المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هموم الحكواتي الأخير



مهند التكريتي
16-11-2010, 03:40 PM
هموم الحكواتي الأخير




( 1 )

جاء في ثنايا وصيته
إن كل ما نشرته من قصص
كنت قد ورثته قسرا ً
من عين مساءاتنا الباردة
ومن خلف كل منافي الصبر الذي ..
غلف جذورنا المعتقلة
في زوايا القبر الذي
كنت ناويا ً على تطليقه
قبل الأنتقال إلى ..
قبرنا الجديد !

( 2 )

قيل لي :
إذا كنت تريد أن تصبح عظيما ً ؟
تلزمك امرأة تشقيك
وتصنع منك فيلسوفا ً كسقراط
أو مجنونا ً كنيرون .. !

( 3 )

كل ما تنازعنا عليه ذات مساء
مثل أسدين هصورين
أضحى طعاما ً لدود
يهمس في ضمائرنا :
ما هذا؟
طعمه ؛كنفاية سردين معلب !

( 4 )

حينما كنت أعرف وجهي
لم يكن لي من حبيب
سوى .. طمَعُكِ
أما الآن فيحتشد عليه
ملايين الغواة
حتى لم أعد أميز فيه .. حتى أنفي !

( 5 )

على مدار الساعة
أكظم غيض ما فات
من سخط أيامي
وأقصم لحم الأنفاس الفائتة
حتى أسقط من حلمي
لتتلقفني ..بصقة ..
للقدر !

( 6 )

نزفت ُ جراحي
كلمات ٍمبهمة
طرزت ْ عصر صبابتك
بما شرّعته نيازك دموعي
لتفتح للحرية قيدا ً
و صراعا ً

( 7 )

كل من عشت وسطهم يهتفون !
أنك بلا جذور !
حتى أضحيت سمادا ً يدفئ ما تبقى
من بقايا جذورهم

( 8 )

كنت في رحلتي دائما ً
قارئا ً لكتاب ٍ مهضوم
نصفه كان صمتا ً.. نازفا ً
ونصفه الآخر .. زريبة !

( 9 )

ها أنا معلق
بين الصمت والبكاء
أتأبط حقيبة أحلام بالية
مُزقت أوراق دفاترها
عند أول عتبة.. للصمت !

( 10 )

من أمس ضحكاتنا الغريبة
وصبح دمعتي
علقت آخر أوراقي
عند ذاكرة شمس
تطاولت كي تمّسي
على بلدي الحزين

( 11 )

تذكرة رحيلي من جحيم الوطن
إلى ( فنجان ) حفرة الموت
قطعة قماش باردة،
كحلم الوطن ..
بين منافي العابرين

( 12 )

أدير صباحات الأمس
إلى مرتع الدود
لأقول :
صباح الليل يا وطن

( 13 )

الفرح المنقوش
في خاصرة زهرة ٍمقذوفة
على رفات معابري
عانقني بالصحبة
وشرعنا نندلع في فوضى اللامكان
ونحن نوقد ساعة الهاوية !

( 14 )

سريرنا اليتيم يا ((ليلى))
بقي َّ يتيما ً
ولكنه لاينوي
أن يغادرنا إلى دورة الأمل

( 15 )

ثوبك المعلق في الفراغ
ينثّ ضحكة متحجرة
في تهجد آخر رمق ٍ من لغة حروفي َّ
المحنطة بالصبر !

( 16 )

زادي
أغنيات المساء
والمحطة المرتسمة
على وجوه أصحابي الجدد
وهم ينشدون لي ..
مزمور الفراق !

( 17 )

قالت لي لبنة متحجرة
على خارطة الخوف:
اضرب بيمينك التراب
لكن نهد التراب أبى أن يجيبني
فرجعت أساوم خارطة لحدي
المرسومة بيني وبين
لبنتي ..المتكلسة !

( 18 )

الزائر الوافد على عذرية عوالمي
راود ألمي
و افتض بكارة ما كان مسكوتا ً عنا
و مغفولا ً عني

( 19 )

عند شرفاتي َّ العصية على نفسي
والذليلة لغيري
قرأت شيئا ً من تراب
فأبتلت العروق
لفرقعة الألم

( 20 )

حين أنزلق الدود أول مرة
على وجنتي
قلت لكفني
كفانا عبثا ً
فغواية الصمت هنا
أكبر من مكابرة التصنع

( 21 )

يبدو أن الغاية التي تبرر وسائلكم
لم تكن غاية
بل غواية لنزوة
طافت بين معاقل الشموع المتخثرة !

( 22 )

سأغادر الآن محطة أوهامكم
لأقبع في ذاكرة آخر دودة
تتأبط آخر مفصل من جسدي !

( 23 )

لقد صدقت ياسيزيف
فلـ... ـم يبق َ بعد اشتعال الصمت
سوى
زيف ضحكاتك
و نزيف صخرتي.. !

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
من أرشيف قصائدي القديمة جدا ً

أماني عواد
16-11-2010, 09:13 PM
السيد مهند التكريتي


ها أنا معلق
بين الصمت والبكاء
أتأبط حقيبة أحلام بالية
مُزقت أوراق دفاترها
عند أول عتبة.. للصمت !



قد علمونا ان السكوت من ذهب
لنحظى بالذهب سكتنا حتى حين سرقت كنوزنا

يا للعجب

يبدو أن الغاية التي تبرر وسائلكم
لم تكن غاية
بل غواية لنزوة
طافت بين معاقل الشموع المتخثرة !

التفاتة ذكية لواقع ماكر

قد تصدر الحكمة من الاموات ربما لشعورهم بتفاهة الحياة عند اعتابه

نص جميل رائع يصنع الحكمة من اعتصار الالم
سلمت يداك

مهند التكريتي
02-12-2014, 04:43 PM
شكرا لروعة اطلالتك صديقتي .. دمت بألق دائم

ربيحة الرفاعي
03-12-2014, 10:33 PM
كل من عشت وسطهم يهتفون !
أنك بلا جذور !
حتى أضحيت سمادا ً يدفئ ما تبقى
من بقايا جذورهم

ومضات نثرية لافتة، بعضها كان ألقا نبضا وعرضا كما في قولك:
"عند شرفاتي َّ العصية على نفسي‘ والذليلة لغيري، قرأت شيئا ً من تراب، فأبتلت العروق لفرقعة الألم"

وغلبت الضبابية بعضها فغاب المعنى كما في قولك:
"الفرح المنقوش في خاصرة زهرة ٍمقذوفة على رفات معابري، عانقني بالصحبة، وشرعنا نندلع في فوضى اللامكان ونحن نوقد ساعة الهاوية !"

ولعل في تكرار العنصر في موقعين بنفس الصورة ما يشتتها كما في
الصمت فيقولك: "أنا معلق بين الصمت والبكاء، أتأبط حقيبة أحلام بالية، مُزقت أوراق دفاترها عند أول عتبة.. للصمت !"
والوطن في قولك : "تذكرة رحيلي من جحيم الوطن إلى ( فنجان ) حفرة الموت قطعة قماش باردة، كحلم الوطن .. بين منافي العابرين"

"أدير صباحات الأمس إلى مرتع الدود لأقول : صباح الليل يا وطن"
يجمع صباح على أصباح وليس صباحات
ثم ... أي يأس هذا أديبنا .. ألا إن أصباح الوطن آتية وإن طالت لياليه، وما من ليل إلا ويعقبه صباح"

تكررت بعض المفردات كالدود والصمت بما ثقل على مجموع النص

شابتها بعض عثرة في توظيف المفردة ورسم الكلمة والتشكيل كما في
أكظم غيض ما فات = غيظ
سوى .. طمَعُكِ = طمعِك
حين أنزلق الدود أول مرة = انزلق

دمت بخير أديبنا

تحاياي

خليل حلاوجي
04-12-2014, 12:08 PM
( 7 )

كل من عشت وسطهم يهتفون !
أنك بلا جذور !
حتى أضحيت سمادا ً يدفئ ما تبقى
من بقايا جذورهم


( 18 )

الزائر الوافد على عذرية عوالمي
راود ألمي
و افتض بكارة ما كان مسكوتا ً عنا
و مغفولا ً عني




تختصر الوجع الحضاري للأمم في بضع سطور .. وتعاند من يهدم الإنسان القابع في أعماقنا ..



لله درّك ..

مهند التكريتي
05-12-2014, 04:01 PM
من المعلوم أن لكل كاتب أدواته التي يتمكن من تطويعها عند كتابة أي نص سواء أكانت شعرا ً أم نثرا ً إلا إنني أقف عاجزا ً متلعثما ً أمام عباراتكم الجميلة والمؤثرة
تحياتي لكم ايها الرائعون .. والى مزيد من دوام التواصل

مهند التكريتي
05-12-2014, 04:05 PM
من المعلوم أن لكل كاتب أدواته التي يتمكن من تطويعها عند كتابة أي نص سواء أكانت شعرا ً أم نثرا ً إلا إنني أقف عاجزا ً متلعثما ً أمام عباراتكم الجميلة والمؤثرة
تحياتي لكم ايها الرائعون .. والى مزيد من دوام التواصل

مهند التكريتي
10-12-2014, 01:32 PM
ما زلت أذكر لحظة كتابة هذا النص ونشره في هذا البوست رغم إجرائي للعديد من التعديلات والتصحيحات والإضافات تناولت عنوانه والكثير من مقاطعه
شكرا لروعة مروركم وتذكيري بوجوده هنا أحبائي .. دمتم بمحبة دائمة

مهند التكريتي
10-12-2014, 01:35 PM
ما زلت أذكر لحظة كتابة هذا النص ونشره في هذا البوست رغم إجرائي للعديد من التعديلات والتصحيحات والإضافات تناولت عنوانه والكثير من مقاطعه
شكرا لروعة مروركم وتذكيري بوجوده هنا أحبائي .. دمتم بمحبة دائمة

خلود محمد جمعة
12-12-2014, 07:16 PM
نثرت الهموم بجمال مؤلم
صور جميلة ومعان عميقة بيراع متألق
بعض هنات وتكرار
بوركت وكل التقدير

مهند التكريتي
13-12-2014, 12:31 PM
هذا لأنها كانت الكتابة الأولى له قبل التعديل والتشذيب .. دمت بألق دائم صديقتي

لانا عبد الستار
02-01-2015, 01:26 PM
ومضات أذهلتني بعضها بقوتها وكثافة مضمونها ورسالتها
اﻷستاذ مهند التكريتي
أشكرك