المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن فلة قصة قصيرة



ابتسام الدمشاوى
12-12-2010, 10:53 PM
ابن فلة

بجوار عشة أمه وضع الحجر وحط رأسه و..تمدد ..لافظا أنفاسه الأخيرة دون وداع.
إذ لا يوجد من يودعه ...وحيدا عاش...يتيما ولد....وحيدا مات.
محمود "العبيط"...هذا هو اللقب الذى أطلقه عليه شباب القرية
.
تخرج فلة كل صباح تجمع البيض والزبد والجبن من الفلاحات وتذهب إلى سوق المدينة
تبيع وتشترى وتعود مارة فى طريقهاعلى الترعة لتأخذ محمودا" الذى يجلس اليوم بطوله مادا سنارته لاتغمز أبدا...تطعمه مما جلبت معها وتنام مادة ذراعها لينام عليه محمود.

يداعبه الشباب:- "رايح فين يا محمود"
: --"رايح اشترى مركب علشان أصيد سمك كتير وألف البلاد كلها"
:--وانت تعرف تركب مركب...
يضحك ملء فيه ويحتضن الدنيا بذراعيه...
.تناديه الفتيات.. ينظر إليهن بخجل و...يسابق الريح.
"أزوجه يمكن يعقل" (قالت فلة لنفسها)

اجتهدت فلة فى البحث عن عروس مناسبة واشترت الصندوق والسرير الجريد.
هربت العروس فى اليوم التالى للعرس وأقسمت ألا تعود.
كررت فلة المحاولة وفى هذه المرة اشترت له خيزران ليضرب به العروس حتى تهابه وتحترمه.
جاءت العروس ...هربت العروس...أخذ أهلها البيت مقابل مؤخر الصداق.
بنت فلة "العشة" وهرب منها محمود...يلف البلاد على قدميه لا يترك وليا ولا مولدا .

دار محمود ولف وداخ. ...و عاد ليجد أمه قد ماتت...
تمدد جوار العشة.

آمال المصري
13-12-2010, 09:50 AM
إذ لا يوجد من يودعه ...وحيدا عاش...يتيما ولد....وحيدا مات.

جمالية القصة في عودته حيث بدأ
بعدما لف وجاب البلاد على قدميه لم يجد أفضل من جوار أمه وإن كانت رفات , وبموتها كانت نهايته
هي فئة من البشر قست عليهم الحياة وهمشتهم
ولكن لم تفقدهم الروح الإنساني
قصة عميقة وموجعة أستاذة ابتسام
دمتِ بروعة وألق
ومرحبا بك في ربوع الواحة

ابتسام الدمشاوى
22-12-2010, 11:30 PM
شكرا للعزيزة رنيم على المرور العذب والقراءة الواعية
مودتى

محمد ذيب سليمان
23-12-2010, 09:28 PM
وافر الشكر لك على هذه الإضاءة
على صنف من البشر لا نلقي لهم بالا
ولكنك انت سلطت ضوءا عليهم وأخبرتنا عنهم
وهذا يكفي للفت انتباهنا الى هذه الفئة المحرومة
تاتي وتذهب ولا نلقي لها بالاً
كل الشكر

ابتسام الدمشاوى
23-12-2010, 11:44 PM
الشكر لكم استاذ محمد لمرورك وتشريفك لصفحتى
تحياتى

خالد الجريوي
24-12-2010, 05:02 PM
أختي الغاليه
الأديبه الرائعه
وكأنك ألقيتِ حجرًا في ماءٍ راكد

أحيانًا يكون هذا الـ (محمود) عاقلاً ويقابل نفس المصير

رائعه قرأتها
فأمتعتني .. رغم ما بها من ألم

تحياتي وتقديري

ناصرنهير
24-12-2010, 08:33 PM
تلف بنا كابن فلة الاقدار
هاته الدنيا امتعتني
وفقك الله في الدارين

أماني عواد
25-12-2010, 07:37 PM
الاستاذة ابتسام الدمشاوى


--"رايح اشترى مركب علشان أصيد سمك كتير وألف البلاد كلها"
:--وانت تعرف تركب مركب...
يضحك ملء فيه ويحتضن الدنيا بذراعيه...

من قال ان حلم البسطاء بسيط؟
هو حلم قد لا يحلمه غيرهم فقد قست عليهم الحياة حد مراوغتها بحلم كبير


قد كان اختيار الاسم (أبن فلة) اختيار ا موفقا يلائم نقاء هذه الفئة من الناس
قصة ينعكس عن اوجاعها رقة الكاتبة وجمال احساسها
دمت رقيقة

ابتسام الدمشاوى
06-04-2012, 10:41 PM
اشتقت اليكم كثيرا
اشكر كل من مر على صفحتى
تحياتى للجميع
سأعودلاحقاللرد بالتفصيل على كلمن زارنى

ربيحة الرفاعي
07-04-2012, 04:24 PM
أراه كان أبلها، ولا يمثل البسطاء
ففرار العروسين يعني خللا لا علاقة له بالفقر والبساطةن فطبيعي أن العروسين من بيئة مشابهة

لعلها بتزويجه ظلمته ولم تظلم الفتاتان فقط

بعض عثرة شابت رسم الكلمات أظنها سقطات كيبوردية

أهلا بك أيتها الكريمة في واحة الخير

تحيتي

تحيتي

آمال المصري
20-09-2012, 04:27 AM
البساطة في التفكير هي من ساقت فلة لتوالي الخسائر ولم تعِ أن النتيجة في النهاية واحدة
وهي أن برحيلها تكون نهايته رغم أنه جاب البلاد
ربما عند فئة المثقفين يكون التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة مختلفاً والإقدام على مثل ماحدث هنا مدروساً
قصة جميلة أخت ابتسام تنقل لنا من واقع الحياة لقطة يتجاهل البعض أنهم بشر
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

لانا عبد الستار
02-01-2013, 03:40 AM
المشهد حزين
لكنه لا يحمل مقولة
والقصة مؤلمة
أشكرك

نداء غريب صبري
19-01-2013, 08:47 AM
أحزن حين أسمع او قرأ قصص البلهاء
كل من القصة محزن

شكرا لك اختي

بوركت

د. سمير العمري
27-04-2013, 06:10 PM
الحقيقة أنني وجدت هنا قصة ملفتة وتشد الذهن ، ولكن كانت تحتاج لطرح أقوى وسبك أفضل خصوصا في المقدمة التي أوهت كثيرا الخاتمة وأثرها.

ونعم ، عاش محمود سعيدا آمنا ، وعاشت فلة تحمل قدرها راضية وتجتهد في رعاية ابنها الذي لم يكبر قط ولكنه حين فقدها فقد الحياة. هكذا هم الكثير من الشخوص ممن لا يدرك قيمة ما عنده حتى يفقده فيفقد به معنى الحياة.

تقديري