عبدالغني خلف الله
04-11-2010, 07:10 AM
قالوا عن المرأة
عنوان نتوقف عنده كثيراً ونقرأ بتمعن ما خطه يراع الكتاب والفلاسفة حول المرأة وكثيراً ما أُسأل عن رأيي في المرأة خلال الحوارات القليلة التي أجرتها معي بعض القنوات الفضائية .. فأنا أخاف بشدة الحديث مباشرة في عيون المشاهدين ويعتريني إحساس بأنني أمام لجنة معاينة ( إنترفيو ) تجلدني بالأسئلة الصعبة وليس مذيع أو مذيعة بكل ما ينطويان عليه من وسامة وجمال وأريحية .. وبالرغم من أنني أحرص علي قراءة كل ما يكتب عن المرأة من أقوال وتعليقات بعضها منصف وكثير منها شديدة القسوة لدرجة الامتهان وبشيء من السخرية اللاذعة إلا أنني لا أري سوي تهويمات من صنع خيال مريض .. يقولون لك مثلاً قال الفيلسوف فلان المرأة أصلها أفعي وأنا أقول المرأة أصلها وردة ويقولون لك المرأة نصف ملاك ونصف شيطان وأقول لكم المرأة نصف ترنيمة ونصف أهزوجة ..ويقولون مثلاً( فتش عن النسوان تجد الأحزان ) كما في رواية توفيق الحكيم ( يوميات نائب في الأرياف ) وأقول فتش عن النسوان تجد أرصفة السلوان ..فمالي أنا ومال فلاسفة ومفكرين عاشوا في القرن الخامس أو السابع وشكلوا قناعاتهم وفق معايشتهم لنساء تلك الأزمنة الغابرة لأحاول تأطيرها علي المرأة اليوم ..فكل معطيات التاريخ والجغرافيا والأيدلوجيا التي عايشها أولئك النفر مع حبيبات عيونهم تختلف عن التعاطي الراهن مع المرأة ..وإن شئت أن تحدثني مثلاً عن الموناليزا وابتسامتها الغامضة أقول لك وبكل الصدق لم تعجبني ابتسامتها ولا تضاريس جسدها المتكور كجوال من التبن .. ولا حتي عينيها اللتين يحاكين عيون (الباندا ) .. وليس هنالك غموض في ابتسامتها ولا يحزنون .. بل في الواقع ليس هنالك ابتسامة أصلاً ..ولكل الذين يشكلون نماذجهم حول فتيات أحلامهم من التاريخ وهرطقات الفلاسفة أقول لهم بالله عليكم تأملوا كم هن جميلات ورائعات فتيات هذا البلد ..وسحر المرأة السودانية كالعطر لا يفصح عن نفسه لكل من هب ودب ويحتاج إلي عين حصيفة تشربت أبعاد الجمال بصورة شاملة ..وأنا هنا لا أنوه لخصر مفقود ولا لصدر يحاول جاهداً التطلع نحو مدارات الكون يغزل من خيوط الشمس أسراباً من الفراشات الملونة ..أو لعينين واسعتين لا نسأم الغوص في بحارها ولا بشرة بلون البنفسج ..وإنما أنوه لإيقاعات البراءة والطفولة في تماوج القد الأملود والثغر المترف واللفتات الموحية وتدافع كريات الدم الحمراء في خدود صبغها الخجل ..هذه هي بعض إيحاءات الجمال في المرأة السودانية التي تعجز عن البوح بمشاعرها لمن تحب لتعود وتصرخ في عينيك بعبارة ( أحبك لحد الإغماء ) يا هذا .. فالزوجة عندما تتسربل بإزار قديم وتدلف إلي المطبخ وتعد لك وجبة شهية يا طالما تمنيتها ..لا تفعل ذلك لأن واجبها كزوجة أن تبدع لإشباع نهمك للطعام وإنما لتقول لك ( أحبك من كل قلبي يا زوجي الغالي ..يا رفيقي في دروب الحياة وتاج رأسي وأبو عيالي ) ..وهي حين تثبت الأزرار في قميصك ثم تغسله وتقوم بكيه إنما تسطر من صميم دواخلها قصيدة حب .. ومخطيء لو أنت لم تتنسم روعة هكذا رسالة ..والمرأة التي تبكي بدموع المطر وهي تحزم حقائبك وأنت تغادر ..أو لأنك تجاهلت التعليق علي فستانها الجديد أو الخاتم الذهبي الأنيق الذي تحلق حول أنملة برقة عصافير صغيرة نامت مطمئنة في باطن الكف .. تكون قد سفحت مكنوناتها بما يفوق طاقتها واحتمالها .. فلا تصدق عزيزي المسكون بحب الجمال أن ليلي قيس وعبلة عنتر وجوليت روميو أجمل من بناتنا وإن كنت غير مصدق لما أقول .. عليك فقط قراءة وجوهن من جديد .. من قال إذا أردت أن تضبط إيقاع مجتمع جله من الذكور وتسعي لتحسين مظهره ضع في ثنايا ردهاته إمرأة وستري كيف أن لغة الكلام قد تغيرت والوجوه قد تبدلت ..معه بكل الصدق ألف حق ..فما رأيك أنت ؟!.
عنوان نتوقف عنده كثيراً ونقرأ بتمعن ما خطه يراع الكتاب والفلاسفة حول المرأة وكثيراً ما أُسأل عن رأيي في المرأة خلال الحوارات القليلة التي أجرتها معي بعض القنوات الفضائية .. فأنا أخاف بشدة الحديث مباشرة في عيون المشاهدين ويعتريني إحساس بأنني أمام لجنة معاينة ( إنترفيو ) تجلدني بالأسئلة الصعبة وليس مذيع أو مذيعة بكل ما ينطويان عليه من وسامة وجمال وأريحية .. وبالرغم من أنني أحرص علي قراءة كل ما يكتب عن المرأة من أقوال وتعليقات بعضها منصف وكثير منها شديدة القسوة لدرجة الامتهان وبشيء من السخرية اللاذعة إلا أنني لا أري سوي تهويمات من صنع خيال مريض .. يقولون لك مثلاً قال الفيلسوف فلان المرأة أصلها أفعي وأنا أقول المرأة أصلها وردة ويقولون لك المرأة نصف ملاك ونصف شيطان وأقول لكم المرأة نصف ترنيمة ونصف أهزوجة ..ويقولون مثلاً( فتش عن النسوان تجد الأحزان ) كما في رواية توفيق الحكيم ( يوميات نائب في الأرياف ) وأقول فتش عن النسوان تجد أرصفة السلوان ..فمالي أنا ومال فلاسفة ومفكرين عاشوا في القرن الخامس أو السابع وشكلوا قناعاتهم وفق معايشتهم لنساء تلك الأزمنة الغابرة لأحاول تأطيرها علي المرأة اليوم ..فكل معطيات التاريخ والجغرافيا والأيدلوجيا التي عايشها أولئك النفر مع حبيبات عيونهم تختلف عن التعاطي الراهن مع المرأة ..وإن شئت أن تحدثني مثلاً عن الموناليزا وابتسامتها الغامضة أقول لك وبكل الصدق لم تعجبني ابتسامتها ولا تضاريس جسدها المتكور كجوال من التبن .. ولا حتي عينيها اللتين يحاكين عيون (الباندا ) .. وليس هنالك غموض في ابتسامتها ولا يحزنون .. بل في الواقع ليس هنالك ابتسامة أصلاً ..ولكل الذين يشكلون نماذجهم حول فتيات أحلامهم من التاريخ وهرطقات الفلاسفة أقول لهم بالله عليكم تأملوا كم هن جميلات ورائعات فتيات هذا البلد ..وسحر المرأة السودانية كالعطر لا يفصح عن نفسه لكل من هب ودب ويحتاج إلي عين حصيفة تشربت أبعاد الجمال بصورة شاملة ..وأنا هنا لا أنوه لخصر مفقود ولا لصدر يحاول جاهداً التطلع نحو مدارات الكون يغزل من خيوط الشمس أسراباً من الفراشات الملونة ..أو لعينين واسعتين لا نسأم الغوص في بحارها ولا بشرة بلون البنفسج ..وإنما أنوه لإيقاعات البراءة والطفولة في تماوج القد الأملود والثغر المترف واللفتات الموحية وتدافع كريات الدم الحمراء في خدود صبغها الخجل ..هذه هي بعض إيحاءات الجمال في المرأة السودانية التي تعجز عن البوح بمشاعرها لمن تحب لتعود وتصرخ في عينيك بعبارة ( أحبك لحد الإغماء ) يا هذا .. فالزوجة عندما تتسربل بإزار قديم وتدلف إلي المطبخ وتعد لك وجبة شهية يا طالما تمنيتها ..لا تفعل ذلك لأن واجبها كزوجة أن تبدع لإشباع نهمك للطعام وإنما لتقول لك ( أحبك من كل قلبي يا زوجي الغالي ..يا رفيقي في دروب الحياة وتاج رأسي وأبو عيالي ) ..وهي حين تثبت الأزرار في قميصك ثم تغسله وتقوم بكيه إنما تسطر من صميم دواخلها قصيدة حب .. ومخطيء لو أنت لم تتنسم روعة هكذا رسالة ..والمرأة التي تبكي بدموع المطر وهي تحزم حقائبك وأنت تغادر ..أو لأنك تجاهلت التعليق علي فستانها الجديد أو الخاتم الذهبي الأنيق الذي تحلق حول أنملة برقة عصافير صغيرة نامت مطمئنة في باطن الكف .. تكون قد سفحت مكنوناتها بما يفوق طاقتها واحتمالها .. فلا تصدق عزيزي المسكون بحب الجمال أن ليلي قيس وعبلة عنتر وجوليت روميو أجمل من بناتنا وإن كنت غير مصدق لما أقول .. عليك فقط قراءة وجوهن من جديد .. من قال إذا أردت أن تضبط إيقاع مجتمع جله من الذكور وتسعي لتحسين مظهره ضع في ثنايا ردهاته إمرأة وستري كيف أن لغة الكلام قد تغيرت والوجوه قد تبدلت ..معه بكل الصدق ألف حق ..فما رأيك أنت ؟!.