المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بينَ السُهادِ والكرى



يسرى علي آل فنه
13-05-2004, 10:32 AM
وندورُ في فلكِ الوجود 00والمدى يجتثُ من روح المغيبِ نهارهُ 00والفكرُ يعصفُ بالحدود000

والليل بين جناحه رست المدائن كلها الا مدينةُ مقلتي

لازلتُ أسكنُ لجة الشفق المهاجر من قريب ولستُ أُدركُ ماالأرق ، ولأي شئٍ يستبيحُ مُعِذباً حلمُ الرحيل الىغيوب المستحيل 000ويراقصُ شبح النهايات الخوالي 00

ويغوص في موج الوداعِ 00همساتهُ ترتيلةٌ ألِفَ الزمانُ أنينها 00من ذا يجاهرُ بالأنين ويحطم كأس الغسق رغم التعب ،الا الذي قرأ السُهادَ بقلبهِ وبفكرهِ وبروحهِ 0

وتجمعت في القلب زخاتُ السؤال 00

كيف المصير ُ؟ وكيف نلقى فجرنا الموعود والروح يجهلها الكرى؟؟!! ويجهلها الجواب

ها انها تأتي تهاتفُ وحدتي جرساً يرنُ كلما عصف الجنون

أرخِي سدولَ الليلِ يانفسُ وذوبي فالكلُ يعبثُ في الحياة والكلُ يبعثُ بعدها،

،والعمرُ يبسطُ موعداً في كل حين 00فاقرأي في شرعهِ اني أجول ُبين أجفاني السهام ولايفارقني قدرُ المجئ 00وتجاهلي نص المتاهةِ واقرأي بعد السكون

00الموتُ ليسَ نهاية00 والحقُ ميثاقٌ غليظ 00والعدلُ دستور الاله 00والكلُ يحبِسهُ الحساب.

فلتهدأي ثقةً بأن الكونَ في كفٍ رحيمه، ولتهجري أرقَ السؤال ،ولتهجري عصف الفؤاد ،ولتتركي الروح تسافر في سلام الحالمين.

حنظلة
14-05-2004, 11:21 PM
يا نبض الإيمان

إسم جميل مرتبط بالإيمان. وهل هناك أحلى من الإيمان وأكثر متعة في عالم الوهم هذا منه.

ثم إنني أرى تساؤلات كثيرة و حيرة مرسومة على السطور وبينها. تساؤلات وحيرة منشؤها مشاعر الحزن والألم والأسى. ثم يبدو جليا أن شيئا من مشاعر اليأس والإحباط تحيط بهذا كله.

ويبدو أن شيئا من الصراع بين الإيمان الذي تتسمين به واليقين الذي تدورين في فلكه يناقض تلك المشاعر أو بعضها يدفعك لطمأنة نفسك:

"فلتهدأي ثقةً بأن الكونَ في كفٍ رحيمه، ولتهجري أرقَ السؤال ،ولتهجري عصف الفؤاد ،ولتتركي الروح تسافر في سلام الحالمين".

ولكنني أقول لك بأن تذكير النفس بالإيمان وحده مع ازدياد تلك المشاعر حدة يحتاج إلى جرعات حقيقية من الإيمان تذهب تلك الوساوس وذلك اليأس حتى ولو بقي الألم.

وأود أن أذكرك بقول الله تعالى في سورة يوسف: (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).

يقول سيد قطب رحمه الله تعالى:
فأما المؤمنون الموصولة قلوبهم بالله , الندية أرواحهم بروحه , الشاعرون بنفحاته المحيية الرخية , فإنهم لا ييأسون من روح الله ولو أحاط بهم الكرب , واشتد بهم الضيق . وإن المؤمن لفي روح من ظلال إيمانه , وفي أنس من صلته بربه , وفي طمأنينة من ثقته بمولاه , وهو في مضايق الشدة ومخانق الكروب . . .

ليال
14-05-2004, 11:47 PM
تأملات عميقة ذكرتني بروح الأديب اللبناني العملاق أمين الريحاني ذاك القائل يوماً : أن التفكير صلاة الفيلسوف
تحياتي الخالصة

نعيمه الهاشمي
15-05-2004, 01:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الاخ نبض الايمان

اولا ارحب بك بين اخوتك واخواتك فى هذا الصرح الشامخ

ويشرفنا وجود هذا القلم الذى سطرح هنا انهار عميقه من الفكر والابداع

00الموتُ ليسَ نهاية00 والحقُ ميثاقٌ غليظ 00والعدلُ دستور الاله

صدقت الموت ليس بنهاية

وانما بدايه لدخول عالم جديد


فى انتظار المزيد من هذا الفكر الراقي

تحياتى وفائق التراحيب

يسرى علي آل فنه
15-05-2004, 10:40 AM
ياحنظله
الحروف مطيةُ البوح ، وللروح خطراتها وللعقل أن يتساءل الى أن يتوقف النبض ، وللإيمان ثبوت المعتقد 00
وبرغم ذلك نحتاج الى تجديده ذلك لان القلوب اذا كلت عميت كما ورد في الحديث النبوي الشريف

واسمح لي أن أقول بأن مساحةُ التحليق أوسع من أن نبلغ حدود أمانها الا بعونٍ من الله تعالى

أخي الكريم

عبر السطور هنا ومع الُسهد كانت اختلاجات المشاعر وتزاحم الافكار وهمس اليقين لاستحضار

معنى الثبوت 00واظني اعود معك واشاطرك القناعة في أنَّ اليأس متى استحوذ علينا أردانا

أشكرك على كريم حضورك وجميل حرفك وعميق استدلالك

دمتَ بخير وأسعدك الله تعالى

يسرى علي آل فنه
15-05-2004, 10:47 AM
أختي الكريمة ليال
احترامي لك ولتعقيبك00وجميل ان تسعد حروفي بكريم تواصلك
دمتِ بخير

يسرى علي آل فنه
15-05-2004, 11:00 AM
أختي الكريمة العنود الهاشمي

أدركت منذ امد بان هذه الواحة غناء وارفة الظلال كريمة بمن فيها ولكن لم يشأ القدر ان أنثر حروفي بها الا الان والتي اتمنى ان تثمر خيراً

سرني مروركِ الندي وترحيبك الجميل 0

لك الشكر وكوني بخير

حنظلة
15-05-2004, 01:28 PM
أيتها الأخت الكريمة

تقولين"وللعقل أن يتساءل الى أن يتوقف النبض".

في الحقيقة أخشى عليك مما هو أدهى مما نبهتك إليه. أخشى عليك من الشك. فللعقل أن يتساءل ويفكر ويتدبر ولكن في أي شيء وعن أي شيء.

ثم إنك تقولين وقد صدقت في قولك "واسمح لي أن أقول بأن مساحةُ التحليق أوسع من أن نبلغ حدود أمانها الا بعونٍ من الله تعالى".
فالعون الذي تتحدثين عنه هو أن نلتزم الحدود التي شرعها الله لنا عند استخدام العقل وإعمال الفكر.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذات الله).

وقال صلى الله عليه وسلم: (‏إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ ؟ فَيَقُولُ : اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ ؟ فَيَقُولُ : اللَّهُ ،فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ )

هدانا الله جميعا للحق.

حنظلة
15-05-2004, 01:51 PM
الأخت الكريمة ليال

تستشهدين بقول الريحاني النصراني : إن التفكير صلاة الفيلسوف.

فإذا كان التفكير على طريقته الفلسفية التي لا تمت لديننا الإسلامي بصلة فأي صلاة هذه. إنها في الحقيقة صلاة للشيطان وإلى الشيطان.

ثم إن كلاما كثيرا يدور حول ماسونية هذا الريحاني. وموقفه من الخلافة العثمانية والتأليب عليها ثم ما لاقاه في الغرب من تمجيد وتشجيع وكذلك محاولته الجمع بين ثقافتنا وثقافتهم على طريقة طه حسين وغيره. كل ذلك يلقي بظلال من الشك على الرجل وانتماءاته وولاءاته.
يقول الريحاني في كتاب (خالد) : "اننا لا ننتمي لا الى الشرق ولا الى الغرب ولا توجد حدود في صدرنا. اننا أحرار."

يسرى علي آل فنه
15-05-2004, 02:29 PM
أخي الفاضل حنظلة

يبدو أنك ابتعدت بي كثيراً عن حدود ماكنتُ أريد أن أبوح به
ودعني تفضلاً منك ان أعود بهدوء الى نقطة جلية ألا وهي حدود الفكرة التي سجلتها في خاطرتي تلك والتي ايماناً بالله والتزاماً بنهجه لن اجعلها تتجاوز الثوابت بحفظ الله تعالى
تسألني اخي الكريم وتقول
للعقل أن يتساءل ويفكر ويتدبر ولكن في أي شيء وعن أي شيء؟

وأجيبك بأن تساؤولات العقل تكون في تفاصيل الحياة ومايحدث فيها والغاية هنا تطمينٌ النفس
وأنه برغم مظاهر الظلم والتناقض الذي يغلف عالمنا الا ان حكمة الله تعالى في كل شئ لايرقى لها بشرٌ
وهو العدلُ المهيمن
حقيقة أسعدني كريم حرصك على تنبيهي لما فيه الخير وأسأل الله تعالى لي ولعباده الهداية والثبات على الحق
شكراً لكَ دائماً

حنظلة
15-05-2004, 04:17 PM
الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام.

وجزاك الله خيرا على سعة الصدر وحسن الجواب.

ولكن وقفة أخيرة وهو أن نصوصا بتلك الطريقة وذلك الأسلوب يصوغها بعض من لا يمت للإيمان بصلة. وقد عرفت الفرق بينك وبينهم من أول قراءة ولكنني أحببت التأكد.

ثم إن العمري لديه رأي في غموض النصوص وأؤيده عليها وهو أن الإبداع يمكن الوصول إليه دون كل هذا التعب.

وأعتذر عن الإطالة.

عبد الوهاب القطب
15-05-2004, 06:15 PM
الفاضلة نبض الايمان

نرحب بك في هذه الواحة الوارفة بعطائكم

استمتعت بقراءة هذه الخاطرة الجميلة

وما دار حولها من نقاش واستفدت والحمد لله.

هكذا تطيب لي المتابعة..اسلوب اخوي في منتهى الادب

بعيدا عن التهجم واثارة المشاعرة السلبية.



تحياتي اختي الفاضلة البارعة

وبانتظار المزيد

يسرى علي آل فنه
16-05-2004, 02:50 PM
أخي الفاضل حنظلة

أزهرت صفحتي بكريم اطلالتك وبعميق المعاني التي تحرص على تبنِّيها

جعلها الله تعالى خالصة لوجهه الكريم وأثقل بها ميزان حسناتك

وان كنتُ أحرص على أن يطاوعني حرفي الا انني لا أتعمد أن يجئ ملتحفاً بالغموض

أرجو متابعتك فلربما يسرك نبض حروفي ولربما تجئ ساطعه في قادم المشاركات فإن يكن فلله الحمد والمنّه

وإن لم يكن فإنني لجميل النصح أتوق .

احترامي لك وجزيل الشكر

يسرى علي آل فنه
16-05-2004, 03:14 PM
أخي الفاضل ابن بيسان

أسعدتني متابعتك الكريمه

وللحقيقة هنا منهلٌ عذبٌ للفكر لن يعكره أي شئ بإذن الله مادمنا نلتزم بمعاني الاخوة والاحترام للجميع ،

ويبقى أن نقول كما في الحكمة الشهيرة: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"

اشكر لك أخي كريم ترحيبك وتقبل احترامي

د. سمير العمري
18-05-2004, 11:28 PM
الأخت الكريمة يسرى المتشحة بنبض الإيمان:

دعيني بداية أرحب بك في واحتك واحة الفكر والأدب وبين النخبة من أخوانك في أسرة يجمعها الود ويحيطها الإيمان بإذنه تعالى.

ثم دعيني أحتفي بسعادة بنص أدبي متألق وفكر ناضج وحوار ينم عن منهل كريم.

النص هنا نص شعري مميز وراقي وليت شعري كيف لم ينقله المتابعون إلى دوحة التقعلية. على أية حال سأتشرف بنقله شخصياً.

ثم دعوني أشيد بالحوار الأخوي الجميل والذي تسعى الواحة إلى تجسيده بما يثري الفكر ويتداول الرأي بما يوصل للحقائق وبما يكفل للجميع التعبير عن فكرهم بأدب الحوار وبعدم مصادرة حق الآخر في التناول.
هنا رأيت حواراً يصح مثالاً وأرجو الله أن يظلل واحتنا بالرأي السديد والهدى وفي اختلاف الرأي نفع وفي خلاف القلوب شر.

أرى التفكر عبادة ولا حدود للتفكر إلا فيما لا يبلغه عقل المخلوق لأن التفكر في ما لا يبلغ ضرب من السفاهة.


أهلاً بك يسرى ويسعدني أن وصلت
:os:

يسرى علي آل فنه
19-05-2004, 01:04 PM
الأخ الفاضل سمير العمري

اشكر ترحيبك الجميل والذي اسعدني بحق

وان تكن من امنية ودعاء صادق فهو ان يبارك الله تعالى فيكم وفي هذا الصرح الطيب الكريم ويجعلة منارة

شامخة ومضيئة تهدي كل من سار في نورها الى كل خير

اجدد شكري ودمتَ بخير

معاذ الديري
25-06-2004, 04:59 AM
قرأت بعض تأملاتك في النثر .. فكانت مليئة بالحكمة والتفكر الممتع .
وهاأنا هاهنا اقرأها بتفعيلة زادتها جمالا بايقاع متزن .
وكنت موفقة في الحالتين .
التفكر والتأمل نعمة محروم منها كثير من الخلق..
كما انها متعة لا يعرف طعمها الا من ذاق حلاوته.
تحيات شاكر..

يسرى علي آل فنه
27-06-2004, 05:55 AM
أخي الكريم عاقد الحاجبين

نعم أخي التأمل نعمه عظيمه تأخذنا الى مساحة كبيره من صفاء القلب وحسن التدبر

نسأله تعالى أن نكون من أهلها

دائماً يعطر صفحاتي تواجدك الجميل ، فتقبل جزيل شكري واحترامي

ودمت بكل الخير

محمود صندوقة
03-07-2004, 07:30 PM
همسات عليلة ..,
وفكر راق وجدته هنا ...,
أعتذر فقد وجدت أذني بعض الأخطاء الموسيقية D:
بداية جيدة تنم عن موهبة أدبية
تحياتي

يسرى علي آل فنه
04-07-2004, 04:04 AM
مرحباً بك اخي الكريم محمود صندوقه

جميل وكريم مرورك وتعقيبك

ولاتعتذر أبداً فالنقد يصقل الفكر وينقيه وينير ماأظلم منه
وللحقيقه لم أكن اتعمد أن تأتي الصياغه تحوي جرساً موسيقياً لكن دائماً يأخذني الحرف اليها دون إداراكٍ مني، ومن الجميل ان رايتم فيها مايطرب الاذن وان كان حرفاً.

تقبل شكري وامتناني
ودمت بخير

طائر الاشجان
04-07-2004, 11:51 PM
في الواقع أن موضوعاً مثل هذا احتوى مداولات غنية بالفكرة وجميلة في أسلوب الطرح مما يثير اعتزازنا بوجود أقلام تحتضنها الواحة هي بهذا العمق التقافي الساطع ، زيادة على ما ذكرت فقد بلغ عدد زوار هذه الصفحة ما يقارب 660 قارئاً حتى اللحظة ، وهو أعلى رقم حظي به موضوعٌ في دوحة التفعيلة على الاطلاق باستثناء (من أسفار الصدى ) للكاتب الاندلسي ، ويطيب لي بعد تعقيبي هذا أن تشفع هذه المقدمة لتثبيت الموضوع ، وإتاحة الفرصة لاطلاع الكثيرين ممن فاتهم هذا المورد الخصب ، ولا بأس من استئناف الحوار لمن يريد ، أما أنا فلي عودة لتشخيص النص من الوجهة الادبية بعيداً عن السياسه .

تحياتــي وتقديري
طائر الاشجان

يسرى علي آل فنه
05-07-2004, 01:00 PM
أخي الكريم طائر الاشجان

اشكر لك تشجيعك وبانتظار نقدك القّيم

تقبل احترامي وتقديري

طائر الاشجان
06-07-2004, 11:45 PM
إن أول حرفٍ استهلت به الكاتبة نصها الغني هذا يضع أقدامنا على ردهةِ التساؤل ، هل كان عبثاً أن بدأت بحرف العطف هذا ؟ وتأتي الإجابةُ كلا .. لكأني بها تستأنف الدوران في فلك هذا الوجود الهائل ، ليست وحدها بل أن كل ما يحيطها في حركة دوران تبدأ من الشمس ( تجري لمستقرٍ لها ) وتنتهي بالأيون في الخلية الحية .
وإذاً فمجرد حرفٍ يقودك إلى أبعاد الدلالات التي ينطوي عليها بلا مصادفة ، فابن لك ما تريد من العبارات في منطقة الحذف ما قبل واو البدايةِ إن شئت .
ويبدأ تشكيل الصور فتقدم لنا يسرى المدى كما لو كان جبروتاً يجتث النهار في لحظات الغروب ، وتأتي على إثره عواصف الفكر والأنواء التي تجوب حدوده ، فما أن يحل الليل إلا ويدخل كل شئ في عالم الخيال والاحلام والسبات ، وفيه تطيب مناجاة النفس لمخلوقات الله ، والتأمل في ملكوت السماء .

الليل لباسٌ ، يطيب فيه الكرى لذوي النفوس الخالية ، لكنه لشاعرتنا لظىً مشتعلةً ، تسلب النوم من مقلتيها :

والليل بين جناحه رست المدائن كلها الا مدينةُ مقلتي

ويحضرني في هذا المعنى قول أحد الشعراء :

ينامُ خَليّ القوم ملئ جفونِهم ... ونومُ ذَوي الشوقِ المُبَرّحِ كالعَدَم

وفي استعذاب جميل يعيش المرء غارقاً في لجة أفكاره ، متناسياً الارق ، تكتنفه ألوان الطيف ، التي عبّرت عنها الكاتبة هنا بالشفق ، وهو انعكاسٌ لجوّ نفسي حالم يُحاكي لون الذهب في الاصفرار والبريق .

لازلتُ أسكنُ لجة الشفق المهاجر من قريب ولستُ أُدركُ ماالأرق ،

وتسترسلُ يسرى في باقةٍ - زخات - من التساؤلات المُجهَدةِ ، تنتزعُها من فم الحِكمة عُنوَه ، فتأتي أبعد من مجرد استفسار ، وقد لا تتعمدُ الرتل الموَقع في الجناس بعين الرصد والتقصّي ، ولكنه يجيءُ تلقائياً ، فلفظا :
( يعبثُ ) و ( يُبعثُ ) في جملتها تلك ليسا وليدَي الصدفة كما يتراءى في القراءة السطحية ، لكنه في عين العمد سواء بإرادة الكاتبة أم بإدراكها الحسي كموهبة .

وتنتهي بها إلى حالةٍ من اليأس فتُشَطر أسئلتَها إلى اسلوبين ، استعلامي وتقريري حين تقول :

كيف المصير ُ؟ وكيف نلقى فجرنا الموعود والروح يجهلها الكرى؟؟!! ويجهلها الجواب

ولا تجد أدق من وصفها بجرس هاتفها الذي يرن ويأتي معه بالمفاجئات دوماً .

ولعلي أتحفظ على بعض ما تحيطه الكاتبة بطابع الخصوصية في خبايا النص وهي تدرك تماماً ما تريد لكنها تحث نفسها على استجلاء المعاني بعد هدوء العاصفة وحين يخيم السكون ، إنها لحظات التجلي في هدأة الروح ، وتعيش هذه اللحظات بكيانها ، وحين يتم الإندماج التام نراها تنبس بالحكمة :

00الموتُ ليسَ نهاية00 والحقُ ميثاقٌ غليظ 00والعدلُ دستور الاله 00والكلُ يحبِسهُ الحساب.

ونصل مع يسرى إلى نهاية رحلتها التي توصي بالاتكال على الله في شؤونها فهو وحدهُ القادرُ على تدبير أمور عباده ، وهي إيماءةٌ إلى وجوب التسليم بكون القدر المتحكم في هندسة معالم الطريق ، وتوجيه أشرعة السفن . وكأنها تقول لنا :

" مَشَيناها خُطىً كُتبتْ علينا ... وَمَن كُتِبَتْ عليهِ خُطىً مَشاها "


تحياتي لكاتبتنا الجميلة وتقديري العميق .
أخوها / طائرالاشجان

يسرى علي آل فنه
08-07-2004, 09:10 PM
أخي الطيب طائر الاشجان

كنت اتوقع ان تتناول عيوب النص اللغويه

لكنك اسعدتني عندما تناولت شرح النص بجمالية ملفته

ولو طلب مني ذلك لاعجزني ان اجاريك

ممتنه وسعيده بتقديرك للسطور

تقبل وافر شكري دائماً