المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حجر شطرنج



عبدالله سليمان الطليان
07-02-2011, 03:40 PM
أطلق ذخيرته اللفظية وراح يرسم معالم بطولته المعتادة في ثرثرة مملة تجلب الخمول والكسل والبلادة , يقطفها دائما من سيرة والده الذي جرعه الاعتزاز والفخر في رمزيته العسكرية التي تبقى في دائرة الشكل الخارجي لمظهر لباسه وسلاحه .
كان والدي رحمه الله , عبارة تخرج من فمه متقنة التلقين يحرس هذا المكان , يقف من الساعة السادسة صباحا وحتى العاشرة مساء , كبله الصمت لحظات عندما تسرب إليه الحزن وسمر بصره إلى صورته التي يحملها معه في جيبه , ثم صدر من صدره زفره حارقه آه .... يا أبي سرقك الموت وأنت في عز شبابك, إنني الآن البس الزى العسكري قالها بحده الذي كنت تلبسه وتهتم بنظافته وترتيبه ... وهذا سلاحي قبض عليه بشده ورفعه في السماء تعال وانظر يا أبي إنني أمسكه بشكل جيد , أجهز عليه الانفعال فراح يصوب سلاحه في كل اتجاه وأرتفع صوته الأجش ..... تعال يا أبي وهو في شدة انفعاله انطلقت فجأة رصاصة من سلاحه , فغمره الرعب وارتعدت فرائصه فراماه جانباً .
وقال : الحمد لله أنها لم تصبني .. لبث في سكون ..أبي رحمك الله إن الرصاصة إصابة الجدار ... أنها استقرت في الجدار .. الحمد لله ليت تلك الرصاصة التي قتلتك كانت في هذا الجدار .. نظر إلى سلاحه والخوف يتملكه , أعتقد أنه شبيه في الذي كان معك انه سلاح قديم .
عاود مسكه من جديد في تردد إنني لن اهتم بك مثلما فعل أبي الذي دفع حياته ثمن ذلك الاهتمام , كان يعتني بنظافته دائماً لكنه غدر به قالها بحسرة وألم , تحرر من حاله وتجلد ونظر إلى كتفيه فتدفق الغرور إليه هذه إشارة الجندية التي طالما حلمت بها إنني في شوق إلى الترقية التي حرم منها أبي رغم سجله النظيف . غرق في التمني , سوف أحصل على إشارة أخرى لن أبقى بإشارة واحدة قالها وهو يضرب سلاحه بيده .
جال ببصره في المكان كمن يبحث عن شيء ضائع , سوف أترقى وأغادر من هنا من هذه البوابة اللعينة أقف كل يوم بلا حراك أعاني من الحرارة صيفا ومن البرود شتاء , إنني هنا منذ عشر سنوات , وبينما انفعاله مشتعل في جسده خمد فجأة على صوت رنين الهاتف .
أنت إيه الجندي في البوابة رقم أربعة لقد صدر أمر بغلق تلك البوابة وإحالتك إلى التقاعد .

نادية بوغرارة
10-02-2011, 01:59 AM
كنت أرقبه و هو ينفعل مع كل جملة و مع كل حركة ،

كأنه كان ينظر إليه في زجاجة مكسورة ، قديمة قدم ملف خدمته،

غير أنني لم أتوقع أبدا تلك النهاية الموفقة جدا ، و التي كشفت سر العنوان الذي اخترته :

حجر شطرنج.

جميلة هي قصتك إلى حد الدهشة .

:nj:

عبدالله سليمان الطليان
11-02-2011, 08:08 AM
نادية بوغرارة

تقبلي احترامي وتقديري

خالد الجريوي
11-02-2011, 06:16 PM
قصه قصيرة من الطراز الأول

شكرا لمداد هذ القلم المتميز

أخي الغالي

شكرا لك

عبدالله سليمان الطليان
15-02-2011, 02:10 PM
اخي الفاضل خالد الجريوي

اشكرك جزيل الشكر على مرورك
تقبل فائق الاحترام والتقدير

ربيحة الرفاعي
18-11-2012, 11:44 PM
نص جميل بفكرته وزاوية اقتناص المشهد للتعبير عنها
لكن تحريك حجارة الشطرنج في العسكرية لا تترتب عليه إحالة للتقاعد، ولعلك لو استثمرت إطلاقه الرصاصة ذريعة لذلك لكان أصوب

وأيضا
شابت النص هنات كان لك تفاديها ببعض مراجعة
أسوق مثالا عليها قولك :
إنني الآن البس الزى العسكري قالها بحده الذي كنت تلبسه ... كان يجب فصل الجملة الاعتراضية "قالها بحدة"
وارتعدت فرائصه فراماه جانباً . ... فرماه
أعتقد أنه شبيه في الذي كان معك انه سلاح قديم ... شبيه بالذي
أنت إيه الجندي ... أيها الجندي

أهلا بك ايها الكريم في واحتك

تحاياي

نداء غريب صبري
09-05-2013, 12:14 AM
قصة جميلة إنسانية وممتعة

شكرا لك أخي

بوركت

وفاء عرب
02-06-2014, 04:46 AM
سوف أترقى وأغادر من هنا من هذه البوابة اللعينة أقف كل يوم بلا حراك أعاني من الحرارة صيفا ومن البرود شتاء , إنني هنا منذ عشر سنوات , وبينما انفعاله مشتعل في جسده خمد فجأة على صوت رنين الهاتف .
أنت إيه الجندي في البوابة رقم أربعة لقد صدر أمر بغلق تلك البوابة وإحالتك إلى التقاعد .

اعجبني السرد
كل التقدير

آمال المصري
02-06-2014, 04:28 PM
نص جميل بفكرته وسرده الماتع حقق عنصر الإدهاش في الخاتمة
احتاج بعض تريث ومراجعة قبل النشر
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
12-02-2019, 04:51 PM
مشهد صيغ باقتدار من أديب امتلك حرفا سامقا
قصة قصيرة عميقة الطرح، رائعة الحرف والتصوير
سرد قوي وخيال محلق ونهاية صادمة
دمت ودام حرفك الباهي.
:v1::001::001:

عبدالله سليمان الطليان
11-03-2019, 09:41 AM
الفاضله نادية
شرفني مرورك على النص
دام قلمك
تقديري