ميسر العقاد
25-12-2010, 06:25 PM
تسري روح الفتى الأسير إلى حديقة بيتهم البعيد الجميل حيث الورد الذابل وقد غفلت عنه أمه المفجوعة به وبأخيه
حديث الورد
يا ورد ما لك فوق تربك ذابلا = وسرى عبيرُك عن ربانا راحلا
أتراه أقفر بيتنا من بعدنا = وتُركتَ تذوي فوق غصنك مائلا
أم يا ترى شُغلت كريمة دارنا = مَنْ كنتَ دوما من يديها ناهلا
يا وردُ فاعذُرها فإنّ مصابها = قد هدّها وأناخ منها الكاهلا
طيرانِ قد خُطفا وأضحى عشُّها = قفرا وقد كان العشيّةََ آهلا
زرعتْ بترب الأرض بعضَ فؤادها= حتّى غدا شجرا وكان فسائلا
لكنْ دهى البستانَ ريحٌ صرْصرٌ = ليستْ تُردُّ فخلّفته قاحلا
تركتْ كريمةَ دارنا في لوعة = وتجيل في الأنحاء طرْفا ذاهلا
أين الشجيراتُ التي قد أنفقتْ = عمرا تُروّيها المعينَ سُلاسلا!
أبُعيدَ أنْ آتتْ ثمارا أينعتْ = و تهيّأت كي تجتنيها كاملا!
أبعيد أنْ رقصت لها أحلامُها = وبدت مناها للعيون مواثلا!
لكنّها ترمي الخواطرَ جانبا = كيما تسائل قلبَها وتجادلا
أتُراه حُلْما في الكرى وسينقضي = ويزول إمّا عاجلا أو آجلا
فتروح تبحث في نواحي بيتنا = وفؤادها يرجو لقانا آملا
وتحوم أطياف الأحبة حولها = فتهمّ تلثمها و لا لا طائلا
فتلوذ بالأثواب تسكب دمعها = لو سال شقّ على الأديم جداولا
وتُزلزل المحرابَ في أسحارها = تشكو إلى الرحمن ضرّاً نازلا
والبدر ساهرها فنام ولم تنم = كم ودّعتْ في الصبح نجما آفلا
وفؤادُها قد همّ يهجر صدرها = ويطير عنها للأحبة راحلا
لكنْ تمانعه الضلوع مرامَه = فيروح يبكي حين يرجع قافلا
وتسير والأقدامُ تعثُر تارةً = وتجرُّ عودا فوقها متحاملا
وتكلّمُ الأطيار عن أحبابها = هلاّ حملتِ لمن أحبّ رسائلا
وشكتْ لها الأشجار مُرَّ شجونها = مَنْ كان يقضي في الظلال أصائلا !
والياسمينُ غدا يجدّد حزنها = من كان يجنيهِ لها فيما خلا!
يا لوعةََ القلب الذي يحيا بها = ما كان يرقُبُ للزمان غوائلا!
شقّتْ به الأحزانُ ُلُجّةَ بحرها = أتراه ينزل للسعادة ساحلا!
وأتتْ صغيرتُنا لتسأل أمَّها = من ذا يحلُّ ليَ المساء مسائلا
وتقول طال غيابُه فلترسلي = من خلفه أمّي ليأتيَ عاجلا
تاقت إليه يُفيض من تحنانه = قد كان كلَّ القلب منها شاغلا
لهفي عليك أخيّتي إن تعلمي = أنّي أجرّ من الحديد سلاسلا
***=***
فتجلّدي أمّاه ما طال النوَّى = تفديكِ روحي والحياةُ وما غلا
إنّي وإنْ أُلْقيتُ أجرعُ محنتي = كأسا مريرا طاب لي متناوَلا
وأخي الحبيب بعين قلبي قد أرى= في لُجّة الأنواء نسرا باسلا
فعزاؤنا أنّ المصابَ لقد غدا = للّه كان لأجر كلٍّ كافلا
إنّ الشتاءَ وإنْ أثار صواعقا = يأتي على غُبْر الروابي غاسلا
وهو البشيرُ إلى ربيعٍ قادمٍ = يملا البطاحَ نضارةً وسنابلا
ستعود يا أمّاه بهجةُ دارنا = سأعود أجنيكِ الزهورَ جدائلا
سنعود عند الفجر ينشُرُ جندَه = والليلُ يُرْحِلُ للرحيل رواحلا
ورياضُنا ترمي بغُبْر ثيابها = كي ترتدي خضرَ الثياب وما حلا
أمّا إذا سقطتْ نجومُكِ في الدُّجى = فرأيتِهنّ عن السماء أوافلا
فاللهَّ أرجو أنْ يلملمَ شملَنا = و يُحِلَّنا غُرفَ الجنان منازلا
نيسان 1986
ُ
حديث الورد
يا ورد ما لك فوق تربك ذابلا = وسرى عبيرُك عن ربانا راحلا
أتراه أقفر بيتنا من بعدنا = وتُركتَ تذوي فوق غصنك مائلا
أم يا ترى شُغلت كريمة دارنا = مَنْ كنتَ دوما من يديها ناهلا
يا وردُ فاعذُرها فإنّ مصابها = قد هدّها وأناخ منها الكاهلا
طيرانِ قد خُطفا وأضحى عشُّها = قفرا وقد كان العشيّةََ آهلا
زرعتْ بترب الأرض بعضَ فؤادها= حتّى غدا شجرا وكان فسائلا
لكنْ دهى البستانَ ريحٌ صرْصرٌ = ليستْ تُردُّ فخلّفته قاحلا
تركتْ كريمةَ دارنا في لوعة = وتجيل في الأنحاء طرْفا ذاهلا
أين الشجيراتُ التي قد أنفقتْ = عمرا تُروّيها المعينَ سُلاسلا!
أبُعيدَ أنْ آتتْ ثمارا أينعتْ = و تهيّأت كي تجتنيها كاملا!
أبعيد أنْ رقصت لها أحلامُها = وبدت مناها للعيون مواثلا!
لكنّها ترمي الخواطرَ جانبا = كيما تسائل قلبَها وتجادلا
أتُراه حُلْما في الكرى وسينقضي = ويزول إمّا عاجلا أو آجلا
فتروح تبحث في نواحي بيتنا = وفؤادها يرجو لقانا آملا
وتحوم أطياف الأحبة حولها = فتهمّ تلثمها و لا لا طائلا
فتلوذ بالأثواب تسكب دمعها = لو سال شقّ على الأديم جداولا
وتُزلزل المحرابَ في أسحارها = تشكو إلى الرحمن ضرّاً نازلا
والبدر ساهرها فنام ولم تنم = كم ودّعتْ في الصبح نجما آفلا
وفؤادُها قد همّ يهجر صدرها = ويطير عنها للأحبة راحلا
لكنْ تمانعه الضلوع مرامَه = فيروح يبكي حين يرجع قافلا
وتسير والأقدامُ تعثُر تارةً = وتجرُّ عودا فوقها متحاملا
وتكلّمُ الأطيار عن أحبابها = هلاّ حملتِ لمن أحبّ رسائلا
وشكتْ لها الأشجار مُرَّ شجونها = مَنْ كان يقضي في الظلال أصائلا !
والياسمينُ غدا يجدّد حزنها = من كان يجنيهِ لها فيما خلا!
يا لوعةََ القلب الذي يحيا بها = ما كان يرقُبُ للزمان غوائلا!
شقّتْ به الأحزانُ ُلُجّةَ بحرها = أتراه ينزل للسعادة ساحلا!
وأتتْ صغيرتُنا لتسأل أمَّها = من ذا يحلُّ ليَ المساء مسائلا
وتقول طال غيابُه فلترسلي = من خلفه أمّي ليأتيَ عاجلا
تاقت إليه يُفيض من تحنانه = قد كان كلَّ القلب منها شاغلا
لهفي عليك أخيّتي إن تعلمي = أنّي أجرّ من الحديد سلاسلا
***=***
فتجلّدي أمّاه ما طال النوَّى = تفديكِ روحي والحياةُ وما غلا
إنّي وإنْ أُلْقيتُ أجرعُ محنتي = كأسا مريرا طاب لي متناوَلا
وأخي الحبيب بعين قلبي قد أرى= في لُجّة الأنواء نسرا باسلا
فعزاؤنا أنّ المصابَ لقد غدا = للّه كان لأجر كلٍّ كافلا
إنّ الشتاءَ وإنْ أثار صواعقا = يأتي على غُبْر الروابي غاسلا
وهو البشيرُ إلى ربيعٍ قادمٍ = يملا البطاحَ نضارةً وسنابلا
ستعود يا أمّاه بهجةُ دارنا = سأعود أجنيكِ الزهورَ جدائلا
سنعود عند الفجر ينشُرُ جندَه = والليلُ يُرْحِلُ للرحيل رواحلا
ورياضُنا ترمي بغُبْر ثيابها = كي ترتدي خضرَ الثياب وما حلا
أمّا إذا سقطتْ نجومُكِ في الدُّجى = فرأيتِهنّ عن السماء أوافلا
فاللهَّ أرجو أنْ يلملمَ شملَنا = و يُحِلَّنا غُرفَ الجنان منازلا
نيسان 1986
ُ