تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : همسات .،



مرمر القاسم
21-01-2011, 02:35 PM
تبدأ المحنة حين ندرك بأن ما نرنو إليه صعب المجيء إلينا ،!

و بما أن مفهوم الحب الحقيقي يجب أن يفهم ويتعامل معه على أنه سلوك نزيه مجرد من كل الأغراض ، و أنه لابد من ايقاف أي فاصل ما بين العقل و (العاطفة) ، و علينا التعامل مع الأمر على أساس هذه القاعدة فلابد و أن تبقى أنتَ حبيبي مهما اختلفنا و مهما طال الانتظار ،






يا ابتلائي و قصاص روحي ،





استيقظ اهتمامي فجأة ، ثم استدركتُ أضيف :

ما من فكرة تقوم على العقل وحده ،

ثم عكفتُ على اشتغالي ./
بالصراعات التي تعيشها الأنا المراهقة بداخلي بآلامها و اوهامها الحياتية ،
و الصراعات المتعلقة بالحب ، و التي تسعى للتمرّد عليّ ،
فوضعت نصب عيني أن أفك رموز ثقافة الأنا

ثم و إن سنحت لي الفرصة أعود اليك،.







كثيرا ما أقول لنفسي بعد أيّة انفعال : ( لقد أسأتُ التعبير ) فأرجع اليَّ و إلى تلك السخافات التي تحدثني عنها الأنا في ممارسة لنوع من النميمة ( الخبيثة منها ) ، و التي تزعم من خلالها أنها تحب فلان من الناس و أنه يحبها ، فوجدتُ و من خلال استدراجها في الحديث عنك بأنها أوقعت بك بقصد النيل مني ،.






قابلتها اليوم بعد انتهاء العمل ، مشينا في الطريق المعتم الطويل ،
فسأتلها عما إذا كانت تحبك حقاً ..؟
فقالت : بعد صمتٍ طويل بطول العمر : قد أكون ربما و ربما ، ثم أضافت تسأل : ما فائدة الحب إن فقدتُكِ ..؟
احترت بما أرد عليها ، لكني أجبتها في نهاية الطريق : قد تخسرينني نعم لكنك تربحين بالمقابل قلب آخر .
نظرت إليّ باشمئزاز و قرف و ارتسمت على وجهها ابتسامة ساخرة ، ابتسامة عاهرة ، وقالت مستهزئة و ماذا أفعل بقلب بدون رحم ..؟!






إن أهم مافي الفكرة هي الفكرة و التي تأتي من الحلم ،
و ان تنفيذها في الوقت الذي تلمحها هو أهم ما في الأمر ،.


بالأمس بعد السير في الطريق بصحبتها و ما ان وصلت البيت حتى ارتميت في فراشي من التعب و المرض ، و بعد لحظات وجدتها تلقي عليّ بحنان غطاء ناعم ، و من أجل الصدق لا أأتمنها فتوجست خيفة منها،
ثم غرقت في نوم عميق و حين استيقظت لم اجدها بالقرب مني فقلت لي يالها من خائنة ، خرجت للبحث عنها في أرجاء المنزل , و وجدتها تجلس قبالة مرآتي ، غارقة في تفكير عميق ،بعد أن ارتسمت على وجهها علامات المكر و التخطيط لأمر هام جداً ، و كأنها تخطط لسرقة شيء ثمين ،
راقبتها لبضع دقائق وفجأة و لا أدري كيف لاحظت أمر وجودي بالقرب رغم كتمي لأنفاسي ، نظرت إليّ عبر مرآتي و قالت : لا تقلقي سآتي به اليكِ كي تقر عينك و تهنئ ،.




يالها من ماكرة هل تفعل ذلك من أجلي أم من أجل النيل مني أم منكَ ..؟
لحظات تطرف ...
في لحظة من هذا المساء شعرت بشوق اليكَ لكني لم أُشعر بي أحد ، إلا أنها و كعادتها ماكرة تقرأ أفكاري قبل أن أدركها ،
فقالت لي مع لمعان لحظة الشوق في عيوني : تراه الآن يواعد أخرى ,.؟!
حاولت تجاهلها لكنها أضافت تقول : ربما لكنه لن يجد من تغدق عليه بالصبر و طول الإحتمال كما فعلتِ أنتِ ..
ثم أضافت : لكنك أنتِ من تسببت له بالفرار منكِ إلى التيه ،.
و أنتِ من أضاعته ، و احيانا كثيرة أقول لنفسي بأنك لا تستحقينه ،.
ويحها كيف تجرؤ على احيائي في لحظة و قتلي ،.





قبل فترة من الزمن كنتُ قد وضعتُ نصب عيني المجيء اليكْ ،
لكني قررتُ أن أقتلع عيني و أجلسها قبالتي ,
و ها هي الآن أُبصرها و تنظر اليّ ،.


تناسلت النظرات لتتوالد المتاهات فينا ،
و تتقاذفنا الحسرات ، ليتها الأنا تدرك أني و أنها لعبة بيد العقلاء ،.






امسكتُ بها متلبسة اليوم ، كانت تحاكي النافذة عما مض و تملي عليها تلك التفاصيل التي كنتُ قد نسيتها و أوصيتها النسيان ،
كما وجدت بحوزتها بعض الأدلة تدينني ، .








عاتبتني اليوم بادعاء منها أني سببتُ لها الضياع ،
ونسيت يال قبحها أني كل ما فعلت حتى الآن كان في سبيل انقاذها مما أغرقتني فيه ،.




تعاتبني ولها حق العتاب في أني لم أسمح لها بعيش الطفولة و المراهقة و عيش الشباب ، لكني لم أقل لها الأسباب لمعرفتي المسبقة بأنها لن ترضى حتى لو جئتها بأعظم ببيان ،.





أنا الأنا الغجرية بي تناديك ،
و لأن الحب ليس لعبة ألبسها ثوب اشتياقي ،
ولأنه ليس ثوبا أرتديه فوق احتراقي ،
يا زهرة عمري ،
أنا الأنا الأنثى الخرساء ،
أخرستها حينما ظننت بأنها تفوقني لك اشتهاء ،

عبد الله راتب نفاخ
21-01-2011, 04:43 PM
جميلة هذه الحوارات الداخلية ، و النظرات العميقة في مكنونات النفس ...
جنس أدبي هام ، و مرتقاه صعب ...
دوماً تأتين بالمميز ، و هنا رأيتك تميزت من تميزك ...
بوركت و سلمك الله ...
أراه مستحقاً التثبيت بجدارة

محمد رامي
21-01-2011, 09:15 PM
همسات ...
عنوان يدل على محتواه
وهنا وجدت همسات من نوع اخر
همسات نطقت من أعماق أدركت أبعاد ما ترمي إليه
فالبيان واضح في تركيبة الهمسات
والتعبير كان صائباً
والولوج الى الفكرة كان بليغاً
بارك الله فيك وأثابك كل خير
تحيتي

رفعت زيتون
21-01-2011, 11:33 PM
..

فقالت : بعد صمتٍ طويل بطول العمر : قد أكون ربما و ربما ، ثم أضافت تسأل : ما فائدة الحب إن فقدتُكِ ..؟
احترت بما أرد عليها ، لكني أجبتها في نهاية الطريق : قد تخسرينني نعم لكنك تربحين بالمقابل قلبًا آخر .


--------------

همسات موغلة

في المعنى البعيد

حوارية بينك وبينك

أوقفتنا أمام مرآة كسّرتها الانتظارات والآمال

فرأينا الحقيقة كما نريد أحيانا

وكما هي تريد أن نراها أحيانا أكثر

عذرا أخذتني السطور إلى حيث لا أدري

.

لمى ناصر
22-01-2011, 10:00 AM
هي رؤية شبيهة بالنبض التي
تحاكي عمق الروح,,رؤية واضحة
بلغة أنيقة يتجاذب بها الطرفان
همسات دافئة لمعرفة ما بالداخل.
أنيقة أنت بكلماتك الندية.

شريفة العلوي
22-01-2011, 01:05 PM
ظللت أتأمل طويلا هذه اللوحات التي تتغلغل تفاصيلها في أعمق أعماق الروح
ولأن الصدق بكل صدق وحده من يستطيع ان يتناول مثل هذه الجواهر الثمينة بجرة قلم
وكم اغبط جمالك يا مرمر أنى حركت القلم.

دمت بكل هذا الابداع.

مصطفى السنجاري
22-01-2011, 06:36 PM
قبل فترة من الزمن كنتُ قد وضعتُ نصب عيني المجيء اليكْ ،
لكني قررتُ أن أقتلع عيني و أجلسها قبالتي ,
و ها هي الآن أُبصرها و تنظر اليّ ،.


تناسلت النظرات لتتوالد المتاهات فينا ،
و تتقاذفنا الحسرات ، ليتها الأنا تدرك أني و أنها لعبة بيد العقلاء ،.


همسات شاردة
همسات فكرية في فلسفة الأشياء من حولنا
في فقه العقل الباطن وصخبه المخفي
بأسلوب مرمر القاسم
إسلوب أديبة تمتلك كل أدوات الكتابة الأدبية
بلغتها المتطورة
نحن أمام همسات تطلقها الذات لتتخلّص من عوالقها
وخلفياتها الشائكة
بورك جرح ينزف حكمة
كدم الغزال يفوح مسكا

دمت مبدعة

تحياتي

محمد ذيب سليمان
22-01-2011, 07:25 PM
اديبة كبيرة
اقامت حوارا ثنائيا بينها و بينها

ولا ادري لماذا اتخذت هذا المقطع
من حواراته أللأنني أراه يلامس جزءا من نفسي ؟
ربما ...


تناسلت النظرات لتتوالد المتاهات فينا ،
و تتقاذفنا الحسرات ، ليتها الأنا تدرك أني و أنها لعبة بيد العقلاء ،.
////
امسكتُ بها متلبسة اليوم ، كانت تحاكي النافذة عما مضى و تملي عليها تلك التفاصيل التي كنتُ قد نسيتها و أوصيتها النسيان ،
كما وجدت بحوزتها بعض الأدلة تدينني ، .

وهكذا .. تدخل في اعماق النفس لتكشف عن دواخلها بكل صدقية
وباسلوبها المتميز

هنا يظهر الأديب حينما يتلبسه الصدق
في حواره مع ذاته ويكشف ما يريده أن يبقى بعيدا
شكرا لك

مرمر القاسم
24-01-2011, 11:02 PM
جميلة هذه الحوارات الداخلية ، و النظرات العميقة في مكنونات النفس ...
جنس أدبي هام ، و مرتقاه صعب ...
دوماً تأتين بالمميز ، و هنا رأيتك تميزت من تميزك ...
بوركت و سلمك الله ...
أراه مستحقاً التثبيت بجدارة


وسقطتُ على الأرض و سقطت خلفي ملامحي ،

ونغزة التواطأ مع الفكرة سقطت هي الأخرى ،

و نافذتي المغلقةُ المعلقة بقناديل الضوء الحزينة أُشرعَتْ على فَقْد ،
تعال و تَحسس البرد المُعشعش في ثقوب ذاكرتي علك تعي حجم تمزقي.. ،
وهذا الفَقدُ اللئيم يأكُلُ مني ،
وأرصفة العبور قَطَعَت أسلاك الوصل ،
وأنا مُذ أدركتُ الأمر أسيرُ خارج الخطوات ،



و السبب كل الأسباب أني أردت أنا أتصالح معها ، كم كنتُ بلهاء عندما صدقتُ بأن الخير فيها باق ،



شكراً لأستاذي على التثبيت إن رأيك شهادة ، و لي الفخر أن توضع وساما على متصفحي ،
لك قوافل الزهر

مرمر القاسم
26-01-2011, 10:29 AM
همسات ...
عنوان يدل على محتواه
وهنا وجدت همسات من نوع اخر
همسات نطقت من أعماق أدركت أبعاد ما ترمي إليه
فالبيان واضح في تركيبة الهمسات
والتعبير كان صائباً
والولوج الى الفكرة كان بليغاً
بارك الله فيك وأثابك كل خير
تحيتي


كل الجنائز تمر أمامك مرة واحدة ، إلا واحدة متكررة – جنازة الحلم ، !
أبشع سقوط – هو أن تَسقُطَ أمامك ، و أشجع المواقف هو أن تُسقِطكَ أمامك، !



وبدأ الأموات يحلمون ،!


مرحبا كثيراً أستاذي

عتيق بن راشد الفلاسي
26-01-2011, 08:17 PM
بمثل هذا تفخر ميادين الأدب، وتخر جبابرة القلوب في صمت تام مبهورة بهذا الحسن المعطاء.
الأديبة مرمر القاسم..يصطفيك قسم النثر أستاذة من أساتذة صنع الكلمة قل من يقف بجانبها مضارعا...لك الود، وأهلا بجمال روحك.

إسماعيل القبلاني
27-01-2011, 08:42 PM
ما من فكرة تقوم على العقل وحده

صحيح ..

ولهذا يظل صراع الأنا مملوء بالحيرة والدهشة والعاصفة والعاطفة التي تلغي ما قبلها

ويظل صراع مغمور بالتيه

وحدها شواطئ الرحيل تعمق منا أكثر أو تجفف فينا أكثر

محبتي

فاطمه عبد القادر
28-01-2011, 11:12 PM
تعاتبني ولها حق العتاب في أني لم أسمح لها بعيش الطفولة و المراهقة و عيش الشباب ، لكني لم أقل لها الأسباب لمعرفتي المسبقة بأنها لن ترضى حتى لو جئتها بأعظم ببيان ،.


السلام عليكم صديقتي العزيزة مرمر
كثيرا ما يحتدم الشجار بين الأنا والأنا
وكثيرا ما تتهم الواحدة منهن الأخرى بكل شيء ,,وأي شيء ,
العقل لا يتوقف عن التفكير حتى وقت النوم,,, سبحان الله
لقد وظفت هذه المشاحنات بين الأنا والأنا لتنتجين نصا جميلا رائعا يشد القارئ بقوة
جميل جدا ما خطت ريشتك الجميلة
وعديني أن تكتبي لنا عندما تتصالحا ,,أنت وذاتك الأخرى
بي شوق لمعرفة كيف يكون ذلك
دام الجمال يا مرمر
ماسة

مرمر القاسم
29-01-2011, 08:17 PM
..

فقالت : بعد صمتٍ طويل بطول العمر : قد أكون ربما و ربما ، ثم أضافت تسأل : ما فائدة الحب إن فقدتُكِ ..؟
احترت بما أرد عليها ، لكني أجبتها في نهاية الطريق : قد تخسرينني نعم لكنك تربحين بالمقابل قلبًا آخر .


--------------

همسات موغلة

في المعنى البعيد

حوارية بينك وبينك

أوقفتنا أمام مرآة كسّرتها الانتظارات والآمال

فرأينا الحقيقة كما نريد أحيانا

وكما هي تريد أن نراها أحيانا أكثر

عذرا أخذتني السطور إلى حيث لا أدري

.





وَبَدَأتْ .. تُجْهِدُني كي أسْقِطَ الحَمْل ،
فأجْهَضْتُه كي أُجْهِدها فَسَقَطْتُ ، !



رغم ارتعاشها من الخوف لم ترغب في الحصول على أيّ ثقة .!
وأضافت قائلة : هذا ما كان ينقصني ..
لحظة صمت و انفجرت ضاحكة ..!








مرحبا كثيراُ بأستاذي ..عود ريحان ،

مرمر القاسم
06-02-2011, 10:07 AM
هي رؤية شبيهة بالنبض التي
تحاكي عمق الروح,,رؤية واضحة
بلغة أنيقة يتجاذب بها الطرفان
همسات دافئة لمعرفة ما بالداخل.
أنيقة أنت بكلماتك الندية.





إن أعظم درجات الإنسانية أن تعيش لهدف الأمة ، !




ركبتُ غيمة حبلى بالبرد و المطر وجدتها بالأمس ،كما أيقنت بأنها عصية على السفر .!
تجري الأحاديث عن مشاهد في الظلام ، و إن التقينا بعد أيام كأن شيئاً لم يحدث ،
انشغلتُ بمسائل إنسانية عظيمة مجردة حرصت حرصاً شديداً على تحاشي القبيحة الأنا خلال المدة الماضية ،
قبيحة يا أنا طاغية يا أنتِ ، تبا لكِ ولي و لهـــــــــــــــــا ، كلما أمسكتُني قَدّمَتني قربانا لطغيانها ، مغلولة يدها في عنقي ،
في الوريد كنت قد زرعت جورية خمرية حمراء ، ماتت الأزاهير في حدائقي ، قاحلٌ وجهها كمـــا صحراء العدم ،






كــــم تمنيت أن ينجح الماء في تطهير الخطايا ، لَكان باستطاعتي أن أرتل أدعية حرّى ، و أن أغني أغنية للثورة ،







لملم الحلم بعض بعضه و صيّر لي غاب ألحانِ ،
لم أبتدع كرما وارفا ،
و لم أنقش صخر الصدر زخرفا ،
و لم أقدم الذنب قربانا للمعصية ،
لكنني قدمتني ،!








كيف تُرَتّلُ التراتيلُ في ظلماتِ النفس المتعبة ،
و أختال مثل إلهٍ صمتي و ألحاني ،
كيف أردّني إليّ ..وقد أسهبتُ في تمردي و تمزقي و عصياني ..؟!
هل تحاشينا الأمر الضروري الجوهري..؟!




مرحبا كثيرا بأستاذتي ..،