المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجوى القمر



عبد الله راتب نفاخ
16-12-2010, 02:36 PM
نجوى القمر

عندما أجلس إلى نفسي أذاكر وجهك
فمذ كنت صغيراً كان يرسم لي الأحلام ، و إلى اليوم ما زلت لديَّ ذلك اللؤلؤ المكنون الذي يشعل سراج الحب في تأمل الليل ، و يضيء درب العشق في سكينة قلبه المفتوح .
القلب يغمره لاأمل ، و أنت تبسم له من وراء الفضاء لتشد من أزره المكلوم بهموم الدنيا و جروح الحياة ، فتغسله بأشعتك النورية ، و تذيب و تصهر كل ذنوبه لتنحط عنه قطرات من ألم يائس ، و يعود طفلاً طاهراً خارجاً من بطن أمه مشرقاً للحياة ، غير حامل شيئاًَ من أرجاسها و أنجاسها .
تطهرنا ، و تنقينا ، و تفرغ من أنفسنا أدواءها ، و تصلنا بعالم الأزل كلما جرفتنا بعيداً عنه سيول الحقد و الكره و الرتابة و تكاليف الحياة .
تتلاقى على مهدك أطوار الوجود بين الخلق و التكوين ، و تشرق عليك آلاء السماء و أنوار الكواكب التي تتجلى في تسبيحها الدائم لخالقك العظيم .
آلاف السنين كنت موئلاً للأرواح الضائعة ، بنظرات قلايلة إليك يرقى المرء سلم العلياء ليغدو كأنه في عالم و جسده في غيره ، يحلق فيك و يسبح في الدنيا التي تخلقها في النفوس ، و أنت لست سوى أحجار التأمت فصنعت نجماً سابحاً في الملكوت الكبير .
أيها القمر .... يا إعجاز الخالق في خلقه ، من أي شيء رُكِّبتَ و كيف صُنِعتَ ؟؟..... تلوح من بعيد فتسلب العقول رصانتها ، و تكسر صولجانها الأثير ، و تعلن تمرد القلوب عليها ، و تهتز لك الصدور فيتمزق نير الرغبات داخلها ليفيض مذاب الفضة الشاعري ، المنهل من نبع السموات فيغمر النفوس كلها بعطره و كلفه و عشقه ، و زئبقه الذي يفتت أصنام المادة ، و يحرر من أصفادها حمائم الروح .
أيها القمر ..... كم أطللت على الدنيا ، و شهدت السفاحين في جبروتهم ، و الفقراء في ضيقهم ، و الأنبياء في دعواتهم ، و العباد في خلواتهم ، و الخائفين في فزعهم ، و الساكنين في طمأنينتهم .
كم أطللت على الدنيا ، فساءك منها ما ساء ، و سرك منها ما سر .
فبحق ربك عليك ، أبكيت قدر ما ضحكت ، أفرحت قدر ما حزنت ، أشهدت مما يبهج النفوس كما شهدت مما يشجيها .
أرأيت مما يسر الخواطر قدر ما رأيت مما يمزق الأفئدة ؟
أكان من رنا إليك من الشعراء و المتألهين و الأدباء قدر من بقيت رؤوسهم غائصة تحت الرمال ، لأنهم لا يملكون ، بل لا يعرفون كيف يرفعونها ليغتسلوا بنورك .
أكان من آذوك بما شهدت من شرهم و نزقهم قدر من سروك بعطر خيرهم و ألق نبلهم ؟
أكان من تلألؤوا تماثيل من العاج صفاء كمن تجمدوا لفرط تحجر الإنسانية في وجدانهم ؟؟
أيها القمر .... يا من شهدت مصرع الإنسانية مراراً على أيدي أبنائها ، و شهدت تدفق مائها من بعد من نبعها الخالد الرقراق .
أكنت بعد كل هذا تأمل أن تغير مكانك ، و تنزل لتكون بيننا تسعى لتغيير ما تراه من عليائك فلا تحتمل رؤيته ، أم تفضل أن تظل لابثاً تطل من حيث أنت على معارك الدنيا التي لا تنتهي ، و مجازر الخير و مصارع الشر ، و نيران البغضاء و ماء الحب ، و سمادير الشر و أردية الطهر .
أجبني بالله عليك ..... فلقد أتعبني ما أنا فيه ، و لا بد أن كلماتك تهبني بعض ارتياح .
أجبني أيها الحبيب .... فطالما عجزت عن الإجابات ، ثم وجدتها حين استنرت بمداد وضاءتك .
.................................................. ..........................................

محمد ذيب سليمان
16-12-2010, 03:06 PM
أيها الملهم الشاعري الإحساس
أيها الحبيب
هبنا دائما من هذا الجمال الذي تصفو به النفس
ويرتاح له الفؤاد
نسج يستحث على المتابعة حتى آخر رشفة
أسعدتنا بحضورك أيها البدر مصطحبا قمرا
شكرا لك

ربيحة الرفاعي
16-12-2010, 06:28 PM
أيها الأديب الرائع
تطلق لخيالك العنان يأسر أرواحنا، بالتحليق في فضاءات زبرجدية ساحرة، يصول فيها حرفك فريدا ومتفردا
مناجاة باهرة لقمر نتشارك فيه ووحدك تحاكيه.

دعني أرجوك أن تمنح هذا الجمال بعض زيادة من اهتمامك فتراجعة وتشكل حروفه

أظنك أردت بـ "لاأمل" أن تقول ... الأمل

دمت متألقا

محمود فرحان حمادي
16-12-2010, 08:28 PM
لحرفك ألق ساحر
يأخذ بتلابيب القارئ حبا وجمالا
للاستزادة من عبيره وجميل شذاه
بوركت هذه المشاعر الطيبة
وبورك بديع حرفك
تحياتي

لمى ناصر
19-12-2010, 06:23 AM
رحلة ندية بتأمل
قمر أنت فيه,بوح يلفه شجن العناق
ويغفو عل بتلات السؤال.

عبد الله راتب نفاخ
24-12-2010, 06:08 PM
أيها الملهم الشاعري الإحساس
أيها الحبيب
هبنا دائما من هذا الجمال الذي تصفو به النفس
ويرتاح له الفؤاد
نسج يستحث على المتابعة حتى آخر رشفة
أسعدتنا بحضورك أيها البدر مصطحبا قمرا
شكرا لك

أستاذي الكبير ....
بل مروركم هو ما يلقي على ما أكتب هالة الجمال ...
سلمكم الله

آمال المصري
25-12-2010, 04:00 PM
ضوء القمر هنا عمَّ المكان
فأثمر أهازيج تراقص النجوم على أوتار النبض
أديبنا الأريب ...
شلال الإبداع تناثر بهدوء
وحرفك ينبض بالحياة
دمت مبدعا رائعا
تقديري الكبير

عبد الله راتب نفاخ
22-01-2011, 12:24 PM
أيها الأديب الرائع
تطلق لخيالك العنان يأسر أرواحنا، بالتحليق في فضاءات زبرجدية ساحرة، يصول فيها حرفك فريدا ومتفردا
مناجاة باهرة لقمر نتشارك فيه ووحدك تحاكيه.

دعني أرجوك أن تمنح هذا الجمال بعض زيادة من اهتمامك فتراجعة وتشكل حروفه

أظنك أردت بـ "لاأمل" أن تقول ... الأمل

دمت متألقا


خالتي العزيزة ......
سلمك الله ...
أحار حين أقرأ ردودكم ... بم أرد على كلماتكم ؟؟؟
و سأعمل على تنفيذ وصيتكم بإذن الله ...
دمتم بخير

عبد الله راتب نفاخ
22-01-2011, 12:25 PM
لحرفك ألق ساحر
يأخذ بتلابيب القارئ حبا وجمالا
للاستزادة من عبيره وجميل شذاه
بوركت هذه المشاعر الطيبة
وبورك بديع حرفك
تحياتي

و بوركتم أستاذي الكريم ...
يا من تشرفونني دوماً بمروركم العطر ....
سلمكم الله و بارك بكم

أماني عواد
22-01-2011, 12:47 PM
الاستاذ عبدالله نفاخ


كم أطللت على الدنيا ، فساءك منها ما ساء ، و سرك منها ما سر .
فبحق ربك عليك ، أبكيت قدر ما ضحكت ، أفرحت قدر ما حزنت ، أشهدت مما يبهج النفوس كما شهدت مما يشجيها .
أرأيت مما يسر الخواطر قدر ما رأيت مما يمزق الأفئدة ؟
أكان من رنا إليك من الشعراء و المتألهين و الأدباء قدر من بقيت رؤوسهم غائصة تحت الرمال ، لأنهم لا يملكون ، بل لا يعرفون كيف يرفعونها ليغتسلوا بنورك .
أكان من آذوك بما شهدت من شرهم و نزقهم قدر من سروك بعطر خيرهم و ألق نبلهم ؟
أكان من تلألؤوا تماثيل من العاج صفاء كمن تجمدوا لفرط تحجر الإنسانية في وجدانهم ؟؟

مناجاة جميلة واسئلة رائعة تعكس رقة ونقاء الأ انها تجرح وجه القمر

دمت مبدعا

شريفة العلوي
22-01-2011, 12:53 PM
عندما تكون الملامح لوحة فاتنة وانطباع الآخر ريشة تتقن تحديد مواطن الجمال يكون الشعور هو سيد اللحظة .


الأخ المبدع عبدالله راتب نفاخ .

دمت مبدعا.