المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثقوب سوداء في نسيج الذاكرة(2)



فاطمة جرارعة
28-01-2011, 02:19 PM
ثقوب سوداء في نسيج الذاكرة (2).




اليوم أقفل تفاصيل روايتي معهم, وألصق على ظهورهم رسائل وداعي.



"7"


قالت له:
.منذ أن افترقنا وقلبي يتساقط كملامحك, انكساراً يصفعه انكسار,
يا لك من صدفةٍ يستحيل تكرارها!!
في مُحيّاكَ الخريفي تجتمع نكهة الأرض واصفرار العاصفة!
كم مرّة بحثتُ في عينيكَ عن الشيء الذي أضعتُه حين ارتميتُ في لعنة الظل المتآكل.
يا جنون روحي,
أحدَ عشر موتاً وأنا أقلّب صفحات الألم, فمتى تدركني لذّتي؟
أنت من علّمهم كيف يصطادون عن جبهتي أسفار الليل وقد انحسرت عنها أمتعة النهار..
أنت من سرّبت إليهم رجفة سبابةٍ تستأذنكَ النُطق.
وأنا...
ما أناْ إلا وجهٌ كباقي الوجوه,عندما تزدادُ خوضاً في دمي,ألملمُ حشرجات صمتي حتّى أتقن الذبول.

قلتُ لها:
مسختِ ليلكِ حتّى غدوتِ تشبهين جرحي.
فوداعاً يا هوائيّة...


"8"



كُسِرَتْ آخِر التيجان سهواً,
ومضيتَ تشهدُ أنني لا أكترثُ للراقصين في العتمة,
مفرداتي الصعبة كانت بحوزتك,
حتى بعثرتَ نبضي بين الترابِ رماداً تلهو به أمواج الهاربين من جفافك,
فعلام التلامزُ و المرور على قبري في ظلمة النهار؟؟!ا
كرهتُكَ درباً لا يقودني إلا إلى خيباتٍ أُخَر.
كرهتكَ صوماً لا يعود عليّ إلا بالجوعِ و المرض.
وفيٌّ هو الغيثُ حين يخالفك الميعاد,
لا تُطل الوقوف في ظل السماء,
فالبومة تحطّ فوق غصنها الأخير.
وداعاً أيها الأعور...



"9"



إن كُنتُ أرى الشرّ بالأحمر القاني,
فإنّي أجزمُ أنّك أشدّ زرقةً من نجمةٍ أشعلت ذاتَها في ركنٍ بعيد كي لا تحرق رُوّاد المحطّة الموقدة.
لستُ أنقى من أن يُجرّدني ضوء الرغبة من عذابي,
وأنتَ أترف من التغاضي عن دوائر طفولتي,
رغم ذلك يستعصي عليّ أن أنسى مذاق صمتك,
وقراراتك التي كانت تتجه معها كلّ الأسهم,
ما زلتُ أستُرُ عنكَ صوابي,
لكنني أعدكَ ألا أعودَ إلى صحراء الموت الثامن عشر..
ها أنا أختصرُ عليكَ جرحك, وأسافر كأيّ صورةٍ سقطت من حقيبتك المكتظّة بالصور.
يؤسفني أننا بعد وداعٍ طويل التقينا في زمانٍ خاطئ, ومكانٍ أكثر خطأ.
وداعاً أيّها الخطأ الذي لم أرتكب...



"10"



الدهرُ لا ينام,
وأنتم تعشقون الموت محقوناً بألوان الحياة,
وتجيدون ترتيل حبال الخيبة,
كي تنبتَ فوق العتبات سطور زنبقٍ أسود,
يخجل منها الصوت ويمشي في طريقي
محرابُ وجعي قد تصدّعت جدرانه, وأنتم عاكفون,
تحاولون طمس وجودي بلا وجودكم,
وتقتحمون عالمي بلا عالمكم,
وأنا التي كنت أتوسّل إليكم أن تأسروا مائي إلى ميعاد النكسة الأخرى
أقسمتُ ودمعي شاهدٌ أنني ما زلتُ أنزف,
رغم أُفولي سيظلّ الفجر فجري,
وسأبقى سيّدة البنفسج,
وأنتم مجرّد نتوء صفراء تستوطن جسدي.
أيّها الذائبون في دمي,
استنشقوا غربتكم في كياني,
ولكن...
لا تجمعوا أشياءكم ايذانا بالغروب,
فوجودكم يجعلني أجمل.
إلى لقاءٍ يا بقاياي التائهة.






فاطمة جرارعة

عتيق بن راشد الفلاسي
28-01-2011, 02:31 PM
ليس لي الحق في خوض بحرك الزاخر هنا يا فاطمة، وحسبي الوقوف مشرأب العنق أمام قامة من قامات صنع الكلمة تجلت في هذا النص الموعود بالكمال ، كما وُعد بأرقى درجات الجمال..
تقبلي مع مروري مزيد إعجابي، وودي.

أماني عواد
28-01-2011, 02:39 PM
الاستاذة فاطمة جرارعة




لستُ أنقى من أن يُجرّدني ضوء الرغبة من عذابي,
وأنتَ أترف من التغاضي عن دوائر طفولتي,
رغم ذلك يستعصي عليّ أن أنسى مذاق صمتك,

تعبير موجز |بليغ| صادق | مؤلم
فبعض الجراحات تحفر في الذاكرة وشمأ لو تناسيناه واجهتنا به مرآة ذكرانا كل صباح


رغم أُفولي سيظلّ الفجر فجري,
وسأبقى سيّدة البنفسج,
وأنتم مجرّد نتوء صفراء تستوطن جسدي.
أيّها الذائبين في دمي,
استنشقوا غربتكم في كياني,
ولكن...
لا تجمعوا أشياءكم ايذانا بالغروب,
فوجودكم يجعلني أجمل.
إلى لقاءٍ يا بقاياي التائهة.

يتجلى الحنين رائعا رغم انف الشموخ

رائعة سلمت يداك

محمد رامي
28-01-2011, 04:43 PM
تداعيات من أفق الزمان
تجلى صخبها كانها بركان
لتكون وشماًمقرحاً على مر الزمان
تعددت ألوانها لكنها بقيت سوداء
تجنر من جسد الذاكرة باستمرار
ان كانت تأويلاً فهي سراب
وإن كانت حقيقة فانها لاتطاق
تتالت المفردات بإغراء
ساقتنا الى مناهل الإبداع
فشربنا من منهل هذا العطاء
سلمت أناملك
تحيتي وتقديري

لمى ناصر
28-01-2011, 05:32 PM
ثقوب أوجعت النبض بمرارة
الانكسار وبقايا تائهة في دروب
العتمة بألوان متعددة.
نبض متألق سلمك ربي كاتبتنا المبدعة.

كريمة سعيد
28-01-2011, 09:12 PM
وقفت أتأمل هذه الكلمات التي تشكلت في لوحات متعددة القراءات
ولم تسعفني اللغة لمجاراتها، فكل لوحة عالم بذاته يحيل على عوالم مختلفة
إعجابي وتقديري

فاطمه عبد القادر
28-01-2011, 10:55 PM
رغم أُفولي سيظلّ الفجر فجري,
وسأبقى سيّدة البنفسج,
وأنتم مجرّد نتوء صفراء تستوطن جسدي.
أيّها الذائبين في دمي,
استنشقوا غربتكم في كياني,
ولكن...
لا تجمعوا أشياءكم ايذانا بالغروب,
فوجودكم يجعلني أجمل.
إلى لقاءٍ يا بقاياي التائهة.






السلام عليكم صديقتي العزيزة فاطمة جرارعة
ما أروع ما كتبت هنا عزيزتي ,,كانت نثريتك نبعة عذبة متدفقة بلا توقف ,لتصف تأزمات في القلب وآلام في الحياة
كان الإبداع في تصوير المعاني أكثر ما شدني في هذا النص الرائع
كلماتك جميلة راقية متمكنة
لغتك قوية وجميلة
ولكن يصعب على المتلقي سبر أغوار القضية لبعض غموض فيها
أليس من الأفضل أن نتوخى بعض الوضوح ؟؟
وغير هذا,,, فهي قمة في الروعة
أعجبتني للغاية
للتثبيت
ماسة

فاطمة جرارعة
31-01-2011, 08:34 PM
ليس لي الحق في خوض بحرك الزاخر هنا يا فاطمة، وحسبي الوقوف مشرأب العنق أمام قامة من قامات صنع الكلمة تجلت في هذا النص الموعود بالكمال ، كما وُعد بأرقى درجات الجمال..
تقبلي مع مروري مزيد إعجابي، وودي.


أخي الأديب الفاضل أحمد الفلاسي

أشكر لك حضورك وجميل ثنائك

هو بعضٌ مما لديكم

وما نحن إلا تلاميذ لهذه الحياة

تحيتي و وُدّي

فاطمة جرارعة
31-01-2011, 08:50 PM
الاستاذة فاطمة جرارعة




تعبير موجز |بليغ| صادق | مؤلم
فبعض الجراحات تحفر في الذاكرة وشمأ لو تناسيناه واجهتنا به مرآة ذكرانا كل صباح



يتجلى الحنين رائعا رغم انف الشموخ

رائعة سلمت يداك



أختي الفاضلة الأديبة أماني عواد

بدأتِ الحديث بكلمةٍ صغرنا عنها فنّا و سِناً

لكنّكِ أحسنتِ الوصول إلى شيء ما

كان مكتوماً في داخلي, فبحتِ به

شكراً لحضورك الصادق

تحيتي و الياسمين

صهيب توفيق
01-02-2011, 11:12 AM
أختي الشاعرة فاطمة جرارعة/
مضى وقت طويل لم أقرأ لك أيتها المبدعة ...
كلمات في الصميم كما عهدناك.
سأصفق بحرارة لهذا التألق
كوني بخير دائما ولك تحياتي العطرة

فاطمة جرارعة
05-02-2011, 05:55 PM
تداعيات من أفق الزمان
تجلى صخبها كانها بركان
لتكون وشماًمقرحاً على مر الزمان
تعددت ألوانها لكنها بقيت سوداء
تجنر من جسد الذاكرة باستمرار
ان كانت تأويلاً فهي سراب
وإن كانت حقيقة فانها لاتطاق
تتالت المفردات بإغراء
ساقتنا الى مناهل الإبداع
فشربنا من منهل هذا العطاء
سلمت أناملك
تحيتي وتقديري


أخي الفاضل الأستاذ محمد رامي

ازدانت صفحتي بحضورك الراقي

فشكراً

تحيتي ومودّتي

فاطمة جرارعة
05-02-2011, 06:09 PM
ثقوب أوجعت النبض بمرارة
الانكسار وبقايا تائهة في دروب
العتمة بألوان متعددة.
نبض متألق سلمك ربي كاتبتنا المبدعة.


عزيزتي لمى

أشكركِ على مروركِ الخفيف

تحيتي والياسمين

فاطمة جرارعة
05-02-2011, 06:25 PM
وقفت أتأمل هذه الكلمات التي تشكلت في لوحات متعددة القراءات
ولم تسعفني اللغة لمجاراتها، فكل لوحة عالم بذاته يحيل على عوالم مختلفة
إعجابي وتقديري


عزيزتي الكريمة كريمة

شكراً على حضورك الراقي

و شكراً على التعديل

تحيتي وخالص الودّ:0014:

فاطمة جرارعة
05-02-2011, 06:39 PM
رغم أُفولي سيظلّ الفجر فجري,
وسأبقى سيّدة البنفسج,
وأنتم مجرّد نتوء صفراء تستوطن جسدي.
أيّها الذائبين في دمي,
استنشقوا غربتكم في كياني,
ولكن...
لا تجمعوا أشياءكم ايذانا بالغروب,
فوجودكم يجعلني أجمل.
إلى لقاءٍ يا بقاياي التائهة.






السلام عليكم صديقتي العزيزة فاطمة جرارعة
ما أروع ما كتبت هنا عزيزتي ,,كانت نثريتك نبعة عذبة متدفقة بلا توقف ,لتصف تأزمات في القلب وآلام في الحياة
كان الإبداع في تصوير المعاني أكثر ما شدني في هذا النص الرائع
كلماتك جميلة راقية متمكنة
لغتك قوية وجميلة
ولكن يصعب على المتلقي سبر أغوار القضية لبعض غموض فيها
أليس من الأفضل أن نتوخى بعض الوضوح ؟؟
وغير هذا,,, فهي قمة في الروعة
أعجبتني للغاية
للتثبيت
ماسة


سميتي الغالية

ألفُ شكرٍ على التثبيت

أسعدتني جداً

وأما عن الوضوح,,,

لا أدري,,

رُبّما لأن الرسائل تتصل بمواقف لو علمها المتلقي لاستساغ قراءتها

فقط

أشكركِ أُخرى على جميل إطرائك

تحيتي و الياسمين

فاطمة جرارعة
05-02-2011, 06:52 PM
أختي الشاعرة فاطمة جرارعة/
مضى وقت طويل لم أقرأ لك أيتها المبدعة ...
كلمات في الصميم كما عهدناك.
سأصفق بحرارة لهذا التألق
كوني بخير دائما ولك تحياتي العطرة




أخي الفاضل الأديب صهيب توفيق

ماأبعد الزمان عنّا وما أضيقه علينا!

أشكركَ على حضورٍ ردّ إلى ذاكرتي المُشوّهة شيئاً ما

تحيّة طيبة

لكَ وللماضي