تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في حضرة الفرعون



عبد الرحيم صادقي
31-01-2011, 11:54 PM
صرخ الشبان: يا زين، يا زين!
قال: مجيبا قصدتم.
قالوا: أضْنَتنا البطالة.
قال: خيرا تَلْقَون.
قالوا: فمتى؟
قال: صبراً تُفرَج.
قال العمال: يا زين، يا زين!
قال: أهلاً حللتم.
قالوا: نشكو شضف العيش.
قال: سيحسُن حالكم.
قالوا: فأنَّى ذاك؟
قال: خُلِق الإنسان عجولا.
نادى الأحرار: يا زين، يا زين!
قال: كريما سألتم.
قالوا: نريد الكرامة.
قال: أُجيبَ سؤالُكم.
قالوا: فمتى؟
قال: عن قريب تُسَرُّون.
نادى المثقفون: يا زين، يا زين!
قال: حكيما دعَوتم.
قالوا: نبتغي الحرية.
قال: أحرار أعِزَّة.
قالوا: فما الأجَل؟
قال: فاز الأنِيُّ.
قال البُسطاء: يا زين، يا زين!
قال: سميعٌ مجيب.
قالوا: أشقانا كتمُ النَّفَس.
قال غيرهم: مَلَلنا الذلة.
قال آخرون: أعيانا المُخبِرون.
تتابع الصراخ: كثرت العيون، مللنا السكون، طال الركون، طفح المُجون...
تعالى الهتاف، وحمِي الوطيس. تَفقَّد زين مِنْساتَه، ضرب بها الجموع فانكسرت.
قال زين: مطالبُكم مُجابة. ولقد أفسدَتنا البطانة.
قالوا: طال الانتظار. فأطْلِق الأحرار!
قال: أنتم المُصطفون الأخيار. قد عفونا عن المسيء، وأَقَلْنا الظالم.
قالوا: فأنت الظالم والمسيء.
قال: وما بُغيتكم؟
قالوا: أيسر خطب، اغرُبْ عنا!
قال: خادمُكم أنا، سأقيمُ العدل.
قالوا: سبق السيفُ العذل.
قال: ارحموا عزيز قومٍ ذل!
قالوا: فأين كان العدل آنفا؟
قال: لا يُقطف الثمر قبل النضج.
قالوا: أفأنضَجَتْنا العصا؟
قال: لا بد مما ليس منه بد.
هتف الجميع: لَنحن العبيد إن بقيت. إنما تُنال المطالب غِلابا.
واستمر الصراخ.

:007:

ربيحة الرفاعي
01-02-2011, 09:32 AM
وسقط
وسيقط البغاة واحدا تلو الآخر
فالجموع التي يصعب تثويرها من خمول، يستحيل اخمادها جذوة غضبتها متى هبت

وقد هبت
ولله الحمد

حوارية ساخرة وباهرة

دمت بألق

كريمة سعيد
01-02-2011, 01:14 PM
حوارية بأسلوب ساخر عرف كيف يمزج بين الجد والهزل
لا يزال حوار الصم قائما والأمل يكبر في انبلاج صبح جديد
المورق عبد الرحمن صادقي
شكرا على هذا الحرف الملامس لأعماقنا
تقديري

كاملة بدارنه
03-02-2011, 02:22 PM
حواريّة مدهشة لغة ومضمونا أستاذ عبد الرّحيم

" إن عشت فعش حرّا أو مت كالأشجار وقوفا ...

تقديري وتحيّتي


(ملحوظة: شظف العيش )

عبد الرحيم صادقي
03-02-2011, 03:13 PM
الأخت كاملة بدارنه
أسعدني مرورك، احتراماتي
ولك الشكر على الملحوظة

آمال المصري
08-10-2013, 08:57 AM
ومازال فرعون قائما .. ربما اكتسى قناعا آخر ولكنه صار أشد إذلالا لشعبه
حوار ساخر ساخط لواقع لم نبرأ منه أجدت نحت معالمه بحرفك المائز أديبنا الفاضل
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
29-10-2013, 12:31 PM
حوارات سريعة وجميلة وقوية
وصفت الواقع السياسي بأسلوب رائع
أمتعتني قراءتها وبعثت في نفسي الأمل

شكرا لك أخي

بوركت

محمد عبد القادر
30-10-2013, 01:20 PM
أكان لسان حال (زين) هنا
" ما كان فى الإمكان أكثر مما كان "
أم هم الضالون
؟!
جميلة هذه الحوارية سيدى
كل المحبة
و
إلى لقاء

سامية الحربي
30-10-2013, 02:59 PM
حوارية ماتعة ويستمر الصراخ طالما أصحاب السفينة يخرقونها .تقديري وتحاياي.

محمد الشرادي
30-10-2013, 03:07 PM
أهلا أخي عبد الرحيم
صبرنا على الظلم أعطى المبرر للظلم ليظل جاثما على صدورنا.
و صدق أبو القاسم
إذا الشعب يوما أراد الحياة....
تحياتي

خلود محمد جمعة
04-11-2013, 09:38 AM
حوارية ممتعة وعميقة
ما دام هناك قلم يكتب هناك امل بالغد
دمت
مودتي وتقديري