تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإبحار في عالم الكاتب محمد رامي



د/ الماسة نور اليقين
22-01-2011, 04:27 PM
ومضات النور
http://dc02.arabsh.com/i/02582/633eqcdv7kpg.bmp
الإبحار في عالم الكاتب محمد رامي
المقدمه


مســاء مشَبَع بجمال أرواحكم


ضيفنا كاتب رائع



http://www.up-00.com/s3files/h6S04901.bmp




سنبحر معاً لـ نستكشف خفايا أبجدياته
ولـ نترجم حروف قلمه المختلف
ومعانيه العميقة
وذلك من خلال لقاء مفعم
بـعناق الود والمحبة
سـَأستعير لغة الغيم للكتابة
عن هذا الرمز

إن قُلت بأنَّ الكتابة حِرفة فهو مُحترف

وإن قلت بأنّه أي شيء آخر
فهوَ ولا شكّ شيءٌ آخر مختلف
يُهدينا أطواق ياسمين
ويُسمعنا عزف الحرف


شاعر النثر و كاتب ديوانه (http://3yonhala.com/infinity/articles-action-listarticles-id-29.htm)
ننهل منه بـِالكفوف العلم الزلال
و نبلل شفاه الأفئدة

يدنو كَـغيمة رطبه من الأبجديات

فَـيمطر النثر شعرا و السحر معاً




حينما يقول :
في
يومي وغدي



من سلبيات الماضي نستطيع أن نصل
إلى إيجابيات الحاضر وبالتالي إلى المستقبل



إنها فلسفة



يطوع الحروف دون تكلف...
يمزج مع الفلسفة سكرة الحرف ...

سحر من بوح هو أنشودة عطره ..

حروفه تتأنق بروعة أنامله...
يتقن استخدام الحرف




مصداقية
يتعمد أخذك إلى واحة بوح واحة العطر ..

قلمٌ حينما يتحدث إليك يدهشك ...

بما تجود به شفافية الروح فتعشقه ...
هو جميلٌ لدرجةٍ يعطيك عنوانا لما تشعره في كتاباته


عنده تلك الأنامل التي ترتدي أزياء من حروف عربية أصيلة
شرقية الملامح لتكسوك روعةً من حيث اكتست التألق ...
يأتيك بالجميل
حيث الكلمة التي تنزف بشفافية ...
أنت تتوه بعالم المرأة معه وهو يأخذك بعيداً
ويكون لها عنوان لا تستدل عليه إلا من خلاله ..
قلمه فيه الرزانة والعقل والسمو والأخلاق ..
قلمٌ يهمس للصمت في الأعماق حتى يشدو إليك بذات الشفافية ...
كاتب يحملنا على جناح الإبداع
هو الوجه الآخر للفلسفة !!

هو الكلمة الراقية

و الجمال الذي لا ينضب
و الحرف الذي لم و لن نملّه !!


حين يجتمع الفكر والفلسفة
يشكلان رائعة اسمها
محمد رامي
يصبح التوغل في جميع مرافئه
مغريا جدا حــد الدهشة
يطيب لنا أن نرسل من لهيب
شوقنا ترحيباً عطراً
أهلاً بكَ يا

عملاق القلم

القدير/ محمد رامي
نفخر باستضافتك

ونسعد بهاأيضا

نستقبلك بأكاليل الورد


* * *
بكل نقاء أرحب بهذا الكون الرحب كثيرا
كَـكل الذين يجلسون
قريبا بـِمحاذاة الروعة و الصدق
ينتظرون سحاب هطالاً بعذوبة
ويرقبون الإنسان الكاتب
المفتون باللغة
و بـالبعد العميق
جميل أن نلتقي بكَ عن قرب
من خلال طرحي
ننثر أمامك الأسئلة
لنحصد الأجوبة وروداً
ننتظرهطول أمطارك علينا
لتروي أرض فكرنا العطشى
* * *

محمد رامي
22-01-2011, 05:03 PM
ـــ 1 ـــ

أبدأ مع أستاذي الكريم وبهذه الأسئلة الخفيفة

السؤال الأول تعريفاً موجزاً عن شخصيتك مع مسيرتك التعليمية ؟

؟ ؟ ؟

الأستاذة الكبيرة الدكتورة نور اليقين

بداية لا يسعني إلا أن انحني أمام جلال هذه الإطلالة
التي منحتني إياها لأكون تلميذا في مدرسة الامتحان الكبير
وأيا كان الموقف انه امتحان صعب .. يصعب على المرء
أن يوفي الحق لأصحابه .. وان يلبي كل رغبات المعرفة
لكن نزولا عند رغبتك سيدتي سأبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن الظن
أعزائي :
ماهي إلا لحظات منحتني كل ثقة كي أكون بينكم ..
أستقريء فيها ما يدور في خلد كم من تساؤلات
وما تبغون الوصول إليه من بواعث المعرفة
في سلوكيات قلمي من فكر وأدب
هنا اشكر الدكتورة الماسة التي سنحت الفرصة لقلمي ليكون رهينة بين أيديكم .. يتجول وفق رغباتكم كما تشاءون
اللهم اعني على الصواب . .
ولا تجعل بيني وبين الحقيقة أي مرصاد
وسهل الأمر لي كي أكون وفيا لذاتي
متفهما لكل إجراء
تحيتي ومودتي لكل الإخوة والأبناء
محمد رامي


* * *
مع ظهور معالم النضج الفكري وفي سن مبكر اتضحت أمامي صور متعددة الملامح في تكوين شخصية لرؤى مستقبلية فاتخذت دروب رسم الخط البسيط لأولى محاولاتي الأدبية .. فكانت تارة تحصد الفشل لرداءة التكوين ، وعدم الإلمام بمبادئ الأداء من سبك وعرض . لكن لم يداخلني اليأس أبدا ، فكررت المحاولة تباعا وبدون توقف مع الوقوف عند كل نقطة من طواقم الأدب . لتبرز بثوب متواضع لكنه بأصول ذات هدف ، وتبين لي فيما بعد أنها محاولة ناجحة تستحق أن أردفها بالجديد ، علها تكون بداية مشرقة لمشواري الطويل الذي شجعني فيه الأهل والأصدقاء .
وبما أن تجاربي العملية في مضمار الحياة لم تكن تعني شيئا بالنسبة لي أو للآخرين ، جعلت من كل ما يحيط بي من قول أو فعل أو حركة غاية أستمد منها قوت قلمي ، فكنت استبيح لنفسي أن أغامر في معرفة صغائر الأمور . لأتعلم منها أدق التفاصيل ، وما لفت نظري آنذاك أن العقل لا يستطيع أن يدرك كل الأبعاد دفعة واحدة ، فأخذت بالتراجع قليلا لألتفت إلى دراستي العلمية مما غير اتجاه السلوك الذي كنت بصدده .. وما أن توصلت إلى مرحلة التفكير في إبراز هويتي الأدبية من خلال بعض النصوص التي كتبتها ،والتي كان لها صدى واسع النطاق على مستوى مساحتي الضيقة ، حتى بدا سيل التساؤلات عن كيف ؟.. ومتى ؟.. كان هذا الطرح الذي شق طريقه بين البحث والتفسير .
التزمت الصمت بعض الوقت .. متسائلا : هل يمكن أن استمر وفق هذا النهج السلوكي بين توافق خطين متناقضين ، لكن تبين لي فيما بعد أن الجمع بينهما سهل للغاية عندما بدأت تظهر علامات في نصوصي فيها وضوح الرؤيا لنهج العلوم والأدب في آن واحد .
عدت أدراجي إلى الوراء لاستجمع بعضاً من روافد مؤثرات الأداء فكان رفيقي وصاحبي وأنيسي في كل الأوقات هو الكتاب .. فكنت اختزن مصروفي الذي لا يعرف طريقا إلى أي نزوة ، أو عبث .. سوى اقتناء الكتاب .. كنت في بداية المرحلة الثانوية . حتى أصبح لدي مجموعة مميزة من الكتب القيمة والقصص الشيقة . وكنت مصدر معرفة لزملائي لإعارة كتاب أو البحث عن موضوع .
تتالت الأيام .. وابتدأت مرحلة جديدة مع عالم ثقافي أوسع فاخترت القسم العلمي في دراستي الثانوية . وتابعت تنمية هوايتي الأدبية في المطالعة والمقارنة والجمع بين المنهجين بدليل أن الكثير من كتاباتي كانت تحمل الهوية العلمية برداء أدبي . وانساق القلم لتيار النزعة الخاصة في المعرفة ، لتكون بداية انطلاقة لأدب خاص وضعت خطوطه الأولى بنفسي ولنفسي كي أحرر ما بداخلي من قيود التقليد والأداء المستباح . وهنا أطلقت أول كتاب لي بعنوان ( الدموع ) .
وما أن رأت سطوري عالم النور في كتابي الأول حتى حصلت على الشهادة الثانوية ــ القسم العلمي في نفس العام ــ لتدور عجلة الزمن مع عطاء جديد .. ومسلك علمي آخر .
* * *

د/ الماسة نور اليقين
22-01-2011, 08:53 PM
أستاذي الكريم
في مشوار الحياة يقف بنا قطار العمر في محطات كثيرة من منا لم يحلم بمجتمع متماسك مفعم بالمحبة و الصفاء، من منا لم يتخيل مجتمعا مثاليا ، أسرة متماسكة و متحابة، جيران متآلفين مع بعضهم، حَيٌ أفراده يتوادون ، شارع خال من اللصوص و الذئاب البشرية ، رقي أخلاقي و سلوكي
و نظرا لأن التخيل لا يجدي إن لم يصبح حقيقة ، حقيقة جاء بها عبقري الأمة و معلمها ، رسول الله و نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، و بعث من أجلها ، فكما قال ، عليه صلوات ربي و سلامه : "إنما بعثت لأتمم مكارم (و في رواية صالح) الأخلاق - و هو صحيح رواه البخاري في " الأدب المفرد"
وبما أننا نشتاق لنكون على خطاه جئنا بمشوار الحياة لجمع الشمل و توحيد الكلمة و الإتحاد من جديد، جئنا لنتعاون و نتماسك لنعيد مجد أمتنا لذروته. ويقينا منا أن نصر هذه الأمة لن يرى النور إلا في ظل مكارم الأخلاق فمشوار الحياة ليس بسهل
إنه اختيارك لهدفك في الحياة ـ ذلك الهدف الذي ستسعى إليه ما دمت حياً لتحقيقه
إنه البصمة التي ستتركها بعد مماتك ـ ذلك الأثر العظيم الذي سيميزك عن غيرك من البشرـ إنه ذلك الإنجاز الضخم الذي ستزيد به في الحياة وتخرج به من دائرة الزائدين على الحياة ـ إنه ترجمة للعملاق الكائن بداخلك ـ إنه مشوار الحياة التي تعيشها على وجه الأرض .
من فضلك أستاذي الكريم محمد رامي قف مع نفسك واسألها سؤالاً :
( ألا نستحق أن يكون لك هدفاً في الحياة وان تطلعنا على مشوارك مع الحياة)
من فضلك إن قررت ذلك فانتقل معنا للسير نحو القمة ... وأبحر بنا لعالمك الراقي

فهلْ لمشوار الحياة مجرات وللأدبِ مجرات أخَر أم كلاهُما في مدارِ الكلمةِ يدورُ عند كاتبنا القدير محمد رامي ؟؟؟؟

محمد رامي
22-01-2011, 10:32 PM
ـــ 2 ـــ

مشوار طويل امتد عشرات السنين ، تقصيت فيها كل محركات الحياة المتعاقبة. وارتقيت سلم العطاء العملي من منعطفات الحياة الاجتماعية التي سلكتها على مر سني عمري.
فقد اعترضني شرائح شتى ، ونماذج احتار العقل في استيعابها، وتباينت سلوكياتها ، وأدائها الاجتماعي ، وتماسكها البنيوي في وصلها مع الآخرين . فقد كانت كل المعطيات ايجابية بالنسبة لي . ولم أدع مجالا للشك في أن تأخذني هفوة ، أو التفاتته سلبية في لحظة ما ، كي لا أكون فريسة الندم يوما ما ، ومع ذلك كانت بعض الجائحات الحياتية تترك أثرا يؤثر على تصرفاتي وأدائي ، مما يجعلني أعيد حساباتي لبعض الوقت .
ويكون اتخاذي لأي قرار مرهون بالمواقف المتعددة التي اختلفت فيها ردود الفعل ، حسب النقاط التي اكتسبت لكل العلاقات التي ارتبطت بسلوكياتي .
لقد كنت حريصاً جداً أن أنال ثقة الجميع. وبفضل الله استطعت أن أنالها بكل محبة ودون مواربة ، واعتقد أن ذلك واضح للجميع . لأنني أخلصت للكل بدون استثناء ، برمز العطاء ، والود ، والإخلاص .
لقد وجدت في هذا الروض كل الأنس والوفاء بتعاون مستمر، لان طموحاتي كبيرة قبل أن أضع بصمتي هنا ... وبعد أن أخذت مكاني في هذا الروض . ولم أتراجع يوماً عن قرار اتخذته ، أو ندمت على سلوك بدر مني ، وذلك لإيماني الكبير بأن الحياة ميدان سباق لا تملك فيه إلا ما تقدمه من خير ، ومحبة . فهي رصيد الاستقرار المتكامل والمترابط مع الجميع .
ربما يكون الفرز غير واضح لبعض الأشخاص ، لكن مع مرور الزمن، والتواصل الفكري ، والعقلاني ، يؤدي إلى تحديد المسار السلوكي ، ومعرفة النوايـــا وغايتها .
فلا خسارة أبدا مع أي علاقة اجتماعية ، مهما كان مردودها، لأن الوعي ، وحساب المواقف لا يتمخض إلا عن الأداء الصحيح .
إن تجاربي العديدة في الحياة أكدت أن الإنسان أقوى من كل المحن والنوائب ، حتى في لحظات الغدر ، والخيانة . قد تتوقف عقارب الزمن عندها لوهلة ، ولا تلبث أن تستمر في أدائها الصحيح .
إذاً لا خوف أبدا من الآتي لأنه استأصل الورم الخبيث بعقلانية راجحة ليستمر مشوار الحياة بألق وتألق .. مادام هناك فرز واضح لكل المؤشرات .
هنا نستخلص أن الإنسان جزء لا يتجزأ من كينونته ، إذ لا يمكن أن تتباعد الرؤيا بين الأداء والمدلول ، وبين العقل والقلب ، لتشمل الفكر الذي صيغ بحكمة العقل .
* * *

د/ الماسة نور اليقين
23-01-2011, 09:40 AM
س 3

عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ، والإمام راع و مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله و مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية و مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع و مسؤول عن رعيته ) . قال : وحسبت أن قد قال : ( والرجل راع في مال أبيه ) . رواه البخاري.
تعد الأسرة هي المؤسس والمربي الأول للأحداث والمسئول الأساسي عن التنشئة الاجتماعية للأطفال , والذي قد يكون أي قصور في أدوارها أحد عوامل جنوح الأحداث .

تعددت الظواهر الاجتماعية التي أصبحت تُـنذر بمستقبل مظلم لمجتمعاتنا العربية والإسلامية , والكثير من هذه الظواهر مرتبط بشكل كبير بجنوح وانحراف الأبناء والذي أرجعه الكثيرون إلى بداية تنشئة الأبناء داخل الأسرة وما تلعبه هذه التنشئة من أدوار في حياة الأبناء وتوجيههم سواء الوجهة الصالحة أو غير ذلك ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)) إن من العجائب التي تذهل العقول وتطيرُ الألباب وتفطر الأكباد أن كثيراً من الآباء والأمهات هم سبب شقاء أولادهم في الدنيا والآخرة وذلك بإهمالهم وترك تربيتهم وتأديبهم إن من المشكلات الكبرى التي تعاني منها كثير من المجتمعات غفلةَ أولياء الأمور عن رعاية أولادهم وتربيتهم وإن لهذه الغفلة معالم كثيرة نراها في سلوك أولادنا ذكوراً وإناثاً،
فهذه المشكلة أصبحت من المشكلات التي لا تؤرق الأسرة فقط ولكنها امتدت لتؤرق المجتمع بكامله, وذلك بسبب ما أصبحنا نراه اليوم من جرائم مختلفة ومتعددة ترتكب في حق المجتمع والسبب الأساسي فيها مرده إلى عامل التوجيه

أستاذي القدير محمد رامي هل لنا بتوضيح من خلال دراستكم الطويلة ونظرتكم
نحو البعيد
كمنهج تربوي وكفلسفة من خلال قولكم
ابني آمال مستقبلك بوعيك وإدراكك لحقيقة الحياة ، مستفيداً من تجارب آبائك وأجدادك
س: جميل جدا أيها الاستاذ القدير، أكيد ومن المؤكد من خلال رحلتكم العلمية هذه قد اكتسبت العديد من الخبرات والمهارات، هل تسمح لنا بأن نتعرف على بعضها؟
كيف يوضح لنا استاذي القدير محمد رامي إرادة النجاح في بناء المستقبل ، والوصول إلى الظاهرة الإنسانية النبيلة ؟؟؟؟

مصطفى السنجاري
23-01-2011, 01:24 PM
سعيدون بهذا اللقاء

بهذا البهاء

ونحن له متابعون

شكرا لكما

د/ الماسة نور اليقين
23-01-2011, 03:17 PM
سعيدون بهذا اللقاء



بهذا البهاء


ونحن له متابعون



شكرا لكما



أهلا بك أخي في هذا الإبحار
اتمنى لك حسن المتابعة

محمد رامي
23-01-2011, 03:43 PM
ـــ 3 ـــ

من جديد أعود إلى هنا وفي جعبتي الكثير ، وما أثار دهشتي أن أجد المتابعة المطلقة لما أقدمه . فقد توقفتِ عند أحد طروحاتي واستنبطت منه ما يتناسب مع سؤالك .. وهذا يشير إلى البعد الذي انخرطت فيه لمناقشة حالة كهذه .. وللبيان سأكون وفيا في إجابتي لأنها تقارب بين السلوك والفكر... وأبجدية السلوك الإنساني عند الطفل .
لذا أقدم في عرضي تلك الأبجديات بتقنية المعادلة الصحيحة في إبراز الهوية التربوية فاطرح هذا البحث الذي اشتققتِ منه السؤال بعنوان

نحو البعيد
ابني آمال مستقبلك بوعيك وإدراكك لحقيقة الحياة
، مستفيداً من تجارب آبائك وأجدادك .
مما لاشك فيه أن الإنسان يولد دون تفريق ، أو تمييز ، و أنه يشبه الجوامد في حقيقة الحياة ، لعدم إدراكه ، وإحساسه بما يحيط به م ولا يتجاوز النقاط الدقيقة التي تخلق معه . لذا يجب أن نتوخى الحذر في تقديم أي عون أو معلومة مغلوطة ، لأنها تشكل البداية لمنطلق الحياة ، وإحدى الظواهر الأساسية لتكوين شخصية الطفل ، فإما أن تكون طريقاً للسعادة والاستقرار وحب الخير، أو تؤدي للصراع مع الحياة ، وإلى الشقاء بعدها ، وعدم الاستقرار ، وحب الأثرة والأنانية . ولتفسير هذه الظاهرة لا بد من أدلة وبراهين ، كي تدعم تحقيق العنصر الفعال الذي يسير عليه بناء حياة الشخص ، وقد تصل إلى مستويات أعلى وأرق من الشخص نفسه ، وسرعان ما تصل إلى مجتمعات أكبر وأعم ، وبناء الحياة الأفضل على أساس تكامل الشخصيات في مفاهيمها الذاتية ، وتحقيق أهدافها ومبادئها .
عن الإنسان كان وما زال في صراع عنيف مع بناء حياته ، وتحقيق مستقبله مبنياً على أمله منذ ولادته .
إن الأمل الذي يبنى عليه الحياة عامة ، كان بداية بسيطة وغير معقدة ، بحيث ابتدأ من هواية بسيطة ، أخذت تتوسع في مضمار تقدم وعي الإنسان، ومع نمو تفكيره يستطيع أن يصل إلى تحقيق ذاته .
إن عامل التوجيه أهم العوامل التي يبنى عليها أمل الإنسان ، فالطفل كما قلنا لا يفقه ، ولا يدرك ما يدور حوله ، ولكن مع مرور الزمن ، وتعلقه بوالديه ، يجعله يسلك مسلكهم ، بكل ما يلحظه من ظواهر تحيط به ، فلا بد من احتراس الوالدين وتفهمهم لشعور الطفل منذ البداية ، وذلك لقوة الرابطة العاطفية في قلب الأبوين . فتوجيههم لهذا الطفل هو العنصر الفعال في بناء المستقبل ، ولكن هذا الطفل ينشأ مع محبة أبوية تحتضنه ، فيلجا إلى الاهتمام بما يثير القلق في نفوس والديه ، وهذا القلق قد يسيء للحياة القادمة ، أو تنمي أفضلية قد تكون أداة الحياة السعيدة مستقبلاً . وفي هذه الفترة تكون هوايات الطفل قد نمت ، وبدأت تشق طريقها للظهور ، وقد تتشتت بعض الشيء ، فيكون توجيه الوالدين هو الأداة لصقل تلك الهوايات .
بعد أن يبلغ الطفل أشده ، ويبدأ بالتعرف على ما يحيط به ، عندها يبدأ تأثير البيئة والطبيعة التي يعيش بين أحضانها تصطبغ فيه ، ويتأثر بمجتمعه الذي يحياه من صفات عالية ونبيلة ، وأخلاق سامية ، أو صفات دنيئة ، وانحراف خلقي ، وعدم اكتراث بالحقوق السامية . وهذا التأثير يكون فعالاً، وقد يتغلب على تأثير الوالدين الذي أورثاه في بداية حياته . وخلال هذه الفترة يكون الطفل مضطرباً، لصراعه مع تأثير والديه ومجتمعه ، مما يؤدي إلى تفوق أحدهما على الآخر ، ليتخذ مسلكاً خاصاً به ، ومع ذلك لا يترك دون توجيه ، وتوعية للحياة الإنسانية ، لأن الطفل يمكن أن يغير مسلكه بسرعة .
يدخل الطفل مرحلة جديدة من حياته ، وتبدأ الحياة الدراسية نهجها ، وفق تطبيق جديد في حياة الطفل ، ويكون لها الأثر الفعال في تغيير سلوكه، فقد يكون تأثيرها سلبياً عليه ، مما يؤدي إلى الابتعاد عن النهج الصحيح وتدمير البنية المثالية لأفكاره وتحطيم ذاته وفشله في كل المجالات ، ونجد ذلك في المجتمعات المتخلفة . وقد يحدث العكس إذ تتوافق صبغة المجتمع وتوجيه الأبوين مع المرحلة الجديدة ، فيكون تأثيرها إيجابياً في بناء ذاته على أسس علمية وصحيحة ، وهذا ما نجده في المجتمعات المتقدمة . إن سلوك الفرد في مرحلة الدراسة التعليمية ، وتلقي العلم واستيعابه لكل الأسس المنطقية في بناء الإنسان ، هي النواة الأساسية لتحقيق الذات وانتصار الإرادة من أجل حياة أفضل في المستقبل .
إن توجيه الوالدين الصحيح ، وطبيعة المجتمع السليم ، والدراسة الناجعة ، قد تساهم في ولادة هواية تصقل أفكاره وتحدد مساره ، بما يتناسب مع ميوله لإحدى المجالات العلمية ، أو الأدبية ، أو الفنية ، أو الثقافية ، أو العملية ، وهذا نجده في المجتمعات الحديثة .
إن حياة الدراسة قد تنعكس ضد تحقيق أمل الإنسان في بعض الأحيان ، لعدم انسجامها مع أي حدث فجائي ، لم يحسب له أي حساب ، ولم يخطر على بال ، وذلك نجده كثيراً في المجتمعات التي ينتشر فيها التمييز الطبقي ، أو العرقي . والإنسان في هذه المرحلة يكون قد وصل إلى أبعاد حقيقية من المعرفة ، يستطيع من خلالها تعليل هذا التمييز في مجتمعه ، مما يعكس الصورة التي لم يتوقعها من قبل .
إن عاطفة الإنسان التي ولدت معه ، وقد تجسدت منذ البداية في تعلق الطفل بوالديه ، وتوطيد علاقته بأترابه ، بلغت ذروتها في فترة المراهقة ، فلا بد من أن تعطي انطباعاً على سلوك الفرد بعض الشيء ، وتغير مجرى حياته – سلباً أو إيجاباً – .
بعد ذلك يكون الإنسان قد اكتمل جسمياً وعقلياً وروحياً ، ويقدِّر أبعاد ما يقدم عليه ، فيسلك الطريق الصحيح ، ويبذل المستحيل ليصل إلى مبتغاه. وإذا اعترضه شائك ، فإنه يبذل جهده كي لا يترك أثراً سلبياً على مسيرته الصحيحة في الحياة ، دون أن يسقط في هوة الفشل والخيبة ، محققاً إرادة النجاح في بناء المستقبل ، والوصول إلى الظاهرة الإنسانية النبيلة .
* * *

د/ الماسة نور اليقين
23-01-2011, 10:52 PM
س 4

أستاذي القدير / محمد رامي

الإبداع سر مطلق من امتلكه فقد امتلك مفاتيح الوجود..سعيدة أني ما تنسمت حرفاً من قبل يطهر الفصيح منه إلا وجدتك ماثلاً فيه..والبراهين آتية لا ريب فيها .. ومن قلمك كما قيل نشهد لك...
والعودة للفكرة وما تلمّسته منها ببصيرةٍ لا تقْوى على استدراكِ النّقد ولتكملة المشوار بعد المرحلة الأولى ودخولكم فترة ما بعدها من خلال دراستكم الجامعية. المرحلة الأولى كانت البداية في مجال وضع الخطوط الأولى للعطاء الأدبي
فكيف انتقلت إلى كتابة الخاطرة وقد بدأت حياتك الأدبية في كتابة الأبحاث التربوية والنقدية
مع انك بدأتها في سن مبكر
وما هي نظرتك للخاطرة في هذا السيل الجارف للخواطر التي نقراها اليوم
وهل لدراستك الجامعية أثرا في تنقية أجواء الخاطرة
كيف ومتى وجدت أن الوقت ملائم لعرض مثل هاتيك النقاط بشكل خاطرة ؟؟؟؟
لمست فيكم أستاذي الأدبَ قدْ تحصّنت منهُ كلمات خجلاً...والنقد في ركبهِ طوراً يسيرُ وضده طوراً يرى أن الكلمةَ أمانةٌ بكر هي... صداقُها صفوُ روحٍ ونقاءُ سريرةٍ من خلال تعمقنا معك ندخل في حالة من الحلم الجميل
حالة تشبه الذهول
حالة من الهذيان الدافئ
فيخيل إلينا أن الشر غادر الكرة الأرضية للأبد
وأن الأرض أصبحت ملكنا وحدنا
ونتمادى في الخيال ونعيش الواقع كلها من جماليات روائعك
أتركك أستاذي القدير لتتحفنا من بحر علمك وتطلعنا على كوامن عالمك الفريد

محمد رامي
23-01-2011, 11:03 PM
ـــ 4 ـــ


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

من جديد اعود إلى هنا القي الضوء على مرحلة أخرى كانت ذات أثر في تعمق البحث والمتابعة ومن خلالها استطعت أن أتبين خطوطا جديدا لعالم النثر ــ الخاطرة ــ التي استحوذت على مساحة كبيرة من أطروحاتي ، فقد استسقيت أثرها في كل مورد معرفة ، و جوانب فكرية بحته ، فوجدت أنها تصلح لكل زمان ومكان ، نستطيع من خلال استحواذنا على مفهومها أن نعبر عن كل ما نريده ــ من مشاعر وأحاسيس ونقد وبيان ــ كون فن الخاطرة لا يقع تحت تأثير القيود المدرجة لبقية الفنون الأدبية ، فكانت هي المنفذ الوحيد لتطلعاتي المستقبلية ، واهم أنني استفد ت مما احتوته الأيام من رؤى واقعية .. لإبراز هويتي النثرية ..
هنا التأمت لدي كل المعطيات لتوافرها في عالمي الخاص لطرح كل الأفكار التي تولدت لدي بشكل مبسط يتفهمه الجميع ويصلح لكل زمان ومكان .
إن أولى محاولاتي في كتابة الخاطرة كانت متوافقة في طرح الفكرة من خلال نص نثري هادف ، أو للتعبير عن هاجس ينتاب إحساسي فأجسده على صفحات الورق بمد لولية التعبير عنه . من هنا برزت كوامن العطاء لتقدم كل الصور بشتى أشكالها المحسوسة برداء ينسجم مع واقعيتها .
وهنا أورد بعضا منها كدليل عليها.

همسة
لم التساؤل ؟… وقد عرفتها منذ عهد …
عرفت البساطة والهدوء في وجهها .
عرفت الإخلاص والمودة في حديثها .
تركت صراع الحياة ، واندست في فراش الأمان ، تحلم بالسعادة والهناء ، وتنظر للبعيد بمرصاد الرضا .
إنها الأخرى زهرة تفتحت على روابي الحب والحنان ، وامتصت غذاء الروح من أرض الكبرياء . وتوارت أمام شموخها أشباح الخوف ، لتبصر الحياة من جانب الأمان .
إنها في ربيعها السادس عشر … إنها واحدةٌ ممن عرفت فيهن كل معاني الثقة والاعتزاز … عرفت فيهن البراءة والحياء …

هنا استخدمت الوصف التعبيري لتوضيح المضمون

وهذا العالم استهواني لما وجدت أمامي من سلبيات لا يمكن تجاهلها
فكتبت أيضا :

ضاع كل شيء … ضاع كل شيء…
فضولية الإنسان وليدة الذات ، وقديمة منذ بداية الخليقة ، وحب المعرفة جوهر الإنسانية ، ليقتني في جعبة أفكاره خيال الوهم إذا تمكن منه .
هذا ما حدث ذات يوم ، وقد بعث في نفسي شيئاً من القلق الدائم . وأثار فضولي لأبحث عن المجهول في شوارع المدينة ، وفي أجمل بقعة منها . ولم ينطوي إلى ذهني ما قيمة تلك المنطقة في كل زمان ومكان . إنها تعج بالحركة اليومية … ليلاً ونهاراً … حيث المحال التجارية الكبيرة ، وشركات النقل التابعة لأكثر من قطر عربي أو أجنبي ، بالإضافة إلى فنادق الدرجة الأولى ، والمقاهي الرفيعة ، و دور السينما التي تزدحم على طرفي الشارع الطويل ، وهناك الكثير .وإذا أخلصنا في التعريف ، نرى جمال الطبيعة في أبهى مظاهره ، يجمع بين العقل والعمل ، ويظهر العلم بصورة البناء والفن … تلك هي الحدائق الغناء التي تزين المدينة الكبيرة ، تتوسطها نوا فير المياه ، لتسحر الناظر ، وتلطف من حرارة الجو في هذه الأيام الصيفية . إنها مرتع المصطافين ، وروضة البلابل ، تغرد وتغني للحياة .
لقد ارتفع علم البلاد خفاقاً في سمائها ، ليمد ذراعيه ، ويحتضن تراثنا العربي ، ويخلد حضارتنا العريقة ، في متاحفها التي تستقبل الزوار من كل مكان .لا شك أنها المدينة الساحرة … المدينة الجميلة … محط أنظار رواد المعرفة ، والباحثين عن الماضي في سجلات التاريخ . كما أنها مدينة الإنسانية ، ومجد الزمان في صفحات الدهر .
ما هو العجيب في الأمر ؟… وتلك هي صفات مدينتنا الغالية .
إن أغرب ما يحدث في حقل التجارب الإنسانية ، أن نجد من يعيث في الأرض فساداً ، ويشوه سمة البلدة الكبيرة ، ويغير من ملامح التاريخ في صورة الواقع ،ويعطيها الصبغة اللاحضارية ، ويطعن حضارتنا ، وفضائل أخلاقنا ، بانحرافه ، وشذوذه .
* * *
تجاوزت الساحة العامة التي تفصل المتحف الوطني والمركز السياحي ، متجهاً نحو أكبر شارع في المدينة ، لأقضي عملاً كنت أنوي القيام به في تلك الوهلة من الليل ، والساعة تقارب العاشرة ليلاً . لفت انتباهي ، و أرهفت السمع إليه ، كلمات أثارت فضولي ، وجعلتني أنظر حولي لأبحث عن مصدرها ، فإذا بجمع من الناس ، يخيم عليه لغطاً لا يفهم فحواه . اقتربت منه أستطلع الخبر ، وما أن وصلت حتى هفت إلى مسمعي هذه العبارة – لأول مرة في الأسواق بليرة – ماذا في الأمر ؟… حاولت الاقتراب أكثر فإذا بلكمة عنيفة في خاصرتي ، وأخرى تلتها على كتفي … وأخرى … وأخرى حتى كادت نظارتي تسقط على الأرض . ولم أفكر بالتراجع لأنني عزمت أن استطلع الأمر ، ففعلت كما يفعل الآخرين ، حتى وصلت إلى مقربة من المركز فرأيت أمام ناظري – بطاقة معايدة كما يطلقون عليها -صورة إباحية بيد أحد المحتشدين ، وقد تناولها من البائع ، كذبت الأمر لأول وهلة ، وظننت أنها مبادلة بينهما . واقتربت أكثر فأكثر دون أن أبالي بأن قدمي قد نزفت ، و بنطا لي يلزمه عملية رتق ، وقميصي يلزمه تنظيف .
شعرت بالأمان لأني وصلت إلى منشودتي ، وعندما لامست قدماي قوائم طاولة ، وقد طرح فوقها صور شتى لفتيات عاريات ، بأشكال ، وأوضاع مختلفة ، تمتد إليها الأيدي ، وتتحسسها الأنامل ، وتختار ذات الإحساس المرهف ، والجاذبية المطلقة . تتسلل يد البائع لتقبض ثمنها ، ويسعى سيدها نحو شاطئ الأمان ، لينفرد بجاريته ، وكأنما قد زفت إليه فتاة الربيع ، أو عروس البحر .
شحظت عيناي ، وصمت أذناي ، وعلت الحمى إلى رأسي ، وانتابتني صرعة من الدوار ، خلال لحظات ، وأنا وسط الزحام .
صحوت وأفكاري مثقلة بالنوازع النفسية ، والأراجيح الفاسدة ، و أنشدت النجاة لأهرب إلى الحياة من جديد ، وأهمس في أعماقي …
ضاع كل شيء …
ضاع كل شيء …

وفي نظرة حلم بعيد المدى استرسلت في طرح

نفحات
كم هي الأيام رخيصة أمام مقدرة الإنسان على تخطي الصعاب ؟.
ماذا ؟…إذا كنا نحتفل بأروع إنجاز حققته إرادة الإنسان .
ماذا ؟… لو اكتملت صحيفة الحياة بأحرف الإخلاص .
* * *
كانت الطريق طويلة ، والبداية صعبة ، والأيام شاقة ، والآلام تتربع فوق عرشها مضنية ، والأحلام بعيدة المنال .
بدأت تشق طريقها وسط حشود من العادات والبدع ، وامتزجت دموع اليأس بدموع الأمل ، معبرة عما يختلج في صدرها ، وتصاعدت الأفكار إلى رأسها … خائفة … باكية … حزينة .وتراقصت الأشباح أمامها لتضعفها ، وتمزق أحلامها .
عادت الأيام كَرّتها ، واقتلعت المخاوف من جذورها ، وودعت الأحزان في ليل دافئ ، عطرته بأنفاسها ، وروته بدموع الفرحة .
عدنا أدراجنا إلى الوراء ، لنبدأ قصتنا مع الأيام وما تحويه من حبٍ وإيمان ، وعطفٍ وحنان ، وتضحية وإخلاص ، ومقاومة لمخاوفنا في سبيل انتصارنا على آلامنا .
لسنا سوى طيفاً تهديه الحياة للأيام ، وتبكيه للذكرى .
لسنا سوى أنشودة يتغناها الأطفال ، وتعزفها الأيام .
لسنا سوى مرآة ترتسم فيها صورة الأجيال .
من الكبرياء ولدت القناعة ، وبالتواضع يحطم الغرور .
لماذا ؟… نحتجز أنفسنا أمام هبة الله لنا .
إذا كنا طيفاً فذلك امتحان لنفوسنا ، وإذا كنا حقيقة فذلك امتحان لعقولنا
* * *
في دعاء الليل الصامت ترقص روحينا ، ومن أغنية الشروق تتفتح أزهار حبنا ، ومع ترانيم الغروب نودع أحزاننا ، ونأوي إلى عشنا مكبرين مهللين .

وكتبت أيضا :
قف !… اسمع !… لحظة …
من العجيب أن تستمر رسالة الإنسان في الحياة دون عقبات .
الطريق طويل ، والأمل بعيد ، ولا بد من كفاح مستمر ، كي نصبو إلى غايتنا ، ونحقق أمانينا .
عزيزي … مازال أمامك الكثير ، وأنت في بداية الطريق ، لا تلقي حملك من الآن ، فخذ من الحياة وأعطها حقها دون زيادة أو نقصان ، واغرف من منهلها بقدر استعدادك ، ولا تدع سبيلاً للآخرين ليشوبوا وحدتك ، وتفكيرك ، أنت من يتحمل عبء المستقبل ، ومسؤولياته ، فتصرف بحكمة ، واتزان .
كيف تدور عجلة الزمن بهذه السرعة … ألا تتوقف يوماً واحداً ؟… لنبحث في أحشاء الماضي عن لحظات قضيناها في عالم البحث والتفكير … عالم التضحية في سبيل بناء مجتمع يؤمن بالعزة والكرامة ، ونشعر بالسعادة وهي تغمر قلبنا … نشعر بالراحة ، وقد علت ابتسامة النجاح وجه الأمل .
يا لغدر الزمن … يعبث بكل ما نبتغيه ، ويخطف من بيننا ما نحب ، ويدع لنا كل ما نكره ، ويتركنا نتقلب على جوانب الشقاء والعذاب .
لا تأسف على ما فات ، هذا حكم القدر . انظر نحو الأمام … وترقب الآتي ، واستعد لاستقبال القادم من الربح أو الخسارة … النجاح أو الفشل …بكل إيمان وإصرار ، على المضي قدماً لتحقيق غايتك


وهناك العديد من الاستطرادات التي تابعتها
داعيا الله أن يعينني على تقديم ما هو أفضل

د/ الماسة نور اليقين
25-01-2011, 08:03 PM
س 5


أستاذي القدير / محمد رامي
اسعد الله أيامكم بالخير
دائما عندما نفكر تخترق ذهن الإنسان كلمة جديدة , يحاول البحث عن معناها ، وإدراك قيمتها اللفظية ..
لا احد منا ينكر أن العقل الإنساني هو استقبال وانتباه وإدراك ..
ودرجات الاستقبال والانتباه لدى كل فرد منا تختلف عن الآخر بمقدار الاختلاف في الطبائع , والاختلاف في مدى الحساسية بالكلمة وتحريفها وتصريفها .
بلا شك هو نفسه الاختلاف في استقبال الكلمة والانتباه لمعناها وإدراك خلفياتها ، ودرجات الاختلاف متباينة بين فرد وآخر , ولكنها تجد لدى المفكر أو المبدع صدى أعمق وحساسية أقوى .
وقد تخلق لدى المبدع حالة من حالات الإبداع .
وهذا ما يحدث لكثير ممن يحسون بقيمة الكلمة أن الكلمة إن كانت تخلق شعرا أو نثرا .
ومن هنا وجد الشاعر , ووجد الروائي , كما وجد المتذوق للكلمة أيا كان ناقدا أو صحفيا أو معلقا ..

ولكن اهتمام كل هؤلاء بقيمة اللفظ ومعناه , يختلف باختلاف مدى الحساسية ومحتوياتها النفسية . ما شدني اليوم هو ما وصلنا إليه وأصبح محورا منشوداً دون أن ندرك أو نعرف صحته وأبعاده النثر الشعري .
أن قصيدة النثر الشعري الحقيقية تلك التي تكد من اجل صنع لغتها الخاصة بها أو بشاعرها فحين تقرا لشاعر نصاً نثريا أصيل تبقى لغته عالقة في ذاكرتنا . فستجد اللغة نفسها قد تبتعد قليلا عن محورها وصراطها ولكن سحرها كامن فيها و مميز لها بسياق نثري خاص أو نثر شعري حر خاص
وما أعقب ذلك من مُراهنات على الغدِ الذي نقف فيه الآن بين النثر كإبداع والشعر كبحر وما الازدواجية المطروحة الآن فيما سميَ اليوم بالنثر الشعري
بعضنا يعرفُ أن انطلاقة قصيدة النثر لم تكن من أرضٍ عربية
وأنا لا ألغي ولا أقدم صكوك الإبداع ولكن أريد فقط أن نعرف أن هناك عبث في الساحة الشعرية يجب أن يتوقف
وهذا العبث هو محاولة قتل ما لا يقتل

سؤال أستاذي القدير / محمد رامي..

دائما مرددين ذات اللغة.. وذات التساؤل عن أي قصيدة النثر الشعري يتحدثون وإلى أي مدى استطاع كاتبنا اختراق هذا الفن الأدبي ؟؟
* * *

ربيحة الرفاعي
26-01-2011, 08:31 PM
ندى وبهاء وروعة
متابعون لألق النص وغدق تدفق الحس
وروعة البيان

دمتما مبدعين

محمد رامي
27-01-2011, 04:11 PM
ج 5




سيدتي
جولة أخرى في عالم الخاطرة .. فقد استحوذ ني هذا العلم بكل جدارة ، وأسرى لي بكل مقتنياته الأدبية ، فاتجهت إلى طرح كل ما لدي بشكل يلفت الأنظار ، كي يتلقفه كل من يود المعرفة والحصول على المعنى و مردوده بسهولة ويسر ، على أن يكون الموضوع بقالب مثير جداً ، فاتخذت من النثر الشعري صورة للعرض دون ان أتسبب في تشويه المعنى في العرض .. لأكون في بيان مستقل يبرز مكامن الغاية من الطرح المقصود ، وفي نيتي أن انقل للجميع ما ادخره من صور شتى بتغليف قل ما يعرض في الخاطرة . لان مفهوم الخاطرة في يومنا هذا وبعد انتشار العرض على الشبكة العنكبوتية صار ينحصر على إبراز المشاعر الجياشة وتبادل الرسائل العاطفية المشحونة بالأشواق والأحاسيس الفاتنة .
هنا أصبحت الخاطرة ذاتية المعنى بحروف منمقة لا تعرف سوى التعبير الشخصي ، وهذا الأسلوب مرفوض قطعاَ ، لأنها خرجت عن كونها فناً أدبيا وانتقلت إلى عرض الرسائل الخصوصية المتبادلة ، وهذا لا يعني للقارئ بشيء ، إذ وجدت لتؤدي غرضا ذاتيا للوصول إلى غاية محددة .

وهنا أقدم هذا النوع من الخواطر ذات النص النثري لتقييم السلوك الفردي

أمسية
لأول مرة أجد نفسي مشدوداً إلى حوار شامل . ولأول مرة أدع القلم تحت تأثير لاإرادي ، وبدافع وجداني ، ليتكلم ، وينطق بصراحة ، ولم أكن مثل هؤلاء الذين يستخدمون العبارات التقليدية ، لينطلقوا من عالم الوهم ، إلى عالم الحقيقة ، وتشدو أحاسيسهم لتصل إلى حد الوصف الكلاسيكي ، وإنما دوماً أحصر كلماتي في عالم البحث الوجداني ، وينطلق شبح الإنسانية من أعماقي ، لأصرخ، وأنا عاجز عن الصراخ ، فأحبو نحو الحقيقة بكل إصرار وتأكيد .
لم يكن بودي أن أتوقع ما سمعت ، ولم أتوقع أن تأخذ المناقشة حيويتها ، بهذا الشكل الصريح . فلا يؤلمني ، ولا يعجزني عن الرد سوى الوضع الذي نحن فيه ، حاولت مراراً أن أجعل الحديث يجري وفق نهج جديد ، ويأخذ من الجدية قسطاً ، وندع ما نريد إلى وقت آخر . لكن إصرارك جعلني عاجزاً أمامك ، ولم أطمح إلى مزيد من التعليق ، وتركت الماء ينساب فوق صفحة المناقشة ، كما تركت المجال لغيري يتكلم بوضوح ، لأعرف كل شيء قبل أن أجيب .
تأملت وجهك ، ونظرت فيه بعين الثقة والاعتزاز ، عسى أن تجدي فيها رداً ، أو تعللي سبب صمتي .لكن وجدت في عنادك ، وإصرارك قوة خفية تشدني إلى أجعل تساؤلك غاية أبحث عنها في المجهول ، دون الدخول في أي مناقشة .
إنك في نظري أجمل أنثى ، وأعمق إحساساً ، وخاصة في حواري الأخير معك ، إذ تحولت كل كلمة إلى شعاع ينفذ إلى أعماقي ، ليحرق إرادتي ، ويجعلني عاجزاً عن الرد ، وفي موقفي هذا مزيد من التفاصيل الثانوية ، لأنك بلا شك ، لابد أن تراودك أشياء أو أفكار توضح ذلك . لقد وجدت فيك ما يجعلني أقلق على نفسي منك ، وان أغوص في أعماق البحر الذي كنت أخشى الاقتراب من ، فإذا بك تجعلين مني إنساناً لا يستطيع أن يقدر أبعاد مشاعره .
درجت على معاملة أي فتاة أن تكون صريحة معي ، وعم وجود حواجز تعيق تفاهمنا ، وليس مجاملة ، وإنما كأسلوب خاص يجعل من تدريس المادة الصعبة والمعقدة ، مادة سلسة ، يتفهمها الجميع بكل بساطة ن مهما كانت الوسيلة التي أستخدمها ولو كانت على حساب راحتي ، شريطة أن تكون طريقة نهجي إيجابية بكل ما فيها .
إذا كنت أنفث بذور الأمل في نفوسهن ،لتحقيق أفضل النتائج ، ليس معناه أن أتحمل مسؤولية تصرفاتهن .
كيف أرد على تساؤلهن ، وكيف أعبر عن موقفي منهن ، لابد من أن اجعل الأيام القادمة عزاء لهن في كل شيء ، حتى لا يتورطن في أكثر مما هن فيه .
إنني إنسان يبحث عن الفضيلة في مجتمع مليء بالضغائن والأحقاد ، لأصل إلى قمة المجد والشهرة وأستخدم كل إمكانياتي في مجابهة كل ضعف ، لأحقق النجاح بشتى الوسائل الصحيحة . وأجد الفتاة لا تقوى على مصارعة الخطوب ، فترمي بنفسها في أحلام وأوهام ، وبإحساس أني أفعل ذلك من أجلها . لكن سرعان ما تصحو من غفلتها ، وتعود إلى صوابها ، وتحقق النجاح ، وتسمو نحو مستقبل مشرق .


أما الخاطرة كما سبق وان قلت هي فن أدبي يقدم فحوى هواجس إنسانية ،
تصور أبعاد الحياة حسب رؤية الكاتب بطرح أنيق وتعبير جميل .
فيها تكون الرؤيا عامة ، والغاية منها توضيح موقف ما ، أو حالة يجب الاطلاع على خفاياها ، والوصول إلى ابعد مدى في استقرائها .
الخاطرة علم واسع الانتشار ، ومساحته غير محددة ، ولا تخضع لقيود الفنون الأدبية ، مثل القصة والمسرحية والمقالة . إذ تغطي اكبر مساحة أبجدية في عالم الأدب دون قيد أو شرط . لكن يجب أن تكون هادفة ، تحقق وضوح الرؤيا عند طرح أي حالة .

وهنا كتبت :
نهاية صمت
حين عانقتك000عانقت سحب السماء0

حين قبلتك 000ابتسم العالم لي

عندما تعانقت أكفنا ، تبلورت قطرات الندى ، وزادت من جمال الربيع 0
عندما التقت أعيننا ، بدأ الشلال يغني

عندما تكلمت000 تكلم الحب000وانتهت قصة الكراهية

هكذا كانت تقول لي أغاني الربيع0
* * *
انتهت قصة الأيام ، وانتهت معها رسالة طويلة لأخط بدلاً عنها رواية القدر ، وأسطورة الزمن التي عاشت دهراً تعتصر قلبي وتشدني إلى الحياة
تكلمت كثيراً
تكلمت عن الحياة 000 عن الربيع 000 عن الأزهار 000 عن الطيور 000عن000 واستدرجت قلمي لأبحث في أعماقي عن سطورٍ فيها شيئاً يواسي ألمي ، ويشفي جراحي ،فلم أجد سوى ألماً يضني ، وجراحاً يدمي 0
* * *
لماذا ؟
لماذا لم تتكلمي آنذاك ؟ !000 عندما سألتك يوماً 000 أن !000 فلم تجيبي
عندما عانقتك شعرت بضيقٍ يقضي مضجعك 0
عندما اهتزت أصابعي تراقص خصلات شعرك ، ارتعدت أوصالك0
عندما راحت أكفي تبحث عن الدفء ، لتضمك إلى صدري 000تألمت صرخت000 انهالت دموعك … هربت من واقعك 0
* * *
أين كانت تلك الملائكة التي رقصت في عرس الحياة ؟..
أين النجوم التي أضاءت قلبك ؟..
أين السماء التي ابتسمت لك ؟..
كل ذلك كان يقيناً ، وحقيقة 000 وأنا أعمى ، أصم 0
لماذا ؟ 000
لماذا تكلمي النجوم ؟000 وتنادي الملائكة
لماذا لم أحضر زفاف الأحلام ؟
* * *
ترى!!!هل انسكبت المحبرة فوق صفحات الحب لتمحوها0 من الذي وضعها فوق دفاتري ، فوق أشعاري، من الذي أراد الانتقام من حبي ؟00 من قلبي و دموعي ، وتركني أُُرى ولا أًََرى000 هذه مذكرتي قالت الكثير ، وأقلامي حطت فوق صفحاتي ، ليغطيها المداد بظلام ، وينهي قصتنا0
* * *
نعم 000لنبدأ من جديد ،نسطر رواية فيها الكثير ، بعد أن كنا نسمع عن الحب ولا نعرفه ،نحكي عنه في الظلام ،ولا نجرؤ على الإفصاح به، نقول لهم ولا نسمعهم ، نتحدى والسر دفين أعماقنا0 متى يخرج إلي عالم النور ؟000 وتصبح الأحلام حقيقة 0 ونسمع قصيدة اللآلئ،وأنشودة العناق، ونتدثر بالأماني ،ونعبر جسر الضياع ، ونبتسم للطبيعة ،وتحكي الأيام قصتنا 0 نعم ننطلق إلى الحياة 000 بعد أن يحكم القدر علينا بالفراق ، بعد أن تندثر قصة الحب في أعماقنا ، وتموت قبل ميلادها، وتتلاشى الأحرف في حناجرنا 0
نعم 000نعم .
* * *


الخاطرة بحد ذاتها أناقة الكاتب الأدبية ، وثمرة جهد فكري مميز ، ولوحة فاتنة تعددت ألوانها ، كأنها زهور منوعة في روض زاخر بالجمال ، فانتقلت الخاطر من نص نثري إلى تثر شعري ، جمع بين اللحن الشعري والكلام السلس الخفيف .. فأعطت ملامح جديدة للخاطرة من حيث الشكل ، والتنوع الأدبي .

وهذا مثال عن الخاطرة ذات النص النثري:
الكبرياء
زهرة خرجت من كمها تواً، بسطت تويجاتها مهدا تتربع عليها نحلات ظمأى إلى رحيق الحب ، وتحوم في سمائها فراشات السعادة ، بألوانها الزاهية ، مبتهجة ، فرحة …
إنها في ربيعها السابع عشر ، تسير وسط الزحام ، لتشق طريق الأمل ، وتحطم إناء الحقد ، وتشرب كأس مرحلة جديدة من مراحل حياتها .
كبرياء الأنثى وجد من صفحة وجهها ساحة يفرض فيها وجوده ، وطغى على ابتسامتها ، وحولها إلى جدول عذب ، ينبع من شفاه الحياة ، يصعب على المرء مناله ، وينساب منه الماء حالماً ، عذباً ، سلسبيلاً .
كبرياؤها جعل منها صورة بعيدة عن متناول أيدي البشر ، فتستعر نظرتها ، وتلظي الأرواح ، وتتحول إلى لهيب يحرق الأنفاس .
كم من روح هامت حولها … كم من نفس دنت منها … وهي في كبريائها تحطم الأماني ، وتزيد من شظى اللهيب المحرق ، فتحولت نظرتها من واقعها إلى عالم الخيال و الحلم ، وأسرفت في كبريائها حتى وصلت إلى قمة الغرور .
إذا قطعت صمت الحياة في حوار معها ، وجدت منهلاً تستسيغ مآقيه ، وتستعذب ماؤه . ولو تركتها في وحدتها ، وجدتها فراشة تتهادى في سماء الرفعة والإنسانية .

لا تتعجل الأماني ، ولا تحث الخطى ، لتصبو إلى إرادة الكبرياء … إنها تنفث السم في طريق عدوها ،كي لا يقترب منها ، وتسير ثابتة الخطى … جريئة … متحدية … لا يضعفها واهي .
وتعود أدراجها إلى سكون الصمت ، لأقطع عليها وحدتها فأجد متناقضات الحياة … تنكر عليها صورتها حديثها ، كما ينكر عليها حديثها صورتها … فلا تتعجب إنها تذهلك إذا تحدثت إليها ، فلا تجد سوى فتاة تشع من عيونها الرقة والحنان ، وتضيء بكلماتها ظلام اليأس ، وتعيد إليك الحياة مثقلة بالأماني التي فقدتها ، وأحرقتها كبرياء النفس ، وعلوها .
لا يمكن أن تذلها الصعاب ، تطعن اليأس بسهم ثاقب ، لتسمو فوق إرادة الجميع ، . جعلوا منها حكاية ، وقصة ، ونعوها بحديثهم ، إذ تخطو حدود الجرأة ، ووضعوها على هاوية الخطيئة ، وتداولوا اسمها ليجعلوها سلوى حديثهم ، اتهموها ولكن ************لم يجددوا إليها سبيلاً … حنقاً ، وغضباً أشعل في رؤوسهم ثورة الحقد ، وأعادوا الكرة بثوب جديد ، وأسلوب وقح ، وإخراج دنيء ، ولم يأبهوا إلى تقاليدها وعاداتها وأخلاقها.وتطاولوا في جرأتهم ، ليطلقوا في الفضاء زفيراً ، أحرقهم زمناً . وهي ملاكاً يسير على الأرض يقص رؤوس هؤلاء ، ويدعهم في حالة من اليأس بغيضة على نفوسهم ، وقد أذلهم السؤال ، واحتقروا ذاتهم أمام عظمة كبريائها ، وشموخها .

وهذا مثال آخر عن النثر الشعري :
زهــــرة في... روض
دخلت روضي عند الصباح
احمل بيدي ... عصا متكئي
لأستعين بها عند الحاجة ... أو التعب
وأسري بها ...
بين أشجار اللوز والعنب
وأقرا ...
ما كتب على الأوراق من شجن
وأشتم عبير الزهر بلا ملل
وأقطف وردة بلون الأرجوان
لتزين محبو بتي صدرها عند الغسق
وأجول بناظري في كل مكان
فأرى طيفها يداعب الأجفان
وتتمايل الأغصان لتحنو لها
ثمرا تتلذذ بحلو المذاق
من خوخ وعناب
والتين طاب أكله
في صفحة يزينها الدر والمرجان
واسمع همسها من بعيد
تسأل ؟...
أين عاشق الورد والأزهار ؟...
هل أقطف منها وردة ؟...
أم ؟.!.... تراك تهديها لي عند المساء
أزين بها شعري الحريري
وأتعطر بعطرها ... كلما أردت لقائي
دنوت منها .... متأملا !......
سبحان الخالق الرحمن !....
بدراً أنار الروض ليلا
وشمسا توهجت لتضيء المكان
وأبرق شهب من عينيها
ليلهب قلب العاشق الولهان
وما أن مددت يدي مصافحا
حتى ألهبت بطلعتها نار الوجدان
جمرا ...سعيرا .... يحرق الأبدان
رويدك ...
أنا في حومة العشق ضعيف
أدميت جرحي بعد طول النزال
وسلبت مني العقل والقرار
وباحت بسر الهوى
لعاشق امتطى صهوة الكتمان
ونادت : ......
أيا قلب ......
إني في هواه نائحة
فهل من مجيب لينقذ آهاتي ؟....
دونــــــه ... والأيام خالية
من أنيس ... وحديث فيه هيامي
ما أشرقت شمس يوم إلا فيه ذكراه
ونور وجهه ضياء
يبهج النفس عند الأحزان
وامتشقت قامته في تحد
ليرى كل قاص ٍ .... ودان ِ ....
في حبه عنفوان الرجولة
لا يرضى الذل والهوان
من حاول سلب حقوقه
كان له بالمرصاد
أشعل الدنيا ... بنار الغيرة
وفجر براكين الثأر بكل خوان
وتكون عصاه خير عنوان
إذا جار الزمان على حبه
كان له الحامي من رجس الأشرار
ويمسح على جبيني بقبلة
تعيد لي الروح من هول الزمان
وافترش الأرض من زهر الربيع
ألوانا ... وعبيراً فواح
لتنسل إليها روحه
بعد عناء
ويستقر به المقام
وأقدم له كل طيب
فيه غذاء الروح للأبدان
وتسري بين أوصاله
آهة عشق فيها كل مراد
وتتناثر الحروف فوق سطوره
تحكي مار أته عيون الأنام ...
من هجر ...
وصد ..
وغربة الأحباب .

تجلت الأمور عند العارض وأصبحت منسجمة مع تطلعاته ، لتجعل من مجريات الأحداث اليومية ، مادة مستساغة ، تحمل بين طياتها عناوين متعددة ، ومتشعبة في أعماق الفكر الوجداني ، لبيان الرأي والرغبة في العرض ، تشمل كل شيء مرتبط بالحياة الإنسانية .. من تطلعات اجتماعية، أو تربوية ، أو قومية ، أو عاطفية .. فكلها نقاط أساسية ارتكز عليها بناء الخاطرة في شقيها النص النثري ، أو النثر الشعري .
بدون استئذان
وقفت بالباب شاحبة ...
قرعت جرس الإنذار ...
أشعلت جذوة الأحزان في نفسها يأس الكتمان ...
وتذكرت سطور أيام فيها حب الحياة ...
وتراقصت دمى الخيال في ساحة الإهمال ...
تركوها نُهبةً بين أيدي الاستغلال ...
هجرت كل ما يملكه الغلمان ...
وحملت معها أهوال الذل والهوان ...
سارت قي طريق كله أشواك ...
تبعثرت الكلمات على الأفواه ...
فقدت كل معاني الحياة ...
التوى عود الخيزران من شدة الإدمان ...
لكنه عاد وارتد منذراً بالخلاص ...
أهملوها ...
اشتعلت فيها النيران ...
فكان اليم مرتعها ، وقاع البحر مرقدها ...
سلبوها كل سبل الأمان ...
فاستل الموت إلى داخل الجدار ...
وغافلتها الأمواج ، فشربت ماء البحر دون استئذان ...
طفل رضيع ....
أم حامل ...
شيخ كبير ...
شاب يرفع صولجان الإقدام ...
في لحظة سلبوا الحياة ...
وعلى الشط ننتظر المآل ...
هل بعودة بعد الفناء ...
أم تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ...
غادرونا ...
ونحن ننتظر اللقاء ...
وسمعنا آهة الموت تحت الماء ...
احتضرنا الأرواح في السماء ...
لنسمع صدى الأحبة في الجنان ...
بوركت يا سماء باحتضان الشهداء ...

فلا غرابة إذاً أن نجد أمامنا ساحة وافرة تفيض بكل هاتيك العروض ذات المردود المفيد . وعندها يكون انتشار الخاطرة بلا حدود ، يتناوله الكل بدون استثناء ، ولا يقتصر على ذاتية الرؤيا ، أو التفرد بالغرض ، وتصلح لكل زمان ومكان . فمثلا ما قد يكتب اليوم قد نجده منسجما ومرتبطا بمقومات العمل بعد عدة أعوام ، وما كتب من زمن نجده اليوم متلازما مع مجريات الواقع في يومنا هذا . . وكأنه كتب الآن وللحالة الآنية التي نعيشها .
هنا تكون الخاطرة قد أدت دورها الكامل وسرعة انتشارها ، ومدى تقبلها أو رفضها من قبل المتلقي .
وأخيرا أهيب بحسن الظن ممن يودون كتابة الخاطرة أن ينهجوا الصواب ، وعدم الاسترسال في إبراز المشاعر الخاصة جداً والهموم المتعثرة بلا فائدة ، ولتكن الخاطرة سفير الكلمة ، والرأي ، والصورة الصادقة لمجريات الحياة ، سلباً أو إيجاباً . وتكون رمز رسالتنا الأدبية ، وعلومنا الإنسانية ، وان نتقلد الحرف الواضح السلس ، لتأدية الغرض الذي وجدت من اجله الخاطرة .

طفلة .....
ما أن سمعت صوتها ، ورأيت صورتها ، حتى اخترقت سهامها أوداج قلبي ، وأشعلت نيران وجداني بنظرة لم أستطيع أن أقاوم سعيرها . نادتني بصوت رخيم وهمس شجي ، لأحمل معها طيات السفر البعيد ، وأخفف عنها عبء المسير ، وأنفض عنها غبار الطريق .
طفلة ...
درجت كالعصفور تزقزق فوق الشجر .
تشرب من ماء المطر .
تأكل من زاد السمر .
تحلم بصدر يضمها وقت السحر .
طفلة ...
عاشت دهراً بين الحفر .
تلعق التراب والحجر .
وتستنشق هواء السفر .
وتعدو نحو القدر .
طفلة ...
زاد طولها ، ونما عودها ، وأصبحت أكبر .

* * *
حملت أثقال الدهر بمعاناة الضمير ، وأسرفت في تذليل نفسها أمام غدر الزمن ، وحصدت رواسب الخطيئة ، وارتعدت أوصالها عند المحن ، وجافاها النوم ، وسكن الأرق هواجسها . وهاهي اليوم تنشد البراءة من مخلفات الأيام ، وتحاول تحقيق ذاتها فوق سطور الأمان . وبدأت ترتشف كأس الأمل , ونامت على صدر المحبة والحنان .
إن ذلك لا يكفي إلا إذا تمردت على كل ما يربطها بالماضي ، وتسمو فوق أنانيتها ، وتحقق غاية الصفاء والنقاء . ليتها تعي ما يدور في الخفاء ... ليتها تثير في نفسها مداخلات العقل والقلب ، وتفسر جميع مقتضيات المستقبل بكل إصرار .
لا يكفي أن تحجب ذاتها عن الخطأ . بل تصقل أفكارها ، وترتب مسار تصرفاتها .
إن الطريق طويل جداً ، شاق وصعب ، وبدافع الغيرة على المستقبل ، ونجاح مسيرة الحياة . يجب أن تحقق غاية الطموح ، والابتعاد عن النزوات التي تربط مسالك الوهم والحقيقة .، والآتي بالماضي . وتنسى ما حصدته الأيام ، وإدراك حقيقة الخطأ الجسيم الذي اقترفته ، وإبعاده عن مسار الطمأنينة ، والحياة الكريمة .
فأهلاً بالآتي بين أحضان الكرامة ، وبين جوانب الأمان والاستقرار ، تظلله سواعد الخير والأمل ، فكوني مهبط الأحلام ، وسيدة الأخلاق ... فصبراً... صبراً... إنها الأيام .

د/ الماسة نور اليقين
30-01-2011, 08:54 PM
س 6

قد تطرقت في ردكم أستاذي إن الخاطرة أخذت طريقها في كتاباتك إلى عدة محاور وذكرتها في ردك على النحو الآتي:
تجلت الأمور عند العارض وأصبحت منسجمة مع تطلعاته ، لتجعل من مجريات الأحداث اليومية ، مادة مستساغة ، تحمل بين طياتها عناوين متعددة ، ومتشعبة في أعماق الفكر الوجداني ، لبيان الرأي والرغبة في العرض ، تشمل كل شيء مرتبط بالحياة الإنسانية .. من تطلعات اجتماعية، أو تربوية، أو قومية، أو عاطفية.. فكلها نقاط أساسية ارتكز عليها بناء الخاطرة في شقيها النص النثري ، أو النثر الشعري .
إذا أستاذي يحتاج الأمر الوقوف وقفات تأمل طويلة ليستبين المنهج في المنحى المطلوب
فالكاتب مطالب.. بمراعاةذائقة المتلقي..وما يرصعها من فضاء حضاري؛ وخلفية ثقافية .. وإلا يجد نفسه يغردخارج سرب الشعور الجمعي..الكتابة ليست مهنة كما يدّعي الآخرون إنها تجربة حياة نقاوم أمواجها في خضم مسيرتنا الأدبية وقد تكون فن
عندما تعكس مرآة ذاتك على الورق وقد تكون إبداع عندما تلتحف هامات الحروف لتصنع عالم ينبض بالحياة
فلا نكتفي بصف الحروف وتلوين اللوحات ومايحمله ذلك من تضليل وتزييف بمعنى الكلمة لأنّ ذلك يعتبر
خيانة إذا أردنا من ورائها استخدامها كوسيلة رخيصة لبلوغ هدف ساقط فقط ...فالكاتب الناجح عليه أنْ يتوخى الحذر في إبلاغ رسالته واحترامه للقلمً وأن يخاف الله

استاذي القدير/ محمد رامي
لدى كل مبدع عملية خلق، ولديه أدواته الخاصة التي يخرج بها عمله الأدبي, فما دورك سيدي ككاتب وأديب على المستوى الأدبي ؟

محمد رامي
03-02-2011, 11:18 PM
تبعا لما سبق .. ومواكبة للطروح التي أوردتها .. وردا على تساؤلك
وجدت أن فن الخاطرة لا يختلف عن فن المقال في طرح الفكرة ومعالجتها بحس وجداني ، لأنها تعطينا المساحة الكافية لتثبيت أبعاد العمل بأناقة وجمال ، بأسلوب سلس وجذاب.
من هنا كان للخاطرة دورا فعالا في معالجة كل القضايا التي تتبناها الخاطرة . ومهما كانت القضية شائكة فإنها تجد لها متنفسا في حسن اختيار الكلمة وتكوين العبارة ، فما من قضية حياتية مهما كان هدفها إلا وتجد نصيبها الوافر في تكوين العمل النثري النصي أو الشعري.
فاختلاط المفاهيم الغامضة لا تعطي النص وضوحا يتلاءم مع وقع الحدث . لذا وجب علينا الانصياع وراء الفكرة لتعطي المردود الذي وجدت من اجله .
إن المساحة الإيديولوجية للحياة مليئة بمكونات الحدث ، لذا يتوجب علينا أن نبحث .. ونفتش بين خبايا المجهول منها ، ونعرضه بصورة مفيدة . دون أن نتوه في بحر التوقعات ، والاستنتاجات ، والتخمين .
الفرص موجودة .. والفكرة موجودة .. وأبجديات اللغة العربية مؤهلة لتحررها من مكانها .. وتجعل منها مادة لغوية بالدرجة الأولى ، وعملا فيه الفائدة بمدلوليته العملية ، لكن إذا استطعنا أن نضع الكلمة في ميزان البحث والتفكير ، وعدم الاسترسال في الكلام بدون فائدة ترجى . عندها يكون قوام الخاطرة منهجيا وصحيحا .
لاحظت في الآونة الأخيرة ، أن ترجمان العمل النثري لا يستند على الصول الأداء الصحيح ، فأصبحت الخاطرة تعبيرا عن ملابسات وجدانية خاصة كان حب الأثرة واضح فيها لا يتخللها أي فكرة مفيدة . وهذا يجعل من النص النثري أو الشعري رسالة من وإلى كما أوردت سابقا َ.

هنا أتوقف قليلا مع منثورة نصية بعنوان :


لقاء جديد
يوماً بعد يوم تتجدد حوادث المعرفة ، ويعيش القلم مع مذكرات جديدة ، ليحكي كل ما يطويه الدهر ، فينتقل بالعقل من مجال العمل الذاتي ، إلى لقاءات أخرى عديدة ، متتابعة إثر أي منطلق في التفكير ، فتعود الفكرة إلى حقل المناقشة والحوار ، وتجد دليلاً يوضح جميع غوامض الأمور .
عندما يخلو الإنسان مع ذاته ، يشارك وحدته صورة واقعية عن ماضيه ، يجدها في مذ كرته الخاصة ، وقد تركت أ ثراً واضحاً ، يعبر عن مدى تقدمه في كافة المجالات ، وخاصة حول توسيع نطاق تفكيره ، ووصوله إلى أبعادٍ حقيقية كانت أوهاماً ، أو أحلاماً بحد ذاتها ، أو أنها أملاً يرسم خطى المستقبل ، فيجدها مجسدة ‘ بعيدة عن كل الشكوك ، والأوهام ، خالية من الأطر البراقة ، التي تجذب إليها النفس ، وتبعث الروح من عالم الخيال إلى الأمل ، وتدرك مدى صلتها بالواقع ، بعد الإعداد لها منذ البعيد ، والاستعداد لعوامل جديدة ، تربط الماضي والمستقبل ، بنواة الحاضر التي اكتسبها من مرونة التفكير ، وعمقه ، فيسمح لذاته أن تدرك أبعاد الماضي بكل ما فيه من مشاق ، وصعاب … من ارتياح ، وسعادة … وقسوة الحياة ، ولينها … حتى يحصل على قدر كبير من معاني الثقة للكيان النفسي الذي فقده في فترة من حياته ، بين التفكير والتخطيط …الذكرى والأمل … التحقيق والغاية … التساؤل والقناعة … المعنى والشكل … الجد والخمول .ليتابع الدهر دورته ، ويأخذ كأساً أخرى يرتشف فيها آخر ما يمكن إعطاؤه للأيام من تجارب الحياة – حلوها ومرها – وتزيد صفحات الذكرى صفحة جديدة ، فيها الحقيقة والخيال … الحب والأحلام … العمل والكفاح .

* * *
لم تكن الخاطرة حكرا على مسلك واحد كما نلاحظ احتكار الخاطرة للمشاعر العاطفية فقط ، فالكل مشدود للتعبير عن عواطفه وأشواقه ، بكلمات منمقة ، وجميلة ، تثير في النفس شهوة الانفعال العاطفي بدون قيد أو شرط . فأصبح الهيام والغرام من مدلولات النثر الشعري ، لوحة جميلة .. براقة .. تسلب الألباب بدون سابق إنذار باستخدام أجمل العبارات المشوقة ، والتي لا تعني الآخرين بشيء . سوى العبث بمشاعرهم .
بمقدورنا أن نسخر النص لعرض قضية ، أو مشكلة ، أو حدث يتضمنه بحكمة العقل ، وحسن الأداء .
وهنا اذكر مثلا على ذلك بعنوان :

زهرة تكللت بالسواد

ليلة الأمس جافاني النوم
وأرقتني الأفكار
لصوت فيه نبرة الإرهاق
وعيون كحلتها الدموع
وشفاه نسيت الابتسام
إنها زهرة تكللت بالسواد
وذبلت قبل الأوان من العطش للمسرات
أدمتها جراحات الأيام فيئست
لأنها لم تعد تقوى على الاحتمال
غربة
ويتم
وقهر فاق كل التصورات
تعجلتها الهموم من صغر
واحتوتها كل الأحزان
هيهات أن تجد مفرا من غربة
فانصاعت لأمر كله بهتان
وكأن الأرض ضاقت بها
فحطت رحالها بعيدا عن الأهل والأحباب
* * *تلقفتها عصافير الرياض
من كنار وبلبل صداح
زهرة في باقة من النرجس والريحان
أحاطوها بحب ورعاية
ولثموا على خدودها الجلنار
لكنها أبت إلا أن تسترسل في الأحزان
وتعللت بان الفرح صعب المنال
لا تسوقك الأوهام
انظري حولك فالكل يعاني من فقدان أعز الأحباب
إن الحياة مديدة وشعارها الحب والتفاني
وبين تواتر الأيام تكمن الأفراح والمسرات
ما كنت وحيدة يوما
ولكن السواد في الرؤيا طغى على الأحلام
رويدك يا عاشقة اليأس
فتمهلي
واهجري الماضي فأنت في عز الشباب
فلا تيأسي .. فان البقاء للواحد القهار
إن الحياة حلوة فلا تخسريها
وكوني عونا لنفسك على الأوهام
وتشبثي برؤيا الضياء
فإنها تنير القلب والوجدان
وتصحح كل المسارات
اليوم غربة .. وكربة
لكن فرج الله قريب
وما من مؤمن إلا سبقك إلى الامتحان
كوني وفية العهد للإيمان
واصبري فان الصبر من شيم الأبرار
وترفقي بنفسك .. واهجري السواد
فان الزهرة لا يحق لها أن تستغني عن الألوان
ورياض الجنان مزهرة
تعج بأبهى الألوان .. وأريج الأزهار
فما أجمل أن نعيش يومنا بحب الله والإيمان
فلا تكترثي .. ولا تتوهمي
فأنت في أحلى صحبة من الأتراب* * *
وأيضا قلت:

قول شهد الكل سِـرَّهُ

مررت من هنا
تلقفتني أهدابها
بعيون الحيرة والتساؤل
امتدت أناملي
تمسح عن وجنتيها
دموع الحزن من الم وآهات
كانت ترمقني بنظرة الحسرة ..
نادمة
تبحث في أعماقي عن منفذ فيه ضياء
لتشرق من جديد بعد أن فاتها الزمان
سرى بي الشوق إلى معبر
لوادي الدموع لأضع الرحال
وبكت بنحيب المشتاق للأمان
فما نالت إلا العذاب والضنى
لقول شهد الكل سِـرَّهُ
وباحت لقلبها شوقها للأحباب
فلا عذراً ولا انتحاب
ما ملكت يوما في كيانها وجدا
إلا طعنتها الأيام بغدر
أيا مجيب الدعاء أجبني
فإني أسال الرحمة بعد العذاب
فما قولي إلا أني
بريئة من ظلم الأيام
فلا جراح التئم بعد هجر
ولا شوق تبدد برؤيا الغياب
فوا حسرتاه إن لم أذق
طعم الراحة بعد العناء
توجوني ملكة للأنام وأنا صغيرة
ولكن وادي الدموع كان بالمرصاد
فان قلت عابرة للهوى
قالوا فما شانك أنت من الأفراح
هذرا وتحطيم نفس
لأنهم عشقوا دنيا العذاب
فيا قلب أنت الملام من بـَيـِنـَةٍ
فلا تعشق غير صدق الكلام
وما إنا إلا عصفورة غردت على الأفنان
عشقت الحرية وكرهت سجن الأوهام
فهل من عاشق مقدام
يحمي الحمى ويأبى الخذلان
يبذل روحه فداء للكرامة والكبرياء* * *

أما في حالة النص النثري قلت :

آهة القهر

دار الزمن دورته ،وارتفعت آهة نحو السماء ،مبتهلة لله أن يحميها من غدر الأيام . وارتعدت أوصال الحقد ، وتحققت رؤيا الأمل ، وصفت بهجة السعادة في غرة الأحزان ، ونالت قسطاً من الراحة بعد عناءٍ طويل، كاد أن يودي بها إلى الهاوية ، لولا لطف الله ورحمته بعباده لانتصر الحقد والشر .
إن كبرياء النفس المطمئنة ، وسموها فوق ذاتها ، يجعل منها سداً في وجه التيار الحاقد .
إن دمعة الحزن من قلب مقهور ، في وجه معتوه غادر ، كرصاصة في صدر الظلم والشر .
لم يكن الاستسلام لنوازع الشر من سمات القلب الطيب ، لا يعرف الغدر والحقد مكاناً في ذاته .
إن الروح الطيبة ، والوجه الوضاح ، والقلب الحنون ، يحقق انتصاراً في وجه كل التيارات التي تسعى لتدميره ، بشتى الطرق الغادرة والأنانية .
إن النجاح المستمر ، والتفوق في كل المجالات الحيوية – المادية منها والمعنوية – تثير غريزة الغيرة والحسد ، من كافة الأطر التي تحيط بها ، ولو على حساب عزة النفس ، وكرامة الإنسان .


* * *

عندما تتأرجح الأفكار بين المد والجذر، نجد أن الخاطرة تكون غذاء الروح ، ومتنفسا لكل الهواجس المطلقة ، إذ ترسم خطوطا بيانية لشعب الحياة المتنوعة .، مهما ضاقت حلقتها أو توسعت ، فتغنيها من موارد الفكر مستمدة من واقع الحدث .
وهنا الفت الانتباه إلى أن معاناة الفرد ليس وحدها التي تقدم المادة للخاطرة ، وإنما الفرح والسعادة والمشاعر الطيبة ، والحنين ، والشوق ، كلها نسغ تحي الخاطرة الجيدة .
أن الارتباط المعنوي للذات البشرية بالحياة يشكل بنية متكاملة للجهد الفكري المعطاء . فإذا كان البيان موثوقا بالجملة الحيوية للحياة ، فإن الحياة الاجتماعية موصوفة في هيكلة الخاطرة ، معتمدة على سلوكيات الفرد بما يطرأ على حياته من تبدلات ايجابية أو سلبية ، مما يعطي تصورا للحالة التي نرتقي إليها في طرح العمل النص النثري . وهنا أجد أن الحالة الاجتماعية تؤثر إيجابا في العرض مثلا :
* * *


لوحة من المجتمع


الفقر
في نظرة تساؤل!... واستفهام ؟...
نجد الحقيقة التي دفعت هذا الإنسان إلى هوة سحيقة ...
يخيم عليها الجهل والبؤس ...
فكانت دمارا ً للإنسانية ، وأداة للفقر .
لم أجد سؤالا ً أطرحه على نفسي حول ذلك ، سوى ذلك السؤال الضعيف ، الذي يرد على مخيلتي دائما ً ...
ترى !....
ما هو الفقر ؟...
كيف يولد ؟...
لا أجد متسعا ً للتساؤل سوى رد صورة الفقر إلى إحدى الأوجه الشاذة ...
في تصوير العار ‘ والرذيلة ، والذل ، والجهل .
والحروب الطاحنة ... والاحتلال ... وتجريد الذات من عوامل إنسانيتها .
فإذا لم يكن ذلك كافيا ً... فلا بد من أن يكون ضحية عبث الأقدار.
لنعود قليلا ً ، ونصغي إلى صوته ... ربما نجد فيه الحنان ، والكلمة الطيبة ...
أو نتيجة للتقاليد العمياء ....
والتقييد بجوانب الغدر والخيانة ...
أو طبيعة الحياة التي فرضت نفسها عليه ...
أو حقد الاستعمار ...
فكان الفقر ، و البؤس ، و الجهل ...
ومن ثم كانت صورة اليتم ، أو الانحراف ... وامتهان كرامة الإنسان
لنتمهل قليلا ً ... ونبدأ السير من جديد ، لتفسير ابتسامة ذلك الضعيف ...
الذي يئن تحت وطأة ظلم القدر ...
ونودعه مع ابتسامة أخرى ...
لتكون ثورة على الضعف ، والحقد ، والكراهية .

* * *

لقد آليت على نفسي أن أتقلد وشاح الخاطرة الوطنية بإبراز الحالة كنص يرصد كل ما حولي من هموم وقهر
فكتبت :

ما هنت يوما ... يا أرض اشهدي


أيا حورية ...
أيا طفلتي الصغيرة
هكذا تحملين بين جوارحك هموم الدهر الثقيلة
وتذرفين الدمع بكرة و أصيلا
رفقا ً بقلبك الصغيرَ
فالعبء صار كبيرا
واليد الغاشمة طويلة
لكنها لا ترتقي لمجد صنعته آثام شريرة
نحن أصحاب مجد ... هلل التاريخ لـــه
ونحن من يصنع المستحيل
هذي بوارجهم تدكها صواريخ صغيرة
وبيوتهم خاوية لأنهم ناموا في الحظيرة
وأبناؤنا فوق السطوح .. وعند الحديقة
ترقب طائراتهم بلا خوف
وترصد البعيد والقريب
لن يكون لهم في أرضنا عزا ً
بل مقبرة لا يجدوا فيها من يزورا
والله لا همَّ لهم إلا أن يذلوا العرب والمسلمينَ
انظروا في الأرض رغم احتراقها

فهي تنبت الزهر الجميل
دماء الشهداء تروي عـطـَش الأرض
لتنجب كل حر ٍ أَبِيّ
فيا أسرى لن تـُهانــوا ...
طالما يوجد النصير
وسيكون القيد سوارا مهيبا
الله أكبر ... في حومة الوغى
والنصر حليف الحق مهما بغى العدا
يا قوم لـِـمَ المذلة والخنوع ...
وقد دقت ساعة الصفر ...
وهاج البحر المحيط
فلا تهون عليكم نفوسكم بترهات
مخاضها الضعف واستهلاك القوى
نحن شعب مِنْا الجراح والدم
ومنهم النار والحديد
منهم القبر ومِنْا الجسد
لن يكون بيننا خائن ... بل شهيد
ولن نحتوي الظلم مها سرا الضعف فينا
يا أرض اشهدي ...
هذا دمي فليحفظ التاريخ ذكري
ما هنت يوما ً ..
ولا بعثرت شوقا لا إليك مذ كنت صغيرا
وما أدركت منالا ..
إلا وكانت حريتي هي مقصدي
لن يكون الغدر إلا سحابا ينجلي
وبأمطار الخير أرضي ترتوي
* * *

ثم انتقلت إلى جعل الحبيبة رمزا للوفاء والتضحية من خلال محاكاة النص للصورة المرئية في :

نجم سطع في حياتي


بعد أن انقشعت سحابة الخوف من حياتك
خرجت للعالم نجما سطع في سمائي
رغم البعد... أنت لي ولو في خيالي
صورة الحب الجريح
حب بترت أحد حروفه
ليختنق قبل مولده
لك كل شيء
و لك الخيار إن رفضت أو قبلت
لكن لا توقظيني من حلمي
أنت بالنسبة لي
كل شيء
صورة الأمل
روح الحياة التي بدأت للتو
أنت الأم والأخت والولد
أنت حبيبة الروح
أنت عشيقة إلهامي ومصدر قوتي
وصبري وإيماني
بكل كبرياء أناديك
فلا تبخلي علي بحب عبر الفضاء
لا تحكمي على الأيام
ولا تقصمي ظهر حب بات بين الأيادي
يا عشقاً أنار وجودي بطلته
فلا تستغربي أن الآتي خير دانِ
رفقا بي
أنت من مزج الحب بالعنفوان
لك من قلبي كل تحية
فاسلكي الدرب الذي تشائي
أسالك برب الكون أن تكوني منصفة
لحبك وللأيام
أسقيتك كأس المنى
بيد قاومت الاحتلال
فصبرا يا ابنة المجد
ففي الصبر خير لقاء
فلا عذرا ولا بعدا ولا اغتراب
كأسا شربناه معا
وعلى درب الحنين سيكون البقاء
* * *


ورصدت مطولا قضايا الأمة في معركتها ضد الاستعمار وصولا إلى عرض الرؤيا كما أراها في عدوانهم المتكرر على امتنا
فكتبت :

حـبـيـبـتي .... وانـتـصـار الـحــق

إقرأي سطوري وأشعاري
مابـيـن الشروق والأصيل
فإن روحي .. هامت في فضائـــك
بين الغروب ... والسحر
ما بـيـن شوق ... واشتياق
ولهـفـتي إلى لقيآك
فكيف أنظر إلى مرآتي ... ولا أراك
وأنت من رأيتها في خيالي
أيحق لك الهجر دون عذر
وتنسي ... حروفا فيها الصواب
يا أنيسة الفكر ... وتجوال القلم
أنت المداد ... وأنت نبض الأيام
وكل ما يخطر بالبال يرتعش
غربة موحشة ... لم أدركها
إلا في بيان السطور
أقول ... وقد نزف الجراح من غربة
طال أمدها ... ومـُـل َالانتظار
وبعودة الأحباب كان البلسم
أنظر في البعيد فلا أرى
إلا سرابا ... انشق عنه طـيـفـك الـنـَـوارُ
تـنظرين إلي بِـوَحْي الشوق مدركة
أن في العودة كل اشتياق
كم توارت أحلام من ذاكرتي
لكن ذكراك لم تـغـب عن أحلامي
أنت المطاف .. وروض الزهـر مـبـتهج
بعودتك .. ترويه أصابع العشاق
من ماء الهوى ونشوة الانتصار
سمعت آهات الهجر في صمت الليالي
فكيف لي البعد بعد أن آن الأوان
يا درة .. أفيقي من سبات كاد يـقـتـلـني
وعودي لترانيم الصباح
وأسمـِعـيـني تحية المساء
كــــــــــونـي ...
كيقظة حالم أنهكه صمت الليالي
كــــــــــونـي ...
كفارس يبحث عن ساح النزال
كــــــــــونـي ...
كرضيع يبحث عن صدر الحنان
كــــــــــونـي ...
كالماء يروى عطش الظمآن
كــــــــــونـي ...
كمصدر الراحة والأمان
كــــــــــونـي ...
مدعاة فخر واعتزاز للإنسان
لترتفع أصوات حق ٍ ضاعت
وأرض أكلتها النيران
بغدر ... رُسِـم َ ليكون العدوان
ذهبوا بعيدا ... يـقـتـفـوا أثر الأطفال
وكان الرضيع في المهد أفضل الأهداف
بحثت عنه طائرات الأعداء
وبيوت العبادة لم تـنجو من مآربهم
وحطموا الجسور ... وقطعوا الطرقات
هذي مدرسة ... تـُعـلـم العلم والأدب َ
كانت ساحة حرب لهؤلاء الغوغاء
وبيوت ... ومعامل ... وأبراج إعلام ِ
مشافي ... وسيارات إسعاف ..
كان الدمار خير حليف لها
واقتصوا من رجال الإعلام
وأخيرا .. لم يبقى لهم ...
سوى براءة الأطفال ... ولقمة الزاد ...
جنحوا للحرب مـتـذـرعـيـن بـفـوضى ...
هم ... من أوجدوها ليتم الاحتلال
لكن .... ما كانت دماء الشهداء إلا
ترياقــا يحي الأرض بعد موات
فما نالت من عزيمتنا ... مدافعهم
ولا تلاشت مبادئنا من رعود طائراتهم
فدكت حصونهم بصواريخ الإيمان
فولوا مدبرين ... يبحثون عن النجاة
وكان الفرار ملجأهم ..
ولم تعد الأرض آمنة لهم
بالفداء ... وعزيمة الأحرار ...
هربوا بعيدا إلى سواد الأيام
يبحثون عن الأمان في ارض ٍ
لا تدكها صواريخ الأبطال
وارتعدت أوصالهم ... من خطاب الشرفاء
وتبعثرت آمالهم ... وأفكارهم ...
وراحوا يتخبطون بين وهم .... وخذلان
أيا شوقي إلى لقيآك في أرض الفداء
أبحث عنك ... ما بين الصبح والمساء
فأرى !... توهج بريق العيون بين الأنقاض
تحملين لي أملا ... داسته أقدام الجبناء
وتعود لي الآمال مشبعة
برصيد النصر
ونشوة الانتصار
وبقدوم الحبيب ... وبزوغ فجر جديد
يكون الوئام ... وتعلو الفرحة
وتبتسم الأيام ...
أيا عرب ... أمـَـــا حان الوقت لـتـُنـْسى الخلافات
يدا بيد ... تـنـدحر مآربهم ...
وتحترق قراراتهم ...
ويكون لنا القول الفصل
ويبارك لنا رب العباد ... بوحدة الأقطار
* * *

وتبادلت صيغة الهوى في النفس مع ترجمتها في منثورة تعالج خفايا النفس البشرية وارتباطها بالمشاعر والأحاسيس المرهفة
فكتبت :

وقفة مع النفس

وقفت ...
والمصباح بيدي
ينشر الضوء
وينير ظلمة النفس

وقفت ...
وخرير الماء حولي
رطبه كندى الربيع على الزهر
ينعش النفس بعد اليأس

وقفت
والزهر ينشر العبق
وورود الشام والياسمين يزين الركن
وعبيرها يعطر النفس

وقفت
أنادي .. واستصرخ القلب
لينتفض بعد الصمت
ويعتمر ليبدد عثرة النفس

وقفت
أتأمل خلق الكون معجزة
وعجائب الكون في قدرة الخالق
فأسلم النفس لرب العزة

وقفت
ببيان القول أنشد دربي
وأصوب أخطاء عمري
وأهمس في نفسي سأقهر الذل

وقفت
وعيني ساهرة ترقب السهيل
تهلل وتكبر عند الفجر
والبدر يؤنس وحدة النفس

وقفت
أناجي من يسمع الدعاء
لله رب العباد أنادي
أن يطهر النفس من الإثم

وقفت
ونجوم السماء ترقبني وترقبها
من بـُعـدٍ أرى صورة الغد
تمحو الأسى من النفس

وقفت
أهادن القول بقول الحكمة
لأتبوأ مصدر الخير
ابحث عن نفسي في نفسي

وقفت
أخلو في صمت الحياة مجدداً
أعاين الخير من الشر
وأحاكي النفس لتلوذ من شر النفس

وقفت
أعالج القهر والحزن بتحدٍ
فإن الله يمنح كل صبر
وبالإيمان اقهر ظلم النفس


وقفت
لست شاكياً أو باكيا ً
وإنما ابحث عن ومضة شوق
فقد أبت النفس إلا أن تثور للنفس

وقفت
أقارع الخطوب مماثلة
ففيها خفقة الوجد
والنفس قاتمة إن لم تنصر

وقفت
وعباد الله في تجل ٍ
وأنا العبد الفقير بين يدي الله
أعاهد نفسي على الوفاء

وقفت
أسأل الله أن يسعفني
وأن يبارك لي في سعيي ومقصدي
ويعين نفسي على الخير

وقفت
أناجي رب السماء أن لا يخيب ظني
ويمنحني الصحة والعافية لأقوى على أمري
ويطهر نفسي من شوائب النفس

وقفت
أنظر حولي.. أبحث عن ظلي
فإذا رفيق دربي هو ظلي
وتعدو إلى المجهول نفسي

وقفت
أن الصواب أن أدرك ما تخلفت عنه
وأن أضع الأمل نصب عيني
وأمنح نفسي يقظة العمر

وقفت
أراهن على الغد بصبر وإيمان وتحد
وأقاوم الضعف بحكمة العقل
وبالحُلـُم ِ تتجرد منه نوازع النفس

وقفت
أقول لها : لا تبتئسي
فالخير فيما اختاره الله
والحكمة أن تتبصر النفس

وقفت
هل أمضي ؟..أم أتراجع في قصدي
لكن الصواب أن تستمر في السير
فأسارير النفس تنفرج في القصد

وقفت
هل أكتب شعراً ؟.. أم نثراً ؟..
فالقلب متيم بالحسن
والنفس هائمة بحب الخير

وقفت
هل لي منال في رضاها ؟..
وهل لي أمل في لقاء الروح ؟..
وتبقى النفس تنتظر الرد

وقفت
والأفكار متشعبة
ترصد الحكمة والقول السؤدد
وتبث النفس أجمل الشوق

وقفت
إن كان في مقصدي شرا ً
فليخزي الله قصدي
ويحرق نفسي بالذل

وقفت
أنظر نجم الصباح بشغف
لأني أرى فيها براءة الأطفال
وفي عينيها لؤلؤة تبهج النفس

وقفت
وأنا في حيرة
هل تشرق الشمس من المغرب
أم هو ضياء النور يأتي من النفس

وقفت
وأبجدية الحروف تجمعت
بألوان الطيف تكلل الحب
والنفس تحتضن كل حرف

وقفت
اقرأ الحروف حرفا تلو حرف
لأخطف منها ما يعبر عن شوقي
وتحكي للنفس قصة الحب

وقفت
في لحظة أبرق شهب
رأيت نور الغد المتألق
أضاء أركان نفسي رغم السحب

وقفت
والماء ينساب من وجدي
يسقي الأرض بعد القحط
ويروي نفسي من ظمأ الصبر

وقفت
أتجاوز كل محنة
لأرى في البعد نورا يضيء قلبي
من حسرة النفس لحظة القهر

وقفت
أنادي : رويدك يا نفس فأنت محقة
فحب الروح أسمى الهيام
فلن يطله إنسان

وقفت
في مهد الهوى مغرم
أسعى إليه برغبة العاشق
لأحقق للنفس رغبة العمر

وقفت
والبدر في كبد السماء كللني
وشمسها أشرقت في صبح جديد
نورا أضاء نفسي في عتمة الليل البهيم
* * *

محمد رامي
03-02-2011, 11:28 PM
لم يكن دربي محفوفا بالزهور والرياحين ، ولم تكن أيامي زغرودة فرح وابتسامة حنان ، فقد تقاطعت فيها خيوط الطموح والأمل مع شارات الفشل وخيبة الأمل في بعض الأحيان ، لكن بقليل من الصبر ، والإيمان بالقدر لاحت في الأفق بشائر الخير
معتمرة هامات القبول والرضا ، فتنسمت هواء الفرح والسعادة ، وتحققت الرؤيا برصيد الحب الوافر ، لتصبغ الأيام بهجة وسرورا .
هنا حاولت التعبير عما يختلج أعماقي في شتى الحالات فكتبت :


رؤيا في النور


أغار من نفسي على نفسي
فمن يفهم قصدي ؟..
خطوت نحو الأمان بخطوة
لكن العثرات كانت صـَدي
وما ادعيت أمرا لست قاصده
وما بحثت عن خيبة في أملي
فان ما يحدث أكبر مني
تأملت الكون بنظرة
فوجدت أننا أصغر من أي جرم
بحت للكواكب همي
والنجوم سمعت همسي
لان حزني تجاوز كل حد
أني مدين للحياة بفرحة
وجدت فيها كل ما أبغي
وددت أن أعطي لها مثلما تعطي
لكن ؟!.. تعثرت خطواتي بسوء الظن
ما شككت يوما أني مخطئ
لكن ؟!.. سوء التقدير أصاب حدسي
وارتميت في أحضان التردد لحظة الخوف
لكن ؟!.. سمو الأخلاق يكبر عندي
وفي الكائنات تجلت صورة الطيف
طبع عليها بسمة العمر
تباطأت خطواتي يوما
ومردها إلى تطبيع المشاعر
أريدها .. قوية .. لا تعرف الضعف
وتوقفتُ بصمتٍ عند قولها
كي لا أخطئ بقول .. أو رد يسيء الظن
التحمت رؤية المنظور من بعد
لتتقاطع المشاعر مع الحرف
وأيقنت أن الروح لا تعرف أي بعد
واستمالت بعذوبة ورقة تحدثني
والخوف في حرفها مصدر القلق
في صوتها حشرجة حزن ..
وقولها استشعار عن بعد لانزوائي
وصمتي عند من لا يسمع صوتي
قلت يوما إني قرأتها
لكنني كل يوم أقرا سطراً فيه جديد المعاني
وما تجمعت مفردات الحديث
إلا لمعرفة ما أنوي
كيف ؟.. ومتى ؟.. ولماذا ؟.. ومن ؟..
كلها حروف تثير الخوف والقلق
إنها قصة .. ورواية
حكت فصولها الأيام
ودونتها على صفحة العمر
إن كانت بيعة .. فهي غايتي
فلن تكون إلا همسة دفء
أيتها المقهورة من غدر
إن الزمان كفيل بالنسيان
ووفاء العهد فيه المنال
لخير وافد من الإحساس
وصدق القول أن لا تبرحي برجك
فان الكمال لله الواحد القهار
إياك والظنون قاتلة
فلا تهبي نفسك للشيطان
وتفاءلي خيرا عند كل شروق
فان البهجة مع الإشراق
وانسجي رداء الحب بثقة
عله يخفف الآلام والأحزان
فداؤك أمي وأبي ..
فمثلك لا يـُقـَدَّرُ بالدرهم والدينار
* * *
ثم انتقلت إلى زراعة الحرف في عبارات قرأتها في أعماقي واصطفيت لها عنوان :


وتبقى صهوة الشوق تجتاح الأحلام



ليلة الأمس حلمت أن غمامة فوق الرياض
حجبت عشقا لوارد من الفضاء
تقطعت أوصاله ما بين الأرض والسماء
أشلاء .. تناثرت على قمم الهيام
تبلورت فيها أحاسيس وأشواق
ونطقت برغبة العاشق لصهوة الشوق
فكم ندبت حظي سنين خلت
واليوم وجدت سنابل الخير في الجوار
وحديث النفس يفشي كل الأسرار
بحب .. ورغبة أن يسكن إلى الأمان
وابتعدت محظورات العد عن ساحة الأحباب
لتمضي الأيام بلا رقيب آو مدون للأوقات
وارتعشت كوامن الوجد عندما
انقشعت سحابة الخداع
وتراقصت فراشات الألوان زاهية
فيها فرح الأطفال .. وصهوة المشتاق
وزينت الأحلام بطرافة
لتكون جمال في جمال
واستحق الفعل في بوادر الآمال
عند مقصد خير سعى إليه بإصرار
تولدت في الأعماق باحثة
لها نصيب من الحب والوداد
وطالبت بحقها قبل فوات الأوان
وأطلقت آهات القبول يرضى العقل وإحساس الكمال
تراجعت للحظة عن رغبتها
خوفا من أن تحصدها مخاوف الأحقاد
لتخفي معالم ثورة القلم عند المساء
وتبدلت كل المخاوف فجأة
عندما اقر لها العنوان
في دهاء السنين .. امتدت لها أيدٍ خبيثة
لتدك حصونها بحجارة الحساد
أدموها .. ونعتوها بوصف لا يليق بالشرفاء
وكم من أنصال تجمعت حولها
فيها سموم الغدر وحقد الجبناء
لكن حصونها من الفكر واقية
تزيل عن كاهلها كل المكرهات
وتحميها من حقد النساء
وارتفعت عاليا
ترافق نجم الصباح
بكبريائها صدت سيوف القتل والدمار
أصغت إلى مناد ٍ عن الفجر أن انطلقي
فالوهن أصبح من الماضي
أنت ِ اليوم في أرض السلام
فلا تحزني .. ولا تيأسي
فان راعيك ِ أحسن الاختيار
نادى من علو ٍ
أيا نور أنت واحة النبلاء
تربعي على عرش الجمال بـِقـِنـْيـَةٍ من الماس
وتزيني بريش الطاووس ملك الخيلاء
يحق لك أن تتبرجي
فان الحب يخترق الفضاء
عند ركن تجمعت قطرات من ندى القلب الولهان
لتسقي عطش السنين وتغذي النفس بالهيام
يا قلب : آن أوان الاستقرار
وملكة الدر أصبحت عند الباب
تنتظر إذناً بالمرور إلى القلب الولهان
بآهات . وترانيم عشق امتطت صهوة الأشواق
وتبادلت مع عندليب صوتا شجيا
لتغني للحبيب عند اللقاء
أنشودة فيها عذب الكلام
تناجي النجوم على الأطلال
عند غروب شمس بلا لقاء
وتنظر الكواكب بعيون كرهت المنام
يقظة حرة أبت إلا أن تنتظر عودة الغائب
من ارض المشرق بعد طول غياب
واتخذت على شاطئ مقام لها
تحاور الموج وتسال الربان
عن وارد من ارض الشآم
وتمضي السنون .. وهي منتظرة
ترسم صورته على الرمال
بخيال فنان عرف الآتي
وفي شروق يوم ليس ككل الأيام
ناداها قلبها أن الحبيب أصبح في الديار
تصطحبه مراكب محملة بأوراق العطاء
في كل مركب وقفت صبية
تحرس الكلمات من الضياع
لتكون هدية الأمير لأميرة الزمان
ومن بعيد ابرق شهب من نور وضياء
أطلقته أحلام تراكمت مع مرور الأيام
وحلقت أسراب النورس عند شاطئ
ازدان جمالا وبهاء بلقاء
رصدته عاشقة وصنعته الأفكار
وتلاشت سحابة الخوف .. وتبددت
عندما أشرقت شمس الفرحة والهناء
وتعانقت أحلام السنين بحب
تألق في فجر الهيام
وكأن الزمان انطوى في ومضة
وتلاشى البعد وانعدمت المسافات
وبقيت الروح في عناق الروح متجددة
كل يوم مع تفتح الأزهار
تنشر عبق الحب .. وأريج العشاق
وتبقى صهوة الشوق تجتاح الأحلام

* * *
ولم أنسى أبداً نصيب التربية وأصولها فقد قدمت بعضا من طروحاتي في هذا الخصوص .. وتبنيت موقفا كنت قد التمسته من حياتي وما حولي فأردت أن أقدمه في قالب مستساغ للجميع فكتبت :


نعم … هم أبناؤنا
-2-
إن الأيام تمر وتمضي،والتاريخ يدون صفحات جديدة من الأحداث . والإنسان مازال إنساناً يبحث عن الغاية ، ويقدم كل شيء في سبيل أن يصل إلى هدفه . فمع فجر تاريخ جديد ، نستطيع أن نعطي برنامجاً خاصاً ، وصورة تعبيرية توضح واقع المصير للإنسان في هذا العصر .
إننا لو وقفنا قليلاً لنسمع إلى حكاية الماضي ، وأساطيره ، لوجدنا أنه في وسعنا أن نسمي ذلك بالأوهام ، إذا ربط بواقع الحياة العصرية ، ولكن يعبر عن مدى تطور الحياة في جميع المجالات . لذا من المفروض أن نجمع بين أساطير الماضي ، التي هي منطلق الفكر ، ومع تكتيك الحاضر وأسلوبه الخاص في العرض والتصوير .
نحن أمام مشكلة كبيرة ، اتخذت من واقعنا مسرحاً لتقوم بدورها فيه ، وتظهر جميع إمكانياتها أمام المجتمع بشتى قدراتها . لذا كانت بداية صعبة جداً لأنها بنيت على استغلال حرية الآخرين ، من أجل حريتها ، وسعت إلى تحقيق كل أمانيها حسب منطلق التفكير الذاتي ، الذي فرضه التفسير الخاص للبيئة . فلو كنا أمام الواقع الحي لتلك الصور العديدة ، لوجدنا أننا نسير في الظلام ، نتخبط بين أجنحة الخيال والوهم ، نلتفت نحو الماضي ، وننسى المستقبل ، نبحث عن جدودنا، مهملين أولادنا ، وأجيالنا القادمة. نؤثر التفكير الذاتي ، على التفكير العام ، ونتجرد عن صلة الفرد بالمجتمع ، ونتصف بالعزلة والانطواء ، ونبقى رهينة العادات السيئة ، والتقاليد التي أضحت أطراً بالية من السخافات والانحرافات النفسية .
نحن اليوم نعيش في عصر ينفي وجود الإنسان كفرد … ينفي وجوده عاملاً منفصلاً عن مجتمعه … ينفي وجوده مجرداً عن المسؤولية … فلكلٍ دوره في هذا المجتمع ،فرد يعمل من أجل الجميع ، عامل يعمل من أجل بناء مجتمعه ، وتقدم أمته . إنه مسؤول عن تلك الأرض التي تحتضنه ، يبذل كل جهد ليحقق الغاية النبيلة والمشرقة في الواقع العملي والإنساني .
إن هذا المجتمع لا يقوى على القيام ، والبناء ، مادام بناته غير قادرين على القيام بواجبهم . فالمعلم هو الإنسان الأول ، الذي يساهم بدوره الفعال في بناء مجتمعه ، وتربية الأجيال القادمة ، تؤمن بالحرية ، وتؤمن بالنضال من أجل السلام … تؤمن بالحقيقة ، وتتصف بالأخلاق النبيلة والصفات الرفيعة .
هؤلاء الأطفال نرسلهم إلى مدارسهم ، حتى يكونوا خلفاء مربيهم ، وحملة شعلة النور في المستقبل . يجب أن نضحي في سبيلهم ، ونذلل الصعاب أمامهم ، ونضع بين أيديهم كل ما نستطيع أن نقدمه ، من علم وتربية ، وأخلاق ، وأدب ، وثقافة ، وجرأة .
إن التبادل المطلق بين التلميذ ، ومعلمه ، والتفاهم الذي يبنى على المحبة والتعاطف ،هو الوسيلة المجدية لتكوين شخصية التلميذ ، واستنباط حالته النفسية ،فإذا سلكنا طريقاً مخالفاً لإرادة المنطق الصحيح ، وجدنا هوة سحيقة تلتهم ما بناه أسلافنا . إن تفهم المعلم لجميع الحالات النفسية عند الأطفال ، تساعده على تدوين الحقيقة في شكلها الصحيح ، التي تؤدي إلى بناء جيل قادرٍ على بناء مجتمع خالٍ من كل الشوائب .

* * *
الطفل يولد مع نوازع نفسية بحتة ، لا تعطي صورة حقيقية عن شخصيته في السنين الأولى من حياته ، لذا يجب على المعلم أن يستفيد من بعض النقاط التي يستمدها من تصرفات الطفل وكلامه وهواياته ، ويجمعها في سطور ، ويرشحها حتى تفوز أوجه التقارب بينها ، وبالتالي يستطيع معرفة سلوكه ، وإمكانياته العميقة ، وما يجول في خاطره .
إن ذلك النهج ليس بالسهل ، أو البسيط ، ولكن يمكن تداركه بشكل يرتبط مع واقع التطور للأيام القادمة ، ولو كانت مطولة ، لكنها تعطي صورة واضحة، وسليمة ، وخالية من كل المظاهر السلبية .
بهذا المنطلق للتفسير الذاتي عند الطفل ، يمكن أن يبلغ المعلم الغاية الأساسية في تفهم جميع الأمور ، والتبادل الأخوي ، والمحبة الأبوية ، من عطف وحنان . ولا عجب من ظهور بعض الحالات النفسية الشاذة التي تنحى عن المسار الذي يبغيه الباحث ، فهذا يدفعه إلى البحث عن حل آخر يتناسب مع نوعية الانحراف ، وتحليل المشكلة الأساسية في تغير المنحى الذي يبحث عنه .

* * *
هكذا نستطيع القيام بجولة ، حول تكوين شخصية الطفل ، كنواة في بناء هذا المجتمع له ظواهره وآثاره الخاصة به ، والمؤثرات الخارجية . لذا نجد أنه يخضع إلى مجموعة مؤثرات يمكن إيجازها :
1
– تأثير الوالدين على الطفل في بداية حياته .
2 – تأثير المجتمع المعقد عند الطفل .
3 – الحياة الدراسية وعقباتها .
4 – الصراع النفسي الذي يعترضه فجأة ودون أي سابق .
5 – المكامن التي تفجرت فجأة ، وكانت ترافقه منذ ولادته ، حتى فترة المراهقة .
6 – إرادته القوية التي تخطت كل المؤثرات ، وبدأت تنبض بالحياة ، والإحساس بالشعور الروحي ، والأمل في تحقيق مستقبل مشرق .
هذه المؤثرات الست الرئيسية ، لها دوراً فعالاً في حياة الإنسان ، فالمعلم ، أو الباحث ، يمكن أن يأخذ كل واحدة منها ، ويعالجها بشكل يرتبط مع دوافع كل طفل ، على الإيحاء والتجريب ، وخاصة بالنسبة للمؤثرات الأولى والثانية والثالثة والرابعة . أما بالنسبة للخامسة والسادسة ، يمكن أن بتداركها الإنسان بنفسه في مرحلة المراهقة والشباب ، لنضوجه الفكري والنفسي .
لمعالجة تلك المؤثرات يمكن أن نعتمد في تحليلها على أربع مراحل وهي :

المرحلة الأولى : تبحث حول النقاط الأولى من حياة الطفل "فترة الحضانة " .
المرحلة الثانية : تبحث في مرحلة الدراسة الابتدائية .
المرحلة الثالثة : تبحث في المرحلة المتوسطة .
المرحلة الرابعة : وهي مرحلة الاستقرار النفسي " الثانوية والعالية" .
إن الدراسة الكاملة من قبل الباحث ، أو المعلم لجميع ما سبق ليس إلا تكاملاً اجتماعياً … روحياً … وجدانياً … لكل بيئة . تلك طبيعة الحياة من أجل الحياة ، ومن أجل التقدم والبناء العلمي القوي .

* * *
وأخيرا كرد على سؤالك استطيع أن أقدم هنا نصا جمع كل التساؤلات التي في حوزتك وقد بنيتها على أسس متينة ، رصدت من خلالها حالة اجتماعية موروثة ، زرعتها نوائب الجهل وسوء التقدير ..
فكتبت :


جـــــور الأيـــــام


بــدويــــــة ... مـدنـيـــة
تتحدث اللغة العربية بطلاقة عفوية
لم تدخل مدرسة ولا كـُتابا
لا تعرف القراءة والكتابة
اختلطت عليها الحياة المدنية والبدوية
وعاشت شتات التناقضية
جاءتني وملامح الخوف على محياها
تبكي والدمع يبلل وجنتيها
قائلة : سأ ُقتل إن لم يحميني احد
من بطش الجلاد وسوقية البطش
فربت على كتفها أن اهدئي
والخير في اللجوء إلى الحكمة
كيف يثيرون القلق عندك
وأنت برفقة أخوك المدبر
فنظرت معاتبة..
كيف يحميني وهو من ساهم في سحقي
أنا من ترنو لها الأنظار محدقة
أنا من نظر الأعمى إلي فرآني
بثوب البراءة امشي إلى قدري
أنا من تسللت إليها النفوس بخوف المتردد
أنا من تحنو لها الرقاب توددا
فلا يحصدون سوى الندم
أٌصبح اليوم طريدة الإخفاق والتهور
وما سعيت يوما إلا لأمان
وظل يحميني من العبث
زوجوني طفلة في مقتبل العمر
ولم يأبهوا لسؤال فيه رأيي
التفوا حول موقد النار بخيمة
وجهاء لهم يطلبون يدي
بدوية يتيمة الأب...
والأم ليس لها في الرأي إلا المسكن
والإخوة برأي زوجاتهم سيروا
وأنا الضعيفة فلا من يجيرني
طلبوني للزواج عنوة .. وأنا صديده
وبأبخث الأثمان باعوني
قبضوا ملئ جيوبهم مالا لم يستقر ولم يسخن
أكرهوني على الزواج مرغمة
وانتهى الأمر بي إلى مفرق
بين الحياة ... والموت اكبر
يومين.. أو ثلاثة.. ألا وكنت في خيمة
لا تقي البرد ... ولا لظى الحر
بيت ليس فيه ما يسد الرمق
وقول بان هذا هو السكن
أين الدلال بحضن أب
توفاه الله .. لأشرب العلقم
فليرحم الله أياما كنت فيها أميرة
لا يليق بي سوى التبرج
فقد وقع عليك اليوم حرمة التسيد
فلا تردي قولا .. ولا تأكلي إلا بإذني
تبا لمن يسرق الحب في عزلة
ويقايض به الكره والحقد
ما سمعته منه لم يكن بطبعي
وسرت إليه ذليلة الإكراه بالقصد
وكانت دخلتي يومها كأنني
اسحب إلى مقصلة فيها نهاية عمري
ولو رأيتني يومها ما عرفتني
أين الجمال وقد دنت آخرتي
لمطلق القول أني ارفض الزوج والمعشر
وكانت ليلة سوداوية الملامح
لم أذق فيها الراحة .. ومتعة الجسد
قهر ... و بكاء.. ودموع بللت مخدتي
لأني لا ارغب في المعاشر
كيف أبني بيتا ً لا صدق فيه ولا محبة
لزوج لا يملك من ثبات الحياة ألا انه ذكر
قوام على النساء بكل تعنت
وأبحث في مخيلتي عن مأثرة له ... لأعذره
أو عمل خير قد يكون لي السند
فما وجدت فيه إلا جبروتا وظلم
وفي صباح اليوم الأول
كنت راعية في القفار أرعى الغنم
وزادي كسرة خبز وشربة ماء
فأين العروس وزينتها من تلك التصرفات
كنت أحلم بان يحتويني بيت
وصدر أحنو إليه في الملمات
وزوج يسامرني بشوق المتلهف لرؤيتي
ولكن ّ.. عبثا ً .. فإن القول قد تبدد
وفي يومي الثاني تقرب لي بود
ليحصد الخير في ثالث أيامي
لقد طلب مصاغ مهري
لأنه ابتاعه بدين مؤجل
واليوم حان وقت السداد فإلي به
ذعرت .. من هذا التصرف
وهدأني بقول كأنه يحفر قبري
وعدت إلى أهلي ذليلة بزيارة بعد عدة أيام
وكانت مكافأتي ضربا أمام الأعين
وسلوت للنفس أن العشرة باتت في مسرى التشرد
وهذا أخي لا يدرك من الهم إلا رفقتي
فأنا اليوم على حافة الانهيار والتبدد
انه ورائي يبحث عني
فالموت أصبح قاب قوسين مني
فإن استجرت.. فأجرني
واحمني من ظلم من لا يرحم
فو الله ـــــــ لن أعود إليه إلا بدمي
فقد اتهمت بعدم الرضوخ والتمرد
هيهات أن أكون عبده له
مهما حاولوا ......
أو جاؤوا بكرام القوم توددا ..
فلن أغفل عن الرفض
عذري ... أن لإمكان لي بينهم
فقد فسقوا ... واقترفوا الذنب بحقي
سحقا لمن لا يرعى حرمة الشرف
فلن ادع لهم فرصة يغتالوا شبابي
أو ينهشوا جسدي كالكلاب
وليرحمني الله رب العالمين
* * *

د/ الماسة نور اليقين
18-02-2011, 07:13 PM
س 7


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استاذي القدير / محمد رامي

الانترنت في الحقيقة سلاح ذو حدين ... إذا أحسن المرء استخدامه ... فنؤكد من أنه سيستفيد .... والعكس صحيح
الكل يعرف أن الثقافة هي المعبر الحقيقي عما وصلت إليه البشرية من تقدم فكري ، فمن خلالها يتم رسم المفاهيم و التصورات كما يتم رسم القيم و السلوك .كما لا يخفى على احد ارتباط الثقافة بالوجود الإنساني ارتباطاً متلازماً تطور مع الحياة الإنسانية وفقاً لما يقدمه الإنسان من إبداع و إنتاج في شتى المجالات ، بما أن الثقافة هي "المنظومة المعقدة و المتشابكة التي تتضمن اللغات و المعتقدات و المعارف و الفنون و التعليمات و القوانين و الدساتير و المعايير الخلقية و القيم و الأعراف و العادات و التقاليد الاجتماعية و المهارات التي يمتلكها أفراد مجتمع معين.إذا لا ننكر أن ثقافة الإنترنت مهيمنة على العالم كله سياسيا واقتصاديا بالدرجة الأولى، هي المحرك الأساس للفعل الإنساني ، فمقياس تحضر الأمم و رقيّها مرتبط بتقدمها الثقافي بكل دلالات اللفظ و محتوياته ، و هذا ما تشهد بيه الحضارة المعاصرة فالأمم المتقدمة في عالمنا هي التي استطاعت أن تأخذ بأسباب الثقافة في كافة جوانبها الإنسانية و العلمية و أن تحول وعيها الثقافي إلى فعل عام تتقدم بيه على غيرها ، على الرغم من الخلل الذي يلف بعض الجوانب كوسيله للاستعمال الخاطئ



المهم الإنترنت دخلت كل جوانب الحياة شئنا أم أبينا ولها دور كبير في كل جوانب الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، التعليمية والثقافية وغيرها إن العصر الذي نعيش فيه هو
بلا شك عصر العولمة الثقافية ولا ينبغي أن نرفضه، وننأى عنه أو نقاومه، ونصطدم بيه، بل علينا أن نعمق رؤيتنا فيه حتى يمكننا أن نتعرف إلى الجوانب الإيجابية والسلبية منه. فالعالم اليوم هو عالم التفاعل مع العصر الحاضر، عصر تبادل المعرفة والمعلومات واكتساب الخبرة في العلوم الحديثة والتكنولوجيا المتطورة، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تعايش العرب مع العصر الذي يعيشون فيه، يأخذون من العولمة الثقافية ما ينفعهم، ويطور مجتمعاتهم، وينمي قدراتهم المادية والبشرية
أستاذي :
السؤال الذي يشغل بال الكل إذا أردنا في بيئتنا العربية أن تكون للإنترنت الإيجابيات التي كثر الحديث عنها، وان أردنا أن نكون نحن رقما ملحوظا في فضائها، ثمة الكثير لنجزه، تقنيا وإداريا وثقافيا :
كيف يرى كاتبنا دور الانترنت كوسيلة تعليم وتثقيف وتواصل ؟

1 ــــ هل هنالك فائدة مباشرة من خدمة الإنترنت؟
2 ــــ مدى تأثير الإنترنت على ثقافة الشعوب و ما هو رأيك بأن للإنترنت دور في نشر الثقافة والمعرفة؟؟؟
3 ـــ ما هو رأيك في خدمات الإنترنت بصفة عامة؟؟
4 ـــ أستاذي القدير ماذا أضاف لك الانترنت ؟؟؟ وماذا اخذ منك ؟؟؟

محمد رامي
18-02-2011, 08:04 PM
ج7

سيدتي الجليلة :
إن ملامح التواصل بلغت أشدها في هذا العالم الزخم بالمكونات العامة .. من علوم وثقافات وأدبيات .. وجولات اجتماعية واقتصادية وسياسية .. أحكمت الحصار جيدا على مقتنيات التاريخ .. فتبدلت المعارف كماَ ونوعا َ ، وصارت إلى عالم المغيبات عن الواقع ، لتتبدل أساليب المعرفة . من .. والى .. بين والغاية و القصد .. فمنهم من اعتراه الوهم والخوف ، فبدا محاربة هذا العالم المديد .. وتنكر له بتبرير الأغراض السلبية التي سيورثها . أما الحقيقة فبينه تماماً .. إن هذا العالم قد اختصر الأبعاد إلى أضيق الحدود .. وصار التبادل الفكري والمعرفي في أوسع نطاق .
لو تطرقنا إلى تقييم عالم الانترنيت بوضع إحداثيات الخطوط البيانية ، بين المردود والقصد والرؤيا .. وجدنا أن الخط البياني لا متناهي ، إذ مسح كل النقاط في البعد الفراغي الكوني ، وشكل خطوط التماس بين الفكر والإبداع ، التواصل والتأصل .. بين الواقع والمجهول .. بين الأداء والاستنتاج .. لتتقاطع كلها في ذلك المخطط البياني لعالم الانترنيت ، تلك الشبكة التي لم تستثني أيا ً من نقاط حياة الإنسان .
من هنا أجد بعض التباين في الغاية والمردود .. بل استغلال هذا العالم لأغراض دنيئة ، تعبث في المقومات الأخلاقية للإنسان ، من نشر الفساد ، وغرس الأفكار الشريرة ، لتوطين الضلالة في الرأي والفكر .
وبنفس الوقت على الجانب الآخر كانت ملامح الإنسانية تظهر بكل بيان بتقديم الخدمات العامة ، والتي حصلت على تفويض من العقل لتقديم أبجدية جديدة فيها المعرفة ، والعطاء من اجل بناء مجتمع سليم . ومهما كانت التبدل في الرأي فان هذا العالم جعل العلم والمعرفة في متناول الجميع .. والحصول عليه من أسهل ما نتصور ، إذ في ثواني معدودات تحصل على غاية فيها القصد موصوف ، والأداة موصولة بدون أي جهد .. كما أن كل العروض أدائية تصل إلى المتلقي بكل صدق وشفافية .. باستثناء الغاية الخطأ .. والمرفوضة .
صحيح أن الكتاب أصبح في عالم المغـَيـَّبات .. لكن لا بد منه كوثيقة اعتراف بان وجوده هو الأساس في بناء هذا العالم ، رغم اختصار الزمن والمسافات . كما أن هذا الامتداد الواسع في الأداء ، دون رقيب ، أدخلنا في متاهات التعتيم على الأخطاء في كل المجالات .. واختلطت الأمور بين الصواب والخطأ ، لقصور المعرفة في الأداء الاستهلاكي للكلمة ، والعبارة ، والفكرة ، والرأي .
من كل ما سبق يتبين لنا أن عالم الانترنيت قدم لنا كل شيء على طبق من ذهب ، لكن دون توثيق معرفي علمي ، غير ملزم بصحته أو خطئه في الكثير من العروض. وعلى المتلقي أن يستدرك الأمر بفطرته أو التحقق من هوية المعروض دون التباس . وهذا ما جعل المستهلكين لعالم الانترنيت موزعين على عدة خطوط بيانية أخرى .. تتركز على محاور إحداثية بين السلوك والغاية . فان كان السلوك ذو هدف سامي .. كانت الغاية صحيحة ، وان كان العكس فالويل من هذا العالم الضال .
الآن أقدم لكل من يود زيارتي أن يلقي نظرة سريعة على هذه الزيارة ليتعرف عن كثب على عالم الشبكة العنكبوتية . فكتبت :


زيارة سريعة
إخوتي أخواتي الأعزاء ..
أتوجه إليكم . بل إلى كافة المبحرين في غياهب الإنترنت . من قراءٍ وكتاب ومتصحفين وعابرين .
لكم مني جميعاً كل الاحترام .
أعزائي الكرام .
بدايةً . اسمحوا لي أن أبدأ معكم من منطلق المحاولة بالسمو والرفعة لكل من يلج ذلك الخضم الهادر من العلوم والمعرفة بشتى مناحيها متخذين من موضوع القراءة والكتابة مَعـبـراً لنا لنبدأ نقاشاً حثيثاً وشاملاً ناجعا ًلنصلح به مساراتنا الأدبية والعلمية متوخين بذلك تحقيق أكبر نفعٍ متبادل بين رواد هذا المنهل الذاخر بشتى العلوم المرتبطة بكافة مناحي الحياة .
إخوتي الكرام ..
إن الكتابة والقراءة ركيزة أساسية من ركائز كل الحضارات منذ فجر التاريخ . بل هي أفضل الفضائل الإنسانية . حيث كرمها وأكدها الله سبحانه وتعالى . فأعز بها الإسلام ونبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . فأوحى إليه بأول آيةٍ قرآنية . بل بأول كلمةٍ أوحيت إليه من السماء (( اقرأ )) ثم زادها تأكيداً حين قال : بسم الله الرحمن الرحيم ( اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ) .
إخوتي الكرام .. أليست هذه الآية الكريمة , صفعةً إلهية على وجوه كل من يتهمون الدين الإسلامي بأنه سبباً للتخلف والرجعية , أليسوا يناقضون أنفسهم إذا ما قارنا هذه الاتهامات . بما قاله أحد اللوردات في مجلس العموم البريطاني في بداية القرن العشرين . حين رفع نسخةً من القرآن الكريم .. فزأر ونـادى . في ذلك المجلس المشئوم . وقال . ( لا يمكن لنا أن نجتاح بلاد المسلمين مـا لم نباعد بينهم وبين هـذا ) مشيراً إلى المصحف الشريف الذي كان يرفعه بيده . بعد أن أشبع نفسه من هذا الكتاب العظيم , قراءةً وتمحيصاً.. فامتلأت نفسه , غيرةً وغلاً وحقداً . لِما رأى في ذلك الكتاب العظيم من عجائب العلم والتعاليم في شتى المناحي المادية والتشريعية والروحية ...
إخوتي الكرام :إن العلوم بكافة مشاربها مبنيةٌ على . ثـلا ث ...
الكتابة , والقراءة , والتجارب العلمية المستنبطة من تلك الكتابات والقراءات . ثم تدوين نتائجها كي لا تندثر . وتبقى مراجع تتداولها الأجيال المتعاقبة وتعمل على تطويرها . لأن مسيرة العلم لايمكن أن تتوقف ما دام الكون عامراً . ولا يمكن لهذا الكون أن يبقى عامراً إلا بقدرة الله عز وجل . وما علّمه للإنسان ما لم يعلم . لقوله تعالى ( وعلم الإنسان ما لم يعلم ) ..
إخوتي وأعزائي الكرام ..
ما هذه إلا مقـدمةٌ لما أردت أن أقوله لكم جميعاً .. ولتكن فاتحة نقاشٍ مثمر يردأ الصدع الذي كاد أن يكون شرخاً بين ما يكتب ويقرأ وبين ما هو علم يراد منه النفع والخير والفضيلة والنتاج العلمي الزاخر بالفائدة العلمية والنفسية والروحية وحتى الاجتماعية . حيث الروابط الإنسانية التي تنعقد من خلال تلك الصفحات الإلكترونية المشبعة لكل الأطياف والشرائح الاجتماعية السابحة في خضمها .
أصدقائي الكرام ...
لا ضير في أن يكتب أحدنـا أو يقرأ مـا يشاء وأن يخوض في بحور ومناقب العلوم الإنسانية . الفلسفية منها و العلمية والاقتصادية والسياسية . وحتى السيكولوجية منها , لأن البحث في الأمور الجنسية ليست عيباً أو حراماً كما يعتقد البعض . فالبحوث التشريعية الإسلامية أثـْرَت هذا المجال وخاضت خوضاً علمياً معـمقاً فيه .
بعد هذا الإبحار الطويل , يحط الباحث أو المستكشف رحاله في واحاتٍ غناء قد نمت على شواطئ تلك البحور الثقافية ليتفيأ بظلالها وينهل من ينابيعها العـذبة مـا يروي ظمأه العلمي والأدبي ليكون له بلسماً وترياقاً يريح نفسه التواقة للوصول إلى ثمرةٍ علميةٍ أو سلوان قلبٍ متيمٍ بحبيب أو راحة ضمير تجاه معضلةٍ نفسيةٍ أو اجتماعية .
لكن ما نصبوا إليه هو أن ينحى كل منا ما يتناسب مع ملكاته العلمية والأدبية حين يقرأ أو يكتب أو يساجل في موضوع ما.
فإن لم يكن المناقش أو الناقد متمكناً وعلى دراية كافية وإلمام علمي بما يناقش به فليس عيباً عليه أن ينصت حتى يُذخر نفسه من ذوي العلم وأهل الذكر لقوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .
فإن ما دعاني للكتابة والبحث في هذا الأمر . هو ما رأيته وقرأته على صفحات النت . ولتكن بدايتنا من الواحة .
فبعد ما ولجت متاهاتها وتصحفت صُحيفاتها الالكترونية وتبحرت بعباراتها ودققت كلماتها . تبين لي أن المرء لا يلج بوابة لا يدري ما خلفها ولا يحمل على كاهله مالا طاقة له به ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) . فإن لم يكن متمكناً من الكتابة في مجالٍ ما , فلما يحـشـر نفسـه في هذه الضائقة . وهو لا يجيد التعبير أو الصرف والنحو بل حتى أنه لا يجيد إملاء الـ . الف . باء .
أنا لست هنا ضد من يحاول الكتابة ولكن على غير المتمكن أن يمارس الكتابة على مسودةٍ قرطاسية ويزيد من مطالعاته ومحاولاته حتى يرى نفسه قد أصبح على الأقل ملماً بأبجدية الكتابة والقراءة والإملاء الصحيح حينها . ليتفضل ويدخل إلى منتديات الإنترنت ويتحفنا بكنوزه البراقة .
كما وجدت البعض من الإخوة وهم ((يسرقون )) عذراً على هذه الكلمة لأنهم لا يقتبسون لأن الاقتباس يجب أن يشار إليه . المهم أنهم يسرقون بعض كتابات الآخرين ليعيدوا نشرها بعناوين أخرى . وهنا لا يقومون بالسرقة فقط , بل يقومون بالاستهتار واستغباء الآخرين من رواد الواحة واعتقد أن هذا الفعل دنيء للغاية .
و رأيت البعض الذين يكتبون الخواطر لمجرد أنهم يكتبون... فهي تفتقر تماماً لأي موضوع . ؟ إلا موضوع الحب والعشق والغرام . ولا ضير في ذلك . إلا أنني ما أراه في كتابات البعض هو مجرد كلماتٍ رنانه متناثرة المصادر متراصة الطباعة . لا تمت بمعانيها المعجمية التعبيرية بأي صلةٍ , لا لأصل الموضوع , فحسب ؟ بل لأي توافقٍ بين كلمةٍ وأخرى . ؟
ملاحظة : إنني لاحظت أن الكثير من الإخوة والأخوات يقومون بالرد على الخواطر , مجاملةً .. وربما أحياناً دون قراءتها وإذا قرؤوها فبدون تمعنٍ وفهمن لمضمونها . بل فقط لزيادة مشاركاتهم . وهذا أعتقد أنه عيبُ كبير من عيوب المشاركين باي منتدى .
أعزائي بعد هذه الجولة السريعة ، والإحاطة ببعض موارد الفكر ، وتغطية مسالك الغاية المستهدفة لتبصير المتلقي من الوصول إلى أرقى ما تتوق له نفسه ، وتنسجم مع تطلعاته من زيارة هذه الصفحات .
وبعد هذه الزيارة أردت أن أتوجه لكل الراغبين في الدخول أن يحرصوا كل الحرص
على طاعة الله وعدم التعرض للآخرين بغيٍ أو تجريح بقول . فكتبت :



لم يـكـن الـنـت يـومـاً لـعـبــة

في زيـــارتي هــــذه ... وجـدت الـكـثـيـر ...

فـقـد كـنـت مـثـلاً ... أعـلى في الـطرح والـتـفـكـيــر

ربـمـــا أساء الـبـعـض ... فـكـان سوء الـتـدبـيـــر

لم يـكـن الـنـت يـومـاً لـعـبــة

يـعـبـث فـيـها أصـحـاب الـفـضـول

ولم تـكـن الـمـحـادثـــة بـالـقـول السـلـيـــم

وحـسـن الـخـلـــق .. واحـتـــرام الآخـريــن

إلا تـوطـيــــدا ... وتـوثـيـقــــا َ ... لـعـمـــل قـويــم

فـمـن احـتــــا ل بـقـصـد عـلى الـحـرائــــر

بـصـفـاقـة الـتـعـبـيــــر

لـــه جـهـنــم وبـئـس الـمـصـيــــر

مـَـنْ يـعـبـث لـهــــوا ... أو مـداعـبــــة لـلأشـواق

وتـحريـك نـشـوة الـهـجــر ... فـهــو عـلـيـــــل

لـــن يـكــــون فـي طـبـــع الـغـرائـــز... مـكـنـــونــــا ًً

إلا وحـركـتـه أصـوات ... عـبــر الأثـيــــر

يـــا نـشـوة الـوجـــدان ... أمـا آن لـلـحـــق أن يـقـوم

فـلـِمـا الـعـبـــث ... دون جـدوى

وتـحريـك مـالــــه في الإثــم بـديــــل

هـذا اخـتـــراع ... فـيـه خـيـــر كـثـيــــر

قـَـرَّبَ الـبـعـيـد ... وأهــدى الأمـان لـلـصـغـيـــر

فـلا تـَـقـْـرَبـَنَّ مـن الـجـحـيـم بـكـلـمة

فـيـهــــا إثـم عـظـيـم

فابحث ... وناقـش ... واسمح لـِعـِلـْمـِكَ أن يـقـرأه الـجـمـيـع

فـلا تـأتي سـيـئـة وتـظـلـم آخـريـــن

وتـحـاشى سوء الـكـلام في الـتـبـطـيـن

مـا كـان المـرء إلا عـبـدا لـنـزوة شـيـطـان رجـيـم

فـتـرفـق بـنـفـسـك ... ولا تـذلـهـا بـقـول سـقـيـم

بـارك الله في قـول كـان فـيـه الـنـصـح

والـخـيــر الـكـثـيـــــــر

نهلة عبد العزيز
18-02-2011, 09:52 PM
السلام على عمالقه الواحه


د\ الماسه نور اليقين

استاذى محمد رامى


انه لمن دواعى سرورى ان اكون متابعه لهذا المتصفح الشيق


فـ مهما بعدت المسافات


ساتخطى بروحي الجبال والسهول والوديان


وساركب بساط الريح لاكون بينكم



سعيده بلقائكم


اشد على ايديكم الطاهره واحدا تلوى الاخر



لانعم بالنظر اليكم


متمنيه لكم الابحار فى عالمكم الفذ


وانطلاقا موفقا ان شاء الله



لكم فائق تقديري واحترامي


هذا المقعد محجوووووووووووز

محبتى لقلوبكم النقيه

نور الجريوى

محمد ذيب سليمان
19-02-2011, 06:38 AM
أخي الكريم
محمد رامي
وافر الشكر على هذه الدعوة الكريمة لمتابعة
هذا اللقاء الجميل وما نثرت خلاله من فيوض تجربتك في مجالات الخاطرة بصورها المتعددة
وإجاباتك التي وشت عن تجاربك وميولك الأدبية وإمكانياتك الكبيرة في رفد الأدب النثري
ورؤيتك الحاضرة المتحضرة التي اتخذت منهجا في الكتابة الأدبية

وهنا وفي هذا الموضوع الذي أثارته الأخت الكريمة د. الماسة نور اليقين
أما مك وما أثريتم به رؤيتنا وجدت نفسي أكتب مشاركة أرجو السماح بها
رغم أن المتصفح يخصكم وربما يكون تطفلا فأقول :

وللحقيقة فإن موضوعا كهذا وإن أصبح بين الأيدي وفي متناول
الجميع وكل من هب ودب يستطيع الوصول اليه ولكنه أيضا وإن كان براقا كثير اللمعان
في ظاهره فإنه يضم بين جنباته السم الى جانب الدسم ولكل امرئ ما نوى
نستطيع أن نجعله ونرى فيه ما يتقدم بنا ويرفع سقف معرفتنا الى لآخر ما توصل اليه العالم
من معارف وبكل يسر وسهولة وكذلك به ما يجر المتلقي -- هذا إذا أراد ذلك -- الى حيث
السقوط في الهاوية ومستنقعات آسنه ريحا خبيث ولونها السواد
ومع ذلك تبقى المعرفة هي عنوانه الأرقى
ثم إن التواصل بين الناس من أجمل ما أتى به اليهم فبالتواصل تفترب المسافات وتذوب الفوارق
وتزداد المعارف ويتحقق التقارب الفكري والمعرفي بين الأفراد والشعوب
أيها الكرام
ولموضوع النت أبواب شتى لا يمكننا الإحاطة بها في عجالة ولكنها الإشارة التي يستطيع
من خلالها القارئ الإبحار بفكره وخياله الى رؤى أوسع وفضاءات أشمل

لكم الحب والتقدير

سماح محمد
23-02-2011, 11:32 AM
بماذا أصف حواركم أيها الشامخون؟
بماذا أصف لغتكم أيها الراقيون؟
بماذا أصف شعورى أيها الجاذبون؟

لا اكذب إن قلت أنها المرة الأولى التى أشعر فيها بالغبطة!

ولا أستطيع أن أنكر أن بحر الفلسفة هنا عميق جداً يصعب عليّ
الإبحار فيه وانتشال بعض من حروفه الماسية لإقتنائها..

/
\

القديران

أعجزتمونى رغم سعادتى بكما ورب الكعبة

محمد..
شامخ انت وحروفك
نابض قلمك بالحياة
شكرا لرقيك الساحر



انتظرونا مجددا لو كتب لنا عمرا

د/ الماسة نور اليقين
11-03-2011, 07:20 PM
الأخوة الأعزاء :

ربيحة الرفاعي
نور الجريوي
محمد ذيب سليمان
سماح محمد
يشرفنا ان نلقاكم عبر هذا الإبحار
الممتد في مساحة واسعة من التحليل والبحث والنقد
من خلال هذا التبادل الفكري
والتساؤلات المطروحة
عسى ان نحقق المطلوب في ابحارنا
شكرا لمتابعتكم النقية ووتواصلكم الألق

باقة ورد للجميع

د/ الماسة نور اليقين
11-03-2011, 07:35 PM
س 8
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي القدير/ محمد رامي
لا ينطق القلم عن الهوى وإنما ينزف أحاسيس ومشاعر
مما لا شك فيه أن الإنسان امتلك ناصية اللغة كوسيلة للنقل والتفاهم الإنساني، أخذ يبحث عن آفاقها والتي هي بالأساس آفاقه ورؤاه التي صبها في قارورة اللغة الواسعة فدخل عهد الخلقية في اللغة وأبدع هذا الإنسان وأنتج روائع أدبية ولغوية اعتبرت إحدى مآثره العظيمة في التاريخ، وبدأ تصنيف هذه الكتابات إلى إبداعية، وأخرى إنشائية، دخلت الموهبة وسيطاً فاعلاً في عملية تطور أدواتها الكتابية هنا
أستاذي الكريم من خلال تطلعي لعدت نصوص بعالم ألنت فإنني لم أتبين لها طعما ولا لونا ولا رائحة ،،
وتبقى الكتابة..همــا ورسـالـة لعل اللحظة الإبداعية هي التي تحدد طبيعة النتاج الإبداعي ، فالأجناس الأدبية أجنةفي رحم الفكر المبدع ، لا تتخذ أسماءها إلا بعد الولادة هنا
فمهما كانت بواعث الأداء المطلق عند الكاتب فانه يستشف من واقع الحياة
نزيف لقلمه .. وهنا أجد أن الحب من أولويات هذا النزيف الفني
الحب إحساس وصدق ونبضات وفاء .. فمتى شعر أديبنا محمد رامي أن الزمن قد خلا من الحب وترجمته في كتاباته ؟؟
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:


" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة " (الروم 21).

بداية فلنتأمل هذه الآية الكريمة.. وما تحمله بين ثناياها من معنى ومنهج للحياة الزوجية فهي توضح لنا قوام العلاقة الزوجية والتي تقوم على التفاهم والرحمة والمودة وليست من طرف واحد وإنما من الطرفين معاً.. فيجب عليهما شحن هذه العلاقة باستمرار بشحنة من العواطف والمودة ودفء المشاعر الحميمة المتبادلة بينهما..هكذا يتكامل المعنى في علاقة السكن الذي جاء ذكرها في الآية.حب يتسم بالإيجابية ويتحلى بالالتزام. ليس شرطًا أن تحب المظهر الجميل، ولكن من المحتم أن تحب الروح الأخاذة، والذات الرائعة الخلابة كما أن الإسلام أطلق على علاقة الحب بين الزوجين اسم " الميثاق الغليظ
ما هي طقوسك في الكتابة واختيار الموضوع في الحب بعدما أصبح الحب مستهلكا بكلمات غير مفهومة عند الكثير من الناس ،فمنهم من يدعي الحب كانتساب له .. دون أن يتملكه إحساس صادق ، فليس كلاما يقال أو حديث لتسلية،إنما هو مجموعة أحاسيس ومشاعر أسمى من أن نتحدث عنها ؟؟؟

محمد رامي
13-03-2011, 07:39 PM
ج 8

في تداخل فكري مع نبض الحياة المتقد .. أشعلت فتيل القلم ، وسراج الطريق الطويل ، ولم انطوي يوما على نفسي ، فكل لحظة تمر كانت مشحونة بكم كبير من المواقف ، والمآثر التي تزود العقل بمردود فكري يتسلل إلى الورق بهدوء ، يصف حالة ، أو يوضح صورة ، أو يترجم موقف .. كلها باتت ثروة هائلة في البحث والعطاء المتجدد مع كل نبضة قلب ، وذرة هواء أتنفسها .
إن التوجه نحو هذا المسار أصبح هاجسي منذ الصغر ، فتلاطمت الأفكار مستقطبة كل ما حولي ، لتبثها الحياة فوق الصفحات .. وتبعث الروح فيها ، ناطقة .. مصورة . تجسد الحقيقة مطبوعة بذاكرة الأيام كشهادة على عصر مضى . أو حقبة لمست فيها أبعاد المعرفة ، والثقافة ، كنت أستقرئ الأبعاد الخفية لكل حالة ، وأقارب البعيد ، في صياغة علها ترضي المتلقي ، أو تستدرجه للمتابعة ، كي يتعرف على غائب ، أو مجهول .

هنا كتبت كرصد لموقف محدد :

في وسط الطريق
مصادفة سعيدة أن يلتقي الإنسان ببريق من الماضي ، في وقت لبس ثوب النسيان ، وضاعت الأحاسيس الطيبة ، وتلاشت المشاعر الجياشة ، لتصبح صورة من الماضي .وهاهي تشق حجب الصمت ، وتقتلع جذور الفراق ، وتزرع رياحين الحب من جديد ، وتستنشق عبير الورد من أحضان الربيع .
في أمسية كنت أحاور نفسي ، فشدني إلى الوراء ، ذكرى مودة ، مخضبة بقطرات الندى ، وقد خالجني شعور منعش ، أحيا أمامي لوحة ماضية ، وشيد في طريقي جسراً يربط الأيام الخوالي بحاضري ، لأجد أمامي تلك المنية التي مضى عليها زمن . تشرب من كأسي ، وتأكل من زادي ، وتشاركني وحدتي . كنت أحسب أنها حلم ذكرى لكن نسمات عليلة داعبت أجفاني ، فصحوت من غفوتي ، وإذا بها حقيقة تضمني إلى صدرها الدافئ بكل عطف ولين ، وتجذبني إليها وكأن السنين الطويلة لم تمضي ، ولم تمر .
ما جدوى الكلام في هذا اللقاء … لقاء روحين مضى على فراقهما زمن ، وقد جمعها الآن صدفة ليست مستحيلة . فيما مضى كان لقاء الأعين ، وبعض الهمسات الناعمة ، والنشوى الدافئة ، والآن لقاء الروح للروح من خلال نظرات الأمل المتجدد .
هل تعلم أنها صدفة رائعة ؟ … منذ سنين مضت كان ذلك اللقاء العفوي … اثنان لم يتعارفا إلا لدقائق معدودة … سارا في طريق لا يشوبه شائبة ، ولا يتخلله أي امتعاض .بكل كبرياء التقيا ، وقد جمعهما سؤال … إلى أين ؟… ولم يأت الجواب من أي منهما . وتابعا المسير دون هدف إلى أن دخلا روضة صغيرة ، سمتها الهدوء ، وراحة النفس ظلها ، وانتقيا خميلة وارفة الظلال ليجلسا تحتها ، ويرتشفان القهوة معاً على صوت دافئ للمطربة نجاة الصغيرة ، تشدو بأغنيتها … في وسط الطريق وقفنا وسلمنا ودعنا يا قلبي …
ساعتان من الزمن وعيونهما في لقاء واحد … دون كلام … دون همس …ما أجمل هذا اللقاء !. الوقت يمر سريعاً ، ليبدأ بعدها فراق من جديد ، وكأنهما على سفر طويل ، لا لقاء بعده . واجتذبتهما النظرات الثاقبة التي قالت كل شيء ، دون أن تهمس الشفاه بأي كلمة . والتقت الأكف في وداع حزين ، وكأنهما عاشا دهراً في لقاءٍ طويل .
لم يخطر ببال أحدهما أن يسأل الآخر عن وجهته ، أو هويته ، وسارا كلاً في طريق …
صحوت من هذا الحلم الجميل بعد ساعات من ذلك الفراق ، لأسأل … من هي ؟… من تكون ؟… لماذا التقينا ؟… وا حسرتاه على لقاءٍ لم يدم إلا هنيهة …إنه لقاء لم يكن سوى ومضة في عمر الزمن ، وكأنني أضعت شيئاً ثميناً على قلبي .
ترى ؟… هل هي الأخرى تتساءل كما أتساءل الآن … إن شيئاً في داخلي ينبئني أنها تختزن بعضاً من المشاعر التي أحس بها .
يا الله !… ما أجمل ذاك اللقاء .
صدفة … و يالها من صدفة جميلة … ثم أردد كلمات الأغنية التي جمعتنا . وما هي إلا لحظات حتى تلاشى الحلم الواقع مع ضجيج الشارع الطويل .

* * *
سنوات مضت ، وأخذ النسيان طريقه إلى ذاتنا ، ولم يخطر ببالنا أننا سوف نعود … سوف نلتقي …ويا هول اللقاء !…
مَن ؟!… إنها أمامي … بكل شيء … بجسدها ، وروحها ، وعقلها ، وقلبها … لكن لم أفطن لها في الوهلة الأولى ، وكأنني لم ألتقي بها من قبل أبداً … إنها في العقد الرابع ، ولم يتغير شيئاً من ملامحها ، وشكلها ، وإنما زادت نضوجاً وحيوية .
بريق عيونها ، وصوتها الدافئ يشدو بكلمات الأغنية المحببة لكلانا … وتقول بعدها ، أتذكر الخميلة … أتذكر اللقاء والوداع . لم أنسى تلك الدقائق التي جمعت روحينا ، وها نحن من جديد ، تجمعنا صدفة أخرى في لقاء سعيد …
يا الله !… أيجود القدر علينا بلقاءٍ بات منسياً ، وذكرى حلم غابر .
إن سلوى النسيان تكون ممتعة أحياناً ، لكن نبضات الذكرى الحية في وجداننا تزيد من شجونها ، وتشحنها بروح الأمل المرتقب .
كان لقاء روحين تزودا بزاد المعرفة …
كان وداع روحين لهما من أمل اللقاء أحلى عبير … وهاهي الأيام تمضي وتمر ، ليعود اللقاء من جديد ، في واحة العمل المنبسط على صفحات الحياة … دون كلام … راحت أكفنا تعانق بعضها بكل حرارة ، ودون أن ندري اتحدت أنفاسنا ، وعدنا إلى الوراء …
في خلوتي … في سلوتي كنت معي ، تهمس في أذني أحلى الكلام ، وأعذب الألحان … خذني إليك ، وسر معي يا رفيق الخميلة ، نحو روضة الأمان .

* * *


إن الكتابة ليست ممارسة ، وإنما مدرسة ، نستمد منها وقار الحرف وأبجدياته في التعبير الخـَلـْقي للكلمة ، لتوضيح المعنى في الوصول إلى الغاية .
إن لم تكن ممارسة الكتابة من اجل مردود فكري، يمنح القدرة على حركة الحرف في تكوين الجملة اللغوية ، السليمة ، فإنها تسقط قبل ظهورها ، لعجزها ، وضعفها في توضيح الغاية . ولا بد من أسس بينه ، ومقومات تبنى وفقها العبارة لتكون نواة العمل الأدبي الشيق ، ذو الفائدة .
أحيانا تولد الفكرة فجأة .. وتتزاحم الأفكار تبحث عن منفذ لها .. لتستقر فوق الورق ، هنا يأتي دور الكاتب في حسن صياغتها وسبكها وفق نهج صحيح ، فتتلاحق الأفكار تباعاً ، لتشكل نصا أدبيا ، قد يكون نثراً ، أو شعرا ، أو بحثا علميا أو تربويا ، فيه حسن المردود ، والفائدة العامة .

وبما أننا هنا بصدد التحاور وفي موضوع الكتابة فإنني أعرج على مسار كان له الدور الكبير في صياغة الأعمال الأدبية .. واخذ مساحة كبيرة عند معظم الكتاب ، وكان الشغل الشاغل لكل مؤدي ، أو متلقي ، في ميدان التسابق على إبراز مفاتن اللغة ، في صياغة المشاعر الحسية المتألقة ، معبرة عن حالة وجدانية ذات جذور متأصلة في النفس البشرية ، تطلق صافرة الإنذار عن توهج العاطفة ، باحثة عن مستقر لها في نفس بشرية تعانقها وجدانيا بحس إنساني .
هنا يتولد الحب ... الذي يؤسس لشراكة أبدية بين الذكر والأنثى ، في تقاطع فيزيولوجي مكتمل البنية ، خالص المودة ، مزروع في أعماق النفس البشرية ، لا تبرره العواطف فحسب ، بل الإرادة في بناء أسري قويم .
من خلال هذا الموقف الذي ارتأيته ، أجد الخطأ الفادح في استخدام كلمة الحب كتعبير مصطلح فقط دون أن يكون له دلالة استقرائية في النفس ، للوصول إلى غاية مصطنعة ، كحالة من حالات العبث في العواطف .
وهنا استطيع القول أني تطرقت إلى هذا الموضوع أكثر من مرة فكتبت:


هكذا عرفت الحب

من دوافع الإحساس بمعرفة المعنى الصحيح ، ومن تجربة لم يكن التدبير لها مقصودا ً ، فقد كانت هبة من الله ( جل وعلا ) لترابط روحي وجـداني ، لـيـس لـمـصـلحة أو غـايـــة في نـفـس يعقوب .
لقد رأيت حلماً منذ أيام ... أسير وسط أرض خصبة ... فيها الماء زلال .. . والوقت عند الشروق ... والمنظر خلاب .
سرت بعـيدا دون هدف ، لأني فـقــدت شعور الـتـفـكـيـر ، ولم يكن لي هدف من المسير . أنظر في التكوين الإلهي لهذا الكون العجيب ، وأسبح الخالق الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .
وأنا في هذا الحال ،استوقفني سؤال :
إلى أين ؟...
فــمــــن أيـــــن يـــأتـي الـجـــــــواب ؟...
أكيد ... من أعماق الإنسان الذي وهب نفسه لتجربة لم يعرفها من قبل ، ولم يكن بصددها ، أو حتى فكر بها .
مرت ساعات وأنا أتأمل هذه الطبيعة ... بِدأ ً من ذرات التراب ... والخضرة والماء ... وكل المخلوقات ... إلى معجزة الكون ... وخلق الأرض والسماء .
وإذ بصوت نأى مداه عني ... يناديني بأعذب الأصوات ، ويهتف باسمي ، بأن لا أبرح المكان ، هي جنة الله في الأرض ، ولن تكون لسواك ... فهي السعادة والهناء ... فـلـن تـمـتـلـك سواها مهما طال الانتظار .
وهنا صحوت من المنــام ، على صوت تـكـبـيـر وآذان ... لـفـجـــر يوم جديد من الحياة .
عاد لي صحوي مبكرا ً ، وأنا منتعش البدن والأفكار ...هادئ البال ... قانع برزق الله ... بحمد وشكر على مدار الساعة والأيام .
هنــــا آثرت التفكير بما آل إليه الحلم ، من معان ٍ ، واستفسار ... فلم يكن إلا نظرة للأمام ... واستجداء لموارد الفكر كي تساهم في حل لغز الأحلام .
هي الروح وقد اشتاقت إلى وليفها في غياهب الزمان ، وتجردت من محسوس فيه قصد أو التحام ، أو غاية لامتلاك الأشياء . واجتهدت في إيجاد تفسير لما رأيت .. فإذا هي رسالة وصلتني في غياب الإصرار والبحث عن الذات ، وعرفت أن في البعد من ينتظر الجواب ، لامتلاك إحساس غريب ينتاب العقل والوجدان ، وتكتمل فيه الحلقة المفقودة في حياة الإنسان . وأدركت أن هناك شيئا ، لا يمكن تجاوزه مهما كانت الأسباب ... شيئا تغلغل إلى الأعـمـاق ، وسكـن الـفـؤاد ، وسـخـر الـعـقـل لـيـعـبـر عن المراد ، في تحليل الشعور والإحساس .
وهذا الحال لن يختفي أو يزول من الوجدان ، حتى ولو كان المؤثر بـعـيـد المنـال . لأنـه تـعـبـيـر صـادق ، وخـالـص الإيـمـان . يؤكد مدى صحة ما يخطر في البال ، والشوق إلى تبرير واقع الحال ، في لقاء ٍ يحقق نشوة الفعل والانفعال ، ويخلص القول أن الحب لن يكون عبث ، أو نزوة فيها تسلية ، أو سرد كلام ، فهو مرصود لأبناء آدم منذ بداية الخليقة ، وتكوين الحياة .

وأيضا تطرقت إلى الحديث عن الحب في :



أحـِـبـُـــــكِ ....

أحب الحياة ... لأن الحياة أنت
أحب الأرض ... لأنها مهدك
أحب المطر ... لأنه أحيا عطرك
أحب ... أحب ...
أحبك ... مع ومضات أيامي
بحثت عنك في الأرض والسماء
من أنت ؟..
من تكوني ؟..
قلبا ً ينبض بندى الحب !...
أم هياما ً يورق أشجار العشق !...
بحثت عنك في ذاتي ... وفي أعماقي
فإذا أنت في أعماق المجهول
تبحثين عن دفء الحياة في صدر الحنان
تداعبين أهوائي كالنسيم في صبح ندي
كسا النسيان ذاكرتي
وتآكلت حروفي بحرمان السنين
لملمت بقايا أوراقي
لتكون رهن الأنين
واختصرت الزمان ليلتئم جرح قديم
بحثت عن اسمك بين السطور
أبيتِ أن تكوني بين كلماتي
واكتفيت بنظرة من العيون
لهفي عليك عندما تسطع النجوم
وتركت أحلامك تزهر
وسقيتها ماء الحب كلما أحسست بالحنين
وترعرعت وسط روضي
لتنعش خصب الصحراء من جور السنين
بكلماتك
بنبضك
بعشقك
تغيرت الحروف
وابتهجت أسارير وجداني
و تطايرت حروفي وحطت فوق سطورك
في صفاء الأحلام
وتعانقت كأطياف جذبها عشق الروح
فامتزجت
وملأت الفراغ المميت
الذي لازمنا سنين
حبك ... أنار دروبي
وانتشل قلبي من هموم السنين
فكنت الأمل المنشود
وبلسم المجروح
وينبوع الصفاء
وصورة الغد المفقود
غرامك أحيا موات قلبي
وأنعش أيام الحنين
مع كل زفرة وشهيق
كنت تبلورين كياني
وتنعمين علي بالأماني
أراك في صحوتي ومنامي
أراك عند الغدو والرواح
أراك ....في عذب الماء
ووهج النار
وضوء القمر
وبين أزهار روتها دموع البعاد
تعالي ... فالقلم خير زاد
أحبك ... رغم بعد الزمان
* * *
فأجابت :

نعم أحـِبـُـكَ

جئت كالمطر ينساب غدقاً .. بارداً..عذبا
ليروي صحراء قلبي القاحلة
وليعيد الأمل والنور لحياتي المظلمة الموحشة .
قبلك كنت أعيش مع الناس مدعية أني على قيد الحياة
لكن أي حياة تلك !..
إنها خالية من المشاعر والأحاسيس .
كنت أرسمك وأنا لا اعرف من أنت ؟..
وابحث عنك وأنا أجهل من تكون ؟..
حتى وجدتك...
فشعرت أن قلبي يخفق بشدة بين جوانحي
صوتك العذب كالنسيم دغدغ مشاعري
ونفض غبار حرمان السنين عن نبضاتي الخافتة
لترتفع عاليا
فتنادي أسمك من أعماق وجداني المتعب من قسوة الأيام
أحـِبـُكَ.......
نعم وبكل ما أوتيت من قوة
غيرت بهواك كل ما كان ممل ورتيب في حياتي
أشعلت شموع الأمل ومسحت دموع اليأس والحرمان
وحولتها لابتسامة صافية عذبة نقية
ملأت بحبك الصادق ذلك الفراغ الرهيب الذي أحسسته قبلك
كان ليلي قاسيا وباردا وطويل
ونهاري ممل وثقيل
فكنت كالقمر الذي أنار دربي
وكالشمس التي أذابت بحرارتها صقيع عواطفي
وحولتها إلى نار ثائرة لا تنطفئ إلا بقربك
معك أنت فقط اشعر بذلك الضعف الأنثوي
الذي افتقدته من سنين
كنت بدأت أعتقد أني أصبحت حجرا أصم لا يحس
لكن أنت .. فلقت الحجر بحنانك عليَّ
وفجرت ينابيع صافية من الأحاسيس الدافئة الرائعة
والأحلام الوردية الجميلة
حينما تخطر في بالي أغلق عيناي على صورتك وأتنهد
لأملأ ما حولي بذرات غرامك التي تخرج مع أنفاسي
أريدك دوما معي ولي...
فأنت لا تدري كم تعبت حتى وجدتك...
كنت قد فقدت الأمل ومللت الترحال
حتى عثرت على محطتك
لأجعلها الأخيرة والأصدق في حياتي...
أثق بك وأعشقك حتى الثمالة........
. فأنت حبي وسندي ومصدر اطمئناني......
عمرت قلبي ....
وأسعدت حياتي
وستظل أحلى خفقان قلبي وأجمل عناويني
واصدق كلماتي......
آه كم أحبك........... نعم أنا أحبك

* * *

ولم أتوقف يوما عن الإشارة بان الحب موجود في أعماقنا .. يكبر مع توطين مشاعرنا في ارض خصبة .. نسقيها بوافر الثقة والإحساس :

أنا .. وهي .. والأشواق تأخذني

أقرا صفحات الحب من وجدك

واسمع صدى شوقك بهمسك

لتذوب آهاتي فوق جراحاتك

وأشرب المر في بعدك

واسري في الفضاء لأجلك

فما دمعت عيناي إلا لهمك

وعندما أرى بعضا من حروقك

تفرح الدنيا وتضحك لأجلك

يا ريم ... لا تترددي بقولك

فحبي قد لازم حبك

سنين العمر ومضة بقربك

فتكلمي .. واكتبي .. فلا تترددي فأنا أسمعك

سالت الله مدادا .. كي لا افقد وصلك

ليبقى يراعي يرصد الخبر لأجلك

ويتغنى باسمك مدى عمرك

إن كنت مخطئا ً في هواك

فما أحلى الخطيئة في حبك

* * *
ولو سيقت لي الجواري منحة لي

فلا أجد سواك ما يشفي علتي

هناك ... بين الأطلال طال انتظاري

والعاديات برموشهن يداعبن بصري

ويلوحن بأ صايلهن فوق السرج ِ

ومن خلفهن تنطلق شهب الفتن ِ

وضياء النفس ما خاب يوما في نظري

فحبيبة عمري صانعة الوتر ِ

ما عرفت لحنا أشجى من هذا النغم ِ

بصوتها روح الحياة وهديل الحمام عند السحر ِ

وفي همسها شجون النديم في صحوة السكرِ

ومن عيونها برق السماء عند المطر ِ

وفي صدها صراخ كالرعد وصاعقة عند الخطرِ

وفي قولها حكمة العاقل المتزن ِ

ناديتها .. من خلف الضياء لأني لا أقوى على النظر ِ

سبحانه ربي فقد أحسن خلق البشرِ

فهي حبيبتي .. ريم لها كل الأسطر ِ

* * *

د/ الماسة نور اليقين
26-03-2011, 03:50 PM
س 9


على ضفاف و مرافئ الأدب والثقافة والعلم
على بساط الحوار واللقاء المكلل بعطر البنفسج
نقف امام سيد الابجديات
مكللا بالزهور والياسمين ليبوح لنا بنبل الكلمة
وما اختزلته من رقة وجمال
فها نحن اليوم نقف أمام هامة ثقافية وعلمية شامخة
وفحل من فحول النثر والأدب اخترق جدار العلم وثبت رايته الشماء
أستاذي القدير / محمد رامي


ما رأيكم ؟..الأسرة هي البيئة الأولى التي يولد فيها الفرد .. وينمو .. ويشب .. ويترعرع ..
وهى الوسيط الأول للتنشئة الاجتماعية .
وهي عماد المجتمع حقاً .. فهي اللبنة الأولى في المجتمع ..
والتنشئة الأسرية الجيدة : هي التي تشجع على إبراز التفكير الابداعى عند الأبناء ..
مع الأسف أهمل الآباء دور الكتاب وأهميته في حياة أبنائهم ، فاهتموا بتسلية الأبناء وترفيههم وإلباسهم احدث الملابس وشراء احدث الألعاب التي تنمي النزعة العدوانية لديهم وتبعدهم عن حب المطالعة ومصاحبة الكتب وإهمال القراءة والاطلاع ، فالأسرة هي المحرك الأساسي والدافع لغرس حب القراءة وتقديسها في نفوس الأبناء منذ الصغر ، مع الأسف إن فاقد الشيء لا يعطيه
ألتكنولوجينا والتطور التقني في وقتنا الحاضر أصبحت وطيدة بينها وبين الأطفال !!
التلفاز وأقماره الصناعية ، الهواتف ألنقاله ، البلاياستبشن ، الإنترنت ، وغيرها
بعضها بالنسبة لنا نحن الكبارأصبحت جزءاً ليتجزأ من حياتنا أليوميه ،، لكنها بمنظور أطفالنا أساساً مهماًليستطيعون الاستغناء عنه !!
نحن نعيش في عالم مُختلف ،،التطوّر بمنظوري أصبح شيءٌ مُخيف
في كل يوم ،، تقنية جديدة،، واكتشاف غريب!!قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( كلكم راع وكلكم سؤول عن رعيته ))

الأطفال أمانه في أعناقنا ،، سُنسأل عنها يوم الحشر والحساب ..

أستاذي :

منذ عقود لم يكن للتكنولوجيا دورا في التعليم
وكان اعتماد الكل على ذاتية التوجيه من خلا ل المدرسة والبيت وكانت النتائج أكثر نجاحا
ما رأيكم أستاذي في التحول الحضاري والتسارع الذي طرا على كل شيء
بتطور التكنولوجيا
وأهمها الفرق بين البساطة والحياة الهادئة التي عشناها
ومع تعقيدات الحياة الحالية على أبنائنا
سؤالي هو وجه التباين بين جيلين
دخول التكنولوجيا الحديثة مؤخرا
المؤثرات السلبية والايجابية من هذا التطور

ما هي إيجابيات هذا التطور ؟؟
و ما هي أبرز سلبياته ؟؟

ما تأثيرها في يوميات أفرادها.. في تصرفاتهم و تعاملاتهم مع بعض؟؟
و كيف نحمي العلاقات الأسرية من سلبيات التكنولوجيا؟؟

محمد رامي
29-03-2011, 10:46 PM
ج 9

الكريمة والغالية

الدكتورة : الماسة نور اليقين

مرة أخرى أعود لألتقي معكم في مسيرة الحياة الطويلة .. استشف من مدارجها بعضا مما أجده ضروريا لمناقشة هذا السؤال .
إن تعاقب الأجيال يحدث بعضاً من المتغيرات الإيديولوجية في حياة الإنسان ، وهذه المتغيرات قد تفضي إلى تباين مطلق في التربية ، والسلوك . فان ما نشأ عليه آباؤنا يختلف عما نشأنا عليه ، وبالتالي يختلف عند أبنائنا. فلو راقبنا كل مسالك التربية والتوجيه لأدركنا أننا مغيبون تماما عنها .. وما كان معتمدا في أصول التربية أصبح في عالم النسيان عند الأجيال التي أعقبت أجدادنا . والاهم من ذلك أن البنية التربوية آنذاك اختلفت جذريا عن وقتنا الحالي ، لكن ما ترسب في أذهاننا ، والشيء المثير ، أن نسبة التغيير من جيل إلى جيل كانت في تسارع متزايد ، فما حدث من تغير تربوي واجتماعي مابين الأجيال كان كبيرا جدا
وما شهده التاريخ من انتقال مرحلي خلال خمسين عاما لا يعادل ما حصل خلال عشرة أعوام ، وهذا مؤشر واضح على تغيير المنهج السلوكي التربوي على الأجيال المتعاقبة بسرعة كبيرة . فالحاجة ملحـَّة كي نمارس بعض الطقوس التي تبين وجه المقارنة بين الماضي والحاضر، وكيف اختلفت في أدائها التربوي والتعليمي بين جيلين .
لقد تغيرت أساليب التوعية التربوية .. وأصول الاستيعاب .. حسب مقتضيات الغاية آنفاً ، وفي وقتنا هذا.
اذكر هنا على سبيل المثال :
عندما كنت طفلا في بداية المرحلة الابتدائية ، كان أهم ما نطمح له ، أو نحلم به أن نحقق النجاح والتفوق ، بالرغم من الظروف الصعبة التي كنا نمر بها ، بالإضافة إلى عدم توفر الوسائل الترفيهية ، التي تخفف من عبء المعاناة الاجتماعية عند الكثيرين .
1 ــ استخدام العنف في التعليم .
2 ــ ضائقة ذات اليد لعدم توفر المال بسبب انتشار الفقر .
3 ــ بعد المسافات بين البيت والمدرسة وسوء الأحوال الجوية .
4 ــ عدم اهتمام الآباء في تعليم أبنائهم وحثهم على تعليم إحدى المهن .
كل هذه النقاط أثرت سلبا على نفسية الطفل في تحصيل العلم . وكان لها الأثر الفعال في اكتشاف وسائل إبداعية تخفف من هذا العبء ، فكان رد الفعل باتخاذ إجراءات عفوية ، واصطلاحات تربوية أوجدها الطفل بنفسه ، واجتهد فيها متبنياً طريق النجاح .
اعرف الكثيرين ممن نهجوا طريق العلم بأصول تربوية بحته رغم افتقار أوليائهم للمنهجية التربوية ، كانوا يلجأون إلى مصابيح الشوارع للدراسة تحتها مستفيدين من نورها حتى ولو كان خافتا ، وذلك بسبب عدم وجود مكان في البيت المكتظ بأفراد العائلة ، أو الإنارة. و استطاعوا أن يحققوا نجاحات متواصلة وتوصلوا إلى أعلى المراتب . وليس غريبا عليهم لأنهم وضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا وسعوا إليه بكل اجتهاد ، بالرغم من معارضة الأهل لهم والضغط النفسي للبحث عن عمل بدلا من ضياع الوقت في هذا الكلام ــ نظرية مرفوضة حتما ــ وكان من أهم وسائل الترفيه لديهم هي إيجاد الفرص لخلق ما يحققون به ذاتهم باللهو أو اللعب وقت الفراغ ــ إن وجد .
كانت الطبيعة ، وطرقات الضواحي هي المنقذ الوحيد لتدارك التقصير في الدراسة ، بالإضافة إلى وجود المساجد والزوايا التي كانت تشهد تجمعات طلابية ، تتبادل المعرفة والحوار في كل العلوم .
ورغم ذلك المعاناة كان الظفر حليف الإنسان ، والتفوق والإبداع في استحقاقات النجاح . الإنسان بحقيقته لا يعرف المحال ، وفي وسعه اجتياز كل العقبات بإرادة التصميم إضافة إلى تحصيل العلم .. كان الطالب يجد ويجتهد ويقوم بعمل معين ليكسب بعضاً من المال ليستطيع المتابعة ، لذا نجد الكثيرين قد احترفوا عملا ما ، مع اختصاصاتهم العلمية . وهنا اذكر ما حدث لي في إحدى مراحل التعليم .
كنت يومها في الصف التاسع .. الثالث إعدادي .. وكانت يومها تسمى شهادة الكفاءة .. وكنت محظوظاً نسبيا بين أترابي ، لان والدي رحمه الله كان يحب العلم كثيرا لكن مقرونا بالعمل .. ويشجعني دائما على التفوق والمثابرة . فكنت استيقظ في الفجر ومع بزوغ خيوط الشمس الأولى لأتوجه خارج المدينة سالكا الطرق الترابية المؤدية إلى الضواحي ، برفقة مجموعة من الطلاب ، كلا بيده كتابه ، يطالعه بكل تفهم ، إذ أن فهم الدروس مع شروق الشمس يكون رائعا يستوعب الطالب كل ما يقرأه . وهكذا يستمر بنا الحال إلى أن نصل إلى مكان قد يكون نبع ماء ، أو ظل شجر ، أو .... لنرتاح بعض الوقت ، ونكفئُ راجعين من حيث أتينا والكتاب رفيقنا وأعيننا لا تفارق السطور حتى نصل بيوتنا في الضحى . فكنت أتناول إفطاري والحق بورشات عمل الوالد لأعمل معه ، فقد كان بناء ً رحمه الله ، وفي عصر نفس اليوم أعود للبيت أتناول غدائي ، ثم التحق بزملائي في نفس مشوار الصباح حتى المغيب ، ومن ثم نعود أدراجنا من جديد لنلتقي مساء ً بشكل مجموعات نتدارس المواد العملية مثل الرياضيات والفيزياء لوقت متأخر من الليل . وهكذا دواليك .حتى يتحقق النجاح بحمد لله .
أحبتي .. وأعزائي
لقد سردت هذه القصة علها تجد آذاناً صاغية لدي أبنائنا الذين احتواهم التطور والحداثة وأصبحوا أداة منفذة للتكنولوجيا المعاصرة . لقد خطفتهم بهرجة الحضارة ، ونسوا ما يتوجب عليهم أداؤه ، فعاثوا في الطرق الصحيحة لتحصيل العلم ، واعتمدوا على أسهل الطرق .
فالغرابة أن تطرح على أي من هؤلاء سؤالاً بسيطا .. فيكون الرد مثقلا بهمومه الخاصة ومشاكله ، وينسيك ما سألته ، ويذهب بك بعيدا إلى متاهات لا يعرف مداها إلا الله عز وجل . فتراه مستاءً من إحدى الفضائيات ، أو ماركة الجوال ، أو انزعاجه لان النت لا يعمل لديه جيدا مما أفشله في تحميل فلم كذا ، أو أغنية كذا ، وهكذا دواليك ..
ونسي أن الكتاب ينتظره بشوق كي يأنس بوجوده .
إنها والله مصيبة وصلنا إليها ، فقد احتلت الحداثة نفوسنا بالشكل السلبي ، ولم نراعي فيها الصواب .. فنحن بحاجة إلى ذلك التطور بالشكل المفيد ، و الذي يسمح بالرقي ، لا بالتراجع والتمسك بذيول الحداثة .
كان الطفل ينمي موهبته ذاتيا بابتداع العاب مسليه تنمي العقل والجسد ، وكل ذلك في الهواء الطلق ، فتقوى بنيته ، وتبتعد عنه الأمراض . أما اليوم أصبحت الألعاب الكترونية ، لا تتطلب من الطفل إلا البقاء إما أجهزة الحاسوب .. أو التلفزيون ساعات طويلة ينسى نفسه فيها ، وكأن المكان قد خلا من كل شيء .
أي علم هذا الذي بات هامشيا .. واستخدام الوسائل الحديثة . دمرت كل ما هو جميل في حياتنا .. وعبثت في مشاعرنا ، وحولتها إلى جماد تحركه التكنولوجيا الحديثة .. باستخدام الوسائل التي جعلتنا نأسف على الماضي بكل ما حوا ...
لماذا ؟... لماذا ؟..
هل يعقل أن نستقر وفق هكذا نهج .. نستطلع الآراء فلا نجد إلا الغموض .. وانعدام حس المسؤولية ..
أين آباءنا وأجدادنا ليروا ما حل بنا .. من سقوط واستهلاك ؟..
كيف يكون الحل ؟ ..
في احد الأيام كنت بزيارة لصديق وكان مديرا لإحدى الثانويات . كانت المفاجأة أن رأيت العجب من بعض الطلبة وهم يحاورون مدرسا بأنه لم يختار الجوال المناسب ، والماركة الجيدة ، ويحاورنه كأنه رفيقا لهم .. دون احترام .. بدلا من أن يناقشوه في بحث ، أو معضلة رياضية , أو وووووو.... وتساءلت لماذا وصلنا إلى الدرك الأسفل ؟ .. وأصبحت المدرسة مكانا للاستجمام وكأننا نذهب إلى حديقة أو نادي .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كان الطالب يحني رأسه أمام مدرسه احتراماً له .. ولا ينبث ببنت شفة أمامه ..
لقد انعدم حس المسؤولية ، وأصبحوا كالكرة تتدحرج تحت أقدام اللاعبين الكبار .. والذين رسموا لهم مستقبل الخزي والعار ، دون رادع .
سيدتي الجليلة :
اقسم إنني أمام السؤال الصعب .. والمستحيل .. لأننا نعيش في توهان مظلم .. والبحث فيه عن النجاة فيه يلزمها ثورة تربوية متفقهة بالدين ، تعرف حدود الله ، والأخذ بتجارب الأقدمين ، وحنكتهم في الفصل بين الخطأ والصواب ، كما سبق وقلت :

ابني آمال مستقبلك بوعيك وإدراكك لحقيقة الحياة
، مستفيداً من تجارب آبائك وأجدادك
وقلت أيضاً :
المجتمع يبين الطريق الصحيح ، بفضل إرادته العامة 0 والبيئة تصور الحياة الحاضرة 0
أما الطبيعة هي المادة التي يتقلب عليها الطفل ، لتكسبه مرونة الحياة وعمق التفكير .

لقد سحقتنا أخطاؤنا .. ودمرتنا أنانيتنا ، وسكننا الخوف من المستقبل ، فأهملنا واجباتنا ، وقادتنا الأحلام المبهرجة إلى الهاوية ، بعد أن تخلينا عن مبادئنا الصحيحة ، واستهلكننا الحياة الحديثة بكل ما قدمته ، ونحن غير عابئين بما حصل أو سوف يحصل .. أين المفر ؟ والجهل غزا قلوبنا ، وأنكرنا على أنفسنا أخلاقياتنا ، وتزودنا بترهات مستوردة لتدمير عقولنا ، ونسينا أن الحياة تتطلب الكثير من التعاون والتواصل والحب ،
لا أن نبيعها بثمن بخس تحت أسماء مدرجة دوليا لتقضي على البقية الباقية من سلوكياتنا التربوية .
لقد وصل أجدادنا إلى ابعد مكان شرقا وغربا .. يحملون رايات العلم والعمل .. صنعوا حضارة لا زالت نبراس يشيد به القاصي والداني .. على مر الأجيال واقتلعوا كل العثرات التي واجهتهم ، متحدين كل جنون العالم .. حتى اثبتوا للعالم أننا أهل علم وعمل .. وليسوا دعاة ذل وقهر وعدوان .. كله بفض إيمانهم حمل رسالة الإسلام والسلام ..
فأين نحن منهم بعد أن تسلحنا بالتكنولوجيا التي سلبت أبناءنا الراحة والأمان ..
إنني لا أعارض أبداً أن نتسلح بالعلوم الحديثة واخص منها التكنولوجيا المتطورة .. لكن لأغراض تقينا ذل السؤال .. وتدعم بناء مستقبلنا ، فقد وجدت لتحقيق الذات ، وتسهيل الأمور الحياتية وكسب الزمن .. كي لا نضيع سدى . وحتى لا نركض لاهثين وراء من سبقونا .
طفل لا يعدو من العمر بضع سنوات .. يناقشك في أمور غريبة وكأنه متحدث كبير، يفقه في مدلولات الحداثة .. ويجهل حساب الأعداد ،
طالب في المرحلة الثانوية لا يعرف جدول الضرب .. أو يحفظ قصيدة لشاعر كبير .. أو أبواب الصرف والنحو في إعراب فعل الماضي أو المضارع ، ويخلط بين الاسم والفعل والحرف ...
تسأله عن أغنية .. يجيبك فورا عن كلماتها ، ومغنيها وملحنا وفي أي كليب موجودة ..
إنني أرى هنا بناء الأجيال القادمة بناء سليما .. تتلبسهم الثقة .. والإيمان بالله ، متمسكين بالعقيدة السمحة .. بإرادة المتشوق لبناء مستقبل مشرق.. متسلحين بأبجديات الحداثة الايجابية . متنكرين لسلبياتها .. معتنقين قول الرسول الأعظم محمد صلى الله عيه وسلم
علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ..
إنها الرياضة الجسدية التي تنمي الذاكرة .. وتشحذها .. وتنشط الدورة الدموية ..
لا للخمول والانطواء وظلمة مقاهي النت ..

هناك العديد من الحالات التي تحاكي مضمون هذا التساؤل ، فالمجتمع الحديث ينطق بالكثير الكثير ، والماضي مليء بالصور التي تدعم رؤيتي ، وما أردته ، وأوردته ، عنا اليسير من المواقف والحالات المرضية .


يا الله .. عفوك ولا غضبك .. ارحمنا يا ارحم الراحمين .. وأبعد عنا الذل والهوان .. واغفر لنا ذنوبنا .. و أعفو عنا يا غافر الذنب أنت الغفور الرحيم .

محمود فرحان حمادي
30-03-2011, 12:51 AM
جهد مميز ماتع
أفادنا بحق هذا اللقاء المبارك
بوركت الجهود المبذولة هنا
إنها تجارب الكبار التي نتعلم منها
ونأخذ العبر والدروس
بوركتم وسلمتم
تحياتي

د/ الماسة نور اليقين
29-04-2011, 11:28 PM
جهد مميز ماتع


أفادنا بحق هذا اللقاء المبارك
بوركت الجهود المبذولة هنا
إنها تجارب الكبار التي نتعلم منها
ونأخذ العبر والدروس
بوركتم وسلمتم

تحياتي


سيدي القديرمحمود فرحان حمادي شكراً لذلك الحضور الزمردي في عالم الابحار
ولتلك الحروف الشفافة
لروحك باقات نرجس وجلنار
ولردك كل زهرات الياسمين
دمت ودام عبيرك بين رواد الفكر والروعة نجما ساطعا في عالم المعرفة

لك جل التقدير والاحترام لشخصكم الكريم

الماااسة نوراليقين:0014:

د/ الماسة نور اليقين
07-05-2011, 11:54 PM
س 10

بسم الله إن تعدوا نعمة الله لن تحصوها ، والتَّبسم فى وجه أخيك صدقة .
كلنا فى هده الدنيا وفى ظل الظروف التي نعيشها ، والأزمات الى تمر بها أمتنا ، جعلت من المُسَلَّمِ أن نعرف كيف نعيش الحياة بشكلها الصحيح .
الكل يتذمر .. الكل لا ينفي حق الآخر في حياتنا .. الكل مقطب الجبين مستاء ــ الأب .. الأم .. رئيس العمل .. المستخدم .. حتى الدعاة ــ .
لمادا؟؟؟؟؟؟ لست ادري رغم أنا حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ،علمنا كيف نعيش فى ظل كل الظروف والمواقف.
أستاذي القدير محمد رامي :
قد نعيد الثقة والسعادة والأمان إلى نفوسنا ، ونفوس الآخرين بحرف يكون الصدق فحواها ، والحب ينبوعا لها ، وما يزيد من سعادتنا مبادرتنا دون طلب أو إلحاح .
نصوغ مفردات حياتنا بنظم من صدق الكلمات التي نؤمن بها، لتتحول مرارة الأقدار لذائد قد نشتهيها ، ويصبح ضيق الحياة مجالا رحبا للأماني .
قد تملك مفاتيح السعادة وتبحث عن ذاتك في منعطفات الحياة .. لتعرف أسرارها .. ومكنوناتها .. وتتعامل معها باحترام ..
تعطيها بلا حدود .. و تضبط كل ذلك في حدود شريعتك و منهجك ودينك .. فإذا انقادت لك ذاتك في ذلك ، يمكننا أن نقول تلك هي المتعة اللامتناهية في حتواء الذات.
أستاذي :
عندما يزورك الإلهام للحرف بانفعالاته وشحناته
فمن يتحكم في الآخر وأين تجد المتعة أستاذي؟
كلا منا له دراية بروعة المتعة الروحية ، فهي أجواء من الانتشاء والسعادة والمرح ، تملأ جوانب الإنسان .. تجده متمتعاً بصحوهِ ونومه ومعيشته .
لأنه خارطة ينهجها .. فالهدف المنشود بداية من نقطة ، تبدأ بجدولة حياته ، عالماً مآله ومنشأه وخَلْقَه ، مخالفة رأي الشاعر حين قال :

جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري
كيف تراها استاذي .. هل معظمها في قبضة الجراح النازفة والحياة البائسة ؟. أم في ظل العيش الباسم والأمل الضاحك؟


جل تقديري واحترامي لشخصكم الكريم

محمد رامي
08-05-2011, 12:03 AM
ج 10

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

سيدتي :

لقد وضعت يدك على الجراح الذي أدمى نفوسنا ، وهز كياننا ، وشتت مشاعرنا .
اليوم ونحن نعيش مترديات الاحتقان المسلكي لكل مقومات الحياة ، تولدت لدينا حالة مزرية من السقم المستشري في نفوسنا ، وتبدلت مفاهيم الحياة الهادئة .. بصخب صارخ هز مداركنا ، وأنتج حالة صعبة ، نتيجة السخط المتراكم ، وافتقاد الثقة بالنفس اولاً وما حولنا ثانياً . فاسسلمنا لقيود مفروضة ، واحتكمنا الى من لا يعرف معنى العدل . ونسينا ان البر والوفاء من أهم الوسائط التي تنقلنا الى التفكير الصائب في مكونات الحياة عامة ، وتكفل لنا التقدم والرقي ، واصلاح ذات البين في اجتهادنا لصناعة غد أفضل .
ان مبررات اللامبالاة تسقط من أيدنا مقومات الحياة المسؤولة ، وتسئ الى بناء الذات ، وتتقوقع نفوسنا لتتحنط في حجور التردي والانهيار، وتضيع في متاهات الانحدار والانحطاط الفكري والنفسي . إن ذلك يجعل الإنسان متذمرا من كل ما يحيط به إن كان سلوكياً أو اجتماعياً لا يعرف ماذا يريد ، وماهي الخارطة التي ينتهجها ، وكأنه قشة تتقاذفها الرياح لا تعرف مستقراً .
سيدتي :
رحلة العمر قصيرة قياساً بمردود الفكر ، فلماذا لا نستغلها بضياء النفس وصفاء الروح ، لتتحول الحياة من صخبها وضجيجها الى راحة وأمان . لتكتنفها متعة الروح ونشوة الحب الالهي . بقليل من التفكير والرؤيا الصائبة تتحقق معجزة الأمان والسعادة ، لكن ضعف النفوس ، واستهجان الأفكار المقيتة ، تحطم الإرادة وتسخر من جديتها . وكان الحياة ملهاة وعبث . لا نستجدي منها إلا أبسط الأمور ، نهوى ملذاتها بدون حدود ، ونسمح باختراق متعمد لنزواتنا ، لتهميش الحياة بكل مقوماتها . وعندما نهوي في براكين الضعف والذل نستجدي صحوة الضمير بعد فوات الآوان . وضياع فرصة النجاة من البداية . فأين المفر ؟. فلا ملاذ لنا الا بالتوسل والرحمة والغفران ، والدعاء لله ان يرحمنا من ذل أنفسنا .
لقد تطرقت الى العديد من تلك النقاط في نصوصي أذكر منها على سبيل المثال :

أنـــــا إنســــــــان
لم يعد الكلام يجدي ..
ولا التعبير ينفع
إحساس سكن وجداننا
وأصبحنا قرينين
فالإشراق بهجة
و ضياء النفس راحة
فلينتهي كلام الإعجاب
وكلام الغرام
وليكن إحساسنا أرقى من أن يقال
لا تخضبه حروف رعناء
ولا تجرحه أوهام
لقد انطلقت مشاعرنا بزغرودة
عشقها الصغار والكبار
وتألق نجمينا في الفضاء
واهتزت مواقف الحساد
إني هنا ..
إني هنا إنسان
لست طيفا يتوارى بلحظ اقتضاب
ولا ظلا يتسلل خلف الأجساد
أنا إنسان
عرف الحب في المهد ..
وتألق في كل الأوقات
ما أساء لإنسان
ولا جعل من أيامه سطورا تباح
أبداً .. أنا إنسان
في أعماقي ألف حكاية
وفي عقلي ملايين الحروف تنتظر الإفراج
وما تشابه عندي إحساس
فقد تفردت بحب خلا من أي إذلال
عندما أتكلم ..
اعرف انك خلف الحجاب
تنتظرين الإعلان
وها أنا بين يديك إنسان
فهل أجد الراحة والأمان ؟..
مهما تعددت الأسباب
فالموت قادم لا محال
فلكتن أيامنا ودقائق أمورنا
بحثا عن الضياء
ضياء القلب
ضياء الفكر
ضياء الإحساس
عندها تصبح الكلمات ذات معنى
وجوهر النفس يشع بريقا من الأعماق
اسأل الله أن لا تأخذ بنا الأهوال
ولا تجرحنا الكلمات
نرتدي حشمة الوقار
وحب الخير للناس
ونزكي نفوسنا بحسن الخلق والمقال
ففي كل لحظة ينبثق شعاع
ينير دروب الأجيال
فلتكن حكايتنا رمز هداية لا ضلال
وليعلم الجميع .. أن الكمال لله
ومن صبر نال
ومن سار بحسن نية يصل بسلام
فلا نتجاوز حدود الله ..
فالصبر هو المفتاح
نصادق أنفسنا ..
ونضعها في كفة الميزان
كي لا نقع في الأخطاء
ونشيد بروجا من الإيمان
كي لا نخسر الميزان
في الدنيا والآخرة سواء
أناجيك مناجاة الروح للروح
فلا تعيري الأجساد أي انتباه
فحماية الحب لا نرجوها
إلا من رب العباد
ولنعرف مقامنا بين الناس
أنا إنسان ..
والإنسان خطـّاء
فلنصحو لأنفسنا قبل فوات الأوان
وعذري أنني إنسان
عنده مشاعر وإحساس


وكتبت أيضا ً:
عجبــي !!..

عجبــي لمن اتخذ من المذلة مغنما ًّ!..
وانتحل صفة الزهاد
وباع براءة الأطفال بالغش والخداع
وسعى إلى وادي الرقاق محبة
ونسي أن التوحيد للواحد القهار
صـَبـَتْ نفسه إلى المهانة برغبة
و أومأ رأسه عن الاستحقاق
واسلم نفسه للشيطان برغبة
وكأن الحياة أضحت رحلة .. واستجمام
والناس من حسن نيتها سحرها الكلام
والقول المعسول أصبح زادٌ لها كل صباح
يا نفس لما التذلل وقد عهدتك صائبة
وما ترامت لها النفوس بجهل
إن هي إلا الهوان
عجبي !!..
إن الأرض تتسع لكل العباد
والخير منشور في كل البقاع
لكن الخداع تغلغل في النفوس
والحب صار في طي الصفحات
ما من معجزة تنقذ الهوان
ألا التوحيد للواحد القهار
والإيمان بأن سطوة النفس لا تقهر إلا بحسن الأخلاق
رويدك يا هذا ... فان المعاش رزق من الله
وأي تبرير في سلوك المراوغة لا يفيد
سحقا لمن ادعى الفضيلة عن ظاهر
والقلب يسكنه السواد
وما عرف أن الناس تنفض من حوله
جزاء لما اقترفته أيديه من الأعمال
ورب الكون يعرف ما تسره النفوس وما تكتم
فهل يبقى بعدها سر في الأعماق
انظر يا بن آدم حولك
فترى صنيعك في الوجوه
غيظ .. وكره .. وتساؤل عن الحال
فلا تبخس نفسك بالغفران
الوقت قد طال وأنت نائح
وجدول السؤال اكتظ بالكلمات
ويحك إن لم تبالي أبداً
فانك سائر إلى عالم الفناء
فارحم نفسك من وطرها
فان الموت لا يستثني أحداً من العباد
إن سُئلت عن خير.. لخير مقصد
كان الجواب بتجاهل السؤال
تدعي أن القوم قد حاصروك بغيهم
وأنت الرشيد وصاحب القول السديد
تبا لك ..ألم تعي انك مخطئ
فلمَ الجبروت والتنكر للأصحاب
هيهات أن يهنأ لك بال
ما لم تأخذك عبرة الجهلاء
وصمة عار طبعت على جباههم
لأنهم أنكروا ما للعباد من استحقاق
واذكر أن الله ليس بغافل
عن شر وادعاء بحسن نية عند الكلام
وكان الناس غافلون عن الصواب
أضحت حالك للعيون كنجم في السماء
جئت مضارب القوم يوما تسألهم
عن حق لك بينهم
فهب الكل مذعورا
أي حق وأنت من تسبب بالخراب
مهلا .. ورفقا بنفسك يا هذا
اتعظ ... وتأمل ..
واقرأ ما كتب على شواهد القبور من كلام
فلن تدوم إلا للواحد القهار


وهنا أيضا :

في غفلة عن العيون

عبث ...
عبث أن تجد الخطيئة مخارجها
فقد تسللت أصابع الحقد إلى مدا رجها
تسيء .. وتطعن في الخفاء صدق مراميها
راحت إلى الكره عمدا بتطفل
يسحق خير ما فيها
هنا .. وهناك زرعت زهوراً .. ورياحينَ
لكن عبثا .. هناك من لا يستنشق العبيرَ
في ظلمة الليل ..
وفي غفلة عن العيون
تحققت سطوة الغدر
وخيانة الأمانة عند مريديها
كيف تحلو الراحة
والحقد أصبح من أمانيها
هل من صحوة بعد أن صار الحق يجافيها
كلام في النصح لم يلقى آذان صاغية
سرى إلى نفسها وطراً من تدني مبتغيها
والغدر ذل لمن عبث في روض الكرام
واحرق الأرض وما نبت فيها
هيهات أن تصفو النفوس بسماحة
فالعقل لا يرضى بديلا
لمَ الإجحاف بحق مالكه
والصواب أن نتقرب بالإحسان ..
لا بالشر والإخفاق
والخير يرضينا ..
في ليلة ظلماء كان هاجسها
رعونة بصحبة فيها الكلام لا يعنينا
وسوء التصرف يؤذينا
تجرأت .. دون منازع ..
أو رافض لسلوك ماضيها
وانحنت جباه الرقِ أمام تطاولها
فغدا كل شيء هباءً منثورا
لماذا ؟..
لماذا هذا التطاول على حقوق الغير؟.. تعمدا
فاستهلاك الضمير بخيانة لا يبررها مسؤولا
كريم ..
وابن كريم من الأخيار جليلا ً
هل يؤذى بتصرف خسيسا ؟..
بئس ما صبئت نفوسهم عملا ذليلا
والروض عامر ببناته ..
يزرعون الخير غير عابئين
تالله ما يقدم على ذلك كريما ً
وإنما من باع النفس والضمير



وتابعت في عرض آخر:

رؤيا في النور


أغار من نفسي على نفسي
فمن يفهم قصدي ؟..
خطوت نحو الأمان بخطوة
لكن العثرات كانت صـَدي
وما ادعيت أمرا لست قاصده
وما بحثت عن خيبة في أملي
فان ما يحدث أكبر مني
تأملت الكون بنظرة
فوجدت أننا أصغر من أي جرم
بحت للكواكب همي
والنجوم سمعت همسي
لان حزني تجاوز كل حد
أني مدين للحياة بفرحة
وجدت فيها كل ما أبغي
وددت أن أعطي لها مثلما تعطي
لكن ؟!.. تعثرت خطواتي بسوء الظن
ما شككت يوما أني مخطئ
لكن ؟!.. سوء التقدير أصاب حدسي
وارتميت في أحضان التردد لحظة الخوف
لكن ؟!.. سمو الأخلاق يكبر عندي
وفي الكائنات تجلت صورة الطيف
طبع عليها بسمة العمر
تباطأت خطواتي يوما
ومردها إلى تطبيع المشاعر
أريدها .. قوية .. لا تعرف الضعف
وتوقفتُ بصمتٍ عند قولها
كي لا أخطئ بقول .. أو رد يسيء الظن
التحمت رؤية المنظور من بعد
لتتقاطع المشاعر مع الحرف
وأيقنت أن الروح لا تعرف أي بعد
واستمالت بعذوبة ورقة تحدثني
والخوف في حرفها مصدر القلق
في صوتها حشرجة حزن ..
وقولها استشعار عن بعد لانزوائي
وصمتي عند من لا يسمع صوتي
قلت يوما إني قرأتها
لكنني كل يوم أقرا سطراً فيه جديد المعاني
وما تجمعت مفردات الحديث
إلا لمعرفة ما أنوي
كيف ؟.. ومتى ؟.. ولماذا ؟.. ومن ؟..
كلها حروف تثير الخوف والقلق
إنها قصة .. ورواية
حكت فصولها الأيام
ودونتها على صفحة العمر
إن كانت بيعة .. فهي غايتي
فلن تكون إلا همسة دفء
أيتها المقهورة من غدر
إن الزمان كفيل بالنسيان
ووفاء العهد فيه المنال
لخير وافد من الإحساس
وصدق القول أن لا تبرحي برجك
فان الكمال لله الواحد القهار
إياك والظنون قاتلة
فلا تهبي نفسك للشيطان
وتفاءلي خيرا عند كل شروق
فان البهجة مع الإشراق
وانسجي رداء الحب بثقة
عله يخفف الآلام والأحزان
فداؤك أمي وأبي ..
فمثلك لا يـُقـَدَّرُ بالدرهم والدينار


سيدتي :
أتمنى أن أكون قد أفضت في الرد ، وأوضحت الفكرة حسب رؤيتي ، علها تصل الى المتلقي بعين الرضا وحسن القبول .


اللهم نسألك الإيمان .. وبراءة الأبدان .. وحفظ اللسان .. واستدراك الأخطاء .. وحب الخير.. واستشراق الامال.