تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طفولتي ( 2 )



عبد الله راتب نفاخ
05-01-2011, 07:06 PM
طفولتي ( 2 )


أثناء طفولتي الأولى كانت الشخصية التي أستلهم منها القوة و أحوم في فلكها هي والدي ، لكنَّ المحبة و الحنان كانا يجذبانني دوماً إلى أمي ، الهادئة الوادعة الرقيقة .
كانت هي الملاذ الآمن الوحيد حين يغضب والدي أو ينفعل ، أتمرغ في أحضانها ، فألقى دفئاً عجيباً ينسيني ما عداه .
عشت آنئذ و قوتان تتنازعانني ، قوة القسوة و القوة في والدي ، و قوة العطف و الحنان في والدتي ، و لأنني في هذا الشتات ، تولدت قوى متضاربة في داخلي اشتجرت أمداً ليس بالقصير .
تعلمت التوازن من أمي ، من طيبتها و خلقها ، من محبتها إياي ، من آيات القرآن التي كانت تعلمنيها ، من كلماتها الرقيقة الشغوفة .
أما والدي فقد كان حرصه الأكبر أن يجعل فيَّ ما يستطيع حفظه قبل أن يغادر الحياة ، إذ كان يستشعر قرب المنية ، فاهتم أيما اهتمام بتقويم لساني ، و تلقيني أبيات الشعر العربي .
و ما أنس لا أنس بيت الشعر الذي علمنيه فألهب خيالي مبكراً

ورد إذا ورد البحيرة شارباً

ورد الفرات زئيره و النيلا
كان ذاك عالمي الصغير الذي دفن فيَّ كثيراً من رغبات الطفولة ، عالمي الذي ليس فيه من المغريات شيء ، و ليس فيه رفاق من سني يلهون معي أو يلعبون ، عالمي الذي عودني أن يكون رفيقي ذاتي وحدها ، و أحلامها المرتبطة بواقعها الفريد .
لما استشعرت والدتي ذلك كله ، و أحست ما يعتور نفسي ، أرسلتني إلى روضة تابعة لقريناتها الداعيات الدينيات ، و هناك رأيت الأطفال و جلست إليهم ، لكنني ظللت دوماً غريباً عنهم .
بقيت مشدوداً إلى عالمي المميز و أجوائه ، فيه وحده كنت أحس بالراحة العميقة ، حيث لا تفاهة الأطفال الآخرين ، و لا صخبهم ، و لا عقولهم السخيفة الصغيرة .
و يبقى المشهد الخالد في ذهني لا يبرحه صلاة الجماعة التي يصطف لها الحضور في غرفة زوارنا الضيقة ، و كانت غالباً صلاة مغرب ، يربو المصلون فيها على الخمسة من طلاب العلم و الزوار الموجودين حين موعد الصلاة ، يقف والدي متقدماً عليهم ، و يبدأ في ترتيل الآيات التي دخلت مسمعي مبكراً ، فهزتني من الأعماق ، دون أن أعلم أنها ليست كلام بشر ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ..........)
و لكم كان يكررها ، كأنما يرى أن الصلاة لا تصح إلا بها
و للحديث تتمة

محمد رامي
05-01-2011, 07:17 PM
لقد تجاوزت القسم الاول
لاكون هنا معبرا عن احساسي
ببراءة الطفولة
التي تكون نقطة انطلاق مستقبلية
لكن الامر هنا يجبرني ان اكون متابعا
يحتويه الفضول للوصول الى الاطلاع والمعرفة
عن حياة يتوجبنا التعرف عليها في كل خفاياها
ادامك الله .. ومنحك الصحة والعافية
لاكمال مسيرتك الحياتية
محققا النجاح تلو النجاح
وفقك الله وسدد خطاك
تحيتي ومودتي

محمد ذيب سليمان
05-01-2011, 07:59 PM
تابعت معك اللقاء الأول
واليوم ما زلت معك متابعا
بارك الله لك فيما تعلمت وما عملت
شكرا لك

فاطمه عبد القادر
06-01-2011, 12:59 AM
بقيت مشدوداً إلى عالمي المميز و أجوائه ، فيه وحده كنت أحس بالراحة العميقة ، حيث لا تفاهة الأطفال الآخرين ، و لا صخبهم ، و لا عقولهم السخيفة الصغيرة



السلام عليكم أخي عبد الله
حقا ,,,حين لا يأبه الطفل للأطفال من سنه,,, فهذا شيء نادر الحدوث ,,,ويسترعي الإنتباه ,,ويشدك للبحث فيه عن شخصية مختلفة
نتابعك أخي
تقدم
موضوعك مشوق
ماسة

مصطفى السنجاري
06-01-2011, 05:27 PM
جميلة هي ذكريات الطفولة حيث البراءة
حيث الأهل والأحباب والألفة
حيث الأعزاء لا زالوا على قيد الحياة
تحيتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
07-01-2011, 02:14 AM
فن جميل هذا أيها الرائع
لن أمل متابعة حرفك ولملمة حلقات هذه الذكريات

دمت بألق

عبد الله راتب نفاخ
07-01-2011, 08:18 AM
لقد تجاوزت القسم الاول
لاكون هنا معبرا عن احساسي
ببراءة الطفولة
التي تكون نقطة انطلاق مستقبلية
لكن الامر هنا يجبرني ان اكون متابعا
يحتويه الفضول للوصول الى الاطلاع والمعرفة
عن حياة يتوجبنا التعرف عليها في كل خفاياها
ادامك الله .. ومنحك الصحة والعافية
لاكمال مسيرتك الحياتية
محققا النجاح تلو النجاح
وفقك الله وسدد خطاك
تحيتي ومودتي

بارك الله بكم و سلمكم أستاذنا الكبير ....
شرفني مروركم و أخجلتني كلماتكم ....
لكم كل محبة و تحية .....
بارك بكم الله و سلمكم

عبد الله راتب نفاخ
07-01-2011, 08:19 AM
تابعت معك اللقاء الأول
واليوم ما زلت معك متابعا
بارك الله لك فيما تعلمت وما عملت
شكرا لك

أهلاً و سهلاً بكم أستاذي .....
و دمتم بكل ألق و محبة

عبد الله راتب نفاخ
14-01-2011, 07:42 PM
بقيت مشدوداً إلى عالمي المميز و أجوائه ، فيه وحده كنت أحس بالراحة العميقة ، حيث لا تفاهة الأطفال الآخرين ، و لا صخبهم ، و لا عقولهم السخيفة الصغيرة



السلام عليكم أخي عبد الله
حقا ,,,حين لا يأبه الطفل للأطفال من سنه,,, فهذا شيء نادر الحدوث ,,,ويسترعي الإنتباه ,,ويشدك للبحث فيه عن شخصية مختلفة
نتابعك أخي
تقدم
موضوعك مشوق
ماسة

سلمك الله أختي ...
شرف لي متابعتك إياي .....
بوركت ...
حفظك الله

عبد الله راتب نفاخ
14-01-2011, 07:43 PM
جميلة هي ذكريات الطفولة حيث البراءة
حيث الأهل والأحباب والألفة
حيث الأعزاء لا زالوا على قيد الحياة
تحيتي وتقديري

بورك مرورك أيها الكريم ...
حياك الله

عبد الله راتب نفاخ
18-01-2011, 12:24 PM
فن جميل هذا أيها الرائع
لن أمل متابعة حرفك ولملمة حلقات هذه الذكريات

دمت بألق


أستاذتنا الكبيرة ... أمنا ..
الجمال في قراءتكم و رؤيتكم ...
حفظكم الله و بارك بكم