إبراهيم الأسود
30-05-2004, 08:06 PM
عبيد العبيد
بـــأي عــذر ٍ إلى الـتــاريـخ نـعـتــذرُ=مـمّا أسـاءت لــه سَــوْءاتُـنـا الكُــبَـرُ
أزرى بـنـا حـين خـاطـــرنـا بـذمـتـنـا=فاجـتاحـنـا ضـاربـاً نـاقـوسـه الخـطَرُ
جواً .. وبحراً .. وبراً ، في مـصـائـرنـا=تحكَّم النسرُ .. والتمساحُ .. والنمِـرُ
و نـازعـتنا الجـهاتُ الستُّ وجـهـتـنا=الـفـوقُ والـتحـتُ ثـم الأربَـعُ الأ ُخَــرُ
فـي كمب دافيد إجـرامٌ أعِـدَّ ، وفي=أوسلو اجتماعٌ ، وفي مدريد مؤتـمرُ
و زُعــزعــت ثَـمَّ أعــلامٌ و أشــرعـةٌ=مـن السـفـينـة ، والألـواح والـدسُـرُ
والريـح قاصفةٌ .. والشمس كاسفةٌ=والبـدر منخسفٌ .. والنـجـم مـنكـدرُ
وعُـطلت طـرق الإحساس في دمنا=الـذوقُ والشـمُّ والأسمـاعُ والبـصَــرُ
عشرون واثنـان ، شالت من بيارقها=ثـلاثـةٌ ، وأطـيـحَ الـتـسعةُ الـعَـشَــرُ
فـلا قريـشٌ ، ولا بكـرٌ ، ولا جُـشَــمٌ=و لا تمـيمٌ ، ولا قيـسٌ ، ولا مـضــرُ !
مـمـالـكٌ ما أقـيـمـت حـولـهـا جُــدُرٌ=لـكـنـهـا قـد أقـيـمـت بـيـنـهـا جُــدُرُ
برقُ الصواعق ، رعدُ الطائراتِ ، إلى=غيم الحرائق،شاموا الغيثَ وانتظَروا
فـبـال بـوشٌ عـلـى آنـافـهـم كـرَمــاً=فـأعلَنـوا الشكر ، ظنّـاً أنهم مُـطِـروا
لـم يبـق من ديـننا ، أو من عروبـتـنا=إلاّ الـدعـايـةُ ، والأسمـاءُ ، والـصُــوَرُ
و جـمـلـةٌ مـن شـعـاراتٍ نــرددهــــا=يـكـاد مـن ثـقـلـها الـتـاريـخُ يـنـأطــرُ
نعود يا قدسُ ، لكن أين كيف متى؟=لاضوء في الأفق يستهدي به النظرُ
ولا تَـهــِن يا عراق المجد ، نحن هنا=و لا حـقـيـــقـةَ إلا الكِــذبُ و الـهــذَرُ
ما نـحـن إلا صـغـارٌ في حـقـيـقـتـنـا=و بـالـقـيـاس إلـيـنـا يـكـبـرُ الصِّــغَــرُ
عــوراتُـنـا كـلـهـا لـلـعـيـن ظـاهـــرةٌ=أمـّا الـضـمـيـر لـدينـا فـهـو مـسـتـترُ
مـحـرمٌ في لـُهـانـا ، والـرؤوسُ عَـثـا=فيها جُمادى ، وفي أجـوافِـنـا صَـفَـرُ
واستحكم الذل واستشرى الهوانُ بنا=حـتـى قـبـلنـا بمـا لا تـقـبـلُ الـحُـمُـرُ
نُـهـيـبُ بالحـظ يـسـتـبـقي بقـيـتـنا=و الـحـظ ليس لـه دخـلٌ ، بل القـدَرُ
لمّا اقـتـفـيـنا هـداةً ضـل سعـيُـهـمُ=ساروا بنا كيف شاءوا، لا كما أ ُمِـروا
قال اذهـبوا (حيث ألقَتْ) إنكم بشرٌ=على المجاز ، وإلا لستمُ البشَـرُ !!
*** ***
مـن أي بـقـعـةِ رمـل ٍ عُربُنـا خُـلقـوا=من أي طـينةِ أرض ٍ سَبْخـةٍ فُـطِـروا
الناسُ حَـطّت على المريـخ صـاعدةً=و نـحـن في هُــوّةٍ عـمـيـاءَ نـنـحـدرُ
و النـاسُ وحَّـدها بـغـيٌ ، و واحـدُنـا=في ذاته اثـنـيـن مقسـومٌ ومنشطرُ
غـابـاتُ نـاس ٍ تـهابُ العـينُ كـثرتَـها=كـأنـهـا الـشـوكُ ، لا ظـلٌّ و لا ثـمــرُ
نـــام الـزمـانُ وهــم يـقـظـى لآونــةٍ =حتى إذِاستيقظت أعداؤهم شخَروا
و البعـضُ قبل قيام المحنةِ انبطـحـوا=و البعضُ قبل اشتعال الفتنةِ انصهروا
و البعضُ قد أسلموا للغرب صـانعِـهِم=و بـالـعـروبــةِ و الإسـلام قـد كـفــروا
و هم بأسمى معاني القتل ماقُتلوا=لكن بأوطـا معاني الأسر هم أ ُسـروا
يا قـدسُ لا تـَرْجُ مـنـا نـجــدةً أبــــداً=و لا يَـغُــــرَّنْـــكَ أنـّا مـعـشــرٌ كُـــثُـرُ
ناموسُنا عاد كالناموس ِ ،إن عَصَفتْ=ريـحٌ ، يـغـيـبُ ، فــلا عـيـنٌ و لا أثَــرُ
و يا عراقُ أغِـثـنـا أنتَ ، مُـتْ عَـجـِلاً=لـيـغـتـذي بـك هذا الـدود والحـشَـرُ
ثـلاثـمـائـةِ مـلـيـونٍ تــضـيـقُ بـهـم=بـقـيـةُ الـوطن المـنـهـوب لو قُـبـِـروا
نبـيـع عشرين مليـوناً ، يعيـشُ بهم=عـشـرون لـصـاً ، ليقـتاتوا ويتّـجــروا
لا ديـنـنـا ، لا غـنـانـا ، لا عـروبـتُــنـا=لا جـذرُنـا الحـر ، لا تاريـخُـنـا العـطـرُ
أضفت على قُبحنا من حسنها طرَفاً=بـل ليـس يـظـهـر مـنـهـا عـنـدنا أثـرُ
و كـلــنـا أمـــراءٌ ، لامــنـــاص لـــنـــا =من العـبـيـد سوى تـنـفـيـذ ما أمـروا
و كـلـنـا عـظـمـاءٌ ، لا نُـطـيـقُ لــهــا=رَدّاً إذا نَــهـبَــتْ أقــواتَـنــــا الــهـِـرَرُ
و كـلـنـا حُـكـمـاءٌ ، لا يُـقــــاسُ بـنــا=إلاّ هَــبـنَّــقَــةُ الـقـيـسيُّ و الـنـفَــرُ
و كـلـنـا حـلـمـاءٌ ، مــن بَــلادتِــنــــا=كـأنـنـ في مـسالـيـخ الـردى بــقــرُ
و كـلـنـا عـلـمـاءٌ ، مـن جَـهـالـتـِنــــا =يَـهـمـي البـلاءُ علـينا مثـلما المـطرُ
و كـلـنـا أدبــــاءٌ ، مـن ثـقـافـتــنـــــا=تُـشـــ ّهُ الـقـيـمُ الـعُـلـيـا و تـنـدثــرُ
و كـلـنـا شـُعـراءٌ ، مـن حَـمـاسَـتـنـا=تَحمى الأسِــرّةُ حتى تَـقدح السُّـرَرُ
... ... ...
الـثــأرُ يـُلـغـى إذا ثــارت غـرائــزُنــــا=و الـوتْـرُ يُـمحى إذا مـا دنـدنَ الـوتَـرُ
قـد تـخطر القدسُ في أذهان قـادتنا=فــلا يـكـــونُ لـهـا وزنٌ ، ولا خَـطَـــرُ
و لا تُــؤثـِّـرُ فـي وجــدانـهــم أبَـــــداً=إلاّ ( العيون التي في طرفها حَـوَرُ )!
بـنـى لـنـا أوّلـونـا الـمـجـدَ شاهـقـةً=عـِمـادُه ، و علـيـنـا هَـدمُ ما عَـمَـروا
هل سائل ٍ نـفـسَهُ بالجـدِّ أو فَــرَضاً=مـاذا نـقـول لـهـم لو أنـهم نُشِـروا ؟
*** ***
يـا أمّــةً فـي ظــلام الـلـيـل قـابـعـةً=و إن فـي رَجَـوَيـْها الشمسُ والقـمرُ
ضـيّعـتِ حـزمكِ مذ ضيـّعتِ طـائـعـةً=وصـيـةً كـان قـد أوصـى بـهـا عُـمَــرُ
فـالآن فـاسـتـنـجـِِدي لـلثـأر أغـربــةً=تُـعـلي النـعيـق ، ولا نـابٌ ولا ظُـفُـرُ
أو فـاعـلمـي أنـهـا حـربٌ صـلـيـبـيـةٌ=صَـمّـاءُ عـمـيـاءُ ، لا تُـبـقـي ولا تَـذَرُ
إذِ الـعـراقُ غـدا بــالـحـرب مـبـتَــدَءاً=فـيـا لَـســوأةِ مـا يـأتـي بـه الـخـبـَـرُ
فـــلا الـكـويــتُ و لا الأردنُّ آمــنـــــةٌ=و لا الـحـجــاز و لا مـصــرٌ و لا قـَطـَـرُ
بـيــادرٌ حــول نــار ٍ أوقِـــدت عَـبَـثـــاً=من لم يـطُـلـه لهـيبٌ طـالـَه الشّـرَرُ
فـلـتـرجـعـي لـكـتـاب الله مـعـلِـنـــةً=أحـكـامَ ما سـنّـتِ الآيـاتُ و الـسـوَرُ
و لْـتـَرفـعـي بـدلَ الـتـيـجـان عـاليـةً= راياتَ عزٍّ ، هي الأقـمـاطُ و الـخُـمُـرُ
(وفــاءُ) (آيــاتُ) (إيـمـانٌ) و زمـرتُــهــا=و (درةٌ) حـســدت أمـثــالَــهُ الـــدررُ
بـهــؤلاء يُـشَـقُّ الـفـجــرُ مـنـبـلـجــاً=إن فجّـروا هدفاً ، أو إن همُ انفـجروا
لا بــالـذيـن إذا قـِــط ٌّ تَـثــــاءبَ ، أو=دجـاجـةٌ قَـوقَـأتْ في حَـيـهم ذُعِـروا
دعـوا أطـَيـْفـالـنـا يـحـمـون عـزتَـنـــا=فـــربـمـا قـلّـدونــا إن هــمُ كَـبــــِروا
الأمـرُ أكـبَرُ من طـفـل ٍ و من حـجـَرٍ=و الطـفلُ أكـبَرُ من أمـر ٍ له ائـتـَمَـروا
أسـلافُـنـا أدركـوا هــذا و حـكـمـتـَـهُ =فـكان من أجـل هـذا يُـعـبـَدُ الحَـجـرُ
يـا مـسـلـمـونـا ، و يـا أحـرار أمـتـنـا=تـنـبـهـوا يـا أ ُلي الألـبـاب واعـتـبروا
النـصـرُ أقـرب مـن حـبـل الـوريــد إذا=شئتم ، و شرطه ميسورٌ ومخـتـصَـرُ
( إن تنصروا الله ينصرْكم ) إذاً فضَعوا=في البالِ (إنْ) ، و ثِقوا أنّا سننتصرُ .
22/4/2003
بـــأي عــذر ٍ إلى الـتــاريـخ نـعـتــذرُ=مـمّا أسـاءت لــه سَــوْءاتُـنـا الكُــبَـرُ
أزرى بـنـا حـين خـاطـــرنـا بـذمـتـنـا=فاجـتاحـنـا ضـاربـاً نـاقـوسـه الخـطَرُ
جواً .. وبحراً .. وبراً ، في مـصـائـرنـا=تحكَّم النسرُ .. والتمساحُ .. والنمِـرُ
و نـازعـتنا الجـهاتُ الستُّ وجـهـتـنا=الـفـوقُ والـتحـتُ ثـم الأربَـعُ الأ ُخَــرُ
فـي كمب دافيد إجـرامٌ أعِـدَّ ، وفي=أوسلو اجتماعٌ ، وفي مدريد مؤتـمرُ
و زُعــزعــت ثَـمَّ أعــلامٌ و أشــرعـةٌ=مـن السـفـينـة ، والألـواح والـدسُـرُ
والريـح قاصفةٌ .. والشمس كاسفةٌ=والبـدر منخسفٌ .. والنـجـم مـنكـدرُ
وعُـطلت طـرق الإحساس في دمنا=الـذوقُ والشـمُّ والأسمـاعُ والبـصَــرُ
عشرون واثنـان ، شالت من بيارقها=ثـلاثـةٌ ، وأطـيـحَ الـتـسعةُ الـعَـشَــرُ
فـلا قريـشٌ ، ولا بكـرٌ ، ولا جُـشَــمٌ=و لا تمـيمٌ ، ولا قيـسٌ ، ولا مـضــرُ !
مـمـالـكٌ ما أقـيـمـت حـولـهـا جُــدُرٌ=لـكـنـهـا قـد أقـيـمـت بـيـنـهـا جُــدُرُ
برقُ الصواعق ، رعدُ الطائراتِ ، إلى=غيم الحرائق،شاموا الغيثَ وانتظَروا
فـبـال بـوشٌ عـلـى آنـافـهـم كـرَمــاً=فـأعلَنـوا الشكر ، ظنّـاً أنهم مُـطِـروا
لـم يبـق من ديـننا ، أو من عروبـتـنا=إلاّ الـدعـايـةُ ، والأسمـاءُ ، والـصُــوَرُ
و جـمـلـةٌ مـن شـعـاراتٍ نــرددهــــا=يـكـاد مـن ثـقـلـها الـتـاريـخُ يـنـأطــرُ
نعود يا قدسُ ، لكن أين كيف متى؟=لاضوء في الأفق يستهدي به النظرُ
ولا تَـهــِن يا عراق المجد ، نحن هنا=و لا حـقـيـــقـةَ إلا الكِــذبُ و الـهــذَرُ
ما نـحـن إلا صـغـارٌ في حـقـيـقـتـنـا=و بـالـقـيـاس إلـيـنـا يـكـبـرُ الصِّــغَــرُ
عــوراتُـنـا كـلـهـا لـلـعـيـن ظـاهـــرةٌ=أمـّا الـضـمـيـر لـدينـا فـهـو مـسـتـترُ
مـحـرمٌ في لـُهـانـا ، والـرؤوسُ عَـثـا=فيها جُمادى ، وفي أجـوافِـنـا صَـفَـرُ
واستحكم الذل واستشرى الهوانُ بنا=حـتـى قـبـلنـا بمـا لا تـقـبـلُ الـحُـمُـرُ
نُـهـيـبُ بالحـظ يـسـتـبـقي بقـيـتـنا=و الـحـظ ليس لـه دخـلٌ ، بل القـدَرُ
لمّا اقـتـفـيـنا هـداةً ضـل سعـيُـهـمُ=ساروا بنا كيف شاءوا، لا كما أ ُمِـروا
قال اذهـبوا (حيث ألقَتْ) إنكم بشرٌ=على المجاز ، وإلا لستمُ البشَـرُ !!
*** ***
مـن أي بـقـعـةِ رمـل ٍ عُربُنـا خُـلقـوا=من أي طـينةِ أرض ٍ سَبْخـةٍ فُـطِـروا
الناسُ حَـطّت على المريـخ صـاعدةً=و نـحـن في هُــوّةٍ عـمـيـاءَ نـنـحـدرُ
و النـاسُ وحَّـدها بـغـيٌ ، و واحـدُنـا=في ذاته اثـنـيـن مقسـومٌ ومنشطرُ
غـابـاتُ نـاس ٍ تـهابُ العـينُ كـثرتَـها=كـأنـهـا الـشـوكُ ، لا ظـلٌّ و لا ثـمــرُ
نـــام الـزمـانُ وهــم يـقـظـى لآونــةٍ =حتى إذِاستيقظت أعداؤهم شخَروا
و البعـضُ قبل قيام المحنةِ انبطـحـوا=و البعضُ قبل اشتعال الفتنةِ انصهروا
و البعضُ قد أسلموا للغرب صـانعِـهِم=و بـالـعـروبــةِ و الإسـلام قـد كـفــروا
و هم بأسمى معاني القتل ماقُتلوا=لكن بأوطـا معاني الأسر هم أ ُسـروا
يا قـدسُ لا تـَرْجُ مـنـا نـجــدةً أبــــداً=و لا يَـغُــــرَّنْـــكَ أنـّا مـعـشــرٌ كُـــثُـرُ
ناموسُنا عاد كالناموس ِ ،إن عَصَفتْ=ريـحٌ ، يـغـيـبُ ، فــلا عـيـنٌ و لا أثَــرُ
و يا عراقُ أغِـثـنـا أنتَ ، مُـتْ عَـجـِلاً=لـيـغـتـذي بـك هذا الـدود والحـشَـرُ
ثـلاثـمـائـةِ مـلـيـونٍ تــضـيـقُ بـهـم=بـقـيـةُ الـوطن المـنـهـوب لو قُـبـِـروا
نبـيـع عشرين مليـوناً ، يعيـشُ بهم=عـشـرون لـصـاً ، ليقـتاتوا ويتّـجــروا
لا ديـنـنـا ، لا غـنـانـا ، لا عـروبـتُــنـا=لا جـذرُنـا الحـر ، لا تاريـخُـنـا العـطـرُ
أضفت على قُبحنا من حسنها طرَفاً=بـل ليـس يـظـهـر مـنـهـا عـنـدنا أثـرُ
و كـلــنـا أمـــراءٌ ، لامــنـــاص لـــنـــا =من العـبـيـد سوى تـنـفـيـذ ما أمـروا
و كـلـنـا عـظـمـاءٌ ، لا نُـطـيـقُ لــهــا=رَدّاً إذا نَــهـبَــتْ أقــواتَـنــــا الــهـِـرَرُ
و كـلـنـا حُـكـمـاءٌ ، لا يُـقــــاسُ بـنــا=إلاّ هَــبـنَّــقَــةُ الـقـيـسيُّ و الـنـفَــرُ
و كـلـنـا حـلـمـاءٌ ، مــن بَــلادتِــنــــا=كـأنـنـ في مـسالـيـخ الـردى بــقــرُ
و كـلـنـا عـلـمـاءٌ ، مـن جَـهـالـتـِنــــا =يَـهـمـي البـلاءُ علـينا مثـلما المـطرُ
و كـلـنـا أدبــــاءٌ ، مـن ثـقـافـتــنـــــا=تُـشـــ ّهُ الـقـيـمُ الـعُـلـيـا و تـنـدثــرُ
و كـلـنـا شـُعـراءٌ ، مـن حَـمـاسَـتـنـا=تَحمى الأسِــرّةُ حتى تَـقدح السُّـرَرُ
... ... ...
الـثــأرُ يـُلـغـى إذا ثــارت غـرائــزُنــــا=و الـوتْـرُ يُـمحى إذا مـا دنـدنَ الـوتَـرُ
قـد تـخطر القدسُ في أذهان قـادتنا=فــلا يـكـــونُ لـهـا وزنٌ ، ولا خَـطَـــرُ
و لا تُــؤثـِّـرُ فـي وجــدانـهــم أبَـــــداً=إلاّ ( العيون التي في طرفها حَـوَرُ )!
بـنـى لـنـا أوّلـونـا الـمـجـدَ شاهـقـةً=عـِمـادُه ، و علـيـنـا هَـدمُ ما عَـمَـروا
هل سائل ٍ نـفـسَهُ بالجـدِّ أو فَــرَضاً=مـاذا نـقـول لـهـم لو أنـهم نُشِـروا ؟
*** ***
يـا أمّــةً فـي ظــلام الـلـيـل قـابـعـةً=و إن فـي رَجَـوَيـْها الشمسُ والقـمرُ
ضـيّعـتِ حـزمكِ مذ ضيـّعتِ طـائـعـةً=وصـيـةً كـان قـد أوصـى بـهـا عُـمَــرُ
فـالآن فـاسـتـنـجـِِدي لـلثـأر أغـربــةً=تُـعـلي النـعيـق ، ولا نـابٌ ولا ظُـفُـرُ
أو فـاعـلمـي أنـهـا حـربٌ صـلـيـبـيـةٌ=صَـمّـاءُ عـمـيـاءُ ، لا تُـبـقـي ولا تَـذَرُ
إذِ الـعـراقُ غـدا بــالـحـرب مـبـتَــدَءاً=فـيـا لَـســوأةِ مـا يـأتـي بـه الـخـبـَـرُ
فـــلا الـكـويــتُ و لا الأردنُّ آمــنـــــةٌ=و لا الـحـجــاز و لا مـصــرٌ و لا قـَطـَـرُ
بـيــادرٌ حــول نــار ٍ أوقِـــدت عَـبَـثـــاً=من لم يـطُـلـه لهـيبٌ طـالـَه الشّـرَرُ
فـلـتـرجـعـي لـكـتـاب الله مـعـلِـنـــةً=أحـكـامَ ما سـنّـتِ الآيـاتُ و الـسـوَرُ
و لْـتـَرفـعـي بـدلَ الـتـيـجـان عـاليـةً= راياتَ عزٍّ ، هي الأقـمـاطُ و الـخُـمُـرُ
(وفــاءُ) (آيــاتُ) (إيـمـانٌ) و زمـرتُــهــا=و (درةٌ) حـســدت أمـثــالَــهُ الـــدررُ
بـهــؤلاء يُـشَـقُّ الـفـجــرُ مـنـبـلـجــاً=إن فجّـروا هدفاً ، أو إن همُ انفـجروا
لا بــالـذيـن إذا قـِــط ٌّ تَـثــــاءبَ ، أو=دجـاجـةٌ قَـوقَـأتْ في حَـيـهم ذُعِـروا
دعـوا أطـَيـْفـالـنـا يـحـمـون عـزتَـنـــا=فـــربـمـا قـلّـدونــا إن هــمُ كَـبــــِروا
الأمـرُ أكـبَرُ من طـفـل ٍ و من حـجـَرٍ=و الطـفلُ أكـبَرُ من أمـر ٍ له ائـتـَمَـروا
أسـلافُـنـا أدركـوا هــذا و حـكـمـتـَـهُ =فـكان من أجـل هـذا يُـعـبـَدُ الحَـجـرُ
يـا مـسـلـمـونـا ، و يـا أحـرار أمـتـنـا=تـنـبـهـوا يـا أ ُلي الألـبـاب واعـتـبروا
النـصـرُ أقـرب مـن حـبـل الـوريــد إذا=شئتم ، و شرطه ميسورٌ ومخـتـصَـرُ
( إن تنصروا الله ينصرْكم ) إذاً فضَعوا=في البالِ (إنْ) ، و ثِقوا أنّا سننتصرُ .
22/4/2003