محمد رامي
13-01-2011, 10:07 PM
أنـــــــــا والأيـــــــــــــــام
وقفت طويلا أمام حالة اجتماعية متكررة في واقعنا منذ الأزل ، سيطرت عليها عادات وتقاليد نبذتها الشرائع السماوية .... دون استثناء ... جادل فيها الكثيرون... أباحوا منها ما يرتبط بعقائدهم الدنيوية ، وكفروا بما لا يتلاءم مع أغراضهم الذاتية .
وأول الفيض ... تجنبوا بإرادة العقل المتحجر كل وسائط التحرر الفكري ، والتطور الاجتماعي ، والنهضة الإنمائية لمتطلبات الحياة .
أول من كان ضحية هذه البدع - الأنثى – إن كانت ولدا ... أو أختا ً ... أو أما ً ... أو زوجا ً ... بكل مراحل حياتها .
وضعوا القيود القاتلة منذ بداية خلقها ، ورسموا مستقبلها بأهوائهم ، وغاياتهم الفردية ، وسحقوا شخصيتها وسمو عقيدتها ، وكفرو بسعادتها ... كأم وراعية بيت ، وزوج رفيقة درب وحاملة هموم العائلة ، وأختا حنت لها البراءة والحنان .
كلها أدت إلى تدمير عواطفها بأسلوبهم وتصرفاتهم فاختلطت الأمور الدنيئة مع الدنيوية ، وفسروها بما شاءوا دون إدراك لحقيقة الوضع الاجتماعي لها ، وفهم إحساسها وعواطفها .
كيف لها أن تسود مجتمع وهي القاصر ، في العقل والتفكير ...
كيف لها أن تبني حضارة وهي لا تقوى على المسير...
كيف لها أن تصمد في وجه التيار وهي الضعيفة الرقيقة ...
لها وظيفتها الاستمرارية لبقاء الحياة . ..
***
أيتها المضطهدة ....
أدركت ِ أخيرا أنك ِلاشيء ...
وأقنعت ِ نفسك ِ أن وجودك ِ حاشية لسطور الحياة .. وكل ما يمكنك القيام به الموافقة وتأييد مواقفهم حتى ولو كانت خطأ ً .
لماذا ؟...
لماذا سمحت لنفسك منذ البداية أن تكوني كما يريدون ؟... دمية يحركونها بخيوط العرائس ... أو روبوط يتحرك الكترونيا بواسطة الريمون ...
لماذا ؟...
دخلت معركة الحياة بثقة كبيرة ، وكنت جديرة بتلك الثقة ، وأبعدت كل الشكوك لسلامة تصرفك وسلوكك ،ولم تكوني يما أداة لهو بين أيدي الجهل والعبث . وحققت انتصارا في تقدمك الفكري ، وحصلت على مستوى عال من الكفاءة العقلانية ... في الكمال والجمال .. دون مبرر للتراجع وقد وصلت أولى درجات الأمان .
لك رأيك ... به تسودين العالم بأسره ...
لك فكرك ... الذي سموت به بين أقرانك ...
والأنظار اتجهت نحو بريق توهج بالعلم والمعرفة ... بالحياء والبراءة .
ملكت كل شيء ... فلماذا تراجعت في آخر لحظة ؟...
أغلقت قلبك أمام الجميع ، ونظرت لهم بعيونهم ورأيتهم كما يرونك ...
لا يحق لك أن تناقشي في خصوصياتك ... وخطى مستقبلك .
كنت صارمة قوية ... لماذا تخاذلت في آخر لحظة ؟...
لماذا وافقت أن تكوني سلعة بأيديهم يتبادلونها بيعا ً وشراء ً .
لماذا ؟... لماذا ؟...
كنت قوية بحق ... بقوة أقربهم لك ...وابتعدت خوفا من أن تكوني عبث الخطيئة واللامبالاة ... وهنا تكمن المشكلة ... عندما فوجئت بقرار خطط له ورسمت خطوطه ونفذ بعيدا عن رأيك وأنت مضمونه... سكت .. وأبديت موافقة على مضض .
لماذا ؟...
عند اقترانك... لم يكن لك رأي ، أو موقف .
لماذا تخاذلت ؟...
لماذا وافقت ؟...
وبعد سنين طويلة تلومين الأقدار وأنت من ساهم بصنع هذا الواقع .
لو تمردت منذ البداية –حتى ولو أدى إلى أسوأ النتائج –كان أفضل مما تعانين منه الآن .
لقد أنكرت ذاتك أمام ذاتك . ومسخت شخصيتك أمام جهلهم ، وتعثرت خطواتك أمام نزعاتهم ونزواتهم واستبدادهم باتخاذ القرار . وكانت النتيجة فشلا ذريعا ً .
***
لقد حصل ما حصل ... وتوالت السنين ...
ودارت عقارب الزمن ...لتزيد من رعونة الأخطاء ، وبشاعة المستقبل المرسوم .والتقت أطراف المراوغة .. بحب لم يقسم له أن يرى النور.وجهل ساد فوق كل مألوف .
حياة كأنها لولب يسير بدفع منتظم . وعجلة تدور بتسارع الزمن . وأنت في مكانك دون كلام أو اعتراض .
هذا صحيح ...
هذا خطأ ...
هذا لا يصح ...
هذا يجب أن يتغير ... وهذا.... و هذا ....
كلمات مسحت من قاموس حياتك ...
وحل مكانها .. نعم ... أيوة ... موافقة ... كما تشاء ... وووووووو ...
وهذه الكلمات أصبحت ملازمة لكل همسة وجد ... ونبرة صوت ... وتلاشت جذوة الأحاسيس المرهفة ، والشعور الوجداني . وتبدلت بفتور العاطفة ، وبرودة الأعصاب ، والاستسلام لنوائب الزمن .
تقاطرت الأيام ... وأنت كما أنت ... لا جديد فيها ولا مستقر لهواجسك باتت رديف حياتك ...
خوف ... وقلق ... وأوهام ...
لماذا ؟...لماذا ؟...
ألا يمكن أن تجدي ثغرة فيها مدخلا لسبر الأعماق ... ومحاولة تلو الأخرى عسى أن تحقق الإيجاب ، إذا أحسن التدبير ...
ترى هل الجمال يولد سطور الفشل ، أم الحكمة لم تكن سديدة ...
الرجل بطبيعته يتعالى فوق مكامن الضعف ، وينشر ظله حتى ولو كان بالاستبداد أو الظلم ، وينسى ضعف الأنثى ورقتها .... ليسودها ...بعقلية متحجرة مستبدة .... وليدة الجهل المترامي الأطراف .
الم يكن في مقدورك أن تعالجي تلك الأمور بهدوء، وتتسللي إلى وجدانه بأسلوب الأنثى المدللة والمحبة ... حتى ولو كان بأسلوب تمثيلي ...
ألم يكن في وسعك أن تؤثري على نوازعه الفردية بسمو فكرك وسلطان علمك .
الخوف ... الخوف ... الخوف ...
هو ما سمح لتوارث الأخطاء ، وتعاظمها ، ليستشري الداء في جميع الأعضاء ، بعد فوات الأوان .
إن تلك السنين انقضت ... ولنقف أمام حقيقة لا مفر منها... ونسعى لأن نخفف من عيبها ، والحد من انتشارها، ونبحث في ذاتنا عن وسيلة لتحرير الذات من الأخطاء المتراكمة .
افتحي قلبك بعقل متفتح ، ومؤمن بالله وترجمي عواطفك بإحساس صادق مع نفسك ، ولا تبرحي برجك واقتحمي مواطن الضعف وتجردي من عباءة الخوف ، وتمردي على أوصال التبعية المزيفة وكوني شريكة في كل شيء .
واستثمري قلمك لتحقيق رغباتك السامية ، في العقل والتدبير .
انظري حولك فتجدي البراءة في وجوه الأطفال ...والحب الذي يحميهم من ظلم الأقدار .. فلا تستسلمي لوقع النوائب ، وعبث العادات ، واحلمي بالآتي بين لعب الأطفال .... وابتساماتهم ...وأحاديثهم ...
عسى أن تجدي الجواب ...
عسى أن تجدي الجواب ...
***
اخترقت حواجز المجهول عبر الأثير ، وأنا أجهل كل شيء عن خاصيتك ...
شدني إليك ما خطه قلمك من خواطر خلاقة ، وإمكانياتك الأدبية، في رصف الحروف بتأنق وانسجام . ولفت نظري أسلوبك الجميل في الوهلة الأولى ، وسرعان ما اكتشفت أن وراء هذا القلم عقل ناضج ، يصارع خطوب الحياة ....
خطوت نحوك في مداخلات متعددة ، وكل مرة تجدينني أقترب أكثر فأكثر ، وبحثت بين حروفك عن نقاط حيوية أقف عندها ، لأمارس عليها التحليل الأدبي ، كي أهتدي لمسار الكلمة في مكانها ، والبعد الإنساني لها .
وفقني الله، واكتشفت أن القلم يتحرك بإيحاء فكري سليم ...
وتماديت أكثر ، وأنا أشعر بأنني وجدت ضالتي في الإلهام ، لتكوين ثنائي أدبي يقنع القارئ .
وبالفعل ... تحققت المعجزة وقدمنا أعمالا ً كبيرة في الكم والنوع
ولم ألتفت ورائي أبدا ... وتابعت سيري نحو معرفة المزيد من تطلعاتك عامة . لقد فوجئت بجرأتي الأدبية أولا ... والمعنوية ثانيا ... وكيف فرضت نفسي دون إنذار ، على واقع غريب عني .
واحترت في تصرفاتك المبهمة ، وتساءلت ؟... تارة تؤيدين موقفي، وتارة تهربي من مجابهتي ، لكن القلم كان اكبر من أن توقفه ردة فعل منك.
واستمر الحال دون هوادة ... وكتبت ... وكتبت ...بشعور لم أحسه من قبل ، واختلطت علي الأمور في بداية الأمر ، وسرعان ما اتضحت الرؤيا ، وكشف النقاب عن غوامض كانت مجهولة .. وصارحت بشعوري ...فانتابتك رجفة من الخوف ، والحيرة ، في البداية وتبدلت بنشاط وحيوية ظهرت على قلمك الذي ارتقى إلى حقيقة كنت تخفينها .
تطرقت إلى مواضيع جانبية عديدة ، لأشجعك على البوح لتزول كل رواسب الماضي ، التي تركت جرحا عميقا في حياتك .
وكنت دءوبا ً حتى وصلت في صراحتي درجة لا أكل ولا أمل ... لمست ذلك في ردودك ، ومع ذلك استمر قلمي في النهوض واستدراجك حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من البوح النفسي والعاطفي ... ورحت في سرد أسرار تخصك وحدك ، مما أثار فضولي وأنني حصلت على مكانة مرموقة عندك ... وذلك هو همي لأنني أفسحت في داخلي مكانا لتقيمي فيه وأظللك بالحكمة والموعظة ، وأبادر إلى أن أشاركك إحساسك وعواطفك .
لقد وجدت فيك شيئا ً حتى الآن لا أعرف ما هو ... وكيف تطورت العلاقة النفسية إلى هذا الحد ... متيقنا أن سلوكي لا يمكن أن يؤذي أحدا ... في قلبي تسكن غصة من الحزن عندما أقرأ خواطرك ، أو ردودك لعجزي بالوقوف إلى جانبك لأحميك وأبعد عنك رواسب الماضي الأليم ... والحاقد المخيف ...
لكن بعونه تعالى... استطعت وبوقت قصير أن تتمردي على ذاتك ، وتمسكي بعصا الأمان التي أوجهها لك لتلتقي معي في طريق يحفه الأمان والكبرياء ، وتحنو عليه كل خلجات الضمير الحي ، لتنصهر الكلمة مع الواقع الذي نحياه ونقدسه ، وتبدلت الدموع بالبريق ، والخوف بالبهجة ، والكآبة بالابتسامة ...
والفرحة تحدت كل المقاييس ، وعدت طفلة تحبو بين أحضان الحب والسعادة .
مجموعة مشاعر في سطور
من كتاب أنا والأيام
حماة 25/4/2006
وقفت طويلا أمام حالة اجتماعية متكررة في واقعنا منذ الأزل ، سيطرت عليها عادات وتقاليد نبذتها الشرائع السماوية .... دون استثناء ... جادل فيها الكثيرون... أباحوا منها ما يرتبط بعقائدهم الدنيوية ، وكفروا بما لا يتلاءم مع أغراضهم الذاتية .
وأول الفيض ... تجنبوا بإرادة العقل المتحجر كل وسائط التحرر الفكري ، والتطور الاجتماعي ، والنهضة الإنمائية لمتطلبات الحياة .
أول من كان ضحية هذه البدع - الأنثى – إن كانت ولدا ... أو أختا ً ... أو أما ً ... أو زوجا ً ... بكل مراحل حياتها .
وضعوا القيود القاتلة منذ بداية خلقها ، ورسموا مستقبلها بأهوائهم ، وغاياتهم الفردية ، وسحقوا شخصيتها وسمو عقيدتها ، وكفرو بسعادتها ... كأم وراعية بيت ، وزوج رفيقة درب وحاملة هموم العائلة ، وأختا حنت لها البراءة والحنان .
كلها أدت إلى تدمير عواطفها بأسلوبهم وتصرفاتهم فاختلطت الأمور الدنيئة مع الدنيوية ، وفسروها بما شاءوا دون إدراك لحقيقة الوضع الاجتماعي لها ، وفهم إحساسها وعواطفها .
كيف لها أن تسود مجتمع وهي القاصر ، في العقل والتفكير ...
كيف لها أن تبني حضارة وهي لا تقوى على المسير...
كيف لها أن تصمد في وجه التيار وهي الضعيفة الرقيقة ...
لها وظيفتها الاستمرارية لبقاء الحياة . ..
***
أيتها المضطهدة ....
أدركت ِ أخيرا أنك ِلاشيء ...
وأقنعت ِ نفسك ِ أن وجودك ِ حاشية لسطور الحياة .. وكل ما يمكنك القيام به الموافقة وتأييد مواقفهم حتى ولو كانت خطأ ً .
لماذا ؟...
لماذا سمحت لنفسك منذ البداية أن تكوني كما يريدون ؟... دمية يحركونها بخيوط العرائس ... أو روبوط يتحرك الكترونيا بواسطة الريمون ...
لماذا ؟...
دخلت معركة الحياة بثقة كبيرة ، وكنت جديرة بتلك الثقة ، وأبعدت كل الشكوك لسلامة تصرفك وسلوكك ،ولم تكوني يما أداة لهو بين أيدي الجهل والعبث . وحققت انتصارا في تقدمك الفكري ، وحصلت على مستوى عال من الكفاءة العقلانية ... في الكمال والجمال .. دون مبرر للتراجع وقد وصلت أولى درجات الأمان .
لك رأيك ... به تسودين العالم بأسره ...
لك فكرك ... الذي سموت به بين أقرانك ...
والأنظار اتجهت نحو بريق توهج بالعلم والمعرفة ... بالحياء والبراءة .
ملكت كل شيء ... فلماذا تراجعت في آخر لحظة ؟...
أغلقت قلبك أمام الجميع ، ونظرت لهم بعيونهم ورأيتهم كما يرونك ...
لا يحق لك أن تناقشي في خصوصياتك ... وخطى مستقبلك .
كنت صارمة قوية ... لماذا تخاذلت في آخر لحظة ؟...
لماذا وافقت أن تكوني سلعة بأيديهم يتبادلونها بيعا ً وشراء ً .
لماذا ؟... لماذا ؟...
كنت قوية بحق ... بقوة أقربهم لك ...وابتعدت خوفا من أن تكوني عبث الخطيئة واللامبالاة ... وهنا تكمن المشكلة ... عندما فوجئت بقرار خطط له ورسمت خطوطه ونفذ بعيدا عن رأيك وأنت مضمونه... سكت .. وأبديت موافقة على مضض .
لماذا ؟...
عند اقترانك... لم يكن لك رأي ، أو موقف .
لماذا تخاذلت ؟...
لماذا وافقت ؟...
وبعد سنين طويلة تلومين الأقدار وأنت من ساهم بصنع هذا الواقع .
لو تمردت منذ البداية –حتى ولو أدى إلى أسوأ النتائج –كان أفضل مما تعانين منه الآن .
لقد أنكرت ذاتك أمام ذاتك . ومسخت شخصيتك أمام جهلهم ، وتعثرت خطواتك أمام نزعاتهم ونزواتهم واستبدادهم باتخاذ القرار . وكانت النتيجة فشلا ذريعا ً .
***
لقد حصل ما حصل ... وتوالت السنين ...
ودارت عقارب الزمن ...لتزيد من رعونة الأخطاء ، وبشاعة المستقبل المرسوم .والتقت أطراف المراوغة .. بحب لم يقسم له أن يرى النور.وجهل ساد فوق كل مألوف .
حياة كأنها لولب يسير بدفع منتظم . وعجلة تدور بتسارع الزمن . وأنت في مكانك دون كلام أو اعتراض .
هذا صحيح ...
هذا خطأ ...
هذا لا يصح ...
هذا يجب أن يتغير ... وهذا.... و هذا ....
كلمات مسحت من قاموس حياتك ...
وحل مكانها .. نعم ... أيوة ... موافقة ... كما تشاء ... وووووووو ...
وهذه الكلمات أصبحت ملازمة لكل همسة وجد ... ونبرة صوت ... وتلاشت جذوة الأحاسيس المرهفة ، والشعور الوجداني . وتبدلت بفتور العاطفة ، وبرودة الأعصاب ، والاستسلام لنوائب الزمن .
تقاطرت الأيام ... وأنت كما أنت ... لا جديد فيها ولا مستقر لهواجسك باتت رديف حياتك ...
خوف ... وقلق ... وأوهام ...
لماذا ؟...لماذا ؟...
ألا يمكن أن تجدي ثغرة فيها مدخلا لسبر الأعماق ... ومحاولة تلو الأخرى عسى أن تحقق الإيجاب ، إذا أحسن التدبير ...
ترى هل الجمال يولد سطور الفشل ، أم الحكمة لم تكن سديدة ...
الرجل بطبيعته يتعالى فوق مكامن الضعف ، وينشر ظله حتى ولو كان بالاستبداد أو الظلم ، وينسى ضعف الأنثى ورقتها .... ليسودها ...بعقلية متحجرة مستبدة .... وليدة الجهل المترامي الأطراف .
الم يكن في مقدورك أن تعالجي تلك الأمور بهدوء، وتتسللي إلى وجدانه بأسلوب الأنثى المدللة والمحبة ... حتى ولو كان بأسلوب تمثيلي ...
ألم يكن في وسعك أن تؤثري على نوازعه الفردية بسمو فكرك وسلطان علمك .
الخوف ... الخوف ... الخوف ...
هو ما سمح لتوارث الأخطاء ، وتعاظمها ، ليستشري الداء في جميع الأعضاء ، بعد فوات الأوان .
إن تلك السنين انقضت ... ولنقف أمام حقيقة لا مفر منها... ونسعى لأن نخفف من عيبها ، والحد من انتشارها، ونبحث في ذاتنا عن وسيلة لتحرير الذات من الأخطاء المتراكمة .
افتحي قلبك بعقل متفتح ، ومؤمن بالله وترجمي عواطفك بإحساس صادق مع نفسك ، ولا تبرحي برجك واقتحمي مواطن الضعف وتجردي من عباءة الخوف ، وتمردي على أوصال التبعية المزيفة وكوني شريكة في كل شيء .
واستثمري قلمك لتحقيق رغباتك السامية ، في العقل والتدبير .
انظري حولك فتجدي البراءة في وجوه الأطفال ...والحب الذي يحميهم من ظلم الأقدار .. فلا تستسلمي لوقع النوائب ، وعبث العادات ، واحلمي بالآتي بين لعب الأطفال .... وابتساماتهم ...وأحاديثهم ...
عسى أن تجدي الجواب ...
عسى أن تجدي الجواب ...
***
اخترقت حواجز المجهول عبر الأثير ، وأنا أجهل كل شيء عن خاصيتك ...
شدني إليك ما خطه قلمك من خواطر خلاقة ، وإمكانياتك الأدبية، في رصف الحروف بتأنق وانسجام . ولفت نظري أسلوبك الجميل في الوهلة الأولى ، وسرعان ما اكتشفت أن وراء هذا القلم عقل ناضج ، يصارع خطوب الحياة ....
خطوت نحوك في مداخلات متعددة ، وكل مرة تجدينني أقترب أكثر فأكثر ، وبحثت بين حروفك عن نقاط حيوية أقف عندها ، لأمارس عليها التحليل الأدبي ، كي أهتدي لمسار الكلمة في مكانها ، والبعد الإنساني لها .
وفقني الله، واكتشفت أن القلم يتحرك بإيحاء فكري سليم ...
وتماديت أكثر ، وأنا أشعر بأنني وجدت ضالتي في الإلهام ، لتكوين ثنائي أدبي يقنع القارئ .
وبالفعل ... تحققت المعجزة وقدمنا أعمالا ً كبيرة في الكم والنوع
ولم ألتفت ورائي أبدا ... وتابعت سيري نحو معرفة المزيد من تطلعاتك عامة . لقد فوجئت بجرأتي الأدبية أولا ... والمعنوية ثانيا ... وكيف فرضت نفسي دون إنذار ، على واقع غريب عني .
واحترت في تصرفاتك المبهمة ، وتساءلت ؟... تارة تؤيدين موقفي، وتارة تهربي من مجابهتي ، لكن القلم كان اكبر من أن توقفه ردة فعل منك.
واستمر الحال دون هوادة ... وكتبت ... وكتبت ...بشعور لم أحسه من قبل ، واختلطت علي الأمور في بداية الأمر ، وسرعان ما اتضحت الرؤيا ، وكشف النقاب عن غوامض كانت مجهولة .. وصارحت بشعوري ...فانتابتك رجفة من الخوف ، والحيرة ، في البداية وتبدلت بنشاط وحيوية ظهرت على قلمك الذي ارتقى إلى حقيقة كنت تخفينها .
تطرقت إلى مواضيع جانبية عديدة ، لأشجعك على البوح لتزول كل رواسب الماضي ، التي تركت جرحا عميقا في حياتك .
وكنت دءوبا ً حتى وصلت في صراحتي درجة لا أكل ولا أمل ... لمست ذلك في ردودك ، ومع ذلك استمر قلمي في النهوض واستدراجك حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من البوح النفسي والعاطفي ... ورحت في سرد أسرار تخصك وحدك ، مما أثار فضولي وأنني حصلت على مكانة مرموقة عندك ... وذلك هو همي لأنني أفسحت في داخلي مكانا لتقيمي فيه وأظللك بالحكمة والموعظة ، وأبادر إلى أن أشاركك إحساسك وعواطفك .
لقد وجدت فيك شيئا ً حتى الآن لا أعرف ما هو ... وكيف تطورت العلاقة النفسية إلى هذا الحد ... متيقنا أن سلوكي لا يمكن أن يؤذي أحدا ... في قلبي تسكن غصة من الحزن عندما أقرأ خواطرك ، أو ردودك لعجزي بالوقوف إلى جانبك لأحميك وأبعد عنك رواسب الماضي الأليم ... والحاقد المخيف ...
لكن بعونه تعالى... استطعت وبوقت قصير أن تتمردي على ذاتك ، وتمسكي بعصا الأمان التي أوجهها لك لتلتقي معي في طريق يحفه الأمان والكبرياء ، وتحنو عليه كل خلجات الضمير الحي ، لتنصهر الكلمة مع الواقع الذي نحياه ونقدسه ، وتبدلت الدموع بالبريق ، والخوف بالبهجة ، والكآبة بالابتسامة ...
والفرحة تحدت كل المقاييس ، وعدت طفلة تحبو بين أحضان الحب والسعادة .
مجموعة مشاعر في سطور
من كتاب أنا والأيام
حماة 25/4/2006