تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ملف واحة الفكر والأدب للرسائل الأدبية



د. سلطان الحريري
21-05-2004, 01:57 AM
أحبتي أعضاء واحتنا الغناء:
أتوجه إليكم بالتحية الخالصة، وسنبدأ- بإذن الله تعالى- بملف الواحة للرسائل الأدبية:

.....الفكرة أيها الأحبة تتلخص بأن نبدأ بكتابة رسائل أدبية نوجهها إلى شخص ما ، على أن تتمتع الرسالة بالنضج الأدبي ، والرقي في الطرح.
.....نسعى في هذا الملف إلى أن يكون سجلا نضع فيه أدبنا عبر البصمات المختلفة لكل منا؛ وللعلم فإن فن الرسائل من الفنون الأدبية الراقية التي تجمع الفنون كلها، ويمكن أن يظهر الكاتب فيه مهاراته الأدبية الراقية .
....ويمكن الاحتفاظ بهذا الملف ونشر الرسائل التي تلقى الاستحسان والقبول في مجلة الواحة ، وقد تكون نظرتنا متفائلة أكثر من ذلك ، وتتمثل هذه النظرة في جمع ما نجمع عليه من الرسائل في كتاب نطبعه باسم الرابطة.
..... للمشارك الحق في اختيار موضوع رسالته، ولمن يوجهها.
..... يمكن أن تكون الرسائل في الموضوعات الإخوانية ، أو الموضوعات الأدبية.
.....ويمكن توجيه الرسائل إلى أديب أو شاعر ، أو عضو مميز من الأعضاء المشتركين في منتدانا أو أي أديب نعرفه.
...... تكتب الرسالة مرتين : مرة في هذا الملف، ومرة في موضوع مستقل، و تتم الردود الخاصة في الموضوع المستقل.
.....لمن توجه إليه الرسالة الحق في الرد، ولكن دون تجريح ، وستشطب أية رسالة أو رد لا تتقيد بهذه المواصفات.
....ومن الشروط الواجبة في الرسالة:
1- أن تكون خالية من الأخطاء الإملائية والنحوية .
2- أن تكون أدبية خالصة ، وتحتوي على الصور والأخيلة ، مشفوعة بالشواهد الأدبية الراقية.
3- يمكن قبول الرسائل الغزلية بشرط أن يكون المرسل إليه مجهولا، أو وضع اسم مستعار له.
4- أن يكتب العضو في نهايتها اسمه وتاريخ إنشاء رسالته.
5- سيتم تعيين لجنة التحكيم على الرسائل لاحقا ، وسيكونون ممن ذوي الخبرة في ميدان الأدب ،ومن ذوي الاختصاص، وستكون اللجنة محايدة من الأساتذة المعتمدين غير المشتركين في الواحة ، وسيكون للتحكيم ضوابط خاصة ، يمكن الاتفاق عليها بين أعضاء لجنة التحكيم ، وسيتم نشرها لكم -إن شاء الله- قبل الشروع بالتحكيم .
6- يحق للجنة التحكيم الاشتراك بكتابة الرسائل ، ولا يحق لرسائلهم الدخول في التحكيم.

ياسمين
21-05-2004, 02:38 AM
د. سلطان

شكرا على الطرح الرائع للفكرة
واتمنى من جميع الادباء والكتاب المشاركة والتفاعل مع الموضوع
والالتزام بشروطه
كى نستمتع بأجمل الكلمات والرسائل

شكرا د . سلطان

ومزيد من النجاح والتقدم

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

بندر الصاعدي
21-05-2004, 07:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهلاً بك أيها الراقي خلقاً وأدبا , وشكراً على فكرةٍ جال في خاطري صداها منذ زمن , قد كتبت رسائل لأصدقائي مشتاقاً إليهم ولمْ أنشرها حيث تغيبتُ لعارض , وبما أنَّ الفكرة ضُمَّنت كفنٍّ في وضوعٍ مستقل , سأباشر في نشرها قريباً إنْ شاء الله متى بدأنا فعاليةَ هذا النشاط ...
بعدَ إبلاغ الأعضاء أرى حذف الردود لتختصَّ بالرسائل فقط ..

لك التحية والتقدير
دمت بخير
في أمان الله .

د. سلطان الحريري
21-05-2004, 11:34 AM
الأخت العزيزة ياسمين الواحة :
أشكرك على مرورك الكريم ، ودعوتك المبدعين للمشاركة في هذا الملف المهم.. بانتظار المشاركات ..لك مني خالص الود والتقدير

د. سلطان الحريري
21-05-2004, 11:39 AM
الحبيب المتألق دائما بندر الصاعدي:
يبحر الحب في داخلنا، ولا نجد أحيانا إلا الأقلام نبثها مواجعنا وآهاتنا عبر فن الرسائل..سأنتظر رسالتك أيها الحبيب ، وسنقوم بحذف الردود- إن شاء الله- مع أول رسالة تأتينا ، وستكون هذه الصفحة مخصصة للرسائل فقط ، ويمكن للعضو المشترك برسالة أن يضعها في موضوع مستقل للرد عليها إن شاء ذلك، وسيكون ذلك بعد أن يفرد أخي الحبيب الدكتور سمير قاعة لأدب الرسائل..
دائما هناك رغبة تأبى أن تغادرني إلى قلمك ..
دمت مبدعا

نعيمه الهاشمي
21-05-2004, 05:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله

ايها الفاضل الذى امطر بقدومه--امطار الخير والعطاء المتواصل بسحاب فكرك الراقي

قد كانت ساعه مباركه ساعة انضمامك الى الصرح الإداري للواحه وجزاك الله خير الجزاء وسدد خطاك


قبل اشهر قليله كنت اقراء كتاب رسائل العظماء --رسائل جبران ومى زياده والعقاد والنعيمه
ودار فى نفس التساؤل---هل هذا النوع الادبي اصابه الانقراض!!

وها انت بفضلك السخي تعود لأحياء هذا النوع الادبي المميز جدا فرسائل هى صلة بشريه وللغه تحاور الادباء

الاستاذ العزيز منكم نستفيد ورعاكم الله

د. سلطان الحريري
22-05-2004, 12:26 AM
العزيزة العنود الهاشمي:
أنت التي أمطرتني بفيض مشاعرك ، واستحسانك الموضوع شرف لي ، وأدعو الله تعالى أن نصل في الواحة إلى ما نصبو إليه جميعا، ولعل إحياء هذا الأدب العظيم من أولوياتنا جميعا ، وسننتظر المشاركات التي أتوقعها بحجم طموحاتنا في واحة الخير والخيرين..
لك أجمل الأمنيات
ودمت مبدعة

د. سمير العمري
25-05-2004, 12:49 AM
أخي الحبيب د. سلطان:

أيها الأخوة الأحباب

لعلي قد أتيت الآن لأشد على يد أخي الحبيب وأقول له أنت لها أيها السلطان المتربع على عرش أدب الكلمة وأدب التعامل. وإننا هنا نؤكد بأن أهم جوائز الفوز للجميع هو أن نشارك في إحياء هذا اللون الأصيل والذي يكاد يندثر في زمن فقد الهوية والقيمة ثم سيكون الفوز جميلاً حين يتسابق الأدباء في نيل الفضل والتميز وفي ذلك الخير فلينتنافس المتنافسون.

وأوضح بجلاء أننا سنقوم بالفعل بطاباعة كتاب يحتوي على النصوص المميزة إن وجدنا أن المادة المتوفرة تفي بذلك ولن يقتصر الأمر على نشر الرسائل في مجلة الواحة بل وسنباشر فوراً في طباعة كتاب إلكتروني بهذا الرسائل يحمل الرسائل بأسماء أصحابها ويوزع على المواقع والملتقيات والمؤسسات الأدبية المختلفة.

بخصوص حذف الردود من هذا الموضوع فلا أحبذ ذلك بل أرى أن نبقي هذا الموضوع مفتوحاً وسنفتح موضوعاً خاصاً مغلقاً لا يضاف فيه إلا المشاركات التي ستنسخ من أصل المشاركة التي ينشرها صاحبها على أن يكتب صاحب المشاركة مع عنوانها "مسابقة الرسائل الأدبية"

ما رأيكم بهذا أيها الأحباب وأعدكم بالبحث عن رسائل كنت كتبتها لبعض الأخوان لإدراجها في هذا العمل الكبير فلا تتوانوا وهيا لنبدأ معاً.


تحياتي واحترامي
:os:

خالد المصرى
25-05-2004, 07:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لله درك استاذنا الفاضل

ما امتع ان نتنسم عبق الكلمات دوماً .وما امتع ان نتعازل تحت سماء عالك الحروف .

يسعدنى الاشتراك بينكم بالفعل ويمتعنى ان اتواجد مع هذه الكوكبة الرائعة التى تسبح فى فلك

عالم الروائع .

خالص التحيه لك دكتور سلطان .وخالص التحية للاستاذ سمير العمرى .

وخالص التحية والتقدير لكل قلم نابض صادق بمعانيه وحروفه .

د. سلطان الحريري
25-05-2004, 11:55 PM
أخي الحبيب الدكتور سمير:
أشكرك على هذه الكلمات الرائعة بحق الموضوع ، وأدعو الله لنا جميعا بالتوفيق في الوصول بالواحة إلى ما تطمح إليه نفوسنا ، وأشكرك على وعدك بطباعة المناسب من الرسائل التي سنعتمدها في كتاب - إن شاء الله-، وربما كان إحياء هذا الأدب العظيم استرجاعا للقيم العظيمة ، وإن كنا سنختزلها في وريقات، ولكن يبقى للماضي لحنا جميلا يجيد العزف على أوتار القلوب، ولعل الملاقحة بين الأصالة والمعاصرة هو هدفنا في اختيار هذا النوع من الأدب..
دمت أيها السامق
ودامت الواحة

د. سلطان الحريري
26-05-2004, 12:14 AM
أخي الحبيب خالد المصري:
التحية لك أخي الحبيب ، ولمرورك الكريم ، وأنا أشرف بهذه الكلمات من محب عرفته عن قرب، بعد أن عرفت قلمه..
أكرر امتناني لحضورك، ومرورك في صفحتي ، وسأنتظر مشاركتك في رسالة في هذا الملف..
لك دائما خالص الود والتقدير

محمد الدسوقي
28-05-2004, 11:40 PM
د/ سلطان تحية حب ملؤها الشوق والتمني لكم بدوام الصحة والعافية
لقد قرأة الموضوع وأعجبني فأحببت أن أشارك ,
عهدنا فيك الصرحة فلا تحرمنا منها ...
كتبت رسالة إلى أغلى أم ,,
فأرجو الأطلاع عليها وأخبرني ..
لكم كل الحب ..****بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى أمي

إلى أغلى وأعزّ أم .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
نحمده سبحانه وتعالى , على أنك بصحة وعافيه .
من أبنك / ....... إلى أعزَّ وأحب أم فى الوجود ...
أم بعد ....
أمي الحبيبة , لقد طالت الأيام , وبعُدت بيني وبينك المسافات , وأصبحتُ فى لجُة من أمري .
بين عشقي وحبي للحياة , وبين حبك وحضنك وشغاف العيش , أيجدي كلامي ويبل عروقي ,
ولهفتي إلى رؤياكِ , أم هو ضمير الشوق , يجذبني .... ؟
أمي .....يا علة وجودي فى هذا الكون الشاسع , وروعة حبي وحنيني , ورجائي ,
يا حفظة العهد و ومُطيبة الخاطر ,وباسمة الوجه ...
ما أحلا حضنك الدافئ , وضمك الحاني , فى يوم غضبي , وثورتي على ألعابي ,
ومسكنةُ فى خاطري تلك اللوعة , ومُبددة أوهامي بكلماتك المحمولة على جناح الأمومة ..؟
كيف , كيف أنتي .... كيف لي وأنَّى لي أن أجد فى قاموس الكلمات كلمة تُوصف حنانك ..
وحبك وعشقك الرباني لأبنكِ , الحب الخالي من جميع الشوائب ,
فحملتنني فى أحشائك عاماً إلا ثلاثة ...وتحملتِ ألام المخاض وأنتِ تبتسمي , وسعيدة بمولُدكِ ..
فَرحةٌ ولم تسعُكِ الدنيا من الفرحة .. لأنني أتيت ,,؟
وعلى بساط الحب تبتسمي, وبأيدي العطف والحنان واللهفة تضميني ...إلى حضنك الدافئ ..
وبعيون العناية ترقبيني , وفي الليالي الباردة تُدفني , وبصدر الحكمة تحمليني , ثم تناغيني بأصابع يديكِ الناعمة , وإذا أبكاني البُعاد عن حضنك ضمتني .. فأحسُ بالأمان والطمأنينة .
ثم كبرت , فهجرتك ونسيت آلامك , وسلوت أيامك , وخطت الأيام بخطوات البعد عنك ,
شغلتني الدنيا بصخبها وهمومها , وهكذا الأيام والسنين أفقد تني أحضانكِ ولمسات الأمس .
أحتقر الأيام والسنين حتى نفسي ... والأوجاع والأحاسيس ... فما أوفاكِ ..؟
يا أمي .... مع كل هذا البُعاد والجفاء مني ...؟
الغربةُ .... وما للغربة من أثمان ...
قدّ أخذتني من أعز الناس حتى من نفسي ...؟!
وغابت عني صورتك الجميلة , وصوتك الذي كنت أحس فيهِ بدفء العاطفة ..
وتبسمكِ فى وجهي مهما فعلت , وحنوكِ عليّ وما كنتِ تسجيه إليّ من نصح ..
أصبحت أفتقد كلُ ذلك ...؟
وأصبحت احمل على كاهلي هموم الدنيا , وتراكمت عليّ أصداء الماضي من حيرة وشجن .
بحلوها ومرها , بجمالها وقبحها , بجميع المتناقضات ...؟
الغربة ما أقساها ...؟
ضعضعت أفكاري , وزلزلت كياني ,وتتقاذفني فلول الأيام ...
فغرست فى نفسي أشواك الألم ....؟
فعندما أجلس إلى نفسي , أتذكرك , أتذكر أيامك وأوقاتك , الضاحكة على مبسمك , أتذكر الحضن الحاني والقلب الكبير , أتذكر عندما أجري وأرتمي فى حضنك , وعندما كنت أضع رأسي على صدرك , كنت أسمع نبضات قلبك تهمس إلي ّ وتقول لي أحبك .. يا أغلى أسم ..
كانت السكينة تخيم على جميع أطرافي , حتي فكري , وملامحي , كأن الدنيا كلها تحتضني .
ما كنت أُهُاب الخوف , وكأن الدنيا بين يدي ....؟
آه ثم آه ما اقسي الغربة , وما أشد البّعد , وما أوحش الأيام عن ساحتك ..؟
أمي ..... كم قاسيت من ألام عن هذا البعد الجافي ..
اشتاقت أحضاني على حضنك , وفروة رأسي على يديك .. وعيناي لكي تغفوا فى حجَركِ .
كرهت العيش الرغد , والتنزه على ضفاف البحر , والنوم على أسرة الإسفنج , وشرب الماء البارد , وأكل اللحوم , والروائح العطرية , وتكيف الهواء , وكل هذا زهـــته ...؟
تشتاق نفسي إلى حضنك , إلى رائحة الزرع , إلى التمشي وسط الحقول , إلى قطعة خبز يابسة ,
وقطعة جُبن من صنعتك , على رائحة الدواجن , وزقزقة العصافير فى شباك البيت ,
إلى قطف أعواد ( السريس ) وأكلها بدون غسيل ,إلى شجيرات الموالح التي زارعتيها من أجلي,وفيها جميع الأشجار , من الليمون , والبرتقال , والمشمش , والورد البلدي ,
والتي قمتي بإحاطتها بأسلاك شائكة لكي لا تمتد يدُ أحداً غيري ..؟
أمي ما أعظمك , ما أجملك .....الأصدق فى حبها من جميع البشر ..؟
بين الأمس واليوم مسافات شاسعة ...؟
عندما يأتي علي ّ المساء وأنطرح على فراش الغربة , والليل يرفع رايتهُ , والأفكار تتجلا فى صورة الخيال , وتتقمص شخصية الماضي أمامي , ويهدر الفكر بروائح الماضي ,وظلمت الليل تعاندني , على تمثيل الواقع , أتذكرك , أتذكر الشجون , ولهفتك وخوفك عليّ عندما أتسلق الشجيرات لكي أجمع منها بعض حبيبات المشمش ,أو الجوافة , أو عندما أقطف وردة. وخوفك من أن تلسعني النحلة , أو تشوكني شوكة , وتنادي بأعلا صوتك , يا ولدي يا حبيبي , أحترس , من أن تقع , حتي عندما أصبحت رجلٌ , ما زلتي تخافين علي ّ ,
أمي .... مهما كتبت يميني , ومهما خط قلمي لم ولن أوفيكِ بعضٌ من حبك ..
وعندما تغفو عيناي وتسلم أجفانها للنوم , يأتي الصبح يتنفس بعبير ذكرياتك , وأفتح عيناي ,
فأجد صورتكِ ترتسم على حائط الذاكرة , فينتابني القلق , وأرفع سماعة الهاتف لأسمع صوتك
ويعطيني دفعة للأمام , واسقي نهم العاطفة لسماع صوتكِ , واطمأنٌ عليكِ , وتهدأ زفرات النفس , ويبدأ خفقان القلب فى الهبوط , والعودة لمعدلاته الطبيعية ...
أمي العظيمة ......
لم أوفيكِ حقك , مهما فعلت لكي, حتي لو طرحتني أرضاً ومشيتي بقدميكِ فوق ظهري ,
لم أوفيكِ بضع من أعمالك ,.... سامحيني على التقصير , والبعاد , والغربة عنكِ ...؟
فضائقة العيش , وحب الدنيا , والرفاهية , هي التي أجبرتني على الفراق ,,
فلن أنساكِ أبداً مهما حييت , ولن أنسا حقوقك عليّ , ولم أكن عاقّ فى يوم من الأيام ..؟
ولم أنسي كلم الله ونبيه الكريم , صلى الله عليه وسلم ..
والقرآن أتلوه أناء الليل وأطراف النهار , وأدعو لكِ من كل قلبي ووجداني أن يطيل الله فى عمرك , وأن يحفظك من كل مكروه , وان يصبغ عليكِ نعمه , ويرعاكِ فى كل شؤونك ِ
اللهم أمين ,
وفي نهاية رسالتي لكِ من أطيب وأطهر قبلة , وفى أمان الله دائماً وأبدا ...

ابن المخلص / محمد الدسوقي

د. سلطان الحريري
29-05-2004, 02:06 AM
الحبيب محمد الدسوقي:
أسعدتني جدا رسالتك الرائعة التي لا أريد أن أقول رأيي فيها ، لأن ذلك مخالف للشروط ، ولكنها بداية مباركة ، أرجو أن تجد طريقها إلى القمة ، حملت أنبل المشاعر، إلى أمك التي أدعو الله أن يبارك لها في عمرها، وأن يبقيك ذخرا لها..
أكرر سعادتي بك وبرسالتك ، وسننتظر باقي الإخوة ...
لك خالص ودي وتقديري

محمد الدسوقي
29-05-2004, 03:30 PM
الأخ الدكتور / سلطان
أشكرك جزيل الشكر على ذوقك ..
وأتمنا من الله أن يديم عليك نعمائه .
وفقك الله
محبتي
وباقة ورود

ذياب أبو سارة
01-06-2004, 05:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

يطيب لي أن أبعث بأولى مشاركاتي في ملتقى رابطة الواحة الثقافية وإلى بساتين دوحة النثر الأدبي بإشراف الدكتور الفاضل سلطان الحريري صاحب المواهب والآداب
وأرجو أن تتكرموا بالنظر في هذه المساهمة التي عنونتها ( اليك يا جدي ) لأرض الإسراء وتراب فلسطين الغالية ..
رسالة

إليك يا جدي..ذياب أبو سارة

إليك يا جدي ..
أبعث رسالتي وقد طال الغياب ..
يحرقني لهيب الشوق إليك..
أتساءل :
أما زلت- وقد جاوزت الخمسين-..
تأبى الانحناء أمام العواصف ..
رغم تساقط أوراقك وذبول أغصانك..
أما زلت .. كعادتك ...
تفلح الأرض في كل موسم ..
تجمع في كفك حبات الحنطة والأمل ..
ورغم الشيب ..
تعارك السنابل القاسية ..
كل حصاد؟!

****
أذكرك يا جدي ..
تحمل في إحدى يديك صرة ..
وتتوكأ في الأخرى على..
عكاز من خشب الزيتون..
تنادينا في الضحى ..
تغدق علينا من ثمار الأرض ..
تينا مجففا
وزبيبا ذهبيا بطعم الشهد ..
ولوزا أخضر ..
وقرصا من جبن عكا..

****
وفي ليالي كانون الباردة..
نجتمع حولك في المساء ..
تقدح زناد الأرض ..
لتصنع من أعشاب الشيح
والزعتر البري
شرابا يعيد الدفء لأجسادنا الصغيرة..
تقشر لنا من حكايا فلسطين ..
تقص علينا بصوتك الرخيم ..
ذكرياتك .. وبطولات أجدادنا..
في جنين وغزة والجليل ..
تجالد الهموم وتحلم بعودة أبنائك..

****
في مقلتيك صورة الأقصى ..
وتردد سورة الفجر..
في ثبات المؤمنين ..
تضع في يد كل منا حجرا صغيرا ..
تنشد لنا ..
فنهتف بصوت واحد..
تحيا فلسطين ..
ونقذف المحتل بالحجارة ..

****
بين آونة وأخرى ..
تقسم الطبشور الأبيض..
بيننا ..
وعلى الحيطان..
نرسم أحلامنا الطفولية ..
وصورة الأقصى ..
ولوحات الحنين ..

****

تعبر في كل يوم ألف حارة ..
وبصوتك الجهوري ..
تلعن المحتل ..
تردد..الله أكبر..
تأبى الرحيل ..
وتأنف حياة الخيام ..
كطائر مهاجر لا هم له إلا الوطن..
تأوي إلى مغارتك ..
تنام فيها على صوت الضباع ..

****
ومهما بعدنا عنك..
نسمع في كل شبر من الأرض
دقات قلبك ..
نجد في الطرقات آثار خطوك ..
وعلى أشجار الصنوبر بصماتك..
وفي موسم الخصب ..
نغرز أناملنا في قلب الأرض الندية ..
نشتم عبيرك مع المطر ..
ورائحة الشيح والزعتر ..

****
نشكو إليك يا جدي قسوة الحياة ..
هنا .. بعيدا عنك ..
فالراحلون عن ربوعك صاروا اليوم ..
رغم أنوفهم ..
خشبا مهانا في بلاد الغربة ..
تحولوا إلى عربات تجرها خيول الوهم ..
تهزأ بهم قهقهات العمر ..
وها هي الغربة تفترس أرواحهم ..

****
الراحلون عنك..
صاروا اليوم سادة الصبر الهزيل ..
يلتحفون الكآبة كل مساء ..
كجذوع النخل الخاوية ..
في مدينة لفظت أنفاسها منذ زمن سحيق..
أصبحوا كبندول الساعة القابعة
على جدار الغرفة ..
ينبضون بغير حياة..
تحترق أحلامهم على رمال الهاجرة ..
وتحوم بهم طيور الموت القاتمة ..
صاروا أصناما يعبدون المال ..
ضحكاتهم مشلولة مصطنعة ..
تتلاشى في عالم الضياع ..
وطغيان الآلة يسحقهم بين تروسه القاسية ..


****
سامحني .. يا جدي ..
اقبل عبرة قلمي .. ونبض خاطري..
فالطريق إليك طويل ..
وأنا المهاجر رغم أنفي ..
ورغم المدى ..
أراك في عين الشمس كل صباح ..
وأغتسل في أحداقك كل شتاء ..
يا طيف البطولة ..
وشعاع الأمل ..
ورمز الصمود ..
أنت مني وأنا منك ..
سلامي إليك ..
يا جدي !!


ابنكم المشتاق
أبو أنسالكويت في 1 من يونيو 2004

د. سلطان الحريري
05-06-2004, 10:34 AM
الأخ المبدع الحبيب ( أبو أنس):
أرحب بك أخا عزيزا ومبدعا وإنسانا في واحتك ، واحة الخير والعطاء ، وأشكرك على تلبيتك الدعوة ، وأرجو أن يطيب لك المقام بيننا، وقد عرفتك محلقا بجناح الأدب ،والوطن يرتبط بكل خلية من خلاياك، والآن وبعد التحليق في رسالتك وجدت حروفك المقدسية التي عهدتها، فقد أسست لوطن يعيش في داخلك، تبحث في بقايا الذاكرة عن حدوده وفواصله، فالتفاصيل قد تكون صغيرة ، ولكنها في دفتر الذات تكبر لتصير مملكة عشق ، ولكن الجراح تطل من نوافذها العتيقة...
دمت مبدعا وإنسانا

د. سمير العمري
05-06-2004, 08:36 PM
وأنا هنا الآن لأرحب بأخينا الكريم (أبو أنس) وأشكر مشاركته معنا فأهلاً ومرحباً بك أخي الكريم في واحتك واحة الفكر والأدب وبين النخبة من أخوانك الكرام في أسرتنا المميزة.

وأكرر شكري وامتناني لمستشارنا الكبير والذي أعلم أن الانشغال بالامتحانات قد أشغله قليلاً عن واحته ونترقب هطول غيثه بشوق كبير.

تحياتي وودي
:os:

عدنان أحمد البحيصي
11-06-2004, 04:00 PM
رسالة إلى أمي

السلام عليكم ورحمة الله

أمي الغالية
أسطر كلماتي فتتلاحق أنفاسي
ألثم كلماتي عساها توصل قبلاتي
أمي نعم قد طال الغياب والعذاب
هذا طيفك امي يلاحقني في مرقدي وفي اليقظة
عندما أخرج مع رفاقي في مهمة
أتمنى ان أقبل يديك قبل أن أخرج
يحدثني رفاقي عن أمهاتهم
حديث الأرض المشتاقة للمطر
أمي
اتذكر كيف أتيت هنا إلى جبل الثوار قبل عامين
كم قطعت من المسافات أمي
كما كنت قاسياً عندما سألتك:لماذا أتيتي إلى هنا يا أمي؟
كم كنت قاسياً عندما تركتك
بل قسوت على نفسي عندما تركت روحي
لكنه الاسلام امي
يريد منا أن نهجر النفوس
ولا زلت أذكر النشيد :يا وليدي راح طلع من الصبحية مثل الغزال متغطي بكوفية
لا زلت أذكر كيف يسيل النشيد من بين شفتيك كالعسل
أمي
هل تريدين زيارتي الآن في عريني
أم أنني كنت قاسيا لدرجة انك عزمت ان لا تزوريني بعدها
امي
ها أنا بين رفاقي
كل يكتب رسالة
إلى محبوبة
هي أمه

بندر الصاعدي
12-06-2004, 01:56 AM
سلامُ الله عليك يامن علمتني من أين يؤتى النثر فإليكَ بعدَ تحياتي كلماتٍ جمعتنا فيها بعض الفكر :

كلَّما يلتقطُ الشاي أنفاسَ الشتاءِ ألجأ أحتسيهِ مِنْ كوبِك الملآن فأجدُهُ كما عهدتُ كوبي ,, ليَ العذرُ في ذلك كونَ هناكَ ما يدفئُ مجازي في مجازاتِك الدقيقة المحتويةِ للتَّراكيب الجمالية .. أمّا أنتَ أستاذي فما عذرُك ,, ربمّا تشتهي ما يدفُئك فتعدُّهُ ما إنْ تضعَهُ قربَكَ تأتيكَ أكوابٌ من عينيها فتغنيكَ عنهُ ..
يا لخصلاتِ الأفكارِ الحلزونيةِ وهيَ تتدلَّى قِبلَ ناظريك كلَّما حففتُها لتبصرَ ما حيالكَ تراقصتْ فأخذتَ تطرقُ مليّاً أيُّها تراقبُ عن كثبٍ دون الأخريات, وما هي إلا في ازديادِ نموٍّ كلَّما قصصتُها , أمَّا خصلات الرأسِ فإنِّي لأسألُ ما سرَّ صلعِ الفلاسفةِ وأين ذهبَ نسيجُ شعرهم وما علمتُ أنَّي أراهُ كلّما فتحتُ كتاباً لهمْ , فما أنعمَ ذا وما أخشنَ ذاكَ وما أشوبَ وما أصبغَ وما وما ..
قلتَ لي ذات مرِّةٍ إنَّ التعبيرَ الذي يصلُ إلى القلبِ هو الجمال بعينهِ ,, وهلْ كلُّ القلوبِ سواءٌ بلْ هلْ أبوابُها مفتوحةٌ دوماً .
إنَّ ما يغني عن القلبِ ليس ذات أهميةِ كان جميلاً أمْ غيرَ ذلك , إنَّ القلبَ موردُ العقلِ متى اطمأنَّ وانسابَ ماؤهُ نضجَ العقلُ ونشطَ حثيثاً يملأُ الجسدَ صحّةً ويكسو الروحَ بهاءً , أمَّا إذا ركدَ وأسنَ خمجَ العقلُ وولجَتْ فيهِ آفاتُ الفكرِ حيثُ تقرفُهُ الناسُ وتنبذهُ بعيداً , أمَّا إذا نضبَ ماءُ القلبِ فلا هذا ولا ذاك بلْ يفرغُ العقلُ مما يجعل صاحبَهُ كرةً يدحرجها كلُّ من وجدها في طريقهِ ..
وقدْ خلقَ اللهُ الناسَ ليعبدوهُ .. وما يعبدونهُ إلا إذا تيقَّنَتْ قلوبُهم واطمأنَّتْ فأرسلَتْ للعقلِ موارداً تبصِّرُهُ وتعينُهُ على إدراكِ كيفيةِ العبادة .. ومن نالَ هذه السمةَ العليا والغايةَ العظمى لا تجهدهُ غاياتٌ دنيوية , إذْ هو متّصلٌ بخالقِ الكونِ أعظمَ الصلةِ هلْ يلتفتُ للأدنى وهو اتصالهِ بالكونِ

د. سلطان الحريري
12-06-2004, 02:41 AM
عدنا الإسلام:
وعد بيني وبين الورق أن أوقع اليوم بالإعجاب في صفحتك ، وتحت الحروف الجميلة التي سطرت حبك لأمك .ز أدعو الله أن يطيل بعمرها ..
لك مني خالص الود والتقدير

د. سلطان الحريري
12-06-2004, 02:46 AM
الأخ الحبيب بندر الصاعدي:
عنما أقرأ لك توشوشني حروفك بأسئلة لا أجد لها إجابة ، حيث ترسل جمال الأبجدية في كل حرف منها، فيصبح الحرف كما البحر يغريني بالغوص فيه.. لله درك ما أروعك!!
دمت متألقا

جارة القمر
15-06-2004, 08:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذى العزيز د/سلطان
احبتى فى الله اهل الواحة الكرام
شرفت برفقتكم فى هذه الدار الكريمة
واتمنى ان اكون لكم اختا فى حب الله وتزاد اعمالنا باجتماعنا خيرا باذن الله

فكرت قبل ان اكتب رسالتى فيمن اتمنى مخاطبته فى هذه اللحظة
ووجدت ان اكثر من اتمنى مراسلته الان هو( انــــــــا ) نعم اود توجيه رسالة الىَ
الى قلبى الذى طالما غرته الامانى وراودته الامال
وارجو ان تصلنى رسالتى كما اردت لها ان تكون

الــــــــى قــــــلــــبـــــــى

اليك انت ايها التائه الحر الطليق
ايها القلب الذى فر من بين اضلاعى وتبع هواه
الى متى تظل غريبا بعيدا عنى؟
الى متى تاخذك الامانى وترحل بك الاحلام؟
االى دروب الهوى ترنو الذهاب؟
لاى طريق تناى بى عن الحق وارض الصواب؟
اناديك دوما فتنسى الاجابة
وتاخذنى خلفك الى وادى السراب
تناءيت عنى وهربت من حكم عقلى وسلطانه
تغرك احلام الصبا واوهام الشباب
اما تدرى انك صائر يوما الى زوال؟
اما علمت ايها الغر الشريد انك من اهل الحساب؟
نعم تحاسب عند رب يعلم اخفى خفاياك
يعلم ما اسررت او اعلنت او واريت التراب
فعد الى الحق قبل فوات الاوان
عد الى عقلك وانسى من تهت خلفه وعلوت العباب
لا تحفل بضؤ خاطف يهديك يوما للسحاب
انما هو البرق وحرق وانتهاء
او شهاب ساطع يحرق عفريت مريد
لو علوت مثله لاحترقت وآلت فرحتك للتراب
عد الى حب وعدل بين احلام الليالى
عد الى الخير ولا تحفل بآهات الليالى
انتظرتك دوما وابدا لن امل الانتظار
لن اتوه عن الحق مثلك او احلم خلف جدران النهار
هذى رسالتى التى ابغيك ان تقراها وتعى كل حروفها
وانا هنا عند ابواب النجاة انتظر عودتك الى اضلاعى
لا تنم عنى وتتركنى وحدى اهذى
عد الى ايها القلب المحب ولا تنسى اننى
ما خلقت الا للعبادة والانابة
والتوبة حق على كل العباد

د. سلطان الحريري
15-06-2004, 10:02 PM
جارة القمر العزيزة
أنا سعيد جدا باشتراكك في هذا الملف ، فحروفك تنبئ عن قلمك الرائع ..
أرحب بك في هذه الصفحة ، وأشكرك على كلماتك الرقيقة
ودمت مبدعة

كلمات
05-07-2004, 06:01 PM
اسمحوا لي بمشاركتكم هذه الفكرة الرسائلية..

أتمنى أن تكون بمستوى فكركم..
*******************
من آنــاء النَّبْأَةِ إلى أطراف الحِدّة..!
أبوح لكَ استتماماً لنبضي.. والخفق مُشرَّب بأهاويل هنيهةٍ تُلزم الرَّنّة طَنَبا!!
تلك هيبتك..
تلك كينونة شخص أراها كالعقيق بل أبرق البوارق مجتمعة..!!
فأظهِر الإسجاح لمن تُظهرُ الفّاقة يا ((----))..
وافتح لي ذراعيك فإني مسافة الدّمع للمدامع وأكون معانقة ترنيمة الفؤاد..!
لأبوحَ وأرتحلَ كسُكَاكةِ هـواء.. ولا غُرو فأنتم الأديم بفَلقه وغَلَسه..

عطاياكم،
كالوسْميّ تهب نضارة الربيع..
بحرف خُضِّب إصرارا..!
بمداد اشتبك وتشابكت روحي معه..
فخرجتُ أنـــا..
أجمع وأُضعّف ما قد كان وسيكون عَوَاناً بين كاف ونون.. إلّا أنّه دبّ دَبيب صِرْف السُّلافة في جسد ذا قَدٍّ يقدُّ.. حتّى اشتعلتُ كما الشُّعَل..
حتّى انجذَمْ...
في موقفي رَسَن تقاعس وامتثل..
قد كنتُ حيناً كالسَّبَل..
فجذبتني كسِمَّاك رامح إلى قُنَّةِ السماء، وسِمَّاكٍ أعزل إلى قُنَّة الأرض..

كنتَ قوّة سكنتْ بين أضالعي..
تجوّلتْ روحاً فشفّني أمل لقياكم بكلِّكم وحبِّكم وما توّج طُرَّتكم من تواضع..
شفَّني العُنَّاب الذي امتشقته مما تورّد..
شفَّني الإحساس بالدفء..
شفّني استشعار شعور الكلمات في صدر من صيّر صَنْجَه يُضْرَبُ تتاليا بما بحتُ به تفرّقا..

أ ح ب كَ..!

فأعدتَها متعانقة كنحن في فصل تجمّع صِرِّه مع لفحة الشّمس التي تبكي معي.. حتى الربيع إلى الخريف تشابكوا فغدوتُ أرجو طَلّة من مدْمعي..!!!

أحبــكِ..!
و
أحبــكِ..!

فداوت ما انْفَهَق من جراح..
كانت كطبيبٍ جَهْبذٍ برسمها وصوتها وسُموِّها..
كموجة قادمة تخطّ في أديم هشٍّ قولاً ملزوماً بأفعال..

ولم تقلها يا سيدي إلا والموق تقارع استحالة!

لم تقلها إلا وأحسستها صدقا وصبرا..

* أهديتني إيّاك ذات بوح..
وإلى وقت تحقيق المُنى..

لك الـ أنا يا أنا حروفا ما رواها راوٍ إلا وأنشد الفضيلة..


تحاياي..
كلمات

د. سلطان الحريري
17-07-2004, 02:21 PM
كلمات العزيزة:
اعذريني أولا في تأخري بالرد عليك ، وأختصر أعذاري كلها بكلمة ( السفر) ، وأظنني سأتابع سفري الحقيقي بسفر معنوي عبر كلمات رسالتك الرائعة ، عذبة كلماتك عبر هذا النص الذي نقلنا إلى عالمك الرحب ..
فاسمحي لي بالمرور دائما على ضفافك..
ودمت مبدعة

نعيمه الهاشمي
28-03-2005, 05:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله



الأخ الفاضل د سلطان

نرفع هذا الكم الأدبي القيم

انتظارا للمزيد

دام حرفك وتواصلك القيم

ودمت في أمان الله وحفظه

د. سلطان الحريري
28-03-2005, 11:08 PM
الخت الفاضلة نعيمة الهاشمي:
أشكرك على حضورك المتميز ، وأشد على يديك وأيدي الأخوة الأحبة في واحة الخير لإحياء هذا الموضوع الذي لم يؤت أكله كما أردنا له أن يكون .. وأمام أقلام كبيرة نعتز بها في منتدانا.. أشكرك مرة أخرى لرفعك الموضوع وإحيائه..
ولك مني أجمل الأمنيات

زاهية
26-10-2005, 08:02 PM
عندما نشر هذا الموضوع

كنت أود أن أكتب فيه رسالة

وشاء الله أن أنسى وتغيب هذه الصفحة المشرقة

أرى أن مكانها النور لنملأها ببوح القلوب

برسائل تستحق أن تكتب لمن نحب

دمت أخي الفاضل

د0سلطان الحريري
:001: :tree: :001:
مبدعاً

أختك
:0014:
بنت البحر

أسماء حرمة الله
27-10-2005, 12:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية مطرّزة بالبنفسج والريحان

لم يُكتَب لي قراءةُ الموضوع إلاّ الساعة، حين قامت الأخت الغالية زاهية بإعادة فتح هاته الشرفة الراقية والجميلة، أُهْدِيهَا وأُهدي أساتذتي الأفاضل د. سلطان الحريري ود. سمير العمري ألف باقة من الشكر والامتنان على هذه الشرفة الخضراء، وأهديهم وأهدي كلَّ من زرعوا رسائلَهم الرائعة بهذا البستان، وكلَّ أعضاء الواحة، والواحةَ الغاليةَ ألف باقة من الورد والمطر.
وهذه أولُ رسائلي بإذن الله، وهي موجهة إلى أغلى الأحباب، إلى ...أمّي..

................................................
مساءاتُ الزيزفون

إليكِ أمّي ....


أمي،
أعرف أنك هنا..على مقربة مني..لكني لا أعرف لماذا في كل زياراتك لي، تبوحين لي بالصمت وتمضين؟ تنبشين بعضي الراحل في متاهات الجنون، وتُقْبلين على مساءات الزيزفون التي جمعناها معا من حدائق وجنتيـك...
أمي،
لا هديل بعدك يشدني سوى بقايا الأرق...مازلتُ أتذكر حين كنتِ تغنين لي، والنجومُ بيننا تغرد كعادتها، والليل المكتمل قد وضع الكحلَ في عينيه ليبدو أجمل مما كان، مازلتُ أتذكر يوم عانقتني وابتسامتُك تحطّ على قلبي كعصفورٍ صغير لمّا يذقْ رحيقَ الورد بعد، ما زلتُ أتذكر يوم أهديتني قلبكِ لأضعه في قلبي الصغير جدا أخفيه عن جراح اليمام، مازلت أتذكرك قادمةً كالمطر، وقصيدةُ الحب تشتعل في شمعتنا، ماتزال على مكتبي غارقةً في صمتها، كل يوم تحدّق فيّ ، كل يوم تسألني عنك..أسألها عنك، والليل لماّ يذكرْ بعدُ آخرَ عودة له من الرّماد، مازلتُ أتذكر يوم ألقيتُ بصمتي بين ذراعيكِ وصرختُ ملء جرحي، كيف أغرقتِ خوفي ومحوتِ عني غبارَ الألــم، مازلتُ أذكرُ يوم فرحتِ بقطاف دراستي ووقفنا معا في محراب الشكر، نسقي قحطَ المكان بسجوم الحمــد والانكسار لله..
مازلت أذكر يومها (...)، يوم ألفَيْتُك صامتةً على فراش الرحيل تعاتبينني على الرقاد بين أفنان الحزن، مازلتُ أذكر آخر نَفَسٍ اصّاعَدَ إلى النجمة الأولى، التي كانت تعشقك..مثلي، وأقسمتِ حينها على العودة..إليّ.. كلما هجع الليل ورحل الصبح مُغَاضِبًا..
مازلتُ أذكر خوفَكِ، كلما اقترب الليل مني، وتلكَ الشمعة الوردية التي كانت تتوهج كأمسنا الجميل، ما زلتُ أذكر أحلامكِ التي كانت تراقصني على أنغام قوس قزح، وأذكر فتاةً زهوتِ بها، خبّأتها في جفنيكِ وغطّيتِها بالصدَفِ وبدعاء البحـر ورداء القلب، مازلتُ أذكر همسكِ صباحَ مساء، وأنت ترسمين بريشة الفجر لوحةً كتبتِ فيها كلّ قصائدكِ قبل الرحيـل..
الليل لم يعد كما كان، برحيلكِ غابت عني قصائدكِ وقصائدُه، حتى الشمسُ بعدَ أول يوم من سفرك الطويل تركت ضوءها راقدا في قلب البحر ولم ترغب في إيقاظه، ربما لأنها أبتْ أن يرى أحدٌ لونَ الحزن الذي كسا وجهها، ولم ترغب في أن يعلو التعبُ جفنَ قلبها..أرهقها رحيلكِ !! ومنذ ذلك اليوم، لزمتِ الصمتَ بالرغم من أنها ماتزال تشرقُ في موعدها...
حتى البحر، منذ أول يوم من سفرك الطويل، بعث إلي برسالة اعتذار عن غياب له قد يطول، رحل في سفائن الصمت إلى أقرب جزيرة بقلبي، تحدُّها شمالا مدائنُ الوجع، وجنوبا مدائنُ العشق، وغربا مدائنُ الوحدة، وشرقا مدائنُ الياسمين، أجل، كان على استعداد لكتابة صكِّ استقالته من إمارته على مملكة البوح، لكنني انتهزتُ الفرصة وقد كان يجفف منديلهُ المبتلَّ بـكِ، وأسرعتُ بإحضارِ مدائن الياسمين إليه، فعاد إلى رشده، فمن ذا الذي يستطيع أن يعيش بدونه!!
حتى القمرُ الذي كان يجالسنا يا حبة القلب، آهٍ أمي ! كان هو الآخر بعد أول لحظةِ وداعٍ حضرتْ غيابك، بعد أول قطرة سقطت في كفه، في طريقه إلى المجهول، جمع حقائبَه وأخذ راحلتَه وانطلق مسرعا وقد امتطى جوادَ روحك....إلى أين؟ لم يرغب أن يخبرني، لكن العنادلَ أخبرتني بمكانه سرا، ووجدتُه في الصباح الموالي جالسا على ضفة البحر العائدِ ينظم فيك قصائد رثاء، وقد نَــذَرَ ضوءه للماء، لكنه سرعان ما استبدّ به الشوق فعاد إليّ، كان يعرف أنني الآن أحتاج إلى من يؤنس عويلَ الصمت، وما زلتُ للآن أضع له وللنجمة الأولى ولقلبِ البحر كراسيّ من شعر يجلسون عليها ..معي..في شرفتي كلما دغدغَتْهم نسماتُ حزنٍ قادمة من هنا (...)
حتى الحمامة أمي، تغردُّ لك، الآن، كما علّمتِها، تغنّيـكِ قبل أن ينثر الفجرُ في شرفتي ضوءَه ويرمقني بوردة، كانت هي الأخرى بعد رحيلكِ تمسح الأرض جيئةً وذهابا، وكأنَّ شيئا من اللّمم أصاب عقلها، نسيتْ صمتها وهمسها، نسيتْ اسمها ولونها، نسيتْ حتى اتّساقَ الفصول وشكلَ الحقول المغطاة بالقمح..
أمي، أَحبّة الروح، آهٍ أمي ! تكثرين زيارتي مؤخرا، أراك تهمسين لي كلما أطعمني الرقادُ بعضَ الماء والسُّكَّر، وكأنك تنادينني لأهمس لك وأُقْبِل على يدك لأقَبِّلَها، اشتقتُ لكِ..اشتقتُ لكِ..اشتقتُ لك، ولا أدري وهذه النبضةُ المرتعشةُ تزعزع قلبي، تخلعه عن مكانه وزمانه وحتى عني، هل أنتِ مني كهذا العمر، أم أنني اقتربت منك حدَّ الجنون، أخطو قليلا لأقترب كثيرا..
أمي، أتدرين؟ برحيلكِ ابتعدتُ عني وعن زمني، كانت بالأمس هنا فاكهةُ حبكِ أقضم منها كطفلة مجنونة بالرحيق، وكانت هناك شجرةُ دفءٍ أشاكسُ نبتتَها كلما غادرتني أحلامُ الشباب..
حتى هو،أمي، وضع الليل في جيبي وغطاني بستائر الجرح، ظننتُ أنني سأجدُ الوردةَ نائمةً بِعمقٍ على كتفـه، يهدهدها وينفض عن قلبها الصغير كل الرماد، يحكي لها كعادته عن حكايا العشاق الذين مرّوا من هنا وبأيديهم جِرارُ الماء، لكنني قبل أن أُديرَ ظهري لأستقبل الربيع القادم على حصانه الأبيـض، وجدتُ الوردة قد ماتتْ..!!
شرفتي..تحن إليك، حديثُ الغصون والنجوم بدونك جذعُ خرافـة، زوريني دائما أمي، وجهكِ أراه فيّ محفورا كجرحي أنا، لا ترحلي كثيرا، إنّي أضعك دائما بالقافلة التي تسافر عبر أوردتي تنثر زهيرات الأمل لتحيي الأرض بعد موتها، أنتِ الحبُّ الذي علّمني كيف أشدو وأبعثر خوفي ودمعك، أنثرهما في شقوق النسيان وأرسمهما على أدواح التيه، كي لا أنساني في قافية الحزن إذا ما قررتُ العودة إليّ..حتى لا تشيخ في غفلة مني هذه السنينُ المتكئةُ على الورق...
أمي، يا حبّة القلب، تغيرت أمورٌ كثيرة لو تدرين ! لكني أشفقتُ على الدمعة الملقاةِ هنا من أن ترويها عيونُ المزن، فتصبح وريدا من أوردة الصمت..
لا تقلقي عليّ، كل شيء بخير والحمد لله، إنني الآن أزركش قلبَ البحر بأغنية المساء، أغنّيها وأغنّيك، لا تنسي أن البحر أهداني قلبه قبل أن يعود إلى هنا، قلبا نصفُه ياسمينٌ ونصفُه "أنا " منذ تعاهدتُ وإياه على حفظ العهد، ورسمنا على الرملِ المبتلِ ذلك العهد الجميل ببقايانا، أما قلبي فلم يعدْ لـي، لأنني وزّعتُه عليــكِ وعلى رفيــق دربكِ، وعلى قصائــــدي.
الآن عرفتُ لماذا يسكنني الشــــوق(..)

ابنتُكِ التي فارقَها الزهرُ مذْ رحلتِ
أسماء حرمة الله
05-12-2005

د. سلطان الحريري
27-10-2005, 01:42 AM
الفاضلة المتألقة دائما زاهية:
أود أن أعبر لك عن امتناني لرفع هذا الموضوع المهم ، والذي ذهب مع ما ذهب من الموضوعات التي أردنا من خلالها إحياء فن من الفنون الأدبية الراقية ، وسانتظر عودتك أيتها النقية برسالة ما ترسلينها عبر أثير هذا الملتقى، وسأسعد بها، سعادتي بالأحبة الذين اشتركوا هاهنا، وسنعود من جديد لتجديد عهد هذا الفن ، وأرجو أن نجد وسيلة لنشر ما نراه مناسبا منها..
دمت نقية كما أنت

د. سلطان الحريري
27-10-2005, 01:45 AM
أسماء حرمة الله:
اسم متألق في سماء الكتابة، أراها نجمة من نجوم الكتابة قل نظيرها هذه الأيام ولا أخفيك أيتها المبدعة أنني أتابع كل ما يخطه قلمك المبدع؛ ومثلك يستحق المتابعة والإشادة ..
إنها رسالة كتبت من صفوة المشاعر، ولا أدري أتكتبين الجمال أم الجمال يكتبك؟؟
رائعة .. رائعة ... رائعة بحق

أسماء حرمة الله
28-10-2005, 12:54 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها من حدائقِ الزنبق

أستاذي المبدع د . سلطان،
فخرٌ وشرفٌ لي، سيدي، متابعتُك لحروفي المتواضعة، وشهادتُك الكريمة قلادةُ وردٍ أعتزّ بأريجها ورحيقها اعتزازَ الزّهر بقطرات الطّلّ، فألف شكر لك على تشجيعكَ، بارك الله فيك..
هذه رسالة أخرى أرسلُها عبرَ شرفةِ الزنبق: شرفة الرسائل الأدبية، إلى توأم روحي وصديقةِ عمري: نُورا..

....................

راحِــلــــَــة ؟!

إليكِ .. نُورا...

صديقتــي،
هذا غيابكِ سيأخذني إليكِ مرة أخرى..
هذي روحي جمعتُها من حدائقِ قلبَينا معا حين كنا نقطف من شجر الحلـم أيامَنا ونبْسِم للَّيلِ باِسْم الشمـس، نُطلِعها على كل خبايانا لتحرسنا..
سترحليــن..
وسترحل معكِ كل قصائد اللوتس التي كتبتِها على دقات القلب منذ ألف فرحـة، وسترحل معك بقاياي وكل العصافير التي تعلمت صوتَكِ فصارَ لها وتـراً..
سترحليــن..
وسيرحلُ معكِ زهرُ الليلَـك الذي كَفَــلَ لنا، ذات وجعٍ، سنبلـةً أعدّتْ حقائبها بحثا عن جفــونٍ لاتحزن...
هاهي..أكاديـرُ تستعدّ لإبقائي بكِ زمنا واحدا لايتخطّانا، وفـاس قد تركتْ ألوانها الخضراء قربَ بيتك ذاك، لتزورها كلما هجرها الندى وضاعت من أحداقها عطورُ القلب، قد تركتْ كل أشيائها معلّقة بالنخل، بزوايا الحزن الذي قرأَنا أمسِ بمنصة الأيام، قد ْ تركتْ كل سطورها مفرغةً بعيون النجمات وهي ترقبكِ، وأنتِ راحلةٌ، في قافلـة الفـراق، يلوّح لك اليراعُ والشمس والوردُ بمناديل أوردتي، وماعلمتْ جميعها بأنها تودع رحيقها وضوءها ووقتَ طلوعها...
صديقتي،
هذا غيابكِ سيزرعني بكِ مرة أخرى، لأولد مرة ثانية فيك، لتكوني أنتِ مدنَ ملحٍ أحرسهــا..
مازلتُ أذكرُ بسمةً جابتْ عيونَ المزن فأَهرَقَتْها، وطافتْ بجراح القمر فأعتقَتْها، وراحتْ تؤثّت لبيوت الحبّ المتعبة، لتحميها من زمنٍ لايتقن لغةَ الورد، ومنذ ذلك الوقت، ظلّتْ بسمتُكِ ، لي، وقتا لطلوع الشمــس..
سأرقب شكلكِ كلما أطلّت من شرفتي فاس تبكيكِ وتبكينا، قد تترك مكانها لتحفر هويتها الأخرى حيثما أنتِ، سأرقب شكلك وهو يكبر بأوراق الشجر نَوْراً، وهو يهبط من زمن القمر ضوءً، وهو يتغلغل بقطرات الطلّ لحنا صافيا من لحون الماء..سأرقبُ شكلكِ..كلما صار الصمتُ لي لغةً والكلمات لي صمتا، وكلما صارت المسافة بينهما غيابا أخضر يأخذ شكلـي..
راحلــة؟؟؟!! وماذا أفعل حينَ تسكنني أزهـاركِ؟؟؟؟ حين يسألني والـدي عنكِ وقد كنتِ تضمدينني بياسمينةٍ تشبهكِ، حين تسألني "أنا" عنكِ ، فيغتالها الحنين؟؟؟ ...سترحلين؟؟؟؟

توأمُ روحكِ التي أرهقَها غيابُكِ فأهرَقَها
أسماء حرمة الله
28/08/2005

د. سلطان الحريري
28-10-2005, 01:01 AM
لله درك أيتها الأديبة المبدعة!!
أسماء لا أخفيك سرا أنني لم أجامل في أية كلمة كتبتها بحق حروفك ؛ ولا أراك إلا نجمة من نجوم الأدب الذين لم أقرأ لأمثالهم منذ زمن بعيد..
أسماء : اكتبي ، واكتبي، واكتبي، وسأكون زائرا مقيما على ضفاف عالمك الجميل..
أسماء......أنت أكثر من رائعة

أسماء حرمة الله
28-10-2005, 01:31 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مضمّخة بماء الزهر

أستاذي العزيز د. سلطان،

ألف باقة شكر لكَ مرة أخرى، سيدي، على تشجيعك ودعمك.. سأكتب وأكتب وأكتب، وماالذي يتبقى لنا غير الكتابة تلمّ بقايانا التي اهترأتْ بزمانٍ أهملَ لغةَ الورد، ومنْ غير القلم يأخذنا في رحلةٍ إلى عالم الحلم الجميل، ويحفظ عهدنا ويسكب كلّ أوجاعنا وهمومنا وآمالنا أيضا بين دفّتيْه؟ ..
سأنتظرك دائما بضفاف حرفي المتواضع، فمروركَ شرفٌ لي أستاذي الكريم
شكرا لك حدّ الورد...
تقبّل مني ألف باقة من الورد والمطر
دمتَ رحيقا
تحياتي وتقديري

أسماء حرمة الله
30-10-2005, 05:13 AM
وهذه رسالةٌ أخـرى، أبعثها إلى.. والـدي الحبيب...
..................

طقــــوس ..

إليكَ أبي ..


أبي،
تراني كعادتكَ، جالسةً، أرقبُ النجمةَ الأولى وهي تطلّ من شرفتها، لتأخذني إلى حزنٍ مازالَ يحرِقُنا..إلى أمّي ، تراقبنا، كلما هجعَ الحزنُ واستيقظت الأشواق.. أعلم، أنها مازالت تعيش بنا مطراً أخضرَ، يكفينا كل زهرِ عمرنا الباقي..
أعلمُ بأنّك، من أجلي، تنسجُ الصمتَ الجميلَ، وتعتني بحديقةِ قلبي، تسقيها كلّ صباحٍ بغيثِ حبكَ، وتملأ لي كأساً، بل كأسيْنِ، بل كؤوسَ حنانٍ لاتتقنُ ترتيبها، وتُحضِرُ لي من أرضِ القمر، في كل رحلةٍ لكَ إليه، باقاتِ ضوءٍ تخضبُ بها زوايا قلبي، وترمّمُ بها بقاياه وبقايانا، وترتبُ بها أيضا بيتنا الذي اعتزلَ البوح مذْ رحلتْ حبيبتُه، فَأعلنَ العصيان علينا، ثمّ انزوى بِذكراها يكتب شعــرَه فيها..
أعلمُ، بأنكَ تنقلُ أعشاشَ الطير إلى جرحي، لتهدأَ غضبةُ الأحزان وتغفو، ولأفتحَ للشمسِ المُراقةِ على كبدي، كلّ الأرصفة والمدائن التي اغتيلتْ.. فقدْ تقتنعُ الشمسُ أخيرا بأنني أرسم لها شكلا آخر للإشراق..أعلمُ، أنكَ، كلما نمتُ بين الذكريات سرًّا أو جهراً، تتسلّلُ إلى قلعةِ أحلامي، بِرِفقٍ، لتحرسها من دمعةِ الخوف، من نومةِ الزهر، منْ مزنةٍ أودعَتني سرها ثمّ رحلتْ، لتُحضِرَ الليلَ في يدها..أعلمُ، أنّكَ حللتَ معادلةَ الصمت التي نبتتْ بيني وبينك..وعثرتَ على مفتاح السرّ الذي أخفَته تقاسيمي عنكَ، فقدْ قرأتَ الوشمَ الذي نقَشَتْهُ أمي بالقلبِ قبل أن ترحل، قرأتَه مُهراقاً على جفنيّ، في غفلةٍ مني وأنا أجمعُ، لك،َ من شواطئِ الورد أغنيةً تتعلمُ لغتَه..
ولكنْ..!!
أتعلمُ، يازهرةَ عمري الثانية! بأنني أخبّئُ شمعةَ حزني عنكَ، أُشعِلها حين تنام، وأطفِئها حين تقوم، وأرقبها حين تسافرُ إلى مدنِ الملح لتُذكي شُعلَتها، ثمّ تعودُ إلى ضلعي لتحفرَه، أو إلى جفني لتُرضعَه؟؟ أتعلمُ أنّي أخبئها، عنكَ، كي لاتقرأَ تفاصيلَ الألمِ على وجهي؟؟؟ وماكنتُ لأحتملَ حزناً واحدا يلدغُكَ أو يأخذك مني إلى سجنِ الوجع..
أبي،
أتعلمُ، أنني، أشتاقُ لها، شوقَ الأرضِ للمطر، شوقَ المُغتربِ للوطن، شوقَ الوردِ لقطرات الطلّ التي تُحييه؟ لكنني جعلت ُالكتمان لي وتراً، وقريضاً كتبتُه بماء الشؤون ومدادِ الرمّان، أخفيه بأدراجِ القلب، وأجمع لذلكَ كلَّ أحزاني وأشواقي لها، بحقيبةٍ دفنتُها بمدارج الروح..فقط لتظلّ أنتَ دوماً، وطناً للبسمـة والصُّبْــح..
أبي،
لاأدري إن كانت رسالتي هاته ستصل إليك، أكتبها لكَ بيراعٍ صنعتْه لي مسافاتُ الوجع، وأوطانُ الصمت الكبرى، وقبائلُ اليمام التي ماتزال تأخذني، كلَّ جرح، إلى مضاربها، لنحتفلَ معاً بعيدِ شوقنا الأول لحبيبةِ قلبيْنا.. قدْ أبعثُ رسالتي بطوقِ يمامتي البيضاء، أوبأصدافِ البحر، أو بضفائرِ زهرةِ البنفسج التي تؤسس على مكتبي مملكةً للورد.. قد أبعثُها بقافلة القمر التي سيبتدئُ خطوها بعدَ منتصفِ الشوق، وقد تقطع كل مسافاتِ الوجع قبل أن تصل..أو ربما، أترك رسالتي هنا..لتكملَ إخفاءَ ملامحها، ثمّ أعود مرة أخرى إلى معادلةِ الصمت، وأبحثُ عن مفتاح آخر للكتمان، وأعيد ترتيبَ طقوسِ البسمة وفْقَ وقتِ طلوع الشمس، كي لاتغيب عنكَ و ....عنّي...


ابنتُكَ التي يشطبها الصمتُ ليكتبَها
أسماء حرمة الله
30/10/2005

زاهية
02-11-2005, 06:08 AM
رأيتها حقيقة وكأني بأمة متعبة
كتبت لها رسالة أودعتها القلوب وسألتها
أن تصل إليها بكل نبضة حب حقيقي
:001:

أحلام
بكِ ينطلقُ الخيالُ جامحاً في ملاعبِ الرؤى
نحوَ الأمل0
محملاً بالشوقِ لموعدٍ لمْ يتمْ
لبسمةٍ لم ْتولدْ
ليدٍ باردةٍ تترقبُ الدِّفءَ بكفِّ الإنتظارِ
والعمرُ هو الثمن ْ
ضاع َالثمن ْ
ومازالتْ أحلام ُتقفُ في محطةِ الإنتظارِ
منكسرةَالقلبِ
حزينة ْ
متورمة َ القدمينِ ضعيفة ْ
مبيضة َ الشعرِ شاحبةْ
منتفخة ْالبطنِ بأوهامِ الرُّؤى
مرتعشة َ الشفتينِ بخوفِ البوحِ
ذابلة َالعينينِ بالحياءْ
محنية َ الظهرِ بأثقالِ الهزيمة ْ
أحلامْ
فوقَ الاكتافِ أعوامٌ كثيرة ْ
عشرونَ منها في غرفةٍ مغلقةٍ
يُفتحُ بابُها عندَ الحاجةِ
كفمِ أحلام الذي أغلقهَ الصَّمتُ باليأسِ
وضيَّعَ المفتاحْ
عشرون َعاماً سقطتْ من ذاكرةِ المدينةِ بالحجابِ
وأغرقتْ بالنسيانْ
وهي أبداً لاتنامْ
وحيدة ًتبكي شهودُها الليلُ
والجدرانُ
أحلام
من أينَ جئتِ بهذا اليأسِ
بهذا الخوفِ
بهذا الكمِّ من التعاسة؟ّّ!!
كيف احتملتِ الصبرَ رغم َالموتِ بالتقسيطِ
رغمَ الجلد بالحرمان ْ؟ّ!!!
أحلام
حتماً أنتِ غاضبة ْ
ناقمة ْ
تأكلــُك ِالحسرة ُ
ويندبُك الوجعْ
حتما أنتِ ثائرة ْ
تتعثرُ أنفاسُك بآهاتِ الألمِ
وأطيافِ الخيالْ
أحلام
حتماً أنتِ ضائعة ْ
متهالكة ٌ
فوقَ قشرة ٍرقيقةٍ من الصبرِ
تقفينْ
تتحرقينَ
وأنتِ الحلم ُ
والأحلامْ
أحلام
عشرونَ عاماً في زنزانةِ الحزنِ
ومعتقلِ الشّقاءِ
أما تعبتِ من َالقيود ِ
وهدَّكَ التّرقّبُ
وأدمى قلبَك الأرقْ؟!!!
أحلام بوحي
حدّثيني
من سوّدَ الرَّبيعَ في وجنتيكِ ؟
مَنْ سرقَ النُّورَ من مقلتيكِ؟
من قطفَ رموشَك بالدُّموعِ؟
منْ أرعشَ قلبَك بالفراقْ؟
من رماك في مهب َّ الرِّيح ِبلا خشوعْ؟
أحلام بوحي
لاتصمتي
الصمتُ موتٌ قبلَ أن يأنِ الأوانْ

أحلام
دعي يديكِ في يديَّ
لاتجزعي
بينَ الأصابع ِفي يديْ
سرُّالأمانْ
أحلام لاتقلقي
وحيُّ القصائدِ كلُّهُ في مقلتيكِ
عندما يحنو الزَّمانْ
نظرتْ اليَّ بكلِّ خيباتِ الحياة ِخجولة ً
فتورَّدَ الخدانْ0
:001:
بقلم
:0014:
بنت البحر

يكفيكم فخرا فأحمد منكم 00وكفى به نسبا لعزّ المؤمن

د. سلطان الحريري
02-11-2005, 01:58 PM
مرة أخرى أنا مع أسماء الكاتبة المتألقة ، واليوم زاد الموضوع ألقا دخول الزاهية..
رفقا بي فأنا لا أستطيع تحمل هذا السيل من الروعة!!
دمتما نقيتين

يوسف الحربي
02-11-2005, 02:46 PM
السلام عليكم
أخي الدكتور سلطان
كل الحب والشكر لك ولم نساهم في بناء هذا الموضوع بأحرف الجمال والسمو
.
.
.
______________
أيها الأبيض قلباً
طرق محفوفة بالتعب , موسومة بصخب الناس , خطى الانسان تتعثر بضبابية الرؤية وخيبة الآمال في عالم تتنازعه المطامع ويتوزعه الشتات , تكتنفه غلالة من الغموض تعلو وجهه المكتسي تجاعيداً رسمتها يد الانسان العابثة , أغبرة من القلق تحوطه , تسدّ منافذ الرؤية وتمنع دخول الهواء النقي للرئتين , يتحول الانسان لــ آلة صماء تتمزق من الأعماق أشلاء متفرقة , شهقة الفرح تذوي وشموع الفرح تنطفيء في مدن الحزن المختنقة بالتفاف ضيق الدروب وازدحام الأيام حولها كــ الرواق .
من تلك الدوائر المغلقة بعتمة الدروب تنطلق كلمة تطوي أجواز الفضاء لتستقر في أعماق تربة قلب تشقق ببراعم الأمل ,كلمة تختزل دواخل الانسان بانعكاس ضوءها الساقط على زوايا امتصتها الظلال في أغوار النفس .
ذات سَحَر جاء هذا الانسان على أجنحة تلك الكلمة شمعة مضيئة يتواضع لها كبرياء الظلام وينحني , جاء بلسماً لتضميد الجراح فكان طبيباً لبعض جراحاتي حين عاش معضلتي , تلاقت أفكارنا وتلاقحت حين ارتدت علاقتنا الفكر الناضج لنجد أنفسنا على تخوم الضالة التي ننشدها سويا .
جئت أيها البياض في زمن اكتست فيه وجوه البشر مساحيق غيّبت اللون الأساس وانحدرت فيه النفوس لتصب في مجرى التبدل السريع , زمن تغلفت فيه أمانينا بالصدأ وتلبست رغائبنا رداءة الكثير مما يحوطنا , زمن رمادي كنت فيه أيها الأبيض قلباً من القلائل الذين ترسخوا في الوجدان وانغرسوا في الذاكرة المضيئة رغم قسوة الأيام التي تمحو من الذاكرة أكثر الأشياء التصاقاً بها , بياضك أيها النقي هو عَلَمك وصاريتك وخفقة قلبك , هو ميداليتك التي تمنحها لأولئك الذين ركضوا في مضمار الحب المزنّر قلبك .
في زمن الالتفاتات أجدني أشيد بفضلك عليّ حين امتدت يدك الحانية لتغرس البسمة في قلبي في عصر الجفاف وزمن المصالح , ألبستني معروفاً حين أوقدت نار الحياة في الحطب المبلل بالماء ..
اليوم وكل يوم .. أقف مطأطيء الرأس احتراماً لقامتك . أفتقدك في غيابك .. أعاتبك على التأخير .....
يوســــف

أسماء حرمة الله
18-11-2005, 03:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيـة مكتوبة بضوء القمـر


وهذه رسالةٌ أخرى أكتبها للقمـر، هذا الصديق والأنيس والجليس الذي لايملّ رفقتنا ولاصمتنا ولاشجننا، ولاأنكر أن من ألهمتني كتابة هذا النص، هي لوحةُ الصمت الغارقة في كل الكلام، اللوحة التي اختارتْها لنا يمامةُ الجمـال، والفراشة التي تنقل الرحيق من زهرةٍ إلى أخرى: سحر الليالي، بصفحة: "بوح الفـنّ"..فشكرا لها من الأعماق...


http://images.ma3ali.net/data/media/50/1_12.jpg

الرسالةُ الأولـى: أنتَ تهمتي الأولى..والأخيــرة ..

إليكَ أيها القمــر...


كم حدّثتُكَ أيها الوجه الملائكي الصامتُ/ الناطق بأحلى الكلام؟ كم قلتُ لكَ: خذني إلى أرضك لأثوي فيها بعيدا عن زمنٍ مُراق؟ كم حدّثتُك عن دموع العاشقين وسهر الراحلين إليكَ؟ كم حدّثتُك عن حفلات المعذبين المُقامة على ضفاف الملح؟ وكم حدّثتني عنكَ، وعن هذا الضوء الذي ربّيْتَه بين الجوانح، وسقيتَه من لبن الماعز، ومن ماء البحر ليشتدّ عوده، ويتعلّم لغةَ الصبر الأولـى ..حتّى يكون عزْفاً لقيثارة الأمل، أو قنديلا يذلّل للعابرين إلى وطن الأمان، دروبهم القاسية والمنقوشة بمرارة الزمن..
تطرقُ كلّ ليلة شرفتي، وتحضر لي معكَ سلّـةً من الزهور والتوت والصَّدَف، وأنتَ مختبِئٌ بين وصيفتَيْكَ: النجمة الأولى وروحي، تخشى إطلالةَ الوجع وحسدَ العذّال، وتخشى زماناً مكتوباً بالزيف والقسوة، ومطّرزاً بالأشواك والظلم.. تطرقُ شرفتي فأفتـح لك، وأهديكَ شمعةً من شموعنا المعلٌّقة بين الأمل والرجاء، وكلٌّ منا يحاول أن يحمي الآخـر من هجمةٍ محتملة للأحزان التي تستيقظ دوماً، فجأةً، لتسبي كل آمالنا..أو لتحطّمها على صخور الشاطئ القريب..
أيها القمـر ..يارفيقَ جراحي:
ليلاً، أكتبُ لكَ خطابي، أسألكَ البقـاء، وقد هجعت الشمسُ مكرهةً، وأسلمتْ كل ّ الكواكب جفنيْها للحون السجوم، والتزمت النجوم بأماكن حراستها خوفا من غزوةِ جرح هارب..أكتب لكَ خطابي، وقد أخبرتني اليمامة البيضاء التي تحرسُ مملكتَك، منذ صرتَ لعاشقي الأمان والحلم وطنـاً، بأنك قررتَ الرحيـل عنا إلى حيث لاندري..كيف ترحـل؟ حتى وإن أظلمت الدنيا وسُرِقت منا أحلامنا وآمالنا..حتى وإن سقط المئات من المعذبين صرعى، يتخبطون في جراحهم ..حتى وإن ارتدى الزمنُ ثوبَ الزيف واتهمكَ وأتباعك بالإغراق في الحلم..حتى وإن هاجرَ كَلْكَلُ العشق النقي، مغاضباً، إلى زمنكَ الذي انعزلَ بمملكتكَ، يرتّب ملامحَ سفره إلينا من جديد، ويصنعُ قافلةَ محبّيه، ويرتّبُ حقائبه التي لم يجمعْ فيها غير ذاكرةٍ مثقلة بالوجــع..؟
أنتَ الصديقُ في زمنٍ تنكّـرَ لكل القيم الجميلة، وبعثَـرَ شجر الرمّان على مقربة من أحلامنا، وأسقطَ القلوب عن عرشها.. يارفيقَ أحزاني، أتذكرُ؟ أتذكرُ حين سقطتُ من زهـرةِ الهوى؟ ووقفتُ ببابكَ أسألكَ وطناً لحبّ لايُهـان؟ أتذكرُ حينَ أهديتُ الفاكهةَ التي قطفتَها لي من أرضكَ، لـه..فأضاعَها وأضاعني، وتركني أوزّع كل حقائبِ الغياب على سنوات عمري؟؟؟ أتذكُرُ؟ أتذكرُ حين اتّهَمَني بـك؟؟ في زمنٍ صرتَ فيه تهمةً تُخشَى؟؟؟؟ أتذكرُ ليلةَ الجرح الكبرى؟؟؟ حين ارتديتُ أجمل أثوابي واكتحلتُ بكَ مُراقاً، وتضمّختُ بعطـر النزفِ مكرهةً، ومضيتُ أتعثّرُ في خطوي، أخفي في حقيبتي الصغرى نعشَ الحب، وأجثو قربَ الصمت معلنةً أنّي العاشقةُ الأولى لليلِ الشعراء؟؟ والمتكئةُ على زمنِ الورد؟؟؟ والمتهمة الأولى بـكَ؟؟..
اعذرني، قد توقّف مدادي الليلة..وابتلَّ خطابي إليكَ بـك..انتظرني، سأعود إليكَ لأكتب لكَ خطابي الثاني، حينَ يطرقُ نافذتي جرحٌ أو ذكرى تعِبت من الرقاد، فاختارت جفنيّ عشّاً لها..أو حين يدغدغني حلمٌ صغيرٌ يشبهك، أو حين تزورني بسمةٌ لاأعرف شكلها الآخر..
سأظلّ أدافع عنكَ حتى وإن غدرتْ بي الأحزان مرة أخرى، وسأظلُّ أفخرُ أنــكَ..تهمتي الأولـى..والأخيــرة..

رفيقتُك المتهمةُ بك، وتهمتُك الأولى والأخيرة أيضا..
أسماء حرمة الله
في: 18/11/2005

أسماء حرمة الله
18-11-2005, 05:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وهذه رسالة أخرى، أكتبها إلى يمامتي البيضاء..كما وعدتُها ووعدتُكـم..وأظن أن رسائلي إليها ستكون كثيرة، عددَ الجـراح..وعددَ الآمـال أيضا..
....................

http://www.uplod.yaglby.com/files/khaled_bro-1121532588.jpg

الرسالــة الأولــى: سأستظِلُّ بطوقــك..

إليــكِ..يمامتي البيضـاء..

أكتب إليكِ، كما وعدتُكِ ..أكتب إليك وكل جراحي نائمة، ووردتَا البنفسج والجوري جالستان إلى جانبي، تبلغانكِ تحاياهما، وتعدّان لكِ، زجاجةَ عطرٍ من نوع خاص، ستصلكِ مع خيوط الفجـر الأولـى.
لاتقلقي، لقد أقفلتُ الباب كما طلبتِ مني، ورتّبتُ حجرتي، وأعدتُ الزهورَ إلى مزهريتها المكسورة على مكتبي، حتى قناديلُ البيتِ أطفأتُها إلاّ قنديلا أخرس، ظلّ يرقبني وأنا أوزّع تفاصيل أحلامي على كل نجمةٍ ساهرة، وأوزع معها أوجاع العالم أيضا..!!
أنفّذُ ماطلبتِ مني حرفيا.. فتحتُ خزانةَ ملابسي أيضا، وأخذتُ، كما أوصَيْتِني، المعطفَ الذي صنعَتْه لي أمي، لأنني أعرف أن الخريف سينتقم مني ومنكِ، وقدّمتُ لذكرياتي الراقدة كوبا آخر من الحليب الدافئ، كي لاتسمع بوَقْعِ أناملي على الورق، واليراعُ يحاصرُ خـوفَ الحروف المشتعلة فيه..
ماذا عليّ أن أفعل أيضا قبل أن أغادر إليكِ ؟ حسنا، جمعتُ أوراقي ودواتي، وخبّأتُ دفتر مذكراتي بأدراج القلب، وهاأنذي الآن مستعدة، للرحيل معكِ، قبل أن تحسدنا الشمسُ وتحبسنا هنا، بمنتصف الحزن..
يمامتي البيضاء:
كل شيء ساكـنٌ هـنا، حتى الألوان التي سقطتْ خفية من قوس قزح، حين كان يتعهّدني بزيارةٍ قصيرة، حتّى الأحلام التي اختبأتْ بغرناطة، تفتش بين جدرانها وأعمدتها وأزقّتها عن الأفراح التي كانت..هاأنذي أستظلّ بطوقك من لظى الجراح التي تتبعنـا، فطيري بي إلى أرضكِ، ولاتنظري خلفكِ، لأن الزمان المرّ قد يتبعنا أيضا!!..امضي بنا إلى مضارب قبيلتِكِ..كما اتفقنا، وسآخذ معي شكلَ الصباح كي لاأنساه، وسآخذ قليلا من الرمال المبتلّة بالأحباب، ولن أنسى الملــح..
يمامتي الرقيقة، أنتِ السّكَنُ الأبيض، أنتِ نعمةٌ من نعم الرحمـن، كتبكِ لي رفيقةَ دربٍ، وضمادَ نزفٍ، وقلباً أخضرَ يشاطرني الأحـزان، لنحاربَها معاً..لاتبرحي مكانكِ، سأذهبُ الآن لأملأَ قلمي بالورد، وأنفض عن أوراقي ماعلِقَ بها من حكايا تشبهنـا..وسأزرع بحديقة الذاكرةِ بوحَ الخزامى، وحين تقتربُ الشمسُ بحقائبها من مينـاء الغروب، سأعود إليـكِ، لأكتبَ لكِ خطاباً آخــرَ ..فانتظريني...


رفيقتُكِ المسكونةُ بــكِ..
أسماء حرمة الله
في: 18/11/2005............................

اقتطفتُ لوحةَ اليمامة الجميلة من صفحة الجمال التي اختارتْها لنا سحر الليالي الرائعة، فلها خالصُ امتناني وشكري...

سحر الليالي
18-11-2005, 11:25 PM
الغالية أسماء وأنا سأقول كما قال أستاذنا د.سلطان :

رفقا بنا لا نستطيع تحمل كل هذا الروعة والجمال والابداع..

فلله درك من أديبة رائعة

شكرا لك وشكرا لتلك الصور التي جعلتك تنثرين لنا الدرر والآليء

دمت أديبة مبدعة نتظر قلمها بفارغ الصبر

تقبلي خالص حبي وودي المحمل بأريج الياسمين

أسماء حرمة الله
20-11-2005, 05:35 AM
بسم الله الرحمــن الرحيــم


http://www.uplod.yaglby.com/files/khaled_bro-1121532588.jpg

الرسالةُ الثانيــة

إليــكِ: يمامتي البيضـاء،

"ومما أهاجَ الوجدَ مني والبُكا --- وميضٌ بأعلى الرقمتيْن يلوحُ "
هاأنذي كما وعدتُكِ، أهرعُ إليكِ مرةً أخرى وإلى أوراقي وقلمي، والقلبُ قد نحلَتْ أشجاره، وسقطتْ أوراقُه، والبحـرُ هدهدني بين جرحَيْه معاً لأُزْهِـر، فأزهرتُ ملحاً..أعلم أنني ربما تأخرتُ عليكِ الليلةَ قليلا ، ولكنني كنتُ أنتـظرُ رحيلَ الشمس إلى بيـت مغربها، كي أبوح لكِ دونَ أن تحرقنا غيرتُها..لقدْ توعّدَتْ بنفيي عنكِ إنْ كتبتُ لكِ مرة أخرى، ولكنني لن أتخلى عنكِ حتى وإن فارقتْني أنفاسي، هكذا كان العهـدُ قبـلَ البدء، وسيبقى..
حسنا، لقد أحكمتُ إغلاقَ ذكرياتي جيداً، ووضعتُ أقفالَ الصمت ببواباتِها المتقنـة صُنعاً وجرحاً، كي نبدأ الرحلة، سأنتظركِ كما اتفقنا بأول محطةٍ للحلم، تلك التي تقع على ضفافِ نهرِ القمر..لكنني لاأريدُ أن أعرّضَكِ لغضب قبيلـِك، خصوصا حين وصَلَتني هذه الرسالةُ هذا الصباح من أرض اليمام، وجدتها على مكتبي ومعها وردة، وقد جاء فيهـا:

"بسم الله الرحمـن الرحيم
توأَمَ أحلامنا،
علمنا أن اليمامةَ البيضاء التي عاشتْ معكِ منذ نعومةِ جرحك، فصرتُما روحاً واحدةً ستصحبُكِ إلى قبيلتنا حين ينتصفُ حلمُ القمــر، ولكننا لانخفيكِ سراّ بأننا نخشى ما سيترتّبُ على قدومكِ من أخطــار..لقد سمعنا كثيرا عن عالمكم، سمعنا عن الحروب الكثيرة التي حصدتْ أرواحا وأوطانا، وعصفتْ بأبريـاء لم يرتكبـوا ذنبـا ولاجريـرة، سمعنا بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، عن خيانة الصديق لصديقه، والإلفِ لأليفِه، عن خيانـة رسالةِ الإنسانية والقيم النبيـلة، سمعنا عن اغتيال أحلام الشباب نهـاراً، وعن سقوطِ القلوبِ قهـراً، سمعنا عن مملكـة الورد التي تحطّمتْ حصونها وقلاعُها، حسداً من عند أنفسهم.. سمعنا عن الزيف الذي تسلّل إلى مسامّ تعاملاتكم فيما بين بعضكم البعـض، سمعنا وشهِدنا أيضاً، والقائمــةُ طويلــة..ونحنُ جعلنا السلام لنا وطناً ولغةً وهديلاً، وقد زرعناه بأحداقنـا قبلَ حدائقنـا فأثمرَ وأينع، وصار لنا شجرةً نستظلّ بظلّها، ونسكنُ جذورَها، ونحرسُ عشّاقَها، وندّخِرُ فاكهتَها لفصولِ الشتاء..انظري عبر تاريخنا الطويل، هل سمعتِ يوماً أننا شدوْنَا لغيرالسلام والمحبة؟؟ هل سمعتِ يوماً أننا ظلمنا أحدا؟؟ أو ضرّجنا أحلامَ محبّينا بالنزف والألم؟؟؟
تظنّينَ أنكِ في مأمنٍ من هجمةٍ محتملة ومفاجئة، لجرحٍ أعشى أو لـحزنٍ أتلع أو لليلٍ قاسٍ لايرحم؟؟ أو أنكِ قد أمِنْتِ، بنعاس الشمس ورحيلها عن أطلال الليل، تلصُّصَ ذكرى مرّة أو شوكةٍ من أشواكِ عالمكم؟؟؟ إنكِ كما اتُّهِمتِ بالقمـر فيما قبـل ومازلتِ، فأنتِ متهمـةٌ بنـا أيضا، وقد صرتِ الآن منَّا ولستِ منهم..ولذلكَ سينتهزون أية فرصة سانحةٍ كي يُفنـوكِ ويدمروا عالمنا الجميــل المحبَّ للسلام والأمان..وكوني متأكدةً بأنّ الزمان المـرّ سيتعلّق بأهدابكِ، أو سيختبِئُ بجيبك خفيةً، وأنتِ تستظلين بطوق يمامتكِ البيضـاء، قادمـةً إلى أرضنـا سراّ..
إننا نحبــكِ مقدارَ حبكِ لنا، ونرحب بكِ بأرضنا، ولكنّ خوفَنا على رسالة السلام التي اضطلعْنا بها خدمةً للبشرية جمعاء، وعلى قيمنا التي تخفق بصدورنا، وقد نقشناها على النبض والوريــد، لنعيد بها للورد عطـرَه، ولليتيم بسمتَه، وللأرملةِ ملامحَها، وللوطنِ هديلَـه، وللحلم حلمَه، خوفنا هذا هو الذي كتب لكِ هذا الخطـاب..لكِ أن تنظري في الأمـر، وسننتظـر قـراركِ..
التوقيــع: "فإنْ كنتُ قد أزمعتُ عنكِ ركائبي --- فشوقي وودي ليس فيه رحيــلُ" "
انتهى نص الخطاب..
يمامتي البيضاء، هذا نصُّ الرسالـة كاملاً، حزنتُ كثيراً لأن عالمي لايشبه عالمكم، كم كنتُ أتمنى أن يكون الحال على غير ماهو عليه، ولكن قدّر الله وماشاء فعـل، ولكنني ما أحببتُ أن ترشفوا كؤوس اليأس، ولا أن تهجروا مرافئَ الحلم بغــدٍ أبيضَ وأخضرَ وأجمــل..صدقيني، بالرغم من كل مايضرّجُ عالمي، إلاّ أن الشمسَ الحانية ستنثرُ نورها الدافئ الحنون، وستضمّدُ كلَّ القلوب والأوطان والقيم المعذّبة، لتحرسها من سارقي الأحلام..
حسنا سأترككِ الآن، لأن النجمة الأولى أخبرَتني بأن الشمس تستعدّ للنهوض من قسوتها، وقد أحسّت بشوق حروفي للسفر إلى أرضك..سأعـودُ إليكِ، لأُعلِمَكِ بقراري وبردّي، سأعـود إليـكِ، في موعدنا نفسه، حين تقتربُ الشمسُ بحقائبها من مينـاء الغروب، لأكتبَ لكِ خطابـاً آخــرَ ..فانتظريني...

المضمّخةُ بالأمـل، المضرّجةُ بالألـم، رفيقةُ هديلِـكِ
أسمـاء حرمة الله
في: 19/11/2005

أسماء حرمة الله
23-11-2005, 04:51 PM
بسم الله الرحمـن الرحيـم

الرسالــة الثانيـة


http://images.ma3ali.net/data/media/50/1_12.jpg




إليــكَ ياقمــَرَ الأحزان:

يامن اغتالني غيابُه!!
انتظرتُك يومين متتاليين، ولم تـأتِ..
أمضيتُ صمتي أوزعه على نجمات السماء، أكتب لها قصائدَ عشق أخرس، وأفتح دواويـنَ الذكريات، أقلّبها على مهلٍ، أبحث عنكَ فيها، بينما كانت أوجاع الأمس واليوم تبحث عني بينَ الجفنِ والفؤاد..
قطفتُ لكَ من شجيراتِ نبضي دمعتيْن، ووضعتهما بباقةِ شوقٍ وبعثتها مع النجمة الأولى إليكَ، لتصلكَ قبل أن تركبَ سفينة الرحيل وتتركني..
اعتدتُ على ضوئكَ الذي يغتال أحزاني، ويحرس وجيبَ أنفاسي حتى مني، لماذا رحلتَ دون أن تخبرني؟ أينَ أنتَ الآن؟؟ أعلم أنك غاضبٌ على عالمٍ لم يعدْ كما كان، أعلم أنك حزينٌ على زمنٍ لم يعدْ يؤمنُ بالأحاسيس ولايعترفُ بها ولا بكَ..أعلم أنك تركتَ على الشاطئ وصاياكَ وقصيدتَك التي قطفتَها من قنديـل الحلم..لكنني أبداً لن أنساك .. لن أهجـرَ ديارَ انتظاري لكَ، لن أبرح نبضَ القلب الذي اعتدنا الجلوس فيه، نسقي بتلاته ونشذّبُها من وخزاتِ الأشجان، ونرتّب أحلامنا ونهدهدها كي تخضرّ، بالرغم من ذبولِ قوس قزح، وبالرغم من الطعناتِ التي كادتْ أن تفنينـا..لن أهجرَ مكتبةَ الحلم التي أهديتَنيها ذاتَ ليلةٍ، وقد رصفتَ لي فيها كتباً عن الأزهار، وأخرى عن الآمال التي تنتظر موسمَ الحصاد كي تعود، حتى مجلّداتُ السلام التي خبّأتَها لي بأدراج المكتبة تلك، مازالتْ تهيمُ باسمكَ والشوقُ يجلِـدُها..سأجلس كل ليلةٍ إلى ذكراكَ لأحرسَها، فالليلُ صارَ طيراً جارحاً برحيلك...!
..أيها القمـر العاشق الرقيقُ، عدْ إليّ!! عدْ لكل من ثكلَ الأحلام والسلام والأمان والإحساس..عدْ لأحلامِ زمنِ الزنبـق وإن اغتيلتْ!! عدْ وسنصنعُ أحلاماً على شكلِكَ، وسنسقيها بالدعاء حتى تتفتّـق وتزهر وتحمينا، فقطْ عدْ !!
أكتب لكَ هذا الخطاب، والحنينُ يقتاتُ من أناملي كما اقتاتَ من كبدي، لم أعدْ أدري أين أبحث عنك؟ سألتُ عنكَ نجوم السماء، لكنها وزّعتْ أشلاءَ روحي على موانئِ الحيرة ..أنسيتَ عهدنا؟ أنسيتَ أننا تعاهدنا على البقاء سويّةً وإنْ شتّتـَنا الوجع؟؟ أن يضمّد أحدنا جراحَ الآخر بالخزامى والطلّ وبوحِ العصافير؟؟؟..أوّاهُ !! سألتُ عنكَ الشمس فضحكتْ واغتابَتْكَ، إنها لاتعترفُ بك، لاتعترفُ بوقوفنا على أطلال الليـل، ولابجزيرتنا ولابأحلامنا..أما يمامتي البيضاء فقد ضاع منها هديلُها منذ غبتَ..حتى البحـرُ الساكنُ فيّ وَفيكَ، صارَ مهجوراً مذْ هجـرَ أحلامَه بغيابـك..فقدْ كنتَ لناَ الوطـن!!
أقمَرَ الزمـن الجميـل، تهرب مني الكلمات فتهرب معها الأشياءُ والأسماءُ والألوان، تركتَني أصارع قدَري وحدي ورحلتَ..لكنني لن أخون عهدك، كلّ ليلةٍ سأكتب لكَ، وسأحكي للنجوم وللغصون ولمتون الشعر عنكَ، سأحكي للشمس، حتى وإن أشاحتْ بوجهها عني، سأحكي للطيف وللذكرى وللأمل الذي أشعَلْتَ شموعَه قبل أن تغيب، سأحكي لليمام وللعنادل وللعصافير ولكل حبّة قمح وسنبلة، سأحكي للورد وللبحر الذي بدأ ينقش منذ ليلتين متتاليتيْن، اسمكَ على شغافِ قلبه ولَهاً، سأحكي لمراكبِ العودةِ التي ضاعتْ، ولكل حلمٍ نازفٍ، عنكَ، وعن بيوتِ الأمـل التي بنيناها، عن شجرة الزيتون التي صارتْ لناً وطناً، عن خرافةِ الحرب والظلم التي صارتْ لهم لغةً وشِرْعةً وقاموساً..سأحكي لهم عن دمعةٍ أنبتتْ حدائقَ شجنٍ ملتفّ، عن ليلٍ صارَ، مذْ غبتَ، غابـةَ مـوت..عن نجومٍ أرمدَتْ وطالَ سهـادُها..عنْ صرخةٍ هزّتْ عرشَ الصمت فَأَهْرَقَتْه..عني وعنـك..
سأنتظركَ كما وعدتُك، على مرافئ الحلم، وسأضع خطابي هذا حيثُ تركتَ وصاياك وقصيدتَك، على الشاطئ، ولن أبرح شرفتي حتى تطلّ على روحي وبيديك، كعادتك، زهرةُ بنفسـج وباقةُ ضوءٍ، لتوقظني من حزنـي..مبتسمـاً..
اعذرني، قد توقّف مدادي الليلة..وابتلَّ خطابي إليكَ بـك..انتظرني، سأعود إليكَ لأكتب لكَ خطابي الثالـث، حينَ يطرقُ نافذتي جرحٌ أو ذكرى تعِبت من الرقاد، فاختارت جفنيّ عشّاً لها..أو حين يدغدغني حلمٌ صغيرٌ يشبهك، أو حين تزورني بسمةٌ لاأعرف شكلها الآخر..
سأظلّ أدافع عنكَ حتى وإن غدرتْ بي الأحزان مرة أخرى، وسأظلُّ أفخرُ أنــكَ..تهمتي الأولـى..والأخيــرة..
وسأنتـظرك..
سأنتظـرك...

المتّهمـةُ بـكَ..
أسماء حرمة الله
في: 23/11/2005

يسرى علي آل فنه
26-11-2005, 01:22 PM
رسالة إلى الرائعة أسماء حرمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية طيبة وبعد

تراقصت في القلب مشاعرٌ ملؤها الفرح بكِ يا أسماء ؛حين وشوشني القمر وحدثني لأجلكِ عنكِ ، ولمسني دفء نور جميلٍ اكتساه من بوح مشاعرك ففاض على العيون وازداد بريقها فتنة نقية
نعم أيتها الساكنة في مقلة الجمال و المحلقة في سماوات الصدق العميقة
أراني كمن أصغى بكل الحب ليمامة تألفك وتألفينها فأطربني هديلها وإذ بي أتخيل نسائم فرحي تحرك غصنها فيتمايل بها وتفر منه إليك
ويسعدني يقيني بأنّ هنالك دفء قلبٍ لايتغير00 هكذا أحسستهُ حين انتشت روحي بنبض قلبك الذي ينسكب في حرف فينبض ويأسرنا نبضه ويبهرنا وعيه الندي حين يلامس شغاف القلب
أتعلمين؟!!
تمنيتُ منذ أمد بعيد أن تنطق الطبيعة في كل لحظة أهرب فيها من كل ما حولي إليها مستجيرةً بها ،كنتُ أقف على أعتاب شوقي أحملُ قلباً يحلم بحديث يراقص من الطبيعة شجرها وزهرها، ويموج مع بحرها ،ويعانق قمرها وشمسها، ويرفرف مع طيورها ، و ينسكب مع مطرها ،ويأوي إلى كل مالها وعليها 00لكنها أبت حتى آيست من حنانها 00
و اليوم يا أسماء أدركتُ بأن الطبيعة بجمالها ودفئها لا توشوش إلا من يهبها أسمى آيات الحب بعد أن يغلفه بعمر يعبق بعطر الإخلاص والتفاني ويهمس بكل جوارحه بحنو منقطع النظير لها وبها
فاقبلي عميق شكري على هذا الجمال المنسكب من رسائلك المضمخة بالأمل والفواحة بعبير المحبة النادرة
ودمت ِأيتها الرائعة عذبة الحرف ندية القلب.

:001:

أسماء حرمة الله
27-11-2005, 07:35 AM
بسـم الله الرحمـن الرحيـم


رسالــة إليكِ

تحيـة قطفتُها من قلبي...

..يسـرى.. يازهرةَ الجلنّار

وصلتْ رسالتُكِ تضوعُ بـكِ، وجدتُها على مكتبي صباحاً، وقد حملتْها إليّ نسماتُ البحـر الرقيقة، أتعلمين؟ حالما رشفتْ روحي حروفَ خطابكِ رشفا، هرولتُ إلى حديقة الحلم، لأقطف لكِ زهرةَ بنفسج زرعتُها بيدي، زرعتُها منذ صرتُ طالبةً بمدرسة الحلـم، طالبةً لاتقنع بمادون النجوم، أتعلّمُ لغة الحلم وقواعدها، نحوَها وأوزانها، كي لايتهمني أساتذتي بأن أحلامي موغلة في أخطاءِ الشجن النحوية والعروضية..وأنا أخاف على حلمي من أن يكونَ عليـلا...
يسرى، ضعي يدكِ بيدي، وتعاليْ ندخل مملكةَ البحـر العاشق، نناجيه ونحدّثُه، وسيخبـركِ..
http://zizooo.ws/data/media/89/beach250.jpg
سيخبركِ عن زمانٍ انعزل بذاكرته، يقلّمُها من أوجاع السنين، ليزرعها بحقول القمح ذاكرةً أخرى..سيخبـركِ عن حلم بِعُمـر قلبيْنـا، عن عهودٍ لاتُنقَـض ولاتُـداس، منذ طرّزَها الوفاءُ بروحه.. سيخبـركِ عن أسرارنا وحكايانا..لكن انسيْ ذاكرةَ الخوف على الشاطئ! وبلّلي قلبَكِ بابتسامةٍ تكبـركِ، ليصيرَ الغروبُ وطنـاً لّلقـاء..وليحرسنا البحـرُ من جراحٍ مشتّتة على كفي وكفِّك..
يسرى، ماكانت الطبيـعةُ وماكانتْ كل لوحاتها النابضة بالإحساس والحنان صادفةً عنكِ كلما استجرتِ بها، بلْ كانت تطرق بابَ قلبكِ دوماً لتشاطركِ البوح، لتغسلَ كل مخاوفك الصغرى والكبرى، كانت تفعل ذلك خفيةً.. لتحرسكِ سرا من أعين الرقباء، من أعداء الحلم والإحساس..أيتها المرهفة حسّاً، الجميلة روحاً، متى أغلَقَتِ الطبيعةُ شرفاتها في وجه العاشقين؟ متى أوصدتْ بوحها أو سافرتْ بحقائبه بعيداً عن أحبابها؟؟ إنها وهجُ القلوب، زهرةُ الحنان التي تتحدّى قسوةَ العالم، حبيبةُ الحبر والأوراق، توأمُ الأرواح وعطرُها ورسولها...
يسرى، هاهو البحـرُ قد نهض من دفتر مذكراته، منهكَ القلب والذاكرة، هاهو قد فتح لنا بواباتِ بوحه على مصراعيها، هاهو قد شقّ خدوده بدمعتيْن ساخنتيْن..هما كلّ ماأخفاه عناّ، هاهو ثوبُه اللازوردي مبتلٌّ بحبّـات الشوق، فقد كان بانتظارنا منذ كانت عقاربُ قلبه تشيرُ إلى منتصف الحلم، هاهو يدغدغَ أقدامنا برقيق همسه، وينقش حنّاءَ حبه على شغافِ روحَيْنـا.. فكيف بعد هذا كله، لاتهيم الطبيعـةُ بكل عشاقها عشقـا؟؟؟
سنسافر إلى الحلم ومعه، بمراكبِ الطبيعـة، كلما طال ليلُ الغربة، كلما أحدقتْ بنا المخاوف والأحزان، كلما تاقتْ نفوسنا لشموعٍ لايطفئها المطر..دعينا نكمـل معه الطريق، نكمل حياكة آمالنا، زماننا الأبيض بياضَ الثلج، النقي نقاءَ المطر..سأعترفُ لكِ بسرّ، ويقيني أنكِ ستزرعينه بحدائق قلبكِ كي ينبتَ سرّاً، سأعترفُ لكِ.. بأنني نبتتُ على ضفاف الصمت الزلال، فعدتُ من الخزامى أحملُ بحراً وجرحاً، وقد اختفتْ بي جراحُ الشعراء، ولكنني ماغادرتُ كتابَ الحلم يوماً..سأعترف لكِ، بأنني كلما تركتُ زماني ومكاني خلفي وهرعتُ إليه، أُسْتَــرَقُ مني..سأعترفُ لكِ، بأنّني أجمعُ كل الأزمنة والأمكنة وأسرارها، وأجمع لغاتِ الجرح كلها، أضعها بين يديه ليغسلها، فقدْ يخافه زمنُ الخوف ويرحــل..وقد يغادرنا الملحُ قبلَ أن يكمل عمره الثاني..
يسرى، ربما أطلتُ عليكِ الليلة، ولكنها الروح تأبـى الرقادَ وهمسُ النجوم يدغدغها، والشوقُ للقمرالراحل الغائب يفتّتُهـا، وزخّاتُ المطر تختارها لتكون عروسَ البـوح ...
سنكون على موعدٍ آخر، ربما حين يهطلُ الحلم ساعةَ المغيب، أو حينَ يعود إلينا القنديلُ مُضاءً بأحلامه، أو حين تغادر القلوبُ كلها مرافئ القسوة، لتستقبل بحفاوةٍ كلّ العابرين إلى زمنِ الزنبـق، بلا خوفٍ أوأحزان..
ومرة أخرى يبتلّ الورقُ بالزائرة العنيدة!! وكأن قدَرَ كل خطابٍ يرتّبني بين حروفه، أن يصلَ مبتلاًّ لكل أحبابي!!...لكنني وضعتُ لكِ الوردَ في معطف الحروف، وزرعتُ لكِ بكل سطرٍ شجيراتِ تُوتٍ وحلم..
وختاماً، أبلّغكِ تحايا النجمة الأولى التي لم تغادرني للآن، بالرغم من وصايا جدتها..أبلّغـكِ تحايا البحر الذي مازال ينقشنا على نبضه متحديا قوانينَ مملكته، وتحايا زهرة البنفسج المتكئة على قلمي، أما يمامتي البيضاء، فهي تنتظر أن أعدّ لها طعامَ الإفطار حناناً، كي تقوم من كسلها وتطبعَ على قلبي شكلَ الصباح..وستبعثني إليكِ قريبا لنبحث معاً عن زمنٍ ضـاع...أما القمر، فحينما يعود، أعدكِ أن نجلس إليه معاً، كيْ نعتـرفَ مرة أخرى...
يسرى...لكِ خالصُ تقديري ومحبتي في الله...
وألف باقة من الورد والمطـر

أختكِ التي تشاطركِ الشجن والحرفَ والحلم..
أسماء حرمة الله
في: 27/11/2005

يسرى علي آل فنه
28-11-2005, 06:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مساؤك الورد يا أسماء ، وعاطرة الأنفاس أيامكِ السعيدة بكِ

يطيب لي أن أخبركِ بأنه قد وصلني ترف حنانك أخيتي الغالية ، ورسم لي رهافة قلبك في كل حرف ونقطة حرف ازدانت بها رسالتكِ الندية 00، وأحسست بدفء يديكِ حينما أغمضتُ عيني ، وتركت للبحر فرصة أن يقترب مني بلا وجل ، ونظرتُ بعين المُحبِ المشتاقِ إليه .

أتعلمين لماذا؟!!

لأنني رأيتُ قلبك البحرُ يا أسماء ، ولهذا تركت للحديث أن يعُبرَ من قلبي إلى قلبكِ بدون مقدمات التعارف المعتادة ،وبدون إشارات الحيرة الناطقة (من أين أبدأ؟!) و(كيف أبدأ؟!)
واستبقتُ خطى لهفتي حتى أصل بمعيتك إلى حلمٍ يرينا في ذاتهِ زماناً يهبنا من نفسهِ مانشاء ، فنطيل لحظة الفرح ،ونجتاز به ماعداها، زمانٌ يرانا كما نحب ونراه كما يُحب، زمانٌ يألفنا ونألفه، نُسعده بنا ونَسعدُ به، زمان يحاكي معنى تلك الحياة التي لا تملنا ولا نملها 00وتمنيت أيضاً أن يرسم لنا حلماً نرى فيه أمكنةً لا تشبه بعضها ،وكل مكان يحاكي الجنة وهي مزدانة أنهاراً لا تخطر على قلب ، وظلاً لا ينتهي أبداً ،ونسائم لا تكل من نشر أريج عطر زهرها هنا وهناك ، لكنني فجأةً أفقتُُ على عبارةٍ كُتب عليها (عفواً انتهى وقت الحلم )
فعدت إلى وعيي قبل أن يسكنني حلم يقظتي ، ويجذبني إلى حُلمٍ يغمض الزمان عينيه ويتركني أرحل بروحي عن المكان فلا أدري أين أنا

وعلى أي حالٍ يا أسماء تأكدت بأنَّ استراحة القلب والروح في صفحات الحياة الفانية لا تكون إلا في مدن الحلم الجميل، وكنت على يقين ولازلت بأن الصحو يرسم له حديث النفس ألف زوبعة تؤرجحنا يمنةً ويسرة ، وتعلو وتهبط بنا، وتقض مضجع الراحة التي نرجو، لكنها في ذات الوقت تجدد إيماننا بأن الحياة بحلوها ومرها حين تناوش قلوبنا، تجعلنا على تنور الصبر، فنصبر فلا يغرنا الفرح، ونصبر فلا يضرنا الترح، ونصبر حتى يمجد الصبر صبرنا

غاليتي الجميلة الندية

أنا لا أريد أن أقف بكِ على بوابة الشجن وُأطلعكِ على سجلات الزمن ؛ كل ما افعله هو أنني أطرق قلبكِ بما يطرق قلبي لتشاركيني لحظة الحلم ولحظة الصحو، وأجمع في روحي كل النسائم التي تحمل لي بعض أنفاسك العطرة
أما الطبيعة فلعلني لاأظلمها حين أقول بأنها نداء الجمال للأرواح الجميلة ، وهي صرخة الحزن والخوف لكل من أغلق قلبه ولم يقرأ آيات الله فيها، وهي كما أراها - يا أسماء- ما هي إلا مرآة تحاكي ما في قلوبنا ، وبفمها يشدو الجمال (كن جميلاً ترى الوجود جميلا)
ولهذا ليس غريباً على قلبٍ جميل كقلبك أن يحبها ويحاورها ،وليس غريباً على قلبي أن يرى ذلك غاية الأنس بها
وأؤكد لكِ بأن من يتوغل في فهم معاني سطورك يؤمنُ بأنّ من يهب الصدق ينعم بمعناه ، ومن يهب الفكر ينعم بتجلياته ، ومن يهب الحب ينعم بدفئه ونوره ويرقى لجنةٍ تنتظره بفارغ الصبر، وتلهج بالدعاء له في كل نبضة قلب، وتشاطره الأمل في حلمه ووعيه.

ختاما أشكركِ أخيتي الكريمة على استضافتك لي في مساحات قلبك الجميل وشكراً للجمال الذي هو أنتِ

واقبلي محبتي في الله لكِ .

****************

أسماء حرمة الله
02-12-2005, 04:52 PM
بسم الله الرحمـن الرحيم


رسالة إليـكِ

تحية قطفتُها من قلبي

يسرى، يازهرة الجلنّـار

عدتُ إليكِ، وقد سكنتْ غضبةُ آلامي، وغادرَتْني أوجاع الجسد التي نقشتْ على جبيني هاته الليالي أغاريدَها، فمنعَتْني الكتابة..لكنّ النجمةَ الأولى، رفيقتنا وأنيسةَ بوحنا، أحضرتْ لي، سراًّ، يراعا من نورها لأكتبَ لكِ، في هاته الساعة المتأخرة بعد منتصف الحزن، فضعي يدكِ بيدي مرة أخرى، ولنجلسْ قليلا قرب البحر، لنعترفَ مرة أخرى بشوقنا لزمن الإحساس، وبأمانينا التي سكبناها بين موجه.. والأملُ الرقراقُ بشرفاتِ الحلم يكاد ينطق درّا..
http://zizooo.ws/data/media/89/beach037.jpg
البردُ قارسٌ هنا، قارسٌ جدا..والملحُ يهصرُ فاكهتَه من مقلتينا ليحظى باعتراف...لكنه لن يكون الاعتراف الأخيـر..
يسرى، دثّريني بالحلم والورد، لملِمي هذا الزمنَ المرتعشَ على كتفيّ، إنه يزرع بأوردتي نباتَ الوجع، ويفتح لأزمنةٍ أخرى تشبهه كل نبضةٍ مغلقة بأقصى القلب، سأعترفُ لكِ، بأنني للمرة الأولـى، أتمزّق باشتعال..ولكن ليس استسلاماً لزمنِ الرماد، ولاخوفاً على مصير قافلةِ الحلم التي بدأتْ للتوّ حُداءَها، بل بسبب قلوبٍ اغتالت الإحساسَ ودفَنته على مقربة منّي، ومازلتُ أنفض عني سخريتها وأتدثّرُ بالورد والحلم، فمهما زرعتْ في طريقي الشوكَ، وعلّقتْ زمنَنا الجميلَ بنخلةِ الموت، إلاّ أننا لن نهجرَ مزارعَ القمح ..أليس كذلك؟
أتعلمين يسرى؟ قبلَ أن أجلس إلى مكتبِ الحرف لأكتبَ لكِ، أطفأتُ سراجَ الصمت، ونزلتُ من قلعةِ النجوم لأجلسَ إلى البحر، أعلم أنه قد اشتاق إلى اعترافاتي، واشتاقتْ رمالُه الحانية إلى عزلتي بمدائن نبضـه..ظللتُ مختبئةً خلف صخرة الشاطئ تلك، أرقب رحيل المعترفينَ عن منصة بوحـه، كنتُ أسمع دون قصد، كل ماأهرقوه بين يديه من أشجان، وكانت دموعي تغسلُ زمنَ الأحلام، مع أم الملحَ حجبَ عني رؤيةَ الأزهار التي نبتتْ هنا..وحين مرّتْ خطواتُ الراحلين قربي، تسلّلْتُ إليه لأحتمي بحقول اللازورد التي نبتتْ بضفافه..اقتربتُ من قلبه، اقتربتُ كي أبوحَ له سرّاً، ولم يكن بيدي سوى منديـل البوح، أنسجه بخيوط قوس قزح النائمة، وبعناقيد الصمت الواقفة قربنا، وبحديثِ النجوم..
أكتبُ لكِ يسرى، والقمـرُ لم يعدْ بعدُ..وحده المطـرُ ساهرٌ معي الليلة، وقد أمـر النجمةَ الأولى وصويحباتها بأن يقرن في بيوتهن، وجلس يناجيني خلف زجاج النافذة، وهو يغسل وجهها من أشجاني..
البردُ قارسٌ جدا، حتى الخوفُ انزوى بركن حجرتي يرتعد برداً، لكنه سرعان ماعاد ليشعلَ يراعي..تشتعلُ المسافاتُ كلُّها..يبعثرني الصمت، أخيط البيت جيئةً وذهاباً، فيبعثني الصوتُ المبحوحُ لساعة الحائط على وجه السرعة إليكِ.. تهربُ مني الحروف، فألهثُ وراءها لأكتبَ لكِ ولوْ كلمةً واحدة، كلمةً تطردُ شبحَ النبض الذي اغتيل، وركبتايَ قد خاصمتَا خطوي.. تهجرني الدموع لحظةً.. ثمّ تعود لترتمي بين أجفاني ..مطراً..
يسرى، أنصِتي معي لعزف الأمواج على إيقاع الحلم الجميل، حلمنا الذي يفتح لنا بواباتِه وبيديه شمعةٌ، أجمـلُ مافيها رسالتها النبيلة التي اضطلعتْ بها، أن تنيرَ للخائفينَ دروبَ أرواحهم، وتحرقَ الخوفَ بشموخ..أجل يسرى، لستُ خائفةً من هجمةِ الأحزان، ولا من الشوكِ المتناثر هنا وهناك، لأنّ (وقتَ الحلم لم ينتههِ ولن ينتهي)، إنه مكتوبٌ على خطونا بمداد الإرادة، وبنبض الروح الذي غدَا نوْراً لفاكهةِ الغد الأجمـل، لن نسمح لأحدٍ بأنْ يكتبَ على بوابةِ أحلامنا: (عفواً انتهى وقت الحلم)، فالمكان هو الحلم والزمان هو الحلم، والقلبُ شراعهما، والزهرُ قافلتُهمـا..وسننزع الشوكَ الذي يرصد خطونا، بابتسامة..وسنجعلُ الحلم والصحو يتقاطعان، حتى وإن كانت سجلاتُ الزمن منقوشةً بالجراح، وبوابةُ الشجن لاتفتح ذراعيها إلاّ للراحليـن..ضعي يدكِ بيدي كلما أورَق الحزنُ ووقفنا معاً على عتبات الليل الأعشى، فقد صرنا روحاً واحدة، وحلما واحداً ويدا واحدة وابتسامةً واحدة، ابتسامةً تكبر كلما توغّل الحزنُ بمساحات قلبيْـنا..
لقد عادت الشمس من النهر القريب، حيث كانت تستحمّ ليترقرقَ نورُها زلالا..سأقطفُ لكِ باقةً من حنانها وأبعثها لكِ، مع أول سرب من النوارس..فانتظريني على صخرة الشاطئ حيثُ الحلم والصحو لايفترقان، وحيثُ الشمس لاتخلف موعدَها، وهذا قماشٌ أحضرتُه لكِ من أرض القمر، موشّىً بالليلَك، مصنوع من نبات الصبر الجميل، سنتدثّر به كلما عوتْ رياحُ الزمن المرّ، وسنحتمي بدفئه كلما نزفتْ أوراقنا، أو عطستْ آلاماً..وسيكتبنـا البحـرُ بماء الورد دائماً، لأننا أزمعنا الرحيل..إليـه، ولم نضيّعْ حقائبَ عشقنا للزمن الأجمـل..
يسرى، أيتها الجميلةُ روحاً، المرهفةُ إحساساً، أشكركِ على حديقة بنفسـجٍ هي قلبُك..وعلى الجمـالِ الذي هو أنتِ..
أحبكِ في الله ..

توأم روحك..حيثُ الحلم والصحو لايفترقان..
أسماء حرمة الله
في: 30/11/2005

أسماء حرمة الله
04-12-2005, 05:08 AM
بسـم الله الرحمـن الرحيـم

رسالةٌ إليـكِ

تحيـة قطفتُها من قلبي

حرة: يا أغنيةَ الزنبـق،

كنتُ جالسةً إلى الشوق، كما تعرفين، أحدّثُه عن أحبابٍ لي رحلوا، فما ارتضى عني رحيلاً ..ارتعشتْ أناملي وهي ترتعد بوحاً، تهفو إلى أن تنحتَ على جدرانِ الأوراق حروفاً، أو شكلاً لايشبه وجه الشوق، ولكن الشوقَ كان أنانيا، أبى أن يحرّر شواطئي، أراد أن يحتلّ قائمة الزمن، فانهملتْ كل المسافاتِ بين يديّ مغمىً عليها، وأصبحَ القريبُ بعيداً والبعيدُ أبعدَ...ولم أكن أدري أنكِ، يا أغنيةَ الزنبـق، ترسمين أنتِ الأخرى على جدران الصمت ملامحَ حزنٍ، ألحّ على اختلاس النظر إليكِ..وإليَّ..
حرة الغالية، تجدين بأدراجِ الروح نجمتيْن وضعتُهما لكِ خفيةً، وزهرَ رمّانٍ، أتعلمين متى؟ حينَ كنتِ تقفلينَ درجَ الحزن، وظننتِ أنكِ حرمتِه حريتَه، ولكنكِ فتحتِ له خاصرةَ الريح ..ولولا أنّ القلمَ وضع لكِ بجيبِ الحزن وردة، فخارت قواه واستسلمَ، لتَمَكّن منكِ، ولَمَا استطعتِ سجنه بأدراج الروح، ولكنكِ أخطأتِ المكانَ أختاه، سجنتِه حيثُ منبع الحنان وأنهارالحبّ المصفى، حيث خزائن الورد والحرف، حيث سجون الآلام والذكرى، أتعلمين ما الذي سيفعله؟ سيفكّ وثاقَ الجراح والأشجان لتعدو هنا وهناك، وتدمّر حدائق الورد التي خبّأْتِها للشتاء القادم، وسيطفئ شموع الأمل التي حرسها الصباح من دموع العاشقين، وسيعيد للذكرياتِ ماءَ وجهها، وسيُعتِقُها من قيودها..وأراه نجح في ذلك، فهاهي حباتُ المطر تسافرُ بروحكِ بلا شراع، وهاهو حزنكِ الليلة يترقرقُ عذباً، يبلّل أوراقي فتبتلّ معه أوراقُ القلب..
حرة، أكتب لكِ الآن بماء الشؤون، ولاأدري كيف أُخرِجُكِ من أرضِ حزنك..هل أقطفُ لكِ الشمسَ على مهلٍ، كي لاتنفرطَ خيوطُها فنخسرَ الوهج؟؟ أم أمشط لكِ الريحَ كي يهدأَ غيظُها؟؟؟ أمْ أزرع حروفي التعبة ببستانِ الياسمين لتنبتَ، من أجلكِ، عُشَّ سنابل؟؟؟ أمْ أجمع كلّ باقات الملح المزروعة بالأصداف، لأوزعها على النوارس قبل رحيلها؟؟ أمِ أقدّم لكِ الربيعَ راقصاً على كتفيكِ، ليرتِّبَ فصولَ العطر بأدراجك؟؟؟أمْ أُعْتِقُ لكِ الشمسَ من غروبها كي تسعدَ بشروقكِ أنتِ؟؟؟ أمْ أنقش على أطلال الأحباب اسمكِ كي ترعوي الذكرى ولاتعود..أمْ أصعدُ جبالَ العذاب لأقنِعها بالانهيار؟؟؟ فماعدتُ أقوى على حزنكِ.. وماعدتُ أحتملُ دبيبَ الليل في خطوك، ولاإحراقَكِ لسفائن الشمع القادمة من بلادِ القمر، وهي تهمس للأصداف عن زمننا الجميل الذي طرّزناه معاً، ووشيّنا به بساطَ القلم والذاكرة والفؤاد..معاً حرة، أجل، معاً نخبّئُ الصمتَ، نخبّئُه حتى تنضجَ لغتُهُ وتصبحَ عطراً، معاً نعيد كتابةَ تاريخِ الحلم بماء القلب، نحمي خِدْرَ الفجر من هجمات الليل المفاجئة، و قدْ ينضب الغيابُ أو قدْ يزهرُ حقولَ قمـح وحنطة..
حرة، يانسمةَ البحر الحانية.. يا أغنيةَ الزنبـق، هذا مساؤنا يُكمِلُ رصفَ نجومه بالمرآة، ويبحث معنا عن القمر الغائب، وهو يرقبُ بابتسامةٍ حبلى نبـاتَ الصبر الذي يكبر فيـنا..
http://zizooo.ws/data/media/91/flower029.jpg
لنجمعْ معاً جيشَ الأحلام، ولنهاجمْ وكرَ الأحزان معاً..معاً حرة، والزنبَقُ لغتُـنا وقلمنا ودرعنا وسلاحنا.. وسيكون الغدُ بإذن الله أجمــل، فهلْ تُهدينَ موكِبَ الصباحِ بسمــة؟؟ لأنه أقسمَ ألاّ يشرقَ إلاّ حين تبتسميـن...

أحبكِ في الله..

أختكِ التي تشاطركِ الشجنَ والحلم والورد..
أسماء حرمة الله
في : 04/12/2005

حوراء آل بورنو
06-12-2005, 03:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


توطئة

جمعنا الوجع ذات مساء ، بادرتني تشكو الشوق فأتممت عليها أشكو الحنين ، فبكيتُ و بكتْْ . أرسلتْ ترجوني البسمة ، فتمهل بي القلم لفقره .

ليس من رسائل أدبية هنا ، بل أخوات في الوجع أعيان .





يا جارة القمر .. أسماء

صاحبتُ الشوق سنين ، فما عرفته إلا قرين سوء ؛ يأخذ لبّ الروح و يطوف بها الأرض رقعة رقعة على سُرج الأمل باجتماع و التقاء ، حتى إذا شرّعت الابتسامة أبوابها أمام " هيت لك " قذف بالروح إلى وادٍ سحيق . فعلام مجالسة الشوق و هذا سبيله ؟

أسماء القريبة البعيدة ، آالحزن يختلس النظر إليكِ و إليّ ؟
ما رأيتُ الحزن إلا شيطاناً مريداً ، يملأ الزمان و المكان ، و يسلب الحياة نبضها و يغتصب من الروح جمالها ، فأي حديدة أدقّ لتكون القيد و تكون الأغلال ؟
صدقتِ ؛ فما وثاق جرح بقي و لا رباط وجع لزم ، كلها تنز القيح لتدمر حدائقي ، قد كنتُ و الله يا أسماء خبأت فيها للشتاء القادم كل زهور نفسي و ورود حياتي .
لا أبكى الله لك عيناً إلا لحظة خشوع و لحظة فرح ، أمن حزني تبكين ؟
أيكون الفرح يا أسماء في شمس لا ينفرط عقد خيوطها ، أم في ريح نحمّلها المطر وبلا ، أو يكون الفرح في نوّار الياسمين و عطايا لنوارس بحر ؟ أهو الربيع يهب العطر نقياً و نقش اسم على ساق حور ؟
لا أعرف الفرح إلا إشراقة من عينيه .
أسماء ؛ يا كل الأسماء العذبة .. رأيتِ ببصيرة المؤمنين أن نبات الصبر يكبر فينا ، فلله درك من مؤمنة .
و لكنكِ الفضلى ؛ فهاهي أشواك الصبر بين يديك تغدو زنابق .

أسماء حرمة الله
06-12-2005, 10:14 AM
بسـم الله الرحمـن الرحيـم


رسالـة إليكِ

تحية قطفتُها من قلبـي

حرة: ياأغنيةَ الزنبـق،


مهما غرّدَ بداخلنا الشوقُ وأورَق، وأشعلَ موانئ َ القلب لتضيع السفن القادمة إليها أو الراحلة عنها، فلن نملك لهجره سبيلا..فقد جالستُ الشوقَ مثلكِ أعواما عدة، وكنتُ أجلس إليه كلما اقتربت الشمسُ من المغيب، فنفتح معاً دفاترَنا، ونأخذ معاً أقلاماً وأوراقاً صنعناها من ذكرياتٍ أصرّ هوَ أن تزهر..وكنتُ أنقشُ الصبرَ على قلبي، وأعطفُ غصونَ الحنين كي تجثو، وأهدهدُ رضيعَ النبض كي يهدأَ، وأرجو الشوقَ أن يعتقَني ، ولكنني صرتُ مثلكِ، مِلْكَ يمينـه..لاعتقَ ولافكاكَ ولاأمـل بالهروب..
أما الحزن، فقد هرولتُ أمسِ خلفَه، وسلاحُ الورد من غمدي مسلول، اقتفيتُ أثرَه حتى تعثّرتُ بزمني المرّ، لكنني لن أسمح له بأن يقتربَ من حدائقكِ الحبلى بالورد، حدائقكِ التي خبّأتِ بأدراجها سنابلَ عمركِ، وزهورَ أيامكِ..لأنكِ زهرةُ الفرحـة، والنجمة التي يحرسها الغد الأجمــل.
أمّا البسمةُ، فسأنزعها من شفةِ الربيع راقصةً عطِرة، لتهبَّ نسماتُها على مروجِ قلبك، فتُحيي الأرضَ بعد موتها، وتهمسَ لحقولِ روحكِ المزروعةِ نبضاً وحباً وحناناً.. كان هذا عهدي معكِ ومعَ القمـر الغائب..فابتسمي، وإلاّ فإنّ الشمسَ ستغادرنـا، فيسرقنا الشـوقُ ولانعود...

أختكِ التي تتألّم لأجلكِ..
أسماء حرمة الله
في : 6/12/2005

محمد المختار زادني
07-12-2005, 03:54 PM
كتبت بالأمس رسالة لقيس ابن الملوح أقول فيها:
أخي الكريم قيس؛
تحية العشاق في غلاف البوح الشفاف، لونها وردي من باقة كباقات الورد الذي تهديني إياه أسماء كلما زارت مروج الأحزان التي يغذيها اليراع بنقي دمائي وقد غسلها حب بني عذرة في زمن سلطنة "بوش" الإبن !
الله خالق الكون يعلم مالا نعلم ويقضي بالحق ويهدي السبيل... هو الذي زرع في صدرك تلك المضغة التي عم شعاع طهرها الدنيا فمجدها كل لسان. أرجو أن تكون ممن شادوا قصور العذرية في سهل البساتين الغناء وغسلوا فناءه بأنقى الدمع و بخروا أرجاءه بأريج الأشعار الزكي ممزوجا بالصدق والمثالية.
أخي الكريم؛ لعل ما أكتب لك يصور ما نحن فيه من وخز الأوجاع على أيامنا الموصوفة بالتحضر! نحن اليوم بين أشباه لنا يسوموننا من السخف صنوفا غريبة متى ذكرنا قصتك وقصص أمثالك «سوني ومهوال » في الهند و«روميو وجوليت» في أوروبا؛ يرموننا بالسذاجة ، بالتخلف، وبكل ما يحط من عقولنا من الصفات ... فهل تعلم لماذا؟
لأن الحب في زمننا اتخذ سبيل الأجساد وأصبحت غايته الأغراض، الكذب فيه حذق وشطارة والصدق فيه قلة حيلة وخسارة! والبراءة من سوء المكر والخسة من سمو القدر! ولذا امتزجت ألوان اللوحة في دنيانا و بهتت رسوم الورع والطهر.
سمعت مرة أحد حكماء الهند يحكي قصة «سوني» حين ضمت صدره أمواج نهر «الجانج» قال: ما أظن تلك العاطفة الدفاقة إلا رسالة من خالق الأكوان للبشر تذكرهم بأن الشعور الصادق يكره الركون للظلام ويأبى التنكر والغش والاختفاء في جنبات المباني والحصون، فيسري كرقراق يشق الصخر إلى حيث النور ، فيتعلق بخيوط الشمس نهارا وبأطياف لجين القمر ليلا؛ يقول للناس " أنا هنـا" أطهر من القراح العذب! ويربط دائما بين عنصرين لاغنى عنهما لحفظ النوع، يطبع على قلبين سمة نورانية تتحدى كل الأغراض وكل أسباب الحيلة والمكر والخديعة... ولذلك تتشابه القصص في أرض الله الواسعة، تتحدى كل الأعراف الفاسدة وتأبى أن تسجن في حجرات القصور ...
وسمعت فيما يسمع النائم في حلمه من شيخ مازال يؤمن بالورع قال "جاء عن خاتم المرسلين، نبي الرحمة، متمم مكارم الأخلاق، أمر بالجمع بين المتحابين في ظل شرع من فطر القلوب على الحب حتى لا تعم الفتنة ! " وفسر الشيخ الفتنة بالعمومية قال: من الفتنة أن يسود الباطل على صفاء الحق فيعكره ويستنجد الظالم بالمنافق فنصره، ويؤت القاضي يستفتى في ذنب معتد على حد من حدود الله فيظهر له الجرم جليا فيستره. فسُئل وما شأن المتحابين في هذا ؟ قال : إن صدق العلن السر، انتصر الحق واندحر الباطل!
إن قصتك لعِبْرة لنفوس زوقها الغدر وحفرت فيها الخيانة أخاديد بعمق " المكان السحيق" فنبت فيها الفطر المقيت وذاعت ريحه النتنة في كل الكهوف المظلمة التي لا يرتادها إلا الخاطئون. ولما جن عليها ليل العمر المقمر، أيقنت من ضلالها طغيانا وكان بينها وبين الإياب شأو بعيد، فغاصت في أوحال المادية الآسنة مستسلمة لمصير قيدوم سفينة معدنية غرقت منذ خمسين حزنا في محيط المطر الحمضي قرب مدينة لم يزر دروبها قط معتبر. كذلك خبرتني زنبقة فتية جاءت تلتقط أنفاسها إلى جوار مجلس اتخذته غداة عمر ألم مرير أفكر في ظلم النفوس للنفوس، حين تراءى لعيني معول القدر يعبث ضاحكا ببقايا بعض النفوس!! أضحكني ألمي إذ دغدغ تفردي فأبكى صبري وأقلق سيل النغم في قرارة صمتي... حطت تلك الزنبقة قبلة طفولية خفيفة بريئة على خدي الملهب من صدى الأسفار في سهوب الأزمنة وتتبع حنوات السبل البعيدة الذائبة في الشفق الأصيلي حيث بدت أشباح الغموض تتمايل في رقصتها الأبدية. لكن قبلة تلك الزنبقة جلبت لصدري أنفاس الجلنار العبقة، فوجدتني أتنسم عبير العود الذائع وأنا أشفق عليه من ناره التي تحرر العبير من أوصاله المكتوية. وعندها ذكرت قصتك أخي الكريم فكتبت لك...
وسأنتظر الرد على عنواني : بملتقى رابطة الواحة الثقافية .

أسماء حرمة الله
11-12-2005, 03:40 AM
بسم الله الرحمـن الرحيـم

الرسالـة الثالثـة

http://images.ma3ali.net/data/media/50/1_12.jpg

إليكَ ياقمرَ الأحزان،

هاقد عدتَ أخيراً..
كنتُ أعلم أنك لن تتأخّر عليّ، فالمرافئُ هجَرَها المطر، والحدائقُ رتّبَها الصمت، والورودُ خاصمتْ رحيقهَا، حتى اليمامُ حلّق بعيداً عني لأنني تأخرتُ في الكتابة إليه، ولغاتُ الحزن أنشبتْ رماحَها في صدري، وحدها النجمةُ الأولى كانت تنتظرني بالشاطئِ المكتحـلِ بك، وهي تحرسني مني ومن دموعٍ ألقت بمرساتها هنا، ونحن نوزّعُ الثمارَ التي جنيناها من الشمس على أحبابنا وقصائدنا.
أعرفُ أنني أكتبُ لكَ بمدادٍ آخر، لم تزرْهُ قطرةُ ماء ولم تدغدغه حبة رمل مبتلّـة، ولكنه البوحُ لحارسِ القلوب، حطّ على أفناني الليلةَ رقراقاً مُرَّ المذاق..
أيها القمرُ العائد بعدَ غياب، يامنْ تزرعُ الضوءَ أشجاراً وألحاناً، يامنْ تهدي قناديـلَ قلبكَ للتائهين، وتقف بشارعِ الخوفِ تحرسُ المارّينَ من قطّاعِ الفـرح، ياأنيسَ الساهرين ونديمَهم، ياحبيبَ العاشقينَ وجليسَهم، خذني إلى أرضكَ، علّني أغسل وجهَ الصمت وأمحو من ذاكرتي تفاصيلَ الوجع، لكنني لاأعرفُ متى أخطو وكيف، وأنا مكبّلةٌ بسجومٍ حرّى وبعالمٍ لايربطني به غيرُ الغيـابِ ولغة لاأتقنها.
أسمعك، أنصتُ إليك وأنتَ تخبرني عن النور الذي ينبتُ بأرضك كل صباح..أسمعك وأنصت إليك وأنتَ تسألني السفر معك، لقد جمعتُ حقيبتي وسقيتُ الأزهارَ التي تطوّقُ جيدَ شرفتي، وغطيّتُ يمامتي البيضاء بأهدابي كي لايسرقها البكاء، وهاأنذي على أهبة الاستعداد لمغادرة البلاد، سآخذ معي أوراقي وقلمي، ووردةَ البنفسج التي نقشنا عهدَ الوفاءِ معاً، سآخذ معي زمني الجميل وأندلساً أزهرتْ بين كفّيّ، سآخذ لوحةَ أمّي كي لايقرَبَها الحنين، سآخذ سجلَّ الجرح الذي كنتُ أوقّعُ فيه كل صباح، مكرهـةً ،أثبتُ حضوري وحضورَ الذكريات، سآخذه لأغسله بضوئكَ فقدْ يغتسل من ذاكرته هو الآخر، وقدْ يصبح قلبي بعد ذلكَ وطناً للورد.
أكتبُ إليكَ وقد صنعتْ لي المسافاتُ قافلةَ سفري، وتأهّب الحمام الزاجلُ لحملِ رسالتي إليكَ، لأنّ المكان لم يعد يعشقُ ملامحي، وقد ضيّعتُ مراكبَ العودة..وحالَماَ أصلُ إليك سنبحث عن أحلامنـا وعن أحـلامِ جيلٍ بأكملـه، اختُطِفَتْ وبحَّ هديلُهـا.
لكنْ، دعني أولاً أرافق يمامتي إلى أرضها، فقد وعدتُها ووعدتُ قبيلَتَها بزيارةٍ قصيرة، نناقش فيها قسوةَ عالمنـا وجراحَه، ثمّ أكون بعد ذلكَ طوعَ بنانـك.
اعذرني، قد توقّف مدادي الليلة..وابتلَّ خطابي إليكَ بـك..انتظرني، سأعود إليكَ لأكتب لكَ خطابي الرابع، حينَ يطرقُ نافذتي جرحٌ أو ذكرى تعِبت من الرقاد، فاختارت جفنيّ عشّاً لها..أو حين يدغدغني حلمٌ صغيرٌ يشبهك، أو حين تزورني بسمةٌ لاأعرف شكلها الآخر..
سأظلّ أدافع عنكَ حتى وإن غدرتْ بي الأحزان مرة أخرى، وسأظلُّ أفخرُ أنــكَ..تهمتي الأولـى..والأخيــرة..
وسأنتـظرك..

المتّهمَـةُ بـك..
أسماء حرمة الله
في : 11/12/2005

محمد المختار زادني
17-12-2005, 12:56 PM
إليك يا نجمتي المستحيلة
حضرتُ بلأمس مبارزة صبري والأوجاع بميدان الإهمال فتذكرت القصص اليونانية القديمة التي كنا نقرؤها معا في إحدى زوايا الحديقة العمومية، وتذكرتُ صور أمالي حين كانت الفراشات تسرق من ألوانها الزاهية، وتذكرتُ... فما أسعفني خيالي إلا أن ألَّبَ الدمع على جفني القريحين وألب التنهد على رياي يشد حبال الأنفاس بهما ويوقع بين النسيمات وصدري المرهق.
ياراحة نفسي المستحيلة:
كم كذبت على نفسي وكذبت علي وكم مرة أشرق صبح كاذب في ظلمة أبحر الهموم ما كاد يفترُّ عن شمس حتى أطبق الدجى فسد منافذ الرؤى حولي وأرخى كل أردية المكاره تحيط بزهرتي الفتية التي ألفت سلاف السقي الصباحي من إبريق مسحور أهدته لي أول نجمة مستحيلة عرفتها في صباي ... آه ! ما أقسى إنكاري لي واعترافي بكرم النجمات في إثراء الحشائش اليابسة في قلب لم ينبط قط بغير الشوق والحنين لرؤية الزنبقة المفقودة منذ آلاف الدهور...
أنتِ من صنعت الستائر الحريرية البراقة وزينت بها أبواب سجني، فكيف الوصول إلى مدارك بين النجوم المتلألئة في ضحى نهار لم تزره الشمس منذ ألف حزن . لعلك الآن أصدق قولا من ذي قبل، لأن الدهر جر على وجهك قناع الخوف وغسل أديم جسدك بماء الورد المخنوق تحت حرارة يضبطها البحر وتنفخ فيها الريح تمدها بوقود لامرئي .
لو كنت تعرفين ميقات بزوغ ذاك القمر الدامي لأطل من حروف كتاباتك الشعاع حاملا إبرة وخيطا حريريا ليرتق جرحي فيضم شفتيه لبعضهما ويكتم النزف العنيد في أخدود جبهة الزمن الباكي.
وإني سامحت طائر الحمام الذي ربطت كتابك لي إلى جناحه فتهاون في تحليقه فوق الجدول المسحور حتى طالته يد الحورية اللعوب، فخذرت إحساسه بالمسافة الرملية وأباتته في مخبئها على سمر ؛ تحكي له قصتي مع العنادل إذ نقرت من ساحة قلبي المشرعة حبات الهناء فما أبقت إلا على بذور الصبر الممضة المريرة... أجل! سامحته لأني أعلم ظاهر معاني ماتكتبين مثلما علمني تأويلها النرجس البسام في رياض الأماني الحسان إبان طفولتي الموؤودة.
ولتعلمي أن لن يفهم ألغازي الغامضة سوى طيف ألون يرسمه زارع حبات الندى بالقرب من شرفتك وهو يستمطر الفجر لحن المآذن البعيدة ويلمه تحت جناح النسيم الذائع، لتغزل منه شمس الصباح رداءا لأشجار الصفصاف الباسقة متى فرغت من لثم حبات الماس على شفاه زهرات مازلت أذكر مكانهن تحت شرفة تقابل نافذة غرفة نومك.
دعيني أفضي لك بسر دعواتي لك في كل رسائلي ... وقد تكون الريح اختلست معانيها قبل أن تقرئيها. ففي رسالتي السابقة، حدثتك عن عمق الجرح الذي حفرته أنامل إحدى بنات حواء بين سويداء قلبي و تاجه الذي لم ينعم بلبسه قط. وتعالي بنا نحو الجدول من هنا… (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=96841#post96841)
وأقبل بعد ها عصر الشدو، وانطلق اليمام يطرز أرجاء فضاءاته بلآلئ ماسية لماحة في كل صوب تتآلف أطيافها ونغمات بوحها في موكب سمفوني خلاب ، فما دريتُ إلا ويدي تعانق اليراع تبثه حسا وعشقا في هـزّات تكاد تكون نسيت إيقاعها منذ أحزان !
كتبت لك بوحي على صفحات نابضة تنسجها الأطياف وتنمقها بلورات متراقصة تحت ظل وريقات خلفتها الحناء على ضفاف " أم الربيع (1)" قبل أن يأخذها الرحيل الأبدي، فسحنتها أيدي المارد الأسير منذ عهد مملكة سبإ وعجنتها ببرادة الرمل الممغنط المترامي على شواطئ ترزح تحت نير الصخب؛ كان ذلك بأمر من أمير مماليك الضجيج في خلجان الزيت السبية، حيث تذوب عذوبة الألحان وتتلاشى معاني البوح في وحل النفاق المقيت.
وإن عذري عن تأخر كناباتي إليك ليقف الآن أمام حروفك مطرقا في خجل لا يدري ما يقدم أو يؤخر ، شاخصا يصغي للمساءلة في انتظار حضور الشمعة الكتوم وفنجان القهوة الذي استعصت ألغاز بوحه على أفهام القضاة القاسطين. هذان الشاهدان ، حضرا كل تفاصيل أحداث قصتي مع بنت حواء ، ولذلك استدعيا للإدلاء بشهادتهما قبل البث في القضية المرفوعة ضد عذري. ولا يخفى عليك أن التهم أضحت أرخص ما يُهدى على ساحة البوح تحت شرفة صبغها اللوم بألوان العتاب المرّ... فهل ستعذرين؟

أيوب العصر الافتراضي
محمد المختار زادني
17 ديسمبر 2005

د. سلطان الحريري
20-12-2005, 10:01 AM
الأديب الرائع الأستاذ محمد زادني:
لا أدري كيف مررت من هنا ، ولم أر هذا الألق ..
إنها رسالة رائعة نقلتني على جناح الحرف إلى عالم رائع من الجمال ، فكأنني بالجمال يكتبك ، مثلما تكتبه..
دمت قلما جميلا نعتز به

أسماء حرمة الله
09-01-2006, 10:36 AM
بسم اللـه الرحمن الرحيم

الرسالة الرابعـة

http://images.ma3ali.net/data/media/50/1_12.jpg


ياقمرَ الأحزان،
ياأنيسَ دربي ووجداني وإحساسي وزمني المفقود،
ياعطرَ أيامي وأحزاني وأفراحي التي ماتت،
ياقصيدتي التي لم تكتمل بعدُ،
يابوحي الموغل في الشجن،
جئتكَ الليلة، مضرّجةً بالشجن حتى ثملتُ، وأنخابُ الألم تحتفل بروحي حتى ارتوتْ وروتْ حقولَ الصمت المتناثرة على شواطئي، ياقمرَ الأحزان، يارفيقَ دربي وأنيسَ ليلي ويا بكائي الطويل، يالونَ قلبي وشكلَ غدِي وهمسَ مراكبي، أكتب لك الليلة وأنا جالسةٌ إلى مكتبِ الشوق تضمّدني وردة، وتحرسني ذكرياتي المرّة من أريجِ شجر النارنج..كيف أخطو والزائرةُ قد أتلفتْ صحوي وأهرقَتْ دمعي وأحرَقتْ حرفي؟؟ كيف أخطو والمسافاتُ كلها ضاعتْ ؟؟ كيف أخطو والجراح الليلة اتقدتْ واشتعلتْ غاباتُها حتى أفنتْ مدخراتِ نيسان؟؟ كيف أخطو؟؟ والزمن المفقودُ يداوي نزيفَ وردةٍ، أجهشتْ بالشوق حتى تلفتْ أهدابُها فأجهزَ عليها الوجعُ ضاحكاً.. أكتبُ إليكَ، ياقمرَ الساهرين على دمعـة، ياشاطئَ العائدين من مدائنِ الغربة، يامنْ نسيتَ ملامحكَ منقوشةً على قلبي، ووضعتَ شجيرةَ التوت معلّقة بيني وبين الزمن الضائع، فماتت وتركتني نهباً لقبائل تتّهمني بكَ؟؟ أدركتُ بأنّ دقات الساعة تقترب الليلة من خطوها الأخير، وأدركتُ بأنني وأنا أعبرُ حدائقَ القلب كلها بين النار والبَرَد، والزائرةُ العنيدةُ تكبّل ملامحي ووجهَ الصباح، أعبرُ ملامحي وتقاسيمَ أيامي وأحزانَ أمة بأكملها، أعبر الخوفَ والأنهارَ التي تفصلني عن أرض اللقاء، وشمعتُنا التي أوقدناها بالكحلِ والورد والحرف والحلم الجميل قد خارتْ قواها، هاهي أناملي تكتب لكَ والأسرُ يكبّلها، كيف أخطو إليك؟؟ كيف أعودُ إلى مملكةِ الحياة التي وهبتُها بسمـةً، فوهَبَتني شوقاً مدراراً مهراقاً، وجفناً لايقوى على مقارعةِ الملح؟؟؟
ياقمرَ الأحزان، يامن ابتلتْ أوراقي بأغانيك، أرقبك وأنت ترقبني، وقد وزّعتَ كل قصائدك على شجر الصبّار الذي نبتَ هنا، وقد ودّعتَهم جميعا لتجمع معي أمتعتي وبقاياي وتأخذني في رحلة قد تطـول..احترق صمتي الآن، وأصبحتُ مثلكَ قنديلاً أعشى، لايُذكيه إلا وجعٌ نسيَ ملامحَه بأزمنة الفراق...
اعذرني، أعلم أن رسالتي الليلة مضرّجةٌ بالأحزان، وأنني أزعجتُ إغفاءتكَ الصغرى على كتفيّ كطفلٍ صغيرٍ حالمٍ مستسلمٍ لأغاريد الرعاة، والخضرةُ تزقزق حوله، وأحلام الأمان والفرحة تدغدغ قلبه الصغير، تزرع به الحنطة والفضة ومواسم اللقاء، ولكنه وفائي لمواعيدنا، ووفاؤكَ لبوحنا، أما زلتَ تذكر؟؟ أم أنك قد تركتَ كل ذلك معلّقاً بيني وبينكَ حتى يورقَ المطر، أو حتى يخبرنا الليلُ بأنّا إلى الغياب نعـود؟؟؟
اعذرني، قد توقّف مدادي الليلة، وابتلَّ خطابي إليكَ بـك، انتظرني، سأعود إليكَ لأكتب لكَ خطابي الخامس، حينَ يطرقُ نافذتي جرحٌ أو ذكرى تعِبت من الرقاد، فاختارت جفنيّ عشّاً لها..أو حين يدغدغني حلمٌ صغيرٌ يشبهك، أو حين تزورني بسمةٌ لاأعرف شكلها الآخر..
سأظلّ أدافع عنكَ حتى وإن غدرتْ بي الأحزان مرة أخرى، وسأظلُّ أفخرُ أنــكَ..تهمتي الأولـى..والأخيــرة..
وسأنتـظرك، إلاّ إن سبقكَ الوجعُ وأخذني سبيّـة بقافلةٍ لاتعـود..

المتهمةُ بك..
أسماء حرمة اللـه
في: 20/12/2005

أسماء حرمة الله
09-01-2006, 10:42 AM
بسم اللـه الرحمن الرحيم

رسالة إليكِ

يـارا،

http://no20ra.jeeran.com/n113.gif

أراكِ خضّبتِ قلوبَنا بالشوق، وأسكنتِ عيوننا بمدائن الملح سرّا وجهراً..ياطيرَ الجنة، ويامنْ كتبتْ بأحرفِ براءتها كتاباً عن الطفولة والفرح الأخضر، ورتّبَتْ زمنَ الأحلام بضحكاتها، فسافرتْ قبلَ أن يكتملَ الخطو أو تخضرّ المسافات، ولكنّ اللـه اختاركِ لحكمةٍ يعلمها ونجهلها، غير أني أهديكِ، والنبضُ رسولُ الأرواح، باقةً من حبِّ كلّ من مرّ من هنا وهطلتْ دموعه، تغسل وجعَ أستاذنا الوفيّ ووجع والديكِ، رحمك الرحمن يا يارا، ياأغنيةَ الطفولة، ويازهرةَ المطر، ويا غصنَ الزيتون، أكاد أراكِ بين حنايا حروف أستاذي د. سلطان، وأنتِ تمرحين وتعيدين على مسامعه حروفكِ، ترسمين لوحاتٍ لعصافيرِ الطهر والبراءة، وتغرسين بشجر التفاح نَوْراً، مازال يتعلم منكِ شكلَ التويج ولونَ الصباح..
يارا، أكاد أراكِ، وقد وصفَتْكِ حروفُ أستاذنا فعبقتْ بكِ، عطراً لاتتقن صنعَه غيرُ الورود، أكاد أراكِ، تنظرين إلينا والبسمةُ تطرّز شفتيكِ وقلبكِ الصغير، وأنتِ تحكين لنا عن حلاوة القرب وجنات النعيم، وأنتِ تنثرينَ بدرب أستاذنا د. سلطان ودربِ والديكِ زهراً وريحاناً وبسمةً، تضمدين بها لوعةَ فقدهم لكِ، وتداوينَ بها جراحهم التي أهدرَها رحيلُكِ ،لكن قولي لهم، يا زهرةَ المطر، بأن يغسلوا الحزن بماء الاصطبار، وبأن يكتبوا على جبين ذكراكِ بنفسجةً.. والشمسُ ستظلّ واقفةً على صخرة الشاطئ كل يومٍ، ترقب وجهكِ الملائكي وهو يبسمُ بين جفونها، تنسجه خيوطُها وهو يترقرقُ بسمةً وطلاًّ وصبراً...
يارا الحبيبة، رحمكِ الرحمن..

محبتكِ في اللـه
أسماء حرمة اللـه
في: 27/12/2005



----------------
اللوحة من تصميم الأخت العزيزة نورا القحطاني..

أسماء حرمة الله
09-01-2006, 10:47 AM
بسم اللـه الرحمن الرحيم

إليكِ..صديقتي الحبيبة الراحلـة.. إيمـان..
http://gallery.7oob.net/data/media/8/5050.jpg

ليلةَ رحيلك، فرّ الحرفُ مني مدثّراً بقوافي الملح، وقصيدُ الهروب يكبر بين يديه حريةً، وينبتُ على معصمي قيداً مصنوعًا من شجر الصبّار، تركني معلّقةً بين السماء والأرض، وأخذ المفتاح معه ورحـل..
كان يتقفّى آثارَ روحك، يجوب الأمكنة التي عطّرتِها بنبضك وابتساماتك وهديلك ليناجيها، يجوب الأزمنةَ التي صنعتِها من شجر النارنج ومن فلق الصبح، ليهديها أحلى تحيـة حب..حتّى الأحلام التي صنعتِها لي وله، وجدها على صخرة الشوق تكتب لكِ رسالةً بماء الحيَا..لكنها ضاعتْ ! ماذا أصنعُ وقد أجهش الغيابُ بذكراكِ، وسكب الصباحُ بين جنبيّ أحاديثكِ الدافئة..فمللتُ طيفاً لايكون أنتِ..
حتى والمرض يفترسك، كنتِ تدغدغين طفل الأمل ببسمة حانية، وتُخرجين من حقيبة أحلامكِ الجميلة هدايا العيد، تهدينها للقلوب الواقفة على صخور الصمت، يا بسمةً زرعتْ على أهدابي لونَ الحياة، ومزّقتْ تفاصيلَ العذاب على مقربة من الشمس، يا وجهاً مزروعاً بالأصداف، مازلتُ أراكِ دوماً بمنامي تنسابين كدمعةِ فرح، بل بصحوي وخطوي تكتبين لي ولكِ ديواناً موشّىً بالحلم والنقاء، وطيفكِ الجميلُ يهدّمُ صمتي الذي أقام مملكته الشامخة بالوجدان قسراً، يربّتُ على جراحي ويضمدها بقطرات الطلّ، كلما تمردتْ وجمعتْ جيوشها لتُزهِقَ أنفاسي وتزرعها بحقولِ السفر..فرّ حرفي إليكِ، وخرجتُ في إثرهِ أوزّع دمعاً وشوقاً على أشجار الصفصاف، فكيف أظفرُ بأغرودةِ مطـرٍ بعـــدكِ؟؟؟..
رحمك الرحمـن...

نصفكِ الثاني الذي سيظلّ يرقب طيفكِ، ليسأله عنكِ..
أسماء حرمة اللـه
09/01/2006

سحر الليالي
09-01-2006, 01:41 PM
لله درك !!

أختي الحبيبة أسماء :

يا أميرة الحرف..

حبيبتي أرثي كل كلمة كتبت، فأي حزن لا ينفكـ أبداً...

بربك أي مشاعر هزت ذاك القلبـ؟؟

فتفجر ينبوع الكلمات كما بركان...

بـ إتساع السماء

وجدت عزائي بين أحرفك..

سيدة الحرف

بقدر حزن كلماتك بقدر روعتها

لا أستطيع ترجمة ما فعلته حروفك بداخلي ،لقد آلمت قلبي

لكـ الله يا أسماء

وسأكون دوما هنا لأتابع رسائلك المؤلمة

واعلمي دائما أيتها الحبيبة ربما الفراق واقع يحتم علينا أن نفقد من نحبهم

ولكن أروحنا دائما تعانق ذكراهم ...

غاليتي دعي الدموع تجف ودعى البكاء يرحل

لكـ كل السعادة

كوني بخير

ولك خالص حبي المعطر برحيق الورد

د. سلطان الحريري
09-01-2006, 03:04 PM
أتابع رسائل القلب التي تتقطر إحساسا ، وتشي بنفس صاحبتها النقية المتألمة..
أسماء أديبتنا الرائعة : جودي علينا بكلماتك التي تذكرنا بأنفسنا ، ولكن حاولي أيتها النقية أن تفتحي نوافذك على الفرح ، فربما يكون هنالك متسع لذلك..
رائعة أنت يا أسماء

حوراء آل بورنو
09-01-2006, 09:44 PM
كنت و مازلت أعجب بفن الترسل إعجاباً يفوق إعجابي بسائر فنون النثر ، و لربما لغلبة الصدق في جلّ العواطف الباعثة على المراسلة كان إعجابي .
لكل الراسلين الأدباء فيما سبق ؛ يبهجني المرور على رسائلكم ، و يطربني - رغم الوجع - صدق عواطفكم ، و يدفعني جمال الحرف للمشاركة - رغم الوهن - .

يا أسماء
ماذا سيكون من الفرح لو أرسلنا في طلبه برسالة بلغية من قلمك البيان !

يا أستاذنا سلطان
كيف نعلم و نتعلم فن الترسل من مدرسة الحريري ؟
ضم بين دفتي الواحة رقعة لهذا الفن تعليماً " إذا تكرمت " .

تحية لجميع من مرّ هنا .

زاهية
10-01-2006, 01:46 PM
الأخت الحرَّة حرَّة سباقة لجلب الفائدة لنا
شكراً لك ياغالية وبانتظار المدعوين المبدعين
الغالية أسماء
والأخ الفاضل د0سلطان الحريري
أختكم
بنت البحر

الصباح الخالدي
10-01-2006, 04:25 PM
بوركت ونفع الله بكم

نجمة
14-01-2006, 07:04 PM
سألوذ ببعض من صمتي
لعلي أقتفي ينابيع طهرك الممزوج بمنهمر المطر ،
كابتهالات النخيل الباسقة
بطقوس المساءات اللاهثة لعطرك الغارق
في حنايا الوهاد المبللة بندى الفجر
ودموع الليل النقي ،
تعتلي طوفانك الفائض بنشوة الحرف الساحر

وزبد من حنين يكسو وجه البحر المنحدر من ترياقك
أيتها السوسنة 00
صبابتك ملأت كؤوس الرضاب شهدآ واروت عطش المجرات السكرى
التي ارتشفت قطر الندى المنثال من اناملك الأقحوانية الثملى 000

أسماء 00 بهية الحرف
الحروف تستوطن راحتيك
كالسنا تتسامى من حواشيك

والشذا يفوح نديآ بالخزامى من حنانيك

شكرآ كثيرآ لحضورك المعطر بالخزامى

زاهية
14-01-2006, 08:21 PM
أقف بدهشة
نجمة تولد من جديد
الأرواح تحوم حول ماتحب
نجمة
:001: :tree: :001:
أهلاً بك نوراً
لايغيب
أختك
:0014:
بنت البحر

د. سلطان الحريري
14-01-2006, 09:58 PM
هي نجمة بحق
كلمات تقطر إحساسا وجمالا
سأمر كثيرا من هنا

الصباح الخالدي
15-01-2006, 12:17 AM
لعلها نجم الشمال هكذا اصفق بحرارة
بوركت يانجمة

محمد المختار زادني
15-01-2006, 06:38 PM
إن النجوم بواحتنا بحاجة لبخور زكي

وتعاويذ من الشيطان وكيد الإنسان

وإني أعيذ نجمتنا الفتية من كل حاسد

ومن كل حاقد بالحفيظ الواحــــــد

مرحبا «نجمة الشمال أو الجنوب»

وإن بوحك لينم عن حس أدبي فذ

دمت أختا لنا جميعا

مع تحيات التقدير والمودة الصادقة

نجمة
15-01-2006, 07:34 PM
زاهية
د سلطان الحريري
الصباح
محمد المختار زادني

أقف بوجل وصمت
بجبين مكلل بالندى
تشرئب روحي بحضوركم البهي وعزفكم النقي
كلماتكم كقطرة مسدلة من جيد السماء
قرأت فيها كل معاني الجمال

هطول

عزوف

تعاويذ

وانسكاب

على روحي
على جبيني
على خد القمر
تتلقاها عيوني برفرفة و فرح

شكرآ كثيرآ كثيرآ لكم 00 وتظل قاصرة أن تفيكم حقكم

باقات من مودتي وامنياتي ان اكون عند حسن الظن بي

محمد المختار زادني
15-01-2006, 09:20 PM
أختي الكريمة نجمة

أنت أهل لكل خير

إن أسرتي كلها تثني عليك

وعلى ما تكتبين

«لي بنات شاعرات» قد يكنّ في سنك

دمت متألقة

نجمة
16-01-2006, 01:53 AM
ودمت معطرآ مزهرآ حيث تكون
وكم يطربني مديحك فهو يمدني بثقة فيما أهذي
لعلي أصل لذائقتكم المورقة

شكرآ كثيرآ لبهاء حضورك

سوزان سلامة
20-01-2006, 03:52 PM
إلى الشمس:

إليكِ ، حيث غاب وهجُ صهيلك عن الرؤى و خبا قنديلك الدافئ و بقيتُ أنا و الصمت ،
يراودني في صباحاتي الكئيبة ذكرى احتراق الياسمين في الدرب الذي مهدناه بالترانيم و الأناشيد ، أنكفئ فوق صفحات الذكرى و أهطل دمي بعدما جف ينبوع الدموع ،
يا شمس آذار ،العتمُ ضمني ، سحقَ الغياب هامتي قبل قدوم الربيع ، و انهار صرح الورد و لف صيفي الصقيع ، بالواجهة الأخرى و على مرمى دمعتين و شوق ، كان القلب يعد مقصلة و ينسج من آتون دمي شرنقةً لفراشةٍ أخرى اقتنصها من ثقوب يدي حين علمتها الحضارة أن نداء القلوب أسمى من قيود الصداقة و العهود ،
يغتابني الزيف يا شمس كانون باهتاً موجعاً كالذكريات ، و لا باب أوصده في وجه الريح ، فأريح ، أو أستريح.
لا تشرقي الآن .. اقترفي الغياب ، أشيحي بوجهك كـ ما يفعل اللبلاب حين تهطل السماء بدروبه قلبها و يسكن أديمها الثقوب ، لا تشرقي ، فلم يعد بالروح متسعاً للدفء و أوشكـ أن يحتوينا الغروب.

د. سلطان الحريري
20-01-2006, 04:14 PM
سوزان سلامة الرائعة :
أنت على الرحب والسعة في واحتك ، وهذه الرسالة تشي بكاتبة نعتز بوجودها بيننا ، ونرجو أن يطيب لك المقام بيننا مبدعة فاضلة..
قرأت النص وأخذني إلى عالم جميل ،وسأمر كثيرا على ضفاف عالمك ، فاسمحي لي بذلك..
دومي بخير

سوزان سلامة
20-01-2006, 04:55 PM
سوزان سلامة الرائعة :
أنت على الرحب والسعة في واحتك ، وهذه الرسالة تشي بكاتبة نعتز بوجودها بيننا ، ونرجو أن يطيب لك المقام بيننا مبدعة فاضلة..
قرأت النص وأخذني إلى عالم جميل ،وسأمر كثيرا على ضفاف عالمك ، فاسمحي لي بذلك..
دومي بخير
\
/
\

د. سلطان الحريري

هي بعض ابتهالاتٍ و صدى نزفٍ يخطر على استحياء في عالمكم المهيب ، يسرني أن راق لك ما دونته الجروح.

لك الود و الورد :0014:

سحر الليالي
20-01-2006, 05:17 PM
يا شمس آذار ،العتمُ ضمني ، سحقَ الغياب هامتي قبل قدوم الربيع ، و انهار صرح الورد و لف صيفي الصقيع ، بالواجهة الأخرى و على مرمى دمعتين و شوق ، كان القلب يعد مقصلة و ينسج من آتون دمي شرنقةً لفراشةٍ أخرى اقتنصها من ثقوب يدي حين علمتها الحضارة أن نداء القلوب أسمى من قيود الصداقة و العهود ،


أختي الرائعة سوزان :

بحق كلماتك رائعة

إعذريني فعندما يكتب القلم من مداد الذهب ،فإني أعجز عن الرد

ويكون الصمت هو ردا لي

فالصمت في محراب الجمال جمال

دمت مبدعة وبأنتظار روائعك دوما

لك خالصص ودي المعطر برحيق الورد

محمد المختار زادني
21-01-2006, 10:08 PM
أهـــــــــــــلا بالمبدعة سوزان

تقولين «....يغتابني الزيف يا شمس كانون باهتاً موجعاً كالذكريات...»

كل منا يرى الزيف يزحف ويغتاب قوافل الحقيقة ...

بورك قلمك فلا تحرمينا المزيد

تحياتي

أسماء حرمة الله
22-03-2006, 11:54 PM
بسـم اللـه الرحمن الرحيم

أضمّ بعضَ رسائلي الأخرى التي كتبتُ منفصلةً إلى ملف البوح ..
وعظيم الامتنان لأديبنا وأستاذي د. سلطان على هاته الشرفة المورقـة..

-----

رسالـة إليكِ


حرة الحبيبـة: يا أغنيـة الزنبق،

وجدتُكِ، تطلّينَ على قلبي الذي استعمرَتْه الأشجان، فأعلنتِ معي الثورةَ على كلّ حزنٍ غضوبٍ ،على كلّ همسةِ ألمٍ أتعبتْ هدأةَ بوحـنا، أرهقتْ فرحةً نبتتْ على أهدابنا المنهَكـة.
حرة، ها قدْ كتبتُكِ، حرفاً محلّقاً لا يحطّ إلاّ على أفنانِ قلبي، وألّفتُ لكِ من نبضه عِقداً لاتنفرطُ حبّاتُه، حتى بعدَ سفري بمركب الردى.. هكذا كتبتُ في وصيتي قبـلَ الـولادة.
تعلميـن؟؟ بالرغم من أن المسافاتِ قدْ أسقطتْ أوراقَ لقائنـا، إلاّ أنّ أشجارَ توتٍ نبتتْ هنا، بالقرب من بيتِ الروح الذي بنيتُه لكِ، لأستقبلَكِ فيه، كلّما أحسستِ بحزن يتسلّل إلى جنبيْكِ، فارّاً من بلاده، مستعمراً قلبَكِ الأخضر..
ثقي، بأنني سأكفكِفُ جراحَكِ ما استطعتُ، سأرجو الروحَ النازفةَ التي بنتْ عشَّ أحلامها بكِ، أنْ تغادرَ مرافئَكِ العطشى لألوان قوس قزح، ألاّ تسترِقَ السمعَ مرةً أخرى إلى أحلامكِ الخضراء، أنْ تُعتِقَ ذاكرتكِ من وهج الشجن، أنْ تُوقِدَ شمعةَ الفرحة في صمتٍ، وتغني للعنادلِ أغنيةً هي أنتِ..يا نشيداً لفرحةٍ أزهرتْ بدوالي عمري..!

أحبكِ :0014:

توأمُ روحك وتوأم بوحكِ: أسماء حرمة اللـه
في: 06/03/2006

أسماء حرمة الله
22-03-2006, 11:56 PM
بسـم اللـه الرحمن الرحيـم


http://www.uplod.yaglby.com/files/khaled_bro-1121532588.jpg

الرسالـة الثالثـة

يمامتي البيضـاء،
انتظرتِ طويلاً، أليس كذلك؟؟؟
هلْ لي أنْ أطرقَ بابكَ، يا سفراً لم يشتدّ عودُه بعدُ؟؟؟؟
امتطتْ عقاربُ ساعتي الليلة جوادَ الزمن، وانطلقتْ بي إلى أنهارِ الثالثة صباحاً، لأرشفَ معها حلماً لاينضب، سفراً سيطولُ، قد يستنزفُ العمرَ كلَّه، وقدْ يُهرِقُ لُحوني كلَّها قبلَ أن يتعلمَ وتري الغنـاء.
صديقتي، إنني هنـا أنتظركِ، فقد اتخذتُ قراري الأخير ولن أتراجعَ عنه، طرّزي ثوبَ السفر، ولملِمي بهِ بقايايَ وجراحَ الزمن الأخضر، ودثّرينا به معاً ليشرقَ عهدُ النعناع من جديد، وتُزهَقَ روحُ الحرب والكره والأحزان..
أنتظركِ قربَ شجرةِ الصنوبر التي زرعناَها معاً العامَ الماضي، والشوارعُ حولي تقتاتُ من صمتها، يعوي فيها الصمتُ والحزنُ والعتمة، وذكرياتي تتراقصُ كالفراشاتِ على أناملي الباردة التي أتلَفها الوداع، حتّى أشواقي التي أزهرتْ على غصونِ روحي، صارتْ لقمةً سائغةً لأجفاني المنهكـة.
أحدّقُ في حقائبي التي ترقبني في صمتٍ، تنتظرُ معي رحيلاً قريباً، وعينُ قلبها مغرورقةٌ بالخوف، ونبضُها قد فرّ هارباً عنها وعني ليمكثَ قربَ الأحبابِ هناك، حيثُ يرقدُ حبةُ قلبي: والدي، وهوَ يدغدغُ أحلامي، ويطرّز لي كتاباً عن حبِّه الخالـد، وكتاباً آخر عن أميّ موشّىً بالنبضِ وماءِ الحيَـا.
هنا، قربَ شجرتنا الوحيدة، وعدني الزمنُ الجميلُ أن يخطفني على حصانه الأبيض سريعاً، قبلَ أنْ يستيقظَ الزمنُ المرُّ ويغتالَ أحلامي وأحلامَكِ، ويمنعني جنيَ فاكهةِ السلامِ والحنانِ لأوطانِ الحبّ.
يمامتي..
سأترككِ الآن، لأن النجمة الأولى أخبرَتني أنّ موعدي معكِ قد اقترب، وأنّ والدي سيشتاقُ لأغنيةٍ اعتادَها مني كلَّ صباح، لوردةٍ كنتُ أدغدغُ بها جبينَه، قبلَ أن تتثاءبَ بسمتُه على شفةِ الفجـر.
سأعـود إليـكِ، في موعدنا نفسه، حين تقتربُ الشمسُ بحقائبها من مينـاء الغروب، لأكتبَ لكِ خطابـاً آخــرَ ..فانتظريني..

رفيقةُ بوحكِ : أسماء حرمة اللـه
في : 05/03/2006

سحر الليالي
23-03-2006, 12:10 AM
أختي الحبيبة أسماء:

أدمنت حروفك حد الثمالة يا أسماء حد الثمالة

ما اروعك يا أسماء ما أروعك

سلت لنا ولا حرمنا الله منك

لقلبك النقي خالص حبي وباقة بنفسج

أسماء حرمة الله
23-03-2006, 01:57 AM
بسـم اللـه الرحمن الرحيم


ورسالـة جديدة، سأرسلها لِمَـنْ تركتْ باقةَ شجنٍ على مكتبِي، ففتحتْ بداخلي شرفةَ القلق على قلبها..
"لهـا "..

http://www.al-3reen.com/album/data/media/8/flower241_resize.jpg

دعيني أكتب لكِ موعداً آخرَ مع الشمس، دعيني أعقِد لكِ صلحاً معَ القمرِ الغائب، مع النجمة الأولـى وقدْ نسيتْ ملامحَها، مُذْ تنقّلـتِ بينَ الحزن الأول والقلبِ الأعشـى، تقصّيـنَ على النوارس حكايةَ الألم الأولـى، وأملاً صوّحَ قربَ النهر..

دعيني أصحَبكِ إلـى مرافئِ الفرَح، ولكنْ لاتُحضري معكِ أحلاماً نازفـة، ولا تدعي اليأسَ يخطفكِ على حصانه الأسود، بلْ مُدّي يدكِ لنسماتِ الفجـر، ودعيها تكفكف دمعكِ، تكفكفُ ما تبقّى مِنْ أحزانٍ أجهشتْ بالبوحِ على جفنيْكِ..

دعيني أصعد معكِ درَجَ الأمـل، حتّى وإنْ كانَ مكسوراً .. دعينا نرمّم كسرَهُ بأغنيـة، بحلـم، بزقزقةِ العصافير العائدة إلـى أوكارها، ببسمةٍ لا تصنعُهـا إلاّ قطراتُ الطّلّ، مضمّخـةً بدعاءِ الأحبـّة لكِ.
سأنتظرُكِ قربَ القلب، ولنْ أغادرَ البوحَ حتّى تعودي ونيسانُ يزيّنُ وجهكِ، والشمسُ تخضّبُ يديكِ بحنّاءِ البسمةِ ..

عودي..أبهـى منَ الحلـم، أكبـر من الألـم، وانسيْ أحزانكِ معلّقةً على شجر الرمّـان..

أحبكِ :0014:

صديقتكِ وأختكِ التي تحبكِ في اللـه : أسماء حرمة اللـه
في : 23/03/2006

خليل حلاوجي
23-03-2006, 02:55 AM
بيني وبين الشاعر الحبيب أحسان مصطفى

رسائل غرام للروح

سأيثها هنا

وأتحمل مسؤولية حتف الحروف

بوركتم

سحر الليالي
22-05-2006, 03:37 PM
للرفع

.
.
/
/
/

لنتذوق الجمال ولنحلق الي أعالى السحاب مع نبض قلوب شفافة نقية

أسماء حرمة الله
06-09-2006, 04:30 AM
السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته

تحية تعبَق بأريج الياسميـن


للرفـع إحياءً لفنّ الرسائـل ..

وللتثبيت مرة أخرى


ننتظرُ رسائلَك التي وعدتَنا بها ياخليل، ورسائل الأحبّـة جميعاً. فهذه الشرفةُ تحرس بوحَ حروفنا ..

والشكر خالصٌ لأستاذي د. سلطان الذي فتحَ هذه الشرفة العطرة، لتكون سقفاً من الورد للأقلام المبدعـة..



خالص تقديري :0014:

هدية الأيوبي
09-09-2006, 05:23 PM
اليكَ...
أيها الساكن على مرمى دمعتين من عيني..
أيها المحيط بي مثل كون لا ينتهي..
معذرة ً ..ما كان في نيّتي أن أبوح بما لا يُباحُ به،لأنّك أعلى من قامة الكلام، إنما شفّني الوجدُ وفضحتني عيناي فباح لساني.
سألتني : لماذا كلّ هذا الحبّ يا حبيبة؟
من أين أبدأ الجواب..وكل الطرقات تؤدي إليك ؟
رغم الجراح التي أثخنت هيكلي ،رغم الرياح التي لم أكن أشتهيها وسنوات السجن التي أحرقت حقولي،كنتَ حلماً أنتظره في غفلة السجّان.
واليوم ، بعد أن نفضتُ الرماد عني، هدمت البيت العتيق،وتركت ورائي الذين خانوني لأنني لا أتقن الخيانة، والذين باعوني لأنني لا أجيد التجارة،
أما الذين أحبوني فغادرتهم لأن قلبي أصغر من كل هذا الحب إ
وطرت اليك فراشةً مضمّخةً بعطر الفينيق .
ليس حبّاً ما بيننا..انه الانعتاق من خرافات العالم، والطيران سويّةعلى وقع القلب،بخفّة العطر نحو الأزرق الأزلي.حبك تاجي الوحيد..أيها البهي ،الرائع، الجميل..الجميل..الجميل.

الصباح الخالدي
11-09-2006, 01:08 AM
يرفع
لن يكون نصي الأخير
مهما بعدت انا قريب

ابن الدين علي
16-09-2006, 07:57 PM
السلام عليكم و رحمة الله أخي الدكتور سلطان الجرباوي :
على خاطر ربي هي باللسان الدارج الجزائري و ليس أسان لقد كتبت سهوا و معناها ٌ في سبيل اللهٌ التي يستعملها المتسولون لاستعطاف الناس , أما ما قدمته لي من ملاحظات فهي في الصميم ولك مني جزيل الشكر و الامتنان. و هذا ما يحفزني لإرسال المزيد من المحاولات
دمت لي أستاذا و موجها .

أيمن بن أحمد ذوالغنى
07-10-2006, 12:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



المربيةُ الفاضلةُ والمعلمةُ الأديبةُ ملك الحافظ حرسَ الله مُهجَتها
سلامُ الله عليكُم ورحمتُه وبركاتُه، وبعدُ:
فقد كانَ من صُنع الله بي أن وقفتُ على مجموعتِك القَصَصِيَّة ((قلبٌ من ذَهَب))، في إحدى مكتبات الرِّياض، في المملكة السُّعودية.
وما إن قلَّبتُ صَفَحاتِها، حتى شَعرتُ برُوحٍ حانيةٍ تنسَرِبُ من كلماتِكِ في نفسي، دفعَتني إلى أن أتأبَّطَها، وأُسرعَ بها إلى داري، وقد تملَّكَتني نشوةُ الظَّفَر بما كنتُ أبحثُ عنه منذ دَهر، مما افتقَدتُه في كثيرٍ من كتاباتِ أهلِ زماننا.
لم أكن قرأتُ اسمَكِ من قبلُ أو سمعتُ عنكِ، ولكنِّي استَنشَيتُ من كلماتِكِ أرَجَ الصِّدق وعبيرَ الوَفاء.
قرأتُ قِصَصَكِ الرائعةَ، فألفَيتُ نفسي مُحَلِّقًا في عوالمَ من الفَضيلة، والقِيَم النبيلَة، التي غَدَت في أيامنا هذه عزيزةً نادرةً، كبَيْضِ الأَنُوق.
لم أقرأها مرَّةً، بل قرأتُها مرَّات، وحدَّثتُ عنها، ونوَّهتُ بها، واقتَنَيتُ منها غيرَ ما نسخةٍ؛ لأرسِلَها إلى والدتي الغالية، وشَقيقاتي الفُضلَيات، في دمشقَ، رغبةً منِّي في أن يَشْرَكوني الجَذَلَ والحُبور.
ولقد قرأتُ لأدباءِ العربيَّةِ الكبار، ممَّن اشتُهِروا بجَزالةِ العِبارة، وإشراق البيان، غيرَ أني رأيتُ كتابتَكِ تسمو على كثيرٍ ممَّا قرأتُ في صِدقها، وقوَّةِ عاطفتها، وفي الغاياتِ الصَّالحةِ التي تتَغَـيَّاها؛ من نشر الفضيلةِ والدَّعوةِ إليها، والدَّلالةِ على النُّقَط الـمُضيئة في قلوب الناس، ورسم صورةٍ مُشرقةٍ للمسلم الملتزم المُخلِص.
إننا في هذه الأيامِ التي تضاءلت فيها الهِمَمُ، وعزَّت فيها القِيَمُ، أحوجُ ما نكونُ إلى هذا الأدب الرَّفيع السَّامي، الذي يكونُ للنَّشْءِ نجومًا هاديةً، ومناراتٍ مضيئةً، تدلُّهُم على الطَّريقِ اللاَّحِبَةِ السَّوية، وتأخذُ بأيديهم إلى سُبُل النَّجاح والفَلاح في الدُّنيا والآخِرة.
وأُبشِّرُكِ بأن كلماتِكِ المضيئةَ، ممَّا كتَبْتِ بقلَمِكِ، أو نَطَقْتِ بِمِقْوَلِكِ، ستبقى حيَّةً خالدةً، ما بقِيَ على وجهِ الأرضِ قارئٌ أوسامعٌ، وستبقى تعملُ عمَلَها في نفوسِ مَن عَلَّمْتِ ورَبَّيْتِ ورَعَيْتِ، وسيَحمِلُها خَلَفٌ عن سَلَف، عِلمًا وعَملاً وكِفاحًا ورسالةَ حياة.
وإني والله لأغبِطُ طالباتِكِ اللائي تَلَقَّينَ عنكِ، وفُزْنَ بشَرفِ صُحبَتِكِ، على ما أنعمَ اللهُ عليهِنَّ من رعايةِ أمٍّ رَؤوم، ومربِّيةٍ حَصيفَة، وأديبةٍ أريبة، وطبيبةِ قلوب..
وإنِّي لعلى يقينٍ أن لسانَ حالِ طالباتِكِ وبناتِكِ يُنشِدُ:

هِيَ أنتِ الَّتي خُلِقْـتِ لِنَحْيا = في ظِلالٍ منَ الوَفـاءِ الرَّشـيدِ
كَحَياةِ الأرواحِ تُضْفي حَـنانًا = وَهْيَ تَهْفو في ظِلِّها الـمَمْدودِ

(من شعر المفكر الداعية: سيد قطب رحمه الله تعالى)
أجَل ستبقى كلماتُكِ مشاعلَ نور، وقناديلَ هدايةٍ؛ لأنها نبعَتْ من قلبٍ ناصحٍ صادق، فاستحقَّتْ بذلكَ الحياة..
(( إنَّ كلَّ كلمةٍ عاشت قد اقتاتَتْ قلبَ إنسان، أما الكلماتُ التي وُلِدَت في الأفواهِ، وقذَفَتْ بها الألسنةُ، ولم تتَّصل بذلكَ النَّبعِ الإلهي، فقد وُلِدَت مَيتةً، ولم تَدفَع بالبشَريَّة شِبرًا واحدًا إلى الأمام، وإنَّ أحدًا لن يتبنَّاها؛ لأنَّها وُلِدَت مَيتةً، والناسُ لا يتبَنَّونَ الأموات )) (من كلام المفكر الداعية: سيد قطب رحمه الله تعالى).
وأستأذِنُكِ في التوقُّفِ قليلاً عند قَولِ سيِّد الخَلقِ صلى الله عليه وسلم : (( إذا قامَتِ السَّاعةُ، وفي يَدِ أحَدِكُم فَسِيلَةٌ، فإن استطاعَ ألاَّ تقومَ حتَّى يَغرِسَها، فَلْيَغْرِسها )) (رواه البخاري في الأدب المفرد) .
تأمَّلي إلى أيِّ مدًى يَحُثُّنا الإسلامُ على البَذلِ والعَطاءِ، حتَّى في اللحَظاتِ الأخيرةِ من عُمْرِ الإنسانيَّةِ يأمُرُنا ألاَّ نَتَوانى أو نَكسَلَ عن فعلِ الخَيرات. ولِسائلٍ أن يسألَ: أيُّ جَدوى من غَرسِ فَسِيلَة، والحياةُ على وَشْكِ الفَناءِ والزَّوالِ؟ إنه لدرسٌ من معلِّم الناسِ الخيرَ صلى الله عليه وسلم، أرادَ أن يُنبِئَ بهِ أمَّتَه كلَّها، أنَّها أمَّةُ الخَير الدائمِ المتَّصِلِ الـمُتَدفِّق كالشَّلالِ ..
وإذا كان الأمرُ كذلك، فما بالُكِ بمَن يزرعُ ويَغرِسُ، ويَرعى ويتعهَّد، لا يَني ولا يَفتُرُ، لا يَغرِسُ ويَزرَعُ الفَسائلَ والنَّبَتات، ولكنَّه يَغرِسُ الفَضائلَ والمُثُلَ العاليَة، ويَزرَعُ القِيَمَ والمعانيَ النبيلَة، يُنَشِّئُ العُقولَ، ويُرَبِّي النفوسَ، على كلِّ خَلَّةٍ صالحةٍ، وكلِّ خَصلَةٍ أصيلَة.

يَبني الرِّجالَ وغَيرُهُ يَبني القُرَى = شَـتَّانَ بينَ قُرًى وبينَ رِجالِ
أيتُها المعلِّمةُ الأريبَة، لعلِّي أطَلتُ عَلَيكِ وأملَلتُكِ، فأسَأتُ من حيثُ أرَدتُ الإحسانَ، بَيدَ أنِّي وَجَدتُني مَدفوعًا بِشِدَّةٍ للكِتابةِ إليكِ، أَبُثُّكِ شيئًا ممَّا جاشَ في خاطِري بعدَ قراءَتي قِصَصَكِ، التي كَشَفَت بجَلاء عن شَخصيَّةِ كاتِبَتِها، وما تتَحَلَّى بهِ من جَليلِ الصِّفاتِ وكريمِ الطِّباع، فأرَدتُ أن أعبِّرَ لكِ عن سعادَتي وابتِهاجي بما غَنِمتُ وحَظِيتُ، وأن أشكُرَ لكِ حُسنَ صَنيعِكِ، فأقول:
شَكَرَ اللهُ لكِ نيَّتَكِ الصَّالحةَ، وتقبَّلَ جِهادَكِ وإخلاصَكِ، وكافَأَكِ عن كلِّ قَطرةِ عَرَقٍ تَحَدَّرَت على جَبهَتِكِ، وعن كلِّ كلمةِ تَوجيهٍ وإرشادٍ نَبَسَت بها شَفَتاكِ، وعن كلِّ حَرفٍ هادٍ خَطَّتهُ يَراعَتُكِ، خيرَ ما يَجزي عِبادَه الصَّالحينَ، وأولِياءَهُ الـمُقَرَّبينَ، يومَ لا تُغني نَفسٌ عن نفسٍ شيئًا، ولا ينفَعُ مالٌ ولا بَنونَ، إلاَّ مَن أتى اللهَ بقَلبٍ سَليم.




ابنك
أيمـن بن أحمد ذوالغـنى
الرياض 1422 هـ

محمد إبراهيم الحريري
21-10-2006, 02:17 AM
باسم الله المعلم الأكرم
أوراق قبول لاجئ أدبي
الإخوة ُ والأخواتُ : سلامٌ من الله ورحمة ٌ من لدنـْهُ وبركاتْ:
بداية ً أُسْجـِدُ قلمي تواضعا لله وشكرا له على هذه الفرصة ِ اليتيمةِ التي أُنـْصِفـْتْ بها ،
تحية إلى سفراءِ جامعةِ الدول العربية للأدب في شتى مضاربهم ومواقعم الدائرة ِ في ملكوتِ العليم ِأقمارا ونجوما تـخـفـق بنودا على سواري المجد في فلكِ المعرفة والإبداع ، شموسَ وجدان ٍ تهتدي بسنا آفاقـِها مناراتُ الشواطئِ النائمة على وسائد الوسن الرملي .
تمخر سفن البحار الساجرة بحركة الجواري المنشآت في البحر كالأعلام أمواج الأمان تخت أعين القرصان لا خوف ولا وجل .
تحية : تلتحف بعباءة واحة التفاؤل نقية العـرى حريرية الملمس متلفعة بدُثـُرِ عذارى اللطافة وعرائس العشق الأدبي يوم زفاف ضاد الأماني إلى بيت الحكمة والفضيلة ، مهودجة ً على عيس الأحلام ،ومهارُ الأدباء حداة ٌ لها منشدة أشعار الصهيل مرخية لجم الخيال في مدى عبق بأنغام الفرح اليعربي المرتل على ناي الشجن وقيثارة الحاضر تنعش آذان المفاوز والآفاق ، تذرع فيافي الصبر بمركبة المعرفة : تسأل الركبان جاهدة تسأل :
الأثافي والقدور بين الفيافي والسهول لا عذر في تقصيرهم إلا إذا حل الخمول
وتطايرت من عجزهم بسماتُ غادات الأصول،
تحية تكتسي من عسجد الشرف وعوسج الفضيلة خمار الحياء الفطري تلج عالما مسكونا بالسحر فتخلع عباءة الفصاحة كاشفة عن وجهها المصبوغ بريشة الأصيل المغرد المغرد على أغصان البيات الفطري في حضرة وحي سدنة بيت البيان تستأذن بالحديث فتعذرُ إن أطالت وتبدأ مسترسلة بتقبيل نواصي الأدب عبر برقية خبر عاجل مصورة ٍ المعاني بومضات وجدانية تهيم في ساحات خيال مراسل الأدب في دولة الضاد تقوم بمناقشة ومجاورة أهل البيت مرحبين بها وأجزم بذلك،
تحية لم تمتثل لـ : أضحى التنائي , ولم تقف عند عرصات حندج وما شنفت آذان الوفاء لقفا نبك ولا أعارت بالا لـ : هل غادر الشعراء من متردم ، وما فهمت يا صاحبي تقصيا نظريكما , زهدت في قول ودِّع هريرة إن الركب مرتحل
مذكرة بإن العيون التي في طرفها حور من مرود الطهر منذ اليوم تكتحل ،
دخلت عالمَ الإدمان على هوية العروبة فشربت من معين ضيافتهم المترفع عن عهر الأقداح المخمرة في دن الكلمة وإسفاف العري اللغوي ،عالما تحصَّن ضد إنفلونزا المجون والتشبب بسقط اللوى بين الدخول فحومل ،
لذا أتقدم مشفوعا بحروف التحية من رئيس جامعة الدول العربية للأدب وضمن الشروط والأعراف والسنن الخلقية ومن الوزراء المعتمدين لقبولي لاجئا أدبيا في واحتكم السامقة ندية الصيت نضرة النخيل المتسلسل من نخلة العذراء مريم تبعث دفء الأمان تنطق بلسان مهد الإعجاز والبراءة .
أرجو الموافقة دون الأخذ بما يقال:
ألا أيها الليل الطويل إلا انجل بصبح وما الإصباح منك بأفضل
لأنني لا أريد لهذا الاستقبال أن ينتهي َ وما أردت الرحيل إلى وحدتي حيث تسلب مني هويتي ,أصبح بدلا من لاجئ تائه حرف ضالا في صحارى الكيبورد العبثي أو في مهمه الشكوك والظنون،
أشكركم على قبولي تحية للموافقة اخطها بقلم العفة صدوق النية تربى في مدرسة الضاد ودرج في مرابع البلاغة محصنا من لمزات الغربة ومن فيروسات تغريبة بني يهرب حتى شب وصلبت قناته أتاه الإلهام وبدأت عرائس الشعر بمراودة تعبيره لكنه بقي قديسا يتبتل في محاريب ذاكرة حراء معتكفا عن عيون
وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من مـعـول
مبدلا بها :
وإن شفائي من بلاغة أحمد عليه صلاة من سلامات الهدى .
مترفعا عن
عاج الشقي على رسم يساءله وعجت أسأل عن خمارة البلد
وبناء على ما تقدم أخوتي تحية للأنثى منها نصيب كما للذكر لأنها هبة ُ فضلِكم على تحملِكم ثقل لجوئي إليكم مرتلة قصائد تغنت على ناصية الهموم :
الرحيل
رحلتُ
وآهة ُ الأهداب
مثقلة ٌ بأشجاني
وهودجُ غربتي
يطوي
بوادٍ سرَّ أحزاني
أوامُ الحيف يحرقني
بجمر طال شرياني
على أوصال تجربتي
تفيء شكيمة ُ الآتي
إلى الماضي أشد يراع أوقاتي


إنا إذا هزم النهار ولاذ في بيت القرار
وتكالبت جبن الغروب على مدارات الحصار
وذكاء إن رقدت هنالك في متاهات الجرار
وإذا الصبح تراخى في كراجات الغيار
واستل سيف الدانمرك رسومه بالمستعار
وتراقصت جيف الرسوم يلوكها فيه القتار
سنظل للأسحار أطيارا تغني فوق سابحة النهار
ـــــــــــــــــ
محمد إبراهيم الحريري
10/3/2006

هدية الأيوبي
21-10-2006, 04:07 AM
يا ألله ،كل هذا الشجن.معك حق فنحن في حالة يرثى لها.وزاد الطين بلة أو الحالة سوءاً ممارسات العربان هنا في اوروبا حتى صرنا نخجل من الانتماء للأسف الشديد.

فاطمة أولاد حمو يشو
21-10-2006, 04:37 AM
أما اليوم وبعد إنتشار وسائل الاتصال عن طريق" النيت" أصبحت مثل كل الذين انساقوا مع "الهوتمايل"، مدمنة لعالم الحوار عبر سرعة الضوء والصوت..الصورة المتحركة حلت محل الحرف الطبيعي المنقوش فوق بياض الورقة الطاهرة..
تأتي هذه المبادرة المباركة على لسان الأخ سلطان الحريري لتضع قطيعة مع الحوار العادي على الهوتمايل..ملحا على فكرة التراسل التي تتضمن إدراكا لغياب ركن من أركان توطيد العلاقة بين الناس وفكرهم، وإنعاشا لروح استحضار الآخر والتواصل معه بمشاعر إنسانية عميقة ..وهذا كله حرصا على مصير الإنسان وإغناء لتخيلاته وتشجيعا لروح الإبداع والخلق..ورفضا لموت حقل معرفي مهم، حقل التراسل الذي خلف لنا السابقون منه جواهر لا تقدر بثمن..فلتحيا المبادرة.. وليحيا من يعيد إنتاج فكرنا الماضي بطريقة جديدة..

أديب قبلان
29-10-2006, 12:44 PM
إحصائية العضو







رسالة إلى ابني


تنسل أمام ناظر قلبي سيوف الشمس من بين الغيوم الداكنة .... وتحاول نفسي بناء حب على أثر الماضي ، ينمو أمامي وعد بانتصار الذات ، ولكن لم يلبث أن اختفى بعد أن تراكلته الأقدار ، وتعاورته الآمال الكاذبة .
تصلني رسالة من قلب ولدي إلى روح الضمير المنغمس في أحشاء هذه الجثة التي لم تنفتح عينها على الواقع المرير ، هذه الرسالة قطعت آلاف النفوس لتصل إلى روحي وتحاول أن تمكث فيها عل الله يوقظها في يوم من الأيام على صحوة ضمير لن يصحو ! .
أي بني ....
رسالتك بنت على خاطري ابتسامة علها تذكرني بالأيام الخوالي ، وتفتح عيني على واقع أليم حتمت عليه الدنيا البقاء في ذاكرتها التعيسة ، نسيت والدتك المسكينة ورمتني الظروف بشر سهامها ، واخترقت نفسي نيران الحيرة ، أأعود بعد أن غادرت ؟! وبدأت الهواجس تتناقلني منها ما أبكاني وأقلها ما سرني ...
أي بني ....
إن الجرح إذا لم يلتئم خلال فترة بسيطة سيبقى علامة على جرح في النفس والروح لا في الجسد فقط ، صحيح أن الزمن يبني فوقه ذكريات الحاضر والمستقبل إلا أنه سيظل مسمىً
( جرحاً )
هذه رسالتي أوافيك بها لترى ما أجرى الزمان على روحي ولتقر بتوبتي تجاهك وتجاه والدتك

رسالة إلى أبي

أبي العزيز في المهجر
رأيت دموع الماضي تقطر من عينيك الضحلتين في رسالتك إلي ، ولكني لم ألبث أن اذكر اتهامي لقلبك بالخيانة ، وها أنت تبني سراب الذكريات على أساس المستقبل ، نقل إلى قلوبنا شر نبات قد أصبح شجراً .......
إن أمي من أخطأت في حقك ، وإنها لنادمة على ما أبلت وقد بدأ ظلم نفسها باقتحامها فأصبحت تهلوس بكلمات غريبة ، وأصبحت تبكي قلبها على الماضي ، أصبحت تبكي كبكائي صغيراً ، ولكنها تذكرت الماضي الذي أزال غبار حروف وجهتها إليها دونما سبب ، تباكينا سوياً ، ومن ثم تضاحكنا ضحكاً على تراب الزمن القادم ، ذكريات تضاربت في أذهاننا ، أتذكر يوم حصولي على الشهادة الثانوية ؟! ، أتذكر ما العهد الذي قطعته على نفسك ؟! ، إنه عهد أزلي وجب عليك الوفاء به ، وهو أننا سنبقى أمثل عائلة في الزمن ، لكن يبدو أن الزمن سخر نفسه لتفرقتنا حتى لا نكون عائلاً عليه ، سامحك الله أيها التعيس ! من غيرك يبكي صدورنا التي باتت في حزن أزلي بائس .....
ستصل رسالتي ، هذه الرسالة إلى قلبك لتذكرك بدموع الماضي ولتنفض الذكريات السعيدة و لتكتم ما أحزن ، هذه هي الحقيقة ، أمي من ظلمتك ، ولكن أنت من ظلم الزمن الذي ابتليت بظلمه أنا ..............

فاطمة أولاد حمو يشو
01-11-2006, 10:37 PM
إليك أكتب بعدما طال الغياب ..
وازداد عذابي في انتظار الجواب..
إليك أكتب يا نفسي الهاربة..
رسالة عتاب من فؤاد جريح ..
أتعبه الحب فلم يعد يستريح..
فصار وحيدا والقمر صديق..
الليل بذكراك يستغيث..
والقلم به يحلو الحديث..

محمود شاكر الجبوري
07-12-2006, 05:21 PM
رغبت في ان تكون لي بصمة في هذا الصرح علها تعجبكم

رسالة من محب الى حبيبه

بسم الحبُ و بسم أجملُ طيورُ الشموخْ والعز بِسمِ الألم والجِراح والفِداء ألليك يا من تجاوز حبه حدود المعقول وحتى الجنون اكتب ألليك من ثناياك الحزينة المعطرة بعطر الموت وعطب الموتى اكتب ولا أزال أتردد في كل حرف أو كلمة اكتبها خوفا من إلا تفي وصف جنون العشق في فؤادي المعذب ولكن سأكتب رغماً عن بلاهة الحروف التي أكاد اجزم بأنها لن تجسد لك مدى حبي وأسطورته العنقاء في روحي

أما بعد...............

يا سرُ حياتي في الوجود يا قِبلة القلب والعقل يا ملهمي في كل وقت وحين. يكاد قلبي يتفطر وأكاد اجن من هول البلاء والمصاب الذي فيك ولكن قل لي ما لذي بيدي لأفعله من أجلك عله يخفف من أمأسيك هل لي إن اقبل أرضك واحضنها على صدري و أناغي شفتاك أو أداعب مخملي شعرك ألنخيلي الأخضر .
قل لي بالله عليك يا وطن الجروح والآلام هل مازلت تحلم ببنين وبنات يلعبون في جنات حدائقك الأزلية هل مازلت تحلم بأن تنام على لحن القيثارة البابلية أم إن طيف الحلم فيك قد مات
قل لي بربك يا وطن هل مازالت الكهرمانة تصب الماء وهل مازالت الموصل تحتضن بشغف الحدباء
والمتنبي والرصافي و السياب هل مازالوا يمرون طيفا على أماسيك السمراء وهل مازلت تسكر بكأس الشعر وتحزن أيام عاشوراء
الله يا وطن الصبا والشباب والمشيخ كم اشتقت إلى أيامك أيام ذاك العراق
حبيبي أنت لم تتعود على هذا الحال بل أنت لم تعهد كل هذا الذل والانحناء لم تعهد هؤلاء الجبناء الذين يرتدون لباس الوطن ويمتطون سرفات دبابات الغرباء لم تعهد يوماً (سنيا – شيعيا – كرديا-عربيا )
لم تعهد يوما مثل هذه الكلمات
أتعلم يا وطني إن الدم قد كسى سفوح الجبال وسوح الهضاب و اعطى ماء الفرات الحمرة والحزن كسا دجلة ثكلاً السواد أتعلم يا وطني لم يعد صوت الأذان يطهر الأسماع في ارض الأنبياء ولم يعد هناك مساجد ولا حتى حضارات أتعلم إن من يعلن حبه لك يتهم اليوم بالإرهاب
يا حبيبي قد ساد فيك الخراب ويقودك الأغراب أتعلم إن اليوم قد عاد هولاكو الجلاد وإسماعيل ألصفوي في بغداد
أتعلم يا حبيبي إني ألان متهم بحبك بالإرهاب بل أتشرف بالإرهاب
حبيبي دعني لا اقلب الجروح و الآلام إن الذي فيك يكفيك
سلامي إلى أرضك وسمائك ومائك وحروف اسمك من العين إلى القاف
حبيبي علي أكون طيرا جبارا لأحوم حولك وأحميك من كل سفاح.
ألليك يا وطني الحبيب سلاماً وفي الختام قبلة على جبينك الطاهر وسلام ليس أخر سلام



محمود الجبوري
2006/12/6

فاطمة أولاد حمو يشو
07-12-2006, 10:12 PM
خاطرة جميلة وصادقة..لا تخلو من صور فنية معبرة عن عمق الجراح، وليس هناك من لا يتأثر وهو يقرأ ما كتبت،ويشاهد صورا للدماء وهي تنزف في الشوارع الملوثة ببؤس الشقاق والنفاق ..ما الذي يمكن تقديمه لوطن لم يعد يصغي إلى صوت الثورة، ولم يعد يدرك معنى وجود المحتل..ها هي يد الخونة تمتد إلى يد الطاغية..ويشعر الخائن أنه في ظل الاحتلال الأمريكي ينعم بالحرية ..وأنه في حضن سارق الوطن يلتذ بطعمها..وانه لن يفرط في هذا النوع من الحرية التي جاء بها المستعمر الفاحش ..إنه لا يخجل من سقوط أبناء الوطن ..بل يتهم الأحرار منهم بالإرهاب..فيا وطني يا أرض الرجال الأ فذاذ.. تخلى عنك الإبن العاق..وها هو يمارس حكمه عليك ممتطيا صهوة العدو ..متجولا في العواصم الغربية باحثا عن مساند غبي ..وعن سفاح تملكه عطش مصاصي الدماء..

عبدالرحيم الحمصي
18-12-2006, 09:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


الفاضل الدكتور الأديب سلطان الحريري ،،،

ما أروع ما اقترحت ،،

أتمنى أن أكون عند الموعد و إخوتي في واحة

الإبداع و الخير ،،،

أشد على يديك ،،،

الحمصي ،،

د. سلطان الحريري
18-12-2006, 11:28 PM
أحبتي رواد أدب الرسائل :
سعدت كثيرا بالعودة لقراءة بعض الرسائل التي وضعت في هذا الملف ، وسأقوم بحول الله بمخاطبة الحبيب الدكتور مصطفى عراقي لاختيار بعض هذه الرسائل لملف الروائع في الواحة ،لعلها تكون مشروعا للنشر الورقي في قادمات الأيام.
فهلموا لنحيي هذا الفن العظيم
لكم حبي وتقديري

محمود فهمي
22-01-2007, 02:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية وبعد لم يمر على التحاقي ودخولي المنتدى سوى سويعات قليلة لاجد هذا الزخم من الفن
والابداع الراقي .لايتصور احد مقدار سعادتي بالتواجد بين هذا الحشد الرائع من الاقلام وارباب
العقول وكم تمنيت لو اهتديت الى مكانكم قبل ذلك. ولكن كل شيء بقدر.
تحية لكل العاملين والاخوة الاعضاء. ونلتقي على خير بعون الله تعالى