تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صهوة الأحلام



د. سمير العمري
26-05-2004, 05:34 AM
قُلْتِ: هَاتِ الكَأْسَ خَمْرًا ، قُلْتُ: كَلا=إِنَّ كَأْسَ الخَمْرِ مِنْ عَيْنَيِكِ أَحْلَى
إِسْقِنِيهَا بِافْتِرَارِ الثَّغْرِ هَمْسًا=كُلَّمَا أَثْمَلَتِ القَلْبَ اسْتَهَلا
وَامْزِجِينَا فِي حُمَيَّا الشَّوْقِ إِنِّي=لا أُبَالِي أَيُّنَا فِينَا اضْمَحَلا
وَاقْطِفِينَا مِنْ خَرِيفِ العُمْرِ زَهْرًا=وَاغْرِسِينَا فِي رَبِيعِ الطُّهْرِ فُلا
وَامْسَحِي الأَحْزَانَ عَنْ عَيْنَيْكِ عِنْدِي=سَوْفَ يَزْهُو السَّعْدُ فِي عَيْنَيْكِ كُحْلا
سَوْفَ أَرْوِي القَلْبَ مِنْ هَاتِي السَّوَاقِي=نَبْعُهَا دَمْعٌ لِمَاضٍ قَدْ تَوَلَّى
وَأُنَاجِي الفَجْرَ فِي ثَغْرِ اللَيَالِي=وَأُحِيْلُ القَفْرَ بُسْتَانًا وَظِلا
نَسْتَشِفُّ العِطْرَ مِنْ بَوْحِ الرَّوَابِي=وَنُغَنِّي التَّوْقَ نَجْوَى لَيْسَ إِلا
لَسْتِ مِنِّي غَيْرَ طَيْفٍ بَاتَ رُوحًا=وَحَبِيْبَاً فِي شَغَافِ القَلْبِ حَلا
وَخَدِينًا لأَمَانٍ قَدْ جَفَتْنِي=وَضِيَاءً بَاتَ مِنْ عَيْنَيَّ أَغْلَى
وَمَلاذًا مِنْ سِنِيْنٍ أَرْهَقَتْنِي=أَوْدَعَتْن ي كَفَّ حُزْنٍ لَيْسَ يَبْلَى
كَمْ سَقَتْنِي مِنْ ضَنَى الأَيَامِ كَأْسِي=فَكَسَرْتُ الكَأْسَ لا أَرْضَاهُ ذُلا
وَابْتَلَتْنِي الغُرْبَةٌ الحَدْبَاءُ حَتَّى=كَلَّ مَتْنِي فَرَفَعْتُ الرَّأْسَ أَعْلَى
جِئْتِ لِي غَيْثًا يُعِيدُ القَلْبَ خَصْبًا=بِرَحِيقٍ مِنْ فُصُولٍ سَوْفَ تُتْلَى
إِذْ شَرِبْنَا مِنْ لَذِيذِ الوَصْلِ نَخْبًا=وَامْتَطَيْنَا صَهْوَةَ الأَحْلامِ جَذْلَى
وَصَبَبْنَا الشَّوْقَ فِي رَحْمِ الأَمَانِي=فَوَجَدْنَاهَا بِطَيْفِ السَّعْدِ حُبْلَى
لَيْتَ أَنِّي يَا حَبِيْبَ العُمْرِ طَيْرٌ=كَي أَطِيْرَ اليَوْمَ حُرًّا مَسْتَقِلا
وَأَفِيْكَ العَهْدَ إِنَّ العَهْدَ عِنْدِي=لا يَفِي بِالغَدْرِ مَنْ يَنْسَى وَيَقْلَى

د.جمال مرسي
26-05-2004, 06:41 AM
دعوني أحجز مكانا

فكلما هرعت لأكتب ردي ..وجدت واحدة من أخواتي أسرعت قبلي في وضع ردها

فسبقتني حرة ..و أختي أميمة إلى هذه الرائعة التي أخرجتها يا أميمة من فم الاسد

كان يريد أن يضن عليكم بها .. فما رأيك يا أميمة ؟

أخي د. سمير العمري

ما أجمل أن أقرأ لك كل صباح و أن اجعل شعرك آخر ما اختم به قراءاتي في الواحة كل مساء

قصيدة في منتهى الروعة

ناعمة و حالمة

و بالفعل كما قالت الأخت حرة يصعب على المرء أن يقتطف منها

احييك أخي سمير على هذه القصيدة البمبي .. و ربنا يستر عليك بعدها

انا هقول معرفكش ساعتها .. هو انا قلت لك حاجة ؟

تحياتي و حبي اخي الكريم

و لي عودة .. ربما لو استطاعت حروفي التي تحبو في عالمك الشعري أن تتسلق سور روعتك

مع خالص ودي و احترامي

د. جمال

نهى فريد
02-06-2004, 01:14 PM
احم احم

اللهم إني صائم :011:

لا عليك ما أجمل الإفطار بهكذا دسم



دكتورسمير
اسمح لي بسؤال :

وَخَدِيْنَـاً لأَمَــانٍ قَــدْ جَفَتْـنِـي
وَضِيَاءً بَـاتَ مِـنْ عَيْنَـيَّ أَغْلَـى

الخدين هو الصديق وقد جاء هنا مذكرا ولم يطابق الفعل (جفتني) في التأنيث فهل هذا الأمر مقبول ؟

دمت في الألق

دموووع
02-06-2004, 03:22 PM
إنه لمشهد يشهد

هنا الفارس القوي .. والمحارب البطل

عندما يلوذ بزاوية هادئة في ليلة مقمرة
فيحل عنه الدرع والسيف ويبقى قلبة وجها لوجه قبالة الحبيب
لادروع ولا تروس


حينها تهزه رياح الشوق الهادئة .. اذا داعبت هذا القلب المكلوم
فتثير شجونه ... حينها يتكيء على تلال الحب ليبوح بمكنون صدره


بعيدا عن انظار الناس واسماعهم













لكن مصيبة .... اذا سمعه د/ جمال مرسي D:

حينها سيسمعنا جميعا هذا البوح النادر في موقف نادر



أستاذي الكريم ... سمير

جميل ما أبدعت يداك ... وليس هذا الامر منك بغريب

سلمت الأنامل



دموووع

عبد الوهاب القطب
02-06-2004, 05:53 PM
الله الله ما اروعك!

كما قيل اعلاه لم استطع ان اقتطف منها شيئا

فهي متسلسلة منسابة متماسكة كشلال رائع التغريد

وخوله الماء والخضراء.

وهذه قصيدة اخرى لك ايها الحبيب تمنيت لو

كانت لي كل أبياتها.

تحياتي وانبهاري

المخلص

عبدالوهاب القطب

حوراء آل بورنو
02-06-2004, 06:55 PM
الأخت الفاضلة نهى ..

وَخَدِيْنَـاً لأَمَــانٍ قَــدْ جَفَتْـنِـي * وَضِيَاءً بَـاتَ مِـنْ عَيْنَـيَّ أَغْلَـى

الفعل ( جفتني ) أنث لأنه فاعله مؤنث و هو ( الأماني ) وهي كلمة جمعت جمع تكسير من ( أمنية ) ومن حقها أن تعامل معاملة الإناث ، وليس الفاعل هنا ذلك المحبوب الذي وصفه الشاعر بالخدين ، بل جعل ذلك الخدين شريكا في أمانيه التي جفته ..
وربما أشكل عليك هنا ، ذلك أن كلمة ( الأماني ) قام الشاعر فيها بحذف الياء ؛ لأنها نونت بالكسر لأنها نكرة مجرورة بحرف الجر .

أرجو أن تكون الصورة قد ظهرت لك جلية واضحة ..
و عذرا إن أثقلت عليك .

تقبلي تحياتي .

د. سمير العمري
06-06-2004, 12:07 AM
أميمة الرائعة:

نعم هو أنا. :001:

هي استراحة فارس يشحذ همته بذكرى الحبيب.

ثم هل كان الإرهابي "المسلم الملتزم" قاسي القلب ميت المشاعر؟؟

الحب في القلوب هو الخصب والخضرة والشذى لهذه الحياة شرط أن يعف ويصدق.


أرأيت يا دكتور جمال ماذا فعلت بأخيك؟؟؟


تحياتي وودي
:os:

د.جمال مرسي
06-06-2004, 07:46 AM
تستاهل اللي هيجرالك

اميمة الشافعي
06-06-2004, 01:33 PM
دعوني أحجز مكانا

فكلما هرعت لأكتب ردي ..وجدت واحدة من أخواتي أسرعت قبلي في وضع ردها

فسبقتني حرة ..و أختي أميمة إلى هذه الرائعة التي أخرجتها يا أميمة من فم الاسد

كان يريد أن يضن عليكم بها .. فما رأيك يا أميمة ؟

د. جمال

رااااااااااااائع ما فعلت يا دكتور جمال

ما يجيبها الا أطباءها D::v1:D:

:0014::0014::0014::0014::0014:

اميمة الشافعي
06-06-2004, 01:40 PM
أميمة الرائعة:

نعم هو أنا. :001:

هي استراحة فارس يشحذ همته بذكرى الحبيب.

ثم هل كان الإرهابي "المسلم الملتزم" قاسي القلب ميت المشاعر؟؟

الحب في القلوب هو الخصب والخضرة والشذى لهذه الحياة شرط أن يعف ويصدق.


أرأيت يا دكتور جمال ماذا فعلت بأخيك؟؟؟


تحياتي وودي
:os:



يا دكتور سمير

من قال ان الارهابى قاسى القلب ميت المشاعر....؟؟؟

ابدا والله الارهابى لو لم يعرف الحب ما احب دينه ولا ارضه ولا قضيته

ولكن العجب كل العجب يأتى من الجمع بين الجرانيت والرومانسية فى القلب

ولله فى خلقه شؤون ...........بالرغم من عدم ميلى للرومانسيات

الا انها اعجبتنى .............. وبصراحة ابتسمت

تحياتى لك ولكل ارهابى

وتحياتى للدكتور جمال

د.جمال مرسي
06-06-2004, 03:22 PM
حفظك الله ايتها الاخت الرائعة اميمة

و بارك الله بك و بامثالك ايتها الكريمة

لك خالص التحية و الامنيات

د. جمال

د. سمير العمري
02-09-2004, 06:02 PM
كلماتك الرقيقة الحانية تهب فؤادي رجفة سعادة وخفقة رضى وليس الكثير من يفعل به هذا.

جمال مرسي ... قد فعلتها بي ولست بذلك إلا في سعادة.


تحياتي ومحبتي
:os:

د. سمير العمري
05-09-2004, 10:33 PM
المتألقة الخصبة دوماً نهى:

أشكر لك لطيف قولك ومرورك العابق الذي لطالما أسعدني.

بخصوص ما سألت عنه أجد أن الكريمة الحرة قد أجابت عنه بوضوح.


دمت في مدارك وننتظر السطوع.
:os:

معاذ الديري
16-09-2005, 02:28 AM
سمير في لقطة نادرة ...

وأنهم يقولون ما لا يفعلون ...

نخبك يا استاذ الشعر..

سيد سليم
16-09-2005, 11:54 PM
ما شاء الله ، بارك الله في أخوينا وأستاذينا الحبيبين الدكتورين : سمير العمري ، وجمال مرسي ؛ لنعيش بين السمير الوفي والجمال النقي
رائع يا دكتور سمير لا حرمنا الله منك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

محمد الدسوقي
17-09-2005, 05:33 AM
د. سمير

تصورت أنني أهيم مع الأطلال

وتتمايل بتلك الأنشودة الراحلة ( أم كلثوم )

نعم ..........أنها تُناطح الأطلال في عذب كلماتها

ولو وجدت الملحن لتغنى بها أكبر المطربين ..

نعم هي كذلك ..

ليت الملحنين العباقرة يقرأون تلك القصيدة

عندها ستكون ..............!

سلمت يداك وسلم ذلك الأبداع

تقبل أجمل المنى

د. سمير العمري
16-05-2006, 11:59 PM
إنه لمشهد يشهد

هنا الفارس القوي .. والمحارب البطل

عندما يلوذ بزاوية هادئة في ليلة مقمرة
فيحل عنه الدرع والسيف ويبقى قلبة وجها لوجه قبالة الحبيب
لادروع ولا تروس

حينها تهزه رياح الشوق الهادئة .. اذا داعبت هذا القلب المكلوم
فتثير شجونه ... حينها يتكيء على تلال الحب ليبوح بمكنون صدره

بعيدا عن انظار الناس واسماعهم


أستاذي الكريم ... سمير

جميل ما أبدعت يداك ... وليس هذا الامر منك بغريب

سلمت الأنامل


دموووع

بارك الله بك أيتها الفاضلة فقد كان في ردك ما دفع عني "شماتة" ابن مرسي :011:

نعم ، لا يكون الإنسان إنساناً إلا إن حمل قلبه مشاعر الحب والود صافياً طاهراً. بالحب تبنى البيوت ، وبالود تبنى المجتمعات.


أشكر لك كريم رأيك ولطيف ردك ، واعذري تأخري فقد بات سمة الردود على مشاركاتي ومثلكم من يعذر.



تحياتي
:os::tree::os:

مجذوب العيد المشراوي
11-01-2008, 12:04 AM
سامحك الله يا د. جمال.
يبدو أنني يجب أن أتعلم أن لا أمازحك.
أتهددني في كل يوم لتجبرني على نشر هذه المداعبة التي لم أفكر يوماً بنشرها؟؟
حسناً سأطيع ثم ألقي كل اللوم عليك.

قُلْتِ هَاتِ الكَأْسَ خَمْرًا قُلْتُ كَلا=إِنَّ كَأْسَ الخَمْرِ فِي عَيْنَيِكِ أَحْلَى
إِسْقِنِيْهَا بِافْتِرَارِ الثَّغْرِ هَمْسًا=كُلَّمَا أَثْمَلَتِ القَلْبَ اسْتَهَلا
وَامْزِجِيْنَا فِي حُمَيَّا الشَّوْقِ إِنِّي=لا أُبَالِي أَيُّنَا فِيْنَا اضْمَحَلا
وَاقْطِفِيْنَا مِنْ خَرِيْفِ العُمْرِ زَهْرًا=وَاغْرِسِيْنَا فِي رَبِيْعِ الطُّهْرِ فُلا
وَامْسَحِي الأَحْزَانَ عَنْ عَيْنَيْكِ عِنْدِي=سَوْفَ يَزْهُوْ السَّعْدُ فِي عَيْنَيْكِ كُحْلا
سَوْفَ أَرْوِي القَلْبَ مِنْ هَاتِي السَّوَاقِي=نَبْعُهَا دَمْعِي لِمَاضٍ قَدْ تَوَلَّى
وَأُنَاجِي الفَجْرَ فِي ثَغْرِ اللَيَالِي=وَأُحِيْلُ القَفْرَ بُسْتَانًا وَظِلا
نَسْتَشِفُّ العِطْرَ مِنْ بَوْحِ الرَّوَابِي=وَنُغَنِّي التَّوْقَ نَجْوَى لَيْسَ إِلا
لَسْتِ مِنِّي غَيْرَ طَيْفٍ بَاتَ رُوْحَاً=وَحَبِيْبَاً فِي شِغَافِ القَلْبِ حَلا
وَخَدِيْنَاً لأَمَانٍ قَدْ جَفَتْنِي=وَضِيَاءً بَاتَ مِنْ عَيْنَيَّ أَغْلَى
وَمَلاذًا مِنْ سِنِيْنٍ أَرْهَقَتْنِي=أَوْدَعَتْن ي كَفَّ حُزْنٍ لَيْسَ يَبْلَى
كَمْ سَقَتْنِي مِنْ ضَنَى الأَيَامِ كَأْسِي=فَكَسَرْتُ الكَأْسَ لا أَرْضَاهُ ذُلا
وَابْتَلَتْنِي الغُرْبَةٌ الحَدْبَاءُ حَتَّى=كَلَّ مَتْنِي فَرَفَعْتُ الرَّأْسَ أَعْلَى
جِئْتِ لِي غَيْثَاً يُعِيْدُ القَلْبَ خَصْبَاً=بِرَحِيْقٍ مِنْ فُصُوْلٍ سَوْفَ تُتْلَى
إِذْ شَرِبْنَا مِنْ لَذِيْذِ الوَصْلِ نَخْبًا=وَامْتَطَيْنَا صَهْوَةَ الأَحْلامِ جَذْلَى
وَصَبَبْنَا الشَّوْقَ فِي رَحْمِ الأَمَانِي=فَوَجَدْنَاهَا بِطَيْفِ السَّعْدِ حُبْلَى
لَيْتَ أَنِّي يَا حَبِيْبَ العُمْرِ طَيْرٌ=كَي أَطِيْرَ اليَوْمَ حُرًّا مَسْتَقِلا
وَأَفِيْكَ العَهْدَ إِنَّ العَهْدَ عِنْدِي=لا يَفِي بِالغَدْرِ مَنْ يَنْسَى وَيَقْلَى
سمير رائعة هذه والله

والمدهش أنك استبدلت تلك بما هو أجمل منها وجلت وصلت وكسرت كأس الذل في الأخير

لله درك من أصيل نرجع إليه كلما تهنا في متاهات الشعر


حبي

د. سمير العمري
30-03-2010, 10:12 PM
الله الله ما اروعك!
كما قيل اعلاه لم استطع ان اقتطف منها شيئا
فهي متسلسلة منسابة متماسكة كشلال رائع التغريد
وخوله الماء والخضراء.
وهذه قصيدة اخرى لك ايها الحبيب تمنيت لو
كانت لي كل أبياتها.
تحياتي وانبهاري
المخلص
عبدالوهاب القطب


هي لك أخي الكريم عبد الوهاب فلا يعز عليك شيء يا أبا يوسف!

أشكر لك مرورك وكريم رأيك وأسأل الله أن يملأ القلوب بالصدق والصفاء وأن يدلنا الدرب.

دام دفعك!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

سحبان العموري
26-01-2011, 01:02 PM
لَيْتَ أَنِّي يَـا حَبِيْـبَ العُمْـرِ طَيْـرٌ
كَي أَطِيْـرَ اليَـوْمَ حُـرًّا مَسْتَقِـلا
وَأَفِيْـكَ العَهْـدَ إِنَّ العَهْـدَ عِنْـدِي
لا يَفِي بِالغَدْرِ مَـنْ يَنْسَـى وَيَقْلَـى


كانت صهوة احلامك عالية وكان حصانك جموحا لكن لجامه بيدك

اسعد عندما اقرا لمن يكتب بعقله وقلبه معا

كل احترام وتقدير

محمود فرحان حمادي
26-01-2011, 04:30 PM
هذه مشاعر رقراقة ندية
صادقة بعذريتها التي وافت باسمة جذلى
بورك النبض
تحياتي

يوسف العزعزي
26-01-2011, 10:05 PM
أي جمال هذا و أي رقة
و أي قالب التي يسكب شاعرنا بل أستاذنا الكريم فيها هذه المعاني
نفس ملائكي الهمس حبيبنا د / سمير
حفظكم الله

محمد ذيب سليمان
26-01-2011, 10:23 PM
كنت هنا في مدرستك ..

أكتب الوجدانيات

ولكنني حينما أقف بالقرب

أعيد تقييم نفسي

ما أرقى وأروع ما نثرته علينا

دمت مبدعا

مصطفى بطحيش
26-01-2011, 10:54 PM
اي عذوبة وسحر هذه يا ابا حسام
سررتني بهده اللوحة الربيعية المتفتحة
ادخل الله السرور الى قلبك
متعك الله بهذه الذائقة وهذا العبق
لك مني اجمل الامنيات

د. سمير العمري
06-12-2011, 11:42 PM
يا دكتور سمير

من قال ان الارهابى قاسى القلب ميت المشاعر....؟؟؟

ابدا والله الارهابى لو لم يعرف الحب ما احب دينه ولا ارضه ولا قضيته

ولكن العجب كل العجب يأتى من الجمع بين الجرانيت والرومانسية فى القلب

ولله فى خلقه شؤون ...........بالرغم من عدم ميلى للرومانسيات

الا انها اعجبتنى .............. وبصراحة ابتسمت

تحياتى لك ولكل ارهابى

وتحياتى للدكتور جمال

بارك الله بك أختي الكريمة أميمة ، وكنت ولا زلت دوما الحكيمة الكريمة الحانية.

ونعم ، لله في خلقه شؤون إذ تنبت الزهرة في سفح جبل صخري.

دام دفعك!

ودمت بخير وبركة!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيحة الرفاعي
09-01-2012, 11:44 PM
وَامْزِجِيْنَا فِي حُمَيَّا الشَّوْقِ إِنِّي=لا أُبَالِي أَيُّنَا فِيْنَا اضْمَحَلا
وَاقْطِفِيْنَا مِنْ خَرِيْفِ العُمْرِ زَهْرًا=وَاغْرِسِيْنَا فِي رَبِيْعِ الطُّهْرِ فُلا
***
وَمَلاذًا مِنْ سِنِيْنٍ أَرْهَقَتْنِي=أَوْدَعَتْن ي كَفَّ حُزْنٍ لَيْسَ يَبْلَى
وَابْتَلَتْنِي الغُرْبَةٌ الحَدْبَاءُ حَتَّى=كَلَّ مَتْنِي فَرَفَعْتُ الرَّأْسَ أَعْلَى
جِئْتِ لِي غَيْثَاً يُعِيْدُ القَلْبَ خَصْبَاً=بِرَحِيْقٍ مِنْ فُصُوْلٍ سَوْفَ تُتْلَى
***
لَيْتَ أَنِّي يَا حَبِيْبَ العُمْرِ طَيْرٌ=كَي أَطِيْرَ اليَوْمَ حُرًّا مَسْتَقِلا
وَأَفِيْكَ العَهْدَ إِنَّ العَهْدَ عِنْدِي=لا يَفِي بِالغَدْرِ مَنْ يَنْسَى وَيَقْلَى

في ظل هذا الجمال يطيب المقام وتنتعش الأرواح

شكرا أميرنا لهطول ماتع

تحيتي

كاظم هاشم
04-10-2012, 11:59 PM
وضعت لحنا جميلا لهذه القصيدة
فأين أنشره

نداء غريب صبري
06-10-2012, 01:42 AM
سمعتها قبل دقائق مغناة
وأقرأها الآن قصيدة رائعة وبوحا شعريا جميلا جدا

شكرا لك اميرنا
هكذا سكون الشعر الذي يعشق

بوركت

د. سمير العمري
05-02-2013, 06:43 AM
سمير في لقطة نادرة ...

وأنهم يقولون ما لا يفعلون ...

نخبك يا استاذ الشعر..

مضى دهر على فراقك لنا أيها الحبيب فلا أوحش الله منك!

وكم يسرني أن يحوز حرفي هذا على قبولك يا صاحب الذائقة!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تقديري

الطنطاوي الحسيني
06-02-2013, 05:15 AM
قُلْتِ: هَاتِ الكَأْسَ خَمْرًا ، قُلْتُ: كَلا
إِنَّ كَأْسَ الخَمْرِ مِنْ عَيْنَيِـكِ أَحْلَـى
إِسْقِنِيهَـا بِافْتِـرَارِ الثَّغْـرِ هَمْسًـا
كُلَّمَـا أَثْمَلَـتِ القَلْـبَ اسْتَهَـلا
وَامْزِجِينَا فِي حُمَيَّـا الشَّـوْقِ إِنِّـي
لا أُبَالِـي أَيُّنَـا فِينَـا اضْمَـحَـلا


هذا الشعر اخي سمير ابا حسام
ولكن اين أم كلثوم كوكب الشرق الذي رحل
دمت رائعا مبدعا اخي الحبيب الكريم
استاذي احبك في الله فدم في القلب

محمد كمال الدين
06-02-2013, 06:03 AM
قُلْتِ: هَاتِ الكَـأْسَ خَمْـرًا ، قُلْـتُ: كَـلاإِنَّ كَـأْسَ الخَـمْـرِ مِــنْ عَيْنَـيِـكِ أَحْـلَـى


روعة أيها الشاعر

أطربتني شعرا وحسا

خالص التحية

د. سمير العمري
02-04-2014, 01:12 AM
ما شاء الله ، بارك الله في أخوينا وأستاذينا الحبيبين الدكتورين : سمير العمري ، وجمال مرسي ؛ لنعيش بين السمير الوفي والجمال النقي
رائع يا دكتور سمير لا حرمنا الله منك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بارك الله بك أيها الشاعر النقي والأخ الوفي وأشكرك على هذا التفاعل الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
16-03-2015, 07:51 PM
د. سمير

تصورت أنني أهيم مع الأطلال

وتتمايل بتلك الأنشودة الراحلة ( أم كلثوم )

نعم ..........أنها تُناطح الأطلال في عذب كلماتها

ولو وجدت الملحن لتغنى بها أكبر المطربين ..

نعم هي كذلك ..

ليت الملحنين العباقرة يقرأون تلك القصيدة

عندها ستكون ..............!

سلمت يداك وسلم ذلك الأبداع

تقبل أجمل المنى

بارك الله بك أيها الشاعر وأشكرك على هذا التفاعل الكريم!
قد وصل لها ملحن ولحنها.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

هبة الفقي
16-03-2015, 11:57 PM
وَصَـبَـبْــنَــا الـــشَّـــوْقَ فِـــــــي رَحْـــــــمِ الأَمَـــانِــــي
فَــوَجَــدْنَــاهَــا بِــطَـــيْـــفِ الــسَّـــعْـــدِ حُـــبْـــلَـــى
لَـــيْـــتَ أَنِّــــــي يَــــــا حَــبِــيْـــبَ الــعُــمْـــرِ طَـــيْــــرٌ
كَـــــــــي أَطِــــيْـــــرَ الــــيَـــــوْمَ حُـــــــــرًّا مَــسْــتَــقِـــلا
وَأَفِــــيْـــــكَ الـــعَـــهْـــدَ إِنَّ الـــعَـــهْـــدَ عِـــــنْـــــدِي
لا يَـــفِـــي بِــالــغَــدْرِ مَــــــنْ يَــنْــسَــى وَيَــقْــلَـــى


رائع وبديع
لا فض فوك أستاذي الكريم د.سمير العمري
قصيدة جميلة لطيفة ومميزة
دام الألق
تقديري

عدنان الشبول
17-03-2015, 03:51 AM
رقيقة جميلة ، عذبة الموسيقى رائعة التصاوير




دمتم بخير أبدا

محمد حمود الحميري
28-07-2015, 10:46 PM
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فما لك في طيب الحياة نصيب


وقال بعضهم : العشق دواء أفئدة الكرام .
وقال غيره : العشق لا يصلح إلا لذي مروءة ظاهرة ، وخليقة طاهرة ، أو لذي لسان فاضل ، وإحسان كامل ، أو لذي أدب بارع ، وحسب ناصع .

وقال آخر : العشق يشجع جنان الجبان ، ويصفي ذهن الغبي ، ويسخي كف البخيل ، ويذل عزة الملوك ، ويسكن نوافر الأخلاق ، وهو أنيس من لا أنيس له ، وجليس من لا جليس له .

وقال آخر : العشق يزيل الأثقال ، ويلطف الروح ، ويصفي كدر القلب ، ويوجب الارتياح لأفعال الكرام ، كما قال الشاعر :


سيهلك في الدنيا شفيق عليكم ... إذا غاله من حادث الحب غائله
كريم يميت السر حتى كأنه ... إذا استفهموه عن حديثك جاهله
يود بأن يمسي سقيما لعلها ... إذا سمعت عنه بشكوى تراسله
ويهتز للمعروف في طلب العلا ... لتحمد يوما عند ليلى شمائله


فالعشق يحمل على مكارم الأخلاق .
وقال بعض الحكماء : العشق يروض النفس ، ويهذب الأخلاق ، وإظهاره طبيعي ، وإضماره تكليفي .
وقال الآخر : من لم يهيج نفسه بالصوت الشجي ، والوجه البهي ، فهو فاسد المزاج ، يحتاج إلى علاج ، وأنشدوا في ذلك :
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فما لك في طيب الحياة نصيب

وقال بعض العشاق أولو العفة والصيانة : عفوا تشرفوا ، واعشقوا تظفروا .

وقيل لبعض العشاق : ما كنت تصنع لو ظفرت بمن تهوى ؟ فقال : كنت أمتع طرفي بوجهه ، وأروح قلبي بذكره وحديثه ، وأستر منه ما لا يحب كشفه ، ولا أصير بقبيح الفعل إلى ما ينقض عهده ، ثم أنشد :
أخلو به فأعف عنه تكرما خوف الديانة لست من عشاقه
كالماء في يد صائم يلتذه ظمأ فيصبر عن لذيذ مذاقه

وقال أبو إسحاق بن إبراهيم : أرواح العشاق عطرة لطيفة ، وأبدانهم رقيقة خفيفة ، نزهتهم المؤانسة ، وكلامهم يحيي موات القلوب ، ويزيد في العقول ، ولولا العشق والهوى لبطل نعيم الدنيا .

وقال آخر : العشق للأرواح بمنزلة الغذاء للأبدان ، إن تركته ضرك ، وإن أكثرت منه قتلك ، وفي ذلك قيل :

خليلي إن الحب فيه لذاذة وفيه شقاء دائم وكروب
على ذاك ما عيش يطيب بغيره ولا عيش إلا بالحبيب يطيب
ولا خير في الدنيا بغير صبابة ولا في نعيم ليس فيه حبيب


وذكر الخرائطي عن أبي غسان قال : مر أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بجارية وهي تقول :
وهويته من قبل قطع تمائمي ... متمايلا مثل القضيب الناعم

سألها : أحرة أنت أم مملوكة ؟ قالت : بل مملوكة ، فقال : من هواك ؟ فتلكأت ، فأقسم عليها ، فقالت :
وأنا التي لعب الهوى بفؤادها ... قتلت بحب محمد بن القاسم

فاشتراها من مولاها ، وبعث بها إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب فقال : هؤلاء والله فتن الرجال ، وكم والله مات بهن كريم ، وعطب بهن سليم .

وجاءت جارية إلى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - تستعدي على رجل من الأنصار ، فقال لها عثمان : ما قصتك ؟ فقالت : كلفت يا أمير المؤمنين بابن أخيه ، فما أنفك أراعيه ، فقال عثمان : إما أن تهبها إلى ابن أخيك ، أو أعطيك ثمنها من مالي ، فقال : أشهدك يا أمير المؤمنين أنها له .

ونحن لا ننكر فساد العشق الذي متعلقه فعل الفاحشة بالمعشوق ، وإنما الكلام في العشق العفيف من الرجل الظريف ، الذي يأبى له دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله ، وما بينه وبين معشوقه بالحرام ، وهذا عشق السلف الكرام والأئمة الأعلام ، فهذا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد الفقهاء السبعة ، عشق حتى اشتهر أمره ، ولم ينكر عليه ، وعد ظالما من لامه ، ومن شعره :

كتمت الهوى حتى أضر بك الكتم ... ولامك أقوام ولومهم ظلم
فنم عليك الكاشحون ، وقبلهم ... عليك الهوى قد نم لو ينفع الكتم
فأصبحت كالهندي إذ مات حسرة ... على إثر هند أو كمن شفه سقم
تجنبت إتيان الحبيب تأثما ... ألا إن هجران الحبيب هو الإثم
فذق هجرها قد كنت تزعم أنه .... رشاد ألا يا ربما كذب الزعم


وهذا عمر بن عبد العزيز وعشقه مشهور لجارية فاطمة بنت عبد الملك ، وكانت جارية بارعة الجمال ، وكان معجبا بها ، وكان يطلبها من امرأته ، ويحرص على أن تهبها له ، فتأبى ، ولم تزل الجارية في نفس عمر ، فلما استخلف ، أمرت فاطمة بالجارية فأصلحت ، وكانت مثلا في حسنها وجمالها ، ثم دخلت على عمر ، وقالت : يا أمير المؤمنين ، إنك كنت معجبا بجاريتي فلانة ، وسألتها ، فأبيت عليك ، والآن قد طابت نفسي لك بها ، فلما قالت له ذلك ؛ استبان الفرح في وجهه ، وقال عجلي علي بها ، فلما دخلت بها عليه ، ازداد بها عجبا ، وقال لها : ألقي ثيابك ، ففعلت ، ثم قال لها : على رسلك ، أخبريني لمن كنت ؟ ومن أين صرت لفاطمة ؟ فقالت : أغرم الحجاج عاملا له بالكوفة مالا ، وكنت في رقيق ذلك العامل ، قالت : فأخذني وبعث بي إلى عبد الملك ، فوهبني لفاطمة ، قال : وما فعل ذلك العامل ؟ قالت : هلك ، قال : وهل ترك ولدا ؟ قالت : نعم ، قال : فما حالهم ؟ قالت : سيئة ، فقال : شدي عليك ثيابك ، واذهبي إلى مكانك ، ثم كتب إلى عامله على العراق : أن ابعث إلي فلان بن فلان على البريد ، فلما قدم ، قال له : ارفع إلي جميع ما أغرمه الحجاج لأبيك ، فلم يرفع إليه شيئا إلا دفعه إليه ، ثم أمر بالجارية فدفعت إليه ، ثم قال له : إياك وإياها ، فلعل أباك قد ألم بها ، فقال الغلام : هي لك يا أمير المؤمنين ، قال : لا حاجة لي بها ، قال : فابتعها مني ، قال : لست إذا ممن نهى النفس عن الهوى ، فلما عزم الفتى على الانصراف بها ، قالت : أين وجدك بي يا أمير المؤمنين ؟ قال : على حاله ، ولقد زاد ، ولم تزل الجارية في نفس عمر ، حتى مات رحمه الله .

وهذا أبو بكر بن محمد بن داود الظاهري العالم المشهور في فنون العلم : من الفقه ، والحديث ، والتفسير ، والأدب ، وله قوله في الفقه ، وهو من أكابر العلماء ، وعشقه مشهور .

قال نفطويه : دخلت عليه في مرضه الذي مات فيه ، فقلت : كيف تجدك ؟ فقال : حب من تعلم أورثني ما ترى ، فقلت : وما يمنعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه ؟ فقال : الاستمتاع على وجهين : أحدهما : النظر المباح ، والآخر : اللذة المحظورة ، فأما النظر المباح فهو الذي أورثني ما ترى ، وأما اللذة المحظورة فيمنعني منها ما حدثني أبي ، حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتاب عن مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - يرفعه : " من عشق وكتم وعف وصبر ، غفر الله له وأدخله الجنة " .

ثم أنشد :
انظر إلى السحر يجري من لواحظه ... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه ... كأنهن نمال دب في عاج


ثم أنشد :
ما لهم أنكروا سوادا بخديه ... ولا ينكرون ورد الغصون ؟
إن يكن عيب خده برد الشعر ... فعيب العيون شعر الجفون


فقلت له : نفيت القياس في الفقه ، وأثبته في الشر ؟ فقال : غلبة الوجد وملكة النفس دعت إليه ، ثم مات من ليلته ، وبسبب معشوقه صنف كتاب الزهرة .

ومن كلامه فيه : " من يئس ممن يهواه ، ولم يمت من وقته سلاه ، وذلك أول روعات اليأس تأتي القلب وهو غير مستعد لها ، فأما الثانية فتأتي القلب وقد وطأته لها الروعة الأولى " .

والتقى هو وأبو العباس بن سريج في مجلس أبي الحسن علي بن عيسى الوزير ، فتناظرا في مسألة من الإيلاء ، فقال له ابن سريج : أنت بأن تقول : من دامت لحظاته ؛ كثرت حسراته ، أحذق منك بالكلام على الفقه ، فقال : لئن كان ذلك فإني أقول :


أنزه في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه ... يصب على الصخر الأصم تهدما
وينطق طرفي عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي وده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فلست أرى ودا صحيحا مسلما

فقال له أبو العباس بن سريج : بم تفخر علي ؟ ولو شئت لقلت :
ومطاعمه كالشهد في نغماته ... قد بت أمنعه لذيذ سناته
بصبابة وبحسنه وحديثه ... وأنزه اللحظات عن وجناته
حتى إذا ما الصبح راح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته


فقال أبو بكر : يحفظ عليه الوزير ما أقر به حتى يقيم شاهدا على أنه ولى بخاتم ربه وبراءته ، فقال ابن سريج : يلزمني في هذا ما يلزمك في قولك :

أنزه في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما


فضحك الوزير ، وقال : لقد جمعتما لطفا وظرفا ، ذكر ذلك أبو بكر الخطيب في تاريخه .

وجاءته يوما فتيا مضمونها :
يا ابن داود يا فقيه العراق .. أفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها بما أتت من جناح .. أم حلال لها دم العشاق

فكتب بخطه تحت البيتين :
عندي جواب مسائل العشاق ... فاسمعه من قرح الحشا مشتاق
لما سألت عن الهوى هيجتني ... وأرقت دمعا لم يكن بمراق
إن كان معشوقا يعذب عاشقا ... كان المعذب أنعم العشاق

قال صاحب كتاب " منازل الأحباب " ، شهاب الدين محمد بن سليمان بن فهد صاحب كتاب الإنشاء : وقلت في جواب البيتين على قافيتهما مجيبا للسائل :
قل لمن جاء سائلا عن لحاظ ... هن يلعبن في دم العشاق
ما على السيف في الورى من جناح ... إن ثنى الحد عن دم مهراق
وسيوف اللحاظ أولى بأن تص ... فح عما جنت على العشاق
إنما كل من قتلن شهيد ... ولهذا يفنى ضنى وهو باق

ونظير ذلك فتوى وردت على الشيخ أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكوذاني شيخ الحنابلة في وقته رحمه الله :

قل للإمام أبي الخطاب : مسألة ... جاءت إليك وما خلق سواك لها
ماذا على رجل رام الصلاة فمذ ... لاحت لخاطره ذات الجمال لها


فأجابه تحت السؤال :

قل للأديب الذي وافى بمسألة ... سرت فؤادي لما أن أصخت لها
إن التي فتنته عن عبادته ... خريدة ذات حسن فانثنى ولها
إن تاب ثم قضى عنه عبادته .. فرحمة الله تغشى من عصى ولها


وهذا سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى زينب بنت جحش - رضي الله عنها - فقالت : سبحان مقلب القلوب ، وكانت تحت زيد بن حارثة مولاه ، فلما هم بطلاقها ، قال له : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، فلما طلقها ، زوجها الله سبحانه من رسوله - صلى الله عليه وسلم - من فوق سبع سماوات ، فكان هو وليها وولي تزويجها من رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وعقد نكاحها من فوق عرشه ، وأنزل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 227 ] وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه [ سورة الأحزاب : 37 ] .

وهذا داود نبي الله عليه السلام ، لما كان تحته تسع وتسعون امرأة ، ثم أحب تلك المرأة فتزوجها وكمل بها المائة .

قال الزهري : أول حب كان في الإسلام ، حب النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة - رضي الله عنها - ، وكان مسروق يسميها حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وقال أبو قيس مولى عبد الله بن عمرو : أرسلني عبد الله بن عمرو إلى أم سلمة ؛ أسألها : أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل أهله وهو صائم ؟ فقالت : لا ، فقال : إن عائشة - رضي الله عنها - قالت : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهو صائم ، فقالت أم سلمة - رضي الله عنها - : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى عائشة لا يتمالك عنها .

وذكر سعيد بن إبراهيم عن عامر بن سعيد عن أبيه ، قال : كان إبراهيم الخليل عليه السلام يزور هاجر في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها ، وقلة صبره عنها .


قال أبو محمد بن حزم : وقد أحب من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين كثير ، وقال رجل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : يا أمير المؤمنين ، رأيت امرأة فعشقتها ، فقال : ذلك ما لا تملك .

فالجواب ، وبالله التوفيق : أن الكلام في هذا الباب لا بد فيه من التمييز بين الواقع والجائز ، والنافع والضار ، ولا يحكم عليه بالذم والإنكار ، ولا بالمدح والقبول من حيث الجملة ، وإنما يبين حكمه ، وينكشف أمره بذكر متعلقه ، وإلا فالعشق من حيث هو لا يحمد ولا يذم ، ونحن نذكر النافع من الحب والضار ، والجائز والحرام .





شكرًا لاستراحتك الجميلة فارس الفرسان .
تقبل تقديري .