أ.د/ مصطفى الشليح
26-12-2010, 08:38 PM
.
.
اكتُبْ قَصيدةَ نَثرٍ تَقرأُ العَرَبا ..
*=*
اكتُبْ قَصيدةَ نثرٍ تَستبقْ حِقبا = ما كلُّ شعر أتى يَستوقفُ العَجبا
اكتُبْ لتقرأكَ الدُّنيا بزُخرُفِها = حتَّى يَميلَ الكلامُ المُنتقى طربا
اكتُبْ فأنتَ لها مَعنى وأبنيةٌ = وما تَشاءُ إذا ما جئتَها سَببا
اكتُبْ لأنَّكَ تأتيها بما رغبتْ = من العبارةِ لا تَستنفدُ الأربا
اكتُبْ قَصيدةَ نثرٍ لا تُسامتُها = إلا قَصيدةُ نثرٍ تَنظمُ السُّحبا
*=*
تَقولُ: لكنَّني أقفو المَجازَ إلى = .. اللانهائيِّ أستمليه إذا كتبا
أغفو على جانحيه حينَ أحملُه = إليَّ .. والسَّفرُ المَجنونُ ما تعبا
أصفو لأعدلَه روحا بأخيلةٍ = تَطيرُ بي فأحاذي ريحَه طلبا
أطوفُ بينَ كناياتٍ لأحذفَها = حتَّى أجنِّبَها ما يَرتَئي عطبا
أخِفُّ في كلماتٍ منْ غَوايتِها = أخِفُّ مُنتشيا أستمطرُ اللَّهبا
*=*
تَقولُ لي: قافياتٌ لستُ أطلبُها = إلى نِداءٍ، ولمَّا أبتدئْ. عجبا !
كمْ لوَّحتْ بجناساتٍ تلوذُ بها = لتَختفي عنْ مُتلقٍّ كلَّما رغبا
بَديعُها ضِحكةٌ حينَ ارتسامتِه = على شفاهِ قَصيدٍ كانَ فاغتربا
كمْ لمَّحتْ بالتباساتٍ لأقطفَها = كزهرةِ النَّار للمَعنى ولا حطبا
صَنيعُها شرَّدتني كلُّ قافيةٍ = منه إليه، وأنسَتني الذي التهبا
*=*
تَقولُ لي: جِنَّةٌ هذي سأصرفُها = عنِّي فلا زنةٌ تَستفتحُ الخببا
تَعدو إلي الأقاصي ليسَ يَعقلُها = بَحرٌ تَعدَّدَ أشكالا وما اقتربا
تلكَ الأقاصي مَسافاتٌ بأرديتي = قدِ اكتستْ بسُؤالي حينَما وثبا
كأنَّما البَحرُ قُرصانٌ. أألبسُه = أنا لأعرَى .. ولمَّا أرتقبْ نسبا ؟
ذاكَ الخليلُ ألمْ يَعتدَّ منذُ عتا = مستفعلن فاعلن حتَّى غدا نصبا ؟
*=*
أقولُ: لا تُدركنَّ الأمرَ مُلتفتا = إليكَ منزلةً لمْ تُدركِ السَّلبا
لا تأمنَنَّ، بمَوماةٍ، أساودَها = وخَلِّ هَمسةَ رمل تَنتقي شهبا
وخَلِّ واحتَه برقا تُطرِّزُه = ماءً على شفةِ الأفق الذي وجبا
وخذْ بقلبكَ آياتٍ وشُدَّ بها = وَثاقَ دربِكَ مأخوذا بما هربا
وجِدَّ تطلبُه فجرا على قدر = إذا تَنفَّسَ مَفتونا .. وقدْ عتبا
*=*
يَقولُ: لمَّا أجدْ قرطا لماريةٍ = فكيفَ أبعدُ عنِّي كلَّما انتصبا ؟
ولمْ أجدْ أبلقا. أنَّى سَموألُه = يكونُ مُختبئا واللَّيلُ قدْ نشبا ..؟
نارٌ وأخمدَها خَطوٌ بلا لغةٍ = أحَدِّثُ الرِّيحَ إمَّا تنزوي عَربا
لكمْ أُحَدثُني والنَّارُ تَلمحُني = أكلَّما لهثتْ .. تَجتاحُني صببا ؟
أكلَما نبغتْ بالجُرح نَجمتُه = تأوَّهتْ نَجمةٌ جُرحا .. وكانَ خبا ؟
*=*
أقولُني: يا امرأ القَيس انتباهتُنا = خَمرٌ ولا أمرَ إلا كانَ مُحتجَبا
نغذُّ سيرا إلى اللاشيء. حُلَّتُنا = كأنَّ قيصرَ أهدى سُمَّها الحقبا
حتَّى إذا خلقتْ كنَّا لها بدلا = فاعْجبْ لحُلَّةِ قوم .. كانتِ الرَّغبا
حتَّى إذا أطرقتْ دمعا نُكفكفُه = نَقولُ: إنَّ غدًا مُستوفزٌ غضبا
وليسَ نَغضبُ إلا في قَصائدنا = بائيَّةً لحبيبٍ .. تَسحبُ الحببا
*=*
اكتبْ قَصيدةَ نثرٍ. حالُنا غَرَبٌ = لا نَبعَ للقوس تَرميها يدٌ أربا
لا فَرقَ بينَ نثارٍ وانتظامٍ له = إذا البَيانُ امَّحى حرفا ومُحتسبا
لا طُرقَ إلا استعاراتٌ مُطوِّقةٌ = بخيلها خيمةً مَمدودةً طنبا
فانظرْ بغَزَّةَ إمَّا عِزَّةٌ نَظرتْ = كيفَ القصيدةُ تأتي نَحوَها غلبا
وانظرْ بأمِّ البساتين انكتابتَها = عزما إلى الرَّافدين احتدَّ والتهبا
*=*
اكتبْ. أقارئةٌ أشعارَها عربٌ ؟ = اكتبْ قَصيدةَ نثرٍ تَقرأُ العربا ..
*=*
.
.
.
اكتُبْ قَصيدةَ نَثرٍ تَقرأُ العَرَبا ..
*=*
اكتُبْ قَصيدةَ نثرٍ تَستبقْ حِقبا = ما كلُّ شعر أتى يَستوقفُ العَجبا
اكتُبْ لتقرأكَ الدُّنيا بزُخرُفِها = حتَّى يَميلَ الكلامُ المُنتقى طربا
اكتُبْ فأنتَ لها مَعنى وأبنيةٌ = وما تَشاءُ إذا ما جئتَها سَببا
اكتُبْ لأنَّكَ تأتيها بما رغبتْ = من العبارةِ لا تَستنفدُ الأربا
اكتُبْ قَصيدةَ نثرٍ لا تُسامتُها = إلا قَصيدةُ نثرٍ تَنظمُ السُّحبا
*=*
تَقولُ: لكنَّني أقفو المَجازَ إلى = .. اللانهائيِّ أستمليه إذا كتبا
أغفو على جانحيه حينَ أحملُه = إليَّ .. والسَّفرُ المَجنونُ ما تعبا
أصفو لأعدلَه روحا بأخيلةٍ = تَطيرُ بي فأحاذي ريحَه طلبا
أطوفُ بينَ كناياتٍ لأحذفَها = حتَّى أجنِّبَها ما يَرتَئي عطبا
أخِفُّ في كلماتٍ منْ غَوايتِها = أخِفُّ مُنتشيا أستمطرُ اللَّهبا
*=*
تَقولُ لي: قافياتٌ لستُ أطلبُها = إلى نِداءٍ، ولمَّا أبتدئْ. عجبا !
كمْ لوَّحتْ بجناساتٍ تلوذُ بها = لتَختفي عنْ مُتلقٍّ كلَّما رغبا
بَديعُها ضِحكةٌ حينَ ارتسامتِه = على شفاهِ قَصيدٍ كانَ فاغتربا
كمْ لمَّحتْ بالتباساتٍ لأقطفَها = كزهرةِ النَّار للمَعنى ولا حطبا
صَنيعُها شرَّدتني كلُّ قافيةٍ = منه إليه، وأنسَتني الذي التهبا
*=*
تَقولُ لي: جِنَّةٌ هذي سأصرفُها = عنِّي فلا زنةٌ تَستفتحُ الخببا
تَعدو إلي الأقاصي ليسَ يَعقلُها = بَحرٌ تَعدَّدَ أشكالا وما اقتربا
تلكَ الأقاصي مَسافاتٌ بأرديتي = قدِ اكتستْ بسُؤالي حينَما وثبا
كأنَّما البَحرُ قُرصانٌ. أألبسُه = أنا لأعرَى .. ولمَّا أرتقبْ نسبا ؟
ذاكَ الخليلُ ألمْ يَعتدَّ منذُ عتا = مستفعلن فاعلن حتَّى غدا نصبا ؟
*=*
أقولُ: لا تُدركنَّ الأمرَ مُلتفتا = إليكَ منزلةً لمْ تُدركِ السَّلبا
لا تأمنَنَّ، بمَوماةٍ، أساودَها = وخَلِّ هَمسةَ رمل تَنتقي شهبا
وخَلِّ واحتَه برقا تُطرِّزُه = ماءً على شفةِ الأفق الذي وجبا
وخذْ بقلبكَ آياتٍ وشُدَّ بها = وَثاقَ دربِكَ مأخوذا بما هربا
وجِدَّ تطلبُه فجرا على قدر = إذا تَنفَّسَ مَفتونا .. وقدْ عتبا
*=*
يَقولُ: لمَّا أجدْ قرطا لماريةٍ = فكيفَ أبعدُ عنِّي كلَّما انتصبا ؟
ولمْ أجدْ أبلقا. أنَّى سَموألُه = يكونُ مُختبئا واللَّيلُ قدْ نشبا ..؟
نارٌ وأخمدَها خَطوٌ بلا لغةٍ = أحَدِّثُ الرِّيحَ إمَّا تنزوي عَربا
لكمْ أُحَدثُني والنَّارُ تَلمحُني = أكلَّما لهثتْ .. تَجتاحُني صببا ؟
أكلَما نبغتْ بالجُرح نَجمتُه = تأوَّهتْ نَجمةٌ جُرحا .. وكانَ خبا ؟
*=*
أقولُني: يا امرأ القَيس انتباهتُنا = خَمرٌ ولا أمرَ إلا كانَ مُحتجَبا
نغذُّ سيرا إلى اللاشيء. حُلَّتُنا = كأنَّ قيصرَ أهدى سُمَّها الحقبا
حتَّى إذا خلقتْ كنَّا لها بدلا = فاعْجبْ لحُلَّةِ قوم .. كانتِ الرَّغبا
حتَّى إذا أطرقتْ دمعا نُكفكفُه = نَقولُ: إنَّ غدًا مُستوفزٌ غضبا
وليسَ نَغضبُ إلا في قَصائدنا = بائيَّةً لحبيبٍ .. تَسحبُ الحببا
*=*
اكتبْ قَصيدةَ نثرٍ. حالُنا غَرَبٌ = لا نَبعَ للقوس تَرميها يدٌ أربا
لا فَرقَ بينَ نثارٍ وانتظامٍ له = إذا البَيانُ امَّحى حرفا ومُحتسبا
لا طُرقَ إلا استعاراتٌ مُطوِّقةٌ = بخيلها خيمةً مَمدودةً طنبا
فانظرْ بغَزَّةَ إمَّا عِزَّةٌ نَظرتْ = كيفَ القصيدةُ تأتي نَحوَها غلبا
وانظرْ بأمِّ البساتين انكتابتَها = عزما إلى الرَّافدين احتدَّ والتهبا
*=*
اكتبْ. أقارئةٌ أشعارَها عربٌ ؟ = اكتبْ قَصيدةَ نثرٍ تَقرأُ العربا ..
*=*
.
.