اشرف نبوي
26-01-2011, 12:49 PM
ثالث ثلاثة
عودنا التاريخ أن يدون الحقيقة مهما حاول البشر خنقها ودفنها أو تزيفيها ، ومهما مر من وقت فأن التاريخ لا يعرف للكذب معني ، وهو شاهد علي حمق البشر وتعاظم حمق بعضهم ممن حاولوا طمس الحقائق وتغيير ما لا يمكن تغييره بجهلهم تارة وبعنادهم وتكبرهم تارة ، ولا يبقي من سير الأولين إلا الحقائق التي ترفعهم وتخلد ذكرهم أو تعريهم وتسجل خزيهم ، ولعلنا بتنا في الآونة الأخيرة نتعجل الأحكام ولا ننتظر حكم التاريخ الذي هو اصدق وأوقع كونه يأتي مجردا وبعد أن يكون القادرين علي طمس الحقيقة أو جزء منها قد غادروا وباتت الحقيقة مجرده جلية ساطعة ، ونحن نري الكثير من التقييمات تحصل الآن لأحداث حدثت بالأمس القريب ، ونري إنتقادات توجه لزعماء كانوا بالأمس القريب قادة في أممهم واتخذوا من القرارات ما غير وجهة الأحداث في العالم وليس علي مستوي بلدانهم فحسب ،
لذا فقد طرأ علي ذهني والحال كذلك أن نقوم بعمل تقييم ومقارنه بين ثلاثة من قادتنا الذين تولوا المسئولية في بلد عربي كبير هو مصر ولن أتطرق إلي عهد الملك فاروق لأنه لا يصح مقارنه حالة بحالة أخري تختلف كليا ، كما إنني لن ادخل اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الثورة في المقارنة نظرا لقصر فترة رئاسته ، وسأحاول أن أكون موضوعيا لأننا بشر ولن نعدل ولو حرصنا ، وبصدق أنا أحاول أن اعقد مقارنه لنفيد منها في مستقبلنا ليس كدولة فحسب بل كأمه تتشابه مقدراتها وتتشابك مصالحها لعلنا من خلال تلك المقارنة نعي ما نحن مقبلون عليه يوما بعد يوم فتستفيق الأجيال القادمة وتحاول إصلاح ما أفسده (( لن أقول الدهر ) لأن الدهر لا يفسد شيئا بل نحن ) بل ما أفسده قادتنا مرة بعد مرة دون أن يشعروا بالعار أو الخجل ،
ولا أريد أن يظن ظان إنني ضد طرف من الأطراف بل إنني أحاول أن أقدم ملخصا وقراءه في ثلاث حقب مرت علينا بما حملته من سلبيات وإيجابيات دون أن أميل أو أمدح أو أقدح بل سأحاول قدر جهدي انتهاج الموضوعية ، كما إنني لن أتطرق لذوات الأشخاص بل سيكون ديدني هو نتاج أفعالهم وحصيلة ما قدموه من خير أو ما اقترفوه في حق الوطن والأمة ، كما إنني أكرر وأؤكد علي إن هذا ليس هجوم بقدر ما هو إضاءة للطريق لنتلافى أو نحاول أن نتلافى مستقبلا ما وقعنا فيه كقادة وكشعوب من أخطاء مستقبلا ،
جمال عبد الناصر ، يمكننا فتح قوسين لنسجل السد العالي ، كرامة الأمة وعزتها وسعيه إلي تحريرها ووحدتها ،قرار تأميم قناة السويس، مساهمته في التحضير لمعركة استعادة الكرامة 73 ، المعتقلات و السجون ، والبطش والتعذيب ، هزيمة يونيو 67 ذهب الرجل بكل حسناته وسيئاته لكن التاريخ احتفظ له بقدر من الأحترام والتقدير ،
محمد أنور السادات استكمال التحضير للحرب وقراره الشجاع بخوضها ، فتح قناة السويس ، قراره بعمل مناطق حرة بكل ايجابياتها وسلبياتها التلاعب بقوي المعارضة وتحريضه لبعضهم علي بعض ليظل ممسكا بزمام الأمر طوال الوقت ، المعاهدة المشئومة مع إسرائيل وما تبعها من تنازلات ، بداية ظهور الفساد والمحسوبية ، ورغم كل هذا فقد شهد له أعدائه قبل أصدقائه إنه كان صاحب رؤية سياسيه ودهاء جعله التاريخ محط بعض التقدير والاحترام ،
محمد حسني مبارك المساهمة في الانتصار في حرب الكرامة 73 ، افتتاح كوبري هنا أو طريق هناك سفراته المتكررة والكثيرة لجميع دول العالم علي حساب الشعب ، ضياع الشعور بالأمن لدي المواطنين ، ، تفشي الجوع والفقر ، انتشار البطالة والمحسوبية والفساد علي نطاق واسع ، ازدياد الطائفية والعنصرية بين أبناء الوطن واستعمال الشرطة والجيش في غير ما وجدوا لأجله ، حوادث الاعتداءات المتكررة علي طول الحدود مع العدو الصهيوني وصمته إزائها ، فتح الباب علي مصرعيه لأبناء الكيان الصهيوني للدخول والتواجد للتجارة والتخريب المتعمد لقطاعات استراتجيه كالزراعة والصناعة في مصر ،
أذن بنظرة بسيطة يتضح أن الأمور تصير من سيئ إلي أسوأ ، ولكن زيادة السوء في هذه الحقبة وتحت مظلة حكم أستمر بلا غطاء شرعي لهذه المدة الطويلة يحتم علي القيادة أن تراجع أجندتها ويحتم علي الشعب أن يقوم بنفسه بثورة تصحيحه بيضاء تسهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الوطن السليب الذي فرغ من كل مقوماته وطاقاته وثرواته ووضعت جل مقدراته في يد ثلة من المنتفعين الواهمون بأنهم وحدهم القادرين علي انتشال هذا البلد مما هو فيه من ضياع ، لكنهم نسوا أو تناسوا أنهم هم السبب الرئيس في كل ما يقاسيه هذا الوطن وأبنائه ، كما إنهم تناسوا أن أبناء هذا الوطن قد صبروا وأفسحوا لهم المجال علي مدار عدة عقود رغبة منهم في أن يروا أثار وعودهم الكاذبة بالإصلاح ،
حري بالقيادة السياسية في مصر أن تفسح المجال لغيرها بعدما ثبت فشلها في إنتشال الوطن من مستنقع الفقر والفساد والغلاء والمحسوبية ، على مر عقود ثلاث بل علي العكس فقد غاص الوطن أكثر فأكثر في هذا المستنقع ، حري بها أن تتعلم من سقطات الأخرين وتتنحي في هدوء لتحافظ علي ما تبقي من ماء الوجه ، وتسلم الراية للمخلصين من أبناء مصر الذين يسعون لإنقاذها ، لا أقول لحزب أو جماعة معينة بل أقول للخلصاء من أبناء هذا الوطن الذين يسعون للإصلاح دون أن يكون لهم مطمع في كرسي أو منفعة وهم كثر والحمد لله ،
كتبت ما كتبت قبل أن أري هبة الجموع المصرية يوم الغضب وقد كنت أتمنى أن يحدث ما حدث لكن لم يتجاوز أملي سقف الحلم ، لكني وبعد الذي شاهدته بأم عيني ، أري أن الفرصة سانحة الآن وأكثر من أي وقت مضي للقيادة السياسية في مصر بالكامل لتتنحي احتراما لنفسها ولشعب مصر وتعلن عجزها عن تقديم حلول ناجعة تقضي علي تفشي البطالة والفقر والفساد ، قبل أن تجبر علي الهرب من وجه الطوفان الذي بدأت نزره ، وربما إن هي فعلت هذا حفاظا علي دماء أبناء هذا الوطن الجريح ، أقول ربما يذكرها التاريخ يوما بقدر من الاحترام ، أو علي أقل تقدير لا يلقي بذكراها في مذبلته ،
أشرف نبوي
عودنا التاريخ أن يدون الحقيقة مهما حاول البشر خنقها ودفنها أو تزيفيها ، ومهما مر من وقت فأن التاريخ لا يعرف للكذب معني ، وهو شاهد علي حمق البشر وتعاظم حمق بعضهم ممن حاولوا طمس الحقائق وتغيير ما لا يمكن تغييره بجهلهم تارة وبعنادهم وتكبرهم تارة ، ولا يبقي من سير الأولين إلا الحقائق التي ترفعهم وتخلد ذكرهم أو تعريهم وتسجل خزيهم ، ولعلنا بتنا في الآونة الأخيرة نتعجل الأحكام ولا ننتظر حكم التاريخ الذي هو اصدق وأوقع كونه يأتي مجردا وبعد أن يكون القادرين علي طمس الحقيقة أو جزء منها قد غادروا وباتت الحقيقة مجرده جلية ساطعة ، ونحن نري الكثير من التقييمات تحصل الآن لأحداث حدثت بالأمس القريب ، ونري إنتقادات توجه لزعماء كانوا بالأمس القريب قادة في أممهم واتخذوا من القرارات ما غير وجهة الأحداث في العالم وليس علي مستوي بلدانهم فحسب ،
لذا فقد طرأ علي ذهني والحال كذلك أن نقوم بعمل تقييم ومقارنه بين ثلاثة من قادتنا الذين تولوا المسئولية في بلد عربي كبير هو مصر ولن أتطرق إلي عهد الملك فاروق لأنه لا يصح مقارنه حالة بحالة أخري تختلف كليا ، كما إنني لن ادخل اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الثورة في المقارنة نظرا لقصر فترة رئاسته ، وسأحاول أن أكون موضوعيا لأننا بشر ولن نعدل ولو حرصنا ، وبصدق أنا أحاول أن اعقد مقارنه لنفيد منها في مستقبلنا ليس كدولة فحسب بل كأمه تتشابه مقدراتها وتتشابك مصالحها لعلنا من خلال تلك المقارنة نعي ما نحن مقبلون عليه يوما بعد يوم فتستفيق الأجيال القادمة وتحاول إصلاح ما أفسده (( لن أقول الدهر ) لأن الدهر لا يفسد شيئا بل نحن ) بل ما أفسده قادتنا مرة بعد مرة دون أن يشعروا بالعار أو الخجل ،
ولا أريد أن يظن ظان إنني ضد طرف من الأطراف بل إنني أحاول أن أقدم ملخصا وقراءه في ثلاث حقب مرت علينا بما حملته من سلبيات وإيجابيات دون أن أميل أو أمدح أو أقدح بل سأحاول قدر جهدي انتهاج الموضوعية ، كما إنني لن أتطرق لذوات الأشخاص بل سيكون ديدني هو نتاج أفعالهم وحصيلة ما قدموه من خير أو ما اقترفوه في حق الوطن والأمة ، كما إنني أكرر وأؤكد علي إن هذا ليس هجوم بقدر ما هو إضاءة للطريق لنتلافى أو نحاول أن نتلافى مستقبلا ما وقعنا فيه كقادة وكشعوب من أخطاء مستقبلا ،
جمال عبد الناصر ، يمكننا فتح قوسين لنسجل السد العالي ، كرامة الأمة وعزتها وسعيه إلي تحريرها ووحدتها ،قرار تأميم قناة السويس، مساهمته في التحضير لمعركة استعادة الكرامة 73 ، المعتقلات و السجون ، والبطش والتعذيب ، هزيمة يونيو 67 ذهب الرجل بكل حسناته وسيئاته لكن التاريخ احتفظ له بقدر من الأحترام والتقدير ،
محمد أنور السادات استكمال التحضير للحرب وقراره الشجاع بخوضها ، فتح قناة السويس ، قراره بعمل مناطق حرة بكل ايجابياتها وسلبياتها التلاعب بقوي المعارضة وتحريضه لبعضهم علي بعض ليظل ممسكا بزمام الأمر طوال الوقت ، المعاهدة المشئومة مع إسرائيل وما تبعها من تنازلات ، بداية ظهور الفساد والمحسوبية ، ورغم كل هذا فقد شهد له أعدائه قبل أصدقائه إنه كان صاحب رؤية سياسيه ودهاء جعله التاريخ محط بعض التقدير والاحترام ،
محمد حسني مبارك المساهمة في الانتصار في حرب الكرامة 73 ، افتتاح كوبري هنا أو طريق هناك سفراته المتكررة والكثيرة لجميع دول العالم علي حساب الشعب ، ضياع الشعور بالأمن لدي المواطنين ، ، تفشي الجوع والفقر ، انتشار البطالة والمحسوبية والفساد علي نطاق واسع ، ازدياد الطائفية والعنصرية بين أبناء الوطن واستعمال الشرطة والجيش في غير ما وجدوا لأجله ، حوادث الاعتداءات المتكررة علي طول الحدود مع العدو الصهيوني وصمته إزائها ، فتح الباب علي مصرعيه لأبناء الكيان الصهيوني للدخول والتواجد للتجارة والتخريب المتعمد لقطاعات استراتجيه كالزراعة والصناعة في مصر ،
أذن بنظرة بسيطة يتضح أن الأمور تصير من سيئ إلي أسوأ ، ولكن زيادة السوء في هذه الحقبة وتحت مظلة حكم أستمر بلا غطاء شرعي لهذه المدة الطويلة يحتم علي القيادة أن تراجع أجندتها ويحتم علي الشعب أن يقوم بنفسه بثورة تصحيحه بيضاء تسهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الوطن السليب الذي فرغ من كل مقوماته وطاقاته وثرواته ووضعت جل مقدراته في يد ثلة من المنتفعين الواهمون بأنهم وحدهم القادرين علي انتشال هذا البلد مما هو فيه من ضياع ، لكنهم نسوا أو تناسوا أنهم هم السبب الرئيس في كل ما يقاسيه هذا الوطن وأبنائه ، كما إنهم تناسوا أن أبناء هذا الوطن قد صبروا وأفسحوا لهم المجال علي مدار عدة عقود رغبة منهم في أن يروا أثار وعودهم الكاذبة بالإصلاح ،
حري بالقيادة السياسية في مصر أن تفسح المجال لغيرها بعدما ثبت فشلها في إنتشال الوطن من مستنقع الفقر والفساد والغلاء والمحسوبية ، على مر عقود ثلاث بل علي العكس فقد غاص الوطن أكثر فأكثر في هذا المستنقع ، حري بها أن تتعلم من سقطات الأخرين وتتنحي في هدوء لتحافظ علي ما تبقي من ماء الوجه ، وتسلم الراية للمخلصين من أبناء مصر الذين يسعون لإنقاذها ، لا أقول لحزب أو جماعة معينة بل أقول للخلصاء من أبناء هذا الوطن الذين يسعون للإصلاح دون أن يكون لهم مطمع في كرسي أو منفعة وهم كثر والحمد لله ،
كتبت ما كتبت قبل أن أري هبة الجموع المصرية يوم الغضب وقد كنت أتمنى أن يحدث ما حدث لكن لم يتجاوز أملي سقف الحلم ، لكني وبعد الذي شاهدته بأم عيني ، أري أن الفرصة سانحة الآن وأكثر من أي وقت مضي للقيادة السياسية في مصر بالكامل لتتنحي احتراما لنفسها ولشعب مصر وتعلن عجزها عن تقديم حلول ناجعة تقضي علي تفشي البطالة والفقر والفساد ، قبل أن تجبر علي الهرب من وجه الطوفان الذي بدأت نزره ، وربما إن هي فعلت هذا حفاظا علي دماء أبناء هذا الوطن الجريح ، أقول ربما يذكرها التاريخ يوما بقدر من الاحترام ، أو علي أقل تقدير لا يلقي بذكراها في مذبلته ،
أشرف نبوي