تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نهضة أم طفرة!؟



عبدالصمد حسن زيبار
07-02-2011, 09:25 PM
نهضة أم طفرة!؟

عبدالصمد زيبار

http://4nahda.com/sites/default/files/imagecache/front_image/stories/1234_1.jpg

يقدم المفكر والفيلسوف الفرنسي - روجي كارودي - في كتابه – كيف يصير الرجل إنسانا؟- مقارنة لمعنى التغيير والتحول في علم الأحياء، وفي تاريخ المجتمعات، حيث يقول: " المتحول" في علم الأحياء مسمى لفرد يحمل ميزات تختلف عن مجموعته، فهو يعيش إضافة مغايرة لنوعه عبر ما يسمى بالطفرة .

قياسا عليه يمكن أن نسمي "المتحول" في تاريخ المجتمعات فردا كان أم مجموعة أفراد، يحملون لأنفسهم مشروعا جديدا بخطط اقتصادية اجتماعية وثقافية، ويهيئون "لطفرة تاريخية".

ويضيف أن هذه "الطفرة التاريخية" أحيانا تسمى " النهضة " ويقول أن هذا لا يقدم المعنى الصحيح لمفهوم وشروط النهضة.

فالنهضة عند كارودي ليست أبدا موجة أو ثورة من العنف ،أو تغيير بسيط في مواقع وشخوص السلطة والإدارة, النهضة عنده تغيير في كل حياة الناس، وهي انقلاب في حياة الفرد، وهذا يعني أنها تغيير جذري للغايات والنهايات, للقيم,لمعنى الحياة,وللتاريخ.

إذا فمعالم النهضة عند كارودي تتحدد في: رسم الغايات، وبناء القيم، وصياغة معنى الحياة، وتصحيح النظرة للتاريخ.

وهذا من صميم منهج كارودي المعتمد أساسا على المعنى والفكر والروح.

يمكننا طرح التساؤل حول ما يجري في وطننا العربي (تونس ومصر واليمن و الجزائر ...ألخ) من أحداث هل هي طفرات؟ أم نهضة؟

إذا ما قسناها بمنطق - روجي كارودي - فهي لا تحقق شروط النهضة! إذ أنها مؤشرات، ومعالم نحو تغيير وتحول، إذا فنحن في مرحلة "التغيير".

لكنه ليس تغيير عبر الطفرة - أي فجائي- فهو نتيجة تراكمات لجهود مجموعة من الفاعلين في قطاعات مختلفة (كالإعلام وجماعات المعارضة و المثقفين ...) ومن جهة أخرى نتيجة تراكم الضغط والكبت، أي الاختناق (غياب الحريات والنفس الأمني ...) ثم من جهة الثورة المعلوماتية التواصلية عبر الشبكة العنكبوتية، التي شكلت متنفسا افتراضيا للمختنقين سرعان ما وجد طريقه للعالم الواقعي.

شكلت هذه المحاور أعمدة مثلث إشعال الثورة، على غرار مثلث الاحتراق الذي يؤدي إلى إشعال النار.

و هذه الركائز الثلاثة، اثنتان منها مكتسبة للشباب الثائر، وهي الوعي الذي نشئ من خلال التراكم المعرفي، ثم التواصل من خلال ساحات الحوار البعيدة عن أعين المراقبة والتسلط، و الثالث يلعب دور ترمومتر القياس لغياب الحرية، ودرجة الكبت التي ما تجاوزت الحدود اكتمل مثلث الاشتعال لتهب الثورة من جديد, إذا فنحن أمام دائرة التصحيح والمراقبة، وهي آلية تؤشر على مستوى الوعي الذي فاق الكثير من التوقعات حتى من قبل الخبراء الاستراتيجيين والمراقبين .

والثورة تضل في إطار التغيير والمراقبة ,ولا تصل إلى تحقيق النهضة المنشودة ما لم تكمل دورة بناء الوعي، وتشكيل الذهنية مسارها, نحو رسم الغايات وبناء القيم ،ومعنى الحياة، والنظرة إلى التاريخ وفق ما حدده روجي كارودي.

و هنا نتحدث عن أدوار النخب التي تقود الجماهير,وتعمل في كلية الحياة ، وتكتب على أوراق العقول، وتبحث في دواوين المجتمع فاعلة ومنفعلة, أما النخب المنعزلة في نواديها مثلها كمثل مصباح في غرفة فارغة سرعان ما يخبو نوره.

الشعوب اليوم بدأت في رسم المعالم المستقبلية عبر ثورات الكرامة ،والتي يمكنها أن تترجم إلى نهضة حقيقة إذا ما وجدت الوعاء المعرفي والبوصلة النهضوية عبر الانفتاح والمعرفة والترشيد.

المجتمع العربي اليوم مهيأ أكثر من أي وقت سابق ليكون غراسا لغد مجيد ونهضة راشدة وحضارة إنسانية واعدة.

زهراء المقدسية
08-02-2011, 06:38 PM
مقال رائع للأخ عبد الصمد
يستحق الوقوف والتفكر

من وجهة نظري المتواضعة وحسب معطيات الواقع العربي
سأعتبر أن هناك طفرة وعي وإدراك حدثت لدى الشعوب المقهورة وخاصة الشباب
فالإدراك هو وعي الواقع بما فيه من أحداث ووقائع
يبلور فكرا يستثير تحولا لما هو قائم

هذه الطفرة لنقطف ثمارها عليها أن تتقدم بزخم لإحداث النهضة الحقيقية
وفق استراتيجية محكمة الدراسة لا أن تكتفي بنجاحات محدودة وقتية
أو أن تسمح لمن يقف حائلا دون تقدمها
أو من يحاول أن يخطفها إلى وجهة أخرى

هناك طفرة وعي عربي طريق للنهضة المنتظرة
هذا ما نتمناه

المقال للتثبيت تقديرا
مع كل الإحترام للأستاذ عبد الصمد

نادية بوغرارة
08-02-2011, 07:40 PM
نعلم أن موضوعا من توقيع الأخ عبد الصمد هو لا شك موضوع دسم

متخم بالفكر و مثير للحوار.

وهذا العرض يمكن اعتباره حلقة واسعة للنقاش ، و يحتملُ تقسيمه إلى مواضيع كثيرة

أجملَ الكاتب التطرق إليها في هذه السطور .

فمن الحديث عن الطفرة و النهضة عند المفكر الفرنسي روجي أو رجاء كارودي ،

الباحث دائما عن ماهية الإنسان الحقيقي ، حين يعتبر أن الطفرة في الأداء البشري

بانعتاقه من مصادره و مناهجه القديمة ،هي التي يمكن أن تُحدث نهضة بالمفهوم الصحيح .

إلى الحديث حول شرارة هذه الطفرة التي يجب أن تنطلق من الفرد اولا ، لتسري و تشب

في المجتمع بأسره .

و هنا نستطيع أن نضيف أن هذه الطفرة لا تستوجب بالضرورة أن يحمل رايتها الأفراد جميعهم ،

و لكن كما قال المفكر جودت سعيد يكفي أن تتحقق في فئة معينة مميزة ، يكونون أمّة بن الناس .

ثم بعد ذلك يثير الأخ عبد الصمد مووضوعا في غاية الأهمية ، بالرغم من أن إشارته إليه كانت عابرة ،

وهو دور موقع الثورة المعلوماتية متمثلة في الشبكة العنكبوتية في الانتقال بما هو افتراضي إلى ما هو واقعي .

ووسط هذا كله ينتقل إلى ربط كل ما سبق بالأحداث التي ابتدأت منذ أواخر العام الماضي ،

و التي تبدو للبعض كأنها حدث فجائي ، هبّة ثائرة و تعبير عن الغضب فقط .

و بالنظر إلى واقع الأمور أطرح السؤال التالي :

هل نصنّف ما يحدث في خانة النهضة حسب مفهوم العديد من المفكرين و منهم رجاء كارودي؟؟

و إن كان الجواب بلا ،فما الذي يجعل هذا الغضب و الاحتجاج الشعبي مختلفا عن ما حدث من قبل من ثورات ؟؟

و قد أجاب الأخ عبد الصمد على شطر السؤال الأول في آخر موضوعه ، حين قال :

الشعوب اليوم بدأت في رسم المعالم المستقبلية عبر ثورات الكرامة ،
والتي يمكنها أن تترجم إلى نهضة حقيقة إذا ما وجدت الوعاء المعرفي
والبوصلة النهضوية عبر الانفتاح والمعرفة والترشيد.

أشكرك أخي عبد الصمد على طرحك القيّم و الواعي .

عبدالصمد حسن زيبار
12-02-2011, 07:18 PM
مقال رائع للأخ عبد الصمد
يستحق الوقوف والتفكر

من وجهة نظري المتواضعة وحسب معطيات الواقع العربي
سأعتبر أن هناك طفرة وعي وإدراك حدثت لدى الشعوب المقهورة وخاصة الشباب
فالإدراك هو وعي الواقع بما فيه من أحداث ووقائع
يبلور فكرا يستثير تحولا لما هو قائم

هذه الطفرة لنقطف ثمارها عليها أن تتقدم بزخم لإحداث النهضة الحقيقية
وفق استراتيجية محكمة الدراسة لا أن تكتفي بنجاحات محدودة وقتية
أو أن تسمح لمن يقف حائلا دون تقدمها
أو من يحاول أن يخطفها إلى وجهة أخرى

هناك طفرة وعي عربي طريق للنهضة المنتظرة
هذا ما نتمناه

المقال للتثبيت تقديرا
مع كل الإحترام للأستاذ عبد الصمد



القديرة زهراء
إستطعت أن تصلي إلى مقصد الطرح
شكرا على الإضافة و التثبيت

د. سمير العمري
13-02-2011, 12:28 PM
أشكر لك أخي عبد الصمد طرحك الفكري الثاقب وأراني أتفق معك في جل ما طرحت وإن وجدتني أختلف معك قليلا في بعض ما ورد فيه.

والحقيقة أنني أرى أن ما حدث يمثل طفرة فجائية من حيث مفهوم "من يعلق الجرس" ، وحينما قام بعض البطال في تونس بتعليق الجرس والإصرار على احتمال ألم اللهب الذي يستوجبه مثل هذه المبادرة الشجاعة فقد تحرك الشاعرع تحركا كافيا ليحقق جزءا مهما من الإنجاز بإسقاط الرأس وإلإبقاء على الجسد ولو بموت سريري ... المهم أنه بقي بشكل أو بآخر. وهذا الأمر دفع الشعب المصري ومن خلال حشد خجول سابق زاد بعد ثورة أحرار تونس فتم تعليق جرس جديد وبدأ بشكل اقل بكثير مما انتهى إليه ، ولنطن صادقين أن الاعتداد المصري بنفسه باعتبار مصر الشقيقة الكبرى والأحق بالدور الأكبر فقد حث هذا مشاعر العسب للمزيد من الإصرار والاحتمال بسقف مطالب أعلى وهذا ما حصل عليه الشعب المصري في النهاية بقطع الرأس والتخلص من الجسد ولا يزالون يحاولون التخلص من فلول العسكر الذي يمثل بشكل ما امتداد لظل الجسد المنهار.

الأمر إذًا لا أراه إلا طفرة بمعناها الدقيق إذ إن الكبت والضغط موجود منذ سنوات ولم يكن أحد يجرؤ على أن يفكر مجرد تفكير في المواجهة إلا بعد الذي كان من انفجار جماهيري مفاجئ بعد احتراق البوعزيزي تلاه نجاح غير متوقع للثورة وانهيار زين العابدين أمام هذه الثورة ولو لم يحدث هذا فما كان ليحدث ما حدث من زلزال التغيير المصري حتى لو استمر الكبت دهورا.

هذا يقودنا بشكل مباشر إلى فكرة التغيير الذي تحدثت عنه فهل الذي حدث كان بناء على رغبة واعية ومنظمة في التغيير؟؟ وهل كانت الخطوات مدبرة ومؤطرة أم أن الأمر كان انفجارا عاطفيا شعبيا عفويا؟؟
الجواب الأصوب والأدق في تقديري هو أن ما حدث إنما هو طفرة عفوية ومفاجئة وليس فيها رؤية محددة بل أمنيات وآمال عامة بلا خطط دقيقة أو خطوات مجدولة ، وهذا أمر يجدر التوقف أمامه طويلا وبعناية كافية كي لا ينحرف التيار المتدفق للحماسة الشعبية فيجرفهم ويجرفنا إلى اتجاهات تكون أكثر خطرا أو أكثر ضررا من واقع سابق مرير. وهذا لا يكون إلا بالمسارعة في وضع خطط واضحة المعالم وإسناد الأمر إلى أهله الحقيقين والتخلص التام من كل إرث الماضي وآثاره ثم بمتابعة أمينة لكل خطوة تخطيطا وتنفيذا دون التهاون في أدنى درجة من الجدية والحزم والدقة في ذلك.

هل هذا يكفي للوصول لحالة وعي ناهضة بالأمة على المدى الطويل وبعمومية الهدف؟؟

للأسف لا يكفي ، وهذا سيقودنا في تقديري لأحد أسس رابطة الواحة الثقافية الفكرية ألا وهو شعار "إعادة الصياغة". فالذي حدث إنما يمثل الخطوة الأولى في طريق العودة الطويل ، ولكي تستمر الخطوات واثقة قوية صحيحة دون خوار أو نكوص أو فتور أو جنوح يجب أن نتأكد من بناء الإنسان ذاته واصلاح اللبنة الأساسية في الأمة ، والحالة الراهنة بظروفها تيسر الأمر وتختصر المسافات والحاجة للمبادرة السريعة للاستفادة من هذا الدفع مهمة وضرورية بشكل كبير ، فالتغني المستمر بالشباب الذين قاموا بالثورة قد يكون عاملا مفسدا ، واعتبار قبامهم بالثورة صك غفران لقصورهم أو تقصيرهم في جوانب كثيرة هو خطأ قاتل قد ينتج عنه ما لا تحمد عقباه ، والرهان على الأيام لتربي وتصحح المسار هو أمر لا يقل خطأ ولا ضررا.

إن المطلوب في هذه المرحلة هو الحفاظ على المكتسبات والبدء الفوري في تطبيق منهج إعادة الصياغة بإحداث ثورة أخلاقية موازية للتخلص من كل ما لا يتوافق مع الخلق الإسلامي والشخصية العربية إضافة لترسيخ مفاهيم العمل المهني والتطبيق العلمي بما يخدم ويوجه المسار وهذا هو العبء الأكبر والأساس الأمتن لتحقيق طفرة ممنهجة ومنطمة بخطوات دقيقة وواضحة نحو مستقبل عربي أصلح وأصبح.


تحياتي

عبدالصمد حسن زيبار
14-02-2011, 01:11 PM
هل نصنّف ما يحدث في خانة النهضة حسب مفهوم العديد من المفكرين و منهم رجاء كارودي؟؟

و إن كان الجواب بلا ،فما الذي يجعل هذا الغضب و الاحتجاج الشعبي مختلفا عن ما حدث من قبل من ثورات ؟؟

و قد أجاب الأخ عبد الصمد على شطر السؤال الأول في آخر موضوعه ، حين قال :

الشعوب اليوم بدأت في رسم المعالم المستقبلية عبر ثورات الكرامة ،
والتي يمكنها أن تترجم إلى نهضة حقيقة إذا ما وجدت الوعاء المعرفي
والبوصلة النهضوية عبر الانفتاح والمعرفة والترشيد.

أشكرك أخي عبد الصمد على طرحك القيّم و الواعي .

القديرة نادية
طرحك مميز أضاف لموضوعي الكثير ... أشكرك
النهضة تغيير شامل لكل مناحي الحياة و ما نشهده طفرة متقدمة و تغيير جزئي و بتعبير آخر : مرحلة اليقظة و هي بعد الصحوة .
يمكن أن يكمل مساره من القيظة نحو النهضة عبر إستكمال دائرة الوعي و المعرفة و الفعل ...


و إن كان الجواب بلا ،فما الذي يجعل هذا الغضب و الاحتجاج الشعبي مختلفا عن ما حدث من قبل من ثورات ؟؟

جوابا على هذا التساؤل أقول :
كل الإحتاجات و الثورات السابقة مهدت الطريق و الحقيقة أن الشارع المصري قبل ثورة تونس كان يشهد غليانا و لم تكن تنقصه سوى الشرارة,أما التونسي فثورته نتيجة منطقية لسياسة القبضة الحديدة و تجفيف المنابع ثم تدخل الجيش في وجه ابن علي.

عبدالصمد حسن زيبار
14-02-2011, 01:58 PM
المكرم سمير العمري
أجدني كذلك أتفق معك في الكثير خصوصا في مشروع إعادة الصياغة وهو ما عبرت عنه بإستكمال الوعي و المعرفة,و كذلك أننا أمام حالة لم تصل إلى النهضة بعد
لكن أختلف معك أنها تدفق مشاعري فقط و حدث فجائي
قد تكون فجائية في زمن تحققها لكنها ليست كذلك في صيرورتها و مسارها ...

سيدي الكريم في تصوري المجتمع تسيره قوانينا و أسبابا تماما مثل الكون و النفس,و هذا ما يخالف القول بحدوث تغيير دون إستكمال شروطه و متطلباته ...
حتى الإنفجار العاطفي الشعبي له شروطه و مسبباته ... و منها حصول قدر من الوعي و الإدراك...

هذا الشباب المصري و عموم الشعب مؤطر في غالبيته فلنعلم الوجود البنيوي داخل المجتمع لتنظيك كالإخوان المسلمين مثلا ...و غيره من الفاعلين كشباب صناع الحياة مع عمرو خالد ... و الفعل القوي لوسائل الإعلام خصوصا الجزيرة ... و لنأخذ كمثال عدد الزائرين و المتتبعبن و الأعضاء لرابطة الواحة الثقافية من مصر .

و قد سبق لعدد من المفكرين الكبار و ليس الأدعياء التنبؤ بهذه الثورة و سقوط النظام المصري,كمثال الدكتور عبدالوهاب المسيري ففي حوار معه قبل وفاته و كأنه يصف مشاهد الثورة :

- في توصيفه للنظام :
ـ أظن أن النظام «يسقط ويعاني من سكرات السقوط «وبيلطش».
فالأثرياء أعطوا ظهورهم للفقراء والدولة باعت القطاع العام وانسحقت الطبقة الوسطي وانهك الفقراء في البحث عن لقمة العيش.
وهناك محاولة من النظام لطلاء الواقع من خلال تصريحات ووعود كاذبة فالأزمة التي تسبب فيها لا يستطيع أن يحلها من خلال تصريحاته لأنه نظام فاشل.

-و في جوابه عن سؤال : هل الشعب قادر علي تغيير الواقع الاستبدادي الذي يعيشه؟ قال

ـ أظن أن مظاهر التغيير طفت علي سطح الأحداث في السنة الماضية التي شهدت حسب تقديرات البعض 300 احتجاج واعتصام وإضراب فهناك «حالة من الفوقان» إن جاز التعبير.. الناس مضغوطة الأمور تتدهور يوما بعد يوم حياة المواطن العادي تحولت إلي بؤس مما دفع الناس إلي التعبير عن سخطها بأشكال مختلفة في الماضي كان الواحد يدخل القسم يضرب علي قفاه ويطلع ساكت الآن بيقاضي الشرطة وبيحصل علي أحكام قضائية، وبيحتج أمام الأقسام، «هناك حالة مختلفة» الناس بتطلع تحتج علي انقطاع المياه وغياب رغيف العيش.
و يضيف : ... طبيعي أن أي ثورة تنطلق من مطالب اجتماعية واقتصادية ثم تتطور بشكل طبيعي إلي مطالب سياسية وأظن أن حركة الجماهير الغاضبة ستتطور في المرحلة القادمة بعد إدراكها أن أصل الأزمة سياسي. ( وهو تنبؤ منه لما حدث)

- و يقول عن حركة كفاية المعارضة و غيرها : جاري الآن (الحوار قبل سنوات) مناقشة أربع أوراق عمل تقدمت بها قيادات «كفاية» كلها تدور حول كيفية التواصل بالجماهير وبحركات الاحتجاج، وهناك اقتراح باختيار بعض الشخصيات المستقلة التي تحظي باحترام واتفاق الجميع لتنزل إلي بؤر الغضب وتلتحم بالجماهير وسينطلق قريبا نداء «تضامن كل المصريين» الذي يدعو كل الأحزاب والجمعيات للتضامن لإسقاط هذا النظام.

- إستقبال الجماهير المصرية للجيش لم يكن فقط تقليدا لتونس إنما خطط سابقة يقول المسيري قبل سنوات و كأنه يصف الوقائع :

المؤسسة العسكرية لاعب أساسي ومواقفها وطنية ومنحازة للشعب علي طول الخط، ولو عدنا لأحداث يناير 1977 سنجد أن المؤسسة رفضت النزول للشارع إلا بعد تراجع السادات عن القرارات التي تسببت في الأزمة ولم تنزل للشارع إلا بعد هدوء الموقف.
وأعتقد أن القيادة الوطنية للجيش المصري التي لم تقبل بتغيير عقيدتها القتالية وظلت تعتبر «إسرائيل» هي العدو الأول بالرغم من الضغوط التي تعرضت لها ستنحاز لإرادة الشعب. و هذا ما حصل أخيرا.

ثورة الكرامة في مصر شارك بشكل أساسي في تأطيرها عدد من المثقفين و المعارضين أما غيابهم عن الواجهة فلكي لا تجهض بدعوى الخطر الإسلامي

خليل حلاوجي
19-02-2011, 01:09 PM
إذا ما قسناها بمنطق - روجي كارودي - فهي لا تحقق شروط النهضة! إذ أنها مؤشرات، ومعالم نحو تغيير وتحول، إذا فنحن في مرحلة "التغيير".

\


نحن نغير رؤوس الأنظمة

وننسى تغيير مادة الثورة ... ( الشعب ) ذاته
الشعب يفكر بنفس الرؤية
الشعب ينسى جلاديه
الشعب أدمن الخوف
الشعب تعود .. الكسل

ليس الظلم هو سبب أي ثورة بل الشعور بالظلم ... هكذا قال علي الوردي

\

لننتظر ونرى

ربيحة الرفاعي
20-02-2011, 02:48 AM
طرح ذكي هو نهج حرفك وديدنك
وقياسا على هذا التحليل الواعي لما قاله جارودي، فما كان هو باعتقادي طفرة بكل المقاييس، طفرة تحققت متطلباتها بتحقق حمل المجاميع الجماهيرية لميزات مغايرة لما حمل آبائها أدت لاختلاف استقبالها وتفاعلها مع ما يجري حولها، فكانت طفرة تاريخية حتى وإن لم يتحقق فيها ما أوضحه التحليل من حمل مشروع جديد بخطط اقتصادية اجتماعية وثقافية، تهيء "لطفرة تاريخية"، لأنها عندها كانت ستصبح مشروعا نهضويا، والطبيعي أن هذا المشروع هو خطوة تالية لطفرة التغيير، والتي لا بد من تحققها أصلا لتكون منها انطلاقة التغيير المطلوب في الأنماط المعيشية والبنى الفكرية.

وكما جاء في مداخلة الدكتور العمري فإن ما ذكرت من عوامل أدت للثورة التي عاشتها تونس ومن بعدها مصر، كانت موجودة منذ عقود لم يفكر أحد طوالها ولا جروء أحد على التفكير بالمواجهة أو التعبير عن امتعاض، لكن ما كان قد تحقق من حمل الجماهير لميزات جديدة، أحدثتها التغيرات الفعلية في وسائل الاتصال والتواصل وقواعد المعرفة، وترتب عليها اختلاف تفاعلها مع ما يجري، كانت هي قواعد الطفرة التاريخية التي أدت لردة فعل فاجأت العالم بأجهزة استخباراته، ومراكز أبحاثه المنتشرة بفروعها في أرجاء المعمورة تستقرىء نبض الشارع وتستجلي خبايا بنيته.

الآن وقد وصلنا الى هنا صار مطلوبا أن تتولى قيادات الشارع ونخبة المجتمع مهمة رسم الغايات والمحافظة على المكتسبات ووضع الخطط المستقبلية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، بما يكفل تحولا اجتماعيا راسخا وعميقا في ملامحه وامتداداته، ويؤسس لنهضة واعية على قاعدة من التحول الذي تحقق في طبيعة الأفراد والمجاميع في غفلة من الجميع.

موضوع قوي وعميق لعله من أهم ما يجب وعيه في هذه المرحلة من عمر الأمة وتاريخها

المبدع عبد الصمد زيبار

قراءتك تتطلب يقظة ووعيا

دمت بألق

عبدالصمد حسن زيبار
22-02-2011, 09:14 PM
إذا ما قسناها بمنطق - روجي كارودي - فهي لا تحقق شروط النهضة! إذ أنها مؤشرات، ومعالم نحو تغيير وتحول، إذا فنحن في مرحلة "التغيير".

\
نحن نغير رؤوس الأنظمة
وننسى تغيير مادة الثورة ... ( الشعب ) ذاته
الشعب يفكر بنفس الرؤية
الشعب ينسى جلاديه
الشعب أدمن الخوف
الشعب تعود .. الكسل
ليس الظلم هو سبب أي ثورة بل الشعور بالظلم ... هكذا قال علي الوردي
\

لننتظر ونرى

خليل شقيق الروح

لم أعهد عليك الإنتظارية
لم ننتظر و نرى

الشباب الذي أدمن الخوف يا صاحبي ثار ... مثلك و أنت الثوري بالسلم و العلم ... أنسيت

نعم أنا معك و لهذا قلت استكمال بناء دائرة الوعي

كما عودتنا نريدك معنا الآن و هنا

يرعاك الله يا صاحبي

أماني عواد
04-03-2011, 10:50 PM
الاستاذ عبد الصمد زيبار


طرح رائع ومعالجة ذكية


سأقف هناإذا ما قسناها بمنطق - روجي كارودي - فهي لا تحقق شروط النهضة! إذ أنها مؤشرات، ومعالم نحو تغيير وتحول، إذا فنحن في مرحلة "التغيير".

لكنه ليس تغيير عبر الطفرة - أي فجائي- فهو نتيجة تراكمات لجهود مجموعة من الفاعلين في قطاعات مختلفة (كالإعلام وجماعات المعارضة و المثقفين ...) ومن جهة أخرى نتيجة تراكم الضغط والكبت، أي الاختناق (غياب الحريات والنفس الأمني ...) ثم من جهة الثورة المعلوماتية

الطفرة بالمنطق البيولوجي وان كانت تات فجأة فثمة اسباب قد اوجدتها قد نحتملها وقد نصل لها وقد تغيب عنا. وقد تعمل بازمنة تطول وتقصر لتثبت نتائجها التي تاتينا فجاة والفارق هنا ان اسباب الطفرة تخفى عنا لتظهر نتائجها لنا جلية على عكس الثورة التي تظهر لنا اسبابها وتخفى علينا نتائجها

دمت مبدعا

عبدالصمد حسن زيبار
12-03-2011, 12:12 PM
الأستاذة ربيحة
مداخلتك لخصت جوهر القضية
بقي التالي وهو إستكمال صناعة النهضة و بدايتها بإعادة تشكيل الوعي و إعادة تركيب الخارطة الإدراكية خصوصا للنخب التي تقود الجماهير ...
تحياتي

عبدالصمد حسن زيبار
04-06-2011, 01:27 AM
المبدعة أماني

ملاحظتك دقيقة نعم هو الفارق بين الطفرة و الثورة
أضيف أننا تعلمنا من الأحداث أن التغيير يستحيل بدون إشراك الجماهير

تحياتي

بهجت عبدالغني
23-06-2011, 09:36 PM
لي عودة

بإذن الله تعالى

بهجت عبدالغني
02-07-2011, 09:38 PM
الطفرة عبارة عن قنبلة موقوتة لا يعلم أحد متى تنفجر ..

والنهضة عبارة عن صناعة وعي وسقيه إلى أن يكون شجرة باسقة ..

وعليه فاني اتفق مع الأستاذة أماني عواد في ان الطفرة لها أسبابها أيضاً

لكنها تكون مخفية لتظهر فجأة في جيل ..

واتفق مع الأستاذ خليل في ان الأهم في المعادلة هي الشعوب ووعيها للتغييرات التي تحصل ..

بالطبع فإن المثالية في مثل هذه الأمور ، بل في حركة التاريخ كلها مستحيلة .. فنحن نخوض تجربة بشرية .. ولكن

الأهم هو ان تعي الشعوب الموقف وان تستمر في بناء وعيها وإدراكها ، لنحصل على نهضة حقيقية ..

وعلينا الحذر من تكرار أخطاء الماضي

فإني رأيت التاريخ لا يعطي فرصه بسهولة

والحذر الحذر من عيون الذئاب التي تراقب من هناك .. من الغرب ..

والحذر الحذر من سرّاق الثورة


معادلة التغيير اليوم :
الطفرة + وعي = نهضة



الأستاذ السامق عبدالصمد

موضوع جميل وطرح أروع

دمت بخير ..

خليل حلاوجي
24-07-2011, 03:11 PM
صاحبي في التفاؤل
في اللحظة التي تتخلص عقليتنا من معضلتين
الحقيقة تقع في الماضي
نصرنا على العدو بلغة الاماني تكفي
عندها
سيظهر الفكر الثوري الذي اعول عليه في التصحيح

عبدالصمد حسن زيبار
25-07-2011, 09:26 PM
الطفرة عبارة عن قنبلة موقوتة لا يعلم أحد متى تنفجر ..

والنهضة عبارة عن صناعة وعي وسقيه إلى أن يكون شجرة باسقة ..

وعليه فاني اتفق مع الأستاذة أماني عواد في ان الطفرة لها أسبابها أيضاً

لكنها تكون مخفية لتظهر فجأة في جيل ..

واتفق مع الأستاذ خليل في ان الأهم في المعادلة هي الشعوب ووعيها للتغييرات التي تحصل ..

بالطبع فإن المثالية في مثل هذه الأمور ، بل في حركة التاريخ كلها مستحيلة .. فنحن نخوض تجربة بشرية .. ولكن

الأهم هو ان تعي الشعوب الموقف وان تستمر في بناء وعيها وإدراكها ، لنحصل على نهضة حقيقية ..

وعلينا الحذر من تكرار أخطاء الماضي

فإني رأيت التاريخ لا يعطي فرصه بسهولة

والحذر الحذر من عيون الذئاب التي تراقب من هناك .. من الغرب ..

والحذر الحذر من سرّاق الثورة


معادلة التغيير اليوم :
الطفرة + وعي = نهضة

الأستاذ السامق عبدالصمد

موضوع جميل وطرح أروع

دمت بخير ..


الحبيب بهجت
معادلتك
الطفرة+وعي=نهضة :
النهضة المبنية على منطق الطفرات الفجائية في زمن أصبح فيه التغيير صناعة ربما أقرب للروتوش أو التجميل منه إلى نهضة حقيقية

و معادلتي هي :
وعي+فهم(استيعاب)+إدراك و هي مراحل البناء = إنسان النهضة
و
إنسان النهضة+المكان(فضاء الحركة الفعالية والانتاج...)+الزمن(التراكم الخبرة ...)=نهضة هي معادلة ابن نبي المعروفة

تحياتي لأخ في الوجع

خليل حلاوجي
30-07-2011, 08:04 AM
لاتقنع اهل بيت آيل للسقوط بمغادرته

ابن لهم بيتا جديدا

وهم سينتقلون اليه طواعية

/

البيت الفكري الجديد مهمتنا
وارانا عاجزون


من اجل ذلك انا خائف على غد الثورة

اشتاقك ايها الحبيب والله

عبدالصمد حسن زيبار
14-12-2011, 12:54 PM
خليل أنت خائف و أنا متفائل من مستقبل الثورة
أقله أننا نشهد حراكا أي أننا قطعنا مع عقود و عقلية السكون و السلبية
و عليه فأدوار النخب اليوم أكثر ضرورة ...
علينا أن نستحضر موضوعات مهمة مثل :
التغيير التراكمي
الثورة التشاركية
التغيير السنني
فليعني الله و أكتب عن الثورة و أوجهها الفريدة و المأمولة .

بهجت عبدالغني
14-12-2011, 04:13 PM
الحبيب بهجت
معادلتك
الطفرة+وعي=نهضة :
النهضة المبنية على منطق الطفرات الفجائية في زمن أصبح فيه التغيير صناعة ربما أقرب للروتوش أو التجميل منه إلى نهضة حقيقية

و معادلتي هي :
وعي+فهم(استيعاب)+إدراك و هي مراحل البناء = إنسان النهضة
و
إنسان النهضة+المكان(فضاء الحركة الفعالية والانتاج...)+الزمن(التراكم الخبرة ...)=نهضة هي معادلة ابن نبي المعروفة

تحياتي لأخ في الوجع



اتفق معك على ان التغيير اصبح اليوم صناعة وفن ..

وقصدت بالطفرة تلك الحالة التي ينفجر فيها لحظة الوعي .. الوعي الذي يخضع لتلك الصناعة والفن ..

والقرآن يعلمنا في حشد من آياته المباركة ان التغيير والثورة لا تبدأ من الفراغ ، وانها لا تنزل من السماء الى الارض

بل يؤكد لنا مراراً وتكراراً ان الثورة تبدأ في النفس أولاً ، ثم المحيط الخارجي القريب ثم البعيد فالابعد ..

لترتقي ثورة مباركة فاعلة في تصحيح مسيرة الانسان

وفق المنهج المرسوم ..




دعائي ..

عبدالصمد حسن زيبار
21-06-2012, 01:30 AM
رحم الله العلم الكبير و المنارة التي غادرتنا إلى دار البقاء المفكر الإنسان رجاء كارودي

وليد عارف الرشيد
21-06-2012, 07:33 PM
موضوع قيم وثري ومفيد من فكرٍ وأديبٍ راقٍ يعرف كيف وماذا ومتى يختار المواضيع .
في الحقيقة كفى الأساتذة ووفوا في طرح كل ما خطر ببالي أثناء قراءة الموضوع، فقط أحببت أن أركز على نقطة مهمة :
أثبت تاريخنا كتجربة ينبغي أن نستنتج منها والواقع الحالي والتوازنات القائمة على تحييد الإسلام كعامل جد مهم في تركيبة المنطقة وهذا ما علينا استقراؤه جيدًا ، أنه ما كان لهذه الأمة على اعدد انتماءاتها وولاءاتها وتسلط الديكتاتوريات الموظفة بعناية للكبت والعزل والتخلف ، أقول كا كان لها أن تنهض قبل طفرة التغيير والتي أتفق مع أستاذنا الكبير الدكتور سمير في توصيفها .
محبتي وتقديري وشكري لك أستاذ عبد الصمد كما يليق

عبدالصمد حسن زيبار
30-08-2012, 09:25 PM
موضوع قيم وثري ومفيد من فكرٍ وأديبٍ راقٍ يعرف كيف وماذا ومتى يختار المواضيع .
في الحقيقة كفى الأساتذة ووفوا في طرح كل ما خطر ببالي أثناء قراءة الموضوع، فقط أحببت أن أركز على نقطة مهمة :
أثبت تاريخنا كتجربة ينبغي أن نستنتج منها والواقع الحالي والتوازنات القائمة على تحييد الإسلام كعامل جد مهم في تركيبة المنطقة وهذا ما علينا استقراؤه جيدًا ، أنه ما كان لهذه الأمة على اعدد انتماءاتها وولاءاتها وتسلط الديكتاتوريات الموظفة بعناية للكبت والعزل والتخلف ، أقول كا كان لها أن تنهض قبل طفرة التغيير والتي أتفق مع أستاذنا الكبير الدكتور سمير في توصيفها .
محبتي وتقديري وشكري لك أستاذ عبد الصمد كما يليق

نعم ما نحتاجه هو الاسلام بما يحمله من قيم تعيد انتاج الانسان الثائر لصالح الانسان ...