المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بغداد



إبراهيم الأسود
28-05-2004, 12:57 PM
بغداد

صــخبـت بنـاتُـكِ والـورى هُــجــّادُ =ما هــذه ااـضــوضــاء يـا بـغـــدادُ؟
مِـن أي صــوبٍ أم لأيـــة غــايـــــةٍ=هـذا الـعــديـد وذلك الإعــــــداد؟!
مَـن هــؤلاء العُـصـبــة الآتـــون في=جـنـح الظــلام حشــودهـم تزدادُ؟
حطـت جمـوعُـــهمُ بأرضكِ ، مثلما=بالحـقـل مــزدهيــاً يـحــط جـــــرادُ
أتراه في هـدفٍ نبيــل ٍ جـمـعهــم=أم أن أمــراً فـي الخـفــاء يــــرادُ؟
كيف استقام لهم ، وكيف تحالفـوا =ورمَـوْكِ عن قـوس ٍ وهـم أضــدادُ؟*!
هـل عُــرِّبَ النـفرُ اليهــود وأسلموا=أم أن إســلام الـعـروبــة هــــادوا؟

كيف النقيض مع النقيـض توحـــدت=أهـدافــه ، وتــلاقــت الأبــعــــــــادُ
لو لـم تكن في مسلميـنـا لـوثــــةٌ=أو كـان فـي إسـلامـهـم إلــحـــــادُ
جـئتـم لتحـرير العـراق ؟ .. لُـعنـتمُ=حـريـةٌ هـذي .. أم اسـتـعـبـادُ؟
أيـكـون من أجـل العـراق وشـعبــِهِ=يُـفـنى العـراق وشـعبُـه ويُـبــادُ؟!
أمِنَ اجل أسلحـة الدمار يـجــوز أن=تـفـنـى بـأسـلـحـة الدمـار عبادُ؟!
يا عُـهركم ، عربـاً وغربـاً ، يا سوادَ=وجـوهـكـمْ . . إذ كـلّـُـكـم قَـــــوّادُ
مـا شأنُـكم حـبُّ العـراق ، وإنـمــا=نــفّـــذتُــمُ مــا أوعـــز المــوســادُ
لا غـرو إذ خُلـق العبيـد ليسمـعــوا=ويـنـفِّـــذوا مـا يـأمــر الأســـــــيـادُ
*** ***
بـغـداد يـا حـوتـاً تـعـاظـم شــأنـــهُ=مـا كـان يـسـهـل أنـه يُـصــطـــــادُ
خافته أسماك المحيط ، فأعـمـلت=مــن أجـــــــلـــه الآراء والأرصـــــادُ
لــكـنـــه ولــحــكــمــةٍ غـيـــبــيــةٍ=حـل الـقـضـا واستـضـحـك الصـيـادُ
يا دهشـة المـرأى ،وقـلبــكِ نـابـضٌ=وبـقـيـــةُ الأعـضــاء منــكِ جمـــــاد
يا حيـرة الرائـي ، يـرى أثـر الســيا=ط ، وليس يدري من هـو الجــلاد!
يا أنتِ مـحـتـضَـراً ولم يـُـخـفِـق لـه=عـزمٌ ، ولـم يَـخـفـق عليه فــؤادُ!
وكـذلك الأفـــذاذُ إن عَـقَـرت بـهــم=نُـوَبُ الليـالي يشـمــتُ الحُـســـادُ
ويـقــال يـا بـغــداد أنـكِ ظـــالـــــمُ =مـتــهـــوِّرٌ لـغـــــروره مــنـــقــــــادُ

وجــه الـمـــلامــة بَـيـِّنٌ ، لكـنـــّما= ( أنصــر أخاك ) لـه مـدىً ومـفــادُ
ويـح الإخـاء ، وويـح هـاتيك اللغى =إذ صـــار نـكــراً بينـهـنّ الـضـــاد!
ويـح الـدم العــربي حين تعـطـلت=فـيه الوشـائـج واعـتـراه فـسـادُ !
إن الأعــاريـب الـذيـن يثــــيـرهــم =داعي الحميـــــّة في المآزم بادوا
صـاروا أحـاديث المسـاء نـقصُّـهــا=عـنــد المـنــــام لــيـرقــــد الأولاد
وتراثـهـم أمسى رفـاتـاً مثـلـهـــم=قد يستحي من ذكرها الأحـفـــاد
لو قلتِ ( معتصماه ) لم يسمــعـك=إلا السفـح ، ثم يجـيـبـك التــرداد
أو قلتِ وا رهطاه ، لم ينجدك قــعـ=ــقــاعٌ ولا عــمــروٌ ولا مــقــــــداد

أو قـلتِ وا قـومـاه ، لـم تَعْبـَــأ لهـا=مـضــرٌ ولـم تـُجـِب الصـريـخ إيـــاد
وأظـنـهــم لـو أنـكِ اسـتنـجــدتِهـِمْ=لأتـوْك مـن أجـداثـهــــم ، أو كادوا
*** ***
بـغـداد يـا مـجــداً تـراكـَم أعـصُـــراً=وضـعـت لـه أسَّ الحـضــارة عـــــادُ
أرسـى عـلـيــه الأولــون قــواعــداً=شمـخت على هـامـاتهـا الأمـجـادُ
تـعـمـى الـعـيـون ولا نـرى يا أمَّـنـا=هــذا الـبـنـاء الـمـعـتــلــي يــنـــآدُ
عَـزّ المـصـابُ وعَـزّ قـبـلك أن نــرى=حُــراً تـعــض بــرجــلــه الأقــيـــــادُ
أمّـا العـجـيـب ، فـعـنـد أول وهـلـةٍ=لَـغَـطَ الـــــرُّواةُ وأخــرس الـنـقّــــادُ
صَمَـتـوا ولـم ينبـِسْ جـبـانٌ مـنـهمُ=وتــــراءت الأضـــغــــانُ والأحــقـــادُ
الـكـل طـأطـأ رأسـهُ ، فـشريـفـهم=عـبـــدٌ ، يُـجَــر بـشــعــرةٍ ويُــقـــادُ
إنْ هـيـئــةُ الأمـم الـتـي إن قـَـرّرَتْ=فـلـهـا دمــاء الـمـسـلـمـيـن مــدادُ
أو مـجـلسُ الأمـن الـذي من عدلهِ=الـحـبــــل والـكــرسـي والأعــــواد
أو مـصـرُ والأردنُّ إذ قـامــت لــهـــا=ســـوقٌ تــــدر عـــوائـــداً ومَـــــزادُ
أو أنـهـا دول الـخـلـيـج ، وعـلمُـكمْ=هــي لـلــغــزاة ذخــيـرةٌ وعَــتــــادُ
كــلٌّ تـحــيَّـز لـلـــعـــدو ، وحــبـــذا=لــو أن مـا وقـفــــوا عـلـيــه حـيــادُ
ما عـادت الأعـرابُ تــؤمِـن أو تـَـرى=( أن الحـيــاةَ عـقـيــدةٌ وجـهــــادُ )
فَـزّاعـةُ الإرهـاب أعـمـت رشـدهم=لم يعرفـوا مـا الـخـلــد مـا الإخــلادُ

تـركـوكِ في زيــزاء يـعـصـف شـرُّها=مـن هـولـهـا تـتـفـــطـــر الأكــبـــادُ
لـكـن تــربـك يـا عـــراق مـنــــــزهٌ=عـن أن تـدنـس طـهــــره الأوغـــادُ
هذي العـلوجُ شعارُها (فرق تسد)=وقــوام شـعـبـكِ نـخــوةٌ وعــــنـــادُ
تـعــوي ذئــابُ الـغــدر ، إلا أنـهــــا=تُـخـســا إذا زأرت لـهــا الآســــــادُ
*** ***
أسـفـاً عليـك قتيـلةً لـم يرثِــها الــ=ــشـعراء ، وهو الواجب المعتــــاد
ما أبــّنُوكِ ، وهم بَنُوكِ ، وما بكى=أحدٌ ، ولـم يُـعـلَن عليـكِ حـداد
بـل حيـنـمـا قـامـت لديـك مـآتــمٌ=قـامـت لــدى إخـوانــكِ الأعـيــــادُ
لا بـأس يـا بـغـــــــداد ، إن بـقـيــةً=للـسيـف ، قد تـنـمو بـهـا الأعـداد
إخـوان يـوســف كايـَـدوه ، وإنـهــم=سـجــدوا لـه لمّـا أتى الميـــعاد
*** ***
يـا أمـة الإسـلام صــبـراً .. إنـمـــــا=لـلّـــه فــــيـنــا رجــعـــةٌ ومــعــــادُ
تـا الله مـا مـات الـعــراقُ ، و إنـمــا=هـي هــزةٌ ، كي يـصـحُـوَ الرُقــّــادُ
مـا هــذه أعراضُ مـوتٍ ، أبــشـري=يـا أمـتــي .. فـلـعـلـه الـمـيـــلادُ

د. سمير العمري
29-05-2004, 09:26 PM
أخي ابراهيم الأسود:
دعني أرحب بك مجدداً في واحتك وأشكر لك هذا الألق الشعري الظاهر وهذا النفس الطويل.

قصيدة يشار لها بالبنان ويشار لصاحبها بالتفوق والتميز.

جرح بغداد والقدس وحال الأمة مما بات شوكة في الروح لا يغادرنا حتى في أحلامنا.



دمت مبدعاً
:os:

التهامي
31-05-2004, 12:55 AM
الله أكبر

لا فضَّ فوك و سلمت بنانك

جراح المسلمين على كثرتها تشكوا إلى الله

قلة الناصرين

نكأت الجراح أيها الشاعر الجميل

لا حرمنا حرفك دمت منصورا

كتبه التهاميّ

سلطان السبهان
31-05-2004, 08:56 AM
متميز ياأستاذ إبراهيم الأسود ..

ورنانة عصماء هذه القصيدة ..

ألف تحية ومرحبا بك في الواحه ..

مجذوب العيد المشراوي
04-08-2007, 08:43 PM
جد جميلة هذه أيها الشاعر وتذكرني بالشاعر محمد التوهامي إيقاعا وموسيقى ..

لله درك من شاعر متمكن حد الإشباع

إبراهيم الأسود
04-08-2007, 08:47 PM
شكراً يامشراوي
يسلم الذوق
لك التحية

إبراهيم الأسود
04-08-2007, 08:50 PM
شكراً لشهادتك
سأعدها بشهادة رجلين
بل شاعرين
ومن ذا الذي يتسنى له أن يشهد له (سلطان)
سلمت

إبراهيم الأسود
04-08-2007, 08:53 PM
حياك الله وبياك أيها التهامي

ما كان القصد أن أنكأ جرحك عافاك الله

كان فقط استنهاضاً للهمم

حسبنا الله يا أخي

إبراهيم الأسود
04-08-2007, 08:57 PM
شكراً د.سمير

أشكر تواضعك يا سيدي

وأعتز بشهادتك

حفظك الله

د. عمر جلال الدين هزاع
05-08-2007, 01:34 AM
يحزنني أنني تأخرت عنها يا حبيب
ولكنني سأصفق لك إعجاباً
لحين عودتي
فكن بخير
ولك الود كله

د. عمر جلال الدين هزاع
06-08-2007, 01:49 AM
مشاركة لحرفك الحزين
مرفقة بتحية إكبار
وإجلال
ـــــــــــــــــ


هذا عراقُ النورِ ويح خيانةٍ=صُرِعَتْ بها الأمجادُ و الأعيادُ
نضحَ الإناءُ بِمُحتواهُ فَأُشْرِبَتْ=هذي الشعوبُ و زُلْزِِلَ الميعادُ
وَقفَ الزمانُ مُحدقاً يرنو إلى=سِفْرِ الحَضارةِ خُرْدَةً يَنْقادُ
وَ صَمَتَّ يَا مليارُ صَمْتًا خَاضِعًا=صَمْتَ الخَروفِ يَجزُّهُ الجَلَّادُ
إِيْهٍ عروبتَنا على قهرِ الخنا=فَلْتَسْكَري وَ لْتَثْمَل الأضدادُ

محمد الأمين سعيدي
06-08-2007, 01:58 AM
كيف النقيض مع النقيض توحدت
أهدافـه ، وتـلاقـت الأبـعـادُ

بيت يثير القريحة ويشعل الوجدان ..

شكرا أخي الفاضل

محمود فرحان حمادي
31-07-2010, 09:42 PM
الشاعر المُجيد الكبير إبراهيم الأسود
خريدة سامقة شامخة
وهي لعمري من عيون الشعر العربي الرصين
بوركت ولك من كل نخيل العراق تحية وقبلة

ربيحة الرفاعي
31-07-2010, 10:16 PM
كيف استقام لهم ، وكيف تحالفـوا
ورمَوْكِ عن قوس ٍ وهم أضدادُ؟*!
هل عُرِّبَ النفرُ اليهود وأسلمـوا
أم أن إسـلام العروبـة هـادوا؟
كيف النقيض مع النقيض توحدت
أهدافـه ، وتـلاقـت الأبـعـادُ
لو لم تكـن فـي مسلمينـا لوثـةٌ
أو كـان فـي إسلامهـم إلحـادُ

الله أكبر
هنا قرأت الشعر سحرا والبيان جمانا
درر من عقل وفكر
وشعر باهر الحس والجرس

دمت متألقا

نبيل أحمد زيدان
01-08-2010, 12:53 PM
الأخ الفاضل ابراهيم الأسود الموقر
قدرة وإبدع واضح وجلي اكتمل القصيد معنى ومبنى .
الجرح واحد والقلب واحد وإنشاء الله نصر العراق على المحتل أكيد .
تفضل بقبول الإحترام والتقدير

محمد ذيب سليمان
01-08-2010, 04:27 PM
اللله .. الله .. الله
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
كل المفر دات الت أعرفه لا تكفيها
حاولت الإقتباس فوجدتها جميع
ولكنت استوقفتني أبيات كثيرة وكان الألم واضحا جليا سواء مباشرا أو استنكاريا
حطت جموعُهمُ بأرضكِ ، مثلمـا
بالحقـل مزدهيـاً يحـط جـرادُ
أتراه في هـدفٍ نبيـل ٍ جمعهـم
أم أن أمراً فـي الخفـاء يـرادُ؟
كيف استقام لهم ، وكيف تحالفـوا
ورمَوْكِ عن قوس ٍ وهم أضدادُ؟*!
هل عُرِّبَ النفرُ اليهود وأسلمـوا
أم أن إسـلام العروبـة هـادوا؟

لك ولنا الله أيها الفحل

الطنطاوي الحسيني
01-08-2010, 06:33 PM
ما هذه أعراضُ موتٍ ، أبشـري
يـا أمتـي .. فلعلـه المـيـلادُ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة من شهم عربي ابي
سلم العراق وسلمت بغداد
ونسأل الله أن ينصرها على اعدائها جميعا امين
تحياتي ايها الشاعر الباهر والرائع إبراهيم الآسود