المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشواطئ لا تلتقي (2)



شريفة العلوي
26-12-2010, 04:14 PM
من تخوم الرؤى وعلى سلالم الأفكار أتسلق درجات نبضك وكأني أطل على الكون الفسيح من هودج مزركش يشغل الركب بألوانه وتنشغل القافلة عن فسيفساء الطمي على ضفاف النهر بــ استسقاء الشوق في التحام يخترق جدران الريح ولم تستبق منه الروح سوى لمحة برق عابرة .

لنعود ثانية بعدما انفض الجمع واحتدت الأشداق بين الضحك والقمع وتلمع من هناك ملامح العيد البعيد على مشارف السراب ومازالت الأيادي تحترق بين حقوق المصافحة وعقوق المنافحة , إن كنت نافرة ذلك من طبع البرق والحرير لا ينصاع لقبضة الأنامل و لست بكافرة بمدلول شرياني وخريره حين يألفه النزول كالطيور المهاجرة على أرخبيل خيالك المتسامي ..نعم ..أحب الوضوح دون عري هياكل السريرة ..

لا يعني للآخرين شيئا ما إذا كنت أربي أزهار الحب في حديقة الروح , أم إنها تذبل مع كل غياب السحاب .
بل إنهم يحبون الحب لِذاته, والدخول في تفاصيل لذَّاته, وسفور تقلصات عذابات عضلاته , وانكماش أدمته متى ما هدد الشتاء ضيفا عند حلوله .

ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء اخترقها ذات مساء فوحان مسكك محض فضول , حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين معرّض للتحلل والانحلال والذبول والاضمحلال ..هل ملأت سلالهم ليحترق الحب و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟

دعهم ينشغلون بألوان الشرر وغواية القزح الذي يربط بخيطه كل هذا الزحام ولنا لسع الانتظار فالزلازل لا ترتق الشروخ إنها فقط تحسن صنعا في صناعة الشرخ كي يبدو أجمل ..وإن طيفك ينساب على الخاطر كالشلال ..وخماري لا يعبأ بالهدير.
لا تلم ظلي المحني والاستقامة بي تستقيم كخط عمود النور في صدر النهار ولكني انكفأت على زهرة أغوتني لاقتطافها حتى أعطتني عطرك وكذا الرسائل , لها العديد من الوسائل ..وقل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك ...حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.

منيرعبد الله
26-12-2010, 07:11 PM
من تخوم الرؤى وعلى سلالم الأفكار أتسلق درجات نبضك وكأني أطل على الكون الفسيح من هودج مزركش يشغل الركب بألوانه وتنشغل القافلة عن فسيفساء الطمي على ضفاف النهر بــ استسقاء الشوق في التحام يخترق جدران الريح ولم تستبق منه الروح سوى لمحة برق عابرة .

لنعود ثانية بعدما انفض الجمع واحتدت الأشداق بين الضحك والقمع وتلمع من هناك ملامح العيد البعيد على مشارف السراب ومازالت الأيادي تحترق بين حقوق المصافحة وعقوق المنافحة , إن كنت نافرة ذلك من طبع البرق والحرير لا ينصاع لقبضة الأنامل و لست بكافرة بمدلول شرياني وخريره حين يألفه النزول كالطيور المهاجرة على أرخبيل خيالك المتسامي ..نعم ..أحب الوضوح دون عري هياكل السريرة ..


مقدمة أمتلأت بالصور المُركبة تزاحمة قليلاً ولم تفسح المجال الواحدة للأخرى في أخذ حقها من المساحة كنت اتشجنج وانا اقراء وكأنكِ كُنتِ غاضبة من شيء تعرفينه ولا نعرفه إلا من خلال الحرف والكلمة :002:

كان لي وقفة أستمتاع وستراحة قلب في الشواطئ لا تلتقي ( 1)
صادتني الدهشة وجذبني سحر الجمال البلاغي والشاعرية الذي لا يعادلها ثراء
وفي الشواطئ لا تلتقي ( 2 ) كان هناك مقدمة تشبه اللقاء الأول بين قلوب تعرف بعضها منذ زمن الرحيل الأول
حين كُتب الألم وكُسر القلم بنكسار فؤاده
فكان اللقاء بعد طول غياب ولا زال الأمل يسكن الحبر المسفوح أشبه بالصدمة والأمنية التي لم يعد لها حوافز ولا تباشير لخلقها من جديد
كان اللقاء صعباً كلتقاء الأمواج وتطاير رذاذ امواجه
وسرعان ما تداخلت الأرواح التي لم تغب عن بعضها
وذالك واضح وجلي في القسم الثاني
حين تسابق النفس مع النفس بسترسال يُذيب ما لا يُذاب والعواطف المشتعلة لا تُحرق مصدرها

[/I]


لا يعني للآخرين شيئا ما إذا كنت أربي أزهار الحب في حديقة الروح , أم إنها تذبل مع كل غياب السحاب .
بل إنهم يحبون الحب لِذاته, والدخول في تفاصيل لذَّاته, وسفور تقلصات عذابات عضلاته , وانكماش أدمته متى ما هدد الشتاء ضيفا عند حلوله .

ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء اخترقها ذات مساء فوحان مسكك محض فضول , حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين معرّض للتحلل والانحلال والذبول والاضمحلال ..[I]هل ملأت سلالهم ليحترق الحب و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟

دعهم ينشغلون بألوان الشرر وغواية القزح الذي يربط بخيطه كل هذا الزحام ولنا لسع الانتظار فالزلازل لا ترتق الشروخ إنها فقط تحسن صنعا في صناعة الشرخ كي يبدو أجمل ..وإن طيفك ينساب على الخاطر كالشلال ..وخماري لا يعبأ بالهدير.
لا تلم ظلي المحني والاستقامة بي تستقيم كخط عمود النور في صدر النهار ولكني انكفأت على زهرة أغوتني لاقتطافها حتى أعطتني عطرك وكذا الرسائل , لها العديد من الوسائل ..وقل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك ...حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.


الاخت الكريمة
شريفة العلوي
لن اتحدث اكثر عن ماتحته خط فالجمال إن تجزء وإن كان تشريحاً يُراق كالدمع المتدافع
لا تعرفين الأولى من التالية
لكِ ولحرفك دهشة
لكنها جميلة .

وفائي وحترامي وسعادتي لمعانقة حروف لا تعرف المستحيل .

محمود فرحان حمادي
26-12-2010, 07:59 PM
راقت لي لغة هذا النص البهي
فقد جاء مقتدرًا ومشوقا
بورك اليراع الذي سكب كل هذا الألق
تحياتي

شريفة العلوي
27-12-2010, 03:33 PM
مقدمة أمتلأت بالصور المُركبة تزاحمة قليلاً ولم تفسح المجال الواحدة للأخرى في أخذ حقها من المساحة كنت اتشجنج وانا اقراء وكأنكِ كُنتِ غاضبة من شيء تعرفينه ولا نعرفه إلا من خلال الحرف والكلمة :002:

كان لي وقفة أستمتاع وستراحة قلب في الشواطئ لا تلتقي ( 1)
صادتني الدهشة وجذبني سحر الجمال البلاغي والشاعرية الذي لا يعادلها ثراء
وفي الشواطئ لا تلتقي ( 2 ) كان هناك مقدمة تشبه اللقاء الأول بين قلوب تعرف بعضها منذ زمن الرحيل الأول
حين كُتب الألم وكُسر القلم بنكسار فؤاده
فكان اللقاء بعد طول غياب ولا زال الأمل يسكن الحبر المسفوح أشبه بالصدمة والأمنية التي لم يعد لها حوافز ولا تباشير لخلقها من جديد
كان اللقاء صعباً كلتقاء الأمواج وتطاير رذاذ امواجه
وسرعان ما تداخلت الأرواح التي لم تغب عن بعضها
وذالك واضح وجلي في القسم الثاني
حين تسابق النفس مع النفس بسترسال يُذيب ما لا يُذاب والعواطف المشتعلة لا تُحرق مصدرها





الاخت الكريمة
شريفة العلوي
لن اتحدث اكثر عن ماتحته خط فالجمال إن تجزء وإن كان تشريحاً يُراق كالدمع المتدافع
لا تعرفين الأولى من التالية
لكِ ولحرفك دهشة
لكنها جميلة .

وفائي وحترامي وسعادتي لمعانقة حروف لا تعرف المستحيل .




أخي المبدع منير عبدالله

استوقفتني قراءتك على عدة محطات , فمن سمات القراءة الجميلة ما يدفع الكاتب الى أروقة جديدة في ثنايا النص .
وأجمل ما لفت نظري بأن تساؤلاتك كانت تحمل الإجابات الوافية ومن حسن التذوق العالي أن يؤثث في حيز الفكرة فكرة لا تلقي الأولى إنما توطد ركائزها وتدعمها بقوة
أتفق معك بأن التفاوت بين الجزء الأول والثاني واضح حتى لا أقع في التكرار كما أحب ان يتميز كل جزء عن الأخر حتى وان كانت كل الأجزاء من منبت واحد وعلى مساحة واحدة ولكنها قابلة للتشكيل الهندسي حسب التكوين الهرمي

اشكرك كثيرا واتمنى ان تتابع البقية
تحياتي

كريمة سعيد
28-12-2010, 12:19 AM
المبهرة شريفة العلوي
ما زلت متابعة لهذا النبض المنتظم في حروف بهية السبك وعميقة المعنى
كل الود والتقدير

آمال المصري
28-12-2010, 10:05 PM
على عتبات الجمال كان لي موعد مع مدادك العطر أتنشق الورعة من بين السطور
أتجول بين حقول شدوك ... تلاحقني خيالات بديعة رسمتها يراع سكنت مدائن الحرف
فأخذتني لعالم مختلف يصخب بالشموخ
أديبتنا الرائعة ...
مازلت أقول بجواركم ترتقي الذائقة
يعلق النص على مشجب النثر ليستنشق من عبيره المارون
للتثبيت استحقاقا وتكريما
تقديري الكبير

فاطمه عبد القادر
28-12-2010, 11:50 PM
ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء اخترقها ذات مساء فوحان مسكك محض فضول , حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين معرّض للتحلل والانحلال والذبول والاضمحلال ..هل ملأت سلالهم ليحترق الحب و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟



السلام عليكم
الجميلة شريفة
تداخل الصور ,,بعضها تحت بعض,, يجعلني أتأمل كثيرا,, وأحلل كثيرا ,,وكأنني بصدد لوحة تشكيلية
ولكن قلمك جميل,, فنان,, رسام ذكي
أتمنى لك كل الخير
ودمت بألق
ماسة

إسماعيل القبلاني
29-12-2010, 05:05 PM
لا أدري لمن أدين بشرف الحضور ها هنا

سأعود مرةً أخرى

محبتي

شريفة العلوي
30-12-2010, 10:45 AM
راقت لي لغة هذا النص البهي
فقد جاء مقتدرًا ومشوقا
بورك اليراع الذي سكب كل هذا الألق
تحياتي

أخي الشاعر المبدع محمود فرحان حمادي
أعظم ما يميز لغتنا العربية ثراء مفرداتها ومقدرات بلاغتها وهذا يحتاج منا الى الجهد كي يظهر بصورة أنيقة لأن النص الأدبي الإبداعي ليس عبارة عن فضفضة ودموع واستجداء القارئ فقط بل هو رسالة أدبية تحمل رسالة حاملها وتعبر زمنها لذلك أجزم بأن القارئ الحقيقي هو الذي يقرا ما بين السطور وما وراء العبارة التي تستوقفه وليس نصا يسطح أفكاره ولا يستنفر ذكاء قارئه ..وكم أدهشتني هنا ذائقتك التي توغلت بوعيها الراسخ ووصلت دون عراقيل يقع فيها من يظن أن لغة لا تهم بل في ظنهم كلام مزوق وتخاريف لغوية ...اللغة ليست وسيلة وحدها بل هي غاية ., فمن لديه موهبة القراءة حتما يملك موهبة الكتابة وبجدارة ...لذلك أهنئ نصي بحضورك وأعول دوما على اللغة رغم ما ينقصني منها .
تحياتي وتقديري .

محمد ذيب سليمان
31-12-2010, 09:44 AM
نص باذخ
مليء بالإدهاش
وجماليات الصور والتصوير
دمت مبدعة

محمد رامي
31-12-2010, 05:44 PM
حق القول ان الكلمة سفير الوجدان
وهنا تزاحمت الكلمات بعرض شيق
اثمر عن نص رائع
سلمت اناملك
تحيتي

شريفة العلوي
31-12-2010, 06:07 PM
المبهرة شريفة العلوي
ما زلت متابعة لهذا النبض المنتظم في حروف بهية السبك وعميقة المعنى
كل الود والتقدير

الكريمة كريمة سعيد

إنها الحروف التي تشتعل نبضاتها بين يدي ذائقة بحجم ذائقتك التي تضفي اليها دائما ضوؤها الأغر

وان شاءالله ستكون البقية في طريقها اليكم تباعا

محبتي وعاطر تحاياي.

شريفة العلوي
02-01-2011, 12:13 AM
على عتبات الجمال كان لي موعد مع مدادك العطر أتنشق الورعة من بين السطور
أتجول بين حقول شدوك ... تلاحقني خيالات بديعة رسمتها يراع سكنت مدائن الحرف
فأخذتني لعالم مختلف يصخب بالشموخ
أديبتنا الرائعة ...
مازلت أقول بجواركم ترتقي الذائقة
يعلق النص على مشجب النثر ليستنشق من عبيره المارون
للتثبيت استحقاقا وتكريما
تقديري الكبير

أيتها الراقية رنيم مصطفى
بين ذائقتك المتبصرة وبين رقائق الشعاع على هدب الضحى علاقة وشيكة الظهور كلما انبثق النور من نقاء روحك المحلقة بالجمال ..ولأن ذائقتك حالة متصالحة مع الضوء من ذات الضوء
دمت بكل خير

شريفة العلوي
02-01-2011, 10:25 PM
[QUOTE=فاطمه عبد القادر;563381]
ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء اخترقها ذات مساء فوحان مسكك محض فضول , حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين معرّض للتحلل والانحلال والذبول والاضمحلال ..هل ملأت سلالهم ليحترق الحب و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟



السلام عليكم
الجميلة شريفة
تداخل الصور ,,بعضها تحت بعض,, يجعلني أتأمل كثيرا,, وأحلل كثيرا ,,وكأنني بصدد لوحة تشكيلية
ولكن قلمك جميل,, فنان,, رسام ذكي
أتمنى لك كل الخير
ودمت بألق
ماسة[/QUOTE
]



الصديقة الغالية فاطمة عبدالقادر
حضورك يملأني بالغبطة والسرور والله أعلم ربما سيورطني بنص جديد
كوني بالقرب أيها القريبة .

شريفة العلوي
03-01-2011, 09:35 PM
لا أدري لمن أدين بشرف الحضور ها هنا

سأعود مرةً أخرى

محبتي

المبدع المتألق إسماعيل القبلاني
حضورك محض سرور
أنتظر عودتك بكل حماس
دمت بكل هذا العطاء.

زهراء المقدسية
04-01-2011, 02:47 PM
وقل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك ...حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.
غريبة هي القلوب
وسبحان من أودع فيها سره
لا لقاء لكثير من دوافع
تفصح عنها رائعتنا شريفة بطريقتها
في كل مرة
ورغم ذلك الشوق يقول كلمته
وسيبقى للقلب حكمه رغم اللالقاء

الكبيرة شريفة العلوي
تصرين في كل مرة أن لا لقاء بين الشواطئ
ولكن من يعلم ربما تفاجئينا يوما بتمرد غير اعتيادي
أودى بلقاء الشواطئ

تقديري الكير

شريفة العلوي
04-01-2011, 06:10 PM
نص باذخ
مليء بالإدهاش
وجماليات الصور والتصوير
دمت مبدعة

الأديب المبدع محمد ذيب سليمان
قر اءتك هي التي حملت الدهشة والروعة لحروفي
دمت بكل هذا العطاء المتألق.

مرمر القاسم
04-01-2011, 08:42 PM
أخي الشاعر المبدع محمود فرحان حمادي
أعظم ما يميز لغتنا العربية ثراء مفرداتها ومقدرات بلاغتها وهذا يحتاج منا الى الجهد كي يظهر بصورة أنيقة لأن النص الأدبي الإبداعي ليس عبارة عن فضفضة ودموع واستجداء القارئ فقط بل هو رسالة أدبية تحمل رسالة حاملها وتعبر زمنها لذلك أجزم بأن القارئ الحقيقي هو الذي يقرا ما بين السطور وما وراء العبارة التي تستوقفه وليس نصا يسطح أفكاره ولا يستنفر ذكاء قارئه ..وكم أدهشتني هنا ذائقتك التي توغلت بوعيها الراسخ ووصلت دون عراقيل يقع فيها من يظن أن لغة لا تهم بل في ظنهم كلام مزوق وتخاريف لغوية ...اللغة ليست وسيلة وحدها بل هي غاية ., فمن لديه موهبة القراءة حتما يملك موهبة الكتابة وبجدارة ...لذلك أهنئ نصي بحضورك وأعول دوما على اللغة رغم ما ينقصني منها .
تحياتي وتقديري .

قرأتها هنا و في أماكن أخرى ـ،
و الآن قرأتها وهذا الرد على التعليق ، كم أنتِ بهية سيدة الحروف
أتابع بهدوء ومعي قهوتي ، ألم أخبركِ بأن قهوتي تصير أزكى و أشهى مع حرفك..؟!

قوافل زهر

مصطفى السنجاري
05-01-2011, 06:21 AM
من تخوم الرؤى
وعلى سلالم الأفكار أتسلق درجات نبضك
وكأني أطل على الكون الفسيح
من هودج مزركش يشغل الركب بألوانه
وتنشغل القافلة عن فسيفساء الطمي على ضفاف النهر
بــ استسقاء الشوق في التحام يخترق جدران الريح
ولم تستبق منه الروح سوى لمحة برق عابرة .

لنعود ثانية

بعدما انفض الجمع واحتدت الأشداق
بين الضحك والقمع
وتلمع من هناك ملامح العيد البعيد
على مشارف السراب
ومازالت الأيادي تحترق
بين حقوق المصافحة وعقوق المنافحة ,
إن كنت نافرة ذلك من طبع البرق
والحرير لا ينصاع لقبضة الأنامل
و لست بكافرة بمدلول شرياني وخريره
حين يألفه النزول
كالطيور المهاجرة على أرخبيل خيالك المتسامي ..
نعم ..
أحب الوضوح دون عري هياكل السريرة ..

لا يعني للآخرين شيئا
ما إذا كنت أربي أزهار الحب في حديقة الروح ,
أم إنها تذبل مع كل غياب السحاب .
بل إنهم يحبون الحب لِذاته,
والدخول في تفاصيل لذَّاته,
وسفور تقلصات عذابات عضلاته ,
وانكماش أدمته متى ما هدد الشتاء
ضيفا عند حلوله .

ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء
اخترقها ذات مساء
فوحان مسكك محض فضول ,
حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,
و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..
ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين
معرّض للتحلل والانحلال
والذبول والاضمحلال ..
هل ملأت سلالهم ليحترق الحب
و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟

دعهم ينشغلون بألوان الشرر
وغواية القزح الذي يربط بخيطه كل هذا الزحام
ولنا لسع الانتظار
فالزلازل لا ترتق الشروخ إ
نها فقط تحسن صنعا في صناعة الشرخ
كي يبدو أجمل ..
وإن طيفك ينساب على الخاطر كالشلال ..
وخماري لا يعبأ بالهدير.
لا تلم ظلي المحني
والاستقامة بي تستقيم
كخط عمود النور في صدر النهار
ولكني انكفأت على زهرة أغوتني لاقتطافها
حتى أعطتني عطرك وكذا الرسائل ,
لها العديد من الوسائل ..
وقل للقلب :
إن الشوق هو الذي يشتاقك ...
حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.




مرحى باللغة الشاعرة الآسرة
وبأصالة السرد النقي
هكذا أنت سيدتي
شاعرية في نثرك
هنا تنسمت عبير البيان
تحية ود وتقدير

عتيق بن راشد الفلاسي
05-01-2011, 02:21 PM
صرت أخشى على قلمي وهو يخط لك توقيع السكنى هنا..أخشى عليه شرود الفكرة من قبضة يده فيطاردها فيجدها من صفحتك إليها، ومن حمى قلمك إليه، ومن جوار نبض أفكارك إليها من جديد، وهكذا يزيغ بصر قلمي كلما جاء إلى متصفحك المشبع بالجديد، والملئ بأروع بنيات الجمال..
لك ولأدبك امتثال القلم مهما استعصى على جاذبية البوح، ولك وحدك خضوع البيان مهما استشرف على الأرض من على حرف السماء....دمت مبدعة يا نبرة الأدب الأولى في عالم إعجابي.

شريفة العلوي
05-01-2011, 07:13 PM
حق القول ان الكلمة سفير الوجدان
وهنا تزاحمت الكلمات بعرض شيق
اثمر عن نص رائع
سلمت اناملك
تحيتي

الأستاذ المبدع محمد رامي
القراءة الرصينة مفوض رسمي عن الكلمة المتكوبة وكذا هنا قراءتك الحصيفة
دمت بكل خير.

شريفة العلوي
06-01-2011, 04:18 PM
غريبة هي القلوب
وسبحان من أودع فيها سره
لا لقاء لكثير من دوافع
تفصح عنها رائعتنا شريفة بطريقتها
في كل مرة
ورغم ذلك الشوق يقول كلمته
وسيبقى للقلب حكمه رغم اللالقاء

الكبيرة شريفة العلوي
تصرين في كل مرة أن لا لقاء بين الشواطئ
ولكن من يعلم ربما تفاجئينا يوما بتمرد غير اعتيادي
أودى بلقاء الشواطئ

تقديري الكير



العزيزة الغالية زهراء المقدسية
أرانا رغم اتساع البحر وتباعد الشواطئ إلا إن التيارات تتصافح هنا وتتبادل عبق عطر اللقاء من خلف ستارات الغروب فتنزلق حثيثا على خامات السحاب
وما أروع اللقاء حين تطوقه قلادة العهد وتوثقه شمس المحبة.
تحياتي.

إسماعيل القبلاني
06-01-2011, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بوسعك أخي القارئ أن تدرك بأن التصور والخيال هما عبارة عن مسافة فاصلة للكلام بين الكاتب وعمله وإن عدت إلى نص "الشواطئ لا تلتقي (1)" ستجد بأن الكاتبة أدركت هذه المسافة فيما بينها وبين الكلام كونها أحد الشواطئ المذكورة في سلسلة الشواطئ لا تلتقي ومن الواضح أن في ذهن الكاتبة فلسفة الخطاب, التي يجب أن يصل إلى الشخصية أو الشاطئ الآخر الرجل, الذي يتصرف بأنانيه دائماً في ذهنها. ولا أذكر من قال بأن الخيال يستحوذ على خزين الصور الحسية في الذاكرة. فهي بدورها تفرغ هذا المخزون الحسي بشكل نصوص وخطابات توجهها إليه – إلى الرجل – بقدر تكرر اللحظات في الذاكرة؛ بمعنى أنها كل ما تذكرت شيء أفرغته إبداعاً محصور في " الشواطئ لا تلتقي "..
ستقول لي أخي القارئ بأن الرجل والمرأة يلتقيان, وهنا العنوان يشير إلى عدم التقاء الشواطئ.
إن العنوان لا يقصد شواطئ محسوسة وإنما شواطئ معنوية إنها فقط الجرأة لدى الكاتبة فقد أوهمتنا بأن الشواطئ محسوسة ولكن إن كان هذا استنتاجنا فسنفصل العنوان عن النص وهذا سيخل بقيمته الأدبية. ولأثبت صحة كلامي بأن الشواطئ هنا معنوية؛ لقد جاءت الإجابة في نهاية "الشواطئ لا تلتقي (1)"..
" لا تسكب براكين غضبك ملامة علي
لأن الشواطئ لا تلتقي أبداً..أبدا..أبدا..ابدا "
وحدها قدرة الخيال لدى الكاتبة عملت على تشكيل هذه الشواطئ من خلالهما - الرجل والمرأة – لأن وصف لحظات الغضب بشكل براكين هو لا محالة جاء بحنكة ليكشف لنا هذه الشواطئ التي لم أستدركها في ما سبق ولكنها جاءت بشكل أوضح في النص الأول أيضاً بقولها ".. وكان اللقاء قبل ديناميكية اللقاء المعروف لأنه تم هناك في الغيم ."
فمعناه أن الشواطئ هنا التقت بهما وليس ببعضها البعض, إن ما سبق الآن هو استدراك للعنوان أو لتوغل في ماهيته أكثر.. ولكنا لن نعرف ذلك إلا بعملية الربط بين نصوص الشواطئ التي جاءت بهذه النتيجة كاملة.

لذلك الآن هي بحاجة لتوصل هذه الخطابات من خلال مستوى واحد هي الشواطئ والشواطئ بكونها في مستوى واحد تكون النتيجة خيال معتدل ومتناسق الربط ولعلها قاست من الحقيقة وعاشت مأساة مرتبطة بأحداث متفرقة تشكلها بمجال الخيال الأرحب والأوسع والذي يأتي على ما تحب هي أن تفلسفه وقد كان أبرز هذا في النص الأول " من – إلى " و " لم أحاول " أما في هذا النص " الشواطئ لا تلتقي (2) "فأبرز ما جاء هو " من – وعلى " متجاوزة بذلك المقدمات التي جاءت بها في " الشواطئ لا تلتقي (1) "
مما يعني التقدم خطوة إلى الأمام, وقد جاء في مسائل فلسفة الفن المعاصر لجان ماري جويو ترجمة سامي الدروبي بأن " إن ما يقوله الفن يستمد قيمته مما لا يقوله , مما يوحي به .. الفن العظيم هو الذي يدرك روح الأشياء , هو الذي يدرك ما يربط الفرد بالكل , وما يربط كل جزء من اللحظة بالديمومة الأبدية " مما يعني بأنها استمدت الكثير من النص الأول لتتداركه في النص الثاني أو أنها جعلت النص الأول كمقدمة لما يأتي بعد من نصوص, وهنا لم تشكل عبئاً على نفسها وجائتنا بالإيحاء كفكرة لتوصيل ما تريد إيصاله إليه. فيكون الإيحاء هو بوابة التوصيل هنا. سأترك مسألة تجاهل عتاب الرومنسية في النص جانباً والمشاكل التي أثيرت حول الرومنسية خصوصاً في الأدب وكونها من أدنى مستوياته.
لا سيما مسألة تحديد البعيد والمستحيل في هذا المجال الجنوني المتفوات عند الكثير من الفلاسفة والكتاب والنقاد والبلاطجة أيضاً إن الأخير هم من أشهر الكتاب والنقاد اللذين أصابهم الهوس وهذا يجعل المستقرئ المتفحص للأدب يرفع عنهم القلم.
ولعل الرومنسية كانت منطلق هذه الشواطئ وكانت بنفس الوقت هي مستواها الخفي سندرك هذا في ما يأتي :

من تخوم الرؤى وعلى سلالم الأفكار أتسلق درجات نبضك وكأني أطل على الكون الفسيح من هودج مزركش يشغل الركب بألوانه وتنشغل القافلة عن فسيفساء الطمي على ضفاف النهر بــ استسقاء الشوق في التحام يخترق جدران الريح ولم تستبق منه الروح سوى لمحة برق عابرة .

لقد شكلت انجازاً كبيراً في سيطرتها على الفكرة في هذا الجزء وقد تحايلت لكي لا تتوالى الأفكار على ذهنها مسرعة, لذلك كان الأروع هو أسلوب الفقرة في كتابتها مما جعلها تأتي بأجمل حلة في النص, لقد انطلقت من عدم الوضوح الذي هو معنى لمفردة " تخوم " وقد استعارت لانطلاقها الرؤى؛ الصور والمجازات الشعرية. أما سلالم الأفكار فقد كانت الطريق لتسلك وتتسلق بوضوح درجات نبضه. إنها بدورها تقول من الظلمات إلى النور, وتتحايل باكتشافها بأنها من هناك تطل وتظل مفردة "وكأني" مردودة على الحيلة نفسها – باختصار على مخيلتها – ولكن كيف وهي على سلالم وتتسلق درجات لقد جاءت هنا بتناقض للقارئ العادي الذي بكونه يمر للشكر والتثنية ولكنها ازدادت حيلتها هنا لأنها تقصد درجات أخرى كـ" درجات الحرارة ". إطلالها على الكون من هودج يشغل الركب والقافلة معاً كألوان الطيف فهي تشغل المتأملون بألوانها عن العاصفة والمطر الذي هب قبلها لتكون ألوان الطيف أحد نتائجها.
فاستسقائها للشوق وهي تخترق الريح فالعجل يؤدي بدوره بها إلى الاختناق من شدة السرعة لذلك هي لم تقوى على فعل شيء فجاءت بالروح ولكن الروح أيضاً لم تستبق إلا لمحة عابرة, بمعنى أن العلاقة كانت عابره وسريعة جداً أو أنها مرت سريعاً رغم أحداثها فيكون البرق مدلول عميق جداً لسرعة حدوثه رغم المسافة الطويلة للمدى الذي تشكلت جزئياته فيه.
وبمعنى آخر لهذا الجزء وهي تراجع أحداث قصتهما تذكرته ولكن شوقها مر سريعاً على عجل وكأنها لم تعد تريد التذكر أو لم يعد لديها حافز لذلك فيكون للبرق مدلول شاهق للسقوط أيضاً.
.. أُعجب احدهم باستخدامي لكلمة هودج في نص سابق لي عن لحظة الكتابة "في جزيرة مجهولة منك" هذا كان عنوانه وقال بأن الهودج لا يكون إلا على ظهر الجمل والجمل لا يعيش إلا في الصحراء... إلخ
مما يعني أنها في واحة بصحراء ذاكرتها أو أن ما حدث من أجمل ما حدث بينهما لقد جعلت منه حالتين متناقضتين > جماله وتصحره <
لذلك كانت حيلة رائعة جداً لنقف عليها .



لنعود ثانية بعدما انفض الجمع واحتدت الأشداق بين الضحك والقمع وتلمع من هناك ملامح العيد البعيد على مشارف السراب ومازالت الأيادي تحترق بين حقوق المصافحة وعقوق المنافحة , إن كنت نافرة ذلك من طبع البرق والحرير لا ينصاع لقبضة الأنامل و لست بكافرة بمدلول شرياني وخريره حين يألفه النزول كالطيور المهاجرة على أرخبيل خيالك المتسامي ..نعم ..أحب الوضوح دون عري هياكل السريرة ..
بعد مرور اللمحة التي حصلت عليها ألزمت نفسها بالعودة إلى العمق لأنها تحب الوضوح, إنها بعد الصدمة عادت لتراجع أحداثها ولكنها لم تعود إلا بعد أن انفض الجمع؛ لتجعلنا بين احتمالين الأول : لعلها عادت إلى تذكر قصتها. والثاني : لعلها تتكلم عن اللمحة التي استبقتها الروح. لذلك هي تفرض على نفسها محاولة للبقاء رغم السراب ورغم معرفتها بأن كل الملامح هي مجرد ومضه زائفة وفي سراب أيضاً وستكون عودتها من المستحيل إذاً ..
من احتراق الأيادي إلى أرخبيل خياله المتسامي نجدول التضاد والمسميات في أقواس (حقوق-عقوق) (مصافحة-منافحة) (برق-حرير) (نافرة-كافرة) (انصياع-ألفه) أليس كل هذا من يدل على قوة الكاتبة في صناعة المفاهيم وجذبها لبعضها وهذه فطنة تحسد عليها أدبياً .
وبعد كل هذا التضاد القادم من تلقاء عودتها وكل ما تشعر به. تأتي كلمة نعم بين (..) من قبل ومن بعدها مما يعني أن هناك كلام يجب أن يقال, وكأنها تريد قول نعم سأخبرك بأني أحب الوضوح ولكنها أكتفت بالموافقة فقط بنعم.
لو أن أحداً توقف ليقول أحب الوضوح دون عري حتماً ستصفعه بعلامة استفهام لغبائه فالوضوح هو العري نفسه المقصود به حتى وإن كان أشد منه في الحالة. ولكنها استدركت ذلك لتصل إلى أعمق من أعماق المدلول فتقول دون عري هياكل السريرة وقد شبهتها بهياكل لشدة الفزع الذي فيها فهي بئر غير موجود لا يمكنك الوصول إليه إلا برمي سر إلى صاحبه أو بالحديث معه حول أسرار أخرى تخرجها منه.



ولي عودة لاحقة بإذن الله

إسماعيل القبلاني
07-01-2011, 06:22 AM
لا يعني للآخرين شيئا ما إذا كنت أربي أزهار الحب في حديقة الروح , أم إنها تذبل مع كل غياب السحاب .
بل إنهم يحبون الحب لِذاته, والدخول في تفاصيل لذَّاته, وسفور تقلصات عذابات عضلاته , وانكماش أدمته متى ما هدد الشتاء ضيفا عند حلوله .

إن النبض المشترك بين بني الإنسان هو الحب, ورغم هذا فهي هنا تقول لا يعني للآخرين شيئاً؛ لكن ما لا يعنينا هو طريقة تربيتها لأزهار الحب وهنا جعلت للروح حديقة والأجمل من ذلك تصويرها لعواطف الرجل بأنه سحاب فإن غاب هذا الرجل بعواطفه تثاءبت عواطفها من حيرة البقاء صامدة.
.. من حيث التكلم عن الرومانسية كمكان أوجدت الكاتبة نصوصها من خلاله لتجد لنفسها علاقة ترسخ بينها وبين الشواطئ.
ومن ثم يأتي استثنائها " بل إنهم يحبون الحب لذاته "؛ إن ما أكثر ما أفسد الرومانسية هو الغلو العاطفي على قول الدكتور زكي الحاج والاستغراق في بحار اليأس والتشاؤم, لا أدري لماذا أختي الكاتبة حينما تحاول الخروج من الأسلوب التقليدي تفشل في ذلك أو تنكشف في مواضع كهذا الذي سبق.. فالجميع لا محاله يحبون الحب لما فيه من تقارب إلى خلجات النفس ولما فيه من محطات مهمة يحتاجها الفرد بشكل عام لإعادة تجديد نشاطه اليومي والحيوي بالإضافة إلى إضفاء سمات لجوهره ومظهره.
أما قولها " الدخول في تفاصيل لذَّاته " لقد أفنيت بعض أفكاري وأنا أحاول أن أوصل لأحدهم مدلولاً كي يفصل الحب عن الشهوة وعن المادة أيضاً وليتكِ قلتِ "والدخول في تفاصيل لحظاته, منعطفاته,.. إلخ " ولقد كان أبو زيد رحمه الله يقول " الأدب هو كل رياضة محمودة يتخرج فيها الإنسان بفضيلة من الفضائل " لا يجب على الأديب استخدام أدبه للوصول إلى منحدر يحاول التستر عليه بقدر ما هو بحاجة إلى إبراز فضيلة هذا المنحدر بشكل أو بآخر. ولكنها هنا ما زالت حيلتها جيدة النسج لكنها يجب أن تفصل في المرات القادمة فالحب عالم بذلك المنفى منفى الروح.
لا أذكر من قال بأن الخيال هو القوة السحرية التي توفق بين صفات متنافرة, فتظهر أشياء قديمة مألوفة بمظهر الجدة والنضارة, إنه اندماج الفكر الواعي ورابطة الجأش بالحماسة والشعور العميق المتوثب. فالخيال اجتماع حالة غير عادية من الانفعال بحالة غير عادية من النظام.
ليأتي قولها " وسفور تقلصات عذابات عضلاته " لعل هذه الجملة تندرج تحت أهمية الطرافة في الجدة والتصوير, فإدراج هذه المفردات معاً – سفور, تقلص, عذاب – دليل على أهمية الحالة وشدتها. وبعد السفور والتقلص والعذاب يأتي الانكماش بالدم لتبقى الحالة حركية من الدرجة الأولى.


ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء اخترقها ذات مساء فوحان مسكك محض فضول , حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين معرّض للتحلل والانحلال والذبول والاضمحلال ..هل ملأت سلالهم ليحترق الحب و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟

بما أنه لا يعني للآخرين شيئاً فهم يستدعيهم الفضول للتلصص ولكنهم حتماً ولأنها لم تطلعهم على شيء فهم سيتلصصون على جدران صماء, فهي لم تنجرف في تيار فضولهم إلا قليلاً رغم فوحان المسك, وهالة العبق, لأنها تثق بأن كل ذلك معرضٌ للتحلل وليتها لم تكتب بعدها واو ولو كتبت (..) كانت ستترك لنا مساحة كبيرة للفكرة ولكن دمج هذه المفردات معاً ووصلها بواو يسبقها فهي حتماً تحاول الاستحكام على الفكرة دون ترك مساحة للمحاولة في تشييد صروح للمحاولة كـ : معرضٌ للتحلل .. الانحلال .. الذبول والاضمحلال. لتظل إجابة هذه النقطتين المتتاليتين هي " من كذا ؟؟؟"
ولكنها جاءت بعد استحكامها .." هل ؟" حتى تصل إلى مفردة نفخ لا أدري لماذا لم تضيف أل التعريف لكلمة نفخ لتكون معنى هو لا ريب تنفخ ذكرياتها المحروقة ولكن الكرة المطلوبة هي أن تعيد نفخ تلك الذكريات لا أن تنفخها .

دعهم ينشغلون بألوان الشرر وغواية القزح الذي يربط بخيطه كل هذا الزحام ولنا لسع الانتظار فالزلازل لا ترتق الشروخ إنها فقط تحسن صنعا في صناعة الشرخ كي يبدو أجمل ..وإن طيفك ينساب على الخاطر كالشلال ..وخماري لا يعبأ بالهدير.
لا تلم ظلي المحني والاستقامة بي تستقيم كخط عمود النور في صدر النهار ولكني انكفأت على زهرة أغوتني لاقتطافها حتى أعطتني عطرك وكذا الرسائل , لها العديد من الوسائل ..وقل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك ...حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.
إن من طبيعة الإنسان الحديث ومن بيئة البعض هو التوغل في الحديث حول الآخرين هنا حقاً أدهشني بعد النفخ يأتي شكل الحديث الذي يتكلمه الآخرين عنهم كشرر ولكن المغزى هو أن ينشغلوا بألوانه وغواية القزح أما يربط بخيطه فهي استعارة مكنية جميلة جداً وكذلك لا ترتق الشروخ فهي استعارة أخرى.
إن الزلازل دائماً ما ترمز إلى الدمار فإن سألت أحدهم ما معنى زلزال لقال لك ما الذي يهز خاطرك اليوم بالدمار؟ إنها مقرونة بالفوضى فوضى الطبيعة ولكن الكاتبة هنا رتبتها من خلال الكتابة وجعلت منها جمالاً يحسن صنعاً في صناعة الشرخ يا للجمال في ما تحيكه هذه الكاتبة على الأقل هو يستحق التأمل من منحنيات عدة أجملها تحوير المفاهيم.. لعلها تملك ثالوثاً خاصاً بها كالثالوث الأغريقي مثلاً " القدرة-المعرفة-الحب " .
ثم يأتي التشبيه " كالشلال " المنساب عليها طيفاً فكون خمارها لا يعبأ للهدير فهي تلمح هذا الطيف ولكنه لا يقترب منها إنه مبعد منها كصاحبه أيضاً ولكني لا أحسب الطيف إلا في مجال العين من الجسد نفسه .
ولكنها هنا تتراجع قليلاً لتستريح في قولها " والاستقامة بي تستقيم " الاستقامة لا تستقيم حتى وإن كان التشبيه كخط عمود النور وليتها قالت مثلاً "والاستقامة بي تستريح, تشرق, ...إلخ" المهم أن يكون فعلاً غير تستقيم لأنها استدلت بنفس المدلول فهنا تبدأ الحيرة. رغم أنها وليقيني قادرة على صنع صياغة أجمل.
لتكون الخاتمة أن تنسلخ هي من جسد حبهما وتخاطبه قل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك حتى وإن كانت الشواطئ لا تلتقي .
ألم أقل لكم في البداية أن الشواطئ معنوية وأن الشوق هو أحد هذه الشواطئ التي تشتاق لشاطئ الرجل نفسه الذي هو "القلب" مخاطبة نفسها من خلاله وبهذا تظل هي خارج الأمر وينعكس انطباعها على اشتياق الشوق ولذلك الشواطئ لن تلتقي أبداً .. أبداً ..



إنتهى

شريفة العلوي
08-01-2011, 10:03 PM
قرأتها هنا و في أماكن أخرى ـ،
و الآن قرأتها وهذا الرد على التعليق ، كم أنتِ بهية سيدة الحروف
أتابع بهدوء ومعي قهوتي ، ألم أخبركِ بأن قهوتي تصير أزكى و أشهى مع حرفك..؟!

قوافل زهر


أنيقة الحضور مرمر القاسم
ما أسعدني بوجودك بين حروفي
دمت بكامل ذائقتك المذهلة .

أماني عواد
08-01-2011, 10:54 PM
الاستاذة شريفة العلوي

إن كنت نافرة ذلك من طبع البرق والحرير لا ينصاع لقبضة الأنامل

تعبير رائع يصف الاعتداد الجميل والذي يبتعد أميالا عن الغرور

..أحب الوضوح دون عري هياكل السريرة ..
وهنا ايضا تعبير يشي بمنتهى التلقائية بنقاء نفس وصدق شعور


لا يعني للآخرين شيئا ما إذا كنت أربي أزهار الحب في حديقة الروح , أم إنها تذبل مع كل غياب السحاب .
بل إنهم يحبون الحب لِذاته, والدخول في تفاصيل لذَّاته, وسفور تقلصات عذابات عضلاته , وانكماش أدمته متى ما هدد الشتاء ضيفا عند حلوله افرة
مفارقة رائعة ما بين حقيقة الحب وصورته المنعكسة منا لمن هم حولنا

و منذ متى كان للأشجار ثمارها !
وصف حكيم يحمل المراة بكفوف الكبرياء


..وقل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك ...حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.
خاتمة جميلة مؤثرة تخترق الجلد وتطال العظام
كاتبتنا الرائعة للنص أفق لدى القارئ تماما كما للكاتب قد يتحد الأفقين وقد يتقاطعا وقد لا يلتقيا تماما كما هذه الشواطئ . وانا هنا أرىأن شاطئ الحب يقابل شاطئ الكبرياء
لا يلتقيان رغم صمودهما معا بذات المكان

متابعة لشواطئ ساحرة

شريفة العلوي
10-01-2011, 06:10 PM
من تخوم الرؤى
وعلى سلالم الأفكار أتسلق درجات نبضك
وكأني أطل على الكون الفسيح
من هودج مزركش يشغل الركب بألوانه
وتنشغل القافلة عن فسيفساء الطمي على ضفاف النهر
بــ استسقاء الشوق في التحام يخترق جدران الريح
ولم تستبق منه الروح سوى لمحة برق عابرة .

لنعود ثانية

بعدما انفض الجمع واحتدت الأشداق
بين الضحك والقمع
وتلمع من هناك ملامح العيد البعيد
على مشارف السراب
ومازالت الأيادي تحترق
بين حقوق المصافحة وعقوق المنافحة ,
إن كنت نافرة ذلك من طبع البرق
والحرير لا ينصاع لقبضة الأنامل
و لست بكافرة بمدلول شرياني وخريره
حين يألفه النزول
كالطيور المهاجرة على أرخبيل خيالك المتسامي ..
نعم ..
أحب الوضوح دون عري هياكل السريرة ..

لا يعني للآخرين شيئا
ما إذا كنت أربي أزهار الحب في حديقة الروح ,
أم إنها تذبل مع كل غياب السحاب .
بل إنهم يحبون الحب لِذاته,
والدخول في تفاصيل لذَّاته,
وسفور تقلصات عذابات عضلاته ,
وانكماش أدمته متى ما هدد الشتاء
ضيفا عند حلوله .

ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء
اخترقها ذات مساء
فوحان مسكك محض فضول ,
حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,
و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..
ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين
معرّض للتحلل والانحلال
والذبول والاضمحلال ..
هل ملأت سلالهم ليحترق الحب
و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟

دعهم ينشغلون بألوان الشرر
وغواية القزح الذي يربط بخيطه كل هذا الزحام
ولنا لسع الانتظار
فالزلازل لا ترتق الشروخ إ
نها فقط تحسن صنعا في صناعة الشرخ
كي يبدو أجمل ..
وإن طيفك ينساب على الخاطر كالشلال ..
وخماري لا يعبأ بالهدير.
لا تلم ظلي المحني
والاستقامة بي تستقيم
كخط عمود النور في صدر النهار
ولكني انكفأت على زهرة أغوتني لاقتطافها
حتى أعطتني عطرك وكذا الرسائل ,
لها العديد من الوسائل ..
وقل للقلب :
إن الشوق هو الذي يشتاقك ...
حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.




مرحى باللغة الشاعرة الآسرة
وبأصالة السرد النقي
هكذا أنت سيدتي
شاعرية في نثرك
هنا تنسمت عبير البيان
تحية ود وتقدير



الشاعر المبدع مصطفى السنجاري

أشكر مرورك الذي أضفى على النص بهاء الشعر وأعطى للشواطئ "الضوء الأخضر" لتعبر من الذاكرة الجغرافية وتمضي بجناحي القصيدة .

تحياتي ووافر احترامي.

شريفة العلوي
12-01-2011, 12:14 PM
صرت أخشى على قلمي وهو يخط لك توقيع السكنى هنا..أخشى عليه شرود الفكرة من قبضة يده فيطاردها فيجدها من صفحتك إليها، ومن حمى قلمك إليه، ومن جوار نبض أفكارك إليها من جديد، وهكذا يزيغ بصر قلمي كلما جاء إلى متصفحك المشبع بالجديد، والملئ بأروع بنيات الجمال..
لك ولأدبك امتثال القلم مهما استعصى على جاذبية البوح، ولك وحدك خضوع البيان مهما استشرف على الأرض من على حرف السماء....دمت مبدعة يا نبرة الأدب الأولى في عالم إعجابي.


الأديب المبدع أحمد الفلاسي..
على أي أجنحة الدهشة سيحملني هذا الحضور الحاضر وكم من مسافات الرؤى أُختزلت لتصوغ من السطور أبهى ما تضوع به الزهر من نقاء العطر .
وكم يسعدني أن تقرأ النهى أدبي المتواضع .

تقديري واحترامي.

شريفة العلوي
18-01-2011, 09:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بوسعك أخي القارئ أن تدرك بأن التصور والخيال هما عبارة عن مسافة فاصلة للكلام بين الكاتب وعمله وإن عدت إلى نص "الشواطئ لا تلتقي (1)" ستجد بأن الكاتبة أدركت هذه المسافة فيما بينها وبين الكلام كونها أحد الشواطئ المذكورة في سلسلة الشواطئ لا تلتقي ومن الواضح أن في ذهن الكاتبة فلسفة الخطاب, التي يجب أن يصل إلى الشخصية أو الشاطئ الآخر الرجل, الذي يتصرف بأنانيه دائماً في ذهنها. ولا أذكر من قال بأن الخيال يستحوذ على خزين الصور الحسية في الذاكرة. فهي بدورها تفرغ هذا المخزون الحسي بشكل نصوص وخطابات توجهها إليه – إلى الرجل – بقدر تكرر اللحظات في الذاكرة؛ بمعنى أنها كل ما تذكرت شيء أفرغته إبداعاً محصور في " الشواطئ لا تلتقي "..
ستقول لي أخي القارئ بأن الرجل والمرأة يلتقيان, وهنا العنوان يشير إلى عدم التقاء الشواطئ.
إن العنوان لا يقصد شواطئ محسوسة وإنما شواطئ معنوية إنها فقط الجرأة لدى الكاتبة فقد أوهمتنا بأن الشواطئ محسوسة ولكن إن كان هذا استنتاجنا فسنفصل العنوان عن النص وهذا سيخل بقيمته الأدبية. ولأثبت صحة كلامي بأن الشواطئ هنا معنوية؛ لقد جاءت الإجابة في نهاية "الشواطئ لا تلتقي (1)"..
" لا تسكب براكين غضبك ملامة علي
لأن الشواطئ لا تلتقي أبداً..أبدا..أبدا..ابدا "
وحدها قدرة الخيال لدى الكاتبة عملت على تشكيل هذه الشواطئ من خلالهما - الرجل والمرأة – لأن وصف لحظات الغضب بشكل براكين هو لا محالة جاء بحنكة ليكشف لنا هذه الشواطئ التي لم أستدركها في ما سبق ولكنها جاءت بشكل أوضح في النص الأول أيضاً بقولها ".. وكان اللقاء قبل ديناميكية اللقاء المعروف لأنه تم هناك في الغيم ."
فمعناه أن الشواطئ هنا التقت بهما وليس ببعضها البعض, إن ما سبق الآن هو استدراك للعنوان أو لتوغل في ماهيته أكثر.. ولكنا لن نعرف ذلك إلا بعملية الربط بين نصوص الشواطئ التي جاءت بهذه النتيجة كاملة.

لذلك الآن هي بحاجة لتوصل هذه الخطابات من خلال مستوى واحد هي الشواطئ والشواطئ بكونها في مستوى واحد تكون النتيجة خيال معتدل ومتناسق الربط ولعلها قاست من الحقيقة وعاشت مأساة مرتبطة بأحداث متفرقة تشكلها بمجال الخيال الأرحب والأوسع والذي يأتي على ما تحب هي أن تفلسفه وقد كان أبرز هذا في النص الأول " من – إلى " و " لم أحاول " أما في هذا النص " الشواطئ لا تلتقي (2) "فأبرز ما جاء هو " من – وعلى " متجاوزة بذلك المقدمات التي جاءت بها في " الشواطئ لا تلتقي (1) "
مما يعني التقدم خطوة إلى الأمام, وقد جاء في مسائل فلسفة الفن المعاصر لجان ماري جويو ترجمة سامي الدروبي بأن " إن ما يقوله الفن يستمد قيمته مما لا يقوله , مما يوحي به .. الفن العظيم هو الذي يدرك روح الأشياء , هو الذي يدرك ما يربط الفرد بالكل , وما يربط كل جزء من اللحظة بالديمومة الأبدية " مما يعني بأنها استمدت الكثير من النص الأول لتتداركه في النص الثاني أو أنها جعلت النص الأول كمقدمة لما يأتي بعد من نصوص, وهنا لم تشكل عبئاً على نفسها وجائتنا بالإيحاء كفكرة لتوصيل ما تريد إيصاله إليه. فيكون الإيحاء هو بوابة التوصيل هنا. سأترك مسألة تجاهل عتاب الرومنسية في النص جانباً والمشاكل التي أثيرت حول الرومنسية خصوصاً في الأدب وكونها من أدنى مستوياته.
لا سيما مسألة تحديد البعيد والمستحيل في هذا المجال الجنوني المتفوات عند الكثير من الفلاسفة والكتاب والنقاد والبلاطجة أيضاً إن الأخير هم من أشهر الكتاب والنقاد اللذين أصابهم الهوس وهذا يجعل المستقرئ المتفحص للأدب يرفع عنهم القلم.
ولعل الرومنسية كانت منطلق هذه الشواطئ وكانت بنفس الوقت هي مستواها الخفي سندرك هذا في ما يأتي :

من تخوم الرؤى وعلى سلالم الأفكار أتسلق درجات نبضك وكأني أطل على الكون الفسيح من هودج مزركش يشغل الركب بألوانه وتنشغل القافلة عن فسيفساء الطمي على ضفاف النهر بــ استسقاء الشوق في التحام يخترق جدران الريح ولم تستبق منه الروح سوى لمحة برق عابرة .

لقد شكلت انجازاً كبيراً في سيطرتها على الفكرة في هذا الجزء وقد تحايلت لكي لا تتوالى الأفكار على ذهنها مسرعة, لذلك كان الأروع هو أسلوب الفقرة في كتابتها مما جعلها تأتي بأجمل حلة في النص, لقد انطلقت من عدم الوضوح الذي هو معنى لمفردة " تخوم " وقد استعارت لانطلاقها الرؤى؛ الصور والمجازات الشعرية. أما سلالم الأفكار فقد كانت الطريق لتسلك وتتسلق بوضوح درجات نبضه. إنها بدورها تقول من الظلمات إلى النور, وتتحايل باكتشافها بأنها من هناك تطل وتظل مفردة "وكأني" مردودة على الحيلة نفسها – باختصار على مخيلتها – ولكن كيف وهي على سلالم وتتسلق درجات لقد جاءت هنا بتناقض للقارئ العادي الذي بكونه يمر للشكر والتثنية ولكنها ازدادت حيلتها هنا لأنها تقصد درجات أخرى كـ" درجات الحرارة ". إطلالها على الكون من هودج يشغل الركب والقافلة معاً كألوان الطيف فهي تشغل المتأملون بألوانها عن العاصفة والمطر الذي هب قبلها لتكون ألوان الطيف أحد نتائجها.
فاستسقائها للشوق وهي تخترق الريح فالعجل يؤدي بدوره بها إلى الاختناق من شدة السرعة لذلك هي لم تقوى على فعل شيء فجاءت بالروح ولكن الروح أيضاً لم تستبق إلا لمحة عابرة, بمعنى أن العلاقة كانت عابره وسريعة جداً أو أنها مرت سريعاً رغم أحداثها فيكون البرق مدلول عميق جداً لسرعة حدوثه رغم المسافة الطويلة للمدى الذي تشكلت جزئياته فيه.
وبمعنى آخر لهذا الجزء وهي تراجع أحداث قصتهما تذكرته ولكن شوقها مر سريعاً على عجل وكأنها لم تعد تريد التذكر أو لم يعد لديها حافز لذلك فيكون للبرق مدلول شاهق للسقوط أيضاً.
.. أُعجب احدهم باستخدامي لكلمة هودج في نص سابق لي عن لحظة الكتابة "في جزيرة مجهولة منك" هذا كان عنوانه وقال بأن الهودج لا يكون إلا على ظهر الجمل والجمل لا يعيش إلا في الصحراء... إلخ
مما يعني أنها في واحة بصحراء ذاكرتها أو أن ما حدث من أجمل ما حدث بينهما لقد جعلت منه حالتين متناقضتين > جماله وتصحره <
لذلك كانت حيلة رائعة جداً لنقف عليها .



لنعود ثانية بعدما انفض الجمع واحتدت الأشداق بين الضحك والقمع وتلمع من هناك ملامح العيد البعيد على مشارف السراب ومازالت الأيادي تحترق بين حقوق المصافحة وعقوق المنافحة , إن كنت نافرة ذلك من طبع البرق والحرير لا ينصاع لقبضة الأنامل و لست بكافرة بمدلول شرياني وخريره حين يألفه النزول كالطيور المهاجرة على أرخبيل خيالك المتسامي ..نعم ..أحب الوضوح دون عري هياكل السريرة ..
بعد مرور اللمحة التي حصلت عليها ألزمت نفسها بالعودة إلى العمق لأنها تحب الوضوح, إنها بعد الصدمة عادت لتراجع أحداثها ولكنها لم تعود إلا بعد أن انفض الجمع؛ لتجعلنا بين احتمالين الأول : لعلها عادت إلى تذكر قصتها. والثاني : لعلها تتكلم عن اللمحة التي استبقتها الروح. لذلك هي تفرض على نفسها محاولة للبقاء رغم السراب ورغم معرفتها بأن كل الملامح هي مجرد ومضه زائفة وفي سراب أيضاً وستكون عودتها من المستحيل إذاً ..
من احتراق الأيادي إلى أرخبيل خياله المتسامي نجدول التضاد والمسميات في أقواس (حقوق-عقوق) (مصافحة-منافحة) (برق-حرير) (نافرة-كافرة) (انصياع-ألفه) أليس كل هذا من يدل على قوة الكاتبة في صناعة المفاهيم وجذبها لبعضها وهذه فطنة تحسد عليها أدبياً .
وبعد كل هذا التضاد القادم من تلقاء عودتها وكل ما تشعر به. تأتي كلمة نعم بين (..) من قبل ومن بعدها مما يعني أن هناك كلام يجب أن يقال, وكأنها تريد قول نعم سأخبرك بأني أحب الوضوح ولكنها أكتفت بالموافقة فقط بنعم.
لو أن أحداً توقف ليقول أحب الوضوح دون عري حتماً ستصفعه بعلامة استفهام لغبائه فالوضوح هو العري نفسه المقصود به حتى وإن كان أشد منه في الحالة. ولكنها استدركت ذلك لتصل إلى أعمق من أعماق المدلول فتقول دون عري هياكل السريرة وقد شبهتها بهياكل لشدة الفزع الذي فيها فهي بئر غير موجود لا يمكنك الوصول إليه إلا برمي سر إلى صاحبه أو بالحديث معه حول أسرار أخرى تخرجها منه.



ولي عودة لاحقة بإذن الله



هنا ما يسر العين ويفرح وما يرفع الكلمة لتحاذي النجوم ..هنا النقد مادة ابداعية أظهر ما خفي عن العين وتلمسه العقل من ناصية الوعي .

المبدع المدهش اسماعيل القبلاني .

بارك الله بقلمك الفذ.

شريفة العلوي
28-01-2011, 12:26 PM
لا يعني للآخرين شيئا ما إذا كنت أربي أزهار الحب في حديقة الروح , أم إنها تذبل مع كل غياب السحاب .
بل إنهم يحبون الحب لِذاته, والدخول في تفاصيل لذَّاته, وسفور تقلصات عذابات عضلاته , وانكماش أدمته متى ما هدد الشتاء ضيفا عند حلوله .

إن النبض المشترك بين بني الإنسان هو الحب, ورغم هذا فهي هنا تقول لا يعني للآخرين شيئاً؛ لكن ما لا يعنينا هو طريقة تربيتها لأزهار الحب وهنا جعلت للروح حديقة والأجمل من ذلك تصويرها لعواطف الرجل بأنه سحاب فإن غاب هذا الرجل بعواطفه تثاءبت عواطفها من حيرة البقاء صامدة.
.. من حيث التكلم عن الرومانسية كمكان أوجدت الكاتبة نصوصها من خلاله لتجد لنفسها علاقة ترسخ بينها وبين الشواطئ.
ومن ثم يأتي استثنائها " بل إنهم يحبون الحب لذاته "؛ إن ما أكثر ما أفسد الرومانسية هو الغلو العاطفي على قول الدكتور زكي الحاج والاستغراق في بحار اليأس والتشاؤم, لا أدري لماذا أختي الكاتبة حينما تحاول الخروج من الأسلوب التقليدي تفشل في ذلك أو تنكشف في مواضع كهذا الذي سبق.. فالجميع لا محاله يحبون الحب لما فيه من تقارب إلى خلجات النفس ولما فيه من محطات مهمة يحتاجها الفرد بشكل عام لإعادة تجديد نشاطه اليومي والحيوي بالإضافة إلى إضفاء سمات لجوهره ومظهره.
أما قولها " الدخول في تفاصيل لذَّاته " لقد أفنيت بعض أفكاري وأنا أحاول أن أوصل لأحدهم مدلولاً كي يفصل الحب عن الشهوة وعن المادة أيضاً وليتكِ قلتِ "والدخول في تفاصيل لحظاته, منعطفاته,.. إلخ " ولقد كان أبو زيد رحمه الله يقول " الأدب هو كل رياضة محمودة يتخرج فيها الإنسان بفضيلة من الفضائل " لا يجب على الأديب استخدام أدبه للوصول إلى منحدر يحاول التستر عليه بقدر ما هو بحاجة إلى إبراز فضيلة هذا المنحدر بشكل أو بآخر. ولكنها هنا ما زالت حيلتها جيدة النسج لكنها يجب أن تفصل في المرات القادمة فالحب عالم بذلك المنفى منفى الروح.
لا أذكر من قال بأن الخيال هو القوة السحرية التي توفق بين صفات متنافرة, فتظهر أشياء قديمة مألوفة بمظهر الجدة والنضارة, إنه اندماج الفكر الواعي ورابطة الجأش بالحماسة والشعور العميق المتوثب. فالخيال اجتماع حالة غير عادية من الانفعال بحالة غير عادية من النظام.
ليأتي قولها " وسفور تقلصات عذابات عضلاته " لعل هذه الجملة تندرج تحت أهمية الطرافة في الجدة والتصوير, فإدراج هذه المفردات معاً – سفور, تقلص, عذاب – دليل على أهمية الحالة وشدتها. وبعد السفور والتقلص والعذاب يأتي الانكماش بالدم لتبقى الحالة حركية من الدرجة الأولى.


ما يجعل الآخرون يتلصصون على جدران صماء اخترقها ذات مساء فوحان مسكك محض فضول , حتى تساقطت أمام فضولهم هالة العبق المتعبة ,و منذ متى كان للأشجار ثمارها ! ..ثق بأن ما وصل إلى أذهان الآخرين معرّض للتحلل والانحلال والذبول والاضمحلال ..هل ملأت سلالهم ليحترق الحب و نعيد كرة أخرى في نفخ بالرماد ؟

بما أنه لا يعني للآخرين شيئاً فهم يستدعيهم الفضول للتلصص ولكنهم حتماً ولأنها لم تطلعهم على شيء فهم سيتلصصون على جدران صماء, فهي لم تنجرف في تيار فضولهم إلا قليلاً رغم فوحان المسك, وهالة العبق, لأنها تثق بأن كل ذلك معرضٌ للتحلل وليتها لم تكتب بعدها واو ولو كتبت (..) كانت ستترك لنا مساحة كبيرة للفكرة ولكن دمج هذه المفردات معاً ووصلها بواو يسبقها فهي حتماً تحاول الاستحكام على الفكرة دون ترك مساحة للمحاولة في تشييد صروح للمحاولة كـ : معرضٌ للتحلل .. الانحلال .. الذبول والاضمحلال. لتظل إجابة هذه النقطتين المتتاليتين هي " من كذا ؟؟؟"
ولكنها جاءت بعد استحكامها .." هل ؟" حتى تصل إلى مفردة نفخ لا أدري لماذا لم تضيف أل التعريف لكلمة نفخ لتكون معنى هو لا ريب تنفخ ذكرياتها المحروقة ولكن الكرة المطلوبة هي أن تعيد نفخ تلك الذكريات لا أن تنفخها .

دعهم ينشغلون بألوان الشرر وغواية القزح الذي يربط بخيطه كل هذا الزحام ولنا لسع الانتظار فالزلازل لا ترتق الشروخ إنها فقط تحسن صنعا في صناعة الشرخ كي يبدو أجمل ..وإن طيفك ينساب على الخاطر كالشلال ..وخماري لا يعبأ بالهدير.
لا تلم ظلي المحني والاستقامة بي تستقيم كخط عمود النور في صدر النهار ولكني انكفأت على زهرة أغوتني لاقتطافها حتى أعطتني عطرك وكذا الرسائل , لها العديد من الوسائل ..وقل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك ...حتى وان كانت الشواطئ لا تلتقي.
إن من طبيعة الإنسان الحديث ومن بيئة البعض هو التوغل في الحديث حول الآخرين هنا حقاً أدهشني بعد النفخ يأتي شكل الحديث الذي يتكلمه الآخرين عنهم كشرر ولكن المغزى هو أن ينشغلوا بألوانه وغواية القزح أما يربط بخيطه فهي استعارة مكنية جميلة جداً وكذلك لا ترتق الشروخ فهي استعارة أخرى.
إن الزلازل دائماً ما ترمز إلى الدمار فإن سألت أحدهم ما معنى زلزال لقال لك ما الذي يهز خاطرك اليوم بالدمار؟ إنها مقرونة بالفوضى فوضى الطبيعة ولكن الكاتبة هنا رتبتها من خلال الكتابة وجعلت منها جمالاً يحسن صنعاً في صناعة الشرخ يا للجمال في ما تحيكه هذه الكاتبة على الأقل هو يستحق التأمل من منحنيات عدة أجملها تحوير المفاهيم.. لعلها تملك ثالوثاً خاصاً بها كالثالوث الأغريقي مثلاً " القدرة-المعرفة-الحب " .
ثم يأتي التشبيه " كالشلال " المنساب عليها طيفاً فكون خمارها لا يعبأ للهدير فهي تلمح هذا الطيف ولكنه لا يقترب منها إنه مبعد منها كصاحبه أيضاً ولكني لا أحسب الطيف إلا في مجال العين من الجسد نفسه .
ولكنها هنا تتراجع قليلاً لتستريح في قولها " والاستقامة بي تستقيم " الاستقامة لا تستقيم حتى وإن كان التشبيه كخط عمود النور وليتها قالت مثلاً "والاستقامة بي تستريح, تشرق, ...إلخ" المهم أن يكون فعلاً غير تستقيم لأنها استدلت بنفس المدلول فهنا تبدأ الحيرة. رغم أنها وليقيني قادرة على صنع صياغة أجمل.
لتكون الخاتمة أن تنسلخ هي من جسد حبهما وتخاطبه قل للقلب : إن الشوق هو الذي يشتاقك حتى وإن كانت الشواطئ لا تلتقي .
ألم أقل لكم في البداية أن الشواطئ معنوية وأن الشوق هو أحد هذه الشواطئ التي تشتاق لشاطئ الرجل نفسه الذي هو "القلب" مخاطبة نفسها من خلاله وبهذا تظل هي خارج الأمر وينعكس انطباعها على اشتياق الشوق ولذلك الشواطئ لن تلتقي أبداً .. أبداً ..



إنتهى


لكل شيء بداية ونهاية إلا الإبداع له بداية ولكن ليس له نهاية طالما هو يؤثث قواعده المتينة في اعماق أرضه .

المبدع اسماعيل القبلاني ..

دام قلمك الذي يختزن في سطوره اتساع الرؤية .

شريفة العلوي
29-01-2011, 10:48 PM
الاستاذة شريفة العلوي

تعبير رائع يصف الاعتداد الجميل والذي يبتعد أميالا عن الغرور
.
وهنا ايضا تعبير يشي بمنتهى التلقائية بنقاء نفس وصدق شعور


مفارقة رائعة ما بين حقيقة الحب وصورته المنعكسة منا لمن هم حولنا

وصف حكيم يحمل المراة بكفوف الكبرياء

خاتمة جميلة مؤثرة تخترق الجلد وتطال العظام
كاتبتنا الرائعة للنص أفق لدى القارئ تماما كما للكاتب قد يتحد الأفقين وقد يتقاطعا وقد لا يلتقيا تماما كما هذه الشواطئ . وانا هنا أرىأن شاطئ الحب يقابل شاطئ الكبرياء
لا يلتقيان رغم صمودهما معا بذات المكان

متابعة لشواطئ ساحرة

العزيزة أماني عواد

أتعلمين ما هو الشيء الذي يدهشني كثيرا في قراءتك للنص؟

ليس فقط وصولك الى مفهوم الفكرة أو الوقوف على مجاز الجملة وتحليلها تحليلا واعيا ..بل معرفتك لسيكولوجية النص وامتداد يدك الى حرز المعنى الخفي فيه .

دمت بكل هذا الجمال.