010, 10:42 AM
قرأت فيها الكثير فأرهقني طول السفر مع من رحلوا
وكانوا بالقلوب سكنى ورحل معهم الدفء
وتستمر الحياة
ومازلت أحاول فك باقي الشفرات
أديبنا وشاعرنا الفاضل ...
كما أقرأ لك دائما بديعة نصوصك
بوركت ودمت في إبداع
تقديري

ربيحة الرفاعي
06-11-2010, 10:54 PM
جحيم التياعٍ على شرفة الخوفِ، يحي مع الذكريات الأماني، وتجتاحه راجفات المعاني، فتنهار أشواق نفسٍ تهاوت أمام متاهتها الأغنيات التي قد كتبنا بها قصة الحب والصدق والنطق والوشوشات.

ويبقى لحرفك وقع يجلجل من وهجه مشرق الموحيات

دمت بألق

مازن لبابيدي
07-11-2010, 05:46 AM
غريب كيف وقعت في دوامة هذه القصة الشاعرة
حرف جر في البداية جرني إليها ثم وقفة صغيرة فانسحاب كامل إلى دوامة شعرية تغط في عمق الزمن لتستدعي من ذاكرة القلب أبرز ما حفر فيها وتضعه أمام الباب .
شكرا أخي محمد الشحات لهذا الإبداع الممتع .

أحمد عيسى
07-11-2010, 02:36 PM
من ابداع الى ابداع أستاذنا الكبير في هذه القصة الشاعرة الجديدة
هنا رأيت الحنين ، والشوق والذكرى
هنا كنت الى قلوبنا أقرب ، والى نفوسنا أسرع وأقوى تأثيراً
هنا كنت مبدعاً تتغلب على نفسك في كل مرة

أحييك أيها الرائع على انسياب الذكريات ، بين مقارنات اليوم والأمس والذكرى التي تشبه اليوم جداً
ودي

محمد الشحات محمد
11-11-2010, 06:33 PM
قرأت فيها الكثير فأرهقني طول السفر مع من رحلوا
وكانوا بالقلوب سكنى ورحل معهم الدفء
وتستمر الحياة
ومازلت أحاول فك باقي الشفرات
أديبنا وشاعرنا الفاضل ...
كما أقرأ لك دائما بديعة نصوصك
بوركت ودمت في إبداع
تقديري



القديرة

رنيم مصطفى

يتألقُ النصُّ بمروركِ ، و تزداد الحروفُ شرفاً بمدادِكِ الحيّ

و نعم .. تستمرُّ عجلات الحياة في الحركة ، و بسرعة لا تتوقف أمام الذكريات ، و حتى إن كانت تلك الذكريات مشحونة بالصور الدافئة ..

لكن تبقى عيون التواصل مُدركةً لضرورة الذكرى

شكراً لكِ أختي على كرمكِ الذي أحاط الدفء بطوق الياسمين

مودتي سيدتي و تقديري

محمد الشحات محمد
11-11-2010, 06:41 PM
جحيم التياعٍ على شرفة الخوفِ، يحي مع الذكريات الأماني، وتجتاحه راجفات المعاني، فتنهار أشواق نفسٍ تهاوت أمام متاهتها الأغنيات التي قد كتبنا بها قصة الحب والصدق والنطق والوشوشات.

ويبقى لحرفك وقع يجلجل من وهجه مشرق الموحيات

دمت بألق


و تبقين أنتِ الربيحة فاقتْ ندى الأمسياتْ

فعولُنْ فعولن


القديرة

ربيحة الرفاعي

دوماً لمروركِ يكون التميّز و الألق

دمتِ مُحلِّقةً كأنتِ ، و لكِ من قلبِ النصوصِ شريان مودة ، و أبهر تقدير

جهاد إبراهيم درويش
11-11-2010, 07:05 PM
يتماوج الحنين شوقا ..
وتنثال الذكريات غدقا ..
لتروي لنا داليات الأماني
لتحكي البراءة لحنا وخفقا


أخي الحبيب : محمد الشحات محمد
لقد أبدعت في رسم لوحتك ..
فتحيتي لك ولهذا الإبداع

دمت أستاذي بحب وود
وتفضل من أخيك عاطر الود

محمد الشحات محمد
14-11-2010, 12:47 AM
غريب كيف وقعت في دوامة هذه القصة الشاعرة
حرف جر في البداية جرني إليها ثم وقفة صغيرة فانسحاب كامل إلى دوامة شعرية تغط في عمق الزمن لتستدعي من ذاكرة القلب أبرز ما حفر فيها وتضعه أمام الباب .
شكرا أخي محمد الشحات لهذا الإبداع الممتع .


و ليس غريباً على قديرٍ مثلك أن يقرأ هذي الذكريات ضمن دوّامة الحبّ الذي تسكنه ،
و تفتح أبوابه لكلّ نص يفخرُ أن وقعتْ عيناك عليه ،

و للقصص الشاعرة حق في أن تتباهى بهذا المرور الكريم ، و كما تستدعي هذه القصة الشاعرة الذكريات ،
فهي تدعوك كذلك لدخول هذا المجال إبداعياًّ ، و ترنو للاحتفاء بكَ

ممتنٌّ لك أخي / د. مازن لبابيدي

و أراني بقراءتكَ هذي أُجدّدُ السقف ، و أرفعُ بكَ الإضاءة لأنكَ أنرتَ و تشرفتُ بك هنا

باقات ودٍّ و إخوّة

لانا عبد الستار
04-06-2013, 08:57 PM
قصة ماتعة بسرد له لحن وموسيقى
أشكرك

نداء غريب صبري
21-06-2013, 08:46 AM
قصة جميلة متكاملة وبإيقاع ممتع كأنها مغناة
هذا رائع

شكرا لك أخي

بوركت