تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإنهيار ..مشاهد واقعية ..



عبدالغني خلف الله
04-11-2010, 06:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الإنهيار .. مشاهد واقعية


عبدالغني خلف الله
من أي بلد أنت أيتها الجميلة مثل أستار الكعبة وقناديل المدينة ؟ ..قلت ان اسمك هو سامية ..؟ وكيف لا يكون وقد سموت فوق كل المعاني والحروف .. بأي لغة أكلمك فالكلمات تقف عاجزة ومضطربة وترتجف من شدة الخوف والرهبة وهي تقف خاضعة ذليلة أمام قامتك الباسقة يا سامية محمد آدم الحلو ..الأنيقة النبيلة والشامخة شموخ جبل مرة ..الآن قد سمعوا بك وقرأوا عنك وغداً سيطمرك النسيان لأن سجل البطولات الزائفة والإنجازات المضخمة لن يطيق أن يمنحك بعض الأسطر لنكتب اسمك فيها .. وهل تطيق دهاليز الظلمة انبثاق النور.. إذن دعينا نبحث عن إطار آخر نرسم فيه قسماتك الرائعة ووجهك الوسيم .. ما رأيك بدفاتر التلاميذ في المدارس وكراريسهم .. التلاميذ الذين يا طالما أحببتهم وأحبوك .. سنطلب منهم أن يرسموا بهائك كما رأوك وتمنوك مرشدة للصف ومعلمة للتاريخ أو الجغرافيا .. المهم أن يؤرخوا لإطلالتك الحلوة كل صباح وأنت تمسكين بالطباشور والماسحة وتطلبين منهم أن يرددوا خلفك ..بسم الله الرحمن الرحيم ..وتجيء أصواتهم الدافئة في نغم كورالي متدفق كالشلال في( نرتتي ) .. وكأهازيج الرعاة في الكثبان البعيدة .. بسم الله الرحمن الرحيم ..( نون والقلم وما يسطرون ..) صدق الله العظيم ..وانتهت الحصة ولكن لم تنته بعد دروسك في الحياة .. النظافة من الإيمان .. من عليه الدور للنظافة اليوم ؟.. الكنبة الرابعة .. ممتاز .. الفصل قديم ومتشقق ولكن علينا أن ننظفه ونجّمله لماذا يا بنات ؟ .. لأن النظافة من الإيمان .. رائع والآن هيا اخرجوا للفسحة ..وتدافعن كالفراشات الملونة .. كالشفق .. كالعصافير وتدفقن بكل الحيوية والنضارة والبراءة .. وخرجت التلميذات وعدن .. و( السحب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين والشمس تبدو خلفها صفراء معصوبة الجبين لكنما عيناك يا سامية ساهمتان ترنوان للأفق البعيد ..سامية فيم تفكرين ..؟!) ألا تري معي ما أري .. الزوابع والأمطار تتشكل وهي تظللنا بشكل مخيف .. أخشي علي تلميذاتي من المطر والجدران آيلة للسقوط أخاف علي بناتي .. وطفلك الذي في أحشائك وقد بلغ ثمانية أشهر من العمر .. ألا تخافين عليه ؟.. وزوجك ؟ . .رفيق صباك وشريك حياتك .. لعلك لم تقدمي له كوباً من الشاي والعصير هذا الصباح .. وكيف أفعل والطابور الصباحي ينطلق عند السابعة والنصف صباحاً .. أنا صاحبة رسالة وزوجي يتفهم مهنتي .. ولكن يا إلهي .. ماذا يجري في الصف الثاني .. أيها الناس .. يا عالم ..الصف الثاني ينهار .. ينهار .. سامية رجاءً كونب حذرة .. سامية توقفي ..لا لن أتوقف .. لن استطيع الوقوف مكتوفة اليدين وتلميذاتي يصرخن ويستنجدن بي .. الإنهيار والغبار والرماد .. وغبار الأسئلة ورماد التكهنات قد بدأت الآن في الهطول تماماً كالأمطار وبغزرارة مميزة هذه المرة .. وفي جعبة كل مسئول أكثر من إجابة وأكثر من تبرير..إذن ماتت المعلمة سامية بعد أن أنقذت آخر تلميذة .. طمرتها الأتربة وألواح الخشب وبقايا الجدران .. ولم يتبق إلا أن نقول .. وداعاً سامية محمد آدم الحلو ..وداعاً سامية .

كريمة سعيد
04-11-2010, 10:01 PM
الأديب القدير عبد الغني خلف الله
مشاهد مؤسفة تتكرر كل يوم بسيناريو جديد
ولا أعرف كم تحتاج حكوماتنا من ضحايا لتقوم بما يجب ولا تكتفي بتلك المبادرات الخجولة التي تستدعيها بعض الأحداث المأساوية وتنسى إتمامها بمجرد تقادم الحدث
في هذا الواقع كل شيء يميد من حولنا : مدارسنا ودورنا ومساجدنا أيضا كل شيء ينهار ....
قلمك الجميل يصور واقعا هشا تصويرا جميلا بالرغم مما يتركه من شجن
تقديري ومودتي

ربيحة الرفاعي
05-11-2010, 01:33 AM
يا الله
مشهد ديناميتي الأثر على كلما بي
روحي
عقلي
أحاسيسي
كأن الانهيار أصابني كلّي
أبدعت برسم الصورة وأجدت التعبير عن المشهد بدخول يحمل القاريء بعيدا عن الصاعقة القادمة

صاحب رسالة أنت بهذا الحرف الهادر أيها الكريم

دمت متألقا

عبدالغني خلف الله
05-11-2010, 02:39 PM
بناتي العزيزات ..كريمة وربيحة ..أسعد الله مساءاتكم بكل الخير
وقغ ها الحادث المؤسف بإحدي مدارس مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ..وقد تناولته الصحف حينها بإسهاب شديد ..وقد استشهدت نلكم المعلمة وهي تسطر بطولة يعجز القلم عن تصويرها..وما كتبته بحقها لا يساوي شيئاً أمام ما قامت به ..رحمها الله رحمة واسعة وقبلها شهيدة للواجب ..آمين .

كريمة سعيد
05-11-2010, 03:01 PM
بناتي العزيزات ..كريمة وربيحة ..أسعد الله مساءاتكم بكل الخير
وقغ ها الحادث المؤسف بإحدي مدارس مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ..وقد تناولته الصحف حينها بإسهاب شديد ..وقد استشهدت نلكم المعلمة وهي تسطر بطولة يعجز القلم عن تصويرها..وما كتبته بحقها لا يساوي شيئاً أمام ما قامت به ..رحمها الله رحمة واسعة وقبلها شهيدة للواجب ..آمين .
رحمها الله ورحم موتانا وموتى جميع المسلمين في هذا اليوم الأغر
جزاك عنها أيها الفاضل كل خير
آمين

محمد ذيب سليمان
05-11-2010, 03:35 PM
كثيرون أخي
من يفتدون أحبابهم وحتى من لم يعرفوا بأرواحهم
ربما أنهم يعلمون النهاية
ولكنهم لا يستطيعون الإنتظار
أو النظر من بعيد
يتقدمون بجرأة لا تسمح لهم بمجرد التفكير
يتقدمون لإنقاذ الأرواح أو للمساعدة
أما النص فقد جاء قارئا للتغاصيل
متداخلا مع المشاعر
يحمل الوجع والحرقة
رحمها الله

عبدالغني خلف الله
06-11-2010, 08:34 AM
أولاً أنت من عايش التضحيات ويعيشها أكثر مني ..وقوافل الشهداء في ثري فلسطين الحبيبة تتري ..وقد نتألم ونحزن .. بيد أنهم أحياء عند ربهم يرزقون كما أخبرنا بذلك المولي عزّ وجل في كتابه الكريم ..مسكون أنت ياصديقي بقضايا أمتنا وأنا أيضاً لذلك كبرنا بسرعة أو هكذا الحال بالنسبة لي علي الأقل ..شكراً علي انفعالك بالحدث فهذا هو محمد ذيب سليمان الذي أعرف .

آمال المصري
06-11-2010, 12:50 PM
وتفرق دمها منثورا على أعلام المتطفلين
نسأل الله السلامة وتبدل الأحوال
قرأت الحادث من قبل
ولكن هنا كنت برفقة دهشتي وروعة الحكي
متألق أديبنا المكرم دائما
كن بخير

نداء غريب صبري
06-11-2010, 08:44 PM
مؤثرة
حزينة ... ومعبرة ومؤلمة

أبكيتني والدنا الكريم

قصة رائعة ...وليتها لم تكن حقيقية

جزاك الله خيرا

عبدالغني خلف الله
07-11-2010, 12:37 PM
أحبتي رنيم ونداء ..ليتها كانت قصة من نسج الخيال بيد أنها قصة حقيقية للأسف الشديد ..لا نملك سوي أن نقول قدر الله وما شاء فغل .. وتبقي مثل هذه البطولات وساماً في جيد حواء العربية ..هذا مع تحياتي .

أحمد عيسى
07-11-2010, 02:31 PM
نقلت المشاعر الينا عبر الكلمات بحرفية شديدة
أحييك أستاذي على دقة تصويرك وعمق الأسلوب

ودي لك دائماً واحترامي لقلم يستحق

عبدالغني خلف الله
08-11-2010, 06:10 AM
لك الود وعاطر التحايا وانتهز هذه الفرصة لأهنئكم علي بوست القصة والمسرحية المميز وأنتم ترفدونه كل يوم بالقص الذي يفرحنا وعبرك كل الإعزاز للأخ السكوري وبقية العقد الفريد .

اسماء مصطفى
08-11-2010, 03:35 PM
الموت حق
لكن بعض اشكاله تؤلم

اما حين يخبط خبط عشواء فهو كريه


معلمتنا يرحمها الله ماتت في ساحة المعركة اكيد

فهي من الشهداء


يرحمها الله


اما قلمك سيدي ففيه من الابوة ما اضفى علي حكيك خميلة محبة وحنو

تقديري واحترامي

عبدالغني خلف الله
08-11-2010, 04:47 PM
صحيح ما ذهبت إليه يا ابنتي ..بيد أنني منحاز للمعلم رجلاً كان أم إمرأة .. لا سيما المرأة وقد تعلمنا ونحن تلاميذ الشيء الكثير عن المعام ومكانته المرموقة في المجتمع من شاكلة ( قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا .. وأيضاً من علمني حرفاً صرت له عبداً ..وكذلك الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعباً طيب الأعراق .. وأخيراً العلم يرفع بيتاً لا بناء اله والجهل يهدم بيت العز والشرف أو شيء من هذا القبيل لا أذكر ..) ..وما أدعو إليه هو تحسين البيئة المدرسية للتلاميذ والمعلمين حتي لا نفاجأ بمآسٍ كمأساة المعلمة الشهيدة سلمي محمد آدم الحلو.. رحمها الله .. هذا مع تحياتي .