عبدالملك الخديدي
12-01-2011, 08:48 PM
في ذكرى الأربعاء الحزين
عبد الملك الخديدي
الأربـعــاءُ هـــوى فــــي حــفــرةِ الــشــرِّ=كـأنــهُ لـــم يـكــن يـومــاً مـــن الــدهــرِ
ذكـــــراهُ مــؤلــمــةٌ مــحــفــورةٌ بـــأســـى=عـيـديَّـةُ الــمــوتِ أم عـيـديَّــةُ الـنـحــرِ
صلَّى العبادُ صـلاةَ الغيـثِ فانفرجـتْ=بمـنّـة الـراحــمِ الـمـزجـاة فـــي الـقـطـرِ
لكـنـهـا زمـجــرت واستـأصـلـتْ ورمـــاً=فــي خــدِّ فاتـنـةٍ تُـدعــى سـنــا الـتـبـرِ
هبتْ ريـاحٌ علـى الأحيـاءِ فاختلطـتْ=أمـطـارُهــا بـــــالأذى والــبـــرُّ بـالـبـحــرِ
تــزوغُ مــن هولـهـا الأبـصـارُ روَّعـهـا=ضربُ الصواعقِ بين الفجرِ والظهـرِ
سـحــابــةٌ غـلــفــتْ بـالــمــوتِ أفــئـــدةً=تسوقُـهـا الـريـحُ والأقــدارُ كــم تـجـري
البحـرُ أوجـسَ خوفـاً حـيـنَ شاهـدهـا=فمـاجَ يـرجـو جــلاءَ الـبـؤسِ والـضـرِّ
والـمـركـبــاتُ بـســيــلٍ لا قــــــرارَ لــــــهُ=كـأنـهـا الـسـفـنُ فـــي دوامـــةِ الـنَّـهــرِ
سقـيـا عــذابٍ لـمـن خـانــوا أمانـتـهـم=كشفُ الحسابِ لأهـلِ الـزورِ والـوِزرِ
لينذر القوم حـيـنَ الـشــرّ خالـطـهـم=وحـلُ الفسـادِ وخبـث الطـبـعِ والفـكـرِ
وجـدتُّ فـي صفحـةِ الأحـداثِ نائحـةً=تُــدوِّنُ الـحـزنَ فــي مطـويـةِ الـشـعـرِ
عـزَّيــتُ فـيـهـا مـــن الأحـــزانِ بـاكـيـةً=أصــيــلــةً حـــــــرَّةً مــكــســـوَّةَ الـــذعــــرِ
تـقــول والـدمـعـةُ الــســوداءُ تـحـرقـهـا=تخـطَّـفَ السـيـلُ أهـلــي دونـمــا أدري
أمّـــــاه لا تــرحــلــي عـــنـــا فـيـهـلـكُـنـا=شـرُّالـفـ اقِ ومــــا أقــســاهُ مــــن شــــرِّ
هــــذي عـبـاءتـهـا قــــد شــدَّهــا أمــــلٌ=تعـلـقـتْ فـــي رجــــاءِ الــمــدِّ والــجــزْرِ
وإخـوتـي لــم يـعــودوا لـــي فأسـألـهـم=عن والدي هل قضى في حفرةِ الغدرِ
ويـلاهُ مـن لــي إذا نـاديـتُ يــا أبـتـي=ومـــن يـخـفـفُ عـنــي لـوعــةَ الـقـهــرِ
وكــيــف أحــيــا بـــــلا نــبـــضٍ وأوردةٍ=وأنــتَ نبـضـي وأمــي خفـقـة الـصـدرِ
أهلـي وإن غـادروا فالقـلـب موطنـهـم=ومـوطـنـي جــــدة الـبـأســاء والـيـســرِ
في ذمةِ السارقِ المجهولِ مصرعهم=إذ صرَّفَ المالَ والأرواحُ للقبرِ
نشرت في صحيفة المدينة المنورة / اليوم الأربعاء
عبد الملك الخديدي
الأربـعــاءُ هـــوى فــــي حــفــرةِ الــشــرِّ=كـأنــهُ لـــم يـكــن يـومــاً مـــن الــدهــرِ
ذكـــــراهُ مــؤلــمــةٌ مــحــفــورةٌ بـــأســـى=عـيـديَّـةُ الــمــوتِ أم عـيـديَّــةُ الـنـحــرِ
صلَّى العبادُ صـلاةَ الغيـثِ فانفرجـتْ=بمـنّـة الـراحــمِ الـمـزجـاة فـــي الـقـطـرِ
لكـنـهـا زمـجــرت واستـأصـلـتْ ورمـــاً=فــي خــدِّ فاتـنـةٍ تُـدعــى سـنــا الـتـبـرِ
هبتْ ريـاحٌ علـى الأحيـاءِ فاختلطـتْ=أمـطـارُهــا بـــــالأذى والــبـــرُّ بـالـبـحــرِ
تــزوغُ مــن هولـهـا الأبـصـارُ روَّعـهـا=ضربُ الصواعقِ بين الفجرِ والظهـرِ
سـحــابــةٌ غـلــفــتْ بـالــمــوتِ أفــئـــدةً=تسوقُـهـا الـريـحُ والأقــدارُ كــم تـجـري
البحـرُ أوجـسَ خوفـاً حـيـنَ شاهـدهـا=فمـاجَ يـرجـو جــلاءَ الـبـؤسِ والـضـرِّ
والـمـركـبــاتُ بـســيــلٍ لا قــــــرارَ لــــــهُ=كـأنـهـا الـسـفـنُ فـــي دوامـــةِ الـنَّـهــرِ
سقـيـا عــذابٍ لـمـن خـانــوا أمانـتـهـم=كشفُ الحسابِ لأهـلِ الـزورِ والـوِزرِ
لينذر القوم حـيـنَ الـشــرّ خالـطـهـم=وحـلُ الفسـادِ وخبـث الطـبـعِ والفـكـرِ
وجـدتُّ فـي صفحـةِ الأحـداثِ نائحـةً=تُــدوِّنُ الـحـزنَ فــي مطـويـةِ الـشـعـرِ
عـزَّيــتُ فـيـهـا مـــن الأحـــزانِ بـاكـيـةً=أصــيــلــةً حـــــــرَّةً مــكــســـوَّةَ الـــذعــــرِ
تـقــول والـدمـعـةُ الــســوداءُ تـحـرقـهـا=تخـطَّـفَ السـيـلُ أهـلــي دونـمــا أدري
أمّـــــاه لا تــرحــلــي عـــنـــا فـيـهـلـكُـنـا=شـرُّالـفـ اقِ ومــــا أقــســاهُ مــــن شــــرِّ
هــــذي عـبـاءتـهـا قــــد شــدَّهــا أمــــلٌ=تعـلـقـتْ فـــي رجــــاءِ الــمــدِّ والــجــزْرِ
وإخـوتـي لــم يـعــودوا لـــي فأسـألـهـم=عن والدي هل قضى في حفرةِ الغدرِ
ويـلاهُ مـن لــي إذا نـاديـتُ يــا أبـتـي=ومـــن يـخـفـفُ عـنــي لـوعــةَ الـقـهــرِ
وكــيــف أحــيــا بـــــلا نــبـــضٍ وأوردةٍ=وأنــتَ نبـضـي وأمــي خفـقـة الـصـدرِ
أهلـي وإن غـادروا فالقـلـب موطنـهـم=ومـوطـنـي جــــدة الـبـأســاء والـيـســرِ
في ذمةِ السارقِ المجهولِ مصرعهم=إذ صرَّفَ المالَ والأرواحُ للقبرِ
نشرت في صحيفة المدينة المنورة / اليوم الأربعاء