سعد مردف الجزائري
17-12-2010, 08:34 PM
حمامة وقيــــــد
سعد مردف الجزائري
ما للحَمامَةِ تهجُــرُ البستانَـا = وتخَاصِمُ الأشجارَ و الوديـانَا ؟
وتودِّعُ الحقلَ البهيجَ و نَوْرَهُ ، = و السهلَ ، و الأزهار و الريحاناَ
أمنَ الحمـاقَةِ ، وهْيَ بعدُ حمامةُ ُ = تَخِذَتْ منَ الصخر الأصمِّ مكانَا
وأَوَتْ إلى الحُجُراتِ تحسِبُ بردَهَا = فيءَ الخمائِلِ ، أوْ ندًى ريـَّـانَا
جثَمَتْ بزاويةِ العمـارة مـرةً = ومَضَتْ تشمُّ السَّقفَ ،و الأركَانَا
فكأنها في السَّجنِ ، وهيَ طليقَةٌ ، = و كأنهَا عَميَاءُ ، و هيَ ترَانَـا
وكأنَّ هـذَا الكونَ أرْصَدَ خلفَها = جُنداً فهَامَتْ تستَـدِرُّ أمَـاناَ
ويلٌ لهَا إنَّ الحياةَ طلاقــةٌ ، = فعلامَ تُسْلِم نفسَها السجَّــانَا؟
وتَؤمُّ أقبِـيَةَ القُرى ، ووراءَهَا = صرحُ الطبيعة يسحـر الأعياناََ
يا ليتَ لي كجناحِها ، و رياشِها = فإذن علوْتُ مخلِّفاً دنيــانَا
وسكنْتُ في ذاكَ الفضاءِ مطوِّحًا = لا أعرفُ العمرانَ ، و الإنسَانَا
ولضِقْتُ بالإسمنْتِ يَقتُلُ مُهجَتِي، = و يُذيبُ مِنِّي العشْقَ ، والإيمانَا
ويَسُلُّ وحيَ الشعرِ من رُوحِي فَلاَ = تغدُو سِوى مسخٍ بدَا عُرْيـانَا
مالي أنَا و الطِّـين يجدَعُ أحرُفِي = و يسومُني الإذلالَ، و الخِزْيَـانَا
و أنا المتيَّـمُ بالعلاَ ، و مدائنٍ = للروحِ أبعدُ ما تكـونُ مكـانَا..
وُلدَتْ مواويلِي بكلِّ قصيَّة ، = و نمَتْ تطاولُ في السماء ِ عَنانَا
أنا عزْمةٌ تطـأُ المدَى ، و حكايةٌ = تَرِثُ المكانَ ، و تعْجِزُ الإمكَانَا
أنا قلبُ هذَا الرَّحْبِ، أين شموخُهُ؟ = متَوثِّبٌ ، أتجَـاوَزُ الأزْمانَــا
أنا كالعبيرِ أضُوعُ حيثُ مراكِبِي = غرقَى وحيثُ فقـَدْتُ ما قَدْ كانَا
بَحرٌ أنا عنْدَ المسـاءِ تجنْدَلتْ = مِن حولِـه نسمـاتُه فتـوَانَـى
أنا كالحمَامِ يضيقُ عنه فضَاؤُه = فيُرَى و قَدْ حسِبَ القبـورَ جِنَانَا !
سعد مردف الجزائري
ما للحَمامَةِ تهجُــرُ البستانَـا = وتخَاصِمُ الأشجارَ و الوديـانَا ؟
وتودِّعُ الحقلَ البهيجَ و نَوْرَهُ ، = و السهلَ ، و الأزهار و الريحاناَ
أمنَ الحمـاقَةِ ، وهْيَ بعدُ حمامةُ ُ = تَخِذَتْ منَ الصخر الأصمِّ مكانَا
وأَوَتْ إلى الحُجُراتِ تحسِبُ بردَهَا = فيءَ الخمائِلِ ، أوْ ندًى ريـَّـانَا
جثَمَتْ بزاويةِ العمـارة مـرةً = ومَضَتْ تشمُّ السَّقفَ ،و الأركَانَا
فكأنها في السَّجنِ ، وهيَ طليقَةٌ ، = و كأنهَا عَميَاءُ ، و هيَ ترَانَـا
وكأنَّ هـذَا الكونَ أرْصَدَ خلفَها = جُنداً فهَامَتْ تستَـدِرُّ أمَـاناَ
ويلٌ لهَا إنَّ الحياةَ طلاقــةٌ ، = فعلامَ تُسْلِم نفسَها السجَّــانَا؟
وتَؤمُّ أقبِـيَةَ القُرى ، ووراءَهَا = صرحُ الطبيعة يسحـر الأعياناََ
يا ليتَ لي كجناحِها ، و رياشِها = فإذن علوْتُ مخلِّفاً دنيــانَا
وسكنْتُ في ذاكَ الفضاءِ مطوِّحًا = لا أعرفُ العمرانَ ، و الإنسَانَا
ولضِقْتُ بالإسمنْتِ يَقتُلُ مُهجَتِي، = و يُذيبُ مِنِّي العشْقَ ، والإيمانَا
ويَسُلُّ وحيَ الشعرِ من رُوحِي فَلاَ = تغدُو سِوى مسخٍ بدَا عُرْيـانَا
مالي أنَا و الطِّـين يجدَعُ أحرُفِي = و يسومُني الإذلالَ، و الخِزْيَـانَا
و أنا المتيَّـمُ بالعلاَ ، و مدائنٍ = للروحِ أبعدُ ما تكـونُ مكـانَا..
وُلدَتْ مواويلِي بكلِّ قصيَّة ، = و نمَتْ تطاولُ في السماء ِ عَنانَا
أنا عزْمةٌ تطـأُ المدَى ، و حكايةٌ = تَرِثُ المكانَ ، و تعْجِزُ الإمكَانَا
أنا قلبُ هذَا الرَّحْبِ، أين شموخُهُ؟ = متَوثِّبٌ ، أتجَـاوَزُ الأزْمانَــا
أنا كالعبيرِ أضُوعُ حيثُ مراكِبِي = غرقَى وحيثُ فقـَدْتُ ما قَدْ كانَا
بَحرٌ أنا عنْدَ المسـاءِ تجنْدَلتْ = مِن حولِـه نسمـاتُه فتـوَانَـى
أنا كالحمَامِ يضيقُ عنه فضَاؤُه = فيُرَى و قَدْ حسِبَ القبـورَ جِنَانَا !