محمد دغيدى
10-11-2010, 09:35 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المسيحية المتصهينة... اصولها وجذورها
(الجزء الاول)
نبيل ابراهيم
مقدمة
نسمع ونردد كثيرا مصطلح ((المسيحية المتصهينة))،وقد لا يفهم الكثير منا معنى هذا المصطلح ولا يعي البعض الآخر خطورته، بل يربط البعض هذا المصطلح بالمسيحية كـ(دين)، لذا ارتأيت ان اخوض في غمار هذا المصطلح لما له من خطورة كبيرة علينا كمواطنين سواء كنا مسيحيين او مسلمين لان المسيجية المتصهينة تستهدفنا جميعا دون استثناء. فالمسيحية المتصهينة لها مؤسساتها وإعلامها الخاص والمتنوع، بل ويدافع أتباعها عن مسيحيتهم المتصهينة بكل صفاقة تفوق صفاقة الصهاينة اليهود. الصهيونية المسيحية مصطلح انتشر في اللغات الأوربية وتسلَّل منها إلى اللغة العربية، حيث تتم ترجمة كل المصطلحات بتبعية شديدة دون إدراك مضامين المصطلح، والواقع أن مصطلح الصهيونية المسيحية يضفي على الصهيونية صبغة عالمية تربطها بالمسيحية ككل، وهو أمر مخالف تماماً للواقع، إذ ليس هناك صهيونية مسيحية عندنا في الشرق، بل إن أوائل المعادين للصهيونية بين عرب فلسطين كانوا من العرب المسيحيين، وأول مفكر عربي تنبأ بأبعاد الصراع العربي الصهيوني وبمدى عمقه هو المفكر المسيحي (اللبناني الأصل الفلسطيني الإقامة) نجيب عازوري. كما أن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية تعارضان الصهيونية على أساس عقائدي ديني مسيحي، وإن حدث تقارب ما (كما هو الحال مع الفاتيكان)، فإن ذلك يتم مع دويلة الكيان الصهيوني ولاعتبارات عملية خارجة عن الإطار الديني العقائدي إلى حدٍّ كبير. بل هناك في الغرب المسيحي عشرات من المفكرين المسيحيين الذين يرفضون الصهيونية على أساس ديني مسيحي أيضاً. ولذا، فإن مصطلح الصهيونية المسيحية غير علمي نظراً لعموميته ومطلقيته. ومن هنا، فإن الحديث يجري هنا، في هذه الموسوعة، عن الصهيونية ذات الديباجة المسيحية، فهي صهيونية غير مسيحية بأية حال، بل صهيونية استمدت ديباجتها (عن طريق الحذف والانتقاء) من التراث المسيحي دون الالتزام بهذا التراث بكل قيمه وأبعاده، وهذا هو الفارق بين أية عقيدة دينية وأية عقيدة علمانية، فالمؤمن بعقيدة دينية يؤمن بمجموعة من القيم المطلقة المتجاوزة لإرادته فهي ليست من إبداعه ولا من إبداع غيره من البشر، أما العقيدة العلمانية، فهي مجموعة من القيم النسبية المتغيرة، ولا يمكن أن يُحـاكَم الإنسـان العلمـاني من منظورها إذ بوسعه أن يرفضها ويتنكر لها ويعدِّلها بما يتفق مع مواقفه المتغيِّرة واحتياجاته المتطورة وأهوائه المتجددة ورغباته التي لا تنتهي. والصهيونية ذات الديباجة المسيحية هي دعوة انتشرت في الأوساط البروتستانتية المتطرفة لإعادة اليهود إلى فلسطين. وتستند هذه الدعوة إلى العقيدة الألفية الاسترجاعية التي ترى أن العودة شرط لتحقيق الخلاص، وهي تضم داخلها هذا المركب الغريب من حب اليهود الذي هو في واقع الأمر كره عميق لهم، تماماً مثل الصيغة الصهيونية الأسـاسـية: شعب عضوي منبوذ نافع يُنقَل خارج أوربا ليُوظَّف لصالحها.
البعض يستخدام تعبير أدق لهؤلاء هو (المتصهينون المدعون بالمسيحية)؛ فالمسيحيون المتصهينون هم غربيون (من اوربا وامريكا بصورة خاصة)، والقسم الاكبر منهم بروتستانت، وهنا يجب التمييز وبدقة بين المسيحية والمسيحيين كما التمييز بين الإسلام والمسلمين، فالذين صنعوا المشروع الصهيوني على أرض فلسطين هم المسيحيون الغربيون الصهاينة وليس المسيحيون العرب، وكما نميز بين الشعوب والحكومات، نميز بين سلطة الكنيسة وبين أتباعها فقد تخضع الكنيسة للسلطات السياسية ولكن لا يعني هذا قبول أتباعها لتوجهاتها ورضاهم عن سلوكها، واود أن الفت الانتباه الى ان المسيحيين الحقيقيين يفرقون بين العهدين القديم والجديد، اما المتصهينون المسيحيون فيربطون ما بين خرافات التلمود والعهدين القديم والجديد. الدارس للعهد القديم يكتشف أنه الوثيقة الأولى للصهيونية، والمشرّع الأول للميكافيلية والبراجماتية.. فهو نص ساقط أخلاقياً وتاريخياً وجغرافياً وعلمياً، ويتناقض كلياً مع المبادئ التي دعا إليها المسيح وخاصة كما تجلت في إنجيل يوحنا. فلم الإصرار على بقاء العهد القديم إلى جانب العهد الجديد في كتاب واحد!؟ ولم الإصرار على جمع النقيضين ثم اللجوء إلى التفسير الرمزي لستر لا أخلاقية العهد القديم!؟
إن المسيحية الشرقية ولا سيما العربية الواعية، تجاوزت الإشكالية وهي تعد أن المسيحية ألغت اليهودية، وبأن شعب الله هم المؤمنون بالمسيح وبالقيم، وبأن فلسطين هي أرض المسيح المقدسة وهي لشعبها الفلسطيني، وبأن الصهيونية مشروع استعماري، ويؤمنون بأن يهود اليوم لا علاقة لهم بيهود الأمس ولا ببني إسرائيل الوارد ذكرهم في العهد القديم، وهم كعرب في خندق واحد مع المسلمين، وفي النظرة الواحدة إلى القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني!والمطلوب من المسيحية العربية فصل العهد القديم عن الكتاب المقدس لأنه يسيء إليه ويسيء إلى المسيح نفسه!! ولم تعد الصهيونية مقتصرة على اليهود أو المسيحيين المتصهينين، فلقد صرنا نرى عرباً صهاينة ومسلمين صهاينة وبوذيين صهاينة!!
ما هي الصهيونية؟
إن الصهيوني هو من يؤمن بأن يهود اليوم هم من سلالة يهود التاريخ وبأنهم من سلالة يعقوب، ويعترف بالكيان القومي الاستعماري لليهودي (المنتمي للديانة اليهودية)، ويمنحه شرعية سرقته للأرض الفلسطينية وتشريد شعبها منها، سواء بالاستناد إلى التوراة أو الشرعية الدولية أو سياسة الأمر الواقع
والمسيحيون الصهاينة تقوم مبادئهم على الدعم المسيحي للصهيونية اليهودية من خلال العمل على مساعدة هجرة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة التوراة، والدفاع عن الكيان الصهيوني وما يقترفه من جرائم. والصهيونية حركة سياسية دينية تقوم على تدخل البشر في تحقيق النبوءة المزعومة عن عودة اليهود إلى فلسطين
اما كلمة (الصهيونية) فهيمشتقة من كلمة صهيون وهي احد القاب جبل صهيون والذي يعتبر الاقرب الى مكان بناء معبد الهيكل المزعوم وتعبر كلمة صهيون عن ارض الميعاد للصهيونية جانب عقائدي نتيجة اليهودية التي يتبعها اصحاب هذه الحركة ولكن كماقلنا ليس كل يهودي صهيوني حيث ان هناك الكثير من اليهود يعارضون تلك الحركة بالرغم من اعتقاد المتدينين اليهود ان ارض الميعاد هبة من الله لبني اسرائيل الا انهم لم يتحمسوا كثيرا للصهيونية باعتبار ان ارض الميعاد ودولة اسرائيل لايجب ان تقام بيد بني البشر بل بيد المسيح المنتظر. ووردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم عندما جاء داود الى بيت المقدس والذي أسس مملكته 1000-960 ق.م. وهى مشتقة من الكلمة (صهيون) وهو أحد ألقاب جبل صهيون والذي يعتبر الأقرب إلى مكان بناء الهيكل في القدس ؛ كما هو مذكور في الكتب المقدسة المسيحية واليهودية وتعبر كلمة صهيون عن أرض الميعاد عند اليهود وعودة اليهود إلى تلك الأرض، فنقرأ مثلا فى اليهودية مجىء ذكر كلمة صهيون كثيرا ودائما تأتى على انها ارض الميعاد وان القدس هى عاصمتهم، فذكر في اشعياء 33/20 ((...انظر صهيون مدينة اعيادنا.عيناك تريان اورشليم مسكنا مطمئنا خيمة لا تنتقل لا تقلع اوتادها الى الابد وشيء من اطنابها لا ينقطع...))، وكان اسم صهيون في الأصل يطلق على قدس اليبوسيين، ((واليبوسيين هم أحد بطون القبائل الكنعانية حيث انطلق من شبه جزيرة العرب نحو الشمال حوالى نحو 2500 ق.م وقد سمى المدينة التي بناها هناك باسم (يبوس) التي وردت في الأحافير المصرية القديمة باسم(يابيشي) أو(يابيثي) وتقع أطلال هذه المدينة في الهضبة التي تدعى باسم (جبل صهيون)اليوم. وفي عهد الملك اليبوسي الذي يعرف باسم(ملكي صادق) أيضاً والذي حكم ا ليبوسيين خلال جزء من القرن العشرين قبل الميلاد، تغير اسم المدينة من يبوس إلى أورشاليم))، التي احتلها داوود وقام بطرد جماعة قدس اليبوسيين وقام بسبيهم، ثم قام داوود ببناء قصره فيها بعد انتقاله من حبرون (الخليل) الى بيت المقدس فى القرن الحادى عشر قبل الميلاد..واسس مملكته فأصبح اسمها مدينة داوود لتظهر حركة المكابيين التي أعقبت العودة من السبي البابلي 586-538 قبل الميلاد، وأول أهدافها كانت العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان من جديد بحيث تكون القدس عاصمة لها أما الاسم صهيون فأخذ يكتسب على مر العصور معنى رمزيا في الروحانية اليهودية. فكان مسبيّو بابل يضعون كل آمالهم في إعادة بناء صهيون او اعادة هيكل سليمان كما زعموا قديما وما يزالوا يزعمون بالطبع. ولما لم تتحقق آمالهم بعد عودتهم من السبي اكتسب الاسم معنى رمزيا وهو شعب الله. ثم بعد ذلك ظهرت المسيحية وبدأت بالانتشار في القدس وكان مركزها الأول في علية صهيون وكانت لديها القناعة بأنّها الآن شعب الله الجديد فسمّوا أوّل كنيسة باسم صهيون المقدسة. وهكذا تحول اسم صهيون من مدينة داود في سلوان إلى المنطقة التي تقوم عليها علية صهيون او جبل صهيون.
وقد ورد في كتاب (الانساب والعائلات الشامية) بخصوص كلمة صهيون مايلي...((صهيون اسم جبل جنوب غربي مدينة القدس الشريف وهو اسم عربي بحت وسكن الجبل اليبوسيين ابناء عم الكنعانيين واقاموا عليه حصنا اذا سكان هذا الجبل من العرب واسمه عربي ايضا ان سكان فلسطين الاصليين هم الكنعانيون والفينيقون والعموريون وهم من القبائل التي هاجرت من وطنها الاصلي شبه الجزيرة العربية وعاشت بزعامة ملوكها في فلسطين قبل ظهور جماعة النبي موسى عليه السلام بالفي عام ولقد سرق اليهود اسماء المدن والحصون ونسبوها لانفسهم ومثال على ذالك تسمية (اور شاليم) اي القدس هي كلمة كنعانية ارامية وردت في النصوص الكنعانية قبل ظهور موسى بعدة قرون وحتى قبل ان يكون لليهود لغة خاصة بهم اذا نحن من نسمي اليهود بالصهاينة وهذا غلط فاحش ويجب علينا ان لا نحقق لهم هدفهم في سرقة الاسماء والارض واللغة فاليهود على مر العصور والى الان ليسوا سوى شرذما من الناس لم يكن لهم كيان مستقل في اي زمن من الازمان. عائلة صهيون والتي تستقر بمصر والاردن وسوريا ولبنان منذ سنين عديدة اصولهم من فلسطين من جبل صهيون العربي لان بعد زوال دولة اليهود القديمة عاد العرب وسكنوا جبل صهيون العربي هناك قلعة في الساحل السوري تسمى صهيون وايضا ليس لها اي صلة باليهود وهي عربية كنعانية اسما وارضا وسكانا اذا هناك احتمالين فمثلما يقال للقادم من نابلس فلان نابلسي ومن طرابلس طرابلسي ومن الشام شامي ومن الصالحية صالحاني ومن دوما دوماني ومن حمص الحمصي يقال للقادم من جبل صهيون او حصن صهيون يقال له الصهيوني اذا في كثير من الحالات تنسب العائلة للمكان التي قدمت منه وبالنسبة لعائلة الصهيوني او صهيون اؤكد لك انهم من اصول عربية وقادمون من اراضي عربية اما من قدسنا الشريف واما من سواحل بلاد الشام الشريف اذا ارجوا من الاخوة القراء الانتباه وعدم الخلط بين الاسماء التي اطلقها اليهود على انفسهم حديثا من اجل اثبات حقهم الباطل في فلسطين عن طريق سرقة اسماء الاماكن والمدن العربية ونسبها الى انفسهم اذا الحذر الحذر من خلط الاسماء العربية البحتة بالتسميات اليهودية الحديثة للمنظمات الارهابية مثل الصهيونية العالمية وحكماء صهيون وربطها بفلسطين العربية ارضا وشعبا ولغة منذ اقدم العصور والى الان اعتذر عن الاطالة ولكن الموضوع كبير ويحتاج الى شرح واذا اردت اعطيكم براهين اكثر بالنسبة لتسمية المدن العربية الفلسطينية وكيف قام اليهود بنسبها الى انفسهم وسرقة الاسماء والارض وحتى اللغة التي تسمى عبرية ليس لها وجود وانما قاموا بسرقتها من اللغات العربية القديمة ونسبوها الى انفسهم وطبعا انا اتشرف أنني أنتسب الى هذه العائلة العريقة.. وهي عائلة كبيرة معروفة في جمهورية لبنان الشقيق والمملكه الاردنيه الهاشميه ودوله سوريا وهم من الاخوان السنة ومنهم مسيح)).
والصهيونية فكرة قديمة، بدأ تاريخها بتاريخ اليهود.ولكن بدأ ظهور الصهيونية الحديثة في القرن السابع عشر الميلادي، وفي القرن التاسع عشر ظهرت الصهيونية علنا إلى العالم كحركة سياسية تدعو إلى تجميع اليهود في وطن خاص بهم، وظهر ((هيرتزل)) كزعيم لهذه الحركة، وبقيادته عقد مؤتمر ((بال)) بسويسرا سنة 1897م.فالصهيونية كفكرة استثمرت التراث الثقافي اليهودي والدعم الأوروبي فانتهت إلى إقامة دولة عنصرية في فلسطين، مرتكزة في إقامتها لدولتها هذه على جدلية الإجلاء والتوطين، إجلاء للفلسطينيين أصحاب الأرض وتوطين اليهود بدلا عنهم،وان فكرة دعم وطن قومي لليهود خارج أوروبا هو التخلص من اليهود أولا وتوظيفهم لخدمة المصالح الاستعمارية الغربية ثانيا، وفي هذا السياق نفهم كذلك الدافع إلى صياغة وعد بلفور، مع أن بلفور نفسه كان له موقف معاد لليهود، فالصهيونية تعتبر فكر وحركة سياسية هدفها توحيد اليهود في الشتات وتوطينهم في فلسطين، وأول من استخدم مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890 م، وتم عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بال في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية،
تذهب بعض المصادر والجهات في تعريفاتها للصهيونية إلى أنها أنشأت من قبل الغرب في القرن التاسع عشر. وهو مذهب خاطئ في تفسير نشأة الصهيونية، لأنه لابد من التمييز في نشأتها بين ثلاثة مستويات: الصهيونية كفكرة، والصهيونية كحركة، والصهيونية كدولة. إن الصهيونية كحركة هي بالفعل نتاج سياسي حدث في القرن 19. بيد أن الصهيونية كفكرة موجودة في التراث الثقافي اليهودي، كحنين إلى العودة إلى فلسطين ظهر منذ السبي البابلي، وهو ما تعكسه علامات ورموز ومحددات ثقافية كثيرة داخل التراث الديني اليهودي، ومن بينها المزمور 137، غير أن هذا الحنين كان مجرد فكرة انتظارية مشروطة بنزول المسيا (مسيح اليهود)، حيث نجد في الفكر الديني اليهودي تحريما شديدا لهذه العودة، بل تعتبر عودة اليهود هرطقة وتعجيلا بالنهاية بالعبرية (دحيكات هاكتس).لذا لم يكن ممكنا للفكرة أن تتحول إلى حركة وإستراتيجية عملية إلا بعد حدوث تحولات فكرية داخل هذا التراث الثقافي الديني اليهودي، وهي التحولات التي تمثلها إسهامات مفكرين وحاخامات الصهيونية أمثال القلعي وكاليشر.. الذين قاموا بتحريف فكري تجاوزوا به التحريم الديني الذي كان يحرم العودة الجماعية لليهود إلى فلسطين، حيث يشرطها بنزول المسيح (المسيا)، الذي نظر إليه في التراث الديني اليهودي بوصفه الإذن الإلهي بانتقال اليهود جماعيا إلى فلسطين.
القول إن الحركة الصهيونية هي استثمار للتراث اليهودي هو تأكيد لحقيقة تمكننا من تفسير ما يعجز عنه كثير من التعاريف الأخرى التي تجعل هذه الحركة سواء كفكرة أو كحركة من إنشاء الغرب وحده فقام هؤلاء الحاخامات بنقد هذه العقلية الانتظارية والدعوة إلى ما يمكن أن نسميه استنزال المسيح، بمعنى أن عودة اليهود الجماعية إلى فلسطين ستضطر المسيح إلى النزول.وعندما نقول في التعريف إن الدولة الصهيونية المقامة في فلسطين دولة عنصرية وإنها ارتكزت في قيامها على جدلية الإجلاء والتوطين، فإن هذا القول هو استجماع وإيضاح لحقائق عديدة تسعى الحركة الصهيونية إلى إخفائها، أولها الطابع العنصري والإرهابي للدولة اليهودية. وثانيها أنها لم تأت إلى أرض بلا شعب، بل جاءت إلى أرض لها أصحابها، ولذا كانت منهجيتها في الاستيطان تقوم على جدلية الإجلاء والتوطين إجلاء الفلسطينيين ووضع اليهود موضعهم، وهو الإجلاء الذي استخدمت فيه أساليب إرهابية متوحشة بدءا بالحرب وانتهاء بالمذابح ضد المدنيين.
وبمراجعة الخطاب الفكري الصهيوني نلاحظ أن كل اتجاه صهيوني يتبنى أسلوبا معينا ليصل إلى الهدف ذاته، وهو أن الشعب اليهودي شعب عضوي موحد يعيش في شتات المنفى، وينبغي تجميعه في أرض يؤسس عليها وطنه القومي. وهذا الهدف كان مقصدا إستراتيجيا في السياسة الأوروبية، وإن تعددت الدوافع إليه الا ان صيغة ((شعب موحد يعيش في المنفى)) لم تكن الحركة الصهيونية اليهودية قادرة على أن تفصح عنها، لأنها بذلك لم تكن لتنجح في تأجيش الشعور اليهودي وتحريكه، لذا كان لابد للقادة الصهاينة اليهود من إعادة صبغ هذه الصيغة، وتحويلها إلى خطاب قادر على خداع الفئات اليهودية المستهدفة. وهكذا أصبحت الصيغة مهودة ومغلفة بديباجات ومسوغات يهودية جعلت بإمكان المادة البشرية المستهدفة استبطانها وقد طور هرتزل الخطاب الصهيوني المراوغ الذي فتح الأبواب المغلقة أمام كل الديباجات اليهودية المتناقضة التي غطت، بسبب كثافتها، على الصيغة الأساسية الشاملة وأخفت إطارها المادي النفعي حتى حلت، بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية في الغرب، بل بالنسبة لمعظم قطاعات العالم الغربي، محل الصيغة الأساسية الشاملة.فتحول اليهود إلى كيان مقدس له هدف وغاية ووسيلة ورسالة.. وتذهب الصيغة المُهودة إلى أن العالم هو المنفى وأن اليهود يشكلون شعباً عضوياً واحداً لابد أن يُنقَل من المنفى (فهو شعب عضوي منبوذ) إلى فلسطين أرض الميعاد لكن هذا التهجير لليهود من داخل أوروبا إلى خارجها احتاج إلى آليات وديباجات ليتم بنجاح. وقد كانت آليات الانتقال والتهجير هي القانون الدولي العام متمثلاً في وعد بلفور (في الصياغة الصهيونية السياسية) أو تنفيذاً للوعد الإلهي والميثاق مع الإله (في الصياغة الدينية) أو بسبب قوة اليهود الذاتية (في الصياغة الصهيونية التصحيحية). كما أن النتيجة النهائية واحدة وهي تحويل اليهود إلى مستوطنين صهاينة وطرد الفلسطينيين من وطنهم وتحويلهم إلى مهاجرين.وهكذا نلاحظ أن عملية نقل اليهود إلى خارج أوروبا تمت بتوظيف مختلف الوسائل، بل أدركت الحركة الصهيونية ضرورة الاستفادة حتى من الذين لا تمكنهم الهجرة إلى فلسطين.. وفي هذا السياق كان لابد من أجل فهم الحركة الصهيونية من التمييز بين صهيونية استيطانية انتقلت إلى الاستيطان في فلسطين، وصهيونية توطينية وتتجسد في صهاينة اختاروا البقاء في بلدانهم الأصلية، ولكنهم يدعمون عملية الاستيطان، أي يوطنون غيرهم.
كان الحافز الأول عند الدول الغربية لنشر ودعم فكرة دعم وطن قومي لليهود خارج أوروبا هوالتخلص من اليهود أولا وتوظيفهم لخدمة المصالح الاستعمارية الغربية ثانيا. وفي هذا السياق نفهم لماذا دعا نابليون الذي كان معاديا لليهود إلى تشكيل وطن خاص بهم في فلسطين. ونفهم كذلك الدافع إلى صياغة وعد بلفور، مع أن بلفور نفسه كان له موقف معاد لليهود. فالغرب عاش خلال عصر الأنوار فترة صعود البرجوازية، حيث نجح التحول الاقتصادي والثقافي في أوروبا الغربية وفشل في أوروبا الشرقية، الأمر الذي دفع بجماعات يهودية كبيرة إلى الهجرة من شرق أوروبا إلى غربها. ولم تتحمل أوروبا الغربية هذا الكم الديموغرافي اليهودي الوافد فكان لابد من العمل على تهجيره إلى الخارج وتوظيفه، انسجاما مع التقليد الاستعماري الذي اشتغلت به أوروبا في استيطان أميركا وغيرها من المستعمرات، وهو تصدير الجماعات والفئات غير المرغوب فيها، ولم تكن فلسطين هي المطلب الأول بل أي بقعة من الأرض، لكن مع ضعف العالم العربي الإسلامي، ومع التخطيط لتجزئته واستعماره، ولمنع صعود قوة عربية أو إسلامية موحدة، ونظرا لقيمة فلسطين الإستراتيجية وقيمتها الرمزية للفكر الديني اليهودي، ظهرت داخل الفكر الاستعماري الإنجليزي فكرة توطين اليهود في فلسطين تحديدا لإنشاء دولة تكون عبارة عن حاجز بشري ومادي يقطع جسد العالمين العربي والإسلامي في موقع مفصلي إستراتيجي يمنع توحده وتضامَّ أجزائه.
شبكة البصرة
المسيحية المتصهينة... اصولها وجذورها
(الجزء الاول)
نبيل ابراهيم
مقدمة
نسمع ونردد كثيرا مصطلح ((المسيحية المتصهينة))،وقد لا يفهم الكثير منا معنى هذا المصطلح ولا يعي البعض الآخر خطورته، بل يربط البعض هذا المصطلح بالمسيحية كـ(دين)، لذا ارتأيت ان اخوض في غمار هذا المصطلح لما له من خطورة كبيرة علينا كمواطنين سواء كنا مسيحيين او مسلمين لان المسيجية المتصهينة تستهدفنا جميعا دون استثناء. فالمسيحية المتصهينة لها مؤسساتها وإعلامها الخاص والمتنوع، بل ويدافع أتباعها عن مسيحيتهم المتصهينة بكل صفاقة تفوق صفاقة الصهاينة اليهود. الصهيونية المسيحية مصطلح انتشر في اللغات الأوربية وتسلَّل منها إلى اللغة العربية، حيث تتم ترجمة كل المصطلحات بتبعية شديدة دون إدراك مضامين المصطلح، والواقع أن مصطلح الصهيونية المسيحية يضفي على الصهيونية صبغة عالمية تربطها بالمسيحية ككل، وهو أمر مخالف تماماً للواقع، إذ ليس هناك صهيونية مسيحية عندنا في الشرق، بل إن أوائل المعادين للصهيونية بين عرب فلسطين كانوا من العرب المسيحيين، وأول مفكر عربي تنبأ بأبعاد الصراع العربي الصهيوني وبمدى عمقه هو المفكر المسيحي (اللبناني الأصل الفلسطيني الإقامة) نجيب عازوري. كما أن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية تعارضان الصهيونية على أساس عقائدي ديني مسيحي، وإن حدث تقارب ما (كما هو الحال مع الفاتيكان)، فإن ذلك يتم مع دويلة الكيان الصهيوني ولاعتبارات عملية خارجة عن الإطار الديني العقائدي إلى حدٍّ كبير. بل هناك في الغرب المسيحي عشرات من المفكرين المسيحيين الذين يرفضون الصهيونية على أساس ديني مسيحي أيضاً. ولذا، فإن مصطلح الصهيونية المسيحية غير علمي نظراً لعموميته ومطلقيته. ومن هنا، فإن الحديث يجري هنا، في هذه الموسوعة، عن الصهيونية ذات الديباجة المسيحية، فهي صهيونية غير مسيحية بأية حال، بل صهيونية استمدت ديباجتها (عن طريق الحذف والانتقاء) من التراث المسيحي دون الالتزام بهذا التراث بكل قيمه وأبعاده، وهذا هو الفارق بين أية عقيدة دينية وأية عقيدة علمانية، فالمؤمن بعقيدة دينية يؤمن بمجموعة من القيم المطلقة المتجاوزة لإرادته فهي ليست من إبداعه ولا من إبداع غيره من البشر، أما العقيدة العلمانية، فهي مجموعة من القيم النسبية المتغيرة، ولا يمكن أن يُحـاكَم الإنسـان العلمـاني من منظورها إذ بوسعه أن يرفضها ويتنكر لها ويعدِّلها بما يتفق مع مواقفه المتغيِّرة واحتياجاته المتطورة وأهوائه المتجددة ورغباته التي لا تنتهي. والصهيونية ذات الديباجة المسيحية هي دعوة انتشرت في الأوساط البروتستانتية المتطرفة لإعادة اليهود إلى فلسطين. وتستند هذه الدعوة إلى العقيدة الألفية الاسترجاعية التي ترى أن العودة شرط لتحقيق الخلاص، وهي تضم داخلها هذا المركب الغريب من حب اليهود الذي هو في واقع الأمر كره عميق لهم، تماماً مثل الصيغة الصهيونية الأسـاسـية: شعب عضوي منبوذ نافع يُنقَل خارج أوربا ليُوظَّف لصالحها.
البعض يستخدام تعبير أدق لهؤلاء هو (المتصهينون المدعون بالمسيحية)؛ فالمسيحيون المتصهينون هم غربيون (من اوربا وامريكا بصورة خاصة)، والقسم الاكبر منهم بروتستانت، وهنا يجب التمييز وبدقة بين المسيحية والمسيحيين كما التمييز بين الإسلام والمسلمين، فالذين صنعوا المشروع الصهيوني على أرض فلسطين هم المسيحيون الغربيون الصهاينة وليس المسيحيون العرب، وكما نميز بين الشعوب والحكومات، نميز بين سلطة الكنيسة وبين أتباعها فقد تخضع الكنيسة للسلطات السياسية ولكن لا يعني هذا قبول أتباعها لتوجهاتها ورضاهم عن سلوكها، واود أن الفت الانتباه الى ان المسيحيين الحقيقيين يفرقون بين العهدين القديم والجديد، اما المتصهينون المسيحيون فيربطون ما بين خرافات التلمود والعهدين القديم والجديد. الدارس للعهد القديم يكتشف أنه الوثيقة الأولى للصهيونية، والمشرّع الأول للميكافيلية والبراجماتية.. فهو نص ساقط أخلاقياً وتاريخياً وجغرافياً وعلمياً، ويتناقض كلياً مع المبادئ التي دعا إليها المسيح وخاصة كما تجلت في إنجيل يوحنا. فلم الإصرار على بقاء العهد القديم إلى جانب العهد الجديد في كتاب واحد!؟ ولم الإصرار على جمع النقيضين ثم اللجوء إلى التفسير الرمزي لستر لا أخلاقية العهد القديم!؟
إن المسيحية الشرقية ولا سيما العربية الواعية، تجاوزت الإشكالية وهي تعد أن المسيحية ألغت اليهودية، وبأن شعب الله هم المؤمنون بالمسيح وبالقيم، وبأن فلسطين هي أرض المسيح المقدسة وهي لشعبها الفلسطيني، وبأن الصهيونية مشروع استعماري، ويؤمنون بأن يهود اليوم لا علاقة لهم بيهود الأمس ولا ببني إسرائيل الوارد ذكرهم في العهد القديم، وهم كعرب في خندق واحد مع المسلمين، وفي النظرة الواحدة إلى القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني!والمطلوب من المسيحية العربية فصل العهد القديم عن الكتاب المقدس لأنه يسيء إليه ويسيء إلى المسيح نفسه!! ولم تعد الصهيونية مقتصرة على اليهود أو المسيحيين المتصهينين، فلقد صرنا نرى عرباً صهاينة ومسلمين صهاينة وبوذيين صهاينة!!
ما هي الصهيونية؟
إن الصهيوني هو من يؤمن بأن يهود اليوم هم من سلالة يهود التاريخ وبأنهم من سلالة يعقوب، ويعترف بالكيان القومي الاستعماري لليهودي (المنتمي للديانة اليهودية)، ويمنحه شرعية سرقته للأرض الفلسطينية وتشريد شعبها منها، سواء بالاستناد إلى التوراة أو الشرعية الدولية أو سياسة الأمر الواقع
والمسيحيون الصهاينة تقوم مبادئهم على الدعم المسيحي للصهيونية اليهودية من خلال العمل على مساعدة هجرة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة التوراة، والدفاع عن الكيان الصهيوني وما يقترفه من جرائم. والصهيونية حركة سياسية دينية تقوم على تدخل البشر في تحقيق النبوءة المزعومة عن عودة اليهود إلى فلسطين
اما كلمة (الصهيونية) فهيمشتقة من كلمة صهيون وهي احد القاب جبل صهيون والذي يعتبر الاقرب الى مكان بناء معبد الهيكل المزعوم وتعبر كلمة صهيون عن ارض الميعاد للصهيونية جانب عقائدي نتيجة اليهودية التي يتبعها اصحاب هذه الحركة ولكن كماقلنا ليس كل يهودي صهيوني حيث ان هناك الكثير من اليهود يعارضون تلك الحركة بالرغم من اعتقاد المتدينين اليهود ان ارض الميعاد هبة من الله لبني اسرائيل الا انهم لم يتحمسوا كثيرا للصهيونية باعتبار ان ارض الميعاد ودولة اسرائيل لايجب ان تقام بيد بني البشر بل بيد المسيح المنتظر. ووردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم عندما جاء داود الى بيت المقدس والذي أسس مملكته 1000-960 ق.م. وهى مشتقة من الكلمة (صهيون) وهو أحد ألقاب جبل صهيون والذي يعتبر الأقرب إلى مكان بناء الهيكل في القدس ؛ كما هو مذكور في الكتب المقدسة المسيحية واليهودية وتعبر كلمة صهيون عن أرض الميعاد عند اليهود وعودة اليهود إلى تلك الأرض، فنقرأ مثلا فى اليهودية مجىء ذكر كلمة صهيون كثيرا ودائما تأتى على انها ارض الميعاد وان القدس هى عاصمتهم، فذكر في اشعياء 33/20 ((...انظر صهيون مدينة اعيادنا.عيناك تريان اورشليم مسكنا مطمئنا خيمة لا تنتقل لا تقلع اوتادها الى الابد وشيء من اطنابها لا ينقطع...))، وكان اسم صهيون في الأصل يطلق على قدس اليبوسيين، ((واليبوسيين هم أحد بطون القبائل الكنعانية حيث انطلق من شبه جزيرة العرب نحو الشمال حوالى نحو 2500 ق.م وقد سمى المدينة التي بناها هناك باسم (يبوس) التي وردت في الأحافير المصرية القديمة باسم(يابيشي) أو(يابيثي) وتقع أطلال هذه المدينة في الهضبة التي تدعى باسم (جبل صهيون)اليوم. وفي عهد الملك اليبوسي الذي يعرف باسم(ملكي صادق) أيضاً والذي حكم ا ليبوسيين خلال جزء من القرن العشرين قبل الميلاد، تغير اسم المدينة من يبوس إلى أورشاليم))، التي احتلها داوود وقام بطرد جماعة قدس اليبوسيين وقام بسبيهم، ثم قام داوود ببناء قصره فيها بعد انتقاله من حبرون (الخليل) الى بيت المقدس فى القرن الحادى عشر قبل الميلاد..واسس مملكته فأصبح اسمها مدينة داوود لتظهر حركة المكابيين التي أعقبت العودة من السبي البابلي 586-538 قبل الميلاد، وأول أهدافها كانت العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان من جديد بحيث تكون القدس عاصمة لها أما الاسم صهيون فأخذ يكتسب على مر العصور معنى رمزيا في الروحانية اليهودية. فكان مسبيّو بابل يضعون كل آمالهم في إعادة بناء صهيون او اعادة هيكل سليمان كما زعموا قديما وما يزالوا يزعمون بالطبع. ولما لم تتحقق آمالهم بعد عودتهم من السبي اكتسب الاسم معنى رمزيا وهو شعب الله. ثم بعد ذلك ظهرت المسيحية وبدأت بالانتشار في القدس وكان مركزها الأول في علية صهيون وكانت لديها القناعة بأنّها الآن شعب الله الجديد فسمّوا أوّل كنيسة باسم صهيون المقدسة. وهكذا تحول اسم صهيون من مدينة داود في سلوان إلى المنطقة التي تقوم عليها علية صهيون او جبل صهيون.
وقد ورد في كتاب (الانساب والعائلات الشامية) بخصوص كلمة صهيون مايلي...((صهيون اسم جبل جنوب غربي مدينة القدس الشريف وهو اسم عربي بحت وسكن الجبل اليبوسيين ابناء عم الكنعانيين واقاموا عليه حصنا اذا سكان هذا الجبل من العرب واسمه عربي ايضا ان سكان فلسطين الاصليين هم الكنعانيون والفينيقون والعموريون وهم من القبائل التي هاجرت من وطنها الاصلي شبه الجزيرة العربية وعاشت بزعامة ملوكها في فلسطين قبل ظهور جماعة النبي موسى عليه السلام بالفي عام ولقد سرق اليهود اسماء المدن والحصون ونسبوها لانفسهم ومثال على ذالك تسمية (اور شاليم) اي القدس هي كلمة كنعانية ارامية وردت في النصوص الكنعانية قبل ظهور موسى بعدة قرون وحتى قبل ان يكون لليهود لغة خاصة بهم اذا نحن من نسمي اليهود بالصهاينة وهذا غلط فاحش ويجب علينا ان لا نحقق لهم هدفهم في سرقة الاسماء والارض واللغة فاليهود على مر العصور والى الان ليسوا سوى شرذما من الناس لم يكن لهم كيان مستقل في اي زمن من الازمان. عائلة صهيون والتي تستقر بمصر والاردن وسوريا ولبنان منذ سنين عديدة اصولهم من فلسطين من جبل صهيون العربي لان بعد زوال دولة اليهود القديمة عاد العرب وسكنوا جبل صهيون العربي هناك قلعة في الساحل السوري تسمى صهيون وايضا ليس لها اي صلة باليهود وهي عربية كنعانية اسما وارضا وسكانا اذا هناك احتمالين فمثلما يقال للقادم من نابلس فلان نابلسي ومن طرابلس طرابلسي ومن الشام شامي ومن الصالحية صالحاني ومن دوما دوماني ومن حمص الحمصي يقال للقادم من جبل صهيون او حصن صهيون يقال له الصهيوني اذا في كثير من الحالات تنسب العائلة للمكان التي قدمت منه وبالنسبة لعائلة الصهيوني او صهيون اؤكد لك انهم من اصول عربية وقادمون من اراضي عربية اما من قدسنا الشريف واما من سواحل بلاد الشام الشريف اذا ارجوا من الاخوة القراء الانتباه وعدم الخلط بين الاسماء التي اطلقها اليهود على انفسهم حديثا من اجل اثبات حقهم الباطل في فلسطين عن طريق سرقة اسماء الاماكن والمدن العربية ونسبها الى انفسهم اذا الحذر الحذر من خلط الاسماء العربية البحتة بالتسميات اليهودية الحديثة للمنظمات الارهابية مثل الصهيونية العالمية وحكماء صهيون وربطها بفلسطين العربية ارضا وشعبا ولغة منذ اقدم العصور والى الان اعتذر عن الاطالة ولكن الموضوع كبير ويحتاج الى شرح واذا اردت اعطيكم براهين اكثر بالنسبة لتسمية المدن العربية الفلسطينية وكيف قام اليهود بنسبها الى انفسهم وسرقة الاسماء والارض وحتى اللغة التي تسمى عبرية ليس لها وجود وانما قاموا بسرقتها من اللغات العربية القديمة ونسبوها الى انفسهم وطبعا انا اتشرف أنني أنتسب الى هذه العائلة العريقة.. وهي عائلة كبيرة معروفة في جمهورية لبنان الشقيق والمملكه الاردنيه الهاشميه ودوله سوريا وهم من الاخوان السنة ومنهم مسيح)).
والصهيونية فكرة قديمة، بدأ تاريخها بتاريخ اليهود.ولكن بدأ ظهور الصهيونية الحديثة في القرن السابع عشر الميلادي، وفي القرن التاسع عشر ظهرت الصهيونية علنا إلى العالم كحركة سياسية تدعو إلى تجميع اليهود في وطن خاص بهم، وظهر ((هيرتزل)) كزعيم لهذه الحركة، وبقيادته عقد مؤتمر ((بال)) بسويسرا سنة 1897م.فالصهيونية كفكرة استثمرت التراث الثقافي اليهودي والدعم الأوروبي فانتهت إلى إقامة دولة عنصرية في فلسطين، مرتكزة في إقامتها لدولتها هذه على جدلية الإجلاء والتوطين، إجلاء للفلسطينيين أصحاب الأرض وتوطين اليهود بدلا عنهم،وان فكرة دعم وطن قومي لليهود خارج أوروبا هو التخلص من اليهود أولا وتوظيفهم لخدمة المصالح الاستعمارية الغربية ثانيا، وفي هذا السياق نفهم كذلك الدافع إلى صياغة وعد بلفور، مع أن بلفور نفسه كان له موقف معاد لليهود، فالصهيونية تعتبر فكر وحركة سياسية هدفها توحيد اليهود في الشتات وتوطينهم في فلسطين، وأول من استخدم مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890 م، وتم عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بال في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية،
تذهب بعض المصادر والجهات في تعريفاتها للصهيونية إلى أنها أنشأت من قبل الغرب في القرن التاسع عشر. وهو مذهب خاطئ في تفسير نشأة الصهيونية، لأنه لابد من التمييز في نشأتها بين ثلاثة مستويات: الصهيونية كفكرة، والصهيونية كحركة، والصهيونية كدولة. إن الصهيونية كحركة هي بالفعل نتاج سياسي حدث في القرن 19. بيد أن الصهيونية كفكرة موجودة في التراث الثقافي اليهودي، كحنين إلى العودة إلى فلسطين ظهر منذ السبي البابلي، وهو ما تعكسه علامات ورموز ومحددات ثقافية كثيرة داخل التراث الديني اليهودي، ومن بينها المزمور 137، غير أن هذا الحنين كان مجرد فكرة انتظارية مشروطة بنزول المسيا (مسيح اليهود)، حيث نجد في الفكر الديني اليهودي تحريما شديدا لهذه العودة، بل تعتبر عودة اليهود هرطقة وتعجيلا بالنهاية بالعبرية (دحيكات هاكتس).لذا لم يكن ممكنا للفكرة أن تتحول إلى حركة وإستراتيجية عملية إلا بعد حدوث تحولات فكرية داخل هذا التراث الثقافي الديني اليهودي، وهي التحولات التي تمثلها إسهامات مفكرين وحاخامات الصهيونية أمثال القلعي وكاليشر.. الذين قاموا بتحريف فكري تجاوزوا به التحريم الديني الذي كان يحرم العودة الجماعية لليهود إلى فلسطين، حيث يشرطها بنزول المسيح (المسيا)، الذي نظر إليه في التراث الديني اليهودي بوصفه الإذن الإلهي بانتقال اليهود جماعيا إلى فلسطين.
القول إن الحركة الصهيونية هي استثمار للتراث اليهودي هو تأكيد لحقيقة تمكننا من تفسير ما يعجز عنه كثير من التعاريف الأخرى التي تجعل هذه الحركة سواء كفكرة أو كحركة من إنشاء الغرب وحده فقام هؤلاء الحاخامات بنقد هذه العقلية الانتظارية والدعوة إلى ما يمكن أن نسميه استنزال المسيح، بمعنى أن عودة اليهود الجماعية إلى فلسطين ستضطر المسيح إلى النزول.وعندما نقول في التعريف إن الدولة الصهيونية المقامة في فلسطين دولة عنصرية وإنها ارتكزت في قيامها على جدلية الإجلاء والتوطين، فإن هذا القول هو استجماع وإيضاح لحقائق عديدة تسعى الحركة الصهيونية إلى إخفائها، أولها الطابع العنصري والإرهابي للدولة اليهودية. وثانيها أنها لم تأت إلى أرض بلا شعب، بل جاءت إلى أرض لها أصحابها، ولذا كانت منهجيتها في الاستيطان تقوم على جدلية الإجلاء والتوطين إجلاء الفلسطينيين ووضع اليهود موضعهم، وهو الإجلاء الذي استخدمت فيه أساليب إرهابية متوحشة بدءا بالحرب وانتهاء بالمذابح ضد المدنيين.
وبمراجعة الخطاب الفكري الصهيوني نلاحظ أن كل اتجاه صهيوني يتبنى أسلوبا معينا ليصل إلى الهدف ذاته، وهو أن الشعب اليهودي شعب عضوي موحد يعيش في شتات المنفى، وينبغي تجميعه في أرض يؤسس عليها وطنه القومي. وهذا الهدف كان مقصدا إستراتيجيا في السياسة الأوروبية، وإن تعددت الدوافع إليه الا ان صيغة ((شعب موحد يعيش في المنفى)) لم تكن الحركة الصهيونية اليهودية قادرة على أن تفصح عنها، لأنها بذلك لم تكن لتنجح في تأجيش الشعور اليهودي وتحريكه، لذا كان لابد للقادة الصهاينة اليهود من إعادة صبغ هذه الصيغة، وتحويلها إلى خطاب قادر على خداع الفئات اليهودية المستهدفة. وهكذا أصبحت الصيغة مهودة ومغلفة بديباجات ومسوغات يهودية جعلت بإمكان المادة البشرية المستهدفة استبطانها وقد طور هرتزل الخطاب الصهيوني المراوغ الذي فتح الأبواب المغلقة أمام كل الديباجات اليهودية المتناقضة التي غطت، بسبب كثافتها، على الصيغة الأساسية الشاملة وأخفت إطارها المادي النفعي حتى حلت، بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية في الغرب، بل بالنسبة لمعظم قطاعات العالم الغربي، محل الصيغة الأساسية الشاملة.فتحول اليهود إلى كيان مقدس له هدف وغاية ووسيلة ورسالة.. وتذهب الصيغة المُهودة إلى أن العالم هو المنفى وأن اليهود يشكلون شعباً عضوياً واحداً لابد أن يُنقَل من المنفى (فهو شعب عضوي منبوذ) إلى فلسطين أرض الميعاد لكن هذا التهجير لليهود من داخل أوروبا إلى خارجها احتاج إلى آليات وديباجات ليتم بنجاح. وقد كانت آليات الانتقال والتهجير هي القانون الدولي العام متمثلاً في وعد بلفور (في الصياغة الصهيونية السياسية) أو تنفيذاً للوعد الإلهي والميثاق مع الإله (في الصياغة الدينية) أو بسبب قوة اليهود الذاتية (في الصياغة الصهيونية التصحيحية). كما أن النتيجة النهائية واحدة وهي تحويل اليهود إلى مستوطنين صهاينة وطرد الفلسطينيين من وطنهم وتحويلهم إلى مهاجرين.وهكذا نلاحظ أن عملية نقل اليهود إلى خارج أوروبا تمت بتوظيف مختلف الوسائل، بل أدركت الحركة الصهيونية ضرورة الاستفادة حتى من الذين لا تمكنهم الهجرة إلى فلسطين.. وفي هذا السياق كان لابد من أجل فهم الحركة الصهيونية من التمييز بين صهيونية استيطانية انتقلت إلى الاستيطان في فلسطين، وصهيونية توطينية وتتجسد في صهاينة اختاروا البقاء في بلدانهم الأصلية، ولكنهم يدعمون عملية الاستيطان، أي يوطنون غيرهم.
كان الحافز الأول عند الدول الغربية لنشر ودعم فكرة دعم وطن قومي لليهود خارج أوروبا هوالتخلص من اليهود أولا وتوظيفهم لخدمة المصالح الاستعمارية الغربية ثانيا. وفي هذا السياق نفهم لماذا دعا نابليون الذي كان معاديا لليهود إلى تشكيل وطن خاص بهم في فلسطين. ونفهم كذلك الدافع إلى صياغة وعد بلفور، مع أن بلفور نفسه كان له موقف معاد لليهود. فالغرب عاش خلال عصر الأنوار فترة صعود البرجوازية، حيث نجح التحول الاقتصادي والثقافي في أوروبا الغربية وفشل في أوروبا الشرقية، الأمر الذي دفع بجماعات يهودية كبيرة إلى الهجرة من شرق أوروبا إلى غربها. ولم تتحمل أوروبا الغربية هذا الكم الديموغرافي اليهودي الوافد فكان لابد من العمل على تهجيره إلى الخارج وتوظيفه، انسجاما مع التقليد الاستعماري الذي اشتغلت به أوروبا في استيطان أميركا وغيرها من المستعمرات، وهو تصدير الجماعات والفئات غير المرغوب فيها، ولم تكن فلسطين هي المطلب الأول بل أي بقعة من الأرض، لكن مع ضعف العالم العربي الإسلامي، ومع التخطيط لتجزئته واستعماره، ولمنع صعود قوة عربية أو إسلامية موحدة، ونظرا لقيمة فلسطين الإستراتيجية وقيمتها الرمزية للفكر الديني اليهودي، ظهرت داخل الفكر الاستعماري الإنجليزي فكرة توطين اليهود في فلسطين تحديدا لإنشاء دولة تكون عبارة عن حاجز بشري ومادي يقطع جسد العالمين العربي والإسلامي في موقع مفصلي إستراتيجي يمنع توحده وتضامَّ أجزائه.
شبكة البصرة