مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نجعل غيرنا يفكر عنا ؟
باسم عبدالله الجرفالي
13-01-2011, 04:21 PM
لماذا نجعل غيرنا يفكر عنا ؟
لقد أغفل الكثير من البشر ( العرب والمسلمون ) عقولهم ، ووضعوها على الرفوف حتى اغبرت وبليت ، وأصبحت غير صالحة للاستخدام مباشرة ، لأنها معطوبة وتحتاج منا الصيانة ، وقد يصل الأمر إلى الفورمات ، ولن أقول تغيير الهارديسك ، بل سنغير أحيانا المعالج ليتناسب مع معطيات العصر .
وما ذاك إلا لأنا تركنا غيرنا " يسردح بنا ويمردح " ، ويرفع ويخفض ، ويربطنا في أعناقنا ، ويسوقنا سوق الضأن ، حسب رغباته وميوله هو ، ونحن لا نملك من أمرنا شيئا ، سوى السمع والطاعة والرضوخ لهم ، بل والذود عنهم بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ، فيأتون هم بالطوام ، ويدعونا ندافع عنها بدلا عنهم ، فيما يفكرون هم بطامة أخرى ، يلقونها علينا لنتلقفها لاهثين وندافع عنها شرسين .
إن الذين سعوا وراء هذه المكيدة ، قوم من بيننا ، اتسموا بالدين في الغالب ، وأحاطوا أنفسهم بأدلة تكون في صفهم عندما يحاول أحد من عامة الناس أن يفكر ويُعمِل عقله ليرد على خَربَطتهم .
وقد وضعوا لأنفسهم دليلا جعلونا نعتقد من كثرة استخدامهم له ، وعدم القبول بالطعن في هذا الدليل المحكم ، أنه من آيات القرآن الكريم ، وتارة أنه حديث قدسي ، وتارة على أنه حديث نبوي ثابت الصحة سندا ومتنا ، وتارة على أنه حديث موقوف على أحد الخلفاء الراشدين المهديين من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي النهاية يكون من أقوال عالم مشهود له بالعلم ، ولكن أكثر المسلمين لا يعرفونه ، ألا وهو ابن عساكر ، والقول المأثور عنه هو : ( لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في منتقصهم معلومة ) صدق ابن عساكر .
إلى متى نتقبل كل ما يلقى به علينا بدون أن ننظر وندقق النظر ، بل ونرد ما خالف ما نعرفه من حق ، حتى يستدلوا باستدلال واضح الدلالة ، لا كما يفعل الباطنيون ، للعامة الظواهر من الامور ، وللخاصة والعلماء بواطن الأمور وخفاياها .
تنمروا حتى يعتدلوا ويتركوا فسادهم ، وليكونوا صالحين قبل أن يكونوا مصلحين .
فمن هم خير منهم من الصحابة العلماء تم الرد عليهم ، بل وإيقافهم عن أخطائهم حتى يعودوا إلى الحق المرتبط بالدليل ، وأشهرها رد المرأة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
محمد جاد الزغبي
13-01-2011, 09:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كلام صحيح ..
والأزمة من وجهين
الوجه الأول : أننا عرفنا الرجال قبل أن نعرف الحق , وبالتالى أصبح المجال مفتوحا للعصبيات وأصبح اسم صاحب القول هو الدليل على صحته من عدمه وليس الدليل كما هو المفروض
الوجه الثانى : أننا ليتنا أسلمنا عقولنا للعلماء , بل أسلمناها للإعلام , حيث فتح الإعلام الرسمى المجال للتفخيم والتعظيم لأسماء بعينها لا هم لها إلا دعاوى التغريب , وقدمهم للعامة على أنهم مفكرو الأمة وغيبوا العلماء الحقيقيين
من هنا فالحل يتمثل فى وجهين
الأول : أن تعود لنا ثقافة الدليل مرة أخرى فلا نلتفت لاسم صاحب القول قبل أن نلتفت إلى دليله , وهى ثقافة اسلامية أصيلة عبر عنها العلماء بقولهم
( أقوال العلناء يستدل لها ولا يستدل بها )
الثانى : أن نجعل الإعلام الرسمى متهما عندنا دائما , فلا نتقبل ثقافة القطيع والتوجيه ونثق فى أن دعوة تبدو لنا مشفقة إنما هى دعوة مغرضة إذا كانت مقترنة بإهمال تراثنا وحضارتنا
كل الشكر والتقدير لك على موضوعك
باسم عبدالله الجرفالي
14-01-2011, 11:31 AM
الوجه الثانى : أننا ليتنا أسلمنا عقولنا للعلماء , بل أسلمناها للإعلام , حيث فتح الإعلام الرسمى المجال للتفخيم والتعظيم لأسماء بعينها لا هم لها إلا دعاوى التغريب , وقدمهم للعامة على أنهم مفكرو الأمة وغيبوا العلماء الحقيقيين
******
من هنا فالحل يتمثل فى وجهين
الثانى : أن نجعل الإعلام الرسمى متهما عندنا دائما , فلا نتقبل ثقافة القطيع والتوجيه ونثق فى أن دعوة تبدو لنا مشفقة إنما هى دعوة مغرضة إذا كانت مقترنة بإهمال تراثنا وحضارتنا
أستاذي الفاضل :
أنا أختلف معك في هاتين النقطتين :
الأولى : في تسليم عقولنا للعلماء .
فليس هذا هو مقصود الشرع ، فالشرع الإلهي لم يأتي لإعادة استعباد العباد من جديد لغير الله ، بل هو لتحرير النفس من كل شيء سوى الله ، وما يأتي به العلماء يجب أن يخضع للتمحيص في كثير من الأحيان ، وما فعلته المرأة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصدق دليل على ذلك .
الثانية : اتهام الإعلام الرسمي .
من غير المنطقي الاتهام بالعموم على شيء محدد ، فالشيطان مثلا ؛ أتانا منه خير ، كما دلّ عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه المشهور ، حتى قال صلى الله عليه وسلم عن الشيطان فيه : ( صدقك وهو كذوب ) .
فلابد من وزن الأمور بميزان الشرع والعقل معا ، فالعقل الصحيح لا يعارض النقل الصريح .
محمد جاد الزغبي
15-01-2011, 05:32 PM
مرحبا أخى الكريم ..
بالنسبة لنقطة اعتراضك الأولى ,
أنا أختلف معك في هاتين النقطتين :
الأولى : في تسليم عقولنا للعلماء .
فليس هذا هو مقصود الشرع ، فالشرع الإلهي لم يأتي لإعادة استعباد العباد من جديد لغير الله ، بل هو لتحرير النفس من كل شيء سوى الله ، وما يأتي به العلماء يجب أن يخضع للتمحيص في كثير من الأحيان ، وما فعلته المرأة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصدق دليل على ذلك .
فأين وجدتنى قلت أننى أدعو لتسليم عقولنا للعلماء ,
لقد قلت فى معرض حديثي على سبيل التحسر أننا ليتنا أسلمنا عقولنا للعلماء , بل أسلمناها للإعلام ,
وأردفت بعد ذلك نصا
من هنا فالحل يتمثل فى وجهين
الأول : أن تعود لنا ثقافة الدليل مرة أخرى فلا نلتفت لاسم صاحب القول قبل أن نلتفت إلى دليله , وهى ثقافة اسلامية أصيلة عبر عنها العلماء بقولهم
( أقوال العلناء يستدل لها ولا يستدل بها )
أى أننى جعلت الحل فى اللجوء لعلماء الأمة والتعامل معهم بالدليل وحده
ثم حددت القاعدة الشرعية التى تقول
( أقوال العلماء يستدل لها ولا يستدل بها )
فأين هى الدعوة للتسليم المطلق للعلماء ؟!
لا سيما وأننى دائم التذكير بضرورة اللجوء للدليل فى شتى موضوعاتى , وعدم الإلتفات للأقوال المرسلة حتى لو كانت من كبار العلماء
أما بخصوص الإعلام الرسمى ,
فلك رأيك فيه , وإن كنت أستغرب أحدا يثق فى الإعلام الرسمى لليوم !
ومن الغريب أنك شبهته بالشيطان وهو تشبيه بليغ ومطابق
وتريدنا أن نجعل من صدق الشيطان دليلا على أنه به بعض الصلاح
فهل يعقل هذا ؟
إن الإعلام الرسمى لو كان يصدقنا فى بعض دعواته فهو كالشيطان تماما , يستخدم الصدق بشكل مغرض
أى أنه لا يصدقنا لوجه الله والحقيقة ,
ولو جازت وجهة نظرك بشأن الإعلام الرسمى لجاز لنا أن نقول ـ وفق تشبيهك ـ أن للشيطان بعض الأيادى البيضاء وفقا لكلامك هنا
من غير المنطقي الاتهام بالعموم على شيء محدد ، فالشيطان مثلا ؛ أتانا منه خير ، كما دلّ عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه المشهور ، حتى قال صلى الله عليه وسلم عن الشيطان فيه : ( صدقك وهو كذوب )
نسأل الله التوفيق
عبدالصمد حسن زيبار
18-01-2011, 04:42 PM
سلام الله
الإشكالية الكبيرة ليست في العلماء الأكفاء لكن في الأدعياء أنصاف المتعلمين,و الإشكال أن الكل إستبسطوا أمر الدين و علومه و أخذوا يلوكوا ألسنتهم مرة يإسم الحرية و مرة بإدعاء الثقافة و الفكر و الحداثة,و العقل الصحيح يقول بأن نرد كل أمر للعارفين به و الخبراء بأمره و الدارسين له,لكل مجال أناسه و متخصصوه والله جعل العلماء في درجة رفيعة و مكانة سامقة,و آخر القول أن سلطان العماء غير متعلق بأشخاصهم إنما بالدليل و الحجة و البرهان,و فق أصول العلم و قواعده و أسسه.
محمدحافظ
27-01-2011, 10:33 AM
المشكلة في اساسها وجوهرها ... غياب الراعي -
< ولكن غثاء كغثاء السيل >
نحن مستعمرين في كل شيء
ثقافيا وسياسيا وعلميا وفكريا .......
من يملك الاعلام الذي يؤثر في العقول
ومن يملك التعليم ومناهجه
ومن يبني عقول ابنائنا
أليست الانظمة التي ورثت الاستعمار
وكانت البيل عنه والحاكم باسمه لـــــــــ
لتغريب الامة وسلخها عن واقعها وحاضرها وماضيها لــــ
لتحطيم مستقبلها
فالدور الاهم اليوم للمفكرين والمخلصين
ربيحة الرفاعي
01-02-2011, 10:08 AM
مشكلتنا ليست في العلماء، ولا في اتباعهم
وإنما هي كما لم يفت الأفاضل هنا في أمرين مختلفين فهما بين أدعياء علم، قاصري فهم ، يملكون من العناوين ما يستخدمون وينسجون عليه من الدواوين ما يحتاجون ، خدمة لأربابهم من قادة وسادة، وكلهم في النهاية يخدم الخصم ويحرص على تشويه فكر الأمة لترضخ لمطامعه فيها
وبين إعلام عميل يعتلي سدته أصحاب فكر مشوه، يعرفون ما يريدون ، ويجتهدون في زرع كل حرف وكل عمل يبث من منابرهم بما يهدم البنية الفكرية والقيمية للأمة لخدمة عين السادة والقادة ، خدام ذات الخصم الطامع بإخضاع الأمة لمطامعه ...
حوار بديع قرأت هنا
دمتم جميعا بخير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir