الحســــام
17-05-2004, 01:20 AM
حبيبتى....
لأننى أُحبك...
سأصف لك رحلتى..
من وسط الحياة التى ضاقت بى وضقت بها..ووسط اصوات السيارات التى لا تهدأ بجوار حجرتى ..واسراب الذباب الاصيل فى كل مكان..وبعوضة تروح وتغدو لتسمعنى انغامها السخيفه وهى تحوم حولى بشراهة ...لم يكفها طول الليل ...ولعل كثرة الزحام لم تعط لضعفها فرصة لتملأ احشائها بدمى ففضلت الانفراد بى بعد ان شبع الجميع...ورعد عربة كارو اهتزت لها اعصاب البيت وكاد ان يسقط مغشيا عليه لولا ان اتكأ على اكوام التراب التى تحتضنه من كل جانب...وصراخ متتابع مختلط بنهيق حمار..وبكاء طفل ..ونباح كلب..وضحكات البدين الابله التى تنطلق منه وقت تلقيه تحيات الاطفال فى الشارع من صفعات وركلات...ضحكات شكلها سعاده وحقيقتها تعاسة ولعل لها معنى آخر لا ادركه...وصوت آخر بدأ ينبعث بعنف من داخلى ...فلقد تمرد الصغير خلف ضلوعى وبدأ يتحرك وسط دقات الانذار..والاحتجاج...الانذا بالنوبة القاسية ..والاحتجاج على السجن الانفرادى الذى يحاول ان يتحرر منه...واتحرر منه..سجن الحياة الضيقه الصفراء...وازدادت حركته..وكأنه نسى دقاته الرقيقه التى كانت لا تكاد تسمع منذ لحظات..تحرك ليهرب...فلقد ملأه القلق والملل من الروتين الذى لا يتغير...ولعل الصورة الصوتيه التى مازالت مستمرة هى التى ازعجته...واعمته عن طريقه...صراخ متتابع مختلط بالنهيق الحمارى وبكاء الطفل الذى كاد ان يقطع قلبه ونباح الكلب الذى يعلن الطوارىء او لعله ينذر بقرب فجيعه...والضحكات العبيطه التى لا تفهم لنفسها معنى ولعل بلاهة صاحبها لم تعلمه الالم فلم يعرف غير الانطلاق فى شىء واحد...هو ضحكاته حتى عندما تعبث بقفاه أيدٍ لاهية قاسية ...وربما كان لضحكاته معنى غير ما يفهم العقلاء او الذين يظنون انهم كذلك..أبواق السيارات مازالت فى جنونها...
الصراخ المولول المتتابع يزداد وقلبى يخبط بداخلى وتتبعثر حزمة الاصوات المزعجه حول سريرى ويسقط قلبى بارداً يئن ...وتفلت من عينى دمعة ويسكت نباح الكلب وتخور قواى ...يدور سقف الغرفة كالدوامه...وتهدأ الاصوات ..ولا تنقطع ضحكات الابله...وتتجرح انفاسى فتخرج حمراء...أراها دامية ..مازالت هناك شعرة من حياة تدب فى قلبى ..يد ثقيلة تضغط على صدرى بعنف فتتعثر انفاسى الحمراء...العبيط مازال يضحك ...امتلأ جو الحجرة بأنفاسى الدامية الحمراء...وسقف الحجرة زادت دوامته...امتلأت اذناى بالقهقهة المستمرة فى غباء...وامتلأت عيناى من دخان انفاسى الاحمر..ولم اعد ارى شيئاً سوى اللون الكثيف ...نزيف حياتى...اليد الثقيله زادت قسوتها على صدرى ..اننى لا استطيع ان احرك يداى ولا اراهما....فقد ضاعت عيناى فى انفاسى ....ازدادت ضحكات الابله..وتحرك قلبى مرة ثانية ...هاجت اصوات السيارات ...ارتفع قلبى الى صدرى وجرت انفاسى بعنف تحمل الحياة الى اعماقى...وشعرت بعيناى تتفتح فى ضيق كأننى اصحو ...وتخبطت اصوات السيارات برأسى وارتفعت الضحكات البلهاء ...وتشبث قلبى بالحياة ...ولكنه سقط مرة واحده بارداً وقد احترقت شعرة الحياة الاخيرة فيه ...وفقدت احساسى ...لقد انقضت صحوة الموت ...وامحت الاصوات ...هدوء مريح ..وخفة لذيذة تلك التى اشعر بها..كنسمة تتهادى فى فراغ شاسع...لأول مرة شعرت بالارتياح بعد ان تخلصت من الحياة التى ضاقت بى وضقت بها ...حيث لا ضجيج ...فقد تركت كل المنغصات...مع الثقل البارد السقيم ...
جثتى هناك ...فى مكان مغلق...تنتظر هناك...فى مكان ما من الارض...
ميّت سعيد.
لأننى أُحبك...
سأصف لك رحلتى..
من وسط الحياة التى ضاقت بى وضقت بها..ووسط اصوات السيارات التى لا تهدأ بجوار حجرتى ..واسراب الذباب الاصيل فى كل مكان..وبعوضة تروح وتغدو لتسمعنى انغامها السخيفه وهى تحوم حولى بشراهة ...لم يكفها طول الليل ...ولعل كثرة الزحام لم تعط لضعفها فرصة لتملأ احشائها بدمى ففضلت الانفراد بى بعد ان شبع الجميع...ورعد عربة كارو اهتزت لها اعصاب البيت وكاد ان يسقط مغشيا عليه لولا ان اتكأ على اكوام التراب التى تحتضنه من كل جانب...وصراخ متتابع مختلط بنهيق حمار..وبكاء طفل ..ونباح كلب..وضحكات البدين الابله التى تنطلق منه وقت تلقيه تحيات الاطفال فى الشارع من صفعات وركلات...ضحكات شكلها سعاده وحقيقتها تعاسة ولعل لها معنى آخر لا ادركه...وصوت آخر بدأ ينبعث بعنف من داخلى ...فلقد تمرد الصغير خلف ضلوعى وبدأ يتحرك وسط دقات الانذار..والاحتجاج...الانذا بالنوبة القاسية ..والاحتجاج على السجن الانفرادى الذى يحاول ان يتحرر منه...واتحرر منه..سجن الحياة الضيقه الصفراء...وازدادت حركته..وكأنه نسى دقاته الرقيقه التى كانت لا تكاد تسمع منذ لحظات..تحرك ليهرب...فلقد ملأه القلق والملل من الروتين الذى لا يتغير...ولعل الصورة الصوتيه التى مازالت مستمرة هى التى ازعجته...واعمته عن طريقه...صراخ متتابع مختلط بالنهيق الحمارى وبكاء الطفل الذى كاد ان يقطع قلبه ونباح الكلب الذى يعلن الطوارىء او لعله ينذر بقرب فجيعه...والضحكات العبيطه التى لا تفهم لنفسها معنى ولعل بلاهة صاحبها لم تعلمه الالم فلم يعرف غير الانطلاق فى شىء واحد...هو ضحكاته حتى عندما تعبث بقفاه أيدٍ لاهية قاسية ...وربما كان لضحكاته معنى غير ما يفهم العقلاء او الذين يظنون انهم كذلك..أبواق السيارات مازالت فى جنونها...
الصراخ المولول المتتابع يزداد وقلبى يخبط بداخلى وتتبعثر حزمة الاصوات المزعجه حول سريرى ويسقط قلبى بارداً يئن ...وتفلت من عينى دمعة ويسكت نباح الكلب وتخور قواى ...يدور سقف الغرفة كالدوامه...وتهدأ الاصوات ..ولا تنقطع ضحكات الابله...وتتجرح انفاسى فتخرج حمراء...أراها دامية ..مازالت هناك شعرة من حياة تدب فى قلبى ..يد ثقيلة تضغط على صدرى بعنف فتتعثر انفاسى الحمراء...العبيط مازال يضحك ...امتلأ جو الحجرة بأنفاسى الدامية الحمراء...وسقف الحجرة زادت دوامته...امتلأت اذناى بالقهقهة المستمرة فى غباء...وامتلأت عيناى من دخان انفاسى الاحمر..ولم اعد ارى شيئاً سوى اللون الكثيف ...نزيف حياتى...اليد الثقيله زادت قسوتها على صدرى ..اننى لا استطيع ان احرك يداى ولا اراهما....فقد ضاعت عيناى فى انفاسى ....ازدادت ضحكات الابله..وتحرك قلبى مرة ثانية ...هاجت اصوات السيارات ...ارتفع قلبى الى صدرى وجرت انفاسى بعنف تحمل الحياة الى اعماقى...وشعرت بعيناى تتفتح فى ضيق كأننى اصحو ...وتخبطت اصوات السيارات برأسى وارتفعت الضحكات البلهاء ...وتشبث قلبى بالحياة ...ولكنه سقط مرة واحده بارداً وقد احترقت شعرة الحياة الاخيرة فيه ...وفقدت احساسى ...لقد انقضت صحوة الموت ...وامحت الاصوات ...هدوء مريح ..وخفة لذيذة تلك التى اشعر بها..كنسمة تتهادى فى فراغ شاسع...لأول مرة شعرت بالارتياح بعد ان تخلصت من الحياة التى ضاقت بى وضقت بها ...حيث لا ضجيج ...فقد تركت كل المنغصات...مع الثقل البارد السقيم ...
جثتى هناك ...فى مكان مغلق...تنتظر هناك...فى مكان ما من الارض...
ميّت سعيد.