تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تغيرت الدنيا في خمس سنين :



عبد الله راتب نفاخ
05-12-2010, 04:41 PM
تغيرت الدنيا في خمس سنين



ذكَّرني بذاك صوت أغنية كنت أحبها



و أحب مطربها



قبل خمس سنين



بسببه تشاجرت كثيراً مع زميلاتي



فبات اليوم هو معشوق الفتيات



و رُكِنتُ أنا وحيداً



في زاوية الإبعاد






تغيرت الدنيا في خمس سنين



محبوبة قلبي التي لم تكن ترتضي الجلوس



إلا بجانبي على مقعد الجامعة



و تقاسمني قطعة الحلوى ، و الشطيرة



و تخاصم لأجلي صديقاتها



غادرتني دونما عودة



و حين رأيتها مصادفة قبل عام



أشاحت بوجهها بعيداً ، و توارت لتدفعني عنها



فلما لحقت بها و ألقيت السلام



ردَّت عليَّ كمن يقول :



لا تقترب مني مرة أخرى






تغيرت الدنيا في خمس سنين



صديقاتها اللواتي كنت أكرههنَّ



و أغار عليها منهنَّ



و أمقتهنَّ أكثر من أي شيء في الوجود



باتت وجوههنَّ حبيبة إلي



لأنهن يذكرنني بماضٍِ سعيد



قد تبدد






تغيرت الدنيا في خمس سنين



مجالسي و الأصدقاء في ردهات الجامعة و حدائقها



تندُّرنا على أخطاء الدكاتر اللغوية و العلمية



ومناقشتي إياهم في المحاضرات



طرفنا التي كنا نعيشها كل يوم



رحل كل ذاك مع الريح



و بتُّ إذا نزلت الجامعة



أتأمل في الوجوه كلها



فلا أبصر وجهاً أعرفه



أو وجهاً يعرفني



لا شيء غير الخواء



و أوراق شجيرات الخريف المتناثرة



تذكرني بأن أيامنا هناك تطايرت مثلها



منذ وقت بعيد






تغيرت الدنيا في خمس سنين



جارنا الذي وعيت الدنيا



فوجدته يتخذ مقعده على باب حانوته



و يرفع صوت مذياعه صادحاً بأم كلثوم



فتطرب له أرجاء حينا الواسعة



و تتراقص أغصان الأشجار نشوة و فرحاً



دخل يوماً لينام في حانوته



و قد أثقلته الهموم



فلم يصحُ



و باع أبناؤه مذياعه الأثري



لأول المشترين






تغيرت الدنيا في خمس سنين



بعد مغامراتي الجامعية



و مناظراتي الأدبية اليومية



بتُّ أستاذاً بسيطاً



يجلس إلى منضدة وضيعة



ليعلم طلاباً بلداء



لا يدري كيف وصلوا نهاية المرحلة الابتدائية



مبادئ الكتابة و الكلام



فلا يتعلمون



و تملي عليَّ مشرفة صفيقة



وجهها لا يشبه غير علبة الصفيح



و عقلها لا يزن أكثر من قطمير



كيف أكون ، و كيف أفعل ، و كيف أقول



فأحني لها رأسي مرغماً



و بطرف عيني أبصر



نظرة انتصار خسيسة



و بسمة صفراء في شفتيها



فيقتلني الألم



و ما لي من مجير






تغيرت الدنيا في خمس سنين



رأسي المملوء بالأفكار



و قلبي الموَّار بالأحلام



تخبطا .... تجمَّدا ..... و كُبِّلا



كبلتهما نظرات الحاسدين



أفعال الحاقدين



رزايا المفترين



و لبثت وحدي مسنداً ظهري للجدار العتيق



أتأمل في سكون



كم تغيرت الدنيا في خمس سنين

فاطمه عبد القادر
05-12-2010, 09:26 PM
تغيرت الدنيا في خمس سنين


ذكَّرني بذاك صوت أغنية كنت أحبها


و أحب مطربها


قبل خمس سنين


بسببه تشاجرت كثيراً مع زميلاتي


فبات اليوم هو معشوق الفتيات


و رُكِنتُ أنا وحيداً


في زاوية الإبعاد




السلام عليكم
لا أدري لما غشاني ضباب اكتئاب عندما قرأت نثريتك هذة
تغيرت الدنيا في خمس سنين
لقد سافرت ذاكرتي إلى ما قبل سنين وسنين
لا أدري لما يظل للماضي حنين في القلب
ولما الأيام التي تمضي لا تعود
ربما كان الحاضر أحلى ولكننا نعتقد أن الماضي مختلف,, فنشتاق لأيامه ولياليه وناسه ومعانيه
ولكننا في الواقع نحزن على سنين عمرنا الذي راح دون رجعة ,,وليس أي شيء آخر
وما كآبتي الآن إلا على العمر الذي تسرب من بين يدي دون علم مني
أشكرك أخي
كانت لفتة مميزة ,حنانك للماضي القريب وحزنك علية
ماسة

كريمة سعيد
06-12-2010, 11:26 AM
ياه كم تتغير الأمور !! ؟
مع أننا من يتغير ويغير كل الأمور ....
تأمل هادئ وجميل في ما كان وما آل إليه الوضع..
وكيفية عرض الفكرة وتسلسل الأحداث يدفع القارئ للانغماس في النص والتداعي باسترجاع شريط حياته قبل 5 سنوات
الراقي عبد الله راتب نفاخ
لغة معبرة وأسلوب أدبي جميل
دمت بألق وإبداع

عبدالصمد حسن زيبار
07-12-2010, 09:36 PM
هي مسيرة تبقي من ذكراها على الذاكرة
هي زاد نشرف منه على الرؤية / المستقبل
ربما نقول أن الإنسان كائن إستذكاري
تحياتي

ربيحة الرفاعي
07-12-2010, 10:02 PM
فانتظر خمسا أخرى إذا لتنهمر حروفك بنص يبكي هذه الأيام التي يبكي منها الآن
ليست القضية في الخمس التي مضت ايها الكريم، ولكنها حكمة لم نفقه صدقها حين سمعناها في شبابنا
"لا يأتي الزمان بأيام كالتي نفقدها"

أسلوب راق ومعبر
ولغة ألفنا روعتها

دمت متألقا

عبد الله راتب نفاخ
10-12-2010, 06:52 PM
تغيرت الدنيا في خمس سنين

ذكَّرني بذاك صوت أغنية كنت أحبها

و أحب مطربها

قبل خمس سنين

بسببه تشاجرت كثيراً مع زميلاتي

فبات اليوم هو معشوق الفتيات

و رُكِنتُ أنا وحيداً

في زاوية الإبعاد




السلام عليكم
لا أدري لما غشاني ضباب اكتئاب عندما قرأت نثريتك هذة
تغيرت الدنيا في خمس سنين
لقد سافرت ذاكرتي إلى ما قبل سنين وسنين
لا أدري لما يظل للماضي حنين في القلب
ولما الأيام التي تمضي لا تعود
ربما كان الحاضر أحلى ولكننا نعتقد أن الماضي مختلف,, فنشتاق لأيامه ولياليه وناسه ومعانيه
ولكننا في الواقع نحزن على سنين عمرنا الذي راح دون رجعة ,,وليس أي شيء آخر
وما كآبتي الآن إلا على العمر الذي تسرب من بين يدي دون علم مني
أشكرك أخي
كانت لفتة مميزة ,حنانك للماضي القريب وحزنك علية
ماسة




يا لروعة كلماتك يا أخية ....
و لكم وجدت فيها من سلوى ....
بورك مرورك الذي أرجو ألا تحرمينا منه
لك كل التحايا

عبد الله راتب نفاخ
10-12-2010, 06:53 PM
ياه كم تتغير الأمور !! ؟
مع أننا من يتغير ويغير كل الأمور ....
تأمل هادئ وجميل في ما كان وما آل إليه الوضع..
وكيفية عرض الفكرة وتسلسل الأحداث يدفع القارئ للانغماس في النص والتداعي باسترجاع شريط حياته قبل 5 سنوات
الراقي عبد الله راتب نفاخ
لغة معبرة وأسلوب أدبي جميل
دمت بألق وإبداع


بوركت أيتها الكريمة كريمة .....
أنار النص مرورك و تعليقك ...
لك كل الشكر و المودة و المحبة
دمت بخير

عبد الله راتب نفاخ
13-12-2010, 03:49 PM
هي مسيرة تبقي من ذكراها على الذاكرة
هي زاد نشرف منه على الرؤية / المستقبل
ربما نقول أن الإنسان كائن إستذكاري
تحياتي

بارك الله بك و بمرورك أيها العزيز الغالي ...
لك كل التحايا القلبية
دمت بخير

محمد ذيب سليمان
14-12-2010, 02:32 PM
حينما كنت مع نصك تكونت لدي فكرة الرد
ولكنني وجدت الأخت الفضلة ربيحة اتلرفاعي
ترد بما منت أحضر نفسي له
يعني سبقتني بما كنت اريد
أخي الكريم
كلنا يتذكر أياما خلت يبتسم لها وتخرج زفرة مع تنهيدة من العمق
وكأنها تقول سقيا تلك الأيام وليتها تعود
فهل حقا هي أجمل وأحلى من هذه الأيام ؟
ربما نعم وربما لا ولكن الذي لا شك فيه
أن للذكمرى طعم متميز لا يستطيع الحاضر ان ينافسه
شكرا لطرق باب حرك الذكريات لدينا