المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا عيد لطفلٍ في الصحراء



رفعت زيتون
15-11-2010, 06:54 PM
لا عيدَ لطفلٍ في الصّحراء




لا عيدَ لطفلٍ
يسكنُ قلبَ الخوفِ
ويسكنـُـهُ الخوفُ
نفتــْـهُ الجنـّـةُ
للصّحراءْ.


وحيداً كانَ
بدونِ نبيّ يدعو
أفئدةَ النـّـاسِ
لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
منْ ثغرِ الرّيحِ ....
عجيبٌ هذا الموقفُ
أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ
منْ غرباءْ.


ويطولُ الوقتُ
ولا غرباءَ وقافلةً
تخرجهُ منْ جبِّ الخوفِ ...
ولا قبساً يؤنسُ وحشةَ منْ فقدَ النـّورَ وعينيهِ ...
لا موجاً يأتي يحملهُ
منْ بطنِ العتم ِ
ليقذفهُ للشاطئ عندَ بزوغِ الفجرِ...
وينتبهُ الطـّـفلُ
يرى في الأفقِ الغصنَ الأخضرَ مصلوباً
والورقُ تناثرَ في الأجواءْ...


يمتدُّ العتمُ
لينخرَ فيهِ العظمَ يفتـّـتهُ
ويمدُّ الليلُ جناحيه
فيطولُ كثيراً منْ جنبيهِ
بدونِ الأملِ بأنْ تـُقرضهُ الشمسُ صباحاً فيهِ الدّفءُ
وتأكلُ أضراسُ البردِ سطوحَ الجلدِ تمزّقهُ
فيفيضُ الدّمعُ
يبلـّـلُ وجهَ الحلمِ
فيوقنُ هذا الطـِّـفلُ
بأنَّ الحلمَ يسيرُ
إلى هاويةِ الموتِ
بوادٍ لمْ يعرفهُ الماءْ.


تشتدُّ الريحُ
تثيرُ جبالَ الرّملِ الغاشمِ
يصبحُ شيئاً مثلَ الماردِ
يعلو الأرضَ يدوّي
يحملُ حمماً يرسلُ جمراً
ينتبهُ الطفلُ إلى الجّـهةِ الأخرى
يسمعُ صوتَ الغصنِ الأخضرِ يصرخُ
" يا ولدي .......
لا عيدَ لطفلٍ منسيٍّ منفيًّ
خلفَ حدودِ الشّـمسِ
بدونِ أبيهِ
ويا ولدي ........
لا عيدَ لطفلٍ عاري الظهرِ
على كتفيه ينامُ الهمُّ بكلِّ مساءٍ
والحزنُ اتـّخذ منَ الأجفانِ مكاناً لإقامتهِ
يا ولدي ........
لا عيدَ لطفلٍ تاهَ غريباً
في الصّحراءْ !!! "
------


بقلم: رفعت زيتون
عيد الأضحى 2009
..

محمود فرحان حمادي
15-11-2010, 07:08 PM
يا لوجع الحرف
نص هادف معبر
محلق في ألقه وجمال وصفه
كيف لا وهو من شاعر يعيش هموم أمته
ويحمل من المشاعر الجيّاشة ما يعجز عن حملها الكثير
بقدر ما أحزنني هذا النص فقد تمتعت بسبكه العالي الجناب
بوركت مشاعرك سيدي ولا عدمنا بهاء حرفك
كل عام وأنت بألف خير
تحياتي أيها الكريم

الطنطاوي الحسيني
15-11-2010, 07:23 PM
عيدَ لطفلٍ
يسكنُ قلبَ الخوفِ
ويسكنـُـهُ الخوفُ
نفتــْـهُ الجنـّـةُ
للصّحراءْ.



وحيداً كانَ
بدونِ نبيّ يدعو


أفئدةَ النـّـاسِ
لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
منْ ثغرِ الرّيحِ ....
عجيبٌ هذا الموقفُ
أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ
منْ غرباءْ.

اخي الحبيب رفعت زيتون الشاعر قصيد
يبعد بهجة العيد لو كانت
و يظللنا بغيامة الحزن وغيابة الجب التي نحاول
جاهدين ان تقطر فرحا او نتسلق جدار الهم
إلي ساحات المرح
رائع وجميل وشجي
تقبل شكري وتقديري
وكل عام وانت بكل خير ورحمة وبر وبركة

ربيحة الرفاعي
15-11-2010, 08:28 PM
بعد لؤي ...
هذه القصيدة قاتلة
وبعد هدى وإيمان ولائحة طويلة من الأسماء
يصبح نكأ الجرح مذلاً لصمتنا ولمحاولتنا الفرح

إطلالة فلسطينة الآه في ليلة عيد نحن أضحيته

كل عام وأنت ... بخير

رفعت زيتون
15-11-2010, 09:14 PM
يا لوجع الحرف
نص هادف معبر
محلق في ألقه وجمال وصفه
كيف لا وهو من شاعر يعيش هموم أمته
ويحمل من المشاعر الجيّاشة ما يعجز عن حملها الكثير
بقدر ما أحزنني هذا النص فقد تمتعت بسبكه العالي الجناب
بوركت مشاعرك سيدي ولا عدمنا بهاء حرفك
كل عام وأنت بألف خير
تحياتي أيها الكريم


أعتذر أن أوجعتكم

في هذه الليلة السعيدة

ولكنه الألم يأبى إلا أن يطفو على سطح الماء

أخي الحبيب ليلتكم سعيدة

وعيدكم مبارك

.

محمد ذيب سليمان
15-11-2010, 09:37 PM
يا لك من شاعر ...
تأبى إلا أن تذكرنا بآلامنا وأوجاع
أطفالنا , إذ كيف تحلو الحياة علة\ى طفل وحيد
شريكيه الهم والصمت
وطن أنجبك وأمثالك لن يهون
شكرا لك

محسن شاهين المناور
16-11-2010, 12:16 AM
أخي الحبيب رفعت بارك الله بك
هذا قدر الشعراء حمل همومهم وهموم الآخرين
وما أكثر الهم
صورت فأبدعت فأبكيت
دعني أتسلل برهة من هذا الحزن لأقول لك



مبارك عيدكم وكل عام وأنتم بألف خير

نداء غريب صبري
16-11-2010, 12:23 PM
قصيدة جميلة متوهجة بروعتها
برغم تلال الحزن التي قامت عليها


جزاك الله خيرا أخي

سامي عبد الكريم
16-11-2010, 12:36 PM
مقارنة عجيبة تظهر أن الفسطيني المسكين قد اجتمعت عليه المصائب التي ضرب المثل في عزم الأنبياء عليهم صلوات الله لصبرهم عليها متفرقة وموزعة بينهم

قصيدتك رائعة يا صاحبي
ولو أنها جاءت في غير العيد لكانت أخف وطأة

بارك الله بك

وضحة غوانمة
16-11-2010, 01:07 PM
تعالَ أخي
نعيدُ تقاسم الأزمانِ قبل الـ كان
وبعد الـ كان
نصفٌ من دمي للأرض
والباقي لدمع يتيمٍ أو يتيمة أضحيةً في يوم عيد!

كلّ عامٍ وهذا الجرح بخير
تقديري

د. سمير العمري
20-11-2010, 11:29 PM
يا للشعر المترف ويا للشعور المرهف!

قصيدة رسمت معالم الألم ورشت كل فنون الإبداع وكل ألوان الأوجاع.

نسأل الله أن يأتي عيد يسعد فيه أبناء الأمة ونجتمع كلنا عندك أيها المقدسي نتعانق في ود وصفاء.

دمت متألقا وكل عام وأنت بخير!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

محمد الشحات محمد
26-11-2010, 01:39 AM
لا عيدَ لطفلٍ في الصّحراء



لا عيدَ لطفلٍ
يسكنُ قلبَ الخوفِ
ويسكنـُـهُ الخوفُ
نفتــْـهُ الجنـّـةُ
للصّحراءْ.

وحيداً كانَ
بدونِ نبيّ يدعو
أفئدةَ النـّـاسِ
لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
منْ ثغرِ الرّيحِ ....
عجيبٌ هذا الموقفُ
أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ
منْ غرباءْ.

ويطولُ الوقتُ
ولا غرباءَ وقافلةً
تخرجهُ منْ جبِّ الخوفِ ...
ولا قبساً يؤنسُ وحشةَ منْ فقدَ النـّورَ وعينيهِ ...
لا موجاً يأتي يحملهُ
منْ بطنِ العتم ِ
ليقذفهُ للشاطئ عندَ بزوغِ الفجرِ...
وينتبهُ الطـّـفلُ
يرى في الأفقِ الغصنَ الأخضرَ مصلوباً
والورقُ تناثرَ في الأجواءْ...

يمتدُّ العتمُ
لينخرَ فيهِ العظمَ يفتـّـتهُ
ويمدُّ الليلُ جناحيه
فيطولُ كثيراً منْ جنبيهِ
بدونِ الأملِ بأنْ تـُقرضهُ الشمسُ صباحاً فيهِ الدّفءُ
وتأكلُ أضراسُ البردِ سطوحَ الجلدِ تمزّقهُ
فيفيضُ الدّمعُ
يبلـّـلُ وجهَ الحلمِ
فيوقنُ هذا الطـِّـفلُ
بأنَّ الحلمَ يسيرُ
إلى هاويةِ الموتِ
بوادٍ لمْ يعرفهُ الماءْ.

تشتدُّ الريحُ
تثيرُ جبالَ الرّملِ الغاشمِ
يصبحُ شيئاً مثلَ الماردِ
يعلو الأرضَ يدوّي
يحملُ حمماً يرسلُ جمراً
ينتبهُ الطفلُ إلى الجّـهةِ الأخرى
يسمعُ صوتَ الغصنِ الأخضرِ يصرخُ
" يا ولدي .......
لا عيدَ لطفلٍ منسيٍّ منفيًّ
خلفَ حدودِ الشّـمسِ
بدونِ أبيهِ
ويا ولدي ........
لا عيدَ لطفلٍ عاري الظهرِ
على كتفيه ينامُ الهمُّ بكلِّ مساءٍ
والحزنُ اتـّخذ منَ الأجفانِ مكاناً لإقامتهِ
يا ولدي ........
لا عيدَ لطفلٍ تاهَ غريباً
في الصّحراءْ !!! "
------


بقلم: رفعت زيتون
عيد الأضحى 2009
..


و هذه واحدةٌ من روائع الشعر القصصي ،

يلزمها التدوير في كل مقطوعةٍ تنتهي بساكن ، فتحرّكَ الوجدان و تلامس الفكر ،
و تدعو لتأمل اختيار الألف الممدودة في نهاية كل مقطوعة ، و كأن المشاركة الوجدانية أولى درجات العلاقات الإنسانية التي يقابلها حرف الألف الذي هو بطبيعة الحال أول الحروف الأبجدية
* في هذه القصيدة القصة تتأثرُ الدراما بالشاعرية المُرهفة لمبدع النص ، كما يتداخل فن الشعر مع فن القصّ ، و لكن مع الاحتفاظ بِكون النصّ قصيدة من الطراز الأول ، و ليستْ قصة ، أو قصة شاعرة ،
إذْ أنّ النص يبدأُ بجملة حُكْم شعريّ "لا عيد لطفلٍ .. " ، و يتخلّله التسكين في ختام المقطوعات ، و تتعدّد بدايات الدفقات الشعورية ، و التي لا يُمكن معها قراءة النص كدفقة شعورية واحدة
إنما يتحرك الشعور من منطقة/ دفقة إلى أخرى بعد الوقف بالتسكين ، و الذي يُعبر في القصيدة عن فترة للتنفّس -رغم الوحدة- و استعادة النشاط لنجدة هذا التائه في الصحراء أو الغريق في خضم موجات الظلام و الغربة

تحية لكَ أخي الشاعر الكبير/ رفعت زيتون

و دعواتنا و قلوبنا و ما يملك مداد عروقنا مع القدْسِ و آله الكرام المجاهدين

باقات ودٍّ و تحرير

أخوك

فاطمه عبد القادر
26-11-2010, 02:57 AM
وحيداً كانَ
بدونِ نبيّ يدعو

أفئدةَ النـّـاسِ
لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
منْ ثغرِ الرّيحِ ....
عجيبٌ هذا الموقفُ
أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ
منْ غرباءْ


السلام عليكم
وكيف لا ؟؟؟
والإخوة منهمكون ,,حائرون
أي برج أعلى وأضخم سينشئؤون ؟؟؟
وأين بمال العروبة والإسلام سيذهبون ؟,,وعلى من سيبذّرون ؟؟
دعنا ننتظر الغرباء ,,,ولم لا ؟؟؟
أخي رفعت
سلمت يدك على هذة القصيدة النازفة الموجعة المؤلمة
التي أشعرتنا أننا شعب يتيم
ويجب على اليتيم أن يقف عاريا حافيا جائعا بوجه الريح والنار
وإلا دفنته هذة العناصر حيا تحتها بدون رحمة
أشكرك
ماسة

مازن لبابيدي
26-11-2010, 07:09 AM
عودة أخرى للإمتاع في سماء رفعت زيتون ، بصبغة حزينة هذه المرة ... ولكن من قال أن الحزن يخلو دائما من المتعة ؟ فمتعة الحقيقة والكلمة الصادقة أقوى بكثير من فرح كاذب أو وهم مزخرف .
قصيدة اختارت أن تسمع بالقلب وتزلزل الكيان بلغتها القوية ورصانتها وبصورها التمثيلية التراجيدية التي وظفت لتفجير الحقيقة الصارخة في وجه الراقصين في العيد على جراح الأمة وطفل في الصحراء .
شكرا لأنك قلتها وذكرتنا .

لك التحية أخي الحبيب رفعت .

رفعت زيتون
27-11-2010, 09:16 PM
عيدَ لطفلٍ
يسكنُ قلبَ الخوفِ
ويسكنـُـهُ الخوفُ
نفتــْـهُ الجنـّـةُ
للصّحراءْ.



وحيداً كانَ
بدونِ نبيّ يدعو


أفئدةَ النـّـاسِ
لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
منْ ثغرِ الرّيحِ ....
عجيبٌ هذا الموقفُ
أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ
منْ غرباءْ.

اخي الحبيب رفعت زيتون الشاعر قصيد
يبعد بهجة العيد لو كانت
و يظللنا بغيامة الحزن وغيابة الجب التي نحاول
جاهدين ان تقطر فرحا او نتسلق جدار الهم
إلي ساحات المرح
رائع وجميل وشجي
تقبل شكري وتقديري
وكل عام وانت بكل خير ورحمة وبر وبركة



الأخ الحبيب

هي حشرجات نفس خرجت ذات عيد

وأتذكرها كلما هلّت علينا ليلته

أتمنى أن يأتينا يوم نفرح فيه جميعا فرحة العيد

بدون دمع في العراق ولا نزف في فلسطين ولا خوف في لبنان

ولا موت في الصومال ولا همّ في مصر ولا غفلة في الكثير من بلادنا

ولا أفواه تحلم بالرغيف في السودان والقائمة جدا طويلة

لك الحب وكل عام وأنتم بخير

.

رفعت زيتون
28-11-2010, 09:02 PM
بعد لؤي ...
هذه القصيدة قاتلة
وبعد هدى وإيمان ولائحة طويلة من الأسماء
يصبح نكأ الجرح مذلاً لصمتنا ولمحاولتنا الفرح

إطلالة فلسطينة الآه في ليلة عيد نحن أضحيته

كل عام وأنت ... بخير


صورة لؤي وكل الأطفال

قد التصقت في ذاكرتنا وتأبى أن تفارقنا

إنه هو وهي وهم وهنّ

وكل أؤلئك الذين نزلت دمعتهم ذات خوف

الاخت ربيحة لقلبك المرهف كل الودّ

.

إياد عاطف حياتله
29-11-2010, 12:21 AM
لا عيد له
ولا أعياد لنا
فقدناها منذ ستة عقود ويزيد

دمت بخير أيها الشاعر الحبيب