تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زمن ضائع



خالد الجريوي
28-12-2010, 06:09 PM
http://anas1717.files.wordpress.com/2009/03/sands-of-time.jpg

كان جالساً مسترخياً على احد المقاعد أمام شرفته ، يرشف من كوب الشاي الذي أعدته له زوجته .. ويسحب نفسا من سيجاره .. كان غارقا في التفكير لدرجة أنه لم يشعر بزوجته التي جلست بجانبه تحتضن كوب الشاي الآخر ..

كان يحدق بالأفق ، وقد اقتربت الشمس من المغيب وامتزج الأفق بحمرة أفولها وكأنها تنشر شراعها الأحمر الشفاف تعلن عن إبحارها في سكون الليل .

قالت له : غدا عيد زواجنا التاسع عشر .. فنظر إليها نظرة إعجاب كسولة ، فقد كان يفكر تماما فيما قالته أم أولاده الثلاثة والتي أفنت عمرها في تربيتهم على أكمل وجه ..

رشفا سويا رشفة أخري من الشاي اللذيذ .. وأسند هو رأسة إلى الخلف وجال بخلده شريط الذكريات منذ أن رآها لأول مرة ، وحتى جلوسه على هذا المقعد ...

أياما مرت بسرعة البرق إجتهد فيها كثيرا فقد كان يعمل موظفا في أحدى المصالح الحكومية ، ولما اشتد به الحال توجب عليه ان يجد عملاً اضافيًا له .. فكان يومه كلّه في العمل تقريبا ، وما أن يأتي إلى البيت حتي يزحف اليه النوم من كل صوب وحدب ، فلا يكاد يفرغ من طعامه حتي يغط في النوم ..

تاركا البيت والأولاد مسئولية تامة لزوجتة التي كثيرًا ما حلم معها بحياة أفضل .. ثم ابتسم وهو يتذكر ما فعلته هذه الزوجة المخلصة من وصل الليل بالنهار من اجله وأجل أولاده .. فقد كانت أسرة متحابة وهادئة إلى أبعد الصور ...

والآن .. وقد زاد رزقه واصبحت الحياه رغيده وتسير بشكل أفضل حيث أصبح الآن صاحب مكتب للعقارات إنتهى من تأسيسه مؤخرا .. وقرر أن يبقى مع اسرته بعض الوقت ليعطيهم شيئا مما فقدوه ..

هز رأسه وأمسك بكوب الشاي .. فوجده قد فرغ .. فابتسم ثم تنهد تنهيدة خفيفة وألقى برأسة مجددا على الكرسي ..

وقال لزوجته التي لاتزال تمسك بكوب الشاي بين يديها : ما رأيك أن نذهب أنا وأنت فقط إلى مكان بعيد..بعيد عن العائلة والأولاد..أريد أن أشاهد البحر..وأسير على الرمال أنا وأنت فقط ، نتذكر الأيام الجميلة التي عشناها في أول زواجنا ...

لم ترد .. حتى أحس بالصمت حوله .. فكرر السؤال .. ولقي نفس المصير .. الصمت

فاعتدل على مقعده ونظر إليها فوجدها تغط في نوم عميق!

إسماعيل القبلاني
28-12-2010, 06:31 PM
http://anas1717.files.wordpress.com/2009/03/sands-of-time.jpg

كان جالساً مسترخياً على احد المقاعد أمام شرفته ، يرشف من كوب الشاي الذي أعدته له زوجته .. ويسحب نفسا من سيجاره .. كان غارقا في التفكير لدرجة أنه لم يشعر بزوجته التي جلست بجانبه تحتضن كوب الشاي الآخر ..

كان يحدق بالأفق ، وقد اقتربت الشمس من المغيب وامتزج الأفق بحمرة أفولها وكأنها تنشر شراعها الأحمر الشفاف تعلن عن إبحارها في سكون الليل .

قالت له : غدا عيد زواجنا التاسع عشر .. فنظر إليها نظرة إعجاب كسولة ، فقد كان يفكر تماما فيما قالته أم أولاده الثلاثة والتي أفنت عمرها في تربيتهم على أكمل وجه ..

رشفا سويا رشفة أخرى من الشاي اللذيذ .. وأسند هو رأسة إلي الخلف وجال بخلده شريط الذكريات منذ أن رآها لأول مرة ، وحتى جلوسه علي هذا المقعد ...

أياما مرت بسرعة البرق إجتهد فيها كثيرا فقد كان يعمل موظفا في أحدى المصالح الحكومية ، ولما اشتد به الحال توجب عليه ان يجد عملاً اضافيًا له .. فكان يومه كلّه في العمل تقريبا ، وما أن يأتي إلى البيت حتى يزحف اليه النوم من كل صوب وحدب ، فلا يكاد يفرغ من طعامه حتى يغط في النوم ..

تاركا البيت والأولاد مسئولية تامة لزوجتة التي كثيرًا ما حلم معها بحياة أفضل .. ثم ابتسم وهو يتذكر ما فعلته هذه الزوجة المخلصة من وصل الليل بالنهار من اجله وأجل أولاده .. فقد كانت أسرة متحابة وهادئة إلى أبعد الصور ...

والآن .. وقد زاد رزقه واصبحت الحياه رغيده وتسير بشكل أفضل حيث أصبح الآن صاحب مكتب للعقارات إنتهى من تأسيسه مؤخرا .. وقرر أن يبقي مع اسرته بعض الوقت ليعطيهم شيئا مما فقدوه ..

هز رأسه وأمسك بكوب الشاي .. فوجده قد فرغ .. فابتسم ثم تنهد تنهيدة خفيفة وألقى برأسة مجددا علي الكرسي ..

وقال لزوجته التي لاتزال تمسك بكوب الشاي بين يديها : ما رأيك أن نذهب أنا وأنت فقط إلى مكان بعيد..بعيد عن العائلة والأولاد..أريد أن أشاهد البحر..وأسير على الرمال أنا وأنت فقط ، نتذكر الأيام الجميلة التي عشناها في أول زواجنا ...

لم ترد .. حتى أحس بالصمت حوله .. فكرر السؤال .. ولقي نفس المصير .. الصمت

فاعتدل على مقعده ونظر إليها فوجدها تغط في نوم عميق!


الحبيب خالد أظن أن لديك مشكلة مع الألف المقصورة في الكيبورد نوعاً ما

لكن فاجئني ما لونته بالأزرق فهو الوحيد الذي جاء بالألف المقصورة عن ما عداه بالأحمر فقد أوردتهم بالياء

أسعدني المرور من هنا

خالص محبتي

إسماعيل القبلاني
28-12-2010, 06:34 PM
أيضاً ما جاء في وأسير على الرمال , جاء بالألف المقصورة

خالص محبتي مجدداً

خالد الجريوي
28-12-2010, 08:45 PM
أستاذنا الأديب

إسماعيل

شكرا لملاحظتك .. وهي ليست من الكيبوورد .. ولكنه إهمال مني فحرف الياء ي .. أقرب وأسهل من حرف ى ..

قمت بالتعديل

وشكرا لك

حفظ الله قلبك

لمى ناصر
29-12-2010, 02:41 PM
سردية تعانق وجع الحياة اليومية وروتينها
حتى بتنا نقول الزمن الضائع
لم يضع شيء بعد فالحياة بأول تنفسها
قد يكون التعب أرهقها بعد طول تفكير بنفس
السيجارة.
سلمت يداك.

آمال المصري
29-12-2010, 04:09 PM
مع مرور الأعوام تفتر الحياة ككوب الشاي ... ليس أول رشفة منه بنفس الحرارة المصاحبة لآخرها
لاأخفيك أنني كنت برفقتهما أسترخي على المقعد الثالث ...
حتى أشفقت على الزوجة التي أنهكها عمل يوم شاق يتكرر مع كل إشراقة شمس
وينتهي بها اليوم لتغط في نوم عميق وهي مازالت تحتضن الحياة بين راحتيها كما كوب الشاي
لتستعد ليوم جديد ...
جميل منك أستاذي التقاط هذه الصورة الاجتماعية والتي نقلتها لنا بعين الرائي
قرأت واستمتعت وانصرفت وتصحبني ابتسامة
تقديري الكبير

محمد ذيب سليمان
30-12-2010, 04:57 PM
الحبيب خالد ..
لقطة مشعة تحكي حال الكثيرين في مجتمعاتنا
وإن اختلفت الصياغة والأدوار والنهايات
ولكنها تسلط الضوء على وقفات لا بد من
مواجهتها والتفكير فيها مليا
أقلها دور المرأة العظيم الذي تنقوم به حال
غياب الزوج في عمله
وجهادها المتواصل نحو أسرتها
ولكن المصيبة إذا كان الجزاء ....
شكرا لك خالد

ربيحة الرفاعي
31-12-2010, 03:33 AM
نص قصصي ارتشفته حرفا فحرف، بينما يرتشفان الشاي على مقاعد من خيال سافر فيه كل منهما منفردا
كان الدخول موفقا تماما من زاوية انطلاقه، وجاءت القفلة بديعة حملت رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة
وبسردية مترابطة نجحت في إيصال الصورة واضحة ومعبرة

أطمح لقراءة هذا النص قريبا بصياغة أقوى لغة وأحكم نسجا، وأنت على ذلك قادر

دمت مبدعا

نادية بوغرارة
03-01-2011, 04:36 PM
هادئة كما سكون الأشجار في أيام الربيع الزاهية ،

و هي رغم هدوء صياغتها ، تختزل صخب الحياة و كدّها ،

كثيرا ما نكتفي باستدعاء الأحلام و استرجاع الأماني في لحظة صفاء تنتهي مع آخر رشفة شاي في الكوب .

====

أخي خالد ، على صفحات الواحة نرى تألقك في ازدياد و نجمك في صعود ،

و كم كان جميلا لو اعتنيت بالنص أكثر، بحذف الزائد من العبارات فيه ،

و اختيار الكلمات الأنسب و الأكثر تعبيرا ، لكن هذا لا ينقص من جمالية النص كما هو الآن .

تحية لقلم يبدع مع كل يوم جديد .:nj:

خالد الجريوي
04-01-2011, 03:01 PM
سردية تعانق وجع الحياة اليومية وروتينها
حتى بتنا نقول الزمن الضائع
لم يضع شيء بعد فالحياة بأول تنفسها
قد يكون التعب أرهقها بعد طول تفكير بنفس
السيجارة.
سلمت يداك.

أختي الأديبة القديره

لمى ناصر

كم أسعدني تواجدك الرائع

وحرفك الرقيق

دمتِ في معية الرحمن .... يحفظك

خالد الجريوي
05-01-2011, 07:25 AM
مع مرور الأعوام تفتر الحياة ككوب الشاي ... ليس أول رشفة منه بنفس الحرارة المصاحبة لآخرها
لاأخفيك أنني كنت برفقتهما أسترخي على المقعد الثالث ...
حتى أشفقت على الزوجة التي أنهكها عمل يوم شاق يتكرر مع كل إشراقة شمس
وينتهي بها اليوم لتغط في نوم عميق وهي مازالت تحتضن الحياة بين راحتيها كما كوب الشاي
لتستعد ليوم جديد ...
جميل منك أستاذي التقاط هذه الصورة الاجتماعية والتي نقلتها لنا بعين الرائي
قرأت واستمتعت وانصرفت وتصحبني ابتسامة
تقديري الكبير

الأديبة الأريبه
صاحب الفكر الراقي
والأطلاله المبهره

صدقتِ أختنا
فالجميع يحلم ويحلم .. ولكن واقع الحياه يدفعنا لما يريد هو ..

حفظ الله قلبك

خالد الجريوي
27-03-2011, 10:18 AM
الحبيب خالد ..
لقطة مشعة تحكي حال الكثيرين في مجتمعاتنا
وإن اختلفت الصياغة والأدوار والنهايات
ولكنها تسلط الضوء على وقفات لا بد من
مواجهتها والتفكير فيها مليا
أقلها دور المرأة العظيم الذي تنقوم به حال
غياب الزوج في عمله
وجهادها المتواصل نحو أسرتها
ولكن المصيبة إذا كان الجزاء ....
شكرا لك خالد

أستاذي الجليل

الرائع مرورا وحروفا

محمد ذيب

إطلاله هي وسام علي صدري

ورد أنيق رائع

فكن بالجوار سيدي

دوما

لأسعد

تقديري الكبير

خالد الجريوي
03-06-2011, 06:50 PM
نص قصصي ارتشفته حرفا فحرف، بينما يرتشفان الشاي على مقاعد من خيال سافر فيه كل منهما منفردا
كان الدخول موفقا تماما من زاوية انطلاقه، وجاءت القفلة بديعة حملت رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة
وبسردية مترابطة نجحت في إيصال الصورة واضحة ومعبرة

أطمح لقراءة هذا النص قريبا بصياغة أقوى لغة وأحكم نسجا، وأنت على ذلك قادر

دمت مبدعا

صاحبة المرور الزاهي
والكلمات المعطره

إطلالة رائعه
ادعو الله أن تدوم
حفظ الله قلبك

وإن شاء الله بوجودي بينكم سأتعلم كل يوم جديد ...

جمعه مباركه

مصطفى السنجاري
03-06-2011, 08:30 PM
خالد الجربوي

أنت قلم ثري قوي

وتناولك للطرح جميل

وأتنبأ لك بالكثير أيها الرائع

دم رافلا بالابداع كما أنت

تحياتي

أماني عواد
03-06-2011, 11:06 PM
الاستاذ الكبير خالد الجريوي
كثيرا ما يتجلى الواقع في القصص الفصيرة باسبوب رمزي
لكنني هنا المح الخيال جليا ليس يأسا لكنه اعترافا فالقلة من الازواج من ينظرون الى اجابيات الاخر , في العادة هم دائما يبرزون النقص اكثر وان اظهروا الميزات .
لكن لا اعلم ان كان نومها العمبق اثناء كلامه هو ذلك المأخذ


قصة رائعة لعائلة رائعة
سلم مدادك

خالد الجريوي
06-06-2011, 05:31 PM
هادئة كما سكون الأشجار في أيام الربيع الزاهية ،

و هي رغم هدوء صياغتها ، تختزل صخب الحياة و كدّها ،

كثيرا ما نكتفي باستدعاء الأحلام و استرجاع الأماني في لحظة صفاء تنتهي مع آخر رشفة شاي في الكوب .

====

أخي خالد ، على صفحات الواحة نرى تألقك في ازدياد و نجمك في صعود ،

و كم كان جميلا لو اعتنيت بالنص أكثر، بحذف الزائد من العبارات فيه ،

و اختيار الكلمات الأنسب و الأكثر تعبيرا ، لكن هذا لا ينقص من جمالية النص كما هو الآن .

تحية لقلم يبدع مع كل يوم جديد .:nj:


أستاذتي
ناديه
مرور رائع كالعاده
وقراءة ناضجه وثريه

حفظ الله قلبك أخيتي
ولا حرمني بهاء هذا الحضور العطر

الحسين المسعودي
06-06-2011, 10:47 PM
المبدع و الأستاذ خالد الجريوي
أسعد الله مساءك
مررت كثيرا بهذا النص ، وقرأت بعضا منه ، و اليوم قرأته مع بداية الرشفة الأولى و لم أتركه إلا بعد أن غطت الزوجة في نوم عميق.

ولكن..................

صدقني أستاذي الفاضل ، فقد ندمت على تهاوني في عدم قراءته مذ وقعت عيني عليه أول مرة،حيث أدركت أنه فاتني الشيء الكثير من القول مما سبقني إليه الإخوة القراء، و حسبي الآن أن أقول لك:
أسعدتني بهذا النص وسافرت بي إلى عوالم نعيشها دون أن نتجرأعلى التعبير عنها أو أن قلمنا استعصى عليه ذلك.


كتبت فأبدعت
قرأت فاستمتعت
دام لك كل الألق و التألق

خالد الجريوي
04-07-2011, 07:45 PM
خالد الجربوي


أنت قلم ثري قوي


وتناولك للطرح جميل


وأتنبأ لك بالكثير أيها الرائع


دم رافلا بالابداع كما أنت


تحياتي




أستاذنا

الأديب الأريب
مصطفى السنجاري

أسعدني مرورك الكريم
وأشكرك على هذا الأطراء
لا عدمت بهاء إطلالتك الرقيقة أبدا
:0014:

ياسر ميمو
04-07-2011, 09:59 PM
القصة كصاحبها


هادئة هادفة دافئة


قد سررت بما قرأت وتذوقت




شكراً جزيلاً لك

ناديه محمد الجابي
03-04-2025, 09:59 PM
قصة رائعة لعائلة متحابة وذكريات لعمر مضى
ولكني لا أراه زمنا ضائعا أبدا ـ بل هى صورة للحياة بكل ما فيها من معاناة
والاستمتاع بحلوها ومرها في سرد بديع وممتع.
دمت بكل خير.
:0014::0014: