تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع



محمد الشحات محمد
25-11-2010, 10:51 PM
القصة الشاعرة تؤكّد عدم توقف مسيرة الإبداع العربي


إننا دوماً بحاجة إلى كلّ جديد سريع يتفق مع حداثة فنون التشكيل ، ولا يُنكر تراثية المضمون، ولو كان ذلك انطلاقاً من السمة الرئيسية في الحياة ، و هي التغيير مع الحفاظ على خصوصية عالمية الهوية ، والريادة و تواصل الأجيال الإبداعية و مواكبة المستجدّات .. ، بل يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك في العملية الإبداعية عندما يأتي الإلهام بما هو غير مسبوق ، و لا يستطيع تنفيذه إلاّ التواقون للمغامرات و المتمردون بثقة إبداعية على التقولب و المتقولبين ، و من هنا تنطلقُ الأجناس الأدبية و الفنية الجديدة ، و تدبُّ الحياة في نصوص الاكتشافات و الاختراعات بين مؤيدٍ و مُعارضٍ حتى تكون تلك النصوص مُستفزّة للتنظير و التقعيد و التسمية و مقارنة العلاقات بين الجديد و محيطه و جذوره ، و من ثَمَّ مناقشات/دراسات جادة وحوارات مسئولة لاستقصاء تقنيات التطور والوقوف عند الإضافات الجوهرية،
و في هذا الإصدار "فن القصة الشاعرة" يشرفني أن أُقدّم نوعيةً من النصوص تختلف في شكلها الكتابي و مضامينها و معايير كتابتها و كيفية قراءتها عماّ سبق ، و قد ترتدي هذه النصوص لا سقوفية ما بعد بعد الحداثة إلاَّ أنها تلتزم بحشمة الموروث و رؤية المستقبل ، و قد يكون العنوان مثيراً للجدل لأول وَهْلة ، و لكن بعد القراءة المتأنية بعين التفكر يتبين أنّ "فنُّ القصة الشاعرة" جنس أدبي جديد ، و متجدّد و قابل للتطوير و التحديث ، و كذلك لا يُهمل دور الماضي (الموروث) في رسم المستقبل ، و تعمل القصص الشاعرة على تنشيط التصوّرات الذهنية -بالتماس مع مختلف العلوم و الفنون و التوجهات- و تفجير القدرات الإبداعية لدى المتلقي الواعي و الناقد المبدع ، إذْ أن نصّ القصة الشاعرة يُمثّل عالماً منفتحاً على عدة نوافذ ، و في كلّ قراءة تجد الضوء أكثر في نافذة تختلف عن سابقتها التي حظيت في القراءة السابقة بالضوء الأكثر ، و هكذا يطول المكوثُ أمام النص متعةً و فائدةً و بحثاً عن المفتاح الأَوْلى للباب الرئيسي .. ، و بينما نحن كذلك نجد في مصطلح "القصة الشاعرة" لهذا الفن الكتابي (الجنس الأدبي) الجديد يأتي المفتاح مُهرولاً لكلّ هذه النوافذ غير المغلقة ، و لكنها بحاجة إلى جهدٍ مشارك بين إخوة الإبداع الراقي حتى نصل معاً - وبحب – إلى حَلْقِ الباب ، والذي يبدأ بإمكانية كتابة نصوص تضمّ معايير قصيدة التفعيلة و معايير القصة القصيرة مع التزام التدوير الشعري و الموضوعي/القصصي و توظيف الفضاءات البصرية و اللونية ، وتوجيه التشكيل الإعرابي و علامات الترقيم إلى مهام ضمن العملية الإبداعية كما أن القص يكون ركناً متبطناً في النص ككل ، وليس مجرد دراما اللقطة أو اللقطات كما هو في الشعر ، والنص يُكتب مع الالتزام بتفعيلةٍ تدويريةٍ ما (عدم التسكين) ، و كذلك القص المكثف ، والرمز الذي يفتح أبواباً لعدة رؤى ، وكلها موجودة في النص عن طريق ألفاظ/ شفرات ، و مع التأمل يُمكن أن تُحدّد ماذا يُريد أن يقول النص ، و يجعلك تتصور ذهنيا الدور الذي يُمكن أن تقوم به وكيفية ذلك في المستقبل ، و يتضح أنّ وجود التدوير الشعري فقط مع الاستفادة بالدراما لايعني أن النص قصة شاعرة ، و إنما قد يكون قصيدة تفعيلة معتمدة على السطر الشعري و نهاياته التي لها أهميتها المقصودة مِنْ قِبَل الشاعر ، بينما في القصة الشاعرة ليس مجرد الاستفادة بالدراما ، و لا تعني بالسطر الشعري إذْ يُمكن كتابة الجمل متجاورة (شكل القصة القصيرة) لايفصل بينها سوى عدد من النقط له مغزاه في النص ، كما يُمكن كتابة الجمل أسفل بعضها (شكل قصيدة التفعيلة) و في الشكلين لن يتأثر النص ،
و بالتالي فإن مثل هذه النصوص لا يُمكن اعتبارها قصة فقط ، وإلاَّ فما دور التفعيلة ، و التدوير الشعري؟
و كذلك لا يُمكن اعتبارها قصيدة ، و إلاّ فما دور التدوير القصصي الذي تبطن النص؟
و لا يُمكن اعتبارها مزيجاً بين القص و الشعر ، و إلاّ فمادور باقي المعايير الأخرى الموجودة بالنص؟
و بالتالي لا يُمكن إدراج مثل هذه النصوص تحت أحد اللونين .. القصصي أو الشعري
لذلك ، كان لابد من تصنيف فن كتابي/ جنس أدبي جديد ليتم إدراج مثل هذه النصوص ضمنه ، و قد كان ابتكار هذا الفن الجديد ، و بمعايير مثل تلك النصوص ، و قد اصطلح على اسمه "قصص شاعرة" ..
و كان التطبيق العملي هو الوسيلة الأفضل للتواصل الإبداعي
و من هذا المنطلق .. ،
فإن القصص الشاعرة تعدُّ مفتاحاً رمزياًّ لمعالجة الأحداث بصورةٍ مُمَوْسقة ، و عين خبيرة تؤكّد عدم توقف مسيرة الإبداع ، والقدرة على مواكبة التطورات بعمقٍ و بصيرة .

محمد الشحات محمد
26-11-2010, 12:38 AM
نصوص متنوعة



1- محمد الشحات محمد- مصر (يوم العيد)


بينما العيد يناديه ابتهال ..، ظل يدعو رغم أجساد التلاشي ..، صاحت الصافات من عطر الجواري واحتباس الفرد شوقا للمثنى ..، فجأة عادت أراجيح الهوى تجري حوارا فوضويا ، سمع المأمون يدعوه يصلي ..، كان في أول صف شاهدا ..، ما قدروه الحق ، فاقتات الخلايا ..، دون برواز تلوى ..، عرف الصبار إليهم ..، فتح المعجم حتى شاهد الصافات ..، حيا راح يسعى.


2- د.خالد البوهي (إرهاب) :-


نضب الأكل بطبق الفول " المتهالك " ..، هل تمتد الأيدي قبلي ..، أم أنتظر الآتي من عولمة كانت دوما ترصدني ..، وتعد حبيبات القمح المتبخر ..، تعلن حرب الزيت ، وتعلن في المستقبل حرب الماء ؛ وحرب النفس ..، تمثل في جثث الأطفال – ونحن نغني في أعياد طفولتنا – لكني مازلت وحيدا أبكي بجوار مخازن تموين الزيت الموتور ، وأقرأ باللغة الأخرى أن هذي منطقة نفوذ للإرهاب الثاني.


3- د. بيومي الشيمي (الدائرة) :


دقت عقارب ساعتي ، سقطت جميعا غير هذا المنتهي في حضن أوردتي ، تسمر صارخا : " قل لي بربك ما كتبت الآن في قلب الهوى ؟ " ، ثارت مدارك شقوتي ؛ لكنني قررت شيئا غامضا ، فسألتني ، لا .. لم أسل ، وهنا تألق فجأة صوت الثرى : " تحيا الشواهد في مداخل فجرنا ... يا سكرنا " ، فتفجر الصوت الرخيم معارضا ، خرجت قرون العقربين ..، تناطحا ، صارا عزيزا دونه امرأة تراود عقربا حيث انتهت.



4- أحمد السرساوي (فتح) :


أغلق النافذة الصغرى ..، تولى أمرة الجيش فأهدى كل جندي سرايا من بقايا الحق حتى شهد الناس بعدل يشتهي فجرا ليحيا النور ..، ظل المارد القائد يشدو .. خلفه حجرته تسمع نبضات ، ترد الفرقة الآن بصوت تراءى فجأة يعلن أن القمر الغائب يشكو الليل من دسترة الحق بألوان توالت نغما ، يرفض تصوير الشبابيك بعين القهر إيمانا بتوحيد التراتيل ، فعاد الصمت حيا ، ينبش الأوراق حول الجسد القابع تحويه الصحاري ..، دقت ساعة بدر ..، حلق المارد شوقا .. سمع الحلم يغني خلف أبواب يواريها مع الحلق براءات اختراع تفتدي أسلحة للغيب .. تتلو سورة الرحمن في عسكرة الشوق .. تمادى ربع قرن ، بينما الجدران ثارت .. قرر السجدة في القدس ونادى ليلة فيها ارتوت كل السرايا من (سواقي اللبن) الغائر قسرا ..، بايعت أفدنة الأوراق غصنا مستجدا .. راح يهديه عناقيد سلام ، فانحنى ضوء المرايا ، أسدل الآن ستار البحر فوق المسرح العائم ..، صلى من جديد ..، أشرقت شمس ..، تدلى سقف قيس يرتجي عفو ليلى ..، فتح النافذة الأولى .. تجلى.


5- إلياس بن سالم /صراط علي – الجزائر (أحجية ومسنجر):


حين تأكد رجل المطر الساخن أن الوجه القادم لا يعرفه .. لم يسبق أن ساده صمت فاقترب رويدا .. نظر محمد من أبهى منطقة ينطق وجها يرسم فيه قلبا أحمر في فمه ..، يصرف نظرا وحياء المشتاق لصوت ..، حين ابتسم احترقت ميسرة الصدر ، وهمت جبهته لدفاع الخطإ الجوي المتعمد ، وانتفضت ثانية تبكي مقتل جزء منه ، وتسحب أشلاء ضحاياه ، ولثالثة إنزال أخر في بحر تعقله انطلقت لتواجه من بعد البسمة قوة ضحكته .. تدمير هائل في شطآن البوح ..، تأكد ذلك من نشرة أخبار الجسم ..، فاهتز بسلمه " رختر " ..، قالت حائزة القلم المبدع .. جائزة النوبل للسلم : سلام الله عليك " محمد " كيفك ؟ إني اشتقت إليكم جدا ..، بهت الألم المبرح بنهاية أحجية ومسنجر.



6- ريمة الخاني – سوريا (لنبدأ من جديد ) :


واختفى ضبع الليالي خلف درب كاد يهوي من عوينات الضنى ، فاتخذت روحي سراديب حدادي ومزايا السحر غابت ، بينما لاح الحضور الآن صبحا يحتوينا من جديد ..، قلت رمزا : " إن نويت العوْدَ مهلا ، واجعل العود يغني كلما تسابق الدنيا لدينا ..، ألف سابقني وكن بعدك عني مستكينا وأجبني..، ما شعور اللا شعور اللا يبالي ؟" كان رعب قد تولى وتولى السهم بعد الذبح عشق القلب إيمانا به لولا هوى حملي ، وتاهت سدرتي الأولى ارتحالا لكأني أمسح الذنب التلاقي .. لم يكن لي في خيار الخير إلا رفقة منه تراءت كانبثاق النور ليلا ، فاتني البوح ، فلملمت عناقيدي ..، مضيت الآن كي أبدأ حلمي من جديد ، أذن الفجر اغترابا ، غربت شمس وصاحت نجمة الشوق ..، تدلى سقف ها (القائد يحيا) ..، عدت قسرا حيث عدنا.


7- ربيحة عبدالوهاب الرفاعي – الأردن/فلسطينية الأصل (على ثراها ) :


على أملٍ بأن غدا سيحمل نكهة أحلى، توضأ ثم نحو البيت سار بخطوة عجلى، يصارع فكرة التضييع كيف "أتى الذي ولّى"، وكيف القوم باعوا القدس في ترنيمة القتلى، وكيف أتى بنو صهيون كيف استأسدوا في الناس تنكيلا وكيف بغزة الثكلى أقام العزل والتجويع، والإقدام ما كلََّ، وعند الباب غازل غص زيتون على كتف الجدار أقام واستعلى، تأمله بإعجابٍ وفي ظل استدارة أمه الخضراء أغرق في تسابيح قبيل العصر ثم بظلها صلى...


8- صالح طه – أريتريا ومقيم بالسعودية (غدير)


" غدير " قد رأت - ليلا – صغيرا قد بكى ..، أشفقت قالت من ترى أبكاك قل لي .. كفكفت من دمعه ، تاقت له ، سقته من ماء عطوف ، أغرقته ، وحينها كم يشتهي الظمآن مما قد رأى ، ويقول يا ليت الصغير أكونه .. يا ليتني .. يا ليتني.


***

نادية بوغرارة
27-11-2010, 12:52 PM
تسجيل مرور بهذا التوثيق، الذي يختصر على الباحث الطريق .

تحية للمبدع كَمحمد الشحات .

نادية بوغرارة
27-11-2010, 02:08 PM
من أجل الاقتراب أكثر من ماهية القصة الشاعرة أطرح هذا السؤال :

قرأت بعض الأبيات التي يدرجها البعض فيما يسمى : القصة الشعرية ، فما الفرق بينها و بين القصة الشاعرة
التي يرسي قواعدها الأستاذ محمد الشحات ؟

سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى = فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا

حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ = نحو السفينةِ مَوجةٌ تتقدمُ

قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً = لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ

و هل يمكن أن تقبل كتابتها على هذا النحو ؟:

سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى ، فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا ،
حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ نحو السفينةِ ،مَوجةٌ تتقدمُ ،
قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً ، لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ .

الأبيات لأحمد شوقي .

محمد الشحات محمد
27-11-2010, 04:00 PM
تسجيل مرور بهذا التوثيق، الذي يختصر على الباحث الطريق .

تحية للمبدع كَمحمد الشحات .


و خالص التقدير لكِ أختنا القدير
الشاعرة و الباحثة/ نادية بوغرارة

بإطلالتكِ هذه فتحتِ باب النقاش المُثمر من أوسع أبوابه .. ،

وصار هذا المتصفح أحد المراجع المُهمة بما نشرتِ فيه من عطر مروركِ الذكيّ

مودة و تقدير

أخوكِ

محمد الشحات محمد

محمد الشحات محمد
27-11-2010, 04:07 PM
من أجل الاقتراب أكثر من ماهية القصة الشاعرة أطرح هذا السؤال :

قرأت بعض الأبيات التي يدرجها البعض فيما يسمى : القصة الشعرية ، فما الفرق بينها و بين القصة الشاعرة
التي يرسي قواعدها الأستاذ محمد الشحات ؟

سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى = فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا

حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ = نحو السفينةِ مَوجةٌ تتقدمُ

قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً = لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ

و هل يمكن أن تقبل كتابتها على هذا النحو ؟:

سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى ، فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا ،
حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ نحو السفينةِ ،مَوجةٌ تتقدمُ ،
قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً ، لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ .

الأبيات لأحمد شوقي .


و مرحباً مُجدّداً بهذا الثراء الإبداعي في النقاش الجاد

الشعرية أو الشاعرية:-

هي سمة تعني الإطار الأجمل بما تنتجه من أثر..، وهذا الإطار/السمة قد يكون لنص سواء كان قصة أو مقال أو حتى حوار أو جلسة وغيرها،
و بالتالي فإنّ القصة الشعرية قد تكون قصيدة (بأي شكل) مستفيدة بالدراما ، و قد تكون قصة نثرية عادية لكنها اكتسبت سمة الشعرية من جمال التصوير و دلالة اللفاظ و السرد ، و غيرها من مقومات القصة القصيرة .. ،
و مثلاً تحدّث امرؤ القيس عن مغامراته في معلّقته ، وكذلك عنترة بن شدّاد ، و عمر بن أبي ربيعة و غيرهم من رموز الشعر العمودي .. ، و لكن في النهاية لا يُدرج ما كتبوه ضمن أي فن من فنون الكتابة إلاّ الشعر ، و لكنه يأخذ مُسمّى الشعر القصصي أو القصة القصيدة ، و في إطار اتساع مفهوم الشعرية يُطلق على ما استفادت به قصائدهم من دراما قصة شعرية ، و هذا المُسمّى كما ذكرنا يُمكن أن يُطلق على أي قصة نثرية إذا اكتسبت سمة شاعرية مقوماتها
و من شعر التفعيلة الذي استفاد بالدراما كذلك بعض كتابات البياتي و نازك الملائكة ، و اعتبر بعضهم أن صلاح عبدالصبور رائد الشعر الدرامي .. ، كما اعتبروا أن مطران خليل مطران رائد الشعر القصصي .. رغم أنّه ما مِنْ شاعر إلاّ و استفادتْ قصائده بالدراما .. ،
و مِنْ ثمَّ فإنّ قصيدتي "الثعلب و الديك" و "الحمار و الموجة" لأحمد شوقي كانتا مُجرّد حكايات ارتدتْ ثوب القصيدة العمودية ، و لا يُمكن عليهما تطبيق أحد معايير القصة الشاعرة ، و هو "إمكانية كتابة النص بأكمله كَجُمل متجاورة دون خلل" .. ففي قول أحمد شوقي :-



"سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى = فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا

حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ = نحو السفينةِ مَوجةٌ تتقدمُ

قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً = لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ"

لا يُمكن كتابة الأبيات متجاورة ، و ذلك لأننا في البيت الثاني مثلاً ، و الذي ينتهي بكلمة "تتقدّمُ" سيختل الوزن (تفعيلة بحر الكامل) إذا كتبنا البيت الثالث ، والذي يبدأ بكلمة "قالت" مجاوراً للبيت الثاني ، إذْ سيكون خلل الوزن مُتمثّلاً في غياب الساكن المفروض في نهاية تفعيلة "مُتفاعلن" في كلمة "تتقدّمُ .. ، بينما كان هذا الساكن مُكتسباً بنهاية البيت الثاني ، و كان هذا أحد أسباب التزام القصة الشاعرة بالتدوير الشعري ، فضلاً عن أن القصة الشاعرة لا تعني بالشعر العمودي ، و إنما بالشعر التفعيلي و القصة القصيرة معاً كتفاعل كيميائي بوجود معايير أخرى لإتمام هذا التفاعل الذهني الإبداعي .. ، ناهيك أن أبيات شوقي هنا عبارة عن حكاية و لا تضمن معايير القصة القصيرة ، و القصة الشاعرة ليست حكايات موزونة .. ، و من هنا فإن القصة الشاعرة لها معاييرها/ قواعدها التي تجعلها –عند الالتزام- بطبيعة الحال مختلفة عن القصة الشعرية و الشعر القصصي (القصة القصيدة) و الحكايات الموزونة و غيرها من المُسمّيات


مازالت القضية مفتوحة ، و لعلها تنال من أنواركم بقعة ضوء

دمتِ بإبداعٍ و نقاء

محمد الشحات محمد
01-12-2010, 01:48 AM
9- عاطف الجندي – (مقاومة)

مازال صراع البحثِ عن الأشلاء يدور بأمرٍ من ْ حاكم هيئة تحرير الأخبارِ ، وتوصيةِ النائب في أعقاب الفوز بمقعد تزويرٍأحمر..،قالتْ بنتُ ضحايا الثورة "أين ضميرالزمن الآتي؟" ..، دار حديث إعادة نفس مُعدّل جذبِ استثمارتحدّي الماضي ،صارتْ مُعْضلةً لعبةُ فرض مزيدٍ منْ قوات البحثِ لإنقاذ التربة بعد محاصرة السيل لبيت الجدِّ الغائب منذُ وقوع الكارثةِ الأولى ، ضحكتْ بمجرد أن قدم رجل الأمن المعروف لها صندوقاً عثرتْ فيه على صورة فستان زفافٍ ، لم تسألْهُ عن الراسل ، بعد قليلٍ انفجرتْ قنبلةٌ في وجْهِ الضابط .


10- جميلة الرجوي – اليمن (لن يسقط نسرٌ في القمة)


جلستْ حاضنة الفنجال تحدق في خوفي المرسوم بجفني الراجف في الأوصال ، انتظرتْ واجمة في صمت موح بالأخطار ، لتزداد الرهبة ساد الصمت ..، تعيد التحديق وتردف قائلة في ثقة : لن تسقط غزة بالتأكيد ، ولن تخضع أبدا للإرهاب ..، سترفع رايات العزة في كل مكان ما عادت شيئا محصورا بزمان أو رؤية إنسان ..، زغرد قلبي فرحا وتساءل : ماذا أيضا ؟ قالت : لا تخشي فقدانا ..، غزة ذابت شوقا في الشريان ، وتحيا نورا في الأجفان ، تعانق صهوة إصرار للتطهير وللتغيير بوحي الشهداء ؛ بفجر طل من الخذلان ..، يشيع النور ويهدي زخات الامطار ، فيغدو الجسم صحيحا ويضيء العقل بنور الله ..، تولى الديك دعاء النصر ، تولد صوت في الوجدان ! أشاع الدفء ، ورحت أغني :-
لا .. لن يسقط َ نسرٌ في القمة ْ !! "

نادية بوغرارة
02-12-2010, 07:44 PM
ما تزال القصة الشاعرة تلفت إليها الأضواء عبر مختلف الوسائل ، وقد اختُتمت أشغال المؤتمر
العربي الأول للقصة الشاعرة كخطوة أولى - ربما - في مسار التنوير الثقافي من أجل
التأسيس لهذا اللون الأدبي الفتيّ و التنظير له .

================

__منقول __


القصة الشاعرة تتحدى كسل الثقافة العربية ،
وتصنع هوية جديدة للإبداع الحر

أكد المستشار الثقافي اليمني خالد عمر أن القصة الشاعرة جنس أدبي جديد يصنع هوية جديدة
للشعراء والكتاب في ضوء التدفق الحر للإبداع الذي يحتاج إلى الرعاية ،
ويجب أن تتاح أمامه كل الفرص للظهور ، كما يجب تكريم المبدعين الذين أوجدوا هذا النوع من الأدب
لهم في حالة شعور بالاغتراب ، وأشار "خالد عمر" إلى أن المؤتمر العربي الأول للقصة الشاعرة
من أهم المؤتمرات الرائدة كونه يقدم للأدب العربي محاولة جادة لإظهار جنس أدبي جديد
يتمثل في القصة الشاعرة ،
وهي ذلك النوع من الأدب الناجم عن تغاعل بين الشعر والقصة ، ويختلف عما سبقه من ألوان أدبية ،
و قد كشف مؤتمر القصة الشاعرة عن بعض أسرارها ، وفك رموزها ، وقد كان المؤتمر يدعو إلى
الإعجاب بترتيباته ، والالتقاء بعدد كبير من المبدعين الذين لهم شأنهم ولهم حضورهم الواضح
في الساحة الأدبية العربية ،

ومن جانبه أشار الأديب والكاتب العراقي "خضير ميري" إلى أن القصة الشاعرة تتحدى كسل الثقافة العربية ،
و يأتي الاهتمام بها كنوع من الإقرار الجماعي بما كان قد ذهب إليه الكاتب والمبدع محمد الشحات محمد ،
لا في كونه مؤسساً أو ممارساً النوع فحسب ، بل لكونه مفتتحاً للبحث في مجال أدبي جديد ربما فات الكثير
من النقاد والدارسين الانتباه إليه ، ولعل بعض الآراء والقراءات التي قُدمت في المؤتمر كانت تتلمس الخطى
للبحث عن قواعد أو مقاربات للقصة الشاعرة باعتبارها الناتج عن التفاعل الذهني بين حقلين متناثرين
هما القصة القصيرة والشعر كتدوير تفعيلي وقصصي ،
وهذه سمة أو مؤشر للقصة الشاعرة كما هي عليه الآن ،
أو كما كتبها محمد الشحات محمد و دل عليها ، وهذه القواعد النقدية ليس كل ما ينطوي
على القصة الشاعرة من إمكانيات ، و أنا بدوري أدعو إلى المزيد من الممارسة الكتابية
و التجريبية لهذا النوع من الأدب .


كما أن المزيد من الدراسات لتجربة محمد الشحات محمد تحديداً تؤكد أنه يمتلك موهبة لتطوير
هذا الجنس الأدبي الجديد ، أما بخصوص ما أتوقعه لتلقي الرأي العام الأدبي لهذا النوع من الفن
الكتابي الجديد أنه سيكون هناك ردود أفعال متباينة لكنها غير عدائية للون أدبي تستطيع
أن تجد له جذور في التراث ، ويجب التحريض على الإعداد للمؤتمر الثاني للقصة الشاعرة
في العام القادم ، وبإشراك أكبر عدد ممكن من الكتاب والنقاد ، وبمزيد من الكتب والمبدعين
الذين يرغبون في هذا النوع الأدبي المتميز والمثير الجديد .


يذكر أن توصيات المؤتمر الأول للقصة الشاعرة تلخصتْ في :

- أن يكون هذا المؤتمر بداية لسلسلة مؤتمرات في المحافل الثقافية والعربية.


- أن يتم دعوة اتحادات الكتاب العربية لتشكيل لجنة من النقاد والمبدعين لمناقشة كل ما دار في المؤتمر.

- أن يكون المؤتمر القادم في جامعة الدول العربية أو في إحدى الدول العربية من خلال مراكزها الثقافية.
- عمل نشرة بجانب الكتب التي تم توزيعها في المؤتمر.
- إضافة القصة الشاعرة كفرع جديد في المسابقات الأدبية المختلفة.
- أن يكون المؤتمر القادم ثلاثة أيام بدلاً من يوم واحد .

نادية بوغرارة
02-12-2010, 08:09 PM
سؤال :

بدا لي إلى حد ما أن القصة الشاعرة تشبه البند في الشكل ،
و تشبه القصة في المضمون ؟؟

إلى أي حد يعتبر هذا الكلام صحيحا ؟

محمد الشحات محمد
03-12-2010, 10:55 PM
سؤال :

بدا لي إلى حد ما أن القصة الشاعرة تشبه البند في الشكل ،
و تشبه القصة في المضمون ؟؟

إلى أي حد يعتبر هذا الكلام صحيحا ؟


الشاعرة و الباحثة

القديرة/ نادية بوغرارة

أشكر لكِ دوركِ في إثراء الحركة الثقافية و الإبداعية ،
و اهتمامكِ الخاص بالقصص الشاعرة ،




اختلاف الشكل و المضمون في ضوء تدويرات القصة الشاعرة


1- البند : عبارة عن نثر ملتزم بالتدوير التفعيلي ، و كلماته لا تحمل إلاّ ظاهر المعنى القاموسي ، ولا علاقة لها بلغة الترميز و شخصية النصّ و خيال صاحبه ، مِماَّ يُفقده الشاعرية .. ، و قد ظهر هذا النوع من الكتابة في القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) ، و بالتالي فإنّ البند ليس شعراً رغم وجود التدوير التغعيلي ، و كم من نصوص تلتزم بالتفعيلة (موزونة) و لكنها نثرية و مباشرة ذات تقريرية ، و حتى إذا أخذتْ الشكل العمودي تُسمَّى نظماً
و هذا لا ينطبق على القصة الشاعرة حيثُ أنّ جُملها تتسم بالشاعرية ، و فضلاً عن تلك التفعيلة التدويرية ، فهناك التدوير القصصي/ الموضوعي و التدوير البصري
و البند تعدّدت موضوعاته ، فمنها الرسائل و الحكايات ، و القول المأثور ، و هذا مثال للبند .. أقول فيه :-
"جلس الأطبّةُ حول مائدةِ النقاشِ ، فقال معظمهم هنا تأتي الحقيقة إنْ سألنا بعضنا ، و أجبْنا دون مكْرٍ ما نرى ، و الآن نحن نتابع الجرْحى بغير مقابلٍ "
في هذا النص تتوالى تفعيلة بحر الكامل ، و لكنّ النصّ كَكُلّ ليس شعراً
2- التدوير الشعري فقط يجعل النص قصيدة ، ولا يغنيها عن ماهية السطر الشعري ، ولا يكون النص عندئذٍ قصة شاعرة

معنا قصيدة تلتزم بالتدوير للشاعرمحمود درويش ، و قد كتبها بعضهم جملاً متجاورة للمقارنة بينها و بين القصة الشاعرة من ناحية التدوير الشعري ، مِماّ أثر سلباً على قصيدة "درويش" لأنهم بهذا الشكل أسقطوا نسبة كبيرة مماَّ كان يقصده الشاعر في نهايات السطر الشعري ، و كذلك لم يستطع النص –بهذا الشكل- أن يعلن عن وجود معايير القصة القصيرة به ، ولم يكن القصّ ركناً مُتبطناً في النص رغم استفادته بالدراما ، و هذا شيءٌ طبيعيّ لأنه كُبَ في الأصل كقصيدة ، وأيّ تغيير فيه يعدُّ مَسخاً لا يليق بالنص و بحجم محمود درويش
و يتبين الاختلاف بحكم الذائقة بين نص قصيدة درويش –رغم التدوير ، و إسقاط علامات الترقيم و كتابة الجمل مُتجاورة- و بين القصة الشاعرة ، و هذا مقطع من نصّ محمود درويش "مقعد في قطار" :-
"مناديلُ ليست لنا، عاشقاتُ الثواني الأخيرة. ضوء المحطة. وردٌ يضلل قلباً يفتش في معطفٍ للحنان. دموع تخون الرصيف. أساطير ليست لنا. من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرح عند الوصول؟ زنابق ليست لنا كي نُقبّل خط الحديد. نسافر بحثاً عن الصفر لكننا لانحب القطارات حين تكون المحطات منفى جديداً. مصابيح ليست لنا كي نرى حبنا واقفاً في انتظار الدخان....."

3- تفاعل التدويرات الشعرية و البصرية مع التدوير القصصي ، و بوجود عوامل مساعدة مثل توظيف الموقع الإعرابي و علامات الترقيم يجعل من مضامين القصة الشاعرة اختلافاً عن مضامين القصيدة أو القصة القصيرة كلٌّ على حدة
..............

خالص محبتي و تقديري

سامي عبد الكريم
25-12-2010, 11:27 PM
تعجبني القصة الشاعرة أستاذنا
وقد حاولت كتابتها أكثرمن مرة
ولكنني في كل مرة أجد نفسي اتحول تلقائيا للكتابة النثرية
أو أكمل النص شعرا
كيف يكون ضبط الأمر؟

جزاك الله خيرا

محمد الشحات محمد
22-05-2011, 02:35 AM
تعجبني القصة الشاعرة أستاذنا
وقد حاولت كتابتها أكثرمن مرة
ولكنني في كل مرة أجد نفسي اتحول تلقائيا للكتابة النثرية
أو أكمل النص شعرا
كيف يكون ضبط الأمر؟

جزاك الله خيرا


و جزاكَ أخي/ سامي عبدالكريم

و بعد المحاولة "أكثر من مرة" ، و في ظل هذا الإصرار على الإبداع و الرقيّ ،

ستؤتي المحاولة القادمة ثمارها بما تحبّ ، و كما أتوقُ أنا شخصياًّ لقراءة حرفك

طبيعيٌّ جداًّ أن يكون هذا التحول في البداية ، و مع المراس بحبٍّ و رغبة الكتابة بهذا الفن "القصة الشاعرة" ، و ملاحظة الفروق و نقط التماس بين الفنون المختلفة ، و خصوصاً التي تُميّزها عن بعضا سيكون النص القادم أروع مِماَّ تتصوّر

مودة و تقدير

ربيحة الرفاعي
23-05-2011, 07:48 PM
كنت أفكر برفعها أما سؤال وصلني على الخاص من الغالية نداء غريب صبري
وانا هنا أرجوها أن تقوم بطرح استفسارها على العام
فلربما عرض لغيرها ما عرض لها
ولا شك أنهم يحتاجون مثلها لرد استاذنا محمد الشحات محمد

آمل حلوتي ان تقومي بطرح استفسارك هنا

دمت بألق