تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صَيّاد



ربيحة الرفاعي
12-12-2010, 11:54 PM
أُحِبُّها، وأَعلَمُ أنَّها تُحِبُّني رُبَّما فَوْقَ ماحَلُمْتْ، تّنْتَظِرُ بِشَوقٍ إِطْلالََتي، هَمْسَتي، مُرورِيَ السَريعِ بِها بَينَ مَحطَّاتيَ الكَثيرَةِ وشُؤونِيَ التي جَعلتُها -دائِما- آخِرَها، لِثِقَتي الأَكيدةِ منْ حُبِّها، ويَقيني أَنَّها ستَفرِض على نفسِها تَفهُّم الوَضْعِ واستيعابَ الظَّرفِ كَأبْدَعِ ما تَكونُ الأُنْثى، ولم تُخَيِّب هِيَ ظَنّي، وَلكِنّي خَيَّبتُه، لَم أَستطِع يَوْماً خَلْعَ بزّةِ الصَّيادِ الّتي وُلِدْتُ أَلْبَسُها، فَاَنا رَجُلٌ يَسْتَهويني الجَمالُ، وَتَرْتَمي رُوحِي راغِمَةً عَلى أعْتابِ النَّظَراتِ الفَاتِنَةِ بَيْنَ سَيْفِ رِمْشٍ أّحدُّ مِن أَن يَتَجاهَلَهُ رَقِيقُ قَلْبٍ مِثْلي، وَشاطِيءِ جَفْنٍ يُغرِي بِاقتِرابٍ، وَيُلْقِي في خِضَمِّ عُيُونٍ هِيَ البَحْرُ أَيّاً كانَ لَونُها، أَهْرُبُ مِن بَيْنِ يَدَيْها بِأَلْفِ حُجَّةٍ وحُجَّةٍ، وتَخْتَبِيْ في ضَمِيرِي أُنْثَى تَقْبَعُ في زَاوِيَةٍ ما مِنْ كُلِّ حُجَّةٍ جَديدَةٍ، وأَتَصَوَّرني أّقنَعْتُها في كلِّ مرَّةٍ، فأَجِدُ مِنْها تَلْمِيحاً واهِياً تُوصِلُهُ مُتَرَدِّدَةً رُبَّما بينَ خَوْفِها مِن انزِعَاجِي وحِرْصِهاً عَلى لَفْت انتِبَاهِي، فَأَتَجاهَلُهُ وكَأَنّما أَمْحُوهُ بِتَجَاهُلِه، وقَدْ تَجاهَلَتْ وتَعامَيْتُ، وَ تَحَمَّلَتْ وَتَمادَيْتُ، وَلَمْ أَلْحَظِ في ضَجِيجِ أَيّامي واهتِمَامَاتي أنَّ ذلِك َالبَريق في عَيْنيْها حِينَ أُمْسِكُ بِوَجْنَتيْها بَيْن كَفَّيَّ، بّدأَ يَخْفُتُ يَوماً عَن يَومْ.

حينَ هَرَبْتُ مِنْها فِي لِقَائِنا الأَخِيرِ وَدَّعَتْنِي بِتَبَرُّمٍ لَمْ تُحاوِل إِخفَاءَهُ ، وَقَرَّرتُ أنْ ألْعَبَ دَوْرَ الغَاضِبِ المُتَأذّي عِنْدَما أعُودُ، لكنَّها لم تَكُن حيْثُ انْتَظَرْتُ، نَادَيْتُها فَلَمْ تُجِبْ نِدائِي، وعَدَوْتُ مَذْعُوراً أَبْحَثُ عَنِّي، عَنْ صَدْرِهَا يَحْتَوِينِي وَحَنَانِها يَلُفُّني، قَلَبْتُ عَالَمِي رَأْسَاً عَلى عَقِبْ، فَوَجَدْتُها في زَاوِيَةٍ أسْكَنْتُهَا فِيهَا ذَاتَ حُلُمْ، وَجِيدَةً تَجُوبُ بِعَيْنَيْهَا الفَضَاءَ حَوْلَها بَحْثاً ظَنَنْتُهُ عَنِّي، فَاقْتَرَبْتُ وَلَكِنَّها أَبْعَدَتْنِي :
إذْهَبْ أَرْجُوكْ ... فَأنَا ما زِلْتُ أَبْحَثُ عَن ثِقَةٍ بِكَ أحْتاجُها لِأَسْتَمِرّ.

فاطمه عبد القادر
13-12-2010, 02:56 AM
حينَ هَرَبْتُ مِنْها فِي لِقَائِنا الأَخِيرِ وَدَّعَتْنِي بِتَبَرُّمٍ لَمْ تُحاوِل إِخفَاءَهُ ، وَقَرَّرتُ أنْ ألْعَبَ دَوْرَ الغَاضِبِ المُتَأذّي عِنْدَما أعُودُ، لكنَّها لم تَكُن حيْثُ انْتَظَرْتُ، نَادَيْتُها فَلَمْ تُجِبْ نِدائِي، وعَدَوْتُ مَذْعُوراً أَبْحَثُ عَنِّي، عَنْ صَدْرِهَا يَحْتَوِينِي وَحَنَانِها يَلُفُّني، قَلَبْتُ عَالَمِي رَأْسَاً عَلى عَقِبْ، فَوَجَدْتُها في زَاوِيَةٍ أسْكَنْتُهَا فِيهَا ذَاتَ حُلُمْ، وَجِيدَةً تَجُوبُ بِعَيْنَيْهَا الفَضَاءَ حَوْلَها بَحْثاً ظَنَنْتُهُ عَنِّي، فَاقْتَرَبْتُ وَلَكِنَّها أَبْعَدَتْنِي ...
إذْهَبْ أَرْجُوكْ ... فَأنَا ما زِلْتُ أَبْحَثُ عَن ثِقَةٍ بِكَ أحْتاجُها لِأَسْتَمِرّ.


السلام عليكم عزيزتي ربيحة
يهوى الجمال هذا الصياد أم يهوى الخيانة ؟؟؟
إن كان يهوى الجمال فليس ما هو أجمل من السماء والنجوم فهل يستطيع امتلاكها ؟؟؟وليس هناك أجمل من البحر فهل يقدر على شربه
عندما تنعدم الثقة في الحب يمتقع لونه ويصفر وجهه ثم يذوي ويموت ,,وفي العلاقات الإنسانية لا عذر للصيادين ,,
جميل وبليغ نصك هذا يا ربيحة
وصلت الفكرة بسلاسة وطيبة
أشكرك على الحرف الدافئ الجميل
ماسة

أماني عواد
13-12-2010, 11:21 AM
الاستاذة الكبيرة ربيحة الرفاعي


ُأُحِبُّها، وأَعلَمُ أنَّها تُحِبُّني رُبَّما فَوْقَ ماحَلُُمْتْ



ولم تُخَيِّب هِيَ ظَنّي، وَلكِنّي خَيَّبتُه

نعم فالانثى متطرفة في الحب , كثيرا ما يفوق حبها للشخص حب الشخص لذاته . فأن خيب هو ظنة كيف لها ان تخيب ظنه؟


لَم أَستطِع يَوْماً خَلْعَ بزّةِ الصَّيادِ الّتي وُلِدْتُ أَلْبَسُها،
يلبس بزته لكنه يخالف منطقه. ربما لان ذاك العصفور بيده يطمح بتلك العشرة على الشجرة



إذْهَبْ أَرْجُوكْ ... فَأنَا ما زِلْتُ أَبْحَثُ عَن ثِقَةٍ بِكَ أحْتاجُها لِأَسْتَمِرّ.

وأن لم تجدها ابضا ستستمر لكن في احتمال قسوة فقدانها
فالخروج فن لا يتقنه الا اصحاب القلوب القاسية , على عكسها تماما


اعتقد ان النبض في جنين الانثى اول ما يتكون منها وأن الرأس أول ما يتكون في جنين الذكر
تلك ارادة الله فوحده الاختلاف من يولد قوة التجاذب

برأيي ان العمق هنا ككتلة متوهجة ترسل اشعتها في زوايا متعددة يخترقنا بعضه من تلك المنطقه التي انصهرت حين احتراقها جلودنا

رائعة سيدتي دمت وهذا الاحساس

كاملة بدارنه
13-12-2010, 12:27 PM
إذا اختلّت موازين الثّقة بين الزّوجين ؛ فإنّ الحياة ستصبح جحيما يكوي بلظاه النّفس والجسد ...
قصّة رائعة من أديبة أكثر روعة ، تصوّر فيها حالات كثيرة ، يطلب فيها الرّجل من المرأة فوق طاقتها ، في الوقت الذي يبيح فيه لنفسه ما يباح ؛ متّخذا لنفسه الذّريعة : " رجل يستهويني الجمال"
فالمرأة أيضا يستهويها الجمال ، فهل يسمح لها التّنقل بين آيات الجمال هذه ؟!...
الحياة السّويّة تتطلّب صدق المشاعر من الرّجل والمرأة .
لغة ماتعة وحبكة سلسة تجذب القارئ حتّى النّهاية.
تقديري وتحيّتي عزيزتي المبدعة الأخت ربيحة ...

ابراهيم السكوري
13-12-2010, 11:06 PM
حياك الله يا سيدة ربيحة
شكرا لإبداعك على هذا النص الجميل...
لغة فنية ممتعة تصور خوالج النفس مع انقى عاطفة يحملها قلب إنسان...
نصك يستطيع أن يأخذ القارئ إلى عالمه ليعيش تجربة البطل ..و هذا عين الابداع .
دام تألقك

كريمة سعيد
14-12-2010, 12:08 PM
قصة ماتعة بأسلوبها الأدبي الرشيق ولغتها المتينة ومعانيها الراقية
تشد القارئ منذ الولوج الأول ولا تفلته إلى النهاية
الراقية ربيحة
راقتني هذه الالتقاطة الجميلة لحدث متواصل يتناسل ويتكرر
بستان ياسمين لروحك الجميلة

آمال المصري
14-12-2010, 05:49 PM
شعور مؤلم أن تكون المرأة كالسترة الداخلية للرجل لايشعر بها إلا عند انتزاعها
وهنا سيدتي الربيحة أبدعت في نسج رائعتها التي سرقت كل اهتمامي لقراءتها بشوق ولهفة المتابعة
حيث كان الحضور قوي .. واللغة بديعة .. والعطاء متجدد
سيدتي ...
تحيتي لإبداعك
وجل التقدير

الطنطاوي الحسيني
14-12-2010, 06:59 PM
فَوَجَدْتُها في زَاوِيَةٍ أسْكَنْتُهَا فِيهَا ذَاتَ حُلُمْ،


اختي المبدعة ام ثائر الرائعة
سلام عليك والإبداع
لغة رصينة وتصويرات بديعة ومدهشة
اقرأها كالقصيدة واتحسسها كالحرير لغة وتصويرا
قصة جميلة
ونعم اختاه قد يأخذنا الغرور فنظن أننا نمتلك من نحب ولا ندري انها القلوب تجوب
تحياتي وتقديري لهذا الآلق
دمت مبدعة

زهراء المقدسية
14-12-2010, 10:01 PM
إذْهَبْ أَرْجُوكْ ... فَأنَا ما زِلْتُ أَبْحَثُ عَن ثِقَةٍ بِكَ أحْتاجُها لِأَسْتَمِرّ

سيدة الحرف ربيحة
رأيي بالرجل لن يتغير
اقوله هنا بصراحة مع احترامي لكل رجالات الواحة
الرجل بطبعه اناني يدور في دائرة هو مركزها
ويضع المرأة على محيطها لتدور في فلكه كتابع له

البعض غضب مني على رأيي
ولكن ليس ذنبي إن كانت الشواهد تبرهن على صحة ما أقول
هي الثقة والإحترام المتبادل جسرا العبور لأية حياة مشتركة وإلا فلا

أحيي بطلة قصتك وأحييك على سرد ليس مثلي
من يقيمه من نواحيه الأدبية
فأنت كبيرة وتعرفين قدر نفسك

تقديري الكبير

رفعت زيتون
14-12-2010, 11:28 PM
.

شاعرتنا وأديبتنا

( يعني الستات هنا ما صدّقوا ... )

المهم القصة طبعا واقعية ولا يمكن إنكار هذه الحقيقة

ولكن لا ألوم الصيّاد بقدر ما ألوم السّمكة

شاعرتنا بعيدا عن البحر والصيد

كانت القصّة ممتعة وجميلة

أعجبني هذه القدرة على التحدّث بلغته

وهذا التّجوال في حواري النفس البشرية

أنتِ رائعة اديبة وشاعرة ولكنّ الاكثر روعة

هو إنسانيتك التي نحبّها كلّنا

.

محمود فرحان حمادي
15-12-2010, 06:49 PM
لليراع هنا تميّز واضح
صياغة محكمة ووصف دقيق لمجريات حدث جميل
لقد أجدت الرسم بريشة ناصعة متألقة
وحرفك كما عهدنا ألقه يسبر غور الإبداع فيتربع ناصيته
بورك النبض الحالم
تحياتي

ربيحة الرفاعي
16-12-2010, 06:35 PM
السلام عليكم عزيزتي ربيحة
يهوى الجمال هذا الصياد أم يهوى الخيانة ؟؟؟
إن كان يهوى الجمال فليس ما هو أجمل من السماء والنجوم فهل يستطيع امتلاكها ؟؟؟وليس هناك أجمل من البحر فهل يقدر على شربه
عندما تنعدم الثقة في الحب يمتقع لونه ويصفر وجهه ثم يذوي ويموت ,,وفي العلاقات الإنسانية لا عذر للصيادين ,,
جميل وبليغ نصك هذا يا ربيحة
وصلت الفكرة بسلاسة وطيبة
أشكرك على الحرف الدافئ الجميل
ماسة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
له غاليتي أن يهوى ما شاء، وأن يزعم ما شاء
لا نملك ولا تملك هي أن تفرض عليها ما يهوى
أما وقد انعدمت الثقة، فهل امتقع لون الحب فعلا؟
وهل سيذوي ويموت كما نعتقد ونحن خارج الدائرة؟
أم أنها ستهب إليه كعصفورة حالمة متى مد لها يده بدعوة وشبه وعد؟

مروركغدقالعطاء

دمت مبدعة

عبدالغني خلف الله
17-12-2010, 08:10 AM
الإبنة الغالية أم ثائر ..عندما أقرأ عبارة (مشرفة عامة ) ..تضيع من ذاكرتي عبارة ( شاعرة وناثرة ) ..وها أنت تكتبين بذهنية القاضي ورقة الشاعر .. أقول أن الحياة رحلة قوامها الأخذ والعطاء وجوهرها الثقة المتبادلة ..وآمل أن يخرج بطل هذه القصة القصيرة بحكم عادل من معاليكم أو علي الأقل بكفالة وحسن سير وسلوك ..دمت أبداً بكل هذا البهاء والإشراق .

خالد الجريوي
17-12-2010, 09:59 PM
ما زلنا نعاني

من ثقافة الحوار بين الجميع

كلنا بلا استثناء رجالا ونساءا

قلة الوازع الديني ترسي فينا مبادئ تهدم أي مجتمع .. خصوصا المجتمع الأسري

قد أعجبتني السيده .. فهذا هو رد الفعل الطبيعي

تحية وتقدير واكليل ورود لهذا القلم المبدع

أختي ربيحه

رائعه

ربيحة الرفاعي
19-12-2010, 11:02 PM
نعم فالانثى متطرفة في الحب , كثيرا ما يفوق حبها للشخص حب الشخص لذاته . فأن خيب هو ظنة كيف لها ان تخيب ظنه؟

وأن لم تجدها ابضا ستستمر لكن في احتمال قسوة فقدانها
فالخروج فن لا يتقنه الا اصحاب القلوب القاسية , على عكسها تماما
برأيي ان العمق هنا ككتلة متوهجة ترسل اشعتها في زوايا متعددة يخترقنا بعضه من تلك المنطقه التي انصهرت حين احتراقها جلودنا

أصبت أيتها الرقيقة
ستستمر ... لأنها تحب أن تستمر، وتريد أن تستمر، وستبحث دائما عن المنافذ التي تعود عبرها لتستمر
وبغير ذلك ستكون صيادا آخر، والمرأة ربة الزراعة والخصب ولا شأن لها بالصيد

قراءتك عميقة ومثيرة

دمت مبدعةغاليتي

محمد ذيب سليمان
20-12-2010, 11:43 AM
لكم غصت في هذه الأقصوصة
بحثا عن ذاتي في صورة من الصور
مع أنني أقدس الوفاء
قصة قصيرة تحمل في ثناياها حياة نمر بها أو أجزاء واسعة منها
وأظن أن النهاية مقنعة جدا في ميزان الحرية
ولكن في حياتنا الماثلة تضيع حقيقة المشاعر تحت ضغط العادات والتقاليد
المفروضة على المرأة
مبدعة في رسم الصورة العامة والخاصة
شكرا

ربيحة الرفاعي
23-12-2010, 12:35 AM
إذا اختلّت موازين الثّقة بين الزّوجين ؛ فإنّ الحياة ستصبح جحيما يكوي بلظاه النّفس والجسد ...
قصّة رائعة من أديبة أكثر روعة ، تصوّر فيها حالات كثيرة ، يطلب فيها الرّجل من المرأة فوق طاقتها ، في الوقت الذي يبيح فيه لنفسه ما يباح ؛ متّخذا لنفسه الذّريعة : " رجل يستهويني الجمال"
فالمرأة أيضا يستهويها الجمال ، فهل يسمح لها التّنقل بين آيات الجمال هذه ؟!...
الحياة السّويّة تتطلّب صدق المشاعر من الرّجل والمرأة .
لغة ماتعة وحبكة سلسة تجذب القارئ حتّى النّهاية.
تقديري وتحيّتي عزيزتي المبدعة الأخت ربيحة ...

المبدعة كاملة بدارنة
قراءة استهوتني وتعليق سرني
أنا مثلا يستهويني جمال القراءة حين يفكك القاريء خيوط النص

سعدت بمرورك الكريم

دمت بالق

مازن لبابيدي
23-12-2010, 05:38 AM
هل يعقل أن هذه القصة الرائعة هنا في قسم القصة منذ عشرة أيام ولم أرها ؟ يا لتقصيري !!


ُأُحِبُّها، وأَعلَمُ أنَّها تُحِبُّني رُبَّما فَوْقَ ماحَلُُمْتْ، تّنْتَظِرُ بِشَوقٍ إِطْلالََتي، هَمْسَتي،.......

فَاقْتَرَبْتُ وَلَكِنَّها أَبْعَدَتْنِي ...
إذْهَبْ أَرْجُوكْ ... فَأنَا ما زِلْتُ أَبْحَثُ عَن ثِقَةٍ بِكَ أحْتاجُها لِأَسْتَمِرّ.

ما أجملها من بداية ، وما أقساها وما أقصاها من نهاية
وبينهما الحدث الذي تصاعد بحديث نفس أشبه باعتراف جان على نفسه ومن يحب




.... وأَتَصَوَّرني أّقنَعْتُها في كلِّ مرَّةٍ، فأَجِدُ مِنْها تَلْمِيحاً واهِياً تُوصِلُهُ مُتَرَدِّدَةً رُبَّما بينَ خَوْفِها مِن انزِعَاجِي وحِرْصِهاً عَلى لَفْت انتِبَاهِي، فَأَتَجاهَلُهُ وكَأَنّما أَمْحُوهُ .....



ما أروع هذا التعبير الذي بلغ بي حد النشوة في قراءة النص فأخذت أعيد قراءته المرة تلو المرة .

قصيتك المدهشة أختي قدمت الحدث من خلال السرد الذاتي لنفس البطل كما قلت بمقدمة موفقة جدا بمعناها ومناسبتها للمدخل وبرسالة ضمنية أقرأها فيها ، أن الحب لايكفي ، لا بد من الاحترام والاستقامة ليستقيم الزواج ، ولا بد من حفظ الحقوق والوفاء والصدق لتبقى الثقة التي إن ضاعت ضاع كل شيء ... حتى الحب .... الذي كان البداية .

الخاتمة وإن كانت قوية في معناها وواقعيتها إلا أنك جعلت القارئ يتوقع ما هو أقوى منها من جهة الحدث .

أخيرا وليسع كلماتي صدرك الرحب ، العنوان أراه غير مناسب تماما ، على الأقل للمحور النفسي الرئيس في القصة وهو خيانة الثقة والكذب ، ولعله يعطي للقارئ أيحاءا بمسار آخر .

لك التحية الكبيرة والتقدير الوافر أختي أم ثائر

محمد البياسي
23-12-2010, 07:26 AM
اسلوب راق
و لغة جميلة
و خيال خصب

و لكنْ

ما وجه رفع (أحدّ) في (بَيْنَ سَيْفِ رِمْشٍ أّحدّ )
ربما وردت سهوا

تحياتي

ربيحة الرفاعي
24-12-2010, 01:43 AM
حياك الله يا ربيحة
شكرا لإبداعك على هذا النص الجميل...
لغة فنية ممتعة تصور خوالج النفس مع انقى عاطفة يحملها قلب إنسان...
نصك يستطيع أن يأخذ القارئ إلى عالمه ليعيش تجربة البطل ..و هذا عين الابداع .
دام تألقك
أهلا بحضورك
وطيب قراءتك
وحرف استمطره النص من مُقِلّ ننتظر انهماره

أسعدتني بحضورك

ربيحة الرفاعي
25-12-2010, 08:45 PM
[B]قصة ماتعة بأسلوبها الأدبي الرشيق ولغتها المتينة ومعانيها الراقية
تشد القارئ منذ الولوج الأول ولا تفلته إلى النهاية
الراقية ربيحة
راقتني هذه الالتقاطة الجميلة لحدث متواصل يتناسل ويتكرر
بستان ياسمين لروحك الجميلة

[SIZE="4"][COLOR="black"]كريمة بعباراتك
بمرورك
بتعليقك
ما أرقاها قراءة وما أحلاه ردا

سعدت بحضورك أيتها الكريمة

دمت بألق

ربيحة الرفاعي
27-12-2010, 09:41 PM
شعور مؤلم أن تكون المرأة كالسترة الداخلية للرجل لايشعر بها إلا عند انتزاعها
وهنا سيدتي الربيحة أبدعت في نسج رائعتها التي سرقت كل اهتمامي لقراءتها بشوق ولهفة المتابعة
حيث كان الحضور قوي .. واللغة بديعة .. والعطاء متجدد
سيدتي ...
تحيتي لإبداعك
وجل التقدير

كم أعجبني هذا الوصف أيتها الرائعة
"السترة الداخلية"
كم هو دقيق ومحيط

حضورك أسعدني غاليتي

دمت بالق

ربيحة الرفاعي
27-12-2010, 10:41 PM
فَوَجَدْتُها في زَاوِيَةٍ أسْكَنْتُهَا فِيهَا ذَاتَ حُلُمْ،
اختي المبدعة ام ثائر الرائعة
سلام عليك والإبداع
لغة رصينة وتصويرات بديعة ومدهشة
اقرأها كالقصيدة واتحسسها كالحرير لغة وتصويرا
قصة جميلة
ونعم اختاه قد يأخذنا الغرور فنظن أننا نمتلك من نحب ولا ندري انها القلوب تجوب
تحياتي وتقديري لهذا الآلق
دمت مبدعة

أصبت أيها الكريم
"قد يأخذنا الغرور فنظن أننا نمتلك من نحب ولا ندري انها القلوب تجوب"

ما أجمله تعليقا وما أعمقها قراءة

أسعدتني بحضورك وتعليقك

دمت مبدعا

ربيحة الرفاعي
30-12-2010, 12:16 AM
سيدة الحرف ربيحة
رأيي بالرجل لن يتغير
اقوله هنا بصراحة مع احترامي لكل رجالات الواحة
الرجل بطبعه اناني يدور في دائرة هو مركزها
ويضع المرأة على محيطها لتدور في فلكه كتابع له

البعض غضب مني على رأيي
ولكن ليس ذنبي إن كانت الشواهد تبرهن على صحة ما أقول
هي الثقة والإحترام المتبادل جسرا العبور لأية حياة مشتركة وإلا فلا

أحيي بطلة قصتك وأحييك على سرد ليس مثلي
من يقيمه من نواحيه الأدبية
فأنت كبيرة وتعرفين قدر نفسك

تقديري الكبير

نماذج الناس في الحياة أكثر بكثير من أن نحصيها غاليتي
وهي لذلك لا تندرج مهما حاولنا تحت مقاييس محددة
مع أني أؤيد رأيك بسواد العينة التي وصفتها

مرورك على نصوصي يسعدني وتقييمك يملأني فخرا وزهوا

دمت مبدعى أيتها الكبيرة المتواضعة

ربيحة الرفاعي
02-01-2011, 01:38 AM
.
شاعرتنا وأديبتنا
( يعني الستات هنا ما صدّقوا ... )
المهم القصة طبعا واقعية ولا يمكن إنكار هذه الحقيقة
ولكن لا ألوم الصيّاد بقدر ما ألوم السّمكة
شاعرتنا بعيدا عن البحر والصيد
كانت القصّة ممتعة وجميلة
أعجبني هذه القدرة على التحدّث بلغته
وهذا التّجوال في حواري النفس البشرية
أنتِ رائعة اديبة وشاعرة ولكنّ الاكثر روعة
هو إنسانيتك التي نحبّها كلّنا
.

نعم أيها الرائع ...
القصة ككل ما نكتب، مستقاة من واقع في الحياة حولنا
وهل لنا من منهل إلاه؟

ما أعذب حضورك وما أروع ما سلطت من إضاءات مميزة ارتقت بالنص

أما إنسانيتنا كشعراء وأرباب حرف فلا يستشعرها إلا من يفوقنا فيها أيها المفعم بجمال الروح

دمت مبدعا

عماد أمين
04-01-2011, 05:06 PM
هي أغلى شيء اصطاده هذا الصياد.
وتذهبُ من بين يديه في غفلة منه لأنه ببساطة أفقدها الثقة فيه.
وإذا ذهبت الثقة بين الزوجين فعلى الأسرة بل والمجتمع عموما السلام.
.........
اسمحي لي وليسمح لي أخي مازن في أن أخالفه الرأي حول العنوان.
فلا شك أنه -أي العنوان-هو الزاوية التي ينظر الكاتب من خلالها إلى القصة(سواء كانت واقعية أم من نسج الخيال) فيحاول قدر الامكان أن تجري الأحداث مؤدية في النهاية إلى مصب واحد (وهو العنوان) كما في هذه القصة ،حيث توضح تصرفاته واعترافاته بأنه صياد...
...
...
.. ولكنه فاشل..

دمت ودام ابداعك سيدتي

ربيحة الرفاعي
12-01-2011, 02:01 AM
لليراع هنا تميّز واضح
صياغة محكمة ووصف دقيق لمجريات حدث جميل
لقد أجدت الرسم بريشة ناصعة متألقة
وحرفك كما عهدنا ألقه يسبر غور الإبداع فيتربع ناصيته
بورك النبض الحالم
تحياتي


مرورك الكريم أضفى على النص ما ذكرت
وقراءتك الابداعية منحتني هذا الإطراء فبوركت

شكرا لقيم حضورك

دمت بالق

حسين العفنان
12-01-2011, 04:53 AM
صياد لن يفلح في الدنيا ولا في الآخرة..

كيف يترك الثريا ويتتبع بشغف الثرى ؟!



قصة كتبت بلغة تصويرية شعرية

(من النادر أن أقرأ قصصا بهذا المستوى اللغوي الرفيع)

قصة متماسكة ونهايتها تشكرين عليها



أ.ربيحة الرفاعي

شكرا شكرا شكرا على هذا الإبداع!

ربيحة الرفاعي
18-01-2011, 03:33 AM
الإبنة الغالية أم ثائر ..عندما أقرأ عبارة (مشرفة عامة ) ..تضيع من ذاكرتي عبارة ( شاعرة وناثرة ) ..وها أنت تكتبين بذهنية القاضي ورقة الشاعر .. أقول أن الحياة رحلة قوامها الأخذ والعطاء وجوهرها الثقة المتبادلة ..وآمل أن يخرج بطل هذه القصة القصيرة بحكم عادل من معاليكم أو علي الأقل بكفالة وحسن سير وسلوك ..دمت أبداً بكل هذا البهاء والإشراق .
أيها الأب الكريم والقاص الرائع
تلتقط النص بمهارة رجل الأمن القدير، وتغوص بحكمة في دهايز إسقاطاته، وانزياحات معانيه

مرور أثرى النص وأكرم صاحبته

دمت مبدعا

ربيحة الرفاعي
21-01-2011, 03:33 AM
ما زلنا نعاني
من ثقافة الحوار بين الجميع
كلنا بلا استثناء رجالا ونساءا
قلة الوازع الديني ترسي فينا مبادئ تهدم أي مجتمع .. خصوصا المجتمع الأسري
قد أعجبتني السيده .. فهذا هو رد الفعل الطبيعي
تحية وتقدير واكليل ورود لهذا القلم المبدع
أختي ربيحه
رائعه

أصبت أيها الكريم
هو تراجع الوازع الديني ينحدر بنا في أودية الضياع
ونستجدي عندها بارقة أمل من حيث لا أمل

قراءة واعية وحضور مثمر

دمت بألق

ربيحة الرفاعي
25-01-2011, 12:39 AM
لكم غصت في هذه الأقصوصة
بحثا عن ذاتي في صورة من الصور
مع أنني أقدس الوفاء
قصة قصيرة تحمل في ثناياها حياة نمر بها أو أجزاء واسعة منها
وأظن أن النهاية مقنعة جدا في ميزان الحرية
ولكن في حياتنا الماثلة تضيع حقيقة المشاعر تحت ضغط العادات والتقاليد
المفروضة على المرأة
مبدعة في رسم الصورة العامة والخاصة
شكرا

لقراءتك دائمة نكهة خاصة
غوص في أعماق المعنى
وإسقاطات مميزة وحذقة

أسعد بمرورك في نصوصي أيها الكريم

دمت بالق

ربيحة الرفاعي
27-01-2011, 07:20 AM
هل يعقل أن هذه القصة الرائعة هنا في قسم القصة منذ عشرة أيام ولم أرها ؟ يا لتقصيري !!
ما أجملها من بداية ، وما أقساها وما أقصاها من نهاية
وبينهما الحدث الذي تصاعد بحديث نفس أشبه باعتراف جان على نفسه ومن يحب

ما أروع هذا التعبير الذي بلغ بي حد النشوة في قراءة النص فأخذت أعيد قراءته المرة تلو المرة .

قصيتك المدهشة أختي قدمت الحدث من خلال السرد الذاتي لنفس البطل كما قلت بمقدمة موفقة جدا بمعناها ومناسبتها للمدخل وبرسالة ضمنية أقرأها فيها ، أن الحب لايكفي ، لا بد من الاحترام والاستقامة ليستقيم الزواج ، ولا بد من حفظ الحقوق والوفاء والصدق لتبقى الثقة التي إن ضاعت ضاع كل شيء ... حتى الحب .... الذي كان البداية .
الخاتمة وإن كانت قوية في معناها وواقعيتها إلا أنك جعلت القارئ يتوقع ما هو أقوى منها من جهة الحدث .
أخيرا وليسع كلماتي صدرك الرحب ، العنوان أراه غير مناسب تماما ، على الأقل للمحور النفسي الرئيس في القصة وهو خيانة الثقة والكذب ، ولعله يعطي للقارئ أيحاءا بمسار آخر .
لك التحية الكبيرة والتقدير الوافر أختي أم ثائر
المبدع والحكيم د. مازن لبابيدي
أترقب بصدق مرورك ، وأنتشي بإطرائك لنصوصي، فأنا على يقين من خصامك الثابت للمجاملة إن كانت على حساب اللغة وحق الأدب

أما الخاتمة أخي .. فلم أجد أشد منها وطأة وأعنف منها ردا على الإمعان في خيانة الثقة، باتكاء عليها ويقين من امتلاكها وتعام عن حقيقة أن للآخر مهما تسامى طاقة على التحمل لن يجاوزها ...
وأما العنوان فلعلك أصبت ... ولكنه كان

أسعدتني بمرورك الكريم أخي

دمت بألق

ربيحة الرفاعي
10-02-2011, 03:20 AM
اسلوب راق
و لغة جميلة
و خيال خصب
و لكنْ
ما وجه رفع (أحدّ) في (بَيْنَ سَيْفِ رِمْشٍ أّحدّ )
ربما وردت سهوا
تحياتي
الرائع محمد الباسي
مرور بهي أفاض على القصة من ألقه
وقراءة طيبة سرتني

شكرا للملاحظة الكريمة

دمت بألق

ربيحة الرفاعي
13-02-2011, 01:27 AM
هي أغلى شيء اصطاده هذا الصياد.
وتذهبُ من بين يديه في غفلة منه لأنه ببساطة أفقدها الثقة فيه.
وإذا ذهبت الثقة بين الزوجين فعلى الأسرة بل والمجتمع عموما السلام.
.........
اسمحي لي وليسمح لي أخي مازن في أن أخالفه الرأي حول العنوان.
فلا شك أنه -أي العنوان-هو الزاوية التي ينظر الكاتب من خلالها إلى القصة(سواء كانت واقعية أم من نسج الخيال) فيحاول قدر الامكان أن تجري الأحداث مؤدية في النهاية إلى مصب واحد (وهو العنوان) كما في هذه القصة ،حيث توضح تصرفاته واعترافاته بأنه صياد...
...
.. ولكنه فاشل..
دمت ودام ابداعك سيدتي
أصبت ايها الكريم

مسكين هوالرجل حين يفقد ثقة امرأته
فلا شيء عندها يحفظ له عرشه في قلبها وعالمها
وما من فشل كهذا

شكرا لهذا المرور السامق

دمت بالق

نزار ب. الزين
15-02-2011, 03:32 AM
الصيد من هذا النوع ضرب من الإدمان
لا يقل عن إدمان المخدرات أو الكحول
و مهما حاول المصاب به التخفي
فسينكشف يوما و يفتضح أمره
***
نص موفق مبنى و معنى
سلم يراعك باسقا
أختي الفاضلة ربيحة
نزار

ربيحة الرفاعي
18-02-2011, 02:16 AM
صياد لن يفلح في الدنيا ولا في الآخرة..
كيف يترك الثريا ويتتبع بشغف الثرى ؟!
قصة كتبت بلغة تصويرية شعرية
(من النادر أن أقرأ قصصا بهذا المستوى اللغوي الرفيع)
قصة متماسكة ونهايتها تشكرين عليها
أ.ربيحة الرفاعي
شكرا شكرا شكرا على هذا الإبداع!

رأي أسعدني وتقييم أعتز به واقدره

وحضور شرف به متصفحي وازدان حرفي

شكرا لكريم مرورك

دمت بألق

ربيحة الرفاعي
17-06-2011, 02:44 AM
الصيد من هذا النوع ضرب من الإدمان
لا يقل عن إدمان المخدرات أو الكحول
و مهما حاول المصاب به التخفي
فسينكشف يوما و يفتضح أمره
***
نص موفق مبنى و معنى
سلم يراعك باسقا
أختي الفاضلة ربيحة
نزار

أصبت أيها الكريم
هو نوع من الإدمان يعجز بعده عن منع نفسه
خصوصا حين يعطيه المقابل ذلك الإحساس المطمئن بانه بات في حكم المضمون

هي عوامل نفسية قوية تحكم السلوك

شرفت متصفحي بمرورك

دمت بألق

عبدالرحمان بن محمد
29-06-2011, 12:32 AM
النسيج اللغوي للقصة أقرب للكمال الأدبي
سلاسة في الأسلوب
تركيز واضح
لغة متينة حية بنسق شعري لا يخدش الحياء مطلقا
موفقة أنت أكيد
حفظك ربي

ربيحة الرفاعي
31-07-2011, 02:56 AM
النسيج اللغوي للقصة أقرب للكمال الأدبي
سلاسة في الأسلوب
تركيز واضح
لغة متينة حية بنسق شعري لا يخدش الحياء مطلقا
موفقة أنت أكيد
حفظك ربي

شكرا للمرور الكريم والرد الراقي
تفييمك هذا أسعدني أديبنا

دمت بألق

نافع مرعي بوظو
31-07-2011, 10:30 AM
الأستاذة المبدعة ربيحة الرفاعي ..
أبدعت و أكثر ,,
يبدو أن المرأة تفهم عقل الرجل تماماً، ولكن الرجل لا يريد أن يفهم عقل المرأة وهنا تبدأ المشكلة . لتتحول المرأة إلى صياد من نوع آخر لتصطاد الحقيقة من بين مجموعة من الأحاديث و الأفعال التي يحاول الرجل إقناعها بها .
فيبدأ بينهما جدار بالارتفاع لبنة لبنة كما ورد في قصتك المؤثرة.
و تبدأ المرأة بتخطي الحواجز للمحافظة على الرجل إلى أن يصبح السور عاليا يصعب عليهما تجاوزه فيتحول الصياد بطل القصة ضحية أفكاره وتصرفاته فيخيب ظنه بنفسه فلم يعد ذلك الصياد قادر على أن يقنع حتى من أحبها و أحبته .
ويبقى غض البصر من أسباب السعادة الزوجية فلا بديل عن العودة إلى الدين لكي تستقيم الحياة .
القدرة العظيمة لدى المرأة على الحب والصبر والتضحية والعطاء المتجدد تجعلها
مخلوق عاطفي ذكي و مفكر جداً وحبها مفكر وليس عشوائي فتتصرف بذكاء العاطفة.. محاولة أن تجد مكاناً للثقة للاستمرار.
قصة تجبر القارئ على القراءة بعناية لآخر حرف مرات و مرات.
دمت بخير.

خليل حلاوجي
05-08-2011, 01:58 AM
الاخت الغالية زهراء المقدسية
الرجل ليس انانيا
بل ان الله تعالى خلق الرجل لاربع نساء
وخلق المراة لرجل واحد
هذا كلام سيكلوجي مثبت من ناحيتي على الاقل مثبت بطريقة علمية فلسفية

على اي حال

القصة في نسيجها الادبي هادئة وانتقال الحدث وجدته غير مسترسل مما اضر بالحبكة الفنية وخرج النص عن طوره القصصي وكانه اصبح الى البوح كخاطرة

اقول هذا

واعلم ان الاستاذة الغالية ربيحة اديبة من الطراز الباهر وحرفها العامر يشفع لها

وانا مدمن قراءة لكل ابداعها الرائع


/

تحية بحجم النقاء المختبئ بين السطور

ريمة الخاني
07-08-2011, 09:25 AM
مااروع ماقراته لك غاليتي...
ولفت نظري عنايتك بتشكيل النص...
لك تحيتي واحترامي

ربيحة الرفاعي
21-08-2011, 09:58 AM
يبدو أن المرأة تفهم عقل الرجل تماماً، ولكن الرجل لا يريد أن يفهم عقل المرأة وهنا تبدأ المشكلة . لتتحول المرأة إلى صياد من نوع آخر لتصطاد الحقيقة من بين مجموعة من الأحاديث و الأفعال التي يحاول الرجل إقناعها بها .
فيبدأ بينهما جدار بالارتفاع لبنة لبنة كما ورد في قصتك المؤثرة.
و تبدأ المرأة بتخطي الحواجز للمحافظة على الرجل إلى أن يصبح السور عاليا يصعب عليهما تجاوزه
تحليل باهر لما وراء الحدث موضوع القصة، وقراءة جميلة في أبعادها أعجبتني بحق

ووجهة نظرك الكريمة المتعلقة بغض البصر والحب والصبر والتضحية والعطاء المتجدد كأدوات للمحافظة على روابط يحرصان عليها ربما تصح نظريا، ولكنها تبدو واهية عند التطبيق، فالرابط العاطفي عند المرأة ليس بقابل لتجاهلة أو التقليل من شأنه، والخيانة عندها تنسفه، فيتهاوى عالمها بانهياره، ويكون عليه هو عندها أن يعيد بناء ذلك العالم الذي انهار إن كان يحرص عليها.

ويبقى حوارنا هنا وجهات نظر تصيب أو تخيب

أسعدتني بمرورك الكريم وردك العقلاني الواعي

دمت بألق

ياسر ميمو
21-08-2011, 02:07 PM
رغم أني لا أحب المواضيع التي تتحدث عن ظلم المرأة




لاعتقادي أن المرأة في عصرنا هذا أخذت حقوقها وزيادة




إلا أني هنا أجد نفسي أمام قضية محقة


يجب على كل انسان يملك ضمير حي الوقوف بجانبها



بالفعل الرجل في قمة الأنانية في تلك النقطة المطروحة



و أمثاله كثيرون للأسف





شكراً لك أستاذة ربيحة على هذه التحفة المدهشة






رمضان كريم

مصلح أبو حسنين
23-08-2011, 12:46 AM
إذا غابت الثقة مات الحب

عمَّ يبحث هذا الصياد ؟

بوركت على هذا العمل الرائع

كل عام وأنت بخير

ربيحة الرفاعي
26-09-2011, 03:26 AM
القصة في نسيجها الادبي هادئة وانتقال الحدث وجدته غير مسترسل مما اضر بالحبكة الفنية وخرج النص عن طوره القصصي وكانه اصبح الى البوح كخاطرة

اقول هذا

واعلم ان الاستاذة الغالية ربيحة اديبة من الطراز الباهر وحرفها العامر يشفع لها
وانا مدمن قراءة لكل ابداعها الرائع
تحية بحجم النقاء المختبئ بين السطور

المبدع خليل حلاوجي

قراءة سأعود بعدها لنصي متفقدة وشاكرة لك اهتمامك
وحضور أسعدني وزهت به حروفي

تحيتي

ربيحة الرفاعي
29-09-2011, 02:02 AM
مااروع ماقراته لك غاليتي...
ولفت نظري عنايتك بتشكيل النص...
لك تحيتي واحترامي

وما أروع مرورك أيتها الكريمة

تشكيل النص مرتبط صديقتي بيقيننا أننا هنا في الواحة أصحاب رسالة أساسها استنقاذ لغتنا من هجمة المتآمرين لدفنها وتضييع قواعدها ..
ولا يخلو الأمر من خطأ تتسبب به السرعة او لوحة المفاتيح أو قلة الانتباه
لكننا هنا أخوة وننتظر من اخوتنا تصويبنا متى كان ذلك

شكرا لمرروك وتعليقك

تحيتي

ربيحة الرفاعي
27-11-2011, 01:14 AM
رغم أني لا أحب المواضيع التي تتحدث عن ظلم المرأة
لاعتقادي أن المرأة في عصرنا هذا أخذت حقوقها وزيادة
إلا أني هنا أجد نفسي أمام قضية محقة
يجب على كل انسان يملك ضمير حي الوقوف بجانبها
بالفعل الرجل في قمة الأنانية في تلك النقطة المطروحة
و أمثاله كثيرون للأسف
شكراً لك أستاذة ربيحة على هذه التحفة المدهشة
رمضان كريم

أصبحنا اثنين إذا، فلست -صدقني- ممن يحبون المواضيع التي تتحدث عن ظلم المرأة
لكني أزعم بأني أديبة أقتنص الصور وأناقش بنصوصي القضايا الانسانية بغض النظر عن جنس أبطالها أو أصولهم

حضور كريم ورد متفاعل ومميز

تحيتي

لطيفة أسير
27-12-2011, 09:49 AM
لا نعرف قيمة الأشياء إلا بعد فقدها
قصة جميلة وواقعية كثيرا وأسلوبها أجمل وأروع
دمت راقية ومبدعة استاذتي ربيحة

عايد راشد احمد
03-01-2012, 10:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذتنا وشاعرتنا واديبتنا الفاضلة

اري ان الامر طبيعي فاكيد هناك خلل في فهم كلا منهما لشخصية الاخر

هذا اوجد فراغ او شرح سمح للعين ان تنظر حيث ما لا يحق لها النظر

الوم الرجل لانه لم يستطيع تقويم واصلاح الخللل وقت ان شعر به

والوم الزوجة لانه حواء لا وسطية عندها فامااقصي
اليمين او اقصي اليسار حب وعطاء او كره وعداء

استمتعت هنا كثيرا

تقبلي مروري وتحيتي

ربيحة الرفاعي
02-04-2012, 03:45 PM
لا نعرف قيمة الأشياء إلا بعد فقدها
قصة جميلة وواقعية كثيرا وأسلوبها أجمل وأروع
دمت راقية ومبدعة استاذتي ربيحة

أصبت أيتها الكريمة

لا نشعر بالتغير الذي يصيب كنوزنا بتقصيرنا في جانبها
ولا نحس بتفلتها التدريجي من بين أصابعنا

بحضورك يزهو النص وتباهي الحروف

أهلا بك غاليتي في واحتك

تحيتي

وليد عارف الرشيد
03-04-2012, 03:06 AM
جمعت هذه القصة الفكرة الرائعة التي تلزم لبناء موضوعٍ ثري وقد وقعت بين أنامل مبدعة قديرة فصاغتها أسلوبًا وسردًا ولغةً بأطيب ما يكون
هذه الذريعة السخيفة التي يستسيغ بني جنسي اجترارها كلما سولت لهم شياطينهم أصبحت ممجوجة ... فما باله لو أنه كان زوجًا لامرأةٍ تعشق الجمال أيضا والجمال ليس بالضرورة شكل حسن ... فهل كان سيرضى ؟؟؟ كانت معالجة لقضية اجتماعية في غاية الأهمية وقد سعدت بها وبتعليقات الإخوة والأخوات
سعدت واستفدت وحلقت في عوالمك سيدتي الراقية
مودتي وتقديري كما يليق بهذا الألق

ربيحة الرفاعي
07-07-2012, 11:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله
استاذتنا وشاعرتنا واديبتنا الفاضلة
اري ان الامر طبيعي فاكيد هناك خلل في فهم كلا منهما لشخصية الاخر
هذا اوجد فراغ او شرح سمح للعين ان تنظر حيث ما لا يحق لها النظر
الوم الرجل لانه لم يستطيع تقويم واصلاح الخللل وقت ان شعر به
والوم الزوجة لانه حواء لا وسطية عندها فامااقصي
اليمين او اقصي اليسار حب وعطاء او كره وعداء
استمتعت هنا كثيرا
تقبلي مروري وتحيتي

أهلا بالرائع عايد راشد أحمد

ربما كان كلاهما ملوما كما أشرت، ولكن الوفاء لا يحتمل وسطية والاخلاص ليس فيه يمين ويسار
فهنا تكون القيم المطلقة

أهلا بمرورك الكريم في صفحتي

تحاياي

نداء غريب صبري
11-07-2012, 01:04 PM
قصة جميلة محبوكة بمهارة وبسردية شوقتنا بجمالها وإحكامها
الفكرة ليست جديدة، ولكنها مكتوبة اليوم بيراع منحها الحداثة في كل شيء

أمتعتني قراءتها سيدتي
واسعدني صدها له في النهاية

شكرا لك
بزركت

مصطفى حمزة
11-07-2012, 05:06 PM
ُأُحِبُّها، وأَعلَمُ أنَّها تُحِبُّني رُبَّما فَوْقَ ماحَلُُمْتْ، تّنْتَظِرُ بِشَوقٍ إِطْلالََتي، هَمْسَتي، مُرورِيَ السَريعِ بِها بَينَ مَحطَّاتيَ الكَثيرَةِ وشُؤونِيَ التي جَعلتُها -دائِما- آخِرَها، لِثِقََتي الأَكيدةِ منْ حُبِّها، ويَقيني أَنَّها ستَفرَُِض على نفسِها تَفهُّم الوَضْعِ واستيعابَ الظَّرفِ كَأبْدَعِ ما تَكونُ الأُنْثى، ولم تُخَيِّب هِيَ ظَنّي، وَلكِنّي خَيَّبتُه، لَم أَستطِع يَوْماً خَلْعَ بزّةِ الصَّيادِ الّتي وُلِدْتُ أَلْبَسُها، فَاَنا رَجُلٌ يَسْتَهويني الجَمالُ، وَتَرْتَمي رُوحِي راغِمَةً عَلى أعْتابِ النَّظَراتِ الفَاتِنَةِ بَيْنَ سَيْفِ رِمْشٍ أّحدُّ مِن أَن يَتَجاهَلَهُ رَقِيقُ قَلْبٍ مِثْلي، وَشاطِيءِ جَفْنٍ يُغرِي بِاقتِرابٍ، وَيُلْقِي في خِضَمِّ عُيُونٍ هِيَ البَحْرُ أَيّاً كانَ لَونُها، أَهْرُبُ مِن بَيْنِ يَدَيْها بِأَلْفِ حُجَّةٍ وحُجَّةٍ، وتَخْتَبِيْ في ضَمِيرِي أُنْثَى تَقْبَعُ في زَاوِيَةٍ ما مِنْ كُلِّ حُجَّةٍ جَديدَةٍ، وأَتَصَوَّرني أّقنَعْتُها في كلِّ مرَّةٍ، فأَجِدُ مِنْها تَلْمِيحاً واهِياً تُوصِلُهُ مُتَرَدِّدَةً رُبَّما بينَ خَوْفِها مِن انزِعَاجِي وحِرْصِهاً عَلى لَفْت انتِبَاهِي، فَأَتَجاهَلُهُ وكَأَنّما أَمْحُوهُ بِتَجَاهُلِه، وقَدْ تَجاهَلَتْ وتَعامَيْتُ، وَ تَحَمَّلَتْ وَتَمادَيْتُ، وَلَمْ أَلْحَظِ في ضَجِيجِ أَيّامي واهتِمَامَاتي أنَّ ذلِك َالبَريق في عَيْنيْها حِينَ أُمْسِكُ بِوَجْنَتيْها بَيْن كَفَّيَّ، بّدأَ يَخْفُتُ يَوماً عَن يَومْ.

حينَ هَرَبْتُ مِنْها فِي لِقَائِنا الأَخِيرِ وَدَّعَتْنِي بِتَبَرُّمٍ لَمْ تُحاوِل إِخفَاءَهُ ، وَقَرَّرتُ أنْ ألْعَبَ دَوْرَ الغَاضِبِ المُتَأذّي عِنْدَما أعُودُ، لكنَّها لم تَكُن حيْثُ انْتَظَرْتُ، نَادَيْتُها فَلَمْ تُجِبْ نِدائِي، وعَدَوْتُ مَذْعُوراً أَبْحَثُ عَنِّي، عَنْ صَدْرِهَا يَحْتَوِينِي وَحَنَانِها يَلُفُّني، قَلَبْتُ عَالَمِي رَأْسَاً عَلى عَقِبْ، فَوَجَدْتُها في زَاوِيَةٍ أسْكَنْتُهَا فِيهَا ذَاتَ حُلُمْ، وَجِيدَةً تَجُوبُ بِعَيْنَيْهَا الفَضَاءَ حَوْلَها بَحْثاً ظَنَنْتُهُ عَنِّي، فَاقْتَرَبْتُ وَلَكِنَّها أَبْعَدَتْنِي ...
إذْهَبْ أَرْجُوكْ ... فَأنَا ما زِلْتُ أَبْحَثُ عَن ثِقَةٍ بِكَ أحْتاجُها لِأَسْتَمِرّ.
-------
لله درّ أختنا الأديبة الأريبة نداء التي غاصت فصادت هذه الدانة ، وأخرجتها من عمق سنتين ، ورفعتها لنا !
وجبة حلوى لغويّة لذيذة ، جاءتْ في وقتها ليتحلّى بها يومٌ مريرٌ ، قَلِقٌ ، يتقلّبُ فوقَ حرارة خمسين درجة !!
قرأتُ في هذه البديعة تصويرَ نفس لنموذج بشريّ تمتلئ به أيام الناس ، في كل اللغات .. وتصويرَ امرأة أحبّتْ
فصبرتْ وتجلّدت ، لكنها لم تجد زاد الاستمرار في حبّها ... الثقة !
أختي العزيزة ، الأستاذة ربيحة
شكراً على وجبة حلواك
تحياتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
16-09-2012, 08:20 AM
جمعت هذه القصة الفكرة الرائعة التي تلزم لبناء موضوعٍ ثري وقد وقعت بين أنامل مبدعة قديرة فصاغتها أسلوبًا وسردًا ولغةً بأطيب ما يكون
هذه الذريعة السخيفة التي يستسيغ بني جنسي اجترارها كلما سولت لهم شياطينهم أصبحت ممجوجة ... فما باله لو أنه كان زوجًا لامرأةٍ تعشق الجمال أيضا والجمال ليس بالضرورة شكل حسن ... فهل كان سيرضى ؟؟؟ كانت معالجة لقضية اجتماعية في غاية الأهمية وقد سعدت بها وبتعليقات الإخوة والأخوات
سعدت واستفدت وحلقت في عوالمك سيدتي الراقية
مودتي وتقديري كما يليق بهذا الألق

لله هذا الحضور ما أكرمه وأصدق دفعه واعظم نفعه
تغمرني بفيض فضلك شاعرنا الكبير
وتزين بحضورك هام حرفي بتيجان ألقك

لا حرمك البهاء

تحاياي

ربيحة الرفاعي
08-10-2012, 06:35 AM
قصة جميلة محبوكة بمهارة وبسردية شوقتنا بجمالها وإحكامها
الفكرة ليست جديدة، ولكنها مكتوبة اليوم بيراع منحها الحداثة في كل شيء

أمتعتني قراءتها سيدتي
واسعدني صدها له في النهاية

شكرا لك
بوركت

"هل غادر الشعراء من متردم"؟
تكاد كل الأفكار تكون مطروقة، لكننا نحاول أن نقول جديدا

شكرا حلوتي لكريم رأيك وجميل تقييمك
وأهلا بك في صفحتي

تحاياي

محمد الشرادي
31-01-2013, 07:30 PM
أُحِبُّها، وأَعلَمُ أنَّها تُحِبُّني رُبَّما فَوْقَ ماحَلُمْتْ، تّنْتَظِرُ بِشَوقٍ إِطْلالََتي، هَمْسَتي، مُرورِيَ السَريعِ بِها بَينَ مَحطَّاتيَ الكَثيرَةِ وشُؤونِيَ التي جَعلتُها -دائِما- آخِرَها، لِثِقَتي الأَكيدةِ منْ حُبِّها، ويَقيني أَنَّها ستَفرِض على نفسِها تَفهُّم الوَضْعِ واستيعابَ الظَّرفِ كَأبْدَعِ ما تَكونُ الأُنْثى، ولم تُخَيِّب هِيَ ظَنّي، وَلكِنّي خَيَّبتُه، لَم أَستطِع يَوْماً خَلْعَ بزّةِ الصَّيادِ الّتي وُلِدْتُ أَلْبَسُها، فَاَنا رَجُلٌ يَسْتَهويني الجَمالُ، وَتَرْتَمي رُوحِي راغِمَةً عَلى أعْتابِ النَّظَراتِ الفَاتِنَةِ بَيْنَ سَيْفِ رِمْشٍ أّحدُّ مِن أَن يَتَجاهَلَهُ رَقِيقُ قَلْبٍ مِثْلي، وَشاطِيءِ جَفْنٍ يُغرِي بِاقتِرابٍ، وَيُلْقِي في خِضَمِّ عُيُونٍ هِيَ البَحْرُ أَيّاً كانَ لَونُها، أَهْرُبُ مِن بَيْنِ يَدَيْها بِأَلْفِ حُجَّةٍ وحُجَّةٍ، وتَخْتَبِيْ في ضَمِيرِي أُنْثَى تَقْبَعُ في زَاوِيَةٍ ما مِنْ كُلِّ حُجَّةٍ جَديدَةٍ، وأَتَصَوَّرني أّقنَعْتُها في كلِّ مرَّةٍ، فأَجِدُ مِنْها تَلْمِيحاً واهِياً تُوصِلُهُ مُتَرَدِّدَةً رُبَّما بينَ خَوْفِها مِن انزِعَاجِي وحِرْصِهاً عَلى لَفْت انتِبَاهِي، فَأَتَجاهَلُهُ وكَأَنّما أَمْحُوهُ بِتَجَاهُلِه، وقَدْ تَجاهَلَتْ وتَعامَيْتُ، وَ تَحَمَّلَتْ وَتَمادَيْتُ، وَلَمْ أَلْحَظِ في ضَجِيجِ أَيّامي واهتِمَامَاتي أنَّ ذلِك َالبَريق في عَيْنيْها حِينَ أُمْسِكُ بِوَجْنَتيْها بَيْن كَفَّيَّ، بّدأَ يَخْفُتُ يَوماً عَن يَومْ.

حينَ هَرَبْتُ مِنْها فِي لِقَائِنا الأَخِيرِ وَدَّعَتْنِي بِتَبَرُّمٍ لَمْ تُحاوِل إِخفَاءَهُ ، وَقَرَّرتُ أنْ ألْعَبَ دَوْرَ الغَاضِبِ المُتَأذّي عِنْدَما أعُودُ، لكنَّها لم تَكُن حيْثُ انْتَظَرْتُ، نَادَيْتُها فَلَمْ تُجِبْ نِدائِي، وعَدَوْتُ مَذْعُوراً أَبْحَثُ عَنِّي، عَنْ صَدْرِهَا يَحْتَوِينِي وَحَنَانِها يَلُفُّني، قَلَبْتُ عَالَمِي رَأْسَاً عَلى عَقِبْ، فَوَجَدْتُها في زَاوِيَةٍ أسْكَنْتُهَا فِيهَا ذَاتَ حُلُمْ، وَجِيدَةً تَجُوبُ بِعَيْنَيْهَا الفَضَاءَ حَوْلَها بَحْثاً ظَنَنْتُهُ عَنِّي، فَاقْتَرَبْتُ وَلَكِنَّها أَبْعَدَتْنِي ...
إذْهَبْ أَرْجُوكْ ... فَأنَا ما زِلْتُ أَبْحَثُ عَن ثِقَةٍ بِكَ أحْتاجُها لِأَسْتَمِرّ.

أخ ربيحة

أذهلتني طرقة تصويرك لمغامرات هذا الصياد الدوجاوني...الصياد الذي يقفز من زهرة إلى اخرى...و يغالي في هجر الزهرة التي أحبته الحب الحقيقي...و تحملت حماقاته بكل صبر...
و المرأة دائما تتحمل حماقات الرجل لكن الأمر عندما يتحول إلى إهانة تصبح الكرامة فوق كل اعتبار. فلقته الدرس...هل سيحفظ درسه؟ هل ستكون حازمة في موقفها؟
تحياتي

ربيحة الرفاعي
18-08-2013, 12:14 AM
-------
لله درّ أختنا الأديبة الأريبة نداء التي غاصت فصادت هذه الدانة ، وأخرجتها من عمق سنتين ، ورفعتها لنا !
وجبة حلوى لغويّة لذيذة ، جاءتْ في وقتها ليتحلّى بها يومٌ مريرٌ ، قَلِقٌ ، يتقلّبُ فوقَ حرارة خمسين درجة !!
قرأتُ في هذه البديعة تصويرَ نفس لنموذج بشريّ تمتلئ به أيام الناس ، في كل اللغات .. وتصويرَ امرأة أحبّتْ
فصبرتْ وتجلّدت ، لكنها لم تجد زاد الاستمرار في حبّها ... الثقة !
أختي العزيزة ، الأستاذة ربيحة
شكراً على وجبة حلواك
تحياتي وتقديري


أسعدني مرورك ورأيك الذي ملأني فخرا
وحسب النص أن تطريه ذائقة راقية غوصها عميق وميزانها دقيق ومسبارها عريق

دمت بألق أيها الرائع

تحاياي

خلود محمد جمعة
26-10-2013, 01:20 AM
كاتبتنا المبدعة ربيحة الرفاعي
أمسى الالتزام عملة نادرة لدرجة الأنقراض بعد أن فقدت القلوب نبضها والرجولة رجولتها والمعاني السامية ألوانها .
فكان من السهل إراقة دم الأحاسيس والتنقل بسرعة في طرقات المشاعر وهدر روح الحب والألتفاف كأفعى على الوجدان.
دنس قدسية الحب فأصابته لعنة آلهة العشق،ويعود ليبحث عنها ؟
فليعد لصيد الوحوش فهي تشبهه.
أتحفينا بإبداعتك
دمت رائعة
محبتي واحترامي

هشام النجار
30-09-2014, 12:21 AM
لماذا الصياد تحديداً وبهذه المعالجة الشاعرية الحزينة كأنها مرثية لبكاء الحب الضائع وفقدان الصدق والوفاء ؟
لابد من الاجابة على هذا السؤال الذى أظنه مفتاح الدخول الى النص وكلمة السر لفهم قضيته الأساسية وكشف اشاراته الخفية .
نلاحظ أن الصياد هو الذى يتحدث هنا وهو الذى يقص علينا الرواية ، واذا كنا نشاهد الأحداث من خلال فيلم سينمائى فلن نرى طوال العرض سواه ، فيما عدا مشهد يتيم حاسم تعلن فيه البطلة – الفريسة – الانسحاب والهروب – يمثله السطر الأخير فى القصة - ، بالرغم من أن القصة والأحداث والمؤثرات البصرية والسمعية والديكورات والبروفات والسيناريو والرسالة والمضمون جميعها كانت من أجل البطلة ولسرد وعرض معاناتها .
تلك هى الاشارة اذاً نقترب من التقاطها ؛ فالصياد متصدر الأحداث ومهيمن على المشهد وهو الظاهر فى الصورة طوال الوقت ولا نرى ونحن مارون عابرون بجوار البحر الا ظهره وسنارته مع الاهمال المتعمد للنظر أو التدقيق فى ملامح وجهه ، ويستمر الاهتمام بالصياد وبمهاراته وطريقة جلوسه أو زاوية وقوفه وصبره على فريسته ويحرق هذا الظهور معظم المساحة الزمنية للعرض ، أما السمكة المسكينة فى البحر فلا تظهر الا فى مشهد الخديعة والافتراس أو الهروب .
هكذا فالعاشق المتلون المخادع يفرض نفسه ويتصدر مشهد السرد ويتم حرمان بطلة الأحداث الحقيقية من البوح ، انها أنانية الصياد وهيمنته على المشهد من بدايته لنهايته ، منذ أن وقعت أعيننا عليه بين الصخور على شاطئ البحر أو من فوق الجسر الخشبى أو الحديدى فى بداية الدوران ، مروراً بتصدر ظهره فى مقابلة المياه مشهد الرؤية وانتهاءاً بشغفنا والحاحنا – نطل من نوافذ عرباتنا - لكى ينتهى المشهد سريعاً وأمنياتنا لتنهى الفريسة المستهدفة سيطرة الصياد على الرؤية والأحداث لتقول كلمة النهاية فى مشاهد قليلة لكنها الأكثر تأثيراً وروعة واشباعاً ، بعد جوع طويل ممتد مع جفاف ورتابة وكآبة مراوغات الصياد وخداعه وطمعه وعدم اكتراثه بمشاعر فريسته ولا بمصيرها .
تلك الصورة العامة بالفكرة الأساسية للقصة واحترافية نقلها وعرضها كما هى تقريباً بعد التقاطها من على شاطئ البحر هى أروع وأدق ما فى القصة من ابداع .
فضلاً عن أن أديبتنا القديرة هنا تلفت انتباه المختصين الى أن " الصياد " غالباً ما يأتى فى سياق المشاعر والمعالجات العاطفية والانسانية مستهجناً مذموماً مستقبحاً ، فلم يستحضره أو يستدعيه شاعر أو مبدع أو أديب الا مستبيحاً للبراءة ومنتهكاً للسعادة قاتلاً للنقاء والصدق ، لدرجة أن أمير شعراء الرومانسية والحزن بدر شاكر السياب عند أراد استدعاء عزرائيل لنعاين بشاعة انتهاكه للسعادة والطفولة والحياة والأمل استدعاه فى صورة " صياد مستبيح مخادع ، فقال رحمة الله عليه فى " ثعلب الموت " :
كم يمض الفؤاد أن يصبح الانسان صيداً لرمية الصياد
مثل أى الظباء أى العصافير ضعيفاً
قابعاً فى ارتعادة الخوف يختض ارتياعاً لأن ظلاً مخيفاً
يرتمى ثم يرتمى فى اتئاد
ثعلب الموت فارس الموت عزرائيل يدنو ويشحذ
النصل . آه
منه آه يصك أسنانه الجوعى ويرنو مهدداً يا الهى
ليت أن الحياة كانت فناء
قبل هذا الفناء هذى النهاية
ليت هذا الختام كان ابتداء
واعذاباه اذ ترى أعين الأطفال هذا المهدد المستبيحا
صابغاً بالدماء كفيه فى عينيه نار وفى فكيه نار
كم تلوت أكفهم واستجاروا
وهو يدنو كأنه احتث ريحاً
مستبيحاً
مستبيحاً مهدداً مستبيحاً
هى الاستباحة التى تطغى على شخصية " الصياد " وتتحكم فى تصرفاته ، يستبيح خصوصية الفريسة ويراقبها ويتلصص عليها ويستبيح حقوقها فى الحياة وينسفها تماماً اشباعاً لرغباته وارضاءاً لمصالحه ، وهى استباحة البراءة بالمراوغة واستباحة النقاء والوفاء بالخديعة واستباحة الثقة بالتلون والتعددية .
استباحة وتهديد للمشاعر الانسانية الراقية بأن " يصبح الانسان صيداً لرمية الصياد .. مثل أى الظباء أى العصافير ضعيفاً .. قابعاً فى ارتعادة الخوف يختض ارتياعاً لأن ظلاً مخيفاً
يرتمى ثم يرتمى فى اتئاد " ، ظلاً مخيفاً يهدد الحياة أو يهدد المشاعر أو يهدد السعادة .
اختيار " الصياد " كان دقيقاً جداً وفلسفياً ، فمن عادته عدم الاكتراث بمشاعر الضحية ، ومشاعره هو باردة بل تكاد تكون ميتة ، ويصطاد العصافير البريئة ويحبسها ولا يلين قلبه لنظراتها المتوسلة ، فلا قلب هنا مع طغيان جوع البطن ، ليذبحها وينظفها ويتعشى بها وينام .
هنا الاتقان فى اختيار الأفعال الملائمة لتلك الحالة من تجاهل الآخر ودفس مشاعره " أتجاهله ، أمحوه ، تجاهلت ، تعاميت ، تماديت " ، بعد تقديمه مباشرة على شاشة العرض بظهره فقط متعالياً صامتاً غامضاً مترقباً مخادعاً مزهواً بقدراته محباً لذاته طماعاً مغروراً " تنتظر بشوق اطلالتى ، همستى ، مرورى السريع بها بين محطاتى الكثيرة وشئونى التى جعلتها دائماً آخرها " .
ونصل بعد ترقب وانتظار – رغم قصر مشاهد المراوغة والخداع - الى مشهد النهاية وهو المشهد الوحيد فى كل سيناريوهات ووقائع الصيد الذى تظهر فيه البطلة الضحية ؛ اما مهزومة معلقة بالسنارة ويكاد الصياد يطير فرحاً بنجاح خطته ودقة تنفيذها ، أو هاربة فى اللحظات الحاسمة ويكاد الصياد يموت كمداً من ضياع صيد ثمين عليه ، ويترقب المشاهد والمتلقى هذا المشهد الأخير فى شغف ولهفة ، ولا شك أن الغالبية تتعاطف مع الضحية ، لكن ويا للعجب تجد البعض يميل للصياد الماكر ويتمنى رؤية السمكة منهارة بين يديه .
تشككت اذاً فى نواياه ولم تنطلِ عليها خدعه ، وحسمت أمرها سريعاً وأفلتت نفسها من الشباك قبل أن يحكم غلقها عليها ويتمكن منها بالرغم من الامعان فى الكذب واللعب بالمشاعر " وقررت أن ألعب دور الغاضب المتأذى عندما أعود " ، وربما كان صيد حياته الأشهى والأروع ، لكن فى ممارسات هؤلاء ما يفقد الثقة ويوجب الحيطة والحذر .
ويتفاعل المتلقى ويتصاعد تفاعله ويتضاعف ويصل لمستوى الذروة مع اقتراب النهاية ومشهد القنص الأخير بعد الكر والفر والمناورة والهروب والمراوغة والفرار بعد أن كادت فى البداية تقع فى الفخ بهذا التصاعد والترتيب والتدرج فى مستويات مدلولات اللغة وأفعالها التى تضج بالحركة والمناورة " ستفرض على نفسها تفهم الوضع – ولم تخيب هى ظنى – البريق فى عينيها يخفت – ودعتنى بتبرم – لم تكن حيث انتظرت – اقتربت – أبعدتنى " .
انها فرحة حقيقية عندما نرى انتصار الضحية الضعيفة – وقد يكون الصياد فى بعض الوقائع امرأة والضحية رجلاً – وأشهى من أكل لحم البحر والطيور رؤيتها تطير وتسبح وتنعم بالسعادة والحرية والحياة .
وما أروع أن يكون الانسان المستهدف بالقنص من مشاعره أعظم مكراً وخداعاً من القناص ذاته ، فهى – أو هو – تبقى لديه الأمل ولا تقطع العلاقة من الجذور ، أو هى تتظاهر بذلك ، لتخلق لنفسها مساحة تمكنها من الهرب الكامل من أرضية نفوذه " اذهب أرجوك .. فأنا ما زلت أبحث عن ثقة بك أحتاجها لأستمر " .
وتستمر القصة ، فتلك ليست النهاية ، لكننا مع براعة البطلة نتوقع اتجاه الأحداث لصالحها ، فقد يذهب هو ويعود بثوب آخر غير ثوب الصياد ، وبقلب محب صادق وفى مضحى مخلص ، يمنحها الثقة لتستمر .

ربيحة الرفاعي
28-12-2014, 06:58 PM
كاتبتنا المبدعة ربيحة الرفاعي
أمسى الالتزام عملة نادرة لدرجة الأنقراض بعد أن فقدت القلوب نبضها والرجولة رجولتها والمعاني السامية ألوانها .
فكان من السهل إراقة دم الأحاسيس والتنقل بسرعة في طرقات المشاعر وهدر روح الحب والألتفاف كأفعى على الوجدان.
دنس قدسية الحب فأصابته لعنة آلهة العشق،ويعود ليبحث عنها ؟
فليعد لصيد الوحوش فهي تشبهه.
أتحفينا بإبداعتك
دمت رائعة
محبتي واحترامي

أكل المرور مترع بالجمال هكذا ، وكل التعقيب نثر عبق بعبير المعاني!!
حسبي تذوق هذا الجمال لأقول شكرا لك يا ياسمينة الواحة

شكرا لسامق مرورك حلوتي

دمت بخير

تحاياي

ربيحة الرفاعي
21-03-2015, 12:28 AM
إذا غابت الثقة مات الحب

عمَّ يبحث هذا الصياد ؟

بوركت على هذا العمل الرائع

كل عام وأنت بخير

الثقة يغيبها الغدر والتمادي فيه فيموت الحب
كما يغرسها الوفاء فتورق وتزهر لينمو الحب

ولعلّ صيادنا يبحث عن قصة جديدة...
مجرد قصة

شكرا لكريم مرورك أديبنا

تحيتي

ربيحة الرفاعي
24-05-2015, 03:28 AM
أخ ربيحة

أذهلتني طرقة تصويرك لمغامرات هذا الصياد الدوجاوني...الصياد الذي يقفز من زهرة إلى اخرى...و يغالي في هجر الزهرة التي أحبته الحب الحقيقي...و تحملت حماقاته بكل صبر...
و المرأة دائما تتحمل حماقات الرجل لكن الأمر عندما يتحول إلى إهانة تصبح الكرامة فوق كل اعتبار. فلقته الدرس...هل سيحفظ درسه؟ هل ستكون حازمة في موقفها؟
تحياتي

ألا ترى معي كاتبنا أن ما وصف لنا البطل من تاريخ علاقتهما يشي بعاشقة ضعيفة لا تفتأ تعود بقليل من مراضاة وبعض وعود!
أخشى أن مثله لا يصير لتلك الحال إلا إن شجعه عليه ضعف المقابل

شكرا لمرورك وما افاض على النص من بهائك

دمت بخير

تحاياي

ربيحة الرفاعي
21-12-2015, 12:05 AM
لماذا الصياد تحديداً وبهذه المعالجة الشاعرية الحزينة كأنها مرثية لبكاء الحب الضائع وفقدان الصدق والوفاء ؟
لابد من الاجابة على هذا السؤال الذى أظنه مفتاح الدخول الى النص وكلمة السر لفهم قضيته الأساسية وكشف اشاراته الخفية .
نلاحظ أن الصياد هو الذى يتحدث هنا وهو الذى يقص علينا الرواية ، واذا كنا نشاهد الأحداث من خلال فيلم سينمائى فلن نرى طوال العرض سواه ، فيما عدا مشهد يتيم حاسم تعلن فيه البطلة – الفريسة – الانسحاب والهروب – يمثله السطر الأخير فى القصة - ، بالرغم من أن القصة والأحداث والمؤثرات البصرية والسمعية والديكورات والبروفات والسيناريو والرسالة والمضمون جميعها كانت من أجل البطلة ولسرد وعرض معاناتها .
تلك هى الاشارة اذاً نقترب من التقاطها ؛ فالصياد متصدر الأحداث ومهيمن على المشهد وهو الظاهر فى الصورة طوال الوقت ولا نرى ونحن مارون عابرون بجوار البحر الا ظهره وسنارته مع الاهمال المتعمد للنظر أو التدقيق فى ملامح وجهه ، ويستمر الاهتمام بالصياد وبمهاراته وطريقة جلوسه أو زاوية وقوفه وصبره على فريسته ويحرق هذا الظهور معظم المساحة الزمنية للعرض ، أما السمكة المسكينة فى البحر فلا تظهر الا فى مشهد الخديعة والافتراس أو الهروب .
هكذا فالعاشق المتلون المخادع يفرض نفسه ويتصدر مشهد السرد ويتم حرمان بطلة الأحداث الحقيقية من البوح ، انها أنانية الصياد وهيمنته على المشهد من بدايته لنهايته ، منذ أن وقعت أعيننا عليه بين الصخور على شاطئ البحر أو من فوق الجسر الخشبى أو الحديدى فى بداية الدوران ، مروراً بتصدر ظهره فى مقابلة المياه مشهد الرؤية وانتهاءاً بشغفنا والحاحنا – نطل من نوافذ عرباتنا - لكى ينتهى المشهد سريعاً وأمنياتنا لتنهى الفريسة المستهدفة سيطرة الصياد على الرؤية والأحداث لتقول كلمة النهاية فى مشاهد قليلة لكنها الأكثر تأثيراً وروعة واشباعاً ، بعد جوع طويل ممتد مع جفاف ورتابة وكآبة مراوغات الصياد وخداعه وطمعه وعدم اكتراثه بمشاعر فريسته ولا بمصيرها .
تلك الصورة العامة بالفكرة الأساسية للقصة واحترافية نقلها وعرضها كما هى تقريباً بعد التقاطها من على شاطئ البحر هى أروع وأدق ما فى القصة من ابداع .
فضلاً عن أن أديبتنا القديرة هنا تلفت انتباه المختصين الى أن " الصياد " غالباً ما يأتى فى سياق المشاعر والمعالجات العاطفية والانسانية مستهجناً مذموماً مستقبحاً ، فلم يستحضره أو يستدعيه شاعر أو مبدع أو أديب الا مستبيحاً للبراءة ومنتهكاً للسعادة قاتلاً للنقاء والصدق ، لدرجة أن أمير شعراء الرومانسية والحزن بدر شاكر السياب عند أراد استدعاء عزرائيل لنعاين بشاعة انتهاكه للسعادة والطفولة والحياة والأمل استدعاه فى صورة " صياد مستبيح مخادع ، فقال رحمة الله عليه فى " ثعلب الموت " :
كم يمض الفؤاد أن يصبح الانسان صيداً لرمية الصياد
مثل أى الظباء أى العصافير ضعيفاً
قابعاً فى ارتعادة الخوف يختض ارتياعاً لأن ظلاً مخيفاً
يرتمى ثم يرتمى فى اتئاد
ثعلب الموت فارس الموت عزرائيل يدنو ويشحذ
النصل . آه
منه آه يصك أسنانه الجوعى ويرنو مهدداً يا الهى
ليت أن الحياة كانت فناء
قبل هذا الفناء هذى النهاية
ليت هذا الختام كان ابتداء
واعذاباه اذ ترى أعين الأطفال هذا المهدد المستبيحا
صابغاً بالدماء كفيه فى عينيه نار وفى فكيه نار
كم تلوت أكفهم واستجاروا
وهو يدنو كأنه احتث ريحاً
مستبيحاً
مستبيحاً مهدداً مستبيحاً
هى الاستباحة التى تطغى على شخصية " الصياد " وتتحكم فى تصرفاته ، يستبيح خصوصية الفريسة ويراقبها ويتلصص عليها ويستبيح حقوقها فى الحياة وينسفها تماماً اشباعاً لرغباته وارضاءاً لمصالحه ، وهى استباحة البراءة بالمراوغة واستباحة النقاء والوفاء بالخديعة واستباحة الثقة بالتلون والتعددية .
استباحة وتهديد للمشاعر الانسانية الراقية بأن " يصبح الانسان صيداً لرمية الصياد .. مثل أى الظباء أى العصافير ضعيفاً .. قابعاً فى ارتعادة الخوف يختض ارتياعاً لأن ظلاً مخيفاً
يرتمى ثم يرتمى فى اتئاد " ، ظلاً مخيفاً يهدد الحياة أو يهدد المشاعر أو يهدد السعادة .
اختيار " الصياد " كان دقيقاً جداً وفلسفياً ، فمن عادته عدم الاكتراث بمشاعر الضحية ، ومشاعره هو باردة بل تكاد تكون ميتة ، ويصطاد العصافير البريئة ويحبسها ولا يلين قلبه لنظراتها المتوسلة ، فلا قلب هنا مع طغيان جوع البطن ، ليذبحها وينظفها ويتعشى بها وينام .
هنا الاتقان فى اختيار الأفعال الملائمة لتلك الحالة من تجاهل الآخر ودفس مشاعره " أتجاهله ، أمحوه ، تجاهلت ، تعاميت ، تماديت " ، بعد تقديمه مباشرة على شاشة العرض بظهره فقط متعالياً صامتاً غامضاً مترقباً مخادعاً مزهواً بقدراته محباً لذاته طماعاً مغروراً " تنتظر بشوق اطلالتى ، همستى ، مرورى السريع بها بين محطاتى الكثيرة وشئونى التى جعلتها دائماً آخرها " .
ونصل بعد ترقب وانتظار – رغم قصر مشاهد المراوغة والخداع - الى مشهد النهاية وهو المشهد الوحيد فى كل سيناريوهات ووقائع الصيد الذى تظهر فيه البطلة الضحية ؛ اما مهزومة معلقة بالسنارة ويكاد الصياد يطير فرحاً بنجاح خطته ودقة تنفيذها ، أو هاربة فى اللحظات الحاسمة ويكاد الصياد يموت كمداً من ضياع صيد ثمين عليه ، ويترقب المشاهد والمتلقى هذا المشهد الأخير فى شغف ولهفة ، ولا شك أن الغالبية تتعاطف مع الضحية ، لكن ويا للعجب تجد البعض يميل للصياد الماكر ويتمنى رؤية السمكة منهارة بين يديه .
تشككت اذاً فى نواياه ولم تنطلِ عليها خدعه ، وحسمت أمرها سريعاً وأفلتت نفسها من الشباك قبل أن يحكم غلقها عليها ويتمكن منها بالرغم من الامعان فى الكذب واللعب بالمشاعر " وقررت أن ألعب دور الغاضب المتأذى عندما أعود " ، وربما كان صيد حياته الأشهى والأروع ، لكن فى ممارسات هؤلاء ما يفقد الثقة ويوجب الحيطة والحذر .
ويتفاعل المتلقى ويتصاعد تفاعله ويتضاعف ويصل لمستوى الذروة مع اقتراب النهاية ومشهد القنص الأخير بعد الكر والفر والمناورة والهروب والمراوغة والفرار بعد أن كادت فى البداية تقع فى الفخ بهذا التصاعد والترتيب والتدرج فى مستويات مدلولات اللغة وأفعالها التى تضج بالحركة والمناورة " ستفرض على نفسها تفهم الوضع – ولم تخيب هى ظنى – البريق فى عينيها يخفت – ودعتنى بتبرم – لم تكن حيث انتظرت – اقتربت – أبعدتنى " .
انها فرحة حقيقية عندما نرى انتصار الضحية الضعيفة – وقد يكون الصياد فى بعض الوقائع امرأة والضحية رجلاً – وأشهى من أكل لحم البحر والطيور رؤيتها تطير وتسبح وتنعم بالسعادة والحرية والحياة .
وما أروع أن يكون الانسان المستهدف بالقنص من مشاعره أعظم مكراً وخداعاً من القناص ذاته ، فهى – أو هو – تبقى لديه الأمل ولا تقطع العلاقة من الجذور ، أو هى تتظاهر بذلك ، لتخلق لنفسها مساحة تمكنها من الهرب الكامل من أرضية نفوذه " اذهب أرجوك .. فأنا ما زلت أبحث عن ثقة بك أحتاجها لأستمر " .
وتستمر القصة ، فتلك ليست النهاية ، لكننا مع براعة البطلة نتوقع اتجاه الأحداث لصالحها ، فقد يذهب هو ويعود بثوب آخر غير ثوب الصياد ، وبقلب محب صادق وفى مضحى مخلص ، يمنحها الثقة لتستمر .

قراءة تحليلية وتفصيلية لم تقف عند النص أدبيا بل أخضعت شخصية البطل لتشريح دقيق لملامحها ودوافعها ومعاني ودلالات السلوك ، وما حملت القصة من إشارات بمعانيها وما ورائياتها، بما حقق خدمة كبيرة لغايتها الاجتماعية التوجيهية
غمرتني فيها بفضلك ، وأكرمت نصي بدفعك

أشكر لك كريم مرورك أديبنا المبدع هشام النجار وأحيي ذكاء التحليل الذي ارتقى بالنص وسمى بأثره

لا حرمك البهاء

تحاياي

ناديه محمد الجابي
20-03-2023, 05:38 PM
الثقة هى أساس أي علاقة وهى الحبل الوثيق الذي يربط بين قلبيهما
فإذا انعدمت فهذا يعني أن هذه العلاقة ستؤول إلى الفشل وسينتهي الحب والود.
تملكين قوة في النسج بإختيار المفردة تحملها جزالة الكلمة وجمال التصوير
في قصة بارعة السرد جميلة السبك ، ساحرة البناء قوية اللغة والمعنى
تدل على براعة كاتبتها وقدرتها على بناء حرف مترابط السحر والقوة.
كم اشتقنا لك ولحرفك أيتها الغالية
دمت بخير أينما كنت.
:014::014::014: